Telegram Web
يا حي يا قادر أنج عبادك المستضعفين في الأرض.

لا ملجأ ولا نصير ولا معين ولا غوث إلا بك يا عزيزًا لا يهي جنابه، ولا يُستباح حماه، نحن الضعفاء إليك، لا حول ولا قوة إلا بك، عز جارك وجل سلطانك ولا إله غيرك، اللهم اجعلهم في حرزك وضمانك، وأنزل عليهم سكينتك وتقبل شهيدهم، واحمل ضعيفهم، وأنزل عليهم برد الرضا واليقين.

اللهم أنزل بأسك وعذابك ونقمتك وسعيرك على اليهود وزلزل الأرض من تحتهم، ورد كيدهم، وخالف بين كلمتهم، واجعل بأسهم بينهم شديدًا، وفرقهم ومزقهم كل ممزق، وأوقع بهم سوء التدبير وسُقهم إلى هلاكهم وذهابهم، وأبدل بهم عبادك الموحدين يرفعون رايتك ويقيمون شريعتك ويبلغون دينك ويوحدونك ويمجدونك يا عزيز يا قهار يا منتقم يا مغيث يا ذا الجلال والإكرام والعزة والجبروت والكبرياء والعظمة.

هؤلاء عبادك الموحدون وأولئك الذين صدوا عن سبيلك وحاربوا أولياءك وقتلوا أنبياءك، اللهم فأهلكهم ولا تبق منهم ولا تذر، يا ذا العزة والجبروت!
اللهمَّ إنِّي أسألك بحياتك، وأنتَ الحَيُّ الذي لا يموت،

وأسألك بقَيُّومِيَّتِك، وأنتَ قَيِّمُ السماوات والأرض ومَن فيهنَّ،

وأسألك بقُدرتك، وأنتَ على ما تَشاء قديرٌ وعلى كُلِّ شيءٍ قدير،

وأسألك بعِلمك وسمعك وبصرك، وأنتَ البصير السميع العليم، ولا يَخفى عليك شيءٌ في الأرض ولا في السماء،

وأسألك بحَوْلِك وقوَّتِك، ولا حَوْل ولا قوَّة إلَّا بك،

وأسألك بأنَّك أنتَ الله لا إله إلَّا أنت، تبارك اسمُك، وتعالى جَدُّك، ولا إله غيرك:

أنْ تنجي عبادك المستضعَفين، وتلطف بهم، وتحفظهم، وتعافيهم، وتثبِّت قلوبهم، وتُنزل عليهم سكينةً مِن عندك.
وانصرهم -اللهمَّ- على أعدائك الذين كَذَّبُوا رُسُلَك، وعَذَّبُوا عبادَك، وأخرَجُوهم مِن ديارهم بغير حق، وقتَّلوا الشيوخ والنساء والأطفال، اللهمَّ فانتقِم واشفِ منهم صدورنا!
Forwarded from أحمد مولانا
من بين كافة دول العالم العربي والإسلامي لدى مصر حدود مباشرة مع قطاع غزة، وعار لا يمحى أن تحدث مجاعة في غزة بينما المساعدات الغذائية تتكدس بالأطنان من كل حدب وصوب في شمال سيناء، وفقط يدخل ما يسمح الإسرائيلي بدخوله.

ولأجل هذا المشهد كان انقلاب 2013، وقد دعمت العديد من دول الخليج هذا الوضع، بل ساهمت في تكريسه برعايتها ومشاركتها في وأد الثورة المصرية. وإن فك حصار غزة يصطدم بكل من ساهم في تأسيس الوضع الحالي بمصر.
يا رب يا لطيف!
أهلَنا وناسَنا وإخوانَنا، وأنفسَنا.
ارحمهم برحمتك وحدك، لا رحمة مَن سواك..
وارحمنا فنحن مستوجبون لنقمتك بهذا الجُبن والقعود والخذلان. نفدت معاذيرُنا، وأنت الغفور المَنّان الرحيم الرحمن.
الطبيعي في هذه الأيام أن تكون مكسورًا لإخوانك "أذِلَّةٍ على المؤمنين"، لا أن تكون على عادتك وانبساطك في الأمور، فتترك الترف الذي اعتدتَه ما استطعت.. للموت هيبة، والمؤمنون "مثل الجسدِ الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تدَاعَى له سائِرُ الجسدِ بالسَّهرِ والْحُمَّى"!

فمن مراعاة شعور إخوانك أن تستشعر ما هم فيه كأنك بينهم، هذا أقل ما يمكن أن تفعله..
ماذا لو كان من مات هو أبوك أو أمك أو ابنك أو أختك؟!
فكيف ورائحة موت المسلمين قد أزكمت النفوس؟!

انظر كيف أن أحد أوصاف أهل الضلال في القرآن؛ "الغافلون" ومنه أشبهوا البهائم، قال الطاهر بن عاشور: "الغفلة: عدم الشعور بما يحِقُّ الشعور به"!

وتأمل كيف أن النداء في غالب القرآن يكون بـ "أيها الذين آمنوا"، أو ينتهي بـ "المؤمنون"، "المؤمنين".. لماذا؟!
للتأكيد على فكرة اصطفاف المؤمنين وأهميته في تحقيق عبودية الأفراد، ويكأن تحقق العبودية والطاعة وكمال دين الفرد مرتكزه الجماعة المؤمنة!

المسلم لا يعمل لخير نفسه فقط، بل خيره لأخيه أسبق.. يُعينه على عمل أو يتحمل عنه.. فإن لم يقدر على إعانته والحمل عنه؛ دفع عنه ظُلم أو رد عنه أذى.. فإن لم يقدر؛ علَّمه وثَبته على الحق وهداه إلى مراشد أمره.. فإن لم يقدر؛ خفف عنه وبكى معه ودعا واستغفر له.
_
د محمد وفيق زين العابدين
إلى أين نهرب من هذا العار الذي يُلاحقنا؟
إلى تفريغ الغضب؟ هنا؟
لَبِئسَ ما سَوَّلَت لنا أنفسُنا.
ستقول: هذا خيرٌ لا تُزهّد الناسَ فيه.
لا أزّهدُ أحدًا، لكن أيكون زادُ الرجال في الحرب كزاد النساء؟ أيكون فعلُ القادر هو عينَه فعلَ العاجزِين وأُولي الضرر؟
أنصرخُ ونستصرخُ ونُفرِّغُ حمولةَ الثأر هنا؟

فمَن يُعدّ البنادقَ في الخنادق؟
ومَن يُتقِنُ مسارات المجاهدة إذا كنا كلنا هنا؟ نلهو بالنصرة العاجزة! نصرة العَجَزة الجُبَنا.

أتقول: إننا لسنا جُبَنا؟
فكيف اعتلى -إذن- كلبٌ على الهرم؟! وكيف بالَ الكلبُ هدمًا على مفاخر التراث الموروث؟

لسنا جُبَنا، إننا هَبَاء!

هذا تخذيل؟
فأرني -إذن- كيف تُوقِدُ الرمادَ الخامدَ.
يلومُوننا في حب أبي إبراهيم! وهم والله المَلومُون!
لا يفقهون قدرَ الرجل، أولئك المتكئون على فُرُش التنظير الوثيرة، كيف يعرفونَ النارَ والحديدَ، وكيفَ يفقهون الموتَ والحياة! وكيفَ يعرفون الرجالَ وفِعلَ الرجال وهم في أقفاص هذا الواقع المُدَجّن تربَّوا ورضعوا!
أما "حُرَّاس العقيدة" فيحسبون العقيدة "صفحات" تحفظها ثم تسردها سردَ الحافظ النجيب! وما يدرون أن العقيدةَ -تامةً كاملةً- في قلوب أولياء الله المجاهدين، مسطورةً في قلوبهم لا في أوراقهم، وتثبتُها أفعالُهم لا أقوالُهم.

بل دع عنك الدين والعروبة، ألا تبكيه رجلًا لرجل؟! حُرًّا لحر؟! إن كنتَ رجلًا حُرًّا!
Forwarded from أحمد مولانا
خلال عام ونصف فقط من الحرب في السودان، تشير تقديرات المؤسسات الدولية إلى وجود 11 مليون نازح ومهجر فضلا عن قتلى بالآلاف، مع دمار واسع بالخرطوم والعديد من الولايات، وعمليات قتل على الهوية وإعدام جماعي بالأخص في دارفور، برعاية الإمارات لقوات حميدتي، وذلك بعد أن شاركت سابقا في التجهيز لانقلاب مصر الذي نرى تداعياته على غزة وفي القتل البطيء والإفقار للمصريين وإخراجهم من المعادلة، فضلا عما فعلته بدعمها حفتر في ليبيا، والمجلس الانتقالي الجنوبي الداعي لانفصال جنوب اليمن، وهذا غيض من فيض جرائم يهون منها بعض من ماتت ضمائرهم.
الوساطة القطرية/المصرية التي دعت إليها إدارية بايدن هذه الأيام (هدنة لمدة عشرة أيام) هي على الحقيقة تسعى لتوفير ما يمكن أن يسوقه الحزب الديمقراطي لجمهوره المستاء من أداء إدارة بايدن في هذه الحرب -وفي القلب منه الجاليات المسلمة- وليس أهل القطاع. بالتأكيد أي سعي لوقف النار ولو لساعة هو أمر مرحب مهما كانت النوايا والأهداف في ظل هذه الكارثة الإنسانية لكن علينا أن نأخذ ذلك في الاعتبار لإدراك دور كل فاعل سياسي.

كل البلدان العربية -باستثناءات قليلة جدًا- تملك أوراق لوقف الحرب (من الغاز القطري للنفط الخليجي لمعاهدة كامب ديڤيد وقناة السويس إلخ) لكن كلهم بلا استثناء لا يملكون الأخلاق ولا الإرادة. وكلهم واقفون بين يدي الحق في يوم تخشع فيه الأبصار.

وائل عواد
تتضافرُ الأدلةُ يومًا بعدَ يوم لِما نعلمه مُسبقًا يقينًا: أن هؤلاء كلَّهم خائنون!
هذا فقط مجردُ انتقالٍ للمعرفة من "علم اليقين" إلى "عين اليقين"، ولا جديد.
تسميتُك الأشياءَ بغير حقيقتها، لا يُخرجُها عن حقيقتها، قل ما تشاء من الأعذار والحُجج والمُسَوّغات، يبقى الفعل كما هو "ساقطًا" "وضيعًا" "مُنحَطًّا"، تبقى "الخيانة" كما هي لا تُخفيها بهارجُ الكلمات، ولا تسترُ سَوءَتَها زخارفُ التأويلات.
كان يُنكر الحقائقَ الساطعةَ كالشمس، فرارًا من تَبِعات الاعتراف. إن الاعتراف يجعله في مواجهةٍ فاضحةٍ مع حقيقة ذُلّه، ليعلم علمَ يقين أنه ثالثُ الأَذّلَّيْن: عَير الحيّ والوَتِد!

ولا يُقيمُ على ضَيمٍ يُسامُ به
إلا الأذَلّانِ: عَيرُ الحيِّ والوَتِدُ
هذا على الخسفِ مربوطٌ بِرُمَّتِه
وذا يُشَجُّ فلا يرثي له أحدُ!

كان يعلم أنه:
مَن كان ذا عَضُدٍ يدركْ ظلامتَه
إنَّ الذَّليلَ الذي ليست له عَضُدُ!
[أريدُ بَسْطَةَ كفٍّ أستعينُ بها
على قضاءِ حُقُوقٍ للعُلَى قِبَلِي!]

رحمَ اللهُ الطغرائي، ورحمَ اللهُ الشعراء!
ما تركوا لذي مقالٍ منا مقالًا.
Forwarded from أفراس - Afras
بسم الله..

تعلن مجلة «المرتجز» الالكترونية - الفصلية التابعة لمشروع «أفراس - Afras» عن استقبالها مقالاتكم وأدبياتكم ودراساتكم وأبحاثكم العلمية، حول القضية الفلسطينية ومجريات معركة (طوفان الأقصى) وما حولهما من قضايا تخص الفرد والمجتمع. ومزاحمة نخبة من المفكرين والمتخصصين المستكتبين من قِبَل المشروع.

🖇 شروط النشر:
• أن يكون المحتوى باللغة العربية الفصحى.
• إن كان المحتوى مترجمًا، يرجى إرفاقه بالأصل الأجنبي.
• أن يكون المحتوى أصيلًا، ولم يسبق نشره في مكان آخر من قبل، وإن عرف غير ذلك لن يتم التعامل مع صاحب المحتوى مرة أخرى. ويحق للكاتب إعادة نشرها بعد عرض عدد المجلة مع الإشارة إلى المجلة كمصدر.
• أن يتبع البحث أو الدراسة الأصول العلمية المتفق عليها، وموثّقة المصادر ومشار إليها في متن البحث أو الدراسة بأرقام متسلسلة بين قوسين. وأن تكون في آخر المحتوى، مع شمولها: اسم المؤلف، عنوان الكتاب، دار النشر، سنة النشر.
• تكتب الأعلام الأجنبية بلغتها الأصلية والعربية في متن أو هامش البحث.
• إن كان المحتوى يحوي صور أو خرائط أو مرفقات غيرها، يرجى أن تكون واضحة وذات جودة عالية بقدر الإمكان.
• إن أشير أثناء المحتوى إلى أيّة إشارة الكترونية لأي محتوى آخر يرجى إرفاق الباركود مع اللينك المشار إليه.
• الشِّعر يكون مراعيًا لأصول الفن؛ عموديًا كان أو حُرًّا.
• الحد الأقصى لعدد كلمات المقالة: ألف كلمة، والقصة القصيرة أو الفصل الروائي: ألفي كلمة، وللبحث والدراسة 5000 كلمة.
• يقدم المحتوى في نسخة وورد ونسخة pdf.
• يرفق بالمحتوى صورة واضحة (ويفضل أن تكون رسمية) لصاحبه مع سيرة ذاتية مختصرة.
• تلتزم إدارة المجلة بالتدقيق اللغوي والتحرير الأدبي، لكن يُحبّذ أن يراعى ذلك بدايةً.

🖇 ستتم مراجعة جميع المقالات والأدبيات والأبحاث والدراسات، وإعلامكم بقبولها مطلقا أو قبولها مع التعديلات التي توافق معايير المشروع، أو عدم قبولها؛ وذلك بعد شهر بأقصى تقدير من تقديم المحتوى.

⭕️ آخر معاد لاستقبال محتوى العدد الأول من المجلة يوم 10 ديسمبر من العام الجاري.

• يرجى إرسال المحتوى عبر البريد الالكتروني للمشروع، معنون بـ (المرتجز - عنوان المحتوى).

عنوان البريد:
[email protected]
[إنما الدنيا شُجونٌ تلتقي
وحزينٌ يتأسَّى بحزين!]

الهموم الكُبرى التي تتجاوز الأفراد، همومٌ ثَقيلة، تحتاج عُدةً ثقيلةً من قوةِ النفس وحُسنِ الزاد.
وفي ركب الرحلة المُضنية، تنوءُ الأثقالُ بالأفراد، يومًا بعدَ يوم، لأن الهمَّ ثقيل، والأمانةَ حِملٌ، فَرَّت من حمله الجبالُ والأرضُ والسمواتُ..
نبدأ الرحلةَ ألفُ إنسان، يتواسى كل حزين فيهم بأخيه الحزين، تجتمع أشجانُهم، وتتآلفُ أحزانُهم، وتتمازجُ ألوانُهم، ويسيرون، يتواصَون بالحِمل الثقيل، وبالشعور الممضّ، وبعذابات الهوان المتلاحق، يحملونها جميعًا معًا، ويغذّون السير في سكةٍ سوداء لا تكادُ تلمحُ فيها ضوءًا، لكنهم يوقنون بالنور، ويَمضون، تتفاوتُ هِممُهم، ويتباينُ صَبرهُم، يَسَّاقَطُ على الطريقِ بعضُهم: يعيا اليومَ إنسان فيقعد، وغدًا إنسان فيقف، وثالث فيرجع، ورابع، وخامس، وعاشر، تُعييهم البلاءاتُ المتتابعة، تَنقضُ عُراهم، وتفسخُ عزائمَهم، وتفصمُ لُحمَتَهم، فينقلبون من أعباء الأمة إلى أعبائهم، هروبًا من ضغطة الهم على الصدور، وخلاصًا من قَصم الحمل للظهور، وتتقلص الألْف، واحدًا بعد واحد، لتبقى عصبةٌ صغيرةُ، يُكملون، ويصبرون، ويُصابرون، ويُرابطون، إلا يبلغوا غايَتَهم، فقد أتموا رحلتَهم، وعلى الله قصدُ السبيل.

و(النّاسُ كإبلٍ مائةٍ لا تَكادُ تجدُ فيها راحِلةً).
"ما الذي تريد؟
لا أدري بالضبط .. إنني ظامئٌ إلى شيءٍ لا أدري عنه شيئًا!"
أحمد خالد توفيق، بتصرف..

ويقول هِرمان ملڨل:
"أمَّا أنا، فإني امرُؤٌ تُعذِّبُهُ الحُرقةُ الدائمةُ نحوَ الأمورِ النائية".
Forwarded from عِرفان
من أعظم النعم شخص يصونك عن تمزيق نفسك لومًا وتأنيبًا، بل يسبقك إليك فهمًا واحتواء، ويصونك من مسامير الوسوسة التي تنبت في رقة قلبك!
[... وإذا نظرنا إلى قصة أصحاب الأخدود، ودققنا النظرَ، رأينا أن عاقبتهم في الدنيا لن تُسعفَ قاصرَ النظر، فإنهم قد قُتّلوا وحُرّقوا، فأين النصر والغلبة والتمكين؟

والحق أقول: إن نهايتهم تلك نصرٌ وأي نصر! فأي غايةٍ أرفعُ من أن تموت شامخًا راسخَ الأقدام في طريق الحق؟! غيرَ آبهٍ بترهيب ولا ترغيب!

بل إنه نصرٌ حتى في نظر قاصر النظر لو تأمل! لأن مَوْتتَهم الشريفةَ تلك، تبعثُ في النفوس قوةً وشجاعةً وثباتًا، "وشجاعاتُ الرجالِ مُعدِيَة" تُورِثَ العزمَ الحديد، وتُوقِدُ فتيلَ الأمل من جديد، وتبعثُ رايةَ النضالِ جذَعةً، يتوارثُها الأجيالُ جيلًا فَجيلًا، يكتب اللهُ النصرَ على أيديهم، ويُظَفِّرُهم على عدوهم. وإنما نبتَ هذا الجيلُ -جيلَ النصر- من غراس تلك الثلة الميمونة المصطفاة، التي أفنَت نفسَها في سبيل ربها، فماتوا وما ماتت آثارُهم، بل انبعثت حيةً من تحت الرماد، تحكي قصتَهم، وتروي حكايتَهم، وتتلو خبَرَهم، وتَنشرُ ذِكرَهم، وتُذيعُ مآثرَهم، فيصبحون -مِن حُسن السيرة وجمال الأُحدوثة- مثلًا يُحتذى، وأثرًا يُقتَفَى، وغايةً يرنو لها النشءُ الميمون، يتطلعُ لبلوغها، فيسلكُ سبيلَها، ويكمل طريقَها، ويترسّمُ معانيها، ويستوفي مبانيها، فيتحقق فيهم موعودُ الله بالنصر والتمكين.

ولقد ألمحَ القرآنُ الحكيمُ إلى أن نهايتهم تلك كانت فوزًا، فقد قال اللهُ تعالى عقبَ خبرهم: {إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمۡ جَنَّٰتٌ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡكَبِيرُ}
وليس هذا فوزًا وحسب، بل هو الفوز الكبير، والغايةُ الكبرى، والجزاءُ الأوفى. وهو وإن كان خطابًا عامًّا يشمل كافةَ المؤمنين، فإن أقربَ المؤمنين صلةً به، هم المذكورون في صدر السورة من المفتونين المقذوفين في نار الدنيا، المرحومين من نار الآخرة، الفائزين الفوزَ الكبيرَ بجنة الله ورضوانه. "جَزاءَ مُقاساتِهِمْ لِنِيرانِ الدُّنْيا مِن نارِ الأُخْدُودِ الحِسِّيَّةِ، ومِن نِيرانِ الغُمُومِ والأحْزانِ المَعْنَوِيَّةِ".]
اللهم دفئًا وسلامًا وعافيةً لإخواننا يا كريم..
اللهم الطُف بهم، وعافِهم، من برودة الجو، وبرود العالم..
2024/11/27 07:57:02
Back to Top
HTML Embed Code: