tgoop.com/ahlussonna/3066
Last Update:
إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه.
إنّ الأعمال لا تُقْبَل عند الله إلا أنْ تُوافِق الشريعة، وموافقةُ الشَّرع وعدم مُوافَقَته لا يُعرف إلا بالعلم، والعِلمُ لا يُؤخَذُ إلا مِن أفواه العلماء، ولا تكفي مطالعة الكتب بغير تَلَقٍّ مِن أفواه العلماء، بل كثيرٌ من الناس الذين يَضِلُّون سَبَبُه أنهم لا يَتَلَقُّون عِلمَ الدين من أفواه العلماء بل يعتمدون على المطالعة في مُؤلَّفات العلماء، فكيف الذي يطالع في الكتب التي حُشِيَتْ بالأحاديث المكذوبة والأخبار المعلولة والغُلُوّ المذموم والكَذِب على الدين والتجسيم والتشبيه أي تشبيه الله بخلقه والعياذ بالله تعالى.
فقد قال الحافظ الكبير الخطيب البغدادي نقلاً عن بعض المحدِّثين:
(مَن طالَع الكُتُبَ لنفسهِ بدونِ مُعَلِّمٍ يُسمَّى صُحُفِيًّا ولا يُسمى مُحَدِّثَا ومَن قَرأ القُرءآن لِنَفْسه بِدُون مُعَلِّمٍ يُسَمَّى مُصْحَفِيًّا ولا يسمى قارئًا).
و قال الشافعيّ رضي الله عنه:
مَنْ تَفَقّهَ مِن بُطُون الكتُب ضَيّعَ الأحكام.
وكانَ بعضُهم يقول:
مِنْ أَعظَم البَلِيّةِ تَشَيُّخ الصّحَفِيّة ، أي الذينَ تَعلّموا مِن الصُّحُف.
87 مِن تَذكِرة السّامِع والمتكلّم في أدب العَالم والمتعلّم للقَاضِي إبراهيم بن جَماعة المُتوفّى سنة 733 هجرية.
فقد قال أهل العلم:
لا تحسبن بجمع الكتب مثلنا تصير *** فالدجاجة لها ريش لكنها لا تطير
العلم لا يؤخذ من كتاب أو دليل *** انتبه حتى لا تصبح له أسير
خذ العلم من متعلم جليل *** فلن تفيدك الكتب ولو قليل
و إن كان المعنى به كثير *** فالدجاجة لها ريش لكنها لا تطير
إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه.
وكان أبو حيّان الأندلسيّ النَّحْوي كثِيرًا ما ينشد:
يَظُنُّ الغَمْرُ أنَّ الكُتْبَ تَهْـدِي*** أَخـَا فَـهْمٍ لِإدْراكِ العُلُـــومِ
وَمـا يَدْرِي الجَـهُولُ بِأنَّ فِيـها *** غَوامِضَ حَيَّرَتْ عَقْلَ الفَهِيمِ
إِذا رُمْتَ العُلُومَ بِغَيْرِ شَيْــخٍ *** ضَلَلْتَ عَنِ الصِّراطِ المُسْتَقِيمِ
وتَلْتَبِسُ الأمورُ عَلَيْكَ حَتَّـى *** تَصِيرَ أَضَلَّ مِن تُومَا الحَــكِيمِ
* الغُمْر: الجاهل الذي لم يُجَرِّب الأُمور.
* رُمْتَ: طَلَبْتَ.
وتوما هذا كان طبيبا، ولكن تَطَــبُّبُه مِن الكُتُب، وقد وَقَع التَّصحيف في بَعض الكتُب التي عِندَه، فكان يَقْرَأ: (الحيَّةُ السَّوداء شِفاءٌ مِن كُلّ داءٍ). تَصَحَّفَتْ كَلِمَة (حَبّة) إلى (حَيّة) فمَاتَ بِسَبَب تَطَبـُّبِه خَلْقٌ كَثِير.
فلا تكون المعرفة بمطالعة الكتب بل باختيار عارف ثقة أخذ العلم عَمَّن قبله بالسند المتصل فنـتلقى منه العلم الشرعي الصافي الخالي من الأفكار الدسيسة والآراء المنحرفة.
وسبحان الله والحمد لله، والله أعلم.
BY أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
Share with your friend now:
tgoop.com/ahlussonna/3066