Telegram Web
سؤال: أنت صوفي؟!

هذا سؤال يطرق أذني وأذن كل ملتزم وطالب علم منتسب لأهل العلم والعمل ويحضر مجالس الذّكر وخاصة إذا كانت له قراءة في كتب القوم [السّادة الصّوفية]، والانتفاع بها، ومصاحبة المتصوفة أتباع الطّرق العريقة كالخلوتية، والقادرية، والتّجانيّة. والشاذلية والنقشبندية...وغيرها ..

الذّي جذبني إليهم؟ كثيرٌ من الأمور ومنها:

١. اهتمامهم بعيوب أنفسهم وإصلاحها وعدم اشتغالهم بالخلق.

٢. أصحاب حجّة، وبيّنة، ودليل علميّ، لم أرَ فيما رأيت، ولم أسمع فيما سمعت منهم، قضية من القضايا إلّا ولها مستندها الشرعي من آية كريمة، أو حديث شريف، أو اجتهاد لعالم معتبر.

٣. اهتمامهم بالشعائر، وتأديتهم للفرائض، واكثارهم من التّنفل والذّكر، والحديث القدسي الصّحيح يقول: "وما زال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتى أحبّه".

٤. أنّهم القائمون على تحقيق مقام الإحسان، الوارد في حديث جبريل في صحيح مسلم وفيه: "الإحسان: أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك".

ونرجع إلى السؤال الذّي يتكرّر عليّ، أنت صوفي؟!
(تقال باستغراب، أو بنوع من الإنكار! وأحيانُا بخباثة، وأحيانا على وجه الاستعلام والاستفسار).

لستُ صوفيًّا ولكن أحبُّ أن أكون صوفيًّا، وأسأل الله أن أموت صوفيًّا، لأنّ الصّوفي رجل اصطفاه الله لقربه، بعد أن صفا قلبه فصار كالمرآة لا يرى فيها غير تجلّيات الله سبحانه وتعالى.

قال أبو الفتح البستي:

تنازع النّاس في الصّوفيّ واختلفوا*وظنّوا أنّه مشتّق من الصّوفِ
ولستُ أنحل هذا الاسم إلّا فتًى*صفا فصوفيَ حتّى سُمّيَ الصّوفي

وعن بعضهم:

إذا سكن الغدير على صفاء*وجُنّبَ أن يحرّكه النّسيمُ
بدت فيه السّماء بلا امتراء*كذاكَ الشّمس تبدو والنّجومُ
كذاك قلوب أرباب التّجلي*يُرى في صفوها الله العظيمُ

والسّؤال الذّي يتردّد هل الصّوفي سُنّي!

الجواب عنه: نعم بل هو على قمة أهل السّنة والجماعة، قال الإمام عبد القاهر البغدادي في "الفَرق بين الفِرَقْ": أهل السّنة والجماعة ثمانية أصناف.. وعدّ منهم الصّوفية". ويقول فيهم الإمام السّبكي في "معيد النّعم ومبيد النّقم" : "الصوفيّة حيّاهم الله وبيّاهم!"، ويقول فيهم الفخر الرّازي: "الصّوفية وهم (مِن) خير بني آدم!".

وهذا اقتباسٌ مهمٌ من كتاب عظيم من كتب تراث أهل السُّنة والجماعة، للإمام الكبير المتكلّم المُحدّث الفقيه أبي منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي الشّافعيّ المتوفــ ٤٢٩ هـ ــى، وهو يتكلم عن فصلٍ مهم في تعداد أصناف أهل السُّنّة والجماعة، قال رحمه الله تعالى:

الصّنف السّادس (أي من الأصناف الثّمانيّة مِن أهل السّنة والجماعة): الزّهاد #الصّوفيّة الذّين أبصروا فأقصروا، واختبروا فاعتبروا، ورضَوْا بالمقدور، وقنعوا بالميسور، وعلموا أنّ السّمع والبصر كل أولئك مسئول عن الخير والشّر، ومحاسب على مثاقيل الذّرّ، فأعدّوا خير الإعداد، ليوم المعاد، وجرى كلامهم على طريق أهل العبارة والإشارة، على سمت #أهل_الحديث، دون من يشتري لهو الحديث، لا يعملون الخير رياءً، ولا يتركونه حياءً، #دينهم_التوحيد, ونفي التّشبيه، ومذهبهم #التفويض إلى الله تعالى، والتوكل عليه، والتسليم لأمره، والقناعة بما رُزِقوا، والإعراض عن الاعتراض عليه، "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم". ا. هـ .هذه النّسخة من تحقيق المحقّق البحَّاثة العلّامة الأزهري اللغوي محمّد محيي الدين عبد الحميد رحمه الله تبارك وتعالى.

وأقول للّذين يلمزون من وراء الظّهر لقصر الحُجّة، وضعف البيان، دعوكم من فلان فإنّه صوفيّ!

نِعْمَ ما لمزتني به، وقد أعطيتني رتبة أرجوها لنفسي ولم أصل إليها بعد، ونسأل الله تعالى أن نلقاه مسلمين مؤمنين محسنين، آمين.


وتحية لكم من المحبّ لأهل الله جميعا
لا يوجد مسلم ولا صوفي مسلم يعبد قبرًا!
نعم يوجد جهلة وهم قلّة قليلة يسجدون للقبر للتحية (احترام) صاحبه لا بقصد عبادته وهذا الفعل حرام ومنسوخ في شريعتنا، وكان يجوز السجود لغير الله تعالى بقصد التحية (الاحترام) في شرائع من قبلنا كسجود الملائكة لآدم عليه السلام، وسجود إخوة يوسف ليوسف عليه السلام، وإذا قصد عبادة المقبور فقد كفر وأشرك والعياذ بالله.

أمّا التوسل فهذه صيغة دعاء وردت في أحاديث صحيحة لم ينكرها إلّا غلاة نجد.
وأما الأئمة الأربعة فهم على جواز هذه الصيغة من الدعاء.

ففي حديث عثمان بن حنيف جواز التوسل وقد أورده الإمام النووي في الأذكار وصححه.

والحديث أخرجه الإمام أحمد وغيره بسند صحيح عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ادع الله أن يعافيني . فقال صلى الله عليه وسلم : (إن شئت دعوت لك ، وإن شئت أخّرتُ ذاك ، فهو خير لك. [وفي رواية : (وإن شئتَ صبرتَ فهو خير لك)] ، فقال : ادعهُ. فأمره أن يتوضأ ، فيحسن وضوءه ، فيصلي ركعتين ، ويدعو بهذا الدعاء : اللهم إني أسألك ، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني توجهتُ بك إلى ربي في حاجتي هذه ، فتقضى لي ، اللهم فشفّعه فيَّ وشفّعني فيه) . قال : ففعل الرجل فبرأ .

