Telegram Web
Forwarded from || غيث الوحي ||
قبل أن تبحث في كتاب الله عن الأسرار الخفية، املأ قلبك بحقائقه الكبرى الجليّة!

#عن_القرآن
عودة إلى تفعيل هذه القناة بإذن الله تعالى ⌛️
استحضار سياق الآيات السابقة في السورة لفهم الآيات اللاحقة = قضية عالية لا يعتني بها إلا من رزقهم الله الفقه في كتابه العزيز.

وهذا مثال لإمام المفسرين الطبري يربط فيه ببراعة بين ختام سورة الإسراء وبين آيات جاءت في السورة قبل ذلك بصفحتين، فيقول:


"القول في تأويل قوله تعالى:

﴿قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ سُجَّدًا (١٠٧) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا (١٠٨)

"يقول تعالى ذكره لنبيّه محمد ﷺ:
قل يا محمد لهؤلاء القائلين لك ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأرْضِ يَنْبُوعًا﴾ :
آمنوا بهذا القرآن الذي لو اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثله، لم يأتوا به ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا،
أوَ لا تؤمنوا به،
فإن إيمانكم به لن يزيد في خزائن رحمة الله ولا ترككم الإيمان به يُنقص ذلك،
وإن تكفروا به، فإن الذين أوتوا العلم بالله وآياته من قبل نزوله من مؤمني أهل الكتابين، إذا يتلى عليهم هذا القرآن يخرّون تعظيما له وتكريما، وعلما منهم بأنه من عند الله، لأذقانهم سجدا بالأرض."


وهو تفسير بديع بديع
﴿إِنَّ فِی هَـٰذَا لَبَلَـٰغࣰا لِّقَوۡمٍ عَـٰبِدِینَ﴾ [الأنبياء ١٠٦]


"
يثني الله تعالى على كتابه العزيز " القرآن " ويبين كفايته التامة عن كل شيء، وأنه لا يستغنى عنه فقال: ﴿إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾ أي: يتبلغون به في الوصول إلى ربهم، وإلى دار كرامته، فوصلهم إلى أجل المطالب، وأفضل الرغائب.
وليس للعابدين، الذين هم أشرف الخلق، وراءه غاية، لأنه الكفيل بمعرفة ربهم، بأسمائه، وصفاته، وأفعاله، وبالإخبار بالغيوب الصادقة، وبالدعوة لحقائق الإيمان، وشواهد الإيقان، المبين للمأمورات كلها، والمنهيات جميعا، المعرف بعيوب النفس والعمل، والطرق التي ينبغي سلوكها في دقيق الدين وجليله، والتحذير من طرق الشيطان، وبيان مداخله على الإنسان،

فمن لم يغنه القرآن، فلا أغناه الله، ومن لا يكفيه، فلا كفاه الله."


ابن سعدي | التفسير
﴿وَوَصَّىٰ بِهَاۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمُ بَنِیهِ وَیَعۡقُوبُ یَـٰبَنِیَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّینَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [البقرة ١٣٢]

قال الطبري: يعني تعالى ذكره بقوله:"ووصى بها"، ووصى بهذه الكلمة. عنى ب"الكلمة" قوله "أسلمت لرب العالمين"، وهي"الإسلام" الذي أمر به نبيه ﷺ، وهو إخلاص العبادة والتوحيد لله، وخضوع القلب والجوارح له.
سورة الأنفال:

قال البقاعي رحمه الله:

(ومَقْصِدُ هَذِهِ السُّورَةِ: تَبَرُّؤُ العِبادِ مِنَ الحَوْلِ والقُوَّةِ، وحَثُّهم عَلى التَّسْلِيمِ لِأمْرِ اللَّهِ المُثْمِرِ لِاجْتِماعِ الكَلِمَةِ؛ المُثْمِرِ لِنَصْرِ الدِّينِ وإذْلالِ المُفْسِدِينَ؛ المُنْتِجِ لِكُلِّ خَيْرٍ)
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
في قوله سبحانه : (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) فائدة وهي أنّ الذين يُنتظر منهم إصلاح ذات البين، هم الذين يتقون الله ويستجيبون لأمره، وأما الذي ينتسب إلى الإسلام اسماً ولكنه لا يتقي الله ولا يهاب اسمه ولا يعظّم مقامه؛ فإنّه عند الخلاف وإن ذُكِّر لا يتذكر، وإن زُجِر لا ينزجر، ولذلك كان من علامة المنافق أنّه إذا خاصم فجر، وأنّه كما قال الله عنه : (إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم) أما المؤمن إذا قيل له اتق الله؛ انقاد واستجاب ووقف.
وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً

من أعظم المقاصد المتعلقة بتلاوة القرآن وتدارسه: أن يزداد المؤمن إيماناً، وهذا بينه الله سبحانه في غير هذا الموضع أيضاً، وذلك في قوله: (فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون).
وقد كانت عناية النبي ﷺ مع أصحابه متوجهة إلى تحقيق زيادة الإيمان فيهم من خلال القرآن، كما في حديث جندب: (كنا غلمانا حزاورة عند رسول الله فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيماناً).
ولذلك فإنّ من أعظم ما ينبغي إحياؤه في حلقات التحفيظ: العناية بالتزكية من خلال القران، والعناية بإصلاح القلوب لتتهيأ لحمل القرآن والازدياد الإيمانيّ من خلاله.
عظيم المنة على الأمة بنعمة العلم والتزكية الموروثة عن النبي ﷺ
إشارة بديعة من ابن عاشور رحمه الله في تفسير الآية الأولى من الإسراء، عند قوله سبحانه (المسجد الأقصى)

قال: (وفِي هَذا الوَصْفِ بِصِيغَةِ التَّفْضِيلِ بِاعْتِبارِ أصْلِ وضْعِها مُعْجِزَةٌ خَفِيَّةٌ مِن مُعْجِزاتِ القُرْآنِ إيماءً إلى أنَّهُ سَيَكُونُ بَيْنَ المَسْجِدَيْنِ مَسْجِدٌ عَظِيمٌ هو مَسْجِدُ طِيبَةَ الَّذِي هو قَصِيٌّ عَنِ المَسْجِدِ الحَرامِ، فَيَكُونُ مَسْجِدُ بَيْتِ المَقْدِسِ أقْصى مِنهُ حِينَئِذٍ.)
على مُكث | أحمد السيد
Photo
قريباً إن شاء الله سننشر درسا فيه تأملات واسعة في قصة موسى عليه السلام.
جلسة تأملية في أحوال المستضعفين والظالمين عبر قصة موسى ﷺ في القران، وفيها بيان سبيل المصلحين:

https://youtu.be/rEl7EzMDHjI?feature=shared
سورة القصص سلوىٰ للخائفين؛ أن كل شيء يحصل على عين الله، وتحت مشيئته وتقديره، وأنه مع المحسنين، ومع الصالحين المتوكلين عليه؛ يحرسهم، ويرعى شؤونهم، ويدبّر أمرهم، ويسخر لهم عباده، وييسر لهم أمورهم، ويرزقهم من حيث لا يحتسبون، ويجري الخير على يدي من يشاء منهم، ويربط على قلوبهم، ويؤمّنهم، ويهلك عدوهم، ويمكن للصابرين المتقين منهم، ويجعلهم أئمة للخير إن هم صبروا واتقوا وآمنوا..

فالحمدلله الذي قص علينا قصص الأنبياء سلوى لنا، وأسوة نتأسى بها في الأحوال والأقدار المختلفة: ﴿وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذۡ نَادَیۡنَا وَلَـٰكِن رَّحۡمَةࣰ مِّن رَّبِّكَ﴾ [القصص ٤٦]

#ولتطمئن_قلوبكم_به
"ولكن كونوا ربانيين"

(الربّاني: الجامعُ -إلى العلم والفقه- البصرَ بالسياسة والتدبير والقيام بأمور الرعية وما يصلحهم في دنياهم ودينهم)

الطبري

فهذه دعوة الأنبياء لأتباعهم: أن يكونوا ربانيين، متصلين بالواقع، عالمين بطرق قيادة الناس إلى الخير.
﴿إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل﴾

قال ابن تيمية:

(وإذا كانت الآية قد أوجبت أداء الأمانات إلى أهلها والحكم بالعدل؛ فهذان جماع السياسة العادلة والولاية الصالحة)
سورة الكهف وتطلب السعة عبر نافذة الضيق
(هو الذي أيّدك بنصره وبالمؤمنين)

مع كون النبي ﷺ اجتهد غاية الاجتهاد في تربية أصحابه وبنائهم وتعليمهم وبذل غاية الأسباب في ذلك، إلا أن الله سبحانه يصف التفاف المؤمنين حوله ﷺ وفاعليتهم في نصرته ونصرة رسالته إنما هو بسبب تأييد الله تعالى لرسوله.
هكذا ينبغي أن نقرأ مشاهد التفاف الحمَلة والمصلحين على رسالة الإسلام ونصرتهم لها في كل زمان.. أنّ ذلك كله من الله سبحانه وتأييده للحق وورثة الأنبياء.
ماذا لو كان المطلوب من المنافقين في زمن النبي ﷺ مجرد حفظ القرآن؟!
2025/01/05 07:23:22
Back to Top
HTML Embed Code: