Telegram Web
.
*عملنا لله الواحد القهار قاهر العرش وما سواه*

*🎈شرح العقيدة الطحاوية🎈*
*تابع جزء رقم 3️⃣6️⃣*

*بصوت فضيلة الشيخ الدكتور العالم الشافعي الازهري نبيل الشريف غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات ولمن قال ءامين*

*قال المؤلف رحمه الله*

🎈*"وأنزَلَه على رسولِه وحْيًا وصدّقَه المؤمنونَ على ذلك حقًّا وأيْقَنوا أنه كلامُ اللهِ تعالى بالحقيقةِ ليس بمخلوقٍ ككلامِ البريّة"*🎈

*هنا الكلام عن الصفةِ الذاتة قال "ليس بمخلوقٍ ككلامِ البرِيّة"*

*لكنْ أنت المخلوق حين تقول "بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين" ماذا قرأتَ؟*

*قرأْتَ كلامَ الله ، لكنْ هل هذا الكلام الذي نطَقتَ به هذه الحروف هذه الأصوات هل يقال عنها أزلية أبدية؟ لا ،*

*لمَ يقال كلامُ الله؟*
*لأنها عبارةٌ عن الكلام الذاتيِّ الأزليّ الأبديّ الذي ليس بحرفٍ ولا صوتٍ ولا لغة.*

*ولا يقال اللهُ نطقَ بالقرآن كما نحن ننطق أو كما جبريل ينطق أو كما يقرأُ الأستاذ على التلميذ ،*

*هذا لا يجوزُ على الله ، اللهُ لا يسمّى ناطقًا ، نحن أحدُنا يسمّى ناطقًا ، اللهُ يسمّى متكلِّمًا.*

*"فمَن سمعَهُ فزعمَ أنه كلامُ البشرِ –أي عن صفةِ الله قال إنّ صفةَ الله هي كلامُ البشر- فقد كفر"*

*أو قال هذا اللفظُ المنزَّلُ هو من تأليفِ البشر أو من تأليفِ الملَك هذا أيضًا كفر.*

*🎈"وقد ذمّهُ اللهُ وعابَه وأوْعَدَهُ بسَقَرَ حيثُ قال تعالى {سأُصْلِيهِ سقَر}"*🎈

*الشرح: أنّ اللهَ أنزلَ القرآنَ على سيِّدِنا محمدٍ وحيًا ، والوحيُ يُطلَقُ على ما يأتي به الملَكُ من الخبرِ عن اللهِ تبارك وتعالى إلى النبيّ*

*ويُطلَقُ على ما يُنْزِلُه اللهُ تعالى على قلبِ النبيِّ بلا واسطةِ ملَك –هذا يسمّى وحيًا وهذا يسمّى وحيًا-*

*ويُطلَقُ على الكلامِ الذاتيِّ كما سمعَ موسى وكما سمعَ سيدُنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم ليلةَ المعراج بعدَ أنْ وصلَ إلى المستوى الذي كان يسمعُ فيه صريفَ الأقلامِ –أي أصواتَ أقلامِ الملائكةِ الذين ينقلونَ من اللوحِ المحفوظ-*

*كلُّ ذلك يُقالُ له وحي.*

*وأما قولُه "وإنّ القرآنَ كلامُ الله" إلى قولِه "أنه كلامُ اللهِ تعالى بالحقيقة ليس بمخلوقٍ ككلامِ البرِيّة"*

*فظاهرُه يُوهِمُ أنّ كلامَ اللهِ تعالى حادثٌ لأنّ كلمةَ "منه بدَا" تُوهِمُ ذلك ، وليس مرادُ الطحاويِّ رحمه اللهُ ذلك.*

*وليس مرادُه عقيدةَ الصوتيين الذين يقولون كلامُ اللهِ بصوتٍ وحرف وهم المشبّهة المجسّمة ،*

*ولا يعتقدونَ للهِ كلامًا غيرَ ذلك ، فإنّ هؤلاءِ مشبِهةٌ والطحاويُّ نفَى ذلك بقولِه "بلا كيفيةٍ قولًا".*

*فنفى أنْ يكونَ كلامُ اللهُ الذاتيُّ حرفًا وصوتًا لأنَّ الحرفَ والصوتَ كيفيةٌ من الكيفيات ،*

*الحرف كيفية والصوت كيفية ، الحرف يدخلُه التعاقب والصوت يكونُ من اصتكاكِ الأجرامِ وانسلالِ الهواءِ.*


*رحم الله من كنبه ونشره ءامين *

*لسماع المزيد اضغط على رابط التليغرام للعقيدة الطحاوية*.

https://www.tgoop.com/akidaatahawehia
.
.
*عملنا لله الواحد القهار قاهر العرش وما سواه*

*🎈شرح العقيدة الطحاوية🎈*
*تابع جزء رقم 3️⃣7️⃣*

*بصوت فضيلة الشيخ الدكتور العالم الشافعي الازهري نبيل الشريف غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات ولمن قال ءامين*

*فإنْ قيلَ ما معنى قولِه*

*🎈 "منه بَدا"؟ 🎈*

*قيل –أي أُجيبَ على ذلك- معناه أنّ اللهَ أظهرَه لِمَن شاء من خلقِه بأنْ أسمَعهُ من غيرِ أنْ يكونَ الكلامُ حادثًا ،*

*وإنما الحدوثُ لسماعِ مَن شاءَ اللهُ مِن خلقِه فسَماعُ أولئكَ حادثٌ أما مسموعُهم فليس حادثًا.*

*يعني حين نقول سمعَ محمدٌ كلامَ الله وحين نقول سمعَ موسى –عليهما السلام- كلامَ الله ليس معنى ذلك أنّ كلامَ الله الذي هو صفةُ ذاتِه حلَّ في أذنِ موسى ومحمد عليهما السلام لا ،*

*إنما المعنى أنّ اللهَ أزالَ عنهما الحجابَ المعنويَّ المانعَ من سماعِ كلامِه فكلٌّ منهما سمعَ الكلامَ الذاتيَّ الأزليَّ الأبدّيَ الذي ليس بحرفٍ ولا صوت ولا لغة ،*

*هم حادثونَ وآلاتُهم حادثة وسماعُهم حادث أما مسموعُهم فليس بحادث وهو كلامُ الله الذاتي الأزلي الذي ليس بحرف ولا صوت ولا لغة.*

*كما أنه يُري المؤمنينَ يومَ القيامةِ ذاتَه الأزليّ الأبدي ورؤيَتُهم له حادثة ، هم حادثون ورؤيَتُهم حادثة ،*

*أما مَرئِيُّهم وهو الله فليس حادثًا.*

*أما الوهابيةُ المشبّهة المجسّمة حين يقرأونَ هذا الكتابَ فيُعجِبُهم قولُه "منه بدَا" لأنهم مشبِّهة مجسِّمة ولا يفهمونَ معنى بلا كيفية على حسبِ مرادِ المؤلف.*

*ويُعجِبُهم أيضًا قولُه "بالحقيقةِ" فيقالُ لهم مرادُه بالحقيقةِ أنّ القرآنَ يُطلَقُ على الكلامِ الذاتيِّ وعلى اللفظِ المنزَّل (وهذا بيانُه مهمٌّ جدًّا)*