وبداية القصة أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له، فكان عثمان لا يلتفت إليه، ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمان بن حنيف، فشكا إليه ذلك، فقال له عثمان بن حنيف : ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد، فصل فيه ركعتين، ثم قل : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلي الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا محمد .. الحديث.

حتى لا يقال هذا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فقط كما يزعم غلاة نجد الذين يجيزون التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته فقط، فهذه حصلت في عهد عثمان رضي الله عنه بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم بسنوات…. ويقول العلماء : "مقام النبوة لا ينقطع ولا ينقص بالموت!".

أمّا الرقص في المساجد فما هو الرقص الذي تقصده.. اذا كان هذا الذي في اليوتيوب من مناظر لا تليق وقعود ونزول منفر في حلقات الذكر فمنكر يجب النهي عنه ..

واذا كان بمعنى "التعميرة" وهو ذكر الله تعالى حال القيام جماعة من غير تنفير في هيئة الذكر فلا بأس به لأنّ ذكر الله يجوز في المسجد وغير المسجد قياما وقعودًا وعلى جنب كما في الآية الكريمة في سورة آل عمران.

وليست كل الطرق الصوفية تفعل الذكر حال الوقوف هنالك طرق تذكر فقط حال الجلوس وكلا الأمرين لا بأس به بشروط وآداب الذكر في الشريعة الإسلامية.
"تارك الصلاة عند الحنابلة ليس كما يزعمون"

في المذهب الحنبلي يكفر تاركُ الصلاة تهاوناً وكسلاً بشرطين:
1 - أن يدعوه إلى فعل الصلاة إمامٌ أو نائبه كالأمير، أو القاضي.
2 - أن يأبى فعل الصلاة حتى يضيق وقت الثانية عنها، فيُدعى مثلاً إلى صلاة الظهر ويخرج وقتها، ثم يضيق وقت اختيار العصر بحيث يبقى وقت لا يكفي لأداء صلاة العصر كاملة في وقت الاختيار، كما في هداية الراغب. وإن كان الذي يظهر لي: أنه حتى يضيق وقت الضرورة عن فعل العصر كلها قبل غروب الشمس، كما هو ظاهر كلامهم في الإقناع والمنتهى وغيرهما، والله أعلم. (تحرير)
فبعد هذا يحكم بكفره، ولا تكفير مع عدم تحقيق هذين الشرطين. ودليل القول بكفره أدلة كثيرة منها حديث: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر» رواه أحمد والنسائي والترمذي وقال: حسن صحيح.

والقول الثاني: أن تارك الصلاة تهاوناً وكسلاً لا يكفر، وهو قول الجمهور ورأي بعض كبار علماء الحنابلة كصاحب المغني، وقد رد على المذهب وقال: في العصور كلها لم يمر على الناس أنهم تركوا الصلاة على ميت لأنه لم يصل، بل كل شخص عاش بين المسلمين ومشهور بين الناس بإسلامه، فإنه يصلى عليه ويغسل إذا مات ويدفن في مقابر المسلمين.
ذكر الإمام الغزالي رحمه الله في كتابه العظيم (الإحياء) عن الإمام بشر بن الحارث الحافي رحمه الله وهو أحد الصالحين الورعين القدماء :

أن رجلا جاء يودعه وقال : قد عزمت على الحج ، فتأمرني بشيء ؟
فقال له : كم أعددت للنفقة ؟
فقال : ألفي درهم . قال بشر : فأي شئ تبتغي بحجك ، تزهدا ، أو اشتياقا إلى البيت ، أو ابتغاء مرضاة الله ؟
قال : ابتغاء مرضاة الله .
قال : فإن أصبت مرضاة الله تعالى ، وأنت في منزلك ، وتنفق ألفي درهم ، وتكون على يقين من مرضاة الله تعالى ، أتفعل ذلك ؟
قال : نعم .
قال : اذهب فأعطها عشرة أنفس :
مديون يقضي دينه ، وفقير يرم شعثه ، ومعيل يغني عياله ، ومربي يتيم يفرحه ، وإن قوي قلبك تعطيها واحدا ، فافعل ، فإن إدخالك السرور على قلب المسلم ، وإغاثة اللهفان ، وكشف الضر ، وإعانة الضعيف ، أفضل من مائة حجة بعد حجة الإسلام . قم فأخرجها كما أمرناك ، وإلا فقل لنا ما في قلبك .

فقال : يا أبا نصر ، سفري أقوى في قلبي .

فتبسم بشر رحمه الله ، وأقبل عليه وقال له :
المال إذا جمع من وسخ التجارات والشبهات ، اقتضت النفس أن تقضي به وطرا ، فأظهرت الأعمال الصالحات ،
وقد آلى الله على نفسه أن لا يقبل إلا عمل المتقين ...
عَنْ سيدنا مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ:
لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ، خَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِيهِ، وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ ، قَالَ : " يَا مُعَاذُ، إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا، أَوْ لَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي هَذَا، أَوْ قَبْرِي "، فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعًا لِفِرَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ الْتَفَتَ فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ : " إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي الْمُتَّقُونَ ، مَنْ كَانُوا وَحَيْثُ كَانُوا " .
رواهُ الإمامُ أحمدُ رحمهُ الله تعالَى
عنون العلامة أشرف علي التهانوي رحمه الله في كتابه المختصر في الفقه الحنفي ترجمة بهشتي زيور عند كتاب الحج زيارة المدينة المنورة فقال:
#هل يصح الجمع بين الاضحية والعقيقة ؟
قولان للفقهاء:
1- جمهور الفقهاء يمنعون الجمع بين الاضحية والعقيقة وهو قول الشافعية والمالكية ورواية عند الحنابلة ومنعها الحنفية لأن الأضحية واجبة عندهم والعقيقة سنة فلا يصح التشريك بينهما بنية واحدة
وحجة أصحاب هذا القول : أن كلاً منهما – أي : العقيقة والأضحية – مقصود لذاته فلم تجزئ إحداهما عن الأخرى ، ولأن كل واحدة منهما لها سبب مختلف عن الآخر ، فلا تقوم إحداهما عن الأخرى ، كدم التمتع ودم الفدية .
قال الهيتمي رحمه الله في "تحفة المحتاج شرح المنهاج" (9/371) : " وَظَاهِرُ كَلَامِ َالْأَصْحَابِ أَنَّهُ لَوْ نَوَى بِشَاةٍ الْأُضْحِيَّةَ وَالْعَقِيقَةَ لَمْ تَحْصُلْ وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا ، وَهُوَ ظَاهِرٌ ; لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا سُنَّةٌ مَقْصُودَةٌ وَلِأَنَّ الْقَصْدَ بِالْأُضْحِيَّةِ الضِّيَافَةُ الْعَامَّةُ وَمِنْ الْعَقِيقَةِ الضِّيَافَةُ الْخَاصَّةُ وَلِأَنَّهُمَا يَخْتَلِفَانِ فِي مَسَائِلَ كَمَا يَأْتِي وَبِهَذَا يَتَّضِحُ الرَّدُّ عَلَى مَنْ زَعَمَ حُصُولَهُمَا وَقَاسَهُ عَلَى غُسْلِ الْجُمُعَةِ وَالْجَنَابَةِ عَلَى أَنَّهُمْ صَرَّحُوا بِأَنَّ مَبْنَى الطَّهَارَاتِ عَلَى التَّدَاخُلِ فَلَا يُقَاسُ بِهَا غَيْرُهَا " انتهى .
وقال الحطاب رحمه الله في "مواهب الجليل" (3/259) : "إِنْ ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ لِلْأُضْحِيَّةِ وَالْعَقِيقَةِ أَوْ أَطْعَمَهَا وَلِيمَةً ، فَقَالَ فِي الذَّخِيرَةِ : قَالَ صَاحِبُ الْقَبَسِ : قَالَ شَيْخُنَا أَبُو بَكْرٍ الْفِهْرِيُّ إذَا ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ لِلْأُضْحِيَّةِ وَالْعَقِيقَةِ لَا يُجْزِيهِ ، وَإِنْ أَطْعَمَهَا وَلِيمَةً أَجْزَأَهُ ، وَالْفَرْقُ أَنَّ الْمَقْصُودَ فِي الْأَوَّلَيْنِ إرَاقَةُ الدَّمِ ، وَإِرَاقَتُهُ لَا تُجْزِئُ عَنْ إرَاقَتَيْنِ ، وَالْمَقْصُودُ مِنْ الْوَلِيمَةِ الْإِطْعَامُ ، وَهُوَ غَيْرُ مُنَافٍ لِلْإِرَاقَةِ ، فَأَمْكَنَ الْجَمْعُ . انْتَهَى " انتهى .
2- تجزئ الأضحية عن العقيقة . وهو رواية عن الإمام أحمد ، وبه قال الحسن البصري ومحمد بن سيرين وقتادة رحمهم الله . والرملي من الشافعية
وحجة أصحاب هذا القول : أن المقصود منهما التقرب إلى الله بالذبح ، فدخلت إحداهما في الأخرى ، كما أن تحية المسجد تدخل في صلاة الفريضة لمن دخل المسجد .
روى ابن أبي شيبة رحمه الله في "المصنف" (5/534) : عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : إذَا ضَحُّوا عَنْ الْغُلَامِ فَقَدْ أَجْزَأَتْ عَنْهُ مِنْ الْعَقِيقَةِ .
وعَنْ هِشَامٍ وَابْنِ سِيرِينَ قَالَا : يُجْزِئُ عَنْهُ الْأُضْحِيَّةُ مِنْ الْعَقِيقَةِ .
وعَنْ قَتَادَةَ قَالَ : لَا تُجْزِئُ عَنْهُ حَتَّى يُعَقَّ .
وفي "كشاف القناع" (3/30) : " وَلَوْ اجْتَمَعَ عَقِيقَةٌ وَأُضْحِيَّةٌ ، وَنَوَى الذَّبِيحَةَ عَنْهُمَا ، أَيْ : عَنْ الْعَقِيقَةِ وَالْأُضْحِيَّة ِ أَجْزَأَتْ عَنْهُمَا نَصًّا [أي : نص عليه الإمام أحمد]"
وقال الإمام الرملي من الشافعية : ولو نوى بالشاة المذبوحة الأضحية والعقيقة حصلا خلافا لمن زعم خلافه.

والأفضل أن يأتي بكل قربة على نيتها ولا يجمع بينهما خصوصاً إذا كان من أهل السعة واليسار
فإن كان فقيراً وأراد أن يقوم بالقربة لله في الأضحية ويجمعها مع العقيقة فلا بأس أن يأخذ بقول من قال من الفقهاء بذلك والله يعطي على قدر النية والفضل منه أوسع والله أعلم.
الأدلة على إمكان تجسد الأرواح ورؤيتها وتعددها بل وإمكانية أن تهزم بمفردها جيوشا كما قال ابن القيم في كتابه الروح

1 - ليس هناك ما يمنع من حصول ذلك شرعا ولا عقلا وعلى المخالف الإتيان بدليل المنع ..
٢ - قوله تعالى (فتمثل لها بشرا سويا) فكما هو معروف أن سيدنا جبريل عليه السلام من عالم الأرواح وتمثل أكثر من مرة في غير صورته الحقيقية وهي صورة بشر وهنا في هذه الآية تمثل وخاطب ووهب وأرشد

وفي أحاديث صحيحة أخرى تمثل بصور متعددة نذكر منها حديث جبريل عليه السلام المعروف الذي رواه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما سأل عن الإسلام والإيمان والإحسان وعلامات الساعة ووو...

وينسحب نفس الحكم على بقية الملائكة فإنهم يتجسدون كما في الأحاديث الصحيحة كحديث ضرب سيدنا موسى عليه السلام لملك الموت حتى فقأ عينه ، وكذلك قصة ذلك الرجل الذي جلس له الملك في مدرجة الطريق وغيرها من النصوص الصحيحة الواردة في هذا الباب ..

٣- إجتماع الأنبياء بالنبي صلى الله وسلم عليهم أجمعين في المسجد الأقصى ليلة الإسراء والمعراج بعد موتهم ثم اجتمع مع بعضهم في نفس الليلة مرة أخرى في السماء ، كما رأى سيدنا موسى عليه السلام قائم يصلي في قبره وكل هذا ثابت بأحاديث صحيحة..

٤- أحد أقوال المفسرين أن البرهان الذي رآه سيدنا يوسف عليه السلام هو والده يعقوب عليه السلام عند قوله تعالى (لولا أن رأى برهان ربه) وهذا موجود في بعض كتب التفسير فاليرجع إليها.

٥- ورد في الصحيح أن سيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه يدخل من أبواب الجنة الثمانية وهذا مما يستدل به على تمثل تعدد الروح.

٦- ومن هذا الباب كذلك رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقظه فقد ورد في الصحيح (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة فإن الشيطان لا يتمثل بي) وضع خط هنا تحت كلمة (يتمثل)

ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة بعد موته هي من باب الكرامات لمن حصلت له وهي راجعة إلى قدرة الله تعالى والله على كل شيء قدير,

وليس معنى رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقظة أنه صلى الله عليه وسلم يرجع بذاته إلى عالم الدنيا بل يكشف الله لمن شاء عن تمثل روحه الشريفة وتشكلها بصورة معينة قادرة على التصرف والانطلاق , والشأن هو شأن الروح فتصرفات الروح تتجاوز قوانين الزمان والمكان.

وقد أجاز رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة طائفة كبيرة من أهل العلم وعدوه من كرامات الأولياء كالغزالي والبارزي والتاج السبكي والعفيف اليافعي من الشافعية والقرطبي وابن أبي جمرة من المالكية, وغيرهم ..

وللإمام السيوطي رسالة في ذلك سماها (تنوير الحلك بجواز رؤية النبي والملك)

وللإمام ابن مغيزيل تلميذ الإمام السخاوي المتوفى ( 894هـ ) في ذلك كتاب سماه (الكواكب الزاهرة في جواز الاجتماع يقظة بسيد الدنيا والآخرة).

وقد حصلت رؤية النبي صلى عليه وآله وسلم يقظة لكثير من العلماء والأولياء نقلها بعض أصحاب التراجم والطبقات وليس هنا مجال ذكرها.

٧- ما حصل لبعض الصحابة بعد لحوق النبي صلى الله عليه وسلم بربه, فقد روى الطبراني في مسند الشاميين (ج 2 / ص 298): (عن ضمرة بن ثعلبة السلمي أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : ادع لي بالشهادة فقال النبي صلى الله عليه و سلم: اللهم إني أحرم دم بن ثعلبة على المشركين والكفار قال: فكنت أحمل في عظم القوم فيتراءى لي النبي صلى الله عليه و سلم خلفهم وأحمل عليهم حتى أقف عنده , ثم يتراءى لي عند أصحابي فأحمل حتى أكون مع أصحابي, قال: فعمر زمانا من دهره)اهـ ، قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/633: رواه الطبراني وإسناده حسن.

٨- تجسد السكينة التي نزلت على شكل ظلة على الصحابي الذي كان يصلي ويقرأ القرآن الكريم حتى نفرت دابته وهذا في الصحيح..

٨- تجسد المعاني كالقران الكريم كاملا أو بعض سوره والأعمال الصالحة وفي القبر ويوم القيامة وهذا باب فسيح يصعب حصره ..

فهذه بعض الأدلة في هذا الباب الواسع .
الامام الغزالي وعقيدة التوحيد
يري الامام أبو حامد الغزالي رضوان الله عليه ان عقيدة التوحيد يجب ان تقدم إلى الصبي في أول نشأته ليحفظه حفظاً ثم لا يزال ينكشف له معناه في كبره شيئاً فشيئاً فابتداؤه الحفظ ثم الفهم ثم الاعتقاد والإيقان والتصديق به وذلك مما يحصل في الصبي بغير برهان
وقد قدم الامام ترجمة للعقيدة بشكل مبسط ولكنه شامل و بعبارات موجزة و حاسمة وذلك في كتابه الأشهر (احياء علوم الدين) , وهو يري ان من فضل الله سبحانه على قلب الإنسان أن شرحه في أول نشوه للإيمان من غير حاجة إلى حجة وبرهان وكيف ينكر ذلك وجميع عقائد العوام مباديها التلقين المجرد والتقليد المحض نعم يكون الاعتقاد الحاصل بمجرد التقليد غير خال عن نوع من الضعف في الابتداء على معنى أنه يقبل الإزالة بنقيضه لو ألقى إليه فلا بد من تقويته وإثباته في نفس الصبي والعامي حتى يترسخ ولا يتزلزل
وقد تناول موضوع العقيدة في أول فصول " كتاب قواعــــــــد العقائد " اسماه " في ترجمة عَقِيدَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي كَلِمَتَيِ الشَّهَادَةِ الَّتِي هي أحد مباني الإسلام".
ولذلك فقد رأيت – لأهمية الموضوع – ان ارفعــــــــــه للاخـــــوة من خلال هذا الملف.........
وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ

----------------------------------------
في ترجمة عَقِيدَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي كَلِمَتَيِ الشَّهَادَةِ
( لا اله الا الله محمد رسول الله )
الَّتِي هي أحد مباني الإسلام
فنقول وبالله التوفيق الحمد لله المبدئ المعيد الفعال لما يريد ذي العرش المجيد والبطش الشديد الهادي صفوة العبيد إلى المنهج الرشيد والمسلك السديد المنعم عليهم بعد شهادة التوحيد بحراسة عقائدهم عن ظلمات التشكيك والترديد السالك بهم إلى اتباع رسوله المصطفى واقتفاء آثار صحبه الأكرمين المكرمين بالتأييد والتسديد المتجلي لهم في ذاته وأفعاله بمحاسن أوصافه التي لا يدركها إلا من ألقى السمع وهو شهيد المعرف إياهم أنه في ذاته واحد لا شريك له فرد لا مثيل له صمد لا ضد له منفرد لا ند له وأنه واحد قديم لا أول له أزلي لا بداية لَهُ مُسْتَمِرُّ الْوُجُودِ لَا آخِرَ لَهُ أَبَدِيٌّ لا نهاية له قيوم لا انقطاع لَهُ دَائِمٌ لَا انْصِرَامَ لَهُ لَمْ يَزَلْ ولا يزال موصوفاً بنعوت الجلال
لَا يُقْضَى عَلَيْهِ بِالِانْقِضَاءِ وَالِانْفِصَالِ بِتَصَرُّمِ الْآبَادِ وانقراض الآجال بل هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شيء عليم
* التنزيه :
وأنه ليس بجسم مصور ولا جوهر محدود مقدر وأنه لا يماثل والأجسام ولا في التقدير ولا في قبول الانقسام وأنه ليس بجوهر ولا تحله الجواهر ولا بعرض ولا تحله الأعراض بل لا يماثل موجوداً ولا يماثله موجود ليس كمثله شيء ولا هو مثل شيء
وأنه لا يحده المقدار ولا تحويه الأقطار وَلَا تُحِيطُ بِهِ الْجِهَاتُ وَلَا تَكْتَنِفُهُ الْأَرَضُونَ ولا السموات
وَأَنَّهُ مُسْتَوٍ عَلَى الْعَرْشِ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي قاله وبالمعنى الذي أراده استواء منزهاً عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته ومقهورون في قبضته
وَهُوَ فَوْقَ الْعَرْشِ وَالسَّمَاءِ وَفَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ إِلَى تُخُومِ الثَّرَى فَوْقِيَّةً لَا تَزِيدُهُ قُرْبًا إِلَى الْعَرْشِ وَالسَّمَاءِ كَمَا لَا تَزِيدُهُ بُعْدًا عَنِ الْأَرْضِ وَالثَّرَى بَلْ هُوَ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ عَنِ الْعَرْشِ وَالسَّمَاءِ كَمَا أَنَّهُ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ عَنِ الْأَرْضِ وَالثَّرَى
وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ قَرِيبٌ مِنْ كُلِّ مَوْجُودٍ وَهُوَ أَقْرَبُ إِلَى الْعَبْدِ من حبل الوريد وهو على كل شيء شهيد إِذْ لَا يُمَاثِلُ قُرْبُهُ قُرْبَ الْأَجْسَامِ كَمَا لَا تُمَاثِلُ ذَاتُهُ ذَاتَ الْأَجْسَامِ وَأَنَّهُ لَا يَحُلُّ فِي شَيْءٍ وَلَا يَحُلُّ فِيهِ شَيْءٌ تَعَالَى عَنْ أَنْ يَحْوِيَهُ مَكَانٌ كَمَا تَقَدَّسَ عَنْ أَنْ يَحُدَّهُ زَمَانٌ بَلْ كَانَ قَبْلَ أَنْ خَلَقَ الزَّمَانَ وَالْمَكَانَ وَهُوَ الْآنَ عَلَى ما عليه كان
وأنه بائن عن خلقه بصفاته ليس في ذاته سواه ولا في سواه ذاته وأنه مقدس عن التغير والانتقال لا تحله الحوادث ولا تعتريه العوارض بل لا يزال في نعوت جلاله منزهاً عن الزوال وفي صفات كماله مستغنياً عن زيادة الاستكمال
وَأَنَّهُ فِي ذَاتِهِ مَعْلُومُ الْوُجُودِ بِالْعُقُولِ مَرْئِيُّ الذات بالأبصار نعمة منه ولطفاً بالأبرار في دار القرار وَإِتْمَامًا مِنْهُ لِلنَّعِيمِ بِالنَّظَرِ إِلَى وَجْهِهِ الْكَرِيمِ
* الحياة والقدرة :
وَأَنَّهُ تَعَالَى حَيٌّ قَادِرٌ جَبَّارٌ قَاهِرٌ لَا يَعْتَرِيهِ قُصُورٌ وَلَا عَجْزٌ وَلَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ وَلَا يُعَارِضُهُ فَنَاءٌ وَلَا مَوْتٌ وأنه ذو الملك والملكوت والعزة والجبروت له السلطان والقهر والخلق والأمر والسموات مطويات بيمينه والخلائق مقهورون في قبضته
وَأَنَّهُ الْمُنْفَرِدُ بِالْخَلْقِ وَالِاخْتِرَاعِ الْمُتَوَحِّدُ بِالْإِيجَادِ وَالْإِبْدَاعِ خلق الخلق وأعمالهم وقدر أرزاقهم وآجالهم لا يشذ عن قبضته مقدور ولا يعزب عن قدرته تصاريف الأمور لا تحصى مقدوراته، ولا تتناهى معلوماته
*العلم :
وَأَنَّهُ عَالِمٌ بِجَمِيعِ الْمَعْلُومَاتِ مُحِيطٌ بِمَا يَجْرِي من تخوم الأرضين إلى أعلى السموات وأنه عالم لَا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ بَلْ يَعْلَمُ دَبِيبَ النَّمْلَةِ السَّوْدَاءِ عَلَى الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ وَيُدْرِكُ حَرَكَةَ الذَّرِّ فِي جَوِّ الْهَوَاءِ وَيَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى وَيَطَّلِعُ عَلَى هَوَاجِسِ الضَّمَائِرِ وَحَرَكَاتِ الْخَوَاطِرِ وَخَفِيَّاتِ السَّرَائِرِ بِعِلْمٍ قَدِيمٍ أَزَلِيٍّ لَمْ يَزَلْ مَوْصُوفًا بِهِ فِي أَزَلِ الْآزَالِ لا بعلم متجدد حاصل في ذاته بالحلول والانتقال
*الإرادة :
وأنه تعالى مريد لِلْكَائِنَاتِ مُدَبِّرٌ لِلْحَادِثَاتِ فَلَا يَجْرِي فِي الْمُلْكِ والملكوت قليل أو كثير صغير أو كبير خير أو شر نفع أو ضر إيمان أو كفر عرفان أو نكر فوز أو خسران زيادة أو نقصان طاعة أو عصيان إِلَّا بِقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ وَحِكْمَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ
فَمَا شَاءَ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ لَا يخرج عن مشيئته لفتة ناظر ولا فلتة خاطر بل هو المبدئ المعيد الفعال لما يريد لا راد لأمره ولا معقب لقضائه ولا مهرب لعبد عن معصيته إلا بتوفيقه ورحمته
ولا قوة له على طاعته إلا بمشيئته وإرادته فلو اجتمع الإنس والجن والملائكة والشياطين على أن يحركوا في العالم ذرة أو يسكنوها دون إرادته ومشيئته لعجزوا عن ذلك
وأن إرادته قائمة بذاته في جملة صفاته لم يزل كذلك موصوفاً بها
*مريداً :
في أزله لوجود الأشياء في أوقاتها التي قدرها فوجدت في أوقاتها كما أراده في أزله من غير تقدم ولا تأخر بل وقعت على وفق علمه وإرادته من غير تبدل ولا تغير
دبر الأمور لا بترتيب أفكار ولا تربص زمان فلذلك لم يشغله شأن عن شأن
*السمع والبصر :
وأنه تعالى سميع بصير يسمع ويرى ولا يعرب عَنْ سَمْعِهِ مَسْمُوعٌ وَإِنْ خَفِيَ
وَلَا يَغِيبُ عَنْ رُؤْيَتِهِ مَرْئِيٌّ وَإِنْ دَقَّ
وَلَا يَحْجُبُ سمعه بُعد ولا يدفع رؤيته ظلام
يرى من غير حدقة وأجفان ويسمع من غير أصْمخة وآذان كما يعلم بغير قلب ويبطش بغير جارحة ويخلق بغير آلة إذ لا تشبه صفاته صفات الخلق كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق.....
الكلام: وأنه تعالى متكلم آمرٌ ناه واعد متوعد بكلام أزلي قديم قائم بذاته لا يشبه كلام الخلق فليس بصوت يحدث من انسلال هواه أو اصطكاك أجرام ولا بحرف ينقطع بإطباق شفة أو تحريك لسان
= وَأَنَّ الْقُرْآنَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ كُتُبُهُ الْمُنَزَّلَةُ على رسله عليهم السلام
وأن القرآن مقروء بالألسنة مكتوب في المصاحف محفوظ في القلوب وأنه مع ذلك قديم قائم بذات الله تعالى لا يقبل الانفصال والافتراق بالانتقال إلى القلوب والأوراق وأن موسى صلى الله عليه وسلم سمع كلام الله بغير صوت ولا حرف كما يرى الأبرار ذات الله تعالى في الآخرة من غير جوهر ولا عرض
= وإذا كانت له هذه الصفات كان حياً عالماً قادراً مريداً سميعاً بصيراً متكلماً بالحياة والقدرة والعلم والإرادة والسمع والبصر والكلام لا بمجرد الذات
الأفعال وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَا مَوْجُودَ سِوَاهُ إِلَّا وَهُوَ حَادِثٌ بِفِعْلِهِ وَفَائِضٌ مِنْ عَدْلِهِ عَلَى أَحْسَنِ الْوُجُوهِ وَأَكْمَلِهَا وَأَتَمِّهَا وَأَعْدَلِهَا وَأَنَّهُ حَكِيمٌ في أفعاله عادل في أقضيته لا يقاس عدله بعدل العباد إذ العبد يتصور منه الظلم بتصرفه في ملك غيره
= ولا يتصور الظلم من الله تعالى فإنه لا يصادف لغيره ملكاً حتى يكون تصرفه فيه ظلماً فَكُلُّ مَا سِوَاهُ مِنْ إِنْسٍ وَجِنٍّ وَمَلَكٍ وشيطان وسماء وارض وحيوان ونبات وجماد وجوهر وعرض وَمُدْرَكٍ وَمَحْسُوسٍ حَادِثٌ اخْتَرَعَهُ بِقُدْرَتِهِ بَعْدَ الْعَدَمِ اخْتِرَاعًا وَأَنْشَأَهُ إِنْشَاءً بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ شيئاً إذ كان مَوْجُودًا وَحْدَهُ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ غَيْرُهُ فَأَحْدَثَ الْخَلْقَ بَعْدَ ذَلِكَ إِظْهَارًا لِقُدْرَتِهِ وَتَحْقِيقًا لِمَا سَبَقَ مِنْ إِرَادَتِهِ وَلِمَا حَقَّ فِي الْأَزَلِ مِنْ كَلِمَتِهِ لَا لِافْتِقَارِهِ إِلَيْهِ وَحَاجَتِهِ
= وَأَنَّهُ متفضل بالخلق والاختراع والتكليف لا عن وجوب وَمُتَطَوِّلٌ بِالْإِنْعَامِ وَالْإِصْلَاحِ لَا عَنْ لُزُومٍ فَلَهُ الفضل والإحسان والنعمة والامتنان إذ كان قادراً على أن يصب على عباده أنواع العذاب ويبتليهم بضروب الآلام والأوصاب ولو فعل ذلك لكان منه عدلاً ولم يكن منه قبيحاً ولا ظلماً
= وأنه عز وجل يثبت عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الطَّاعَاتِ بِحُكْمِ الْكَرَمِ وَالْوَعْدِ لا بحكم الاستحقاق واللزوم لَهُ إِذْ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ لِأَحَدٍ فِعْلٌ وَلَا يُتَصَوَّرُ مِنْهُ ظُلْمٌ وَلَا يَجِبُ لِأَحَدٍ عليه حق
= وأن حقه في الطاعات وجب عَلَى الْخَلْقِ بِإِيجَابِهِ عَلَى أَلْسِنَةِ أَنْبِيَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ لَا بِمُجَرَّدِ الْعَقْلِ وَلَكِنَّهُ بَعَثَ الرُّسُلَ وَأَظْهَرَ صِدْقَهُمْ بِالْمُعْجِزَاتِ الظَّاهِرَةِ فَبَلَّغُوا أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ ووعده ووعيده فوجب على الخلق تصديقهم فيما جاءوا به
** معنى الكلمة الثانية ( محمد رسول الله ) وهي الشهادة للرسل بالرسالة وَأَنَّهُ بَعَثَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الْقُرَشِيَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرِسَالَتِهِ إِلَى كَافَّةِ الْعَرَبِ والعجم والجن والإنس فنسخ بشريعته الشرائع إلا ما قرره منها
وفضله على سائر الأنبياء وجعله سيد البشر
ومنع كمال الإيمان بشهادة التوحيد وهو قول لا إله إلا الله ما لم تقترن بها شهادة الرسول وهو قولك محمد رسول الله وَأَلْزَمَ الْخَلْقَ تَصْدِيقَهُ فِي جَمِيعِ مَا أَخْبَرَ عنه من أمور الدنيا والآخرة
= وأنه لا يتقبل إيمان عبد حتى يؤمن بما أخبر به بعد الموت وأوله سؤال منكر ونكير وهما شخصان مهيبان هائلان يقعدان العبد في قبره سوياً ذا روح وجسد فيسألانه عن التوحيد والرسالة ويقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك وهما فتانا القبر وسؤالهما أول فتنة بعد الموت
وأن يؤمن بعذاب القبر وأنه حق وحكمه عدل على الجسم والروح على ما يشاء
وأن يؤمن بالميزان ذي الكفتين واللسان وصفته في العظم أنه مثل طبقات السموات والأرض توزن الأعمال بقدرة الله تعالى والصنج يومئذ مثاقيل الذر والخردل تحقيقا لتمام العدل وتوضح صحائف الحسنات في صورة حسنة في كفة النور فيثقل بها الميزان على قدر درجاتها عند الله بفضل الله وتطرح صحائف السيئات في صورة قبيحة في كفة الظلمة فيخف بها الميزان بعدل الله
وأن يؤمن بأن الصراط حق وهو جسر ممدود على متن جهنم أحد من السيف وأدق من الشعرة تزل عليه أقدام الكافرين بحكم الله سبحانه فتهوي بهم إلى النار وتثبت عليه أقدام المؤمنين بفضل الله فيساقون إلى دار القرار
وأن يؤمن بالحوض المورود حوض محمد صلى الله عليه وسلم يشرب منه المؤمنون قبل دخول الجنة وبعد جواز الصراط من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً عرضه مسيرة شهر ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل حوله أباريق عددها بعدد نجوم السماء فيه ميزابان يصبان من الكوثر يغت فيه ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من ورق...
وأن يؤمن بالحساب وتفاوت الناس فيه إلى مناقش في الحساب وإلى مسامح فيه وإلى من يدخل الجنة بغير حساب وهم المقربون فيسأل الله تعالى من شاء من الأنبياء عن تبليغ الرسالة ومن شاء من الكفار عن تكذيب المرسلين ويسأل المبتدعة عن السنة ويسأل المسلمين عن الأعمال
وأن يؤمن بإخراج الموحدين من النار بعد الانتقام حتى لا يبقى في جهنم موحد بفضل الله تعالى فلا يخلد في النار موحد
وأن يؤمن بشفاعة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء ثم سائر المؤمنين على حسب جاهه ومنزلته عند الله تعالى ومن بقي من المؤمنين ولم يكن له شفيع أخرج بفضل الله عز وجل فلا يخلد في النار مؤمن بل يخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان
وأن يعتقد فضل الصحابة رضي الله عنهم وترتيبهم وأن أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم وأن يحسن الظن بجميع الصحابة ويثني عليهم كما أثنى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم عليهم أجمعين
فكل ذلك مما وردت به الأخبار وشهدت به الآثار فمن اعتقد جميع ذلك موقناً به كان من أهل الحق وعصابة السنة وفارق رهط الضلال وحزب البدعة
فنسأل الله كمال اليقين وحسن الثبات في الدين لنا ولكافة المسلمين برحمته إنه أرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى كل عبد مصطفى.
============
من إحياء علوم الدين - كتاب قواعد العقائد – الامام أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي المتوفى 505هـ
*************
« ستةِ أيامٍ متوالية من أيام ذي الحجة، أسماء:

• الثامن: التروية
• التاسع: عرفة
• العاشر: النَّحر
• الحادي عشر: القَر
• الثاني عشر: النفر الأول
• الثالث عشر: النفر الثاني ».

● الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه اللّٰه تعالى.
فَتحُ الباري ٥٧٥/٣.
قال الإمام الجليل يحيى ابن شرف النووي رحمه الله تعالى عن يوم عرفة:
فهذا اليوم أفضل أيام السنة للدعاء ، فينبغي أن يستفرغ الإنسان وسعه في الذكر ، والدعاء ، وقراءة القرآن ، وأن يدعو بأنواع الأدعية ، ويأتي بأنواع الأذكار.
ويدعو لنفسه ، ووالديه ، وأقاربه ، ومشايخه وأصحابه ، وأصدقائه ، وأحبابه ، وسائر من أحسن إليه ، وجميع المسلمين.
وليحذر كل الحذر من التقصير في ذلك كله ، فإن هذا اليوم لا يمكن تداركه.
كتاب الأذكار للنووي ( ٣٣٣ ).
وقال أيضا رحمه الله تعالى:
«قد قدمنا في أذكار العيد حديث النبي ﷺ: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» فيستحب الإكثار من هذا الذكر والدعاء، ويجتهد في ذلك، فهذا اليوم أفضل أيام السنة للدعاء، وهو معظم الحج ومقصوده والمعول عليه، فينبغي أن يستفرغ الإنسان وسعه في الذكر والدعاء وفي قراءة القرآن، وأن يدعو بأنواع الأدعية، ويأتي بأنواع الأذكار، ويدعو ويذكر في كل مكان، ويدعو منفردا ومع جماعة، ويدعو لنفسه ووالديه وأقاربه ومشايخه وأصحابه وأصدقائه وأحبابه وسائر من أحسن إليه وجميع المسلمين.
وليحذر كل الحذر من التقصير في ذلك كله؛ فإن هذا اليوم لا يمكن تداركه، بخلاف غيره.
ولا يتكلف السجع في الدعاء؛ فإنه يشغل القلب، ويذهب الانكسار والخضوع والافتقار والمسكنة والذلة والخشوع، ولا بأس بأن يدعو بدعوات محفوظة معه له أو غيره مسجوعة إذا لم يشتغل بتكلف ترتيبها ومراعاة إعرابها.
والسنة: أن يخفض صوته بالدعاء، ويكثر من الاستغفار والتلفظ بالتوبة من جميع المخالفات مع الاعتقاد بالقلب.
ويلح في الدعاء ويكرره، ولا يستبطئ الإجابة، ويفتتح دعاءه ويختمه بالحمد لله تعالى والثناء عليه سبحانه وتعالى، والصلاة والتسليم على رسول الله ﷺ، وليختمه بذلك، وليحرص على أن يكون مستقبل الكعبة وعلى طهارة».
【الأذكار】
.
أدعية يوم عرفة
﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾. «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ». اللَّهُمَّ ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾. ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾. اللَّهُمَّ ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾. ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾. ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾. ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾. ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾. اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْتَ مَوْلَانَا ﴿فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ﴾ ﴿وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ﴾. اللَّهُمَّ ﴿رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدَاً﴾. ﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرَاً مِنْ أَهْلِي﴾. ﴿رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ﴾. ﴿رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامَاً * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرَّاً وَمُقَامَاً﴾. ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامَاً﴾. ﴿رَبِّ هَبْ لِي حُكْمَاً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ﴾. ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلَّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾. ﴿رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. «اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ». «اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ». «اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ الحَقُّ، وَوَعْدُكَ الحَقُّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ المُقَدِّمُ،
وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ». «رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي، وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي كُلِّهِ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ، وَعَمْدِي، وَجَهْلِي، وَهَزْلِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي».

