يقول أحد الربانيين رضي الله عنه ورحمه الله تعالى:
لا يسعنا في هذا "الجو المائج بالصراع الفكري، إلا أن:
- نعتصم بحبل الله المتين
- وننبذ الخلافات الفرعية الاجتهادية
- ونربط القلوب بالله تعالى".
لا يسعنا في هذا "الجو المائج بالصراع الفكري، إلا أن:
- نعتصم بحبل الله المتين
- وننبذ الخلافات الفرعية الاجتهادية
- ونربط القلوب بالله تعالى".
يقول العز بن عبد السلام رَحِمَهُ اللهُ في رسائله في التوحيد صـ ١٢ ما نصه: «فالله متكلم بكلام قديم أزلي ليس بحرف ولا صوت ولا يتصور في كلامه أن ينقلب مدادًا في اللوح والأوراق شكلا ترمقه العيون والأحداق كما زعم أهل الحشو والنفاق، بل الكتابة من أفعال العباد ولا يتصور من أفعالهم أن تكون قديمة، ويجب احترامها لدلالتها على كلامه، كما يجب احترام أسمائه لدلالتها على ذاته إلى أن قال: «فويل لمن زعم أن كلام الله القديم شيء من ألفاظ العباد أو رسم من أشكال المداد» اهـ.
من كلمات المربي العالم العارف بالله الشيخ محمد زكى إبراهيم
رائد العشيرة المحمدية بمصر المحروسة
1. ما هو المقصود بالتصوف الإسلامي؟
1. وهل مورس هذا التصوف في عهد رسول الله e ؟
2. ولماذا يختلفون في تعريف التصوف؟
3. ولماذا يختلفون في تحديد مصادره؟
الجواب:
1. المقصود بالتصوف الإسلامي، يعرف من تعريفاته كثيرة:
التي تتلخص كلها في أن:
" التصوف هو: التخلّي عن كل دَنِى، والتحلّي بكلى سَنى " سلوكاً إلى مراتب القرب والوصول، فهو إعادة بناء الإنسان، وربطه بمولاه في كل فكر، وقول، وعمل، ونية، وفى كل موقع من مواقع الإنسانية في الحياة العامة ".
ويمكن تلخيص هذا التعريف في كلمة واحدة، هي: (التقوى) في أرقى مستويات الحسية، والمعنوية.
فالتقوى عقيدة، وخٌلق، فهي معاملة الله بحسن العبادة، ومعاملة العبادِ بحسن الخلق، وهذا الاعتبار هو ما نزل به الوحي على كل نبي، وعليه تدور حقوق الإنسانية الرفيعة في الإسلام.
وروح التقوى هو (التزَكّي) و ] قد أفلح من تزكّى [ " سورة الأعلى، الآية: 14.
و ] قد أفلح من زكاها [ " سورة الشمس، الآية: 9 ".
2. وبهذا المعنى تستطيع أن تستيقن بأن التصوف قد مُورس فعلاً في العهد النبوي، والصحابة، والتابعين، ومن بعدهم.
وقد امتاز التصوف مثلاً بالدعوة، والجهاد، والخلق، والذكر، والفكر، والزهد في الفضول، وكلها من مكونات التقوى (أو التزَكّي) وبهذا يكون التصوف مما جاء به الوحي، ومما نزل به القرآن، ومما حثت عليه السنة، فهو مقام
(الإحسان) فيها، كما أنه مقام التقوى في القرآن والإحسان في الحديث: مقامُ الربانية الإسلامية، يقول تعالى: ] كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب بما كنتم تدرسون [ " سورة آل عمران، الآية: 79.
هذا هو التصوف الذي نعرفه، فإذا كان هناك تصوف يخالف ذلك، فلا شأن لنا به، ووزره على أهله، ونحن لا نُسأل عنهم فــ " كل امرئ بما كسب رهين " والمتمصوف شيء، والصوفي شيء آخر.
3. أما الاختلاف في تعريف التصوف، فهو راجع إلى منازل الرجال في معارج السلوك ، فكل واحد منهم ترجم إحسانه في مقامه ، وهو لا يعارض أبداً مقامَ سواه ؛ فإن الحقيقة واحدة ، وهى كالبستان الجامع ، كلٌ سالك وقف تحت شجرة منها فوصفها ، ولم يقل إنه ليس بالبستان شجرٌ سواها، ومهما اختلفت التعريفات ، فإنها تلتقى عند رتبة من التزكية والتقوى : أي الربانية الإسلامية ، أي ( التصوف ) على طريق الهجرة إلى الله ] ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين [ " سورة الذاريات ، الآية 50 – وقال : ] إني مهاجر إلى ربى [ " سورة العنكبوت ، الآية : 26 " .
فالواقع أنها جميعاً تعريف واحد، يُكمل بعضه بعضاً.
4. أما الاختلاف في تحديد مصادر التصوف، فدسيسة من دسائس أعداء الله؛ فالتصوف كما قدمنا " ربانية الإسلام"، فهو عبادة، وخلق، ودعوة، واحتياط، وأخذ بالعزائم، واعتصام بالقيم الرفيعة، فمن ذا الذي يقول: إنه هذه المعاني ليست من صميم الإسلام؟
إنها مغالطات، أو أغالط نظروا فيها إلى هذا الركام للدخول على التصوف من المذاهب الشاذة، أو الضالة، ولم ينظروا إلى حقيقة التصوف.
والحكم على الشيء بالدخول عليه: غلطٌ أو مغالطة.
والحكم على المجموع بتصرف أفراد انتسبوا إليه صدقاً أو كذباً: ظلم مبين..
وهل من المعقول أن يترك المسلمون إسلامهم مثلاً لشذوذ طائفة منهم تشرب الخمر، أو تمارس الزنا، أو تحلل ما حرم الله؟
وهل عملُ هؤلاء يكون دليلاً على ان الإسلام ليس من عند الله؟! .... شيئاً من التدبر أيها الناس. !!!
المصدر: كتاب أبجدية التصوف للشيخ محمد زكي إبراهيم ص 13ـــــ15
رائد العشيرة المحمدية بمصر المحروسة
1. ما هو المقصود بالتصوف الإسلامي؟
1. وهل مورس هذا التصوف في عهد رسول الله e ؟
2. ولماذا يختلفون في تعريف التصوف؟
3. ولماذا يختلفون في تحديد مصادره؟
الجواب:
1. المقصود بالتصوف الإسلامي، يعرف من تعريفاته كثيرة:
التي تتلخص كلها في أن:
" التصوف هو: التخلّي عن كل دَنِى، والتحلّي بكلى سَنى " سلوكاً إلى مراتب القرب والوصول، فهو إعادة بناء الإنسان، وربطه بمولاه في كل فكر، وقول، وعمل، ونية، وفى كل موقع من مواقع الإنسانية في الحياة العامة ".
ويمكن تلخيص هذا التعريف في كلمة واحدة، هي: (التقوى) في أرقى مستويات الحسية، والمعنوية.
فالتقوى عقيدة، وخٌلق، فهي معاملة الله بحسن العبادة، ومعاملة العبادِ بحسن الخلق، وهذا الاعتبار هو ما نزل به الوحي على كل نبي، وعليه تدور حقوق الإنسانية الرفيعة في الإسلام.
وروح التقوى هو (التزَكّي) و ] قد أفلح من تزكّى [ " سورة الأعلى، الآية: 14.
و ] قد أفلح من زكاها [ " سورة الشمس، الآية: 9 ".
2. وبهذا المعنى تستطيع أن تستيقن بأن التصوف قد مُورس فعلاً في العهد النبوي، والصحابة، والتابعين، ومن بعدهم.
وقد امتاز التصوف مثلاً بالدعوة، والجهاد، والخلق، والذكر، والفكر، والزهد في الفضول، وكلها من مكونات التقوى (أو التزَكّي) وبهذا يكون التصوف مما جاء به الوحي، ومما نزل به القرآن، ومما حثت عليه السنة، فهو مقام
(الإحسان) فيها، كما أنه مقام التقوى في القرآن والإحسان في الحديث: مقامُ الربانية الإسلامية، يقول تعالى: ] كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب بما كنتم تدرسون [ " سورة آل عمران، الآية: 79.
هذا هو التصوف الذي نعرفه، فإذا كان هناك تصوف يخالف ذلك، فلا شأن لنا به، ووزره على أهله، ونحن لا نُسأل عنهم فــ " كل امرئ بما كسب رهين " والمتمصوف شيء، والصوفي شيء آخر.
3. أما الاختلاف في تعريف التصوف، فهو راجع إلى منازل الرجال في معارج السلوك ، فكل واحد منهم ترجم إحسانه في مقامه ، وهو لا يعارض أبداً مقامَ سواه ؛ فإن الحقيقة واحدة ، وهى كالبستان الجامع ، كلٌ سالك وقف تحت شجرة منها فوصفها ، ولم يقل إنه ليس بالبستان شجرٌ سواها، ومهما اختلفت التعريفات ، فإنها تلتقى عند رتبة من التزكية والتقوى : أي الربانية الإسلامية ، أي ( التصوف ) على طريق الهجرة إلى الله ] ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين [ " سورة الذاريات ، الآية 50 – وقال : ] إني مهاجر إلى ربى [ " سورة العنكبوت ، الآية : 26 " .
فالواقع أنها جميعاً تعريف واحد، يُكمل بعضه بعضاً.
4. أما الاختلاف في تحديد مصادر التصوف، فدسيسة من دسائس أعداء الله؛ فالتصوف كما قدمنا " ربانية الإسلام"، فهو عبادة، وخلق، ودعوة، واحتياط، وأخذ بالعزائم، واعتصام بالقيم الرفيعة، فمن ذا الذي يقول: إنه هذه المعاني ليست من صميم الإسلام؟
إنها مغالطات، أو أغالط نظروا فيها إلى هذا الركام للدخول على التصوف من المذاهب الشاذة، أو الضالة، ولم ينظروا إلى حقيقة التصوف.
والحكم على الشيء بالدخول عليه: غلطٌ أو مغالطة.
والحكم على المجموع بتصرف أفراد انتسبوا إليه صدقاً أو كذباً: ظلم مبين..
وهل من المعقول أن يترك المسلمون إسلامهم مثلاً لشذوذ طائفة منهم تشرب الخمر، أو تمارس الزنا، أو تحلل ما حرم الله؟
وهل عملُ هؤلاء يكون دليلاً على ان الإسلام ليس من عند الله؟! .... شيئاً من التدبر أيها الناس. !!!
المصدر: كتاب أبجدية التصوف للشيخ محمد زكي إبراهيم ص 13ـــــ15
1. من هو الصوفي؟
2. وبماذا يمتاز عن عامة المسلمين؟
3. وهل هناك فرق بينه وبين التقي، أو المؤمن، أو المسلم، أو الصديق؟
4. وإذا لم يكن هناك فرق، فلماذا الإصرار على استخدام الاصطلاح؟
الجواب:
1. تستطيع أن تعرّف الصوفي الحق، بأنه المسلم النموذجي، فقد اجمع كافة أئمة التصوف على أن التصوف هو الكتاب والسنة، فى نقاء وسماحة واحتياط، وشَرَطَه أئمة التصوف في مريديهم أخذاً من قوله تعالى: ] ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون [ " سورة آل عمران، الآية 79 "
والعلم هنا أولاً: علم الدين بدعامتيه " الكتاب والسنة "، ثم هما بدورهما منبع كل علم إنساني نافع، على مستوى كافة الحضارات، وتقدم البشرية، ومقتضى تطور الحياة.
فالتصوف إذن هو: ربانية الإسلام الجامعة للدين والدنيا (قال الشيخ شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد السهروردي رحمه الله تعالى: " إن الصوفي من يضع الأشياء في مواضعها ويدبر الأوقات، والأحوال كلها بالعلم، يقيم الخلق مقامهم، ويقيم أمر الخلق مقامه، ويَستر ما ينبغي أن يُستر، ويُظهر ما ينبغي أن يظهر، ويأتي بالأمور من مواضعها بحضور عقل، وصحة توحيد، وكمال معرفة، ورعاية صدق وإخلاص " {راجع الخطط التوفيقية لــ " علي باشا مبارك رحمه الله تعالى جـ1 ص90 طبع المطبعة الأميرية سنة 1305 هـ}.
ومن هنا جاء قول أئمة التصوف، وفى مقدمتهم (الإمام الجنيد رحمه الله تعالى): " من لم يَحصل علوم القرآن والحديث، فليس بصوفي "، وأجمع على ذلك كل ائمة التصوف، من قبل ومن بعد، وتستطيع مراجعة نصوص أقوالهم عند القشيري، والشعراني، ومن بينهما، ومن بعدهما.
2. أما الامتياز عن عامة المسلمين؛ فالقاعدة الإسلامية هنا هي العمل؛ فإذا عمل الصوفي بمقتضى ما يتعين عليه كقدوة وداعية، امتاز بمقدار جهده، شأن كل متخصص وإلا فهو دون كل الناس إذا انحرف أو شذ، بل إن تجاوز.
فالصوفية يجعلون خلاف الأولى في مرتبة الحرام اتقاءً للشبهات، واستبراءٌ للعرض والدين (أي من حيث المعاملة لا من حيث التقرير الفقهي والشرعي) "ومن نصوص الحديث – كما في الفتح الكبير قوله e :
«الحَلاَلُ بَيِّنٌ، والحَرامُ بَيِّنٌ، وبَيْنَهُما مُشَبَّهاتٌ لاَ يَعْلَمُها كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ، فَمَنِ اتَّقى المُشَبَّهاتِ اسْتَبْرَأ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ فِي الشُّبُهاتِ: كَراعٍ يَرْعى حَوْلَ الحِمى، يُوشِكُ أنْ يُواقِعَهُ، ألاَ وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألاَ إنَّ حِمى اللَّهِ فِي أرْضِهِ مَحارِمُهُ، ألاَ وإنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألاَ وهِيَ القَلْبُ» " رواه الأربعة، والبخاري ومسلم ".
وهم يعرفون كيف أن السلف كانوا يتركون تسعة أعشار الحلال: خوف الوقوع في الحرام، فهم يؤمنون بهذا، ويحاولون العمل به. "هو من كلام سيدنا عمر " قال سيدنا عمر رضي الله عنه: كنا ندع تسعة أعشار الحلال مخافة الوقوع في الحرام. الإحياء ج 2 ص 95.
والله تعالى يقول: ] ولكل درجات مما عملوا [ فالعمل هو أساس الامتياز.
3. أما مسألة الفرق بين الصوفي، والمسلم، والمؤمن، والتقي:
فإن الإسلام شرع لنا تعريف الناس بخصائصهم، وذِكْرهم بما يميزهم عن غيرهم، وقد ذكر الله المهاجرين والأنصار بخصيصتهم: تعريفاً، وهم مسلمون مؤمنون أتقياء، وذكر رسول الله e بلالاً الحبشيّ، وصهيباً الروميّ، وسلمان الفارسي بما يميزهم من الألقاب، وهم مسلمون مؤمنون أتقياء.
وذكر القرآن من المسلمين أصنافاً: الخاشعين، والقانتين، والتائبين، والمتصدقين، والعابدين، والحامدين، والسائحين وغيرهم، وكلهم من أهل ] لا إله إلا الله [ .
إذن، فذكر إنسان بخصيصة عُرف بها عند الناس، سنة قرآنية ونبوية، وما دامت هذه الطائفة، قد عرفت باسم الصوفية لسبب أو لآخر، فليس بدعاً أن تُدعى بهذا الاسم.
المصدر: كتاب أبجدية التصوف للشيخ محمد زكي إبراهيم ص 16ـــــ18
2. وبماذا يمتاز عن عامة المسلمين؟
3. وهل هناك فرق بينه وبين التقي، أو المؤمن، أو المسلم، أو الصديق؟
4. وإذا لم يكن هناك فرق، فلماذا الإصرار على استخدام الاصطلاح؟
الجواب:
1. تستطيع أن تعرّف الصوفي الحق، بأنه المسلم النموذجي، فقد اجمع كافة أئمة التصوف على أن التصوف هو الكتاب والسنة، فى نقاء وسماحة واحتياط، وشَرَطَه أئمة التصوف في مريديهم أخذاً من قوله تعالى: ] ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون [ " سورة آل عمران، الآية 79 "
والعلم هنا أولاً: علم الدين بدعامتيه " الكتاب والسنة "، ثم هما بدورهما منبع كل علم إنساني نافع، على مستوى كافة الحضارات، وتقدم البشرية، ومقتضى تطور الحياة.
فالتصوف إذن هو: ربانية الإسلام الجامعة للدين والدنيا (قال الشيخ شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد السهروردي رحمه الله تعالى: " إن الصوفي من يضع الأشياء في مواضعها ويدبر الأوقات، والأحوال كلها بالعلم، يقيم الخلق مقامهم، ويقيم أمر الخلق مقامه، ويَستر ما ينبغي أن يُستر، ويُظهر ما ينبغي أن يظهر، ويأتي بالأمور من مواضعها بحضور عقل، وصحة توحيد، وكمال معرفة، ورعاية صدق وإخلاص " {راجع الخطط التوفيقية لــ " علي باشا مبارك رحمه الله تعالى جـ1 ص90 طبع المطبعة الأميرية سنة 1305 هـ}.
ومن هنا جاء قول أئمة التصوف، وفى مقدمتهم (الإمام الجنيد رحمه الله تعالى): " من لم يَحصل علوم القرآن والحديث، فليس بصوفي "، وأجمع على ذلك كل ائمة التصوف، من قبل ومن بعد، وتستطيع مراجعة نصوص أقوالهم عند القشيري، والشعراني، ومن بينهما، ومن بعدهما.
2. أما الامتياز عن عامة المسلمين؛ فالقاعدة الإسلامية هنا هي العمل؛ فإذا عمل الصوفي بمقتضى ما يتعين عليه كقدوة وداعية، امتاز بمقدار جهده، شأن كل متخصص وإلا فهو دون كل الناس إذا انحرف أو شذ، بل إن تجاوز.
فالصوفية يجعلون خلاف الأولى في مرتبة الحرام اتقاءً للشبهات، واستبراءٌ للعرض والدين (أي من حيث المعاملة لا من حيث التقرير الفقهي والشرعي) "ومن نصوص الحديث – كما في الفتح الكبير قوله e :
«الحَلاَلُ بَيِّنٌ، والحَرامُ بَيِّنٌ، وبَيْنَهُما مُشَبَّهاتٌ لاَ يَعْلَمُها كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ، فَمَنِ اتَّقى المُشَبَّهاتِ اسْتَبْرَأ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ فِي الشُّبُهاتِ: كَراعٍ يَرْعى حَوْلَ الحِمى، يُوشِكُ أنْ يُواقِعَهُ، ألاَ وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألاَ إنَّ حِمى اللَّهِ فِي أرْضِهِ مَحارِمُهُ، ألاَ وإنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألاَ وهِيَ القَلْبُ» " رواه الأربعة، والبخاري ومسلم ".
وهم يعرفون كيف أن السلف كانوا يتركون تسعة أعشار الحلال: خوف الوقوع في الحرام، فهم يؤمنون بهذا، ويحاولون العمل به. "هو من كلام سيدنا عمر " قال سيدنا عمر رضي الله عنه: كنا ندع تسعة أعشار الحلال مخافة الوقوع في الحرام. الإحياء ج 2 ص 95.
والله تعالى يقول: ] ولكل درجات مما عملوا [ فالعمل هو أساس الامتياز.
3. أما مسألة الفرق بين الصوفي، والمسلم، والمؤمن، والتقي:
فإن الإسلام شرع لنا تعريف الناس بخصائصهم، وذِكْرهم بما يميزهم عن غيرهم، وقد ذكر الله المهاجرين والأنصار بخصيصتهم: تعريفاً، وهم مسلمون مؤمنون أتقياء، وذكر رسول الله e بلالاً الحبشيّ، وصهيباً الروميّ، وسلمان الفارسي بما يميزهم من الألقاب، وهم مسلمون مؤمنون أتقياء.
وذكر القرآن من المسلمين أصنافاً: الخاشعين، والقانتين، والتائبين، والمتصدقين، والعابدين، والحامدين، والسائحين وغيرهم، وكلهم من أهل ] لا إله إلا الله [ .
إذن، فذكر إنسان بخصيصة عُرف بها عند الناس، سنة قرآنية ونبوية، وما دامت هذه الطائفة، قد عرفت باسم الصوفية لسبب أو لآخر، فليس بدعاً أن تُدعى بهذا الاسم.
المصدر: كتاب أبجدية التصوف للشيخ محمد زكي إبراهيم ص 16ـــــ18
1. من هو الصوفي؟
2. وبماذا يمتاز عن عامة المسلمين؟
3. وهل هناك فرق بينه وبين التقي، أو المؤمن، أو المسلم، أو الصديق؟
4. وإذا لم يكن هناك فرق، فلماذا الإصرار على استخدام الاصطلاح؟
الجواب:
1. تستطيع أن تعرّف الصوفي الحق، بأنه المسلم النموذجي، فقد اجمع كافة أئمة التصوف على أن التصوف هو الكتاب والسنة، فى نقاء وسماحة واحتياط، وشَرَطَه أئمة التصوف في مريديهم أخذاً من قوله تعالى: ] ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون [ " سورة آل عمران، الآية 79 "
والعلم هنا أولاً: علم الدين بدعامتيه " الكتاب والسنة "، ثم هما بدورهما منبع كل علم إنساني نافع، على مستوى كافة الحضارات، وتقدم البشرية، ومقتضى تطور الحياة.
فالتصوف إذن هو: ربانية الإسلام الجامعة للدين والدنيا (قال الشيخ شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد السهروردي رحمه الله تعالى: " إن الصوفي من يضع الأشياء في مواضعها ويدبر الأوقات، والأحوال كلها بالعلم، يقيم الخلق مقامهم، ويقيم أمر الخلق مقامه، ويَستر ما ينبغي أن يُستر، ويُظهر ما ينبغي أن يظهر، ويأتي بالأمور من مواضعها بحضور عقل، وصحة توحيد، وكمال معرفة، ورعاية صدق وإخلاص " {راجع الخطط التوفيقية لــ " علي باشا مبارك رحمه الله تعالى جـ1 ص90 طبع المطبعة الأميرية سنة 1305 هـ}.
ومن هنا جاء قول أئمة التصوف، وفى مقدمتهم (الإمام الجنيد رحمه الله تعالى): " من لم يَحصل علوم القرآن والحديث، فليس بصوفي "، وأجمع على ذلك كل ائمة التصوف، من قبل ومن بعد، وتستطيع مراجعة نصوص أقوالهم عند القشيري، والشعراني، ومن بينهما، ومن بعدهما.
2. أما الامتياز عن عامة المسلمين؛ فالقاعدة الإسلامية هنا هي العمل؛ فإذا عمل الصوفي بمقتضى ما يتعين عليه كقدوة وداعية، امتاز بمقدار جهده، شأن كل متخصص وإلا فهو دون كل الناس إذا انحرف أو شذ، بل إن تجاوز.
فالصوفية يجعلون خلاف الأولى في مرتبة الحرام اتقاءً للشبهات، واستبراءٌ للعرض والدين (أي من حيث المعاملة لا من حيث التقرير الفقهي والشرعي) "ومن نصوص الحديث – كما في الفتح الكبير قوله e :
«الحَلاَلُ بَيِّنٌ، والحَرامُ بَيِّنٌ، وبَيْنَهُما مُشَبَّهاتٌ لاَ يَعْلَمُها كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ، فَمَنِ اتَّقى المُشَبَّهاتِ اسْتَبْرَأ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ فِي الشُّبُهاتِ: كَراعٍ يَرْعى حَوْلَ الحِمى، يُوشِكُ أنْ يُواقِعَهُ، ألاَ وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألاَ إنَّ حِمى اللَّهِ فِي أرْضِهِ مَحارِمُهُ، ألاَ وإنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألاَ وهِيَ القَلْبُ» " رواه الأربعة، والبخاري ومسلم ".
وهم يعرفون كيف أن السلف كانوا يتركون تسعة أعشار الحلال: خوف الوقوع في الحرام، فهم يؤمنون بهذا، ويحاولون العمل به. "هو من كلام سيدنا عمر " قال سيدنا عمر رضي الله عنه: كنا ندع تسعة أعشار الحلال مخافة الوقوع في الحرام. الإحياء ج 2 ص 95.
والله تعالى يقول: ] ولكل درجات مما عملوا [ فالعمل هو أساس الامتياز.
3. أما مسألة الفرق بين الصوفي، والمسلم، والمؤمن، والتقي:
فإن الإسلام شرع لنا تعريف الناس بخصائصهم، وذِكْرهم بما يميزهم عن غيرهم، وقد ذكر الله المهاجرين والأنصار بخصيصتهم: تعريفاً، وهم مسلمون مؤمنون أتقياء، وذكر رسول الله e بلالاً الحبشيّ، وصهيباً الروميّ، وسلمان الفارسي بما يميزهم من الألقاب، وهم مسلمون مؤمنون أتقياء.
وذكر القرآن من المسلمين أصنافاً: الخاشعين، والقانتين، والتائبين، والمتصدقين، والعابدين، والحامدين، والسائحين وغيرهم، وكلهم من أهل ] لا إله إلا الله [ .
إذن، فذكر إنسان بخصيصة عُرف بها عند الناس، سنة قرآنية ونبوية، وما دامت هذه الطائفة، قد عرفت باسم الصوفية لسبب أو لآخر، فليس بدعاً أن تُدعى بهذا الاسم.
المصدر: كتاب أبجدية التصوف للشيخ محمد زكي إبراهيم ص 16ـــــ18
2. وبماذا يمتاز عن عامة المسلمين؟
3. وهل هناك فرق بينه وبين التقي، أو المؤمن، أو المسلم، أو الصديق؟
4. وإذا لم يكن هناك فرق، فلماذا الإصرار على استخدام الاصطلاح؟
الجواب:
1. تستطيع أن تعرّف الصوفي الحق، بأنه المسلم النموذجي، فقد اجمع كافة أئمة التصوف على أن التصوف هو الكتاب والسنة، فى نقاء وسماحة واحتياط، وشَرَطَه أئمة التصوف في مريديهم أخذاً من قوله تعالى: ] ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون [ " سورة آل عمران، الآية 79 "
والعلم هنا أولاً: علم الدين بدعامتيه " الكتاب والسنة "، ثم هما بدورهما منبع كل علم إنساني نافع، على مستوى كافة الحضارات، وتقدم البشرية، ومقتضى تطور الحياة.
فالتصوف إذن هو: ربانية الإسلام الجامعة للدين والدنيا (قال الشيخ شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد السهروردي رحمه الله تعالى: " إن الصوفي من يضع الأشياء في مواضعها ويدبر الأوقات، والأحوال كلها بالعلم، يقيم الخلق مقامهم، ويقيم أمر الخلق مقامه، ويَستر ما ينبغي أن يُستر، ويُظهر ما ينبغي أن يظهر، ويأتي بالأمور من مواضعها بحضور عقل، وصحة توحيد، وكمال معرفة، ورعاية صدق وإخلاص " {راجع الخطط التوفيقية لــ " علي باشا مبارك رحمه الله تعالى جـ1 ص90 طبع المطبعة الأميرية سنة 1305 هـ}.
ومن هنا جاء قول أئمة التصوف، وفى مقدمتهم (الإمام الجنيد رحمه الله تعالى): " من لم يَحصل علوم القرآن والحديث، فليس بصوفي "، وأجمع على ذلك كل ائمة التصوف، من قبل ومن بعد، وتستطيع مراجعة نصوص أقوالهم عند القشيري، والشعراني، ومن بينهما، ومن بعدهما.
2. أما الامتياز عن عامة المسلمين؛ فالقاعدة الإسلامية هنا هي العمل؛ فإذا عمل الصوفي بمقتضى ما يتعين عليه كقدوة وداعية، امتاز بمقدار جهده، شأن كل متخصص وإلا فهو دون كل الناس إذا انحرف أو شذ، بل إن تجاوز.
فالصوفية يجعلون خلاف الأولى في مرتبة الحرام اتقاءً للشبهات، واستبراءٌ للعرض والدين (أي من حيث المعاملة لا من حيث التقرير الفقهي والشرعي) "ومن نصوص الحديث – كما في الفتح الكبير قوله e :
«الحَلاَلُ بَيِّنٌ، والحَرامُ بَيِّنٌ، وبَيْنَهُما مُشَبَّهاتٌ لاَ يَعْلَمُها كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ، فَمَنِ اتَّقى المُشَبَّهاتِ اسْتَبْرَأ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ فِي الشُّبُهاتِ: كَراعٍ يَرْعى حَوْلَ الحِمى، يُوشِكُ أنْ يُواقِعَهُ، ألاَ وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألاَ إنَّ حِمى اللَّهِ فِي أرْضِهِ مَحارِمُهُ، ألاَ وإنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألاَ وهِيَ القَلْبُ» " رواه الأربعة، والبخاري ومسلم ".
وهم يعرفون كيف أن السلف كانوا يتركون تسعة أعشار الحلال: خوف الوقوع في الحرام، فهم يؤمنون بهذا، ويحاولون العمل به. "هو من كلام سيدنا عمر " قال سيدنا عمر رضي الله عنه: كنا ندع تسعة أعشار الحلال مخافة الوقوع في الحرام. الإحياء ج 2 ص 95.
والله تعالى يقول: ] ولكل درجات مما عملوا [ فالعمل هو أساس الامتياز.
3. أما مسألة الفرق بين الصوفي، والمسلم، والمؤمن، والتقي:
فإن الإسلام شرع لنا تعريف الناس بخصائصهم، وذِكْرهم بما يميزهم عن غيرهم، وقد ذكر الله المهاجرين والأنصار بخصيصتهم: تعريفاً، وهم مسلمون مؤمنون أتقياء، وذكر رسول الله e بلالاً الحبشيّ، وصهيباً الروميّ، وسلمان الفارسي بما يميزهم من الألقاب، وهم مسلمون مؤمنون أتقياء.
وذكر القرآن من المسلمين أصنافاً: الخاشعين، والقانتين، والتائبين، والمتصدقين، والعابدين، والحامدين، والسائحين وغيرهم، وكلهم من أهل ] لا إله إلا الله [ .
إذن، فذكر إنسان بخصيصة عُرف بها عند الناس، سنة قرآنية ونبوية، وما دامت هذه الطائفة، قد عرفت باسم الصوفية لسبب أو لآخر، فليس بدعاً أن تُدعى بهذا الاسم.
المصدر: كتاب أبجدية التصوف للشيخ محمد زكي إبراهيم ص 16ـــــ18
قال الامام المفسر المتکلم الفخر الرازي رحمه الله:
إِذَا صَلَّى اللَّهُ وَمَلَائِكَتُهُ عَلَيْهِ فَأَيُّ حَاجَةٍ إِلَى صَلَاتِنَا؟
نَقُولُ الصَّلَاةُ عَلَيْهِ لَيْسَ لِحَاجَتِهِ إِلَيْهَا وَإِلَّا فَلَا حَاجَةَ إِلَى صَلَاةِ الْمَلَائِكَةِ مَعَ صَلَاةِ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا هُوَ لِإِظْهَارِ تَعْظِيمِهِ، كَمَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْجَبَ عَلَيْنَا ذِكْرَ نَفْسِهِ وَلَا حَاجَةَ لَهُ إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا هُوَ لِإِظْهَارِ تَعْظِيمِهِ مِنَّا شَفَقَةً عَلَيْنَا لِيُثِيبَنَا عَلَيْهِ، وَلِهَذَا
قَالَ ﵇: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا»
📚تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير ٢٥/١٨٢ — الفخر الرازي (ت ٦٠٦)
يقول سيدي الإمام عبدالقادر الجيلاني رضي الله عنه وأرضاه:
لا يتوصل لاكتساب أفعال النبي ﷺ وأخلاقهِ إلا بشدة الاعتناء
ولا يتوصل للاعتناء إلا بالمبالغة في حبه
و لا يتوصل لحبه إلا بكثرة الصلاة عليه ﷺ .
فإن قلت: بما أنه حبيب الله، فما حاجته إلى هذا الكم من الصلوات والأدعية؟
الجواب: إنه صلى الله عليم وسلم ذو علاقة بسعادة جميع أمته، وذو حظ من كل نوع من أنواع سعادة جميع أفراد أمته، ومشفق عليهم من كل مصيبة تصيبهم، ومن ثم فإنه صلى الله عليه وسلم الذي يرغب رغبة شديدة في أن ينال من لا حد لهم من أفراد أمته أنواعًا لا حد لها من السعادة، ويتألم مما يصيب أمته من الشقاء الذي لا حد له؛ يستحق ما لا حد له من الصلوات والأدعية والرحمة ويحتاج إليها على الرغم من أن مراتبه وكمالاته لا حد لها.
الذيل الأول للمكتوب الرابع والعشرين
الإمام بديع الزمان سعيد النورسي
إِذَا صَلَّى اللَّهُ وَمَلَائِكَتُهُ عَلَيْهِ فَأَيُّ حَاجَةٍ إِلَى صَلَاتِنَا؟
نَقُولُ الصَّلَاةُ عَلَيْهِ لَيْسَ لِحَاجَتِهِ إِلَيْهَا وَإِلَّا فَلَا حَاجَةَ إِلَى صَلَاةِ الْمَلَائِكَةِ مَعَ صَلَاةِ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا هُوَ لِإِظْهَارِ تَعْظِيمِهِ، كَمَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْجَبَ عَلَيْنَا ذِكْرَ نَفْسِهِ وَلَا حَاجَةَ لَهُ إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا هُوَ لِإِظْهَارِ تَعْظِيمِهِ مِنَّا شَفَقَةً عَلَيْنَا لِيُثِيبَنَا عَلَيْهِ، وَلِهَذَا
قَالَ ﵇: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا»
📚تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير ٢٥/١٨٢ — الفخر الرازي (ت ٦٠٦)
يقول سيدي الإمام عبدالقادر الجيلاني رضي الله عنه وأرضاه:
لا يتوصل لاكتساب أفعال النبي ﷺ وأخلاقهِ إلا بشدة الاعتناء
ولا يتوصل للاعتناء إلا بالمبالغة في حبه
و لا يتوصل لحبه إلا بكثرة الصلاة عليه ﷺ .
فإن قلت: بما أنه حبيب الله، فما حاجته إلى هذا الكم من الصلوات والأدعية؟
الجواب: إنه صلى الله عليم وسلم ذو علاقة بسعادة جميع أمته، وذو حظ من كل نوع من أنواع سعادة جميع أفراد أمته، ومشفق عليهم من كل مصيبة تصيبهم، ومن ثم فإنه صلى الله عليه وسلم الذي يرغب رغبة شديدة في أن ينال من لا حد لهم من أفراد أمته أنواعًا لا حد لها من السعادة، ويتألم مما يصيب أمته من الشقاء الذي لا حد له؛ يستحق ما لا حد له من الصلوات والأدعية والرحمة ويحتاج إليها على الرغم من أن مراتبه وكمالاته لا حد لها.
الذيل الأول للمكتوب الرابع والعشرين
الإمام بديع الزمان سعيد النورسي
إن قيل لك ما قواعد التوحيد؟ فقل أربع: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تنفي الكثرة والعدد، {اللَّهُ الصَّمَدُ} تنفي الشريك والمثيل والضد، {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} تنفي العلة والمعلول، {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} تنفى الشبيه والنظير.
الإمام العز بن عبد السلام رضي الله عنه
الإمام العز بن عبد السلام رضي الله عنه
الإمام ابن عبد البر والمتشابه من أخبار الصفات:
قال رضي الله تعالى عنه في الاستذكار:
وَقَدْ قَالَتْ فِرْقَةٌ مُنْتَسِبَةٌ إِلَى السُّنَّةِ إِنَّهُ يَنْزِلُ بِذَاتِهِ! وَهَذَا قَوْلٌ مَهْجُورٌ لِأَنَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لَيْسَ بِمَحَلٍّ لِلْحَرَكَاتِ وَلَا فِيهِ شَيْءٌ مِنْ عَلَامَاتِ الْمَخْلُوقَاتِ .
وقال في موضع آخر:
وَأَمَّا قَوْلُهُ ((يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَيْهِ)) أَيْ يَتَلَقَّاهُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوَانِ والعفو والغفران .
ولفظ الضحك ها هنا مجازا لِأَنَّ الضَّحِكَ لَا يَكُونُ مِنَ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَى مَا هُوَ مِنَ الْبَشَرِ لِأَنَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَلَا تُشْبِهُهُ الْأَشْيَاءُ
وقال في التمهيد:
وَمَخْرَجُ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ كُلِّهَا مَجَازٌ في الصفات مَفْهُومٌ عِنْدِ أَهْلِ الْعِلْمِ يُفِيدُهَا قَوْلُ اللَّهِ عز وجل ربنا لا تزع قلوبنا الآية
وقال في موضع آخر:
وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَبَلِيُّ وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ الْمُسْلِمِينَ بِالْقَيْرَوَانِ قَالَ حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ سَوَادَةَ بِمِصْرَ قَالَ حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْحَدِيثِ إِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِي اللَّيْلِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَقَالَ مَالِكٌ يَتَنَزَّلُ أَمْرُهُ وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ .
قال رضي الله تعالى عنه في الاستذكار:
وَقَدْ قَالَتْ فِرْقَةٌ مُنْتَسِبَةٌ إِلَى السُّنَّةِ إِنَّهُ يَنْزِلُ بِذَاتِهِ! وَهَذَا قَوْلٌ مَهْجُورٌ لِأَنَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لَيْسَ بِمَحَلٍّ لِلْحَرَكَاتِ وَلَا فِيهِ شَيْءٌ مِنْ عَلَامَاتِ الْمَخْلُوقَاتِ .
وقال في موضع آخر:
وَأَمَّا قَوْلُهُ ((يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَيْهِ)) أَيْ يَتَلَقَّاهُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوَانِ والعفو والغفران .
ولفظ الضحك ها هنا مجازا لِأَنَّ الضَّحِكَ لَا يَكُونُ مِنَ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَى مَا هُوَ مِنَ الْبَشَرِ لِأَنَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَلَا تُشْبِهُهُ الْأَشْيَاءُ
وقال في التمهيد:
وَمَخْرَجُ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ كُلِّهَا مَجَازٌ في الصفات مَفْهُومٌ عِنْدِ أَهْلِ الْعِلْمِ يُفِيدُهَا قَوْلُ اللَّهِ عز وجل ربنا لا تزع قلوبنا الآية
وقال في موضع آخر:
وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَبَلِيُّ وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ الْمُسْلِمِينَ بِالْقَيْرَوَانِ قَالَ حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ سَوَادَةَ بِمِصْرَ قَالَ حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْحَدِيثِ إِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِي اللَّيْلِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَقَالَ مَالِكٌ يَتَنَزَّلُ أَمْرُهُ وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ .
🛑 فهم الإمام القرطبي لكلام الإمام ابن عبدالبر وصاحب الدار أدرى بالذي فيها 🛑
•قال الإمام القرطبي في الأسنى في شرح الأسماء الحسنى:
قال القاضي الباقلاني: بَابٌ: فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: #فَأَيْنَ_هُوَ؟ قِيلَ لَهُ: #الأَيْنُ_سُؤَالٌ_عَنِ_المَكَانِ، #وَلَيْسَ_هُوَ_مِمَّنْ_يَحْوِيهِ_مَكَانٌ وَلَا يُحِيطُ بِهِ أَقْطَارٌ، غَيْرَ أَنَّا نَقُولُ: #إِنَّهُ_عَلَى_عَرْشِهِ، #لَا_عَلَى_مَعْنَى_كَوْنِ_الجِسْمِ_عَلَى_الجِسْمِ_بِمُلَاصَقَةٍ_وَمُجَاوَرَةٍ، تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا.
•ثم قال (القُرْطُبِيُّ) رَحِمَهُ اللهُ: وَهَذَا قَوْلُ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبِي عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيِّ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ الأَنْدَلُسِيِّينَ،
((((#فَمَنْ_تَأَوَّلَ_عَلَى أَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ البَرِّ #أَوْ_فَهِمَ مِنْ كَلَامِهِ فِي كِتَابِ التَّمْهِيدِ وَالاسْتِذْكَارِ أَنَّ اللهَ تَعَالَى #مُسْتَقِرٌّ_عَلَى_عَرْشِهِ #اسْتِقْرَارَ_الجِسْمِ_عَلَى_الجِسْمِ #فَقَدْ_أَخْطَأَ_وَتَقَوَّلَ_عَلَيْهِ_مَالَمْ_يَقُلْ، #وَحَسِيبُهُ_اللهُ. اهـ.)))))
• قلت :
يكفيك دليلا على صحة فهم القرطبي لكلام ابن عبدالبر قول ابن عبدالبر نفسه في التمهيد :
"#ثبتَ_أنه_تعالى #ليس_بِجِسْمٍ #ولا_جوهر #فلم_يجب_أن #يكون_مجيئُه_حركةً_ولا_نقلةً". (التمهيد لابن عبدالبر )
• بهذه الكلمات الدقيقة والوجيزة تتميّز عقيدة أهل السنة عن عقيدة المجسمة
•قال الإمام القرطبي في الأسنى في شرح الأسماء الحسنى:
قال القاضي الباقلاني: بَابٌ: فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: #فَأَيْنَ_هُوَ؟ قِيلَ لَهُ: #الأَيْنُ_سُؤَالٌ_عَنِ_المَكَانِ، #وَلَيْسَ_هُوَ_مِمَّنْ_يَحْوِيهِ_مَكَانٌ وَلَا يُحِيطُ بِهِ أَقْطَارٌ، غَيْرَ أَنَّا نَقُولُ: #إِنَّهُ_عَلَى_عَرْشِهِ، #لَا_عَلَى_مَعْنَى_كَوْنِ_الجِسْمِ_عَلَى_الجِسْمِ_بِمُلَاصَقَةٍ_وَمُجَاوَرَةٍ، تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا.
•ثم قال (القُرْطُبِيُّ) رَحِمَهُ اللهُ: وَهَذَا قَوْلُ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ البَرِّ، وَأَبِي عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيِّ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ الأَنْدَلُسِيِّينَ،
((((#فَمَنْ_تَأَوَّلَ_عَلَى أَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ البَرِّ #أَوْ_فَهِمَ مِنْ كَلَامِهِ فِي كِتَابِ التَّمْهِيدِ وَالاسْتِذْكَارِ أَنَّ اللهَ تَعَالَى #مُسْتَقِرٌّ_عَلَى_عَرْشِهِ #اسْتِقْرَارَ_الجِسْمِ_عَلَى_الجِسْمِ #فَقَدْ_أَخْطَأَ_وَتَقَوَّلَ_عَلَيْهِ_مَالَمْ_يَقُلْ، #وَحَسِيبُهُ_اللهُ. اهـ.)))))
• قلت :
يكفيك دليلا على صحة فهم القرطبي لكلام ابن عبدالبر قول ابن عبدالبر نفسه في التمهيد :
"#ثبتَ_أنه_تعالى #ليس_بِجِسْمٍ #ولا_جوهر #فلم_يجب_أن #يكون_مجيئُه_حركةً_ولا_نقلةً". (التمهيد لابن عبدالبر )
• بهذه الكلمات الدقيقة والوجيزة تتميّز عقيدة أهل السنة عن عقيدة المجسمة
مفهوم البدعة عند الحنابلة:
قال الإمام البعلي
الفقيه الحنبلي الكبير:
«والبدعة: ما عُمل على غير
مثال سابق.
والبدعة بدعتان؛
١=بدعة هداية.
٢=وبدعة ضلالة.
والبدعة منقسمة بانقسام
أحكام التكليف الخمسة.
المطلع على أبواب المقنع (٢٤٥).
في الفقه الحنبلي.
قال الإمام البعلي
الفقيه الحنبلي الكبير:
«والبدعة: ما عُمل على غير
مثال سابق.
والبدعة بدعتان؛
١=بدعة هداية.
٢=وبدعة ضلالة.
والبدعة منقسمة بانقسام
أحكام التكليف الخمسة.
المطلع على أبواب المقنع (٢٤٥).
في الفقه الحنبلي.
قال الامام الشافعي في كتابه الرسالة:
أخبرنا بن عيينة عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد في قوله: (ورفعنا لك ذكرك) قال: لا أُذكَرُ إلا ذُكِرتَ معي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله.
يعني - والله أعلم - ذكرَه عند الإيمان بالله، والآذان. ويَحتمل ذكرَه عند تلاوة الكتاب، وعند العمل بالطاعة، والوقوف عن المعصية.
فصلى الله على نبينا كلما ذكره الذاكرون، وَغَفَل عن ذكره الغافلون، وصلى عليه في الأولين والآخرين، أفضلَ وأكثرَ وأزكى ما صلى على أحد من خلقه. وزكانا وإياكم بالصلاة عليه أفضل ما زكى أحداً من أمته بصلاته عليه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته، وجزاه الله عنا أفضل ما جزى مرسلاً عن من أُرسل إليه؛ فإنه أنقذنا به من الهلكة، وجعلنا في خير أمة أخرجت للناس، دائنين بدينه الذي ارتضى، واصطفى به ملائكته ومن أنعم عليه من خلقه. فلم تُمس بنا نعمة ظهرت ولا بَطَنَت، نلنا بها حظاً في دين ودنيا أو دُفِعَ بها عنا مكروه فيهما، وفي واحد منهما: إلا ومحمد صلى الله عليه سببها، القائدُ إلى خيرها، والهادي إلى رشدها، الذائدُ عن الهلكة وموارد السَّوء في خلاف الرشد، المنبِّهُ للأسباب التي تورد الهلكة، القائمُ بالنصيحة في الإرشاد والإنذار فيها. فصلى الله على محمد وعلى آل محمد كما صلى على إبراهيم وآل إبراهيم إنه حميد مجيد. ..
الرسالة للشافعي (1/ 16)
أخبرنا بن عيينة عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد في قوله: (ورفعنا لك ذكرك) قال: لا أُذكَرُ إلا ذُكِرتَ معي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله.
يعني - والله أعلم - ذكرَه عند الإيمان بالله، والآذان. ويَحتمل ذكرَه عند تلاوة الكتاب، وعند العمل بالطاعة، والوقوف عن المعصية.
فصلى الله على نبينا كلما ذكره الذاكرون، وَغَفَل عن ذكره الغافلون، وصلى عليه في الأولين والآخرين، أفضلَ وأكثرَ وأزكى ما صلى على أحد من خلقه. وزكانا وإياكم بالصلاة عليه أفضل ما زكى أحداً من أمته بصلاته عليه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته، وجزاه الله عنا أفضل ما جزى مرسلاً عن من أُرسل إليه؛ فإنه أنقذنا به من الهلكة، وجعلنا في خير أمة أخرجت للناس، دائنين بدينه الذي ارتضى، واصطفى به ملائكته ومن أنعم عليه من خلقه. فلم تُمس بنا نعمة ظهرت ولا بَطَنَت، نلنا بها حظاً في دين ودنيا أو دُفِعَ بها عنا مكروه فيهما، وفي واحد منهما: إلا ومحمد صلى الله عليه سببها، القائدُ إلى خيرها، والهادي إلى رشدها، الذائدُ عن الهلكة وموارد السَّوء في خلاف الرشد، المنبِّهُ للأسباب التي تورد الهلكة، القائمُ بالنصيحة في الإرشاد والإنذار فيها. فصلى الله على محمد وعلى آل محمد كما صلى على إبراهيم وآل إبراهيم إنه حميد مجيد. ..
الرسالة للشافعي (1/ 16)
إثبات الكيف نوع تجسيم لأنه يثبت هيئة
أهل السنة والجماعة يقولون، وكيف عنه مرفوع..والكيف مرفوع...
والإمام أحمد يقول: لا كيف ولا معنى..
فمن يقول يد أو وجه أو عين لا نعلم كيفيتها
كأنه يقول لله هيئة وشكل وأبعاض لا نعلمها.. فمعنى الكيف هو الهيئة والشكل والأبعاض كما نص العلماء..
فكما نقول بلا شريك، فكذلك هو بلا كيف
أهل السنة والجماعة يقولون، وكيف عنه مرفوع..والكيف مرفوع...
والإمام أحمد يقول: لا كيف ولا معنى..
فمن يقول يد أو وجه أو عين لا نعلم كيفيتها
كأنه يقول لله هيئة وشكل وأبعاض لا نعلمها.. فمعنى الكيف هو الهيئة والشكل والأبعاض كما نص العلماء..
فكما نقول بلا شريك، فكذلك هو بلا كيف
سئل أحد العلماء:
من هي الفرقة الناجية ؟
قال:
هي التي تسعى إلى نجاة كل الفرق.
أما التي تسعى إلى تكفير الناس، فهي أكفرهم؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
*((من قال: هلك الناس*
*فهو أهلكُهم)).*
صحيح مسلم.
الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي رحمه الله تعالى
من هي الفرقة الناجية ؟
قال:
هي التي تسعى إلى نجاة كل الفرق.
أما التي تسعى إلى تكفير الناس، فهي أكفرهم؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
*((من قال: هلك الناس*
*فهو أهلكُهم)).*
صحيح مسلم.
الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي رحمه الله تعالى
[ حكم الجهل بمسائل العقائد]
- قَالَ المُتَعَلَّمُ (أبو مقاتل السمرقندي ) : هوَ كَمَا قُلْتَ، وَلَكِنْ بَيِّنْ لِي هَلْ يَضُرُّنِي إِذَا لَمْ أَعْرِفِ الْمُخْطِئَ مِنَ المُصِيبِ ؟
قَالَ العالِمُ (أبو حنيفة النعمان ): لَا يَضُرُّكُ فِي خَصْلَةٍ ، وَيَضُرُّكُ بَعْدُ فِي خِصَالٍ كَثِيرَةٍ، فَأَمَّا الخَصْلَةُ الَّتِي لَا تَضُرَّكَ فَإِنَّهَا ؛ أَنَّكَ لَا تُؤَاخَذُ بِعَمَلِ المُخْطِي، وَأَمَّا الخِصَالُ الَّتِي تَضُرُّكَ:
۱. فَوَاحِدَةٌ مِنْهَا اسْمُ الجَهالَةِ يَقَعُ عَلَيْكَ؛ لأنَّكَ لَا تَعْرِفُ الخَطَأَ مِنَ الصَّوابِ.
٢. والثانيةُ: عَسَى أَنْ يَنْزِلَ بِكَ مِنَ الشَّبْهَةِ مَا نَزَلَ بِغَيْرِكَ، وَلَا تَدْرِي مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا؛ لِأَنَّكَ لَا تَدْرِي أَمُصِيبٌ أَنْتَ أَمْ مُخْطِئٌ، فَلَا تُنزَعُ عَنْهَا.
٣. والثالثة: لَا تَدْرِي مَنْ تُحِبّ في الله وَمَنْ تُبغِضُ فِيهِ؛ لِأَنَّكَ لَا تَدْرِي الْمُخْطِئَ مِنْ المُصِيبِ.
٤ - قَالَ المُتَعَلَّمُ: لَقَدْ كَشَفَتَ عَنِّي الغطاء، وَجُعِلْتُ أَرَى البَرَكَةَ فِي مُذاكَرَتِكَ، وَلَكِنْ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ رَجُلٌ يَصِفُ عَدْلاً، وَلا يَعْرِفُ جَوْرٌ مَنْ يُخَالِفُهُ وَلَا عَدْلَهُ، أَيَسَعُهُ ذَلِكَ، وَأَنْ يُقالَ: إِنَّهُ عَارِفُ بِالْحَقِّ أَوْ هُوَ مِنْ أَهْلِهِ؟
قَالَ العالِمُ: إِذَا وَصَفَ عَدْلًا، وَلَا يَعْرِفُ جَوْرَ مِنْ يُخَالِفُهُ، فَإِنَّهُ جَاهِلٌ بِالْجَوْرِ والْعَدْلِ .
وَاعْلَمْ يَا أَخِي إِنَّ أَجْهَلَ الأَصْنافِ كُلّها وَأَرْداهَم مَنْزِلَةٌ عِنْدِي لِهَؤُلَاءِ ؛ لِأَنَّ مثْلَهُمْ كَمَثَلِ أَرْبَعَة نَفَرٍ يُؤْتَوْنَ بِثَوْبٍ أَبيض ، فَيُسْأَلُونَ جَمِيعًا عَنْ لَوْنِ ذَلِكَ الثَّوْبِ؟ فَيَقُولُ واحِدٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ: هَذَا ثَوْبٌ أَحْمَرٌ، وَيَقُولُ آخَر : هَذَا ثَوْبٌ أَصْفَر، وَيَقُولُ الثَّالِثُ : هَذَا ثَوْبٌ أَسْوَد، وَيَقُولُ الرَّابِعُ: هَذَا ثَوْبٌ أَبْيَضُ .
فَيُقَالُ لَهُ: مَا تَقولُ فِي هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ أَصَابُوا أَمْ أَخْطَأُوا؟
فَيَقُول : أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَعْلَمُ أَنَّ الثَّوْبَ أَبْيَض ؛ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ هَؤُلَاءِ قَدْ صَدَقوا ...
العالم والمتعلم من مجموع كتب ورسائل ووصايا الإمام الأعظم
- قَالَ المُتَعَلَّمُ (أبو مقاتل السمرقندي ) : هوَ كَمَا قُلْتَ، وَلَكِنْ بَيِّنْ لِي هَلْ يَضُرُّنِي إِذَا لَمْ أَعْرِفِ الْمُخْطِئَ مِنَ المُصِيبِ ؟
قَالَ العالِمُ (أبو حنيفة النعمان ): لَا يَضُرُّكُ فِي خَصْلَةٍ ، وَيَضُرُّكُ بَعْدُ فِي خِصَالٍ كَثِيرَةٍ، فَأَمَّا الخَصْلَةُ الَّتِي لَا تَضُرَّكَ فَإِنَّهَا ؛ أَنَّكَ لَا تُؤَاخَذُ بِعَمَلِ المُخْطِي، وَأَمَّا الخِصَالُ الَّتِي تَضُرُّكَ:
۱. فَوَاحِدَةٌ مِنْهَا اسْمُ الجَهالَةِ يَقَعُ عَلَيْكَ؛ لأنَّكَ لَا تَعْرِفُ الخَطَأَ مِنَ الصَّوابِ.
٢. والثانيةُ: عَسَى أَنْ يَنْزِلَ بِكَ مِنَ الشَّبْهَةِ مَا نَزَلَ بِغَيْرِكَ، وَلَا تَدْرِي مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا؛ لِأَنَّكَ لَا تَدْرِي أَمُصِيبٌ أَنْتَ أَمْ مُخْطِئٌ، فَلَا تُنزَعُ عَنْهَا.
٣. والثالثة: لَا تَدْرِي مَنْ تُحِبّ في الله وَمَنْ تُبغِضُ فِيهِ؛ لِأَنَّكَ لَا تَدْرِي الْمُخْطِئَ مِنْ المُصِيبِ.
٤ - قَالَ المُتَعَلَّمُ: لَقَدْ كَشَفَتَ عَنِّي الغطاء، وَجُعِلْتُ أَرَى البَرَكَةَ فِي مُذاكَرَتِكَ، وَلَكِنْ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ رَجُلٌ يَصِفُ عَدْلاً، وَلا يَعْرِفُ جَوْرٌ مَنْ يُخَالِفُهُ وَلَا عَدْلَهُ، أَيَسَعُهُ ذَلِكَ، وَأَنْ يُقالَ: إِنَّهُ عَارِفُ بِالْحَقِّ أَوْ هُوَ مِنْ أَهْلِهِ؟
قَالَ العالِمُ: إِذَا وَصَفَ عَدْلًا، وَلَا يَعْرِفُ جَوْرَ مِنْ يُخَالِفُهُ، فَإِنَّهُ جَاهِلٌ بِالْجَوْرِ والْعَدْلِ .
وَاعْلَمْ يَا أَخِي إِنَّ أَجْهَلَ الأَصْنافِ كُلّها وَأَرْداهَم مَنْزِلَةٌ عِنْدِي لِهَؤُلَاءِ ؛ لِأَنَّ مثْلَهُمْ كَمَثَلِ أَرْبَعَة نَفَرٍ يُؤْتَوْنَ بِثَوْبٍ أَبيض ، فَيُسْأَلُونَ جَمِيعًا عَنْ لَوْنِ ذَلِكَ الثَّوْبِ؟ فَيَقُولُ واحِدٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ: هَذَا ثَوْبٌ أَحْمَرٌ، وَيَقُولُ آخَر : هَذَا ثَوْبٌ أَصْفَر، وَيَقُولُ الثَّالِثُ : هَذَا ثَوْبٌ أَسْوَد، وَيَقُولُ الرَّابِعُ: هَذَا ثَوْبٌ أَبْيَضُ .
فَيُقَالُ لَهُ: مَا تَقولُ فِي هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ أَصَابُوا أَمْ أَخْطَأُوا؟
فَيَقُول : أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَعْلَمُ أَنَّ الثَّوْبَ أَبْيَض ؛ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ هَؤُلَاءِ قَدْ صَدَقوا ...
العالم والمتعلم من مجموع كتب ورسائل ووصايا الإمام الأعظم
قال الإمام ابن الجوزي الحنبلي رضي الله عنه:
وقال بعضهم إنما ذكر -ﷻ-؛الاستواء على العرش لأنه أقرب المخلوقات إليه، وهذا جهل لأن قرب المسافة لا يتصور إلا فى جسم ويعز علينا كيف ينسب هذا القائل إلى مذهبنا -أي: مذهب الحنابلة-
[دفع شبه التشبيه]
وقال بعضهم إنما ذكر -ﷻ-؛الاستواء على العرش لأنه أقرب المخلوقات إليه، وهذا جهل لأن قرب المسافة لا يتصور إلا فى جسم ويعز علينا كيف ينسب هذا القائل إلى مذهبنا -أي: مذهب الحنابلة-
[دفع شبه التشبيه]
يقول الإمام الزركشي: "اعلم أن الله -تعالى- لم ينصب على جميع الأحكام الشرعية أدلة قاطعة، بل جعلها ظنية قصدا للتوسيع على المكلفين، لئلا ينحصروا في مذهب واحد"فمن سعة رحمة الله -سبحانه- وحكمته أن نصوص الكتاب والسنة تحتمل أكثر من معنى ….
ما حكم إحياء ليلة النصف من شعبان؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
ذهب جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة المتبوعة إلى استحباب إحياء ليلة النصف من شعبان؛ لحديث (يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين: مشاحن، وقاتل نفس) رواه الإمام أحمد في "المسند" (11/217) من حديث عبدالله بن عمرو بسند صحيح بشواهده كما قال المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة، ورواه أيضا الطبراني في "المعجم" بسند صحيح عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعا، ولكنه قال: (إلا لمشرك أو مشاحن) قال الهيثمي: رجاله ثقات.
ودلالة الحديث ظاهرة على أن لهذه الليلة مزية فضل ورحمة ومغفرة، فمن تعرض لهذا الفضل بالصلاة والذكر والدعاء رُجي أن ينال من تلك النفحات المباركة، كما أن قيام الليل عبادة مستحبة في كل الليالي، ومنها هذه الليلة.
قال الإمام الشافعي رحمه الله في كتاب "الأم": "أنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالي [منها ليلة النصف من شعبان]". وما حكاه هو القيام والدعاء والذكر.
ويقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله: "لهذه الليلة [يعني النصف من شعبان] فضل، يقع فيها مغفرة مخصوصة واستجابة مخصوصة" "الفتاوى الفقهية الكبرى".
وقال ابن نجيم من الحنفية: "ومن المندوبات إحياء ليالي العشر من رمضان، وليلتي العيدين، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان، كما وردت به الأحاديث" "البحر الرائق".
وجاء في "التاج والإكليل" (3/319) من كتب المالكية: "رغب في قيام تلك الليلة" [يعني منتصف شعبان].
وهو مذهب الحنابلة أيضا، كما في "شرح منتهى الإرادات" للبهوتي، وقال ابن تيمية: "وأما ليلة النصف فقد روى في فضلها أحاديث وآثار، ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها، فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينكر مثل هذا" "مجموع الفتاوى".
ولكن ننبه هنا إلى حكمين مهمين نص عليهما العلماء:
أولا: استحباب إحياء ليلة النصف من شعبان بالصلاة إنما يكون فرادى، وليس جماعة، لا في المسجد ولا في غير المسجد، وإنما بالقيام الفردي بين العبد وربه. ولذلك نص الفقهاء على كراهة إحيائها جماعة، وجدنا ذلك لدى جميع السادة الفقهاء من المذاهب الأربعة.
ثانيا: لا يجوز تخصيص هيئة خاصة للصلاة ليلة النصف من شعبان، بما اشتهر عند بعض الناس باسم "الصلاة الألفية"، وهي مائة ركعة يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة سورة الإخلاص عشر مرات، فهذه الصلاة أيضا غير مشروعة، وأنكرها العلماء، ولا يجوز نسبتها إلى الدين، وإنما يصلي المسلم وحده ما تيسر له، ويحرص على كثرة الدعاء وسؤال الله الحاجات.
قال النووي: "الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة، وهاتان الصلاتان بدعتان ومنكران قبيحتان، ولا يغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب وإحياء علوم الدين، ولا بالحديث المذكور فيهما فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما؛ فإنه غالط في ذلك" المجموع شرح المهذب (4/56). والله أعلم
دار الإفتاء الأردنية
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
ذهب جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة المتبوعة إلى استحباب إحياء ليلة النصف من شعبان؛ لحديث (يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين: مشاحن، وقاتل نفس) رواه الإمام أحمد في "المسند" (11/217) من حديث عبدالله بن عمرو بسند صحيح بشواهده كما قال المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة، ورواه أيضا الطبراني في "المعجم" بسند صحيح عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعا، ولكنه قال: (إلا لمشرك أو مشاحن) قال الهيثمي: رجاله ثقات.
ودلالة الحديث ظاهرة على أن لهذه الليلة مزية فضل ورحمة ومغفرة، فمن تعرض لهذا الفضل بالصلاة والذكر والدعاء رُجي أن ينال من تلك النفحات المباركة، كما أن قيام الليل عبادة مستحبة في كل الليالي، ومنها هذه الليلة.
قال الإمام الشافعي رحمه الله في كتاب "الأم": "أنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالي [منها ليلة النصف من شعبان]". وما حكاه هو القيام والدعاء والذكر.
ويقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله: "لهذه الليلة [يعني النصف من شعبان] فضل، يقع فيها مغفرة مخصوصة واستجابة مخصوصة" "الفتاوى الفقهية الكبرى".
وقال ابن نجيم من الحنفية: "ومن المندوبات إحياء ليالي العشر من رمضان، وليلتي العيدين، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان، كما وردت به الأحاديث" "البحر الرائق".
وجاء في "التاج والإكليل" (3/319) من كتب المالكية: "رغب في قيام تلك الليلة" [يعني منتصف شعبان].
وهو مذهب الحنابلة أيضا، كما في "شرح منتهى الإرادات" للبهوتي، وقال ابن تيمية: "وأما ليلة النصف فقد روى في فضلها أحاديث وآثار، ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها، فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينكر مثل هذا" "مجموع الفتاوى".
ولكن ننبه هنا إلى حكمين مهمين نص عليهما العلماء:
أولا: استحباب إحياء ليلة النصف من شعبان بالصلاة إنما يكون فرادى، وليس جماعة، لا في المسجد ولا في غير المسجد، وإنما بالقيام الفردي بين العبد وربه. ولذلك نص الفقهاء على كراهة إحيائها جماعة، وجدنا ذلك لدى جميع السادة الفقهاء من المذاهب الأربعة.
ثانيا: لا يجوز تخصيص هيئة خاصة للصلاة ليلة النصف من شعبان، بما اشتهر عند بعض الناس باسم "الصلاة الألفية"، وهي مائة ركعة يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة سورة الإخلاص عشر مرات، فهذه الصلاة أيضا غير مشروعة، وأنكرها العلماء، ولا يجوز نسبتها إلى الدين، وإنما يصلي المسلم وحده ما تيسر له، ويحرص على كثرة الدعاء وسؤال الله الحاجات.
قال النووي: "الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة، وهاتان الصلاتان بدعتان ومنكران قبيحتان، ولا يغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب وإحياء علوم الدين، ولا بالحديث المذكور فيهما فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما؛ فإنه غالط في ذلك" المجموع شرح المهذب (4/56). والله أعلم
دار الإفتاء الأردنية
🌴 *ليلة النصف من شعبان* 🌴
يستحب في ليلة النصف من شعبان، الإكثار من العبادة والذكر والدعاء.
ولقد ورد في فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث شريفة منها :
عن أمنا عائشة – رضي الله عنها – قالت : فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فخرجت أطلبه، فإذا هو بالبقيع، رافعاً رأسه إلى السماء. فقال : (أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟) فقلت : يا رسول الله ظننت أنك أتيت بعض نسائك.
فقال : *(إن الله تبارك وتعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب)*
رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه .
وروى الإمام ابن ماجه من حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *(إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)*.
وروى الإمام أحمد من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : *(إن الله ليطلع إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده، إلا اثنين : مشاحن، أو قاتل نفس)*.
ورواه الإمام ابن حبان في "صحيحه" من حديث معاذ رضي الله عنه ، مرفوعاً.
* قال الامام الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره 126/16 : " ليلة النصف من الشعبان من الليالي ذات الخصوصية والأفضلية، فقد وصفت هذه الليلة بالبركة لما ينزل الله فيها على عباده من البركات والخيرات والثواب . "
* جاء في الموسوعة الفقهية (إحياء الليل ف13) ذهب جمهور الفقهاء إلى ندب إحياء ليلة النصف من شعبان .
* وقال الشيخ *ابن تيمية* رحمه الله تعالى في "اقتضاء الصراط المستقيم : وقد روي في فضلها – أي ليلة النصف من شعبان – من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها ليلة مفضلة.
* قال الإمام الكرماني رحمه الله تعالى في مسائله : " كان خالد بن معدان، ولقمان بن عامر رحمهم الله تعالى وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم، ويتبخرون، ويكتحلون، ويقومون في المسجد ليلتهم تلك. ووافقهم الإمام إسحاق بن راهويه رحمه الله تعالى على ذلك، وقال في قيامهم في المساجد جماعة : ليس ذلك ببدعة.
* قال الإمام القسطلاني رحمه الله تعالى في كتابه "المواهب اللدنية" 2/259 أن التابعين من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول رحمهما الله تعالى كانوا يجتهدون ليلة النصف من شعبان في العبادة، وعنهم أخذ الناس تعظيمها .
* وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه في الأم 1/265: وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ يُقَالُ : إنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِي خَمْسِ لَيَالٍ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ, وَلَيْلَةِ الْأَضْحَى, وَلَيْلَةِ الْفِطْرِ, وَأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ, وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ.
* قال العلامة ابن عابدين رحمه الله تعالى : " ( ليلة النصف من شعبان )يندب قيامها لأنها تكفر ذنوب السنة . الدر المختار (2 / 27)، ومثله من الحنفية. مراقي الفلاح (1 / 174)،
* وفي شرح الحصكفي رحمه الله تعالى 2/25 : ( وإحياء ليلة العيدين والنصف من شعبان والعشر الأخير من رمضان والأول من ذي الحجة ويكون بكل عبادة تعم الليل أو أكثره ) اهـ
* قال الامام ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى : " والحاصل أن لهذه الليلة فضلاً وأنه يقع فيها مغفرة مخصوصة واستجابة مخصوصة . "
الفتاوى الفقهية الكبرى (3 / 377 )
* قال الامام البهوتي الحنبلي رحمه الله تعالى : " أَمَّا لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَفِيهَا فَضْلٌ وَكَانَ مِنْ السَّلَفِ مَنْ يُصَلِّي فِيهَا . "
شرح منتهى الإرادات (2 / 80)، ومثله كشاف القناع عن متن الإقناع (3 / 329)
اللهم تقبل منا إنك أنت التواب الكريم الرحيم وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
🪴مما يحتج به في فضل ليلة النصف من شعبان🪴
روى البيهقي في شعب الإيمان عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه" ورواه الطبراني، وحسنه الألباني- رحمه الله- في صحيح الجامع برقم 771.
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن" رواه ابن ماجه، وابن حبان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه.
هذا، وقد قال عطاء بن يسار: ما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل من ليلة النصف من شعبان، يتنزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيغفر لعباده كلهم، إلا لمشرك أو مشاجر أو قاطع رحم.
يستحب في ليلة النصف من شعبان، الإكثار من العبادة والذكر والدعاء.
ولقد ورد في فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث شريفة منها :
عن أمنا عائشة – رضي الله عنها – قالت : فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فخرجت أطلبه، فإذا هو بالبقيع، رافعاً رأسه إلى السماء. فقال : (أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟) فقلت : يا رسول الله ظننت أنك أتيت بعض نسائك.
فقال : *(إن الله تبارك وتعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب)*
رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه .
وروى الإمام ابن ماجه من حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *(إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)*.
وروى الإمام أحمد من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : *(إن الله ليطلع إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده، إلا اثنين : مشاحن، أو قاتل نفس)*.
ورواه الإمام ابن حبان في "صحيحه" من حديث معاذ رضي الله عنه ، مرفوعاً.
* قال الامام الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره 126/16 : " ليلة النصف من الشعبان من الليالي ذات الخصوصية والأفضلية، فقد وصفت هذه الليلة بالبركة لما ينزل الله فيها على عباده من البركات والخيرات والثواب . "
* جاء في الموسوعة الفقهية (إحياء الليل ف13) ذهب جمهور الفقهاء إلى ندب إحياء ليلة النصف من شعبان .
* وقال الشيخ *ابن تيمية* رحمه الله تعالى في "اقتضاء الصراط المستقيم : وقد روي في فضلها – أي ليلة النصف من شعبان – من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها ليلة مفضلة.
* قال الإمام الكرماني رحمه الله تعالى في مسائله : " كان خالد بن معدان، ولقمان بن عامر رحمهم الله تعالى وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم، ويتبخرون، ويكتحلون، ويقومون في المسجد ليلتهم تلك. ووافقهم الإمام إسحاق بن راهويه رحمه الله تعالى على ذلك، وقال في قيامهم في المساجد جماعة : ليس ذلك ببدعة.
* قال الإمام القسطلاني رحمه الله تعالى في كتابه "المواهب اللدنية" 2/259 أن التابعين من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول رحمهما الله تعالى كانوا يجتهدون ليلة النصف من شعبان في العبادة، وعنهم أخذ الناس تعظيمها .
* وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه في الأم 1/265: وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ يُقَالُ : إنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِي خَمْسِ لَيَالٍ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ, وَلَيْلَةِ الْأَضْحَى, وَلَيْلَةِ الْفِطْرِ, وَأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ, وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ.
* قال العلامة ابن عابدين رحمه الله تعالى : " ( ليلة النصف من شعبان )يندب قيامها لأنها تكفر ذنوب السنة . الدر المختار (2 / 27)، ومثله من الحنفية. مراقي الفلاح (1 / 174)،
* وفي شرح الحصكفي رحمه الله تعالى 2/25 : ( وإحياء ليلة العيدين والنصف من شعبان والعشر الأخير من رمضان والأول من ذي الحجة ويكون بكل عبادة تعم الليل أو أكثره ) اهـ
* قال الامام ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى : " والحاصل أن لهذه الليلة فضلاً وأنه يقع فيها مغفرة مخصوصة واستجابة مخصوصة . "
الفتاوى الفقهية الكبرى (3 / 377 )
* قال الامام البهوتي الحنبلي رحمه الله تعالى : " أَمَّا لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَفِيهَا فَضْلٌ وَكَانَ مِنْ السَّلَفِ مَنْ يُصَلِّي فِيهَا . "
شرح منتهى الإرادات (2 / 80)، ومثله كشاف القناع عن متن الإقناع (3 / 329)
اللهم تقبل منا إنك أنت التواب الكريم الرحيم وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
🪴مما يحتج به في فضل ليلة النصف من شعبان🪴
روى البيهقي في شعب الإيمان عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه" ورواه الطبراني، وحسنه الألباني- رحمه الله- في صحيح الجامع برقم 771.
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن" رواه ابن ماجه، وابن حبان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه.
هذا، وقد قال عطاء بن يسار: ما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل من ليلة النصف من شعبان، يتنزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيغفر لعباده كلهم، إلا لمشرك أو مشاجر أو قاطع رحم.
السؤال: ما معنى قول أم المؤمنين زينب بنت جحش: "زوجني الله من نبيه من فوق سبع سماوات" (البخاري)؟
الجواب: قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري في إثبات تنزيه الله عن المكان والتحيّز وسائر صفات المخلوقات ما نصه: "قال السهيلي وقوله "من فوق سبع سماوات" معناه أن الحكم نزل من فوق. قال: ومثله قول زينب بنت جحش "زوجني الله من نبيه من فوق سبع سماوات"، أي نزل تزويجها من فوق. قال ولا يستحيل وصفه تعالى بالفوق على المعنى الذي يليق بجلاله (اي فوقية القهر)، لا على المعنى الذي يسبق إلى الوهم من التحديد (اي المكان) الذي يفضي إلى التشبيه" انتهى.
ومن شرح البخاري كذلك: "قال الكرماني: قوله: "في السماء" ظاهره غير مراد إذ الله منــزه عن الحلول في المكان"، انتهى.
وفي موضع آخر كذلك: "وقِدَمه (أي أزلية الله، معناه ليس له بداية)، يُحيل وصفه بالتحيز فيها (السماء)"، ومعناه مستحيل عقلاً وصف الله بالمكان والكيفية.
وقال القسطلاني في شرح البخاري: "قولها: "وكانت تقول إن الله" عز وجل "أنكحني" به صلى الله عليه وسلم "في السماء" حيث قال تعالى: {زوجناكها}، وذات الله تعالى منزه عن المكان والجهة، فالمراد بقولها "في السماء" الإشارة إلى علو الذات والصفات، وليس ذلك باعتبار أن محله تعالى في السماء تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً"، انتهى.
وعند النسائي بلفظ "إن الله عز وجل أنكحني من السماء"، قال السندي في حاشيته "قولها: "أنكحني من السماء" أي أنزل منه ذلك قوله: {زوجناكها}"، انتهى.
وهذا يرفع الإشكال، ومعناه أن تزويج النبي بها مسجل في اللوح المحفوظ واللوح فوق السموات السبع، وهذه الكتابة خاصة بزينب ليست الكتابة العامة.
قال ابن حجر ان "من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه يتزوج بلا ولي ولا شهود كما وقع في قصة زينب بنت جحش".
وقال النووي في شرح مسلم: "قال القاضي عياض: لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظارهم ومقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى {ءأمنتم من في السماء} ونحوه، ليست على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم". انتهى.
وفي هذه الكتب وفي غيرها من كتب اهل السنة دلائل كثيرة على ان اضافة العلو والفوقية الى الله ليس المراد منها التحيز في الجهات لأن الله خالق الجهات ولا يحتاج اليها ولا الى غيرها.
والله تعالى وصف نفسه فقال: "وهو القاهر فوق عباده" (الأنعام، 18).
وهذا إجماع أهل السنة من السلف الصالح كما حكاه الطحاوي (ت 321 هـ.) في عقيدته قال: "تعالى (يعني الله) عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات، ولا تحويه الجهات الستّ كسائر المبتدَعات" بفتح الدال اي المخلوقات. الدعاء لكاتبه وناشره فرّج الله عنا وختم لنا بخير، آمين.
وفي لفظ: (زوَّجكنَّ أهاليكنَّ وزوجني الله من فوق سبع سماوات)
رواه بهذا اللفظ البخاري في الصحيح والترمذي في سننه وغيرهما .
☀️ومعنى قولها: (زوَّجني الله من فوق سبع سماوات) أي في القرآن المجيد الذي نزل به سيدنا جبريل من اللوح المحفوظ الذي فوق السماء السابعة كما قال الله تعالى : { بل هو قرآن مجيد ، في لوح محفوظ } البروج اية ٢٢.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي" رواه البخاري (7453)، ومسلم (2751).
وقوله( عنده )أي عند هذا الوقت الذي قضى الله الخلق .
والحديث : رواه البخاري في باب " بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) ".
💥قال الحافظ الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى:" والغرض منه الإشارة إلى أن اللوح المحفوظ فوق العرش" انتهى من "فتح الباري" ١٣\٥٢٧
☀️وبهذا تعلم أنه لا دليل فيه على إثبات حلول الله فوق العرش ، بل المقصود أن الله شرفها بأن حكم في القرآن الكريم الذي فوق السموات السبع ثم نزل به سيدنا جبريل عليه السلام بأن يزوجها بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد طلاقها من سيدنا زيد بن حارثة رضي الله عنه.
☀️وكذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا سعد ابن معاذ رضي الله عنه " حكمت بحكم الله تعالى من فوق سبع سماوات". فالمقصود حكمه الذي أثبته في اللوح المحفوظ وبينه في القرآن المجيد بأن يقتل الكافر الحربي المقاتل وتسبى النساء والذرية، وليس القصد من النصوص الخوض في إثبات المكان لله سبحانه وتعالى عن ذلك.
الجواب: قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري في إثبات تنزيه الله عن المكان والتحيّز وسائر صفات المخلوقات ما نصه: "قال السهيلي وقوله "من فوق سبع سماوات" معناه أن الحكم نزل من فوق. قال: ومثله قول زينب بنت جحش "زوجني الله من نبيه من فوق سبع سماوات"، أي نزل تزويجها من فوق. قال ولا يستحيل وصفه تعالى بالفوق على المعنى الذي يليق بجلاله (اي فوقية القهر)، لا على المعنى الذي يسبق إلى الوهم من التحديد (اي المكان) الذي يفضي إلى التشبيه" انتهى.
ومن شرح البخاري كذلك: "قال الكرماني: قوله: "في السماء" ظاهره غير مراد إذ الله منــزه عن الحلول في المكان"، انتهى.
وفي موضع آخر كذلك: "وقِدَمه (أي أزلية الله، معناه ليس له بداية)، يُحيل وصفه بالتحيز فيها (السماء)"، ومعناه مستحيل عقلاً وصف الله بالمكان والكيفية.
وقال القسطلاني في شرح البخاري: "قولها: "وكانت تقول إن الله" عز وجل "أنكحني" به صلى الله عليه وسلم "في السماء" حيث قال تعالى: {زوجناكها}، وذات الله تعالى منزه عن المكان والجهة، فالمراد بقولها "في السماء" الإشارة إلى علو الذات والصفات، وليس ذلك باعتبار أن محله تعالى في السماء تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً"، انتهى.
وعند النسائي بلفظ "إن الله عز وجل أنكحني من السماء"، قال السندي في حاشيته "قولها: "أنكحني من السماء" أي أنزل منه ذلك قوله: {زوجناكها}"، انتهى.
وهذا يرفع الإشكال، ومعناه أن تزويج النبي بها مسجل في اللوح المحفوظ واللوح فوق السموات السبع، وهذه الكتابة خاصة بزينب ليست الكتابة العامة.
قال ابن حجر ان "من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه يتزوج بلا ولي ولا شهود كما وقع في قصة زينب بنت جحش".
وقال النووي في شرح مسلم: "قال القاضي عياض: لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظارهم ومقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى {ءأمنتم من في السماء} ونحوه، ليست على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم". انتهى.
وفي هذه الكتب وفي غيرها من كتب اهل السنة دلائل كثيرة على ان اضافة العلو والفوقية الى الله ليس المراد منها التحيز في الجهات لأن الله خالق الجهات ولا يحتاج اليها ولا الى غيرها.
والله تعالى وصف نفسه فقال: "وهو القاهر فوق عباده" (الأنعام، 18).
وهذا إجماع أهل السنة من السلف الصالح كما حكاه الطحاوي (ت 321 هـ.) في عقيدته قال: "تعالى (يعني الله) عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات، ولا تحويه الجهات الستّ كسائر المبتدَعات" بفتح الدال اي المخلوقات. الدعاء لكاتبه وناشره فرّج الله عنا وختم لنا بخير، آمين.
وفي لفظ: (زوَّجكنَّ أهاليكنَّ وزوجني الله من فوق سبع سماوات)
رواه بهذا اللفظ البخاري في الصحيح والترمذي في سننه وغيرهما .
☀️ومعنى قولها: (زوَّجني الله من فوق سبع سماوات) أي في القرآن المجيد الذي نزل به سيدنا جبريل من اللوح المحفوظ الذي فوق السماء السابعة كما قال الله تعالى : { بل هو قرآن مجيد ، في لوح محفوظ } البروج اية ٢٢.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي" رواه البخاري (7453)، ومسلم (2751).
وقوله( عنده )أي عند هذا الوقت الذي قضى الله الخلق .
والحديث : رواه البخاري في باب " بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) ".
💥قال الحافظ الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى:" والغرض منه الإشارة إلى أن اللوح المحفوظ فوق العرش" انتهى من "فتح الباري" ١٣\٥٢٧
☀️وبهذا تعلم أنه لا دليل فيه على إثبات حلول الله فوق العرش ، بل المقصود أن الله شرفها بأن حكم في القرآن الكريم الذي فوق السموات السبع ثم نزل به سيدنا جبريل عليه السلام بأن يزوجها بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد طلاقها من سيدنا زيد بن حارثة رضي الله عنه.
☀️وكذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا سعد ابن معاذ رضي الله عنه " حكمت بحكم الله تعالى من فوق سبع سماوات". فالمقصود حكمه الذي أثبته في اللوح المحفوظ وبينه في القرآن المجيد بأن يقتل الكافر الحربي المقاتل وتسبى النساء والذرية، وليس القصد من النصوص الخوض في إثبات المكان لله سبحانه وتعالى عن ذلك.