*لأنّ قولَ الله يُطلَقُ على هذا وعلى هذا إطلاقًا من باب الحقيقةِ لأنّ كِلا الإطلاقيْنِ حقيقةٌ شرعية -معناه أذِنَ الشرعُ بذلك-*

*وليس مرادُه أنّ اللفظَ المنزَّلَ قائمٌ بذاتِ اللهِ لأنّ ذلك ينافي قولَه السابقَ بلا كيفية ،*

*فهذه العبارة فيها غموض تحتاجُ لبيانِ وشرحٍ وإيضاح.*

*الوهابيُّ يتعلقُ بها لجهتِه والسنيُّ يتعلّقُ بها لجهتِه.*

*الوهابيُّ يقول "منه بدَا بلا كيفيةٍ قولًا" هذا هو اللفظُ ، ويقولُ الإنزالُ لا نعرفُ كيفيتَه لكنْ هو اللهُ تبارك وتعالى يتكلمُ بحرفٍ وصوت ، والعياذُ باللهِ من الكفر والتشبيه.*

*أما أهلُ السنةِ فيقولونَ بلا كيفيةٍ قولًا يعني تكلُّمُه به بلا حرفٍ وصوتٍ لأنّ الحرفَ والصوتَ كيفية وهو مرادُ المؤلّفِ وهو مذهبُ أهلِ الحقِّ*

*لأنّ أبا حنيفةَ ذكرَ في بعضِ رسائلِه في الفقهِ الأكبر أنّ اللهَ يتكلّمُ لا كتكَلُّمِنا يتكلَّمُ بلا حرفٍ ولا صوتٍ.*

*والطحاويُّ من أهلِ مذهبِه ،*

*أليس قال في ابْتِداءِ الكتابِ "على مذهبِ فقهاءِ الملةِ أبي حنيفةَ النعمان...الخ"؟؟*

*قال المؤلف رحمه الله*

*🎈 "فلمّا أوْعَدَ اللهُ بسقرَ لمَن قال {إنْ هذا إلا قولُ البشر} علِمْنا وأيْقَنّا أنّه قولُ خالقِ البشر ولا يشبهُ قولَ البشر"🎈*

*هذا عن الكلامِ الذاتيّ الأزليِّ الأبديّ الذي ليس بحرفٍ ولا صوتٍ ولا لغة.*

*الشرح: يقولُ المؤلف إنّ مَن سمعَ القرآنَ وقال إنه من تأليفِ بشرٍ فقد كفرَ ، واللهُ أوْعَدَ مَنْ قال هذا بسقَر –أي بجهنم-*

*فاللفظُ لا يستطيعُ الإنسانُ أنْ يأتيَ بمِثلِه.*

*اللهُ سبحانه وتعالى أنزلَ هذا اللفظ الذي فيه أعلى البلاغة ولا يستطيعُ أحدٌ أنْ يأتيَ بمثلِ القرآن من حيثُ الفصاحةُ والبلاغة ،*

*وقد أعجزَ المُتَحَدَّيْنَ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأنه تحدّاهم أنْ يأتوا بسورةٍ من مثلِه ما استطاعوا ،*

*والدليلُ على ذلك أنهم عمَدوا إلى قتالِه والمخاطرةِ بمُهَجِهم ،*

*فلو كانوا استطاعوا لما عَمَدوا إلى قتالِ النبيِّ والمخاطرةِ بالأرواح ، كانوا فعلوا ذلك لكنّهم عجَزوا فعمَدوا إلى القتال.*

*وأما الكلامُ الذاتيّ فهو صفةٌ ذاتيةٌ لله كسائرِ صفاتِه لا يجوزُ عقلًا أنْ يكونَ له شبيه.*

*اللهُ تعالى لا شبيهَ له وصفاتُه لا شبيهَ لها ، صفةُ الله ليست كصفةِ المخلوق وذاتُ اللهِ ليس كذاتِ المخلوق.*


تابع رقم 3️⃣7️⃣👇👇👇
.
*تابع جزء رقم 3️⃣7️⃣*

*إذًا كلامُ الله له إطلاقان:*

*-يُطلَقُ ويُرادُ به الكلامُ الذاتيُّ القائمُ بذاتِ الله الثابتُ لله فهو على هذا المعنى الذي أُريدَ ليس حرفًا وليس صوتًا وليس لغة وليس بمُبتَدَأٍ وليس بمُخْتَتَمٍ وليس ككلامِ العالمين ولا نحيطُ به علمًا*

*-ويُطلَقُ ويُرادُ به اللفظُ المنزَّل الذي أخذه جبريلُ من اللوحِ المحفوظ وسمعَ صوتًا مخلوقًا بحروفِ ألفاظِ القرآنِ الكريم ونزلَ به جملةً دُفعةً واحدة إلى بيتِ العزّةِ في السماءِ الدنيا في ليلةِ القدر { إنا أنزلْناهُ في ليلةِ القدر }*

*ثم صار ينزلُ على الرسولِ على حسبِ الأوامر ويقرأُ بلسانِ نفسِه على الرسول صلى الله عليه وسلم .*

*قال تعالى { إنّه لقولُ رسولٍ كريم ذي قوةٍ عندَ ذي العرشِ مَكين مُطاعٍ ثَمَّ أمين }*

*{ إنه } أي القرآن ، { لقولُ } أي مقروء { رسولٍ كريم } أي جبريل ، اللهُ لا يسمّى رسولًا كريمًا ،*

*{ ذي قوةٍ } له قوة ، { عندَ ذي العرش } عند خالقِ العرش ، { مَكين } متمَكِّن له درجةٌ عالية ( هذا جبريل عليه السلام )*

*فإذًا يُطلَقُ كلامُ الله ويُرادُ به اللفظُ المنزّلُ الذي نزلَ به جبريل عليه السلام*

*فهو على هذا المعنى لا شكّ أنه حرفٌ وصوتٌ مخلوقٌ ومُبتَدأٌ ومُختَتَمٌ ويُكتَبُ في الأوراق ويُحفَظُ في الصدور ويُتلى بألسِنة المخلوقين ،*

*لكنْ لا يُطلقُ القولُ هكذا القرآنُ مخلوق أو كلامُ الله مخلوق لا يجوز.*

*ومن هذا امتنعَ أحمد بن حنبل وعُذِّبَ لأنه امتنعَ من ذلك حتى لا يَتوَهَّمَ مُتَوَهِّمٌ أنّ صفةَ اللهِ مخلوقة ،*

*لأنّ مَن اعتقدَ أنّ صفةً من صفاتِ اللهِ تعالى كالكلامِ أو الإرادةِ أو العلمِ أو السمعِ أو البصرِ حادثة مخلوقة فقد كفرَ لأنه شبّه اللهَ بخلقِه وكذّبَ القرآنَ { ليس كمثلِه شىءٌ وهو السميعُ البصير }*

*هذا الدرسُ أيها الأحبةُ من أعظمِ الدروسِ في العقيدةِ في بيانِ صفةِ الكلامِ للهِ على ما يليقُ به.*

* وأمورُ العقيدةِ أعلاها تنزيهُ الله ،*

* ثم توحيدُ اللهِ في الفعل –أي اعتقادُ أنّ اللهَ تعالى وحدَه خالقُ كلِّ شىء وحدَه يُبرِزُ الأشياءَ من العدمِ إلى الوجود لا يُشاركُه في ذلك أحد-*

* والمسئلةُ الثالثةُ في الأهميةِ في العقيدة إثباتُ صفةِ الكلامِ للهِ على ما يليقُ به ،*

*أي أنّ كلامَه الذي هو صفةُ ذاتِه كما بيّنت ليس حرفًا وليس صوتًا وليس لغة ليس ككلامِ العالمين.*

*فاحفظوا هذا الكلام وعلِّموه غيرَكم يكُنْ لكم أجرٌ عظيمٌ بإذنِ الله وأخلصوا دائمًا نيّاتِكم لله*

*أسألُ اللهَ تعالى لي ولكم التوفيق والثباتَ على التنزيه والثباتَ على التوحيد والثباتَ على عقيدةِ أهلِ السنةِ والجماعة إلى الوفاةِ على ذلك*

*يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين أعطِنا ذلك*

*والحمدُ لله أولًا وآخِرًا وصلى الله وسلم على سيِّدِنا محمد وعلى آلِه وصحبِه الطيبين الطاهرين.*

*رحم الله من كنبه ونشره ءامين*

*لسماع المزيد اضغط على رابط التليغرام للعقيدة الطحاوية*.

https://www.tgoop.com/akidaatahawehia
.
.
*عملنا لله الواحد القهار قاهر العرش وما سواه*

*🎈شرح العقيدة الطحاوية🎈*
*تابع جزء رقم3️⃣8️⃣*

*بصوت فضيلة الشيخ الدكتور العالم الشافعي الازهري نبيل الشريف غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات ولمن قال ءامين*

*يقول المؤلف*

*🎈 "إنّ مَن سمعَ القرآنَ وقال إنه مِن تأليفِ بشر فقد كفر ، واللهُ أوعَدَ مَن قال هذا بسقرَ –أي بجنهم-*🎈

*فاللفظُ لا يستطيعُ الإنسانُ أنْ يأتيَ بمثلِه*

*وأما الكلامُ الذاتيُّ فهو صفةٌ ذاتيةٌ لله كسائرِ صفاتِه لا يجوزُ عقلًا أنْ يكونَ له شبيه لأنّ العقلَ يقضي بأنّ الشىءَ لا يخلقُ مثلَه ،*

*فلا يجوزُ أنْ يكونَ اللهُ شبيهًا لشىءٍ من خلقِه ولا يجوزُ أنْ يكونَ شىءٌ من الخلقِ يشبهُ الخالقَ سبحانه وتعالى.*

*كذلك صفاتُ اللهِ تعالى لا تشبهُ صفاتِ الخلق.*

*قال المؤلفُ رحمه الله*

*🎈 "ومَن وصفَ اللهَ بمعنًى من معاني البشر فقد كفر"🎈*

*هذه الجملةُ مِن أعظمِ ما جاء في العقيدةِ الطحاوية وهي مأخوذةٌ ومفهومةٌ من قولِ اللهِ تعالى { ليس كمِثلِه شىءٌ } سورة الشورى.*

*وهذه الآية هي أعظمُ وأوضحُ وأصرحُ آيةٍ في تنزيهِ اللهِ عن مشابهةِ الخلق*

*وفيها أنّ اللهَ لا يشبهُ شيئًا من خلقِه ولا شىءَ يُشبِهُ اللهَ عزّ وجلّ بأيِّ بوجهٍ من الوجوه.*

*وهذه العبارة احفظوها وحفّظوها أولادَكم وأهاليَكم وأصحابَكم لأنها تفيدُ أنّ اللهَ سبحانه وتعالى لا يجوزُ أنْ يكونَ مُشبِهًا لشىءٍ من الخلق*

*وتفيدُ أنّ مَن شبَّه اللهَ بشىءٍ من خلقِه فقد كفر.*

*فالذي يصفُ اللهَ تعالى بالمكانِ أو بالجهةِ أو بالصعودِ والنزولِ الحقيقيينِ أو بالجارحةِ أو بالانفعالِ أو بالكونِ في العرش أو الجلوسِ على العرش أو القعودِ على العرش أو المحاذاةِ للعرش فكلُّ هذا يُعَدُّ كفرًا والعياذُ باللهِ تعالى.*

*🎈"فمَن أبصرَ هذا اعتبرَ وعن مِثلِ قولِ الكفارِ انْزَجرَ وعلِمَ أنّه بصفاتِه ليس كالبشرِ"*🎈

*الشرح: أنّ مَن وصفَ اللهَ بمعنًى من معاني البشر –أي بوصفٍ من أوصافِ البشر- التي هي مُحدَثةٌ قولًا أو اعتقادًا فهو كافر لأنه كذّب قولَه تعالى { ليس كمثلِه شىء }*

*فمِن صفاتِ البشرِ الحدوثُ والتطوُّرُ والانفعالُ والتأثُّرُ واللونُ والحركةُ وهي انتقالُ الجرمِ من مكانٍ إلى آخر ،*

*والسكونُ –وهو ثبوتُ الجِرمِ في مكان- والتحيّزُ بالمكان –شغلُ حيّزٍ من الفراغ- وما أشبهَ ذلك كلُّ هذا من صفاتِ البشر ، فمَن اعتقدَ أنّ اللهَ متّصِفٌ بهذا أو قاله بلسانِه فقد كفر*

*فصفاتُ اللهِ لا تشبهُ صفاتِ البشر لأنّ صفاتِه قديمةٌ وصفاتِهم مُحدَثةٌ أي مخلوقة ، ولا مشابَهةَ بين القديمِ والحادث.*

*وقولُه "أبصرَ" كأنه أرادَ بصرَ القلبِ لا بصرَ العين إذ المعاني لا تُبصَرُ بالعينِ عادة.*

*أما قولُه "اعتبَر" فمُرادُه به اعتبرَ بالكفارِ القائلينَ بالمُماثَلةِ المستَحقّينَ لسَقر –أي لجهنم- ليَكُفَّ عن مثلِ ذلك القولِ لئَلّا يلزَمَه ما لزِمَهم من العذاب.*

*رحم الله من كتبه ونشره ءامين *

*لسماع المزيد اضغط على رابط التليغرام للعقيدة الطحاوية*.

https://www.tgoop.com/akidaatahawehia
.
.
*عملنا لله الواحد القهار قاهر العرش وما سواه*

*🎈شرح العقيدة الطحاوية🎈*
*تابع جزء رقم 3️⃣9️⃣*

*بصوت فضيلة الشيخ الدكتور العالم الشافعي الازهري نبيل الشريف غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات ولمن قال ءامين*

*قال المؤلف رحمه الله*

*🎈 "والرؤيةُ حقٌّ لأهلِ الجنةِ"🎈*

*أي أنّ أهلَ الجنةِ سيَرَوْنَ اللهَ سبحانه وتعالى ، وهذا شىءٌ حقٌّ مُحقَّقٌ ثابتٌ لا شكّ أنه سيحصُل لأنّ اللهَ تبارك وتعالى قال { وجوهٌ يوْمَئذٍ ناضرة إلى ربِّها ناظرة }*

*فيرى المؤمنونَ ربَّ العالمين بأعيُنِ رؤوسِهم التي لا تفنى ، واللهُ موجودٌ بلا جهةٍ ولا مكان ولا شكلَ ولا جسمَ ولا حجمَ له سبحانه وتعالى.*

*يروْنَ الذي ليس كمثلِه شىء رؤيةً ليس عليهم فيها اشتباه.*

*كما قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم "إنكم سترَوْنَ ربَّكم يومَ القيامةِ كما تروْنَ القمرَ ليلةَ البدرِ لا تُضامُونَ في رؤيتِه"*

*يعني في الآخرة المؤمنونَ بعد دخولِ الجنة اللهُ سبحانه وتعالى يُريهِم ذاتَه الذي ليس كمثلِه شىء.*

*وهذه الرؤيةُ الحاصلةُ للمؤمنينَ وهم في الجنة لا يكونُ عليهم فيها اشتباه كما أنّ الذي يرى القمرَ ليلةَ البدرِ لا يُشكِلُ عليه ولا يَشتبِهُ عليه هل هذا قمر أم لا ،*

*فشبَّهَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم رؤيتَنا للهِ مِن حيثُ عدمُ الشكِّ ولم يشبِّه اللهَ بالقمر لأنّ تشبيهَ اللهِ بالخلقِ والعياذُ بالله لا يجوز ولا يفعلُ الرسولُ ذلك.*

*فإذًا الذي فعلَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم للإيضاحِ والتعليم أنّه شبَّهَ رؤيةَ المؤمنينَ للهِ عزّ وجلّ –اللهُ يجعلُنا من الذين يَحُوزونَ ذلك ، اللهُ تعالى يجعلنا من الذين يدخلونَ الجنةَ ويروْنَ اللهَ الذي ليس كمثلِه شىء-*

*شبّهَ رؤيةَ المؤمنينَ لربِّهم وهم في الجنة برؤيةِ الإنسان للقمر ليلةَ البدرِ ليس دونَه سحاب ، كما أنّ هذا لا يشك ذاك لا يشك لأنّ اللهَ لا يشبهُ شيئًا من خلقِه سبحانه وتعالى.*

*🎈 "والرؤيةُ حقٌّ لأهلِ الجنةِ بغيرِ إحاطةٍ ولا كيفية"*🎈

*الكيفيةُ كلُّ ما كان مِن صفاتِ الخلق*

*وهذا يدلُّ على أنّ الطحاويَّ والسلف الصالح -وهذه عقيدتُهم- كانوا منَزِّهين لا يعتقدونَ في اللهِ الجسم ولا الحدّ ولا الكمية ولا الشكل ولا الهيئةَ ولا الصورة ولا الجلوسَ ولا القعودَ ولا الاستقرارَ ولا الكونَ في جهةٍ من الجهات أو في كلِّ الجهات ، كلُّ هذا السلفُ الصالحُ يُنزِّهونَ اللهَ عنه.*

*الشرح: أنّ المؤمنينَ يروْنَه سبحانه في الآخرة مِن غيرِ أنْ يُحيطوا به لأنّ الإحاطةَ به مستحيلةٌ وهذا حقٌّ يجبُ الإيمانُ به.*

*أما المعتزلةُ والفلاسفةُ فقد خالفوا أهلَ السنة حيثُ إنهم نَفَوا رؤيةَ اللهِ في الآخرة واحتجّوا –أي على زعمِهم- أنه يلزَمُ القولُ بالرؤيةِ تشبيهَهُ بالخلقِ فقالوا بأنّ الذي يُرى لا بدَّ أنْ يكونَ في جهة.*

*لكنْ نحنُ معاشرَ أهلِ السنةِ فنقول:*

*هذا بالنسبةِ للمخلوقِ مُسَلَّمٌ*

*أما بالنسبةِ للهِ فغيرُ مُسَلَّمٌ ، فكما صحَّ علمُهم به مِن غيرِ جهة صحَّ أنْ يُرى بلا جهة.*

*يعني نحنُ نعلمُ بوجودِ الله بلا جهةٍ ولا مكان وأنه لا صورةَ ولا هيئةَ ولا كيفيةَ له ولا يتّصفُ بأوْصافِ المخلوقين ،*

*نعلمُ ذلك ونعتقدُ ذلك فيراهُ المؤمنونَ وهو سبحانه وتعالى لا يشبهُ شيئًا من الخلق.*

*وليس واجبًا عقلًا أنْ تكونَ رؤيةُ المؤمنينَ له كرؤيتِهم للمخلوقِ في اسْتِلزامِ الجهة.*

*المخلوق يُرى في جهة أنتَ ترى المخلوقَ في جهة عن يمينِكَ عن شمالِك أمامَكَ خلفَكَ فوقَك تحتكَ ، هذا بين المخلوقين*

*المخلوقُ يرى المخلوق هكذا ،*

*أما الخالقُ سبحانه وتعالى فتستحيلُ عليه الجهة فلا يقال إنه يُرى في جهةِ فوق أو في جهةِ تحت أو أمام أو خلف أو يمين أو شمال*

*لأنّ اللهَ سبحانه وتعالى ليس حجمًا فلا يجوزُ أنْ يكونَ في جهةٍ من الجهات.*

*رحم الله من كتبه ونشره ءامين *

*لسماع المزيد اضغط على رابط التليغرام للعقيدة الطحاوية*.

https://www.tgoop.com/akidaatahawehia
.
.
*عملنا لله الواحد القهار قاهر العرش وما سواه*

*🎈شرح العقيدة الطحاوية🎈*
*تابع جزء رقم 4️⃣0️⃣*

*بصوت فضيلة الشيخ الدكتور العالم الشافعي الازهري نبيل الشريف غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات ولمن قال ءامين*

*قال المؤلف رحمه الله*

*🎈 "كما نطقَ به كتابُ ربِّنا {وجوهٌ يومئذٍ ناضرة إلى ربِّها ناظرة}🎈*

*الشرح: قال أهلُ الحقِّ "رؤيةُ اللهِ بالأبصارِ للمؤمنينَ في الآخرةِ بعد دخولِهم الجنةَ جائزةٌ عقلًا وسمعًا –يعني العقلُ لا يُحِيلُ ذلك-*

*وثبتَ هذا في القرآنِ وفي حديثِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم "واعلموا أنكم لنْ تَرَوا ربَّكم حتى تموتوا"*

*واحتَجّوا بقولِه تعالى {وجوهٌ يومَئِذٍ ناضرة إلى ربِّها ناظرة} وقولُه {ناظرة} معناه ترى ربَّها ذلك اليوم.*

*والوجوهُ هنا عبارةٌ عن المؤمنين ،*

*وهذه النعمةُ العظيمةُ وهي أنّ المؤمنَ يرى الله وهذا المؤمنُ في الجنةِ هي أعلى نعمة وأعظمُ نعمة ،*

*يعني أعلى ما يحصلُ للمؤمنِ وهو في الجنةِ من النعيم هو أنّه يرى اللهَ سبحانه وتعالى بلا كيفٍ ولا مكان.*

*الصالحونَ يروْنَ اللهَ كلَّ يوم وأما المؤمنُ الفاسقُ فيراهُ في الأسبوعِ مرةً واحدة.*

*والأحاديثُ الثابتةُ ليس فيها تحديدُ أوقاتِ الرؤيا وتفصيلها لكنْ وردَ حديثٌ في إسنادِه ضعف بأنّ المقَرَّبينَ أي الصالحين يروْنَه غُدُوًّا وعَشِيًّا ،*

*وأما غيرُهم ففي الجمُعة – في الأسبوع- يروْنَه مرةً واحدة.*

*قال المؤلف رحمه الله*

*🎈 "وتفسيرُه على ما أرادَهُ اللهُ تعالى وعلِمَه"🎈*

*الشرح: أنّ تفسيرَ هذه الآيةِ {وجوهٌ يومئذٍ ناضرة إلى ربِّها ناظرة} هو على حسبِ ما علِمَ اللهُ تعالى وأرادَه معنًى بكلامِه هذا.*

*قال المؤلفُ رحمه الله*

*🎈 "وكلُّ ما جاء في ذلك من الحديثِ الصحيحِ عن الرسولِ صلى الله عليه وسلم فهو كما قال ومعناه على ما أراد"🎈*

*الشرح: أنّ كلَّ ما جاءَ في الحديثِ الثابتِ الصحيحِ عنه صلى الله عليه وسلم فهو على حسَبِ ما أرادَه صلى الله عليه وسلم.*

*وأما المشبِّهةُ من وهابيةٍ وأسلافِهم فالرؤيةُ عندَهم تكونُ بالكيفية –شبّهوا اللهَ بخلقِه- والجهةِ –شبّهوا اللهَ تعالى بخلقِه-*

*وإنْ كانوا يقولون لفظًا بلا كيفية لكنهم يعتقدونَ الكيفيةَ لأنهم يُثبِتونَ الجهةَ لله.*

*السلفُ الصالحُ يقولونَ عن الآياتِ المتشابهات "أمِرّوها كما جاءت بلا كيف" وهذا يسمى تأويلًا إجماليًّا لأنهم منعوا أنْ يُعتقَدَ الكيف في حقِّ الله ،*

*الكيفية هي كلُّ ما كان من صفاتِ المخلوقين ،*

*أما الوهابيةُ ومَن كان على طريقتِهم فيقولونَ لفظًا بلا كيف لكنهم يعتقدونَ الكيف*

*يعتقدونَ في اللهِ الجهة وهذا كيف*

*وبعضُهم يُصَرِّحُ بالجلوسِ وهذا كيف ،*

*وبعضُهم يصَرِّحُ في حقِّ اللهِ بالمُحاذاةِ للعرشِ وهذا كيف ،*

*وبعضُهم يُصرِّحُ في حقِّ اللهِ بالنزولِ والصعودِ الحقيقيينِ يعني كنزولِ وصعودِ الملائكة وهذا كيف.*

*فنفيُ الكيْف الذي قال به السلف هو على الحقيقة أنّ اللهَ سبحانه وتعالى لا تجوزُ عليه أيُّ صفةٍ من صفاتِ المخلوقين.*

*أما الوهابيةُ وَمن كان على شاكلَتِهم فإذا قالوا بلا كيف يريدونَ من هذه الكلمة بلا كيفٍ معلومٍ لنا لا يريدونَ ما أرادَه السلف.*

*فشتّانَ ما بينَ ما قصدَه السلف وما بينَ ما قصدَهُ هؤلاء المشبِّهة ،*

*لأنّ السلفَ أرادوا نفيَ صفاتِ الخلقِ بالمرة عن الخالق.*

*أما هؤلاء الوهابية ومَن كان على طريقتِهم فيُريدونَ أنّ الكيفَ مجهول أي لا نعلَمُه لكنْ يوجد.*

*لذلك هم يحبونَ ما يُنسَبُ لمالك وما قالَه مالك الاستواء معلوم والكيفُ مجهول هذا غيرُ صحيح.*

* الذي ثبتَ عن مالك "الاستواءُ معلوم -أي ورودُه في القرآن- ولا يقالُ كيف وكيفَ عنه مرفوع"*

*وفي رواية "ولا يقالُ كيف والكيفُ غيرُ معقول" أي ليس معقولًا في حقّ الله أنْ يكونَ له كيف ، أن يكونَ له صفة كصفةِ المخلوقين.*

*فالرؤيةُ عندَهم –يعني عند المشبِّهة- لا بدَّ أنْ تكونَ بكيفيةٍ بالمقابلةِ لأنهم يفسِّرونَ الحديثَ الذي رواه مسلم "أما إنكم ستروْنَ ربَّكم كما تروْنَ هذا القمر لا تُضامُّونَ بأنّ ما تروْنَه مواجهةً كما تروْنَ القمرَ مواجهةً.*

*وأجابَ أهلُ السنةِ على هذه الشبهةِ بقولِهم التشبيهُ هنا واردٌ على غيرِ ذلك المعنى الذي تدّعون.*

*هنا تشبيه رؤيةِ المؤمن أي أنّ المؤمنَ كما أنه إذا رأى القمرَ بدرًا ليس دونَه سحاب لا يشكُّ وإذا رأى اللهَ عز وجلّ لا يشكُّ لأنّ اللهَ ليس كمثلِه شىء.*

*فالرسولُ لا يشبِّهُ اللهَ بالقمر أو بالبدر لا ،*

*الرسولُ صلى الله عليه وسلم أرادَ من قولِه هذا أنْ يُفهِمَنا أنّ رؤيةَ المؤمنينَ لربِّهم في الآخرة ليس فيها عليهم اشتباه ولا التباس ،*

*يروْنَ اللهَ ولا يشُكّونَ أنّ الذي رأوْه هو الله لأنّ اللهَ ليس كمثلِه شىء.*

*أي أنّ العبادَ يروْنَه رؤيةً لا شكّ فيها كما أنّ القمرَ ليلةَ البدرِ إذا لم يكن سحابٌ يُرى رؤيةً لا شكّ فيها.*

*رحم الله من كتبه ونشره ءامين*
*لسماع المزيد اضغط على رابط التليغرام للعقيدة الطحاوية*.

https://www.tgoop.com/akidaatahawehia
.
العقيدة الطحاوية pinned «*لسماع المزيد اضغط على رابط التليغرام للعقيدة الطحاوية*. ‏https://www.tgoop.com/akidaatahawehia .»
.
*عملنا لله الواحد القهار قاهر العرش وما سواه*

*🎈شرح العقيدة الطحاوية🎈*
*تابع جزء رقم 4️⃣1️⃣*

*بصوت فضيلة الشيخ الدكتور العالم الشافعي الازهري نبيل الشريف غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات ولمن قال ءامين*

*قال المؤلف رحمه الله*

*🎈" لا ندخلُ في ذلك مُتَأوِّلينَ بآرائِنا ولا مُتوَهِّمينَ بأهوائِنا"🎈*

*الشرح: أنّه أي المؤمنَ لا يدخلُ في ذلك مُتَأوِّلًا برأيِه تأوُّلًا بلا دليلٍ عقليٍّ قطعيٍّ ولا دليلٍ سمعيٍّ ثابتٍ كتأويلِ المعتزلةِ للآيةِ المذكورة*

*وأنه لا يدخلُ في ذلك مُتصَوِّرًا بوهمِه ، يعني لا كما ذهبتِ المعتزلةُ في نفيِهم للرؤيةِ وتحريفِهم للآية.*

*المعتزلةُ قالوا اللهُ لا يُرى قالوا وهذه الآية –{ إلى ربِّها ناظرة }- معناه تنتظرُ نعمةَ ربِّها ، وقولُهم فاسدٌ غيرُ صحيح.*

*ولا كما ذهبتِ المشبِّهةُ في جعلِهم الرؤيةَ بكيفيةٍ حيثُ أثبتوا للهِ تعالى الجهة ،*

*فهم حيثُ أثبتوا للذاتِ المقَدَّسِ الجهةَ فلا بدَّ أنّهم يُثبِتونَ الرؤيةَ في جهة.*

*أما أهلُ السنةِ فبعِيدونَ من ذلك يعتقدونَ أنه يُرى بلا مقابلةٍ ولا مُدابَرةٍ من دونِ أنْ يكونَ الرَّائي في جهةٍ من الله ، لا يَمنةً ولا يَسرةً ولا فوقَ ولا أسفلَ ولا قُدّامَ ولا خلف.*

*ولا يعني كلامُ الطحاويِّ ردَّ تأويلِ أهلِ السنةِ الإجماليّ والتفصيلي لآياتِ الصفاتِ وأحاديثِها المتشابهة*

*فقد ثبتَ ذلك عن الإمامِ أحمدَ وغيرِه من السلف ،*

*فإنّ تركَ التأويلَيْنِ عيْنُ التشبيهِ والتجسيم المَنْفِيَّيْنِ بقولِه تعالى { ليس كمثلِه شىء }.*

*هنا قضيةٌ مهمة جدًّا وهو أنه في الآياتِ والأحاديثِ المتشابهة لا بدَّ منْ أحدِ التأويلَيْنِ ،*

*إما أنْ يؤَوِّلَ الشخصُ تأويلًا إجماليًّا كما غلبَ على السلف أنهم يقولون بلا كيف {الرحمنُ على العرش استوى} بلا كيف ، هذا يسمى تأويلًا إجماليًّا لأنهم نَفَوا الكيف يعني ما قالوا هذه الآية على ظاهرِها المُتَوَهَّم.*

*{ ءأَمنتمْ مَن في السمآءِ} بلا كيف.*

*والطريقةُ الأخرى وهي الغالبةُ على الخلف أنهم يؤَوِّلونَ تأويلًا تفصيليًّا لأنّ هذا يُحتاجُ إليه لا سيّما عندما صار أكثرُ الناسِ بعيدينَ من علمِ الدين ويجهلونَ كثيرًا من أصولِ الدين فيُخشَى عليهم من الوقوعِ في التشبيه والتمثيل ،*

*فإذا فُسِّرَتْ لهم هذه الآيات وأُوِّلَتْ تأويلًا تفصيليًّا يكونُ أهونَ عليهم وأقربَ لفَهمِهم الحقيقة.*

*فيُقال { الرحمنُ على العرش استوى } استوى لها خمسةَ عشرَ معنًى في لغة العرب أعلاها القهر ، فإذا قيل قهرَ فلا بأسَ بذلك.*

*{ وهو الواحدُ القهّار } "لا إله إلا اللهُ الواحدُ القهّار" وردَ في القرآن ووردَ في الحديث ،*

*وليس معناه أنّ اللهَ ليس قاهرًا لما دونَ العرش لا ، إنما إذا فُهِمَ أنّ اللهَ قاهرُ العرش يُفهَمُ أنّه قاهرُ ما دونَه من بابِ الأوْلى ، اللهُ قاهرُ كلِّ شىءٍ سبحانه وتعالى.*

*كما جاء في القرآن { وهو ربُّ العرشِ العظيم } مع أنه ربُّ كلِّ شىء لمَ خُصَّ العرشُ بالذكر؟*

*لأنه أعظمُ مخلوقٍ من حيثُ الحجم ، فإذا فُهِمَ أنّ اللهَ مالِكُه يُفهَمُ أنّ اللهَ مالِكُ ما دونَه مِنْ بابِ الأوْلى.*

*فتركُ التأويليْنِ التفصيليّ والإجماليّ هو وقوعٌ في التشبيه ، هو عيْنُ التشبيه ، لذلك لا يُترَكُ هذا وهذا.*

*وقد ثبتَ عن السلفِ أنهم أوّلوا تأويلًا تفصيليًّا كما حصلَ من الإمامِ البخاريّ رحمه اللهُ تعالى في تفسيرِ سورةِ القَصص { كلُّ شىءٍ هالكٌ إلا وجهَه } قال "إلا مُلكَه ، أي سلطانَه"*

*اللهُ تعالى له سلطان على هذا العالم ، العالمُ يهلِك وسلطانُ اللهِ تعالى لا يهلِك. هذا تأويلٌ تفصيليٌّ .*

*والإمامُ أحمد رضي الله عنه قال: { وجآءَ ربُّكَ والملَكُ صفًّا صفًّا } قال إنما تأتي قدرتُه أي تظهرُ أهوالٌ عظيمةٌ يوم القيامةِ هي آثارُ قدرةِ الله.*

*وابنُ عباس رضي الله عنهما تَرجُمان القرآن الذي دعا له الرسولُ أنْ يُؤتِيَه اللهُ الحكمةَ والتأويل ، وهذا دعاءٌ له وليس عليه رضي اللهُ عنه ،*

*قال في قولِه تعالى { يومَ يُكشَفُ عن ساق } قال "عن شدةٍ وكرب" هذا تأويلٌ تفصيلي.*

*كذلك مجاهدُ بنُ جبر تلميذُ بنِ عباس رضي الله عنه قال في قولِ اللهِ تعالى { فأينما تُوَلُّوا فثَمَّ وجهُ الله } قال "قِبلةُ الله"*

*{ وللهِ المشرقُ والمغرب فأينما تُوَلُّوا فثَمَّ وجهُ الله } حيثُ ما توجّهتُم في سفرِكم إذا أردْتم صلاةَ النافلة إنْ كنتم راكبينَ على الدابةِ أو ماشينَ على الأرجل فالوِجهةُ التي توجّهتم إليها قِبلةٌ لكم ،*

*اللهُ يتقبّلُ منكم هذه الصلاة التي هي صلاةُ النافلةِ في السفر وأنتم على الدوابِّ أو وأنتم تمشونَ في سفرِكم.*

*واللهُ تعالى أعلم وأحكم*

*رحم الله من كتبه ونشره ءامين *

*لسماع المزيد اضغط على رابط التليغرام للعقيدة الطحاوية*.

https://www.tgoop.com/akidaatahawehia
.
.
*عملنا لله الواحد القهار قاهر العرش وما سواه*

*🎈شرح العقيدة الطحاوية🎈*
*جزء رقم 4️⃣2️⃣*

*بصوت فضيلة الشيخ الدكتور العالم الشافعي الازهري نبيل الشريف غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات ولمن قال ءامين*


*قال المؤلف الطحاويُّ رحمه الله*

*🎈"فإنه ما سَلِمَ في دينِه إلا مَن سلَّمَ للهِ عزّ وجلَّ ولرسولِه صلى الله عليه وسلم ورَدَّ علمَ ما اشتبَه عليه إلى عالِمه".🎈*

*الشرح: أنّ السلامَةَ في التسليمِ لله –أي لا يسلَمُ إلا مَن سلَّم الأمرَ كلَّهُ إلى الله-*

*فيما لا يُمكنُه درْكُه إذ التسليمُ لله تعالى أنْ يرُدَّ علمَ ما يشتَبِهُ عليه إلى عالِمِه وهو اللهُ سبحانه وتعالى "ولرسولِه"*

*أي اعتقادِ أنّ ما جاءَ في الشرعِ من أمورِ الدين فهو على حسَبِ ما أرادَ اللهُ تعالى ورسولُه صلى الله عليه وسلم ليس مَبْنِيًّا على التوَهُّمِ والتصَوُّرِ المُعْتَمِدِ على الرأي أو على ما جرَتْ به العادةُ بين المخلوقات.*

*فالمعتزلةُ رجَعوا إلى الرأي الذي هم اتّخذوهُ أصلًا ،*

*والمشبِّهةُ رجَعوا إلى ما هو مألوفٌ بين المخلوقِ وفتَنَهم أنهم قاسُوا اللهَ على الخلق*

*فقالوا كما أنه لا يُرى الشىءُ إلا في جهةٍ من الرَّائي فاللهُ يُرى في جهة ، وكِلا المذهبينِ باطلٌ.*

*إذًا المسلمُ هو مَن سلّمَ لله أما مَن اعترضَ على الله أو اعترضَ على رسولِ الله فهذا كافرٌ وليس بمسلمٍ.*

*ثم اللهُ تبارك وتعالى لا يحتاجُ إلى أحد ولا يضرُّه أحد ولا ينفعُه أحد.*

*اللهُ تبارك وتعالى أزليٌّ أبديّ وصفاتُه أزليةٌ أبدية وكمالُه أزليٌّ أبديّ لا يزدادُ ولا ينقُص.*

*فإذا أطاعَ العبدُ ربَّه وسلّمَ لله العبدُ هو الذي يستفيد*

*وإذا عَصى العبدُ ربَّه هو ينْضَرّ ، وإذا اعترضَ العبدُ على ربِّهِ كفرَ والعياذُ بالله.*

*فلا يثبُتُ قدَمٌ في الإسلام إلا بالتسليمِ للهِ تبارك وتعالى.*

*وقوله "🎈عالمِه" 🎈 المرادُ بذلك أنّ الذي اشتبَه عليه فَهمُ شىءٍ من الأمورِ المتعلِّقةِ بالآخرة وغيرِها يرجِعُ به إلى أهلِ العلمِ الراسخِين وهم العلماءُ الكُمَّلُ المتَمَكِّنونَ في العلم كابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهما ،*

*فإما أنْ يستفيدَ منهم السائلُ التأويلَ التفصيليَّ أو التأويلَ الإجماليّ وهو أنْ يعتقدَ الإنسانُ أنّ ما يُضافُ إلى اللهِ من الصفاتِ هي منَزَّهةٌ عن الهيئةِ والشكلِ وآثارِ الحدوث.*

*قلنا إنّ التأويلَ تأويلان: تفصيليٌّ وإجماليٌّ.*

*الإجماليُّ هو لا يُعيِّنُ معنًى لهذه الكلمة لكنْ يقول هذه يرادُ بها معنًى يليقُ بالله ،*

*فحين قال السلف بلا كيف هذا يسمى تأويلًا إجماليًّا لأنهم نَفَوا الكيف حين قالوا { الرحمنُ على العرش استوى } بلا كيف نفَوا الكيف ،*

*الكيفُ كلُّ ما كان من صفاتِ الخلقِ كيف.*

*الشكلُ واللونُ والحجمُ والانفعالُ والصعودُ الحقيقيُّ والنزولُ والجلوسُ والقعودُ والاستقرارُ والمُحاذاةُ والكونُ في الجهةِ والكونُ في المكان ، كلُّ هذا يسمى كيفًا.*

*فالسلف نَفوا هذا ، قالوا عن الآياتِ المتشابهات "أمِرّوها كما جاءت بلا كيف"*

*هذا يسمى تأويلًا إجماليًّا ،*

*أما التفصيليُّ فهو بتعيينِ معنًى للكلمة وهذا المعنى يكونُ مُنسَجِمًا مع الآياتِ المحْكَمات*

*لأنّ اللهَ تبارك وتعالى قال { هو الذي أنزلَ عليكَ الكتابَ منه آياتٌ مُحكَماتٌ هنّ أمُّ الكتاب } أي الأصلُ والمرجِعُ الذي يُرجَعُ إليه في تفسيرِ كلِّ الكتاب.*

*رحم الله من كتبه ونشره ءامين *

*لسماع المزيد اضغط على رابط التليغرام للعقيدة الطحاوية*.

https://www.tgoop.com/akidaatahawehia
.
.
*عملنا لله الواحد القهار قاهر العرش وما سواه*

*🎈شرح العقيدة الطحاوية🎈*
*تابع جزء رقم 4️⃣3️⃣*

*بصوت فضيلة الشيخ الدكتور العالم الشافعي الازهري نبيل الشريف غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات ولمن قال ءامين*

*قال المؤلف رحمه الله*

*🎈 "ولا تثبُتُ قدَمٌ في الإسلامِ إلا على ظهرِ التسليمِ والاستسلام"🎈*

*الشرح: أنّ التسليمَ هو الرضا بما جاء عن اللهِ تعالى.*

*وأما الاسْتِسلامُ فهو الانقيادُ للشرعِ أي قبولُ ما جاءَ فيه من العقائدِ والأحكام.*

*فلا يصحُّ الثباتُ على الإسلام إلا لمَن سلّمَ للهِ تعالى ولم يعترِضْ عليه ولم يصِفْهُ بما لا يليقُ به.*

*قال المؤلف رحمه الله*

*🎈 "فمَن رامَ عِلمَ ما حُظِرَ عنه علمُه ولم يقنَعْ بالتسليمِ فَهْمُهُ حجَبَه مرامُه عن خالصِ التوحيدِ وصافي المعرفة وصحيحِ الإيمانِ فيَتَذَبْذَبُ بين الكفرِ والإيمانِ والتصديقِ والتكذيبِ والإقرارِ والإنكارِ مُوَسْوِسًا تائهًا شاكًّا لا مؤمنًا مصَدِّقًا ولا جاحِدًا مُكَذِّبًا".🎈*

*الشرح: أنّ مَن طلبَ أنْ يعلمَ ما مُنِعَ عنه علمُه ولم يقنَعْ بتسليمِه إلى عالِمه حجبَه مطلوبُه عن خالصِ التوحيدِ ،*

*فيكونُ مضطرِبًا مؤمنًا ببعض –أي مصَدِّقًا ببعض- وكافرًا ببعض ،*

*لا كالكافرِ المُعِلِنِ كفرَه ولا كالمؤمنِ الذي صدّقَ في الإيمان وآمنَ عن حقيقةٍ ،*

*أي فيتَذَبذَبُ بين الإقرارِ بالإيمانِ وبين إنكارِه ، وهذا بيانُ كونِه مُذَبْذَبًا.*

*وقولُه 🎈"مُوَسْوِسًا" 🎈 تأكيدٌ لِما قبلُ ، أي ويكونُ مُوَسوِسًا تائهًا عن طريقِ الحقِّ شاكًّا زائغًا مائلًا عن الحقِّ إلى الباطل.*

*وقولُه "🎈 مصَدِّقًا🎈 " لأنّ الإيمانَ لا يكونُ مقبولًا إلا بالإيمانِ التام الذي ليس فيه تجزِئةٌ مِن حيثُ التصديقُ ،*

*أما أنْ يُصَدِّقَ ببعضِ ما جاءَ به الرسول ويُكذِّبَ ببعض فلا يكونُ إيمانًا مقبولًا إنما ذلك إيمانٌ جزئيٌّ مِن حيثُ اللغة ،*

*لأنّ الشخصَ إذا قال أنا آمنتُ بكذا مما جاء في الشرع ولم أوْمِن بكذا مما جاء في الشرع وعلِمَ أنّه من الشرع فهو كافر ،*

*فهنا الكلامُ عن استعمالِ هذا اللفظ:*

*الإيمان مِن حيث اللغة ، لذلك قال "فلا يكونُ إيمانًا مقبولًا إنما ذلك إيمانٌ جزئيٌّ مِن حيثُ اللغة ،*

*يعني صدَّق ببعضٍ ، صدّقَ بشىءٍ دونَ آخر ، هذا معنى هذا الاستعمال في هذا الموضع.*

*رحم الله من كتبه ونشره ءامين*

*لسماع المزيد اضغط على رابط التليغرام للعقيدة الطحاوية*.

https://www.tgoop.com/akidaatahawehia
.
.
*عملنا لله الواحد القهار قاهر العرش وما سواه*

*🎈شرح العقيدة الطحاوية🎈*
*تابع جزء رقم 4️⃣4️⃣*

*بصوت فضيلة الشيخ الدكتور العالم الشافعي الازهري نبيل الشريف غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات ولمن قال ءامين*

*قال المؤلف رحمه الله*

*🎈 "ولا يصحُّ الإيمانُ بالرؤيةِ لأهلِ دارِ السلام لِمَن اعتبرَها منهم بوَهْمٍ أو تأوَّلَها بفَهمٍ"🎈*

*الشرح: أنه مَن اعتبرَ الرؤيةَ على غيرِ الوجهِ المشروحِ المُتقَدِّمِ ذكرُه الذي هو مُعتقدُ أهلِ السنةِ والجماعة فهو غيرُ مصَدِّقٍ به كما أُمر.*

*نحنُ قلنا إنّ المؤمنينَ وهم في الجنة يروْنَ اللهَ تعالى بأعيُنِ رؤوسِهم رؤيةً ليس عليهم فيها اشتباه ، يروْنَ مَن ليس كمثلِه شىء*

*فلا يَشُكّونَ هل الذي يروْنَه هو اللهُ أم لا ، لا يطرأُ عليهم شك لأنّ اللهَ لا يُشبهُ شيئًا ولا يشبِهُهُ شىء.*

*مَن لم يعتقدْ هذا الاعتقاد في هذه الرؤية فهذا الشخصُ ليس مُصَدِّقًا بهذا الأمر كما أُمِر.*

*وقولُه 🎈 "لِمَن اعتبرَها منهم بوَهمٍ"🎈* *المرادُ به المشبّهِةُ الذين ظاهرًا يقولون آمنّا بالرؤيةِ أما في الحقيقةِ فلم يؤمنوا لأنهم يعتقدونَ هذه الرؤيةَ على غيرِ الوجهِ الشرعيّ ،*

*يعتقدونَ أنّ اللهَ يُرى في مكانٍ وجِهة والعياذ بالله ومَن أثبتَ المكانَ والجهةَ لله فهذا ليس مؤمنًا بالله.*

*لذلك انتبهوا إذا تكلّمتُم عن المشبِّه لا تقولوا هذا مسلم أو هذا مؤمنٌ بالله ،*

*قولوا هذا بلسانِه يعترفُ بوجودِ الله ووجودِ النبيِّ لكنْ مِنْ حيثُ الحقيقةُ هو ليس مؤمنًا لأنّه شبّه اللهَ بخلقِه كذّبَ القرآنَ ومَن كذّبَ القرآنَ كفر.*

*وقولُه 🎈"أو تأوّلَها بفَهمٍ" 🎈 المرادُ به مَنْ كان كالمعتزلةِ فقد نفَوا نفيًا صريحًا حيثُ إنهم قالوا لا يُرى عن الله سبحانه وتعالى*

*وهم يُفسِّرونَ قولَه تعالى { إلى ربِّها ناظرة} بقولِهم نعمةَ ربِّها ناظرةٌ أي مُنْتظرة.*

*وأما الحديثُ فيزعُمونَ أنه غيرُ ثابت ، يعني ما وردَ في إثباتِ رؤيةِ المؤمنينَ لربِّهم عزّ وجلّ يقولون هذا لم يثبت.*

*فالمعتزلةُ والمشبِّهةُ على طرَفَي نقيض ،*

*المشبّهةُ قالوا الرؤيةُ تكونُ لكنْ في جهةٍ ومكان في حقّ الله ،*

*المعتزلةُ قالوا لا تكونُ هذه الرؤية لأنّ اللهَ موجودٌ بلا مكان والذي ليس له مكان لا يَصِحُّ أنْ يُرى على زعمِهم وكلامُهم هذا باطل.*

*فالمشبِّهةُ والمعتزلةُ كِلاهُما ضالّونَ ولكنْ هم على طرَفَي نقيض.*

*وقولُه 🎈"دار السلام" 🎈 اسمٌ للجنةِ سُمِّيَت بذلك لأنّ فيها السلامةَ مِن كلِّ آفةٍ ونكَدٍ ومِن كلِّ ما يُزْعِج.*

*وجميعُ طبقاتِها يشمَلُه هذا الاسم ، الجنةُ فيها درجات "وهي جنانٌ كثيرة" كما ورد عن الرسولِ صلى الله عليه وسلم ،*

*لكنْ كلُّها دارٌ للسلام ما فيها كذبٌ ولا لَغوٌ ولا انزعاجٌ ولا قلق.*

*نسألُ اللهَ أنْ يُدخِلَناها.*

*قال المؤلف رحمه الله*

*🎈 " إذْ كان تأويلُ الرؤيةِ وتأويلُ كلِّ معنًى يُضافُ إلى الرُّبوبيةِ بتركِ التأويلِ ولزومِ التسليمِ وعليه دينُ المسلمين.🎈*

*الشرح: يريدُ الطحاويُّ بتركِ التأويل التأويلَ الذي هو بعيدٌ عن الحقِّ والإصابة ولا يعني التأويلَ الذي يفعلهُ أهلُ السنةِ إنْ كان إجماليًّا أو كان تفصيليًّا.*

*وهذا الذي ينبغي حَملُ كلامِ المؤلفِ عليه.*

*أما ظاهرُه فمَنعُ الذهابِ إلى التأويلِ –أي التفصيليّ-*

*أما التأويلُ الإجماليّ فلا ينْفيه لأنّ مَن نفَى التأويلَ الإجماليَّ وقعَ في التشبيهِ لا محالة.*

*ويُقَوّي كوْنَ مرادِ الطحاويِّ بنَفيِ التأويلِ ليس مُطلَقَ التأويل قولُه في مسئلةِ الكلام "منه بدَا بلا كيفيةٍ قولًا" لأنّ هذا تأويل ، هذا يسمى تأويلًا إجماليًّا ،*

*أي اللهُ أنزلَ القرآنَ وكلامُ الله الذي هو صفةُ ذاتِه لا كيفيةَ له.*

*رحم الله من كتبه ونشره ءامين*

*لسماع المزيد اضغط على رابط التليغرام للعقيدة الطحاوية*.

https://www.tgoop.com/akidaatahawehia
.
2025/01/30 03:27:19
Back to Top
HTML Embed Code: