وَطاوي ثَلاثٍ عاصِبِ البَطنِ مُرمِلٍ
بِتيهاءَ لَم يَعرِف بِها ساكِنٌ رَسما

أَخي جَفوَةٍ فيهِ مِنَ الإِنسِ وَحشَةٌ
يَرى البُؤسَ فيها مِن شَراسَتِهِ نُعمى

وَأَفرَدَ في شِعبٍ عَجُوزاً إِزائَها
ثَلاثَةُ أَشباحٍ تَخالُهُمُ بَهما

رَأى شَبَحاً وَسطَ الظَلامِ فَراعَهُ
فَلَمّا بَدا ضَيفاً تَسَوَّرَ وَاِهتَمّا

وَقالَ اِبنُهُ لَمّا رَآهُ بِحَيرَةٍ
أَيا أَبَتِ اِذبَحني وَيَسِّر لَهُ طُعما

وَلا تَعتَذِر بِالعُدمِ عَلَّ الَّذي طَرا
يَظُنُّ لَنا مالاً فَيوسِعُنا ذَمّا

فَرَوّى قَليلاً ثُمَّ أَجحَمَ بُرهَةً
وَإِن هُوَ لَم يَذبَح فَتاهُ فَقَد هَمّا

فَبَينا هُما عَنَّت عَلى البُعدِ عانَةٌ
قَدِ اِنتَظَمَت مِن خَلفِ مِسحَلِها نَظما

عِطاشاً تُريدُ الماءَ فَاِنسابَ نَحوَها
عَلى أَنَّهُ مِنها إِلى دَمِها أَظما

فَأَمهَلَها حَتّى تَرَوَّت عِطاشُها
فَأَرسَلَ فيها مِن كِنانَتِهِ سَهما

فَخَرَّت نَحوصٌ ذاتُ جَحشٍ سَمينَةٌ
قَدِ اِكتَنَزَت لَحماً وَقَد طُبِّقَت شَحما

فَيا بِشرَهُ إِذ جَرَّها نَحوَ قَومِهِ
وَيا بِشرَهُم لَمّا رَأَوا كَلمَها يَدمى

فَباتَوا كِراماً قَد قَضوا حَقَّ ضَيفِهِم
فَلَم يَغرِموا غُرماً وَقَد غَنِموا غُنما

وَباتَ أَبوهُم مِن بَشاشَتِهِ أَباً
لِضَيفِهِمُ وَالأُمُّ مِن بِشرِها أُمّا

القصيدة للشاعر المخضرم الحطيئة.
حيث تعد هذه القصيدة تجسيد جلي للكرم العربي.
هو جرول بن أوس العبسي من الشعراء المخضرمين حيث ادرك الجاهلية و الإسلام.
وكان سليط اللسان و من المشهورين في الهجاء.

تبيتون في المشتى ملاء بطونكم
وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا

شرح البيت:

المشتى / هو المكان الذي يقعد الناس فيه في الشتاء، ملاء ممتلئة، غرثى وخمائص بنفس المعنى وهو ضمور وضعف البطن وفراغها من شدة الجوع.

البيت من أقوى أبيات العرب في الهجاء! فهو يصف قوما يقول فيهم: أنتم الذين تبيتون ليل الشتاء في الدفء وبطونكم ممتلئة من الطعام بينما جاراتكم من النساء يبتن جائعات حتى صِرنَ نحيفات! فأنتم لا كرم عندكم؛ لأنكم لا تطعمون الجار، ولا أخلاق؛ لأنكم تعاودون الفعل دون خجل ولا مروءة؛ لأنكم لا تشفقون عليهن وهن نساء!

البيت للأعشى - العصر الجاهلي
و هو من شعراء المعلقات ادرك الإسلام و لم يسلم.

من قصيدة ابو البقاء الرندي في رثاء الاندلس.
قصيدة طويلة و مشجية.


كأنَّمَا الصَّعْبُ لَم يَسهُل لهُ سببُ
يومًا وَلا مَلَكَ الدنيا سليمانُ


فجائعُ الدهرِ أنواعٌ منوعةٌ
وللزمانِ مَسَرَّاتٌ وأحزانُ


وللحوادثِ سُلوانٌ يُسَهِّلُهَا
وَمَا لِمَا حلَّ بالإسلامِ سُلوانُ

ثبت عن النبي ﷺ أنه كان يعجبه الفأل .

‏قُل للذي مَلأ التشاؤمُ قلبَه
ومضى يُضيِّقُ حولنا الآفاقا

سرُّ السعادةِ حسنُ ظنك بالذي
خلق الحياةَ وقسّم الأرزاقا

توضيح.

والفأل هو الكلمة الطيبة التي يسمعها المسلم فيرتاح لها وتسره، 

تقول العرب

إن العصا من العُصيّة
وإن خُشَـيْـنًا من أخشن

(خشين وأخشن جبلان أحدهما أكبر من الآخر).
والمعنى أنهم يشبهون أباهم في حصافته

تقول العرب في أمثالها

أظلم من حية

يقصد بالحَيَّة الأفعى أو (الدّاب). والمعروف أن الأفاعي تسكن الشقوق وتتخفى تحت الرمل والقش والأعشاب والأخشاب والأشجار والصخور، وأيضا الجحور لكنها لا تستطيع حفر جحر لنفسها، ولهذا فهي تقتحم جحور فرائسها مثل السحالي والجرذان والجرابيع وتقتلها بالسم وتأكلها، ثم تستخدم جحر الفريسة مأوى لها. ولهذا ضرب المثل بظلم الحَيَّة

‏السلامة في البعد أحيانا.

في «عيون الأخبار» لابن قتيبة أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كتب إلى بعض ولاته:
«مُرْ ذوي القَرَاباتِ أن يَتزاور و لا يَتجاور».

وكأن عمر يرى أن جوار الأقارب قد يتوَلَّد منه سَأَم، ومن ثَمّ تَفْقِد صلةُ الرحم معناها، أو ينجم عنه خلاف، ومن ثَمّ تحدث قطيعة.

توضيح:
عيون الاخبار كتاب من تأليف إبن قتيبة الدينوري
و هو من الكتب القيمة التي يستحسن قرآئتها و الإطلاع على ما فيه من اخبار العرب و لغتهم و شعرهم و منثورهم.

‏يقول ابن خلدون:
أصول الأدب وأركانه أربعة كتب هي :

١.أدب الكاتب لابن قتيبة.
٢.الكامل للمبرد.
٣.البيان والتبيين للجاحظ.
٤.النوادر لأبي علي القالي.

عَمْرو بن مرثد

عمرو بن مرثد الضبعي، من قيس بن ثعلبة: جاهلي، يضرب به المثل في كرم الأولاد السادة الفرسان، قال طرفة بن العبد في معلقته"

فلو شاء ربي كنت قيس بن خالد
ولو شاء ربي كنت عمرو بن مرثد

‏عرف المتنبي بعزة نفسه والأَنَفة، وله أبيات كثيرة في ذلك، منها:


أعطشُ في شدة الحر ورغم ذلك
لا أظهر حاجتي للماء! تصبرا وتجلدا

هل حب اليوم كحب الامس؟

كتبت ولادة بنت المستكفي في حبيبها ابن زيدون، فقالت:

أغار عليك من نفسي ومني
ومنك ومن زمانك والمكانِ

ولو أني خبأتك في عيوني
إلى يوم القيامة ما كفاني

فكتب لها ابن زيدون:

يامن غدوت به في الناس مشتهرا
قلبي عليك يقاسي الهم والفكرا

إن غبت لم ألقَ إنساناً يؤنسني
وإن حضرت فكل الناس قد حضرا

فائدة تاريخية.
كلاهما من العصر الأندلسي

‏لم يعرف النّاسُ قيداً أجمل من الإحسان :

يقول الإمام الشّافعيّ :
من برَّكَ فقد أوثقكَ
ومن جفاكَ فقد أطلقكَ !

ويقول أبو الفتح البستي في بيته الشهير :

أحسِنْ إلى الناسِ تستعبِدْ قلوبَهم
فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ

قالت العربّ في عزّة النفس:

وأستفّ تُرب الأرضِ كي لا يَرى لهُ
عليّ من الفضل امرؤٌ متطوّلُ.

- الشنفرى.

من أمثال العرب

تقول العرب في الأمثال
:( مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ

- قَالَ أبو عبيد‏:‏
هو رجل من العَمَاليق، أتاه أخ له يسأله، فَقَالَ له عرقوب‏:‏
إذا أطْلَعَتْ هذه النخلة فلك طَلْعها
فلما أطلعت أتاه للعِدَةِ، فَقَالَ‏:‏ دَعْها حتى تصير بَلَحا
فلما أبْلَحَتْ قَالَ‏:‏ دَعْها حتى تصيرَ زَهْوًا
فلما زَهَت قَالَ‏:‏ دَعْها حتى تصير رُطَبا
فلما أرْطَبَتْ قَالَ‏:‏ دَعْها حتى تصير تمراً
فلما أتْمَرَتْ عمد إليها عرقوبٌ من الليل فجدَّها ولم يُعْطِ أخاه شيئاً

فصار مثلاً في الخُلْفِ، وفيه يقول الأشجعي‏:‏

وَعَدْت وَكاَنَ الخُلْفُ مِنْك سَجِيَّةً *
مَوَاعِيدَ عُرْقُوبٍ أخَاهُ بِيَتْربِ

ويروى ‏"‏بيثْرِب‏"‏ وهي مدينة الرسول عليه أفضل الصلاَة والسلم، ويترب - بالتاء وفتح الراء - موضع قريب من اليمامة.

قال كعب بن زهير.

كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلاً
وَمَا مَوَاعِيدُهَا إِلاَّ الْأَبَاطِيلُ

وقَالَ آخر‏:‏
وأكْذَبُ مِنْ عُرْقُوبِ يَتْرَبَ لَهْجَةً *
وأبْيَنُ شُؤماً في الْحَواَئجِ مِنْ زُحَلْ
‏[‏ص 312‏]‏

- كتاب مجمع الأمثال للميداني

من اللطائف...

من لطائف الأصمعي (الديك والغراب )
حكى الريّاش قال : كُنّا عند الأصمعي فوقف عليه أعرابي فقال: أأنت الأصمعي ؟ فقال: نعم، فقال الأعرابي: أنت أعلم الحضر بكلام العرب ؟ فقال الأصمعي: كذلك يزعمون، فقال الأعرابي: مامعنى قول الشاعر:
ㅤ ㅤ ㅤ
وما ذاك إلا الديك شاربٌ خمرةٍ
نديمُ غُرابٍ لا يملّ الخوابيا
ㅤ ㅤ ㅤ
فلما استقل الصبحُ نادى بصوتهِ
ألا يا غُراب هل رددتَ رِدائيا ؟
ㅤ ㅤ ㅤ
فقال الأصمعي: إنّ العرب كانت تزعم أن الديك في ذلك الزمان الأول كان ذا جناحٍ يطير به في الجو، وأنّ الغُراب كان ذا جناحٍ لا يطير به، وأنهما تنادما ذات ليلة في حانة يشربان، فنفد شرابُهما، فقال الغُراب للديك: لو أعرتني جناحك لأتيتك بشرابٍ، فأعاره جناحه، فطار الغُراب ولم يرجع، فلذلك زعموا أنّ الديك إنما يصيح عند الفجر كل يوم ندماً وإستدعاءً لجناحه من الغُراب، فضحك الأعرابي وقال: ما أنتَ إلاّ شيطان !
ㅤ ㅤ ㅤ
من كتاب/ تحفة الأديب لـ السيوطي

‏أُعاتِبُ دهراً لاَ يلينُ لعاتبِ
وأطلبُ أمناً من صروفِ النوائِبِ

وتُوعدُني الأَيامُ وعداً تغرني
وأعلمُ حقاً أنهُ وعدُ كاذبِ

خدمتُ أُناساً وَاتخذتُ أقارباً
لعوني ولكن أصبحوا كالعقاربِ

يُنادونني في السِّلم يا بن زبيبة
وعند صدام الخيل يا ابن الأطايبِ

- من روائع عنترة بن شداد.
و هذا الشعر يجسد حياة اجتماعية واقعية
قد يكون كثير منا جربها.

‏من أجمل أبيات الوصف العميق، قول النابغة:

فإنّك كالليلِ الذي هو مُدْرِكي
وإنْ خِلْتُ أنّ المنتأى عنك واسعُ!

أنت كالليل الذي سيدركني في أي مكان حتى لو ظننتُ أنني أستطيع الهروب بعيدا! فأين المهرب؟
وكلمة (الليل) أعطت صبغة الخوف والهيبة والنفوذ.

‏إذا أنتَ لم تُنصِف أخاك وجدتَه
على شَرَفِ الهُجرانِ إن كان يعقِلُ

معن بن أوس

إذا عاملت شخصا بدون إنصاف فسيرحل عنك ويترك صحبتك - إن كان عاقلاً-.. فاحذر!‎

أمهات في اللغة العربية:

- أم الكتاب: الفاتحة
- أم القرى: مكة
- أم الفضائل: العلم
- أم الرذائل: الجهل
- أم الخبائث: الخمر
- أم الندامة: العجلة
- أم الطعام: الحنطة
- أم قشعم: المنية
- أم الربيض: الأفعى
- أم عريط: العقرب
- أم عوف: الجرادة.

ألستم خير من ركب المطايا
وأندى العالمين بطون راح

- جرير يمدح عبدالملك بن مروان