قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-:
«من جعل دينه غرضًا للخصومات أكثر التَنَقُّل».
(رواه الدارمي في سننه، والآجري في الشريعة).
والخصومات: كثرة الجدال بلا علم في أمور الاعتقاد، فينتقل من رأي إلى رأي، بسبب خصومته مع المخالف.
ــــــــــ
«من جعل دينه غرضًا للخصومات أكثر التَنَقُّل».
(رواه الدارمي في سننه، والآجري في الشريعة).
والخصومات: كثرة الجدال بلا علم في أمور الاعتقاد، فينتقل من رأي إلى رأي، بسبب خصومته مع المخالف.
ــــــــــ
Forwarded from قناة أحمد الغريب
بسم الله..
فيما وصلنا.. من هو أبرز علماء الحنابلة الذي استوعب بالبحث نقلًا وعقلًا مسألة العلو والاستواء مع جمعه لحجج المخالفين؟
إذا استثنينا شيخ الإسلام وابن القيم وابن قدامة في الجانب النقلي؛ فالجواب هو ابن الزاغوني في كتابه الإيضاح، وابن الزاغوني من أجود الحنابلة بحثًا وتنبهًا لمواضع الإشكال، وبحثه في الجهة قريب من تقرير الشيخ فيما يتعلق بالجهة العدمية.
وهذه بعض النقولات عنه في أثناء إثباته للعلو الذاتي والاستواء:
١- (وذلك أن الله تعالى لما خلق العالم الكلي وأوجده بالإضافة إلى وجوده أوجده بصفة التحت فصار بالإضافة إلى الله تعالى بصفة دونه وتحته، وأسفل منه، ومن شأن الذاتين إذا كانت إحداهما بصفة التحت ثبت للأخرى بطريق الضرورة استحقاق صفة الفوق والأعلى).
٢- ثم قال بعد ذلك: (وهذا القول إنما استفدناه نقلًا واستند إلى ضرب من المعنى).. ثم ذكر بعض آيات الفوقية والعلو وصعود الأشياء وارتفاعها إليه، ثم قال: (وأما الضرب من المعنى فهو أنا استنبطنا من هذه الآيات وعلمنا بطباعنا أن الجهة الممدوحة إنما هي جهة العلو والرفعة، وأن ما كان بوصف التحت واليمين والشمال والتلقاء وما أشبه ذلك مما يقتضي المساواة ويرفع حكم العلو نقص بالإضافة إلى جهة العلو، فكان المفهوم من الآيات المذكورة أنه يقتضي إثبات جهة المدح).
٣- قال: (ولهذا نبهنا الله عليه في قصة فرعون لما مدح موسى -عليه السلام- ربَّه عند فرعون - المدعي للربوبية- بالعلو وأنه فوق السماء، إذ قال لصاحبه: {وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحًا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى}.. ولو لم يكن ثبت عنده دعوى موسى-عليه السلام- تعظيم الباري الذي أرسله بأنه فوق السماوات وبجهة العلو؛ الذي لا يقدر فرعون مع دعواه الربوبية على مثله لما احتاج إلى مثل هذا، وهذا كلام ظاهر جلي واضح لا يأباه إلا معاند تارك للإنصاف).
٤- قال: (وإذا تقرر هذا كان وصفه بالاستواء على العرش من غير أن يتغير عما كان عليه في الأزل من الاستغناء بنفسه عن مكان= أن يصح إضافة المكان إليه على هذا الوجه).
وبهذا الإيضاح يفهم ما المراد بالمكان المنفي والمكان المثبت في بقية كلامه.
٥- وابن الزاغوني ممن يبالغ في نفي المماسة، إلا أنه استخدم ذلك في إثبات الحد والغاية والنهاية ونسبة ذلك لله تعالى، وفي هذا يقول:
(وإنما يغتر الأغمارالذين لا خبرة عندهم بصعوبة إضافة الحد والغاية والنهاية إليه تعالى مع إقرارهم بأنه لا يماس الخلق ولا يماسونه، وأنه متميز بذاته منفرد مباين لخلقه متنزه عن المماسة والامتزاج، وهذا مناقضة منهم في العقيدة يسندونها إلى الجهل بالأمر ووقوف مع الأنس، وما هذا سبيله فلا يعول على قائليه ولا يوثق بمرتكبيه).
٦- ويوضح مراده بإثبات الاستواء وجهة العلم وما يندرج تحت ذلك من معنى معلوم فيقول:
(ما معنى قولكم في جهة من جهات العالم؟أتريدون به أنه يحل في جهة مخلوقة وهي محيطة به؟ أم تريدون أنه جهة بالإضافة إلى ما سواه من العالم؟ فإن أردتم أنه في جهة من جهات العالم محيطة به فهذا لا نقول به، ولا هو معنى قولنا في الاستواء على العرش ولا أنه بجهة العلو، وإن أردتم أنه جهة بالإضافة إلى العالم فكيف يجوز أن يكون من العالم أو جهة من جهات العالم وهو غير ذلك؟...).
٧- وعند حديثه عن تعدي الاستواء بحرف الجر "على" قال: ومما يقوي هذا ويحققه أن تعدي استوى بحرف على إما يراد به المكان والجهة أو القهر والغلبة على ما بينا، ومحال أن يراد بقوله: {ثم استوى على العرش} القهر والغلبة..ثم بيّن وجه الاستحالة المعروف ثم قال: (فبقي أنه أراد به الجهة والمكان لا غير).
ومما سبق تعرف مراده بالمكان والجهة في سياق الإثبات وبالمكان والجهة في سياق النفي.
-----
ونصوصه في إثبات العلو الذاتي الحقيقي كثيرة فليراجع كلامه في الإيضاح، ولوضوح كلامه حط عليه ابن الجوزي في طوره الذي خالف فيه الحنابلة بعدما كان أثنى عليه في داليته.
ومما قاله ابن الزاغوني شعرًا ونُقِل عنه في كتب التراجم:
إني سأذكر عقد ديني صادقًا *** نهج ابن حنبل الإمام الأوحد
ومنها:
عالٍ على العرش الرفيع بذاته*** سبحانه عن قول غاوٍ ملحدِ
http://www.tgoop.com/tahrerat
فيما وصلنا.. من هو أبرز علماء الحنابلة الذي استوعب بالبحث نقلًا وعقلًا مسألة العلو والاستواء مع جمعه لحجج المخالفين؟
إذا استثنينا شيخ الإسلام وابن القيم وابن قدامة في الجانب النقلي؛ فالجواب هو ابن الزاغوني في كتابه الإيضاح، وابن الزاغوني من أجود الحنابلة بحثًا وتنبهًا لمواضع الإشكال، وبحثه في الجهة قريب من تقرير الشيخ فيما يتعلق بالجهة العدمية.
وهذه بعض النقولات عنه في أثناء إثباته للعلو الذاتي والاستواء:
١- (وذلك أن الله تعالى لما خلق العالم الكلي وأوجده بالإضافة إلى وجوده أوجده بصفة التحت فصار بالإضافة إلى الله تعالى بصفة دونه وتحته، وأسفل منه، ومن شأن الذاتين إذا كانت إحداهما بصفة التحت ثبت للأخرى بطريق الضرورة استحقاق صفة الفوق والأعلى).
٢- ثم قال بعد ذلك: (وهذا القول إنما استفدناه نقلًا واستند إلى ضرب من المعنى).. ثم ذكر بعض آيات الفوقية والعلو وصعود الأشياء وارتفاعها إليه، ثم قال: (وأما الضرب من المعنى فهو أنا استنبطنا من هذه الآيات وعلمنا بطباعنا أن الجهة الممدوحة إنما هي جهة العلو والرفعة، وأن ما كان بوصف التحت واليمين والشمال والتلقاء وما أشبه ذلك مما يقتضي المساواة ويرفع حكم العلو نقص بالإضافة إلى جهة العلو، فكان المفهوم من الآيات المذكورة أنه يقتضي إثبات جهة المدح).
٣- قال: (ولهذا نبهنا الله عليه في قصة فرعون لما مدح موسى -عليه السلام- ربَّه عند فرعون - المدعي للربوبية- بالعلو وأنه فوق السماء، إذ قال لصاحبه: {وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحًا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى}.. ولو لم يكن ثبت عنده دعوى موسى-عليه السلام- تعظيم الباري الذي أرسله بأنه فوق السماوات وبجهة العلو؛ الذي لا يقدر فرعون مع دعواه الربوبية على مثله لما احتاج إلى مثل هذا، وهذا كلام ظاهر جلي واضح لا يأباه إلا معاند تارك للإنصاف).
٤- قال: (وإذا تقرر هذا كان وصفه بالاستواء على العرش من غير أن يتغير عما كان عليه في الأزل من الاستغناء بنفسه عن مكان= أن يصح إضافة المكان إليه على هذا الوجه).
وبهذا الإيضاح يفهم ما المراد بالمكان المنفي والمكان المثبت في بقية كلامه.
٥- وابن الزاغوني ممن يبالغ في نفي المماسة، إلا أنه استخدم ذلك في إثبات الحد والغاية والنهاية ونسبة ذلك لله تعالى، وفي هذا يقول:
(وإنما يغتر الأغمارالذين لا خبرة عندهم بصعوبة إضافة الحد والغاية والنهاية إليه تعالى مع إقرارهم بأنه لا يماس الخلق ولا يماسونه، وأنه متميز بذاته منفرد مباين لخلقه متنزه عن المماسة والامتزاج، وهذا مناقضة منهم في العقيدة يسندونها إلى الجهل بالأمر ووقوف مع الأنس، وما هذا سبيله فلا يعول على قائليه ولا يوثق بمرتكبيه).
٦- ويوضح مراده بإثبات الاستواء وجهة العلم وما يندرج تحت ذلك من معنى معلوم فيقول:
(ما معنى قولكم في جهة من جهات العالم؟أتريدون به أنه يحل في جهة مخلوقة وهي محيطة به؟ أم تريدون أنه جهة بالإضافة إلى ما سواه من العالم؟ فإن أردتم أنه في جهة من جهات العالم محيطة به فهذا لا نقول به، ولا هو معنى قولنا في الاستواء على العرش ولا أنه بجهة العلو، وإن أردتم أنه جهة بالإضافة إلى العالم فكيف يجوز أن يكون من العالم أو جهة من جهات العالم وهو غير ذلك؟...).
٧- وعند حديثه عن تعدي الاستواء بحرف الجر "على" قال: ومما يقوي هذا ويحققه أن تعدي استوى بحرف على إما يراد به المكان والجهة أو القهر والغلبة على ما بينا، ومحال أن يراد بقوله: {ثم استوى على العرش} القهر والغلبة..ثم بيّن وجه الاستحالة المعروف ثم قال: (فبقي أنه أراد به الجهة والمكان لا غير).
ومما سبق تعرف مراده بالمكان والجهة في سياق الإثبات وبالمكان والجهة في سياق النفي.
-----
ونصوصه في إثبات العلو الذاتي الحقيقي كثيرة فليراجع كلامه في الإيضاح، ولوضوح كلامه حط عليه ابن الجوزي في طوره الذي خالف فيه الحنابلة بعدما كان أثنى عليه في داليته.
ومما قاله ابن الزاغوني شعرًا ونُقِل عنه في كتب التراجم:
إني سأذكر عقد ديني صادقًا *** نهج ابن حنبل الإمام الأوحد
ومنها:
عالٍ على العرش الرفيع بذاته*** سبحانه عن قول غاوٍ ملحدِ
http://www.tgoop.com/tahrerat
Telegram
قناة أحمد الغريب
هذه القناة تهتم بعقائد الحنابلة وأصولهم، كما تهتم بنفي الزيف عن عقيدة الإمام أحمد-رحمه الله-.
Forwarded from قناة أحمد الغريب
الحمد لله..
تكرر في كتاب حاتم العوني الخبط والعبث في فهم معنى الإجراء على الظاهر عند العلماء، وقد بينت معناه باستفاضة في كتاب تحرير المعنى، ورددت على عبث سيف العصري فيما نسبه إلى الخطابي من دعوى أنَّ مراده من الإجراء على الظاهر هو ظاهر اللفظ لا المعنى، وفي هاتين الصفحتين من تحرير المعنى بيان ذلك بالعلم والبرهان.
تكرر في كتاب حاتم العوني الخبط والعبث في فهم معنى الإجراء على الظاهر عند العلماء، وقد بينت معناه باستفاضة في كتاب تحرير المعنى، ورددت على عبث سيف العصري فيما نسبه إلى الخطابي من دعوى أنَّ مراده من الإجراء على الظاهر هو ظاهر اللفظ لا المعنى، وفي هاتين الصفحتين من تحرير المعنى بيان ذلك بالعلم والبرهان.
Forwarded from قناة أ.د. مساعد الطيَّـار
#نصيحة
ماذا عن مشروعك العلمي؟
هي كلمة من أ.د. مساعد الطيار تحمل توجيهاً ونصحاً لأصحاب المشاريع العلمية، تحثهم على اغتنام الفرص واستثمارها فيما ينفع، مستشهداً في نصيحته بمشاريع علماء التفسير وأعمالهم التي خلدها التاريخ.
وكما قال الشاعر:
إِذا هَبَّت رِياحُكَ فَاِغتَنِمها
فَعُقبى كُلِّ خافِقَةٍ سُكونُ
وَلا تَغفَل عَنِ الإِحسانِ فيها
فَما تَدري السُكونُ مَتى يَكونُ
أ.د. مساعد الطيَّـار
https://www.tgoop.com/at6MT
ماذا عن مشروعك العلمي؟
هي كلمة من أ.د. مساعد الطيار تحمل توجيهاً ونصحاً لأصحاب المشاريع العلمية، تحثهم على اغتنام الفرص واستثمارها فيما ينفع، مستشهداً في نصيحته بمشاريع علماء التفسير وأعمالهم التي خلدها التاريخ.
وكما قال الشاعر:
إِذا هَبَّت رِياحُكَ فَاِغتَنِمها
فَعُقبى كُلِّ خافِقَةٍ سُكونُ
وَلا تَغفَل عَنِ الإِحسانِ فيها
فَما تَدري السُكونُ مَتى يَكونُ
أ.د. مساعد الطيَّـار
https://www.tgoop.com/at6MT
Forwarded from قناة أ.د. مساعد الطيَّـار
Forwarded from كناش الأنظار والفوائد
من الأعلام الذين نسبهم العوني في كتابه إلى التفويض مع إبطالهم الأصل الذي بني عليه التفويض:
الطبري والخطابي وابن عبد البر.
قال الطبري:
كتاب الله أبين البيان، وأوضح الكلام، ومحال أن يوجد فيه شيء غير مفهوم المعنى.
وقال: غير جائز أن يخاطب جل ذكره أحدا من خلقه إلا بما يفهمه عنه المخاطَب.
وقال الخطابي:
الأصل أن الخطاب في الكتاب والسنة وبيان الشريعة محمول على ما تعقله العرب وتستعمله في كلامها فإن الله تعالى لم يخاطبنا بما لا نعقله ولا نفهمه.
وقال ابن عبد البر:
جل الله عز وجل عن أن يخاطب إلا بما تفهمه العرب في معهود مخاطباتها.
وهذه النصوص وغيرها لم يوردها العوني مع تنظيره للزوم جمع كلام العالم لمعرفة مذهبه وقد تكرر منه مخالفة هذا التنظير في كتابه.
الطبري والخطابي وابن عبد البر.
قال الطبري:
كتاب الله أبين البيان، وأوضح الكلام، ومحال أن يوجد فيه شيء غير مفهوم المعنى.
وقال: غير جائز أن يخاطب جل ذكره أحدا من خلقه إلا بما يفهمه عنه المخاطَب.
وقال الخطابي:
الأصل أن الخطاب في الكتاب والسنة وبيان الشريعة محمول على ما تعقله العرب وتستعمله في كلامها فإن الله تعالى لم يخاطبنا بما لا نعقله ولا نفهمه.
وقال ابن عبد البر:
جل الله عز وجل عن أن يخاطب إلا بما تفهمه العرب في معهود مخاطباتها.
وهذه النصوص وغيرها لم يوردها العوني مع تنظيره للزوم جمع كلام العالم لمعرفة مذهبه وقد تكرر منه مخالفة هذا التنظير في كتابه.