«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ، وَعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ القَبْرِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وَشَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ قَلْبِي بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالبَرَدِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالمَأْثَمِ وَالمَغْرَمِ». «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ». «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرَاً، وَالْحَمْدُ للهِ كَثِيرَاً، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي». «اللَّهُمَّ اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَأَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ، وَأَمْتِعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي وَمَلَكَاتِي مَا أَحْيَيْتَنِي، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنِّي». «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ، وَالعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ لِسَانَاً صَادِقَاً، وَقَلْبَاً سَلِيمَاً، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ». «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ تَهْدِي بِهَا قَلْبِي، وَتَجْمَعُ بِهَا أَمْرِي، وَتُصْلِحُ بِهَا غَائِبِي، وَتَرْفَعُ بِهَا شَاهِدِي، وَتُزَكِّي بِهَا عَمَلِي، وَتُلْهِمُنِي بِهَا رُشْدِي، وَتَرُدُّ بِهَا أُلْفَتِي، وَتَعْصِمُنِي بِهَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ. اللَّهُمَّ أَعْطِنِي إِيمَانَاً وَيَقِينَاً لَيْسَ بَعْدَهُ كُفْرٌ، وَرَحْمَةً أَنَالُ بِهَا شَرَفَ كَرَامَتِكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. أَسْأَلُكَ يَا قَاضِيَ الأُمُورِ، وَيَا شَافِيَ الصُّدُورِ، أَنْ تُجِيرَنِي مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ، وَمِنْ دَعْوَةِ الثُّبُورِ، أَسْأَلُكَ الأَمْنَ يَوْمَ الوَعِيدِ، وَالجَنَّةَ يَوْمَ الخُلُودِ، مَعَ المُقَرَّبِينَ الشُّهُودِ». اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هَادِينَ مُهْتَدِينَ، غَيْرَ ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ، سِلْمَاً لِأَوْلِيَائِكَ، وَعَدُوَّاً لِأَعْدَائِكَ. «اللَّهُمَّ هَذَا الدُّعَاءُ وَعَلَيْكَ الإِجَابَةُ، وَهَذَا الجُهْدُ وَعَلَيْكَ التُّكْلَانُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي نُورَاً فِي قَلْبِي، وَنُورَاً فِي قَبْرِي، وَنُورَاً مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَنُورَاً مِنْ خَلْفِي، وَنُورَاً عَنْ يَمِينِي، وَنُورَاً عَنْ شِمَالِي، وَنُورَاً مِنْ فَوْقِي، وَنُورَاً مِنْ تَحْتِي، وَنُورَاً فِي سَمْعِي، وَنُورَاً فِي بَصَرِي، وَنُورَاً فِي شَعْرِي، وَنُورَاً فِي بَشَرِي، وَنُورَاً فِي لَحْمِي، وَنُورَاً فِي دَمِي، وَنُورَاً فِي عِظَامِي، اللَّهُمَّ أَعْظِمْ لِي نُورَاً، وَأَعْطِنِي نُورَاً، وَاجْعَلْ لِي نُورَاً، سُبْحَانَ ذِي الفَضْلِ وَالنِّعَمِ، سُبْحَانَ ذِي المَجْدِ وَالكَرَمِ، سُبْحَانَ ذِي الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ». «اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعَاً إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ، لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ». «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي، وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي». «اللَّهُمَّ مَا قَصُرَ عَنْهُ رَأْيِي، وَلَمْ تَبْلُغْهُ نِيَّتِي، وَلَمْ تَبْلُغْهُ مَسْأَلَتِي مِنْ خَيْرٍ وَعَدْتَهُ أَحَدَاً مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ خَيْرٍ أَنْتَ مُعْطِيهِ أَحَدَاً مِنْ عِبَادِكَ، فَإِنِّي أَرْغَبُ إِلَيْكَ فِيهِ، وَأَسْأَلُكَهُ بِرَحْمَتِكَ رَبَّ العَالَمِينَ».
اللَّهُمَّ ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾. ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾. «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ». وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
في كتاب الفتاوى الهندية العالمكيرية:


وَلَوْ ضَحَّى بِشَاتَيْنِ فَالْأَصَحُّ أَنْ تَكُونَ الْأُضْحِيَّةُ بِهِمَا، فَإِنَّهُ رَوَى الْحَسَنُ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -: أَنَّهُ لَا بَأْسَ فِي الْأُضْحِيَّةِ بِالشَّاةِ وَالشَّاتَيْنِ هَكَذَا فِي مُحِيطِ السَّرَخْسِيِّ.

وَفِي النَّوَازِلِ رَجُلٌ ضَحَّى بِشَاتَيْنِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ لَا تَكُونُ الْأُضْحِيَّةُ إلَّا بِوَاحِدَةٍ،

وَقَالَ غَيْرُهُ مِنْ الْمَشَايِخِ: تَكُونُ الْأُضْحِيَّةُ بِهِمَا،

وَبِهِ أَخَذَ الصَّدْرُ الشَّهِيدُ فِي وَاقِعَاتِهِ،

رَوَى الْحَسَنُ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - لَا بَأْسَ بِالْأُضْحِيَّةِ بِالشَّاةِ
وَالشَّاتَيْنِ،

وَقَدْ صَحَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «كَانَ يُضَحِّي كُلَّ سُنَّةٍ بِشَاتَيْنِ وَضَحَّى عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ بِمِائَةِ بَدَنَةٍ» كَذَا فِي الْمُحِيطِ
🪻فائدة على أهل الله عائدة🪻
*حديث ُالنزول ِفي يوم عرفة*
====================
روى ابنُ حبانَ في صحيحِه وغيرُه عن جابرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ "*ما من يومٍ أفضلُ عند الله من يومِ عرفة ينزلُ اللهُ إلى السماءِ الدنيا فيُباهي بأهلِ الأرضِ أهلَ السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي شُعثًا غُبرًا ضاحِين، جاؤوا من كلِّ فجٍّ عميقٍ يرجُونَ رحمتي ولم يرَوْا عذابي، فلم يُرَ يومٌ أكثرُ عتقًا من النارِ من يومِ عرفة "*

نقل القاضي عياضٌ والحافظُ النوويُّ والطِّيبيُّ والمازِريُّ والمُلّا عليٌّ القاريّ وغيرُهم في تفسير "*ينزلُ اللهُ إلى السماء الدنيا** معنَيَين:

- *الأولُ* أنّ ءاثارَ رحمتِه وكرامتِه عزّ وجل تدنو من العباد.

- *والثاني* أنه تعالى يأمر الملائكةَ بالدُّنُوِّ إلى الأرض ويُنزِلُ معهم ما يشاءُ من الرحمة.

وعلى التفسيرين فإنه يجبُ تنزيهُ الله عزّ وجلّ عن الحركةِ والسكون والاتصالِ والانفصالِ والقُربِ والبُعدِ بالحسِّ والمسافةِ والتحوّلِ والانتقالِ والزّوالِ والحلولِ {*ليس كمثله شىءٌ وهو السميع البصير*}.

ومن اعتقدَ النزولَ الحسيَّ في حقّ الله أو الحركةَ فقد كذّبَ القرآنَ ومَن كذّبَ القرآنَ خارجٌ من المِلّة.

اللهُ تعالى خالقُ الأحجام فليس حجمًا بالمرة وخالقُ صفاتِ المخلوقات فلا تشبهُ صفاتُه صفاتِ خلقِه البتّة.

والله لا يتغيّرُ لأنّ التغيّرَ أقوى علاماتِ الحدوث.

ومعنى "*فيُباهي بأهلِ الأرض أهلَ السماء*" يُظهرُ للملائكةِ فضلَ بعضِ عبادِه.

وأما قولُه "*شُعثًا غُبرًا ضاحِين*"
فالشُّعثُ جمعُ أشعث وهو مَن تفرّقَ شعَرُ رأسِه مِن عدمِ غسلِه ودهنِه

والغُبرُ: جمعُ أغبَرَ وهو مَن التصقَ الغبارُ بأعضائِه كما هو عادةُ المسافرين على الدّوابّ ومشيًا.

وضاحِينَ جمعُ ضاحٍ وهو البارزُ للشمسِ يصيبُه حرُّها.

والمرادُ أنهم جاؤوا متقَشِّفين مُتذَلّلينَ للهِ تعالى .

اللهم اجعلنا من عتقاء هذه الأيامِ المباركة إنك أنت الغفورُ الرحيم.
========================
https://www.tgoop.com/ahlussonna
2024/06/15 21:14:12
Back to Top
HTML Embed Code: