Telegram Web
Audio
الأصل الثالث والسبعون
Audio
الأصل الرابع والسبعون
Audio
الأصل الخامس والسبعون
Audio
الأصل السادس والسبعون
Audio
‏الأصل السابع والسبعون
Audio
الأصل الثامن والسبعون
Audio
الأصل التاسع والسبعون
Audio
الأصل الثمانون
1_ ( الأصل الأول ) :
لا يدخلُ أحدٌ في الإسلامِ إلّا إذا نطقَ بلا إلهَ إلَّا اللَّهَ ، ويُستثنَى من ذلك العاجزُ عن النطقِ ، ودليلُه :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلّمَ : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ الناسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ ، فَإِذَا قَالُوهَا وَصَلَّوْا صَلَاتَنَا ، وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتنَا ، وَذَبَحُوا ذَبيحَتَنَا ، فَقَدْ حَرُمَتْ عَليْنَا دِمَاؤُهُم وَأَمْوالُهُم _إلَّا بِحَقِّها_ وَحِسَابُهُم عَلَى اللَّهِ. رواه البخاري.
فالحديثُ يدلُّ على أنَّه لا بُدَّ منَ النطقِ بلا إله إلَّا اللهَ حتَّى يَدخُلَ المرءُ في الإسلامِ ، وقال تعالى واصفاً قومَ موسى عليه السلامُ : { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) }
النمل[ 14 ]
فقومُ موسى عَلمُوا بأنفسهِم صدقَ معجزاتِه ، وأنَّها منْ عندِ اللَّهِ ولكنَّهُم كذَّبُوا بها ، وقالَ تعالى على لسانِ موسى عليهِ السلامُ :{ قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102) } اﻹسراء[ 102 ]
وهذا يدلُّ على أنَّ فرعونَ علمَ أنّ المُعجزاتِ التي جاءَ بها مُوسى عليه السلام هي منْ عندِ اللّٰهِ ولكنَّه كذَّبَ بها ،
قال ابنُ تيمية : الشهادتانِ إذا لم يتكلَّم بهما معَ القُدرة فهو كافرٌ باتِّفاق المسلمين ، وهو كافرٌ باطناً و ظاهراً عند سلفِ الأُمَّة وأئِمَّتِها وجماهيرِ العلماءِ .
2_ ( الأصل الثاني ) :
لا يتنفعُ أحدٌ بقولِ لا إلهَ إلَّا اللّٰهَ إلَّا إذا كانَ عالماً بمعناها ، ومعناها : لا معبودَ حقٌّ إلَّا اللّٰه ، ودليلُه : قَالَ رَسُولُ اللّٰهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللّٰهَ دَخَلَ الْجَنَّةَ . رواه مسلم.
فلا بُدَّ للعبدِ أنْ يعلمَ معنى لا إلهَ إلَّا اللّٰه حتَّى تكونَ سبباً لدُخولهِ الجنَّة ، وقالَ تعالى : { وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86) } الزخرف[ 86 ] ، أيْ أنّ المعبوداتِ التي يعبُدُها المشركون ـ كالأصنامِ ـ فإنَّها لا تملكُ الشفاعةَ ، ولكنْ منْ شهِدَ أن لا إله إلَّا اللّٰه على بصيرةٍ وعلمٍ بمعناها كعيسى ـ عليه السلام ـ فإنَّه يملك الشفاعةَ بإذن اللَّهِ له ، فمنِ اعتقدَ أنَّ عبادةَ غير اللَّه ليستْ شركاً فهو كافرٌ ، وإنْ نطقَ بلا إله إلَّا اللّٰه ، فهو لم يدخلْ في الإسلامِ أصلاً ، لأنَّه لم يعرفِ الْإسلام .
3_( الأصل الثالث ) :
لا ينتفعُ أحدٌ بلا إلَه إلَّا اللّٰه إلَّا إذا كفرَ بما يُعبَد من دون اللّٰه ، ودليلُه : قَالَ رَسُولُ اللّٰهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللّٰهَ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللّٰه حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللّٰهِ . رواه مسلم.
فمَن قال لا إله إلَّا اللّٰه، ولكنَّه لم يكفرْ بما يُعبد من دون اللَّه فلا يكونُ مسلماً، كمن يعبُد غير اللّٰه، أو يُجيز عبادةَ غير اللّٰه، أو يعتقدُ أنَّ عبادةَ غير اللّٰه ليستْ كفراً، كمن يدعو غير اللّٰه أن يشفيَهُ أو يرزُقَه أو ينصُرَه أو يُفرِّج همَّهُ، سواءٌ أكانَ المدعوُّ رسولاً أو ملَكاً أو رجلاً صالحاً أو غير صالحٍ ، وقال تعالىٰ : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ... (36) } النحل[ 36 ].
أي اعبدوا اللّٰهَ واتركوا عبادةَ غيرِ اللّٰه، كالشياطين والأوثان والأموات، وغير ذلك ممّا يُتَّخَذُ معبوداً.
4_ ( الأصل الرابع ):
لا ينتفعُ بلا إله إلَّا اللّٰه مَن قالها خوفاً من قتلٍ أو طمعاً في مال أو طلباً لجاه، بل لا بدَّ أن يقولها مُخلصاً للّٰه طالباً لرضاه، ودليله:
قَالَ رَسُولُ اللّٰهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : فَإِنَّ اللّٰهَ قدْ حَرَّمَ عَلَى النارِ مَنْ قَالَ لَا إلـٰهَ إِلَّا اللّٰهَ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللّٰهِ . راوهُ البخاري.
وَقَالَ رَُسولُ اللّٰهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللّٰهَ لَا يَقْبَلُ مِنَ العَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصَاً وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ . راه النسائي.
5_ ( الأصل الخامس ) :
لا ينتفعُ أحدٌ بلا إله إلَّا اللّٰه إلَّا إذا كانَ مُستيقناً بها من غيرِ شكٍّ، ودليلُه :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَارَءِ هَذَا الحَائِطِ يَشْهَدُ أَن لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللّٰهَ مُسْتَيْقِنَاً بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ. راوهُ مسلم.
فمنْ لم يكنْ على علمٍ ويقينٍ أنَّه لا يجوزُ صرفُ شيءٍ من العباداتِ لغير اللّٰه، وظنَّ أنَّ أحداً يضرُّ وينفعُ من دونِ اللّٰهِ فلا يُبشَّرُ بالجنَّة بل يُبشَّر بالنار .
6_ ( الأصل السادس ):
لا ينتفعُ أحدٌ بقولِ: لا إلـٰه إلَّا اللّٰهَ، إلَّا إذا كانَ صادِقاً بقولِها،  ودليلُه :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللّٰه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَبْشِرُوا وَبَشِّرُوا النَاسَ، مَنْ قَالَ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللّٰهَ صَادِقَاً بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ. رواه أحمد.
فَمنْ قالَها كذباً واحتيالاً وخداعاً للمسلمين فلا يُبشَّر بالجنَّة، ولا يكونُ منَ المُسلمين، وإنَّما يكونُ من المنافقين.
قالَ تعالىٰ :{ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) }
المنافقون[ 1 ]
7_  (الأصل السابع) :
إنَّ صرْفَ شيءٍ منَ العِباداتِ لغيرِ اللَّهِ شِرْكٌ أكبرُ، صاحبُهُ مُخلَّدٌ في النار إنْ ماتَ عليه،  ودليلُه :
قالَ تعالىٰ :{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) }
النساء[ 48 ]
ودُعاءُ الميِّت أنْ يجلبَ نفعاً أو يدفعَ ضُرَّاً شركٌ أكبرُ، وكذلك الذبحُ للميِّت والنذرُ له، والسجودُ له تعظيماً وتذلُّلاً وتقرُّباً.

فالدعاءُ عبادة :
عن النعمانِ بنِ بشير قالَ : سمعتُ النبيَّ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : الدعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ. ثُمَّ قرَأَ : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }
  رواهُ الترمذي.

والسجودُ عِبادَةٌ :
قالَ تعالىٰ : { وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) }
فصلت[ 37 ]

والذبحُ عبادةٌ:
  قالَ تعالىٰ : { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) }
الكوثر[ 2 ].
وقالَ رسولُ اللَّه صلَّى اللّٰه عليه وسلَّم : لَعَنَ اللّٰهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللّٰهِ.  رواه مسلم.

والنذرُ عبادةٌ:
قال تعالىٰ : { وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ ... (270) }
البقرة[ 270 ]
أي يحفظُه ويُجازيكُم به.

وصرفُ شيءٍ منْ هذهِ العباداتِ لميتٍ على سبيلِ الاستشفاعِ بهذا الميتِ إلى اللّٰه شركٌ أكبرُ، قال تعالىٰ : { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18) }
يونس[ 18 ].
وصرفُ شيء من هذه العبادات لميتٍ على سبيلِ التقرُّب بهذا الميتِ إلى اللّٰه شركٌ أكبرُ،
قال تعالىٰ : { أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى... (3) }
الزمر[ 3 ]
وصرفُ شيءٍ من هذهِ العباداتِ لميتٍ شركٌ أكبرُ، وإنْ كانَ الفاعلُ لهُ مُقرَّاً بأنّ اللّٰه هوَ الخالقُ والرازقُ والمالكُ والمُدَبِّرُ، قال تعالىٰ : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ... (25) }
لقمان[ 25 ].
وقال تعالىٰ : { قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ *سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ *سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89)} سورة المؤمنون.
8_ (الأصل الثامن):
إنَّ التكذيبَ بشيءٍ من نصوصِ الشريعةِ _القرآنِ أو السنَّةِ_ كُفرٌ أكبر؛ صاحبُه مُخلَّدٌ في النارِ إنْ ماتَ عليه، ودليلُه :
قال تعالى :{ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95) }
يونس[ 95 ]
وقال تعالى : { بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11) }
الفرقان[ 11 ]
فمن ادَّعى علمَ الغيبِ أو اعتقدَ أنّ أحداً يعلمُ الغيبَ فيكونُ كافراً لأنَّه كذّب قولَ اللّٰه عزَّ وجلَّ :{ قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) }
النمل[ 65 ]
9_(الأصل التاسع):
إنّ بُغضَ شيءٍ منَ الشرعِ الثابتِ بالقرآنِ أو السنَّة كُفرٌ أكبرُ صاحبُه مُخلَّدٌ في النارِ إن ماتَ عليه، كمن يُبغضُ إطلاقَ اللحيةِ للرجلِ أو يُبغضُ الحجابَ للمرأةِ، ودليلُه :
قالَ تعالىٰ : { وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) }
محمد[8_9 ]
ولا يدخلُ في ذلك كُرهُ المشقَّة الموجودة في الأحكام الشرعية كمشقة الجهاد ، قال تعالىٰ : { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) }
البقرة[ 216 ].
10_ (الأصل العاشر ):
إنَّ الطعنَ بشيءٍ منَ الشرعِ الثابتِ بالقرآنِ أو السنَّة كُفرٌ أكبرُ صاحبُهُ مُخلَّد في النارِ إن ماتَ عليهِ، كمَن يتَّهمُ شيئاً من الشرعِ بالخطأِ أو الظلمِ ، ودليلُه :
قال تعالى : { وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ (12) }
التوبة[ 12 ].
كمن يقولُ: إنَّ التمييزَ بين المُسلم والكافر ظلمٌ ،وقد ميَّز اللّٰه عزَّ وجلَّ بين المسلم والكافر،
قال تعالى :{ وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221) }
البقرة[ 221 ].
وقالَ رسولُ اللّٰه صلَّى اللّٰه عليهِ وسلَّمَ : لَايُقْتَلُ مٌسلِمٌ بِكَافِرٍ.
وقالَ رسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا تَبْدَؤُوا الْيَهُودَ وَلَا النَصَاْرَى بِالسَلَامِ .
وَكذلك من يقولُ :إنّ التمييزَ بينَ الرجلِ والمرأةِ ظُلم، وقد ميَّز اللّٰه عزَّ وجلَّ بينهُما في الميراثِ وفي غيرِه.
11_ ( الأصل الحادي عشر ) :
إنَّ الاستخفافَ باللّٰه عزَّ وجلَّ أو برسولِه صلّى اللّٰه عليه وسلَّمَ أو بدينِه كُفرٌ أكبر، صاحبُه مُخلَّدٌ في النارِ إنْ ماتَ عليه، كمنْ يسُبُّ اللّٰه عزَّ وجلَّ، أو يسبُّ النبيَّ صلَّى اللّٰه عليه وسلَّم ،أو يسبُّ الدين، أو يطأُ القرآنَ أو يلقيه في نجاسة، ودليلُه :
قالَ تعالىٰ :{ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (57) }
اﻷحزاب[ 57 ]
وقالَ تعالىٰ :{ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61) }
التوبة[ 61 ]
فكانَ المنافقون يؤذون النبيَّ صلَّى اللّٰه عليه وسلَّم فيقولون عنه إنّه أُذن، أيْ يستمعُ لكلِّ مايقال له فيصدِّقُه.
12_ ( الأصل الثاني عشر ) :
إنَّ الاستهزاءَ بشيءٍ منَ الدينِ كُفرٌ أكبرُ، صاحبُه مُخلَّدٌ في النَارِ إنْ ماتَ عليهِ، كمَن يستهزِئُ بالسِواكِ أو بتقصيرِ الثوبِ للرجلِ، ولافرْقَ في الحُكم بينَ مَن يستهزئُ مازحاً أو جادَّاً، ودليلُه :
قال تعالى :{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66) }
التوبة[ 65_66 ].
2024/12/23 19:44:17
Back to Top
HTML Embed Code: