ALAWY_DOROS Telegram 812
خارج #الفقه_113

2 #ذي_القعدة #عام_1442


يقع الكلام عطفاً على ما سبق: في آيات العزائم ووجوب سجدة التلاوة عند قرائتها أو إستماعها، والكلام في الموجوب للسجود والموضوع لحكم وجوب السجدة فهل عند تتلى الآية بتمامها فلا وجوب ما لم يفرغ عنها، أو أنّ الموجب وموضوع الحكم هو نفس الكلمة المتضمنة للسجدة فلا عبرة بما قبلها لا ما بعدها؟

إختلف الاعلام في ذلك فذهب المشهور إلى الأوّل وحكى عليه الإجماع والإتفاق إلّا أنّه يظهر من المحقق في (المعتبر: 2: 273) القول بالثاني ونسب ذلك إلى الشيخ ومال إليه صاحب الحدائق: (8: 334).

ويستدل للقول الثاني بوجهين كما أشار إليه بعض الأعلام المعاصرين:

الأوّل: أنّ سبب السجدة ووجوبها هو الأمر المتعلق بها في الآية، فعندما ينتهي إلى هذه اللفظة بأي مشتق منها فإنّه يتحقق المقتضي والموجب للوجب فيجب السجدة فوراً، فلا إعتداد بغيرها حينئذٍ.

وأورد عليه: بسقوط هذا الوجه فإنّه من الضرورة أنّ الموجب والمقتضي للسجدة إنّما هو التلاوة الخارجية أو السماع كما هو ظاهر النصوص الواردة في الباب وليس الموجب نفس الأمر، وإلّا وجب السجود دائماً سواء قرأت الآية أم لم تقرء كما هو الحال في سائر الأحكام الشرعية التي تضمنها القرآن الكريم من الصلاة والزكاة ونحوهما فإنّه وجوبهما غير منوط بالقراءة وهذا واضح الفساد، فليس الموجب للسجدة هي اللّفظة الدّالة على السجود.

الثاني: ما أشار إليه في الحدائق من أنّ مقتضى ظواهر الأخبار من حيث تعليق السجود في جملة منها على قراءة السجدة أو سماعها أو إستماعها أوّلاً، وثانياً: المتبادر من السجدة إنّما هو لفظ السجدة، لأنّ الحمل على تمام الآية يحتاج إلى التقدير والأصل العقلاني عند الشك في التقدير أصالة العدم، فمقتضى الجمود على ظواهر النصوص يقتضي ذلك ولكن إتفاق الأصحاب على خلافه يمنع عن الإلتزام به وأورد عليه: إنّه لا يمكن القول بذلك بأنّ الوارد من لفظة السجدة في النصوص تحمل على اللفظ نفسه ويكون من باب إستعمال اللفظ في اللفظ أي إطلاق اللفظ وإرادة نفس اللّفظ ولكن بإعتبار ما يترتب عليه من حكم شرعي، وإنّما لا يحمل لعدم ورود هذه اللفظة (السجدة ) بمادتها وهيئتها في شيء من آيات العزائم، وإنّما الوجود فيها سائر الثقات الأخرى.

وعليه لابدّ من إرتكاب التقدير بما من يقدر في التام بمضاف، ويدور المقدار بين أن يكون المراد: (آية السجدة) أو (سورة السجدة) لصحة كلا الإطلاقين، إلّا أنّه نرفع اليد عن الثاني فإنّه مقطوع العدم لقيام الإجماع بل الضرورة على عدم مدخلية السورة في وجوب السجدة أوّلاً، وعدم الإمتداد بسائر الآيات ثانية، مضافاً إلى دلالة النصوص على أنّ المراد من السفرية هي الآية ننسها وليس السورة ثالثاً، كما يدل عليه موثقة عمار قال: عليه السلام: (إذا بلغ موضع السجدة فلا يقرأها) (الوسائل: باب 4 من أبواب القراءة في الصلاة الحديث: 3).

فعليه: يتعيّن التقدير الأوّل أي (آية السجدة) ويظهر أنّ الموجب للسجود إنّما هو نفس الآية بتمامها، فلا عبرة ببعضها السابقة واللاحقة حتى النقطة المتضمنة للسجدة.

هذا بحسب ظاهر الدليل، وإن سلّمنا لمن باب التنزيل ورعايةً للخصم عدم وجود دليل على ذلك فيكون المقام من الشك في التكليف والأصل الجاري أصالة البراءة كما عند الأصوليين والاخباريين.

والمقام الآخر في البحث: إنّه إذ قلنا كما قال المشهور أنّ سبب الوجوب هو تمام الآية، فإنّه لا إشكال أن محل السجود سيكون بعد الفراغ من الآية، والوجه فيه: لعدم تحقق الموجب للسجود قبل ذلك.

وأمّا على القول والمبنى الثاني بأنّ الموجب للسجدة هو نفس الكلمة فحينئذٍ هل يتعين السجود بمجرد الإنتهاء عنها أو يؤخر إلى ما بعد الفراغ من الآية كما في الأوّل؟

إختلف الأعلام في ذلك وإضطربت كلماتهم وقد وقع الخلط بين هذا المقام وما قبله، والأولى التفكيك بين المقامين والجهتين، فالمعروف والمشهور هو التأخير حتى يتمّ الآية سواء على المبنى الأوّل أو الثاني، ولكن المحقق في المعتبر أشار إلى أنّ موضع السجود في خصوص سورة (حم السجدة) عند قوله تعالى: (واسجدوا لله) ونسب هذا القول إلى الشيخ في الخلاف، إلّا أنّه نفى الشهيد في الذكرى (3: 468) النسبة بأنها غير تامة وأنّ كلام الشيخ ليس صريحاً ولا ظاهراً.

نعم يمكن أن يستدل له بالفوريّة المعتبرة في سجدة التلاوة، إلّا أنه لو تم دليل الفورية لعمّ الآيات الأخرى فلا يختص بهذه الآية، أضف إلى ذلك إلى أنّه لم يتم دليل الفورية لعدم اقتضاء الأمر للفور أو التراخي إنّما يدل على مجرد الطلب وإنّما يعلم الفورية والترخي بالقرائن القائمة أو الحالية.



tgoop.com/alawy_doros/812
Create:
Last Update:

خارج #الفقه_113

2 #ذي_القعدة #عام_1442


يقع الكلام عطفاً على ما سبق: في آيات العزائم ووجوب سجدة التلاوة عند قرائتها أو إستماعها، والكلام في الموجوب للسجود والموضوع لحكم وجوب السجدة فهل عند تتلى الآية بتمامها فلا وجوب ما لم يفرغ عنها، أو أنّ الموجب وموضوع الحكم هو نفس الكلمة المتضمنة للسجدة فلا عبرة بما قبلها لا ما بعدها؟

إختلف الاعلام في ذلك فذهب المشهور إلى الأوّل وحكى عليه الإجماع والإتفاق إلّا أنّه يظهر من المحقق في (المعتبر: 2: 273) القول بالثاني ونسب ذلك إلى الشيخ ومال إليه صاحب الحدائق: (8: 334).

ويستدل للقول الثاني بوجهين كما أشار إليه بعض الأعلام المعاصرين:

الأوّل: أنّ سبب السجدة ووجوبها هو الأمر المتعلق بها في الآية، فعندما ينتهي إلى هذه اللفظة بأي مشتق منها فإنّه يتحقق المقتضي والموجب للوجب فيجب السجدة فوراً، فلا إعتداد بغيرها حينئذٍ.

وأورد عليه: بسقوط هذا الوجه فإنّه من الضرورة أنّ الموجب والمقتضي للسجدة إنّما هو التلاوة الخارجية أو السماع كما هو ظاهر النصوص الواردة في الباب وليس الموجب نفس الأمر، وإلّا وجب السجود دائماً سواء قرأت الآية أم لم تقرء كما هو الحال في سائر الأحكام الشرعية التي تضمنها القرآن الكريم من الصلاة والزكاة ونحوهما فإنّه وجوبهما غير منوط بالقراءة وهذا واضح الفساد، فليس الموجب للسجدة هي اللّفظة الدّالة على السجود.

الثاني: ما أشار إليه في الحدائق من أنّ مقتضى ظواهر الأخبار من حيث تعليق السجود في جملة منها على قراءة السجدة أو سماعها أو إستماعها أوّلاً، وثانياً: المتبادر من السجدة إنّما هو لفظ السجدة، لأنّ الحمل على تمام الآية يحتاج إلى التقدير والأصل العقلاني عند الشك في التقدير أصالة العدم، فمقتضى الجمود على ظواهر النصوص يقتضي ذلك ولكن إتفاق الأصحاب على خلافه يمنع عن الإلتزام به وأورد عليه: إنّه لا يمكن القول بذلك بأنّ الوارد من لفظة السجدة في النصوص تحمل على اللفظ نفسه ويكون من باب إستعمال اللفظ في اللفظ أي إطلاق اللفظ وإرادة نفس اللّفظ ولكن بإعتبار ما يترتب عليه من حكم شرعي، وإنّما لا يحمل لعدم ورود هذه اللفظة (السجدة ) بمادتها وهيئتها في شيء من آيات العزائم، وإنّما الوجود فيها سائر الثقات الأخرى.

وعليه لابدّ من إرتكاب التقدير بما من يقدر في التام بمضاف، ويدور المقدار بين أن يكون المراد: (آية السجدة) أو (سورة السجدة) لصحة كلا الإطلاقين، إلّا أنّه نرفع اليد عن الثاني فإنّه مقطوع العدم لقيام الإجماع بل الضرورة على عدم مدخلية السورة في وجوب السجدة أوّلاً، وعدم الإمتداد بسائر الآيات ثانية، مضافاً إلى دلالة النصوص على أنّ المراد من السفرية هي الآية ننسها وليس السورة ثالثاً، كما يدل عليه موثقة عمار قال: عليه السلام: (إذا بلغ موضع السجدة فلا يقرأها) (الوسائل: باب 4 من أبواب القراءة في الصلاة الحديث: 3).

فعليه: يتعيّن التقدير الأوّل أي (آية السجدة) ويظهر أنّ الموجب للسجود إنّما هو نفس الآية بتمامها، فلا عبرة ببعضها السابقة واللاحقة حتى النقطة المتضمنة للسجدة.

هذا بحسب ظاهر الدليل، وإن سلّمنا لمن باب التنزيل ورعايةً للخصم عدم وجود دليل على ذلك فيكون المقام من الشك في التكليف والأصل الجاري أصالة البراءة كما عند الأصوليين والاخباريين.

والمقام الآخر في البحث: إنّه إذ قلنا كما قال المشهور أنّ سبب الوجوب هو تمام الآية، فإنّه لا إشكال أن محل السجود سيكون بعد الفراغ من الآية، والوجه فيه: لعدم تحقق الموجب للسجود قبل ذلك.

وأمّا على القول والمبنى الثاني بأنّ الموجب للسجدة هو نفس الكلمة فحينئذٍ هل يتعين السجود بمجرد الإنتهاء عنها أو يؤخر إلى ما بعد الفراغ من الآية كما في الأوّل؟

إختلف الأعلام في ذلك وإضطربت كلماتهم وقد وقع الخلط بين هذا المقام وما قبله، والأولى التفكيك بين المقامين والجهتين، فالمعروف والمشهور هو التأخير حتى يتمّ الآية سواء على المبنى الأوّل أو الثاني، ولكن المحقق في المعتبر أشار إلى أنّ موضع السجود في خصوص سورة (حم السجدة) عند قوله تعالى: (واسجدوا لله) ونسب هذا القول إلى الشيخ في الخلاف، إلّا أنّه نفى الشهيد في الذكرى (3: 468) النسبة بأنها غير تامة وأنّ كلام الشيخ ليس صريحاً ولا ظاهراً.

نعم يمكن أن يستدل له بالفوريّة المعتبرة في سجدة التلاوة، إلّا أنه لو تم دليل الفورية لعمّ الآيات الأخرى فلا يختص بهذه الآية، أضف إلى ذلك إلى أنّه لم يتم دليل الفورية لعدم اقتضاء الأمر للفور أو التراخي إنّما يدل على مجرد الطلب وإنّما يعلم الفورية والترخي بالقرائن القائمة أو الحالية.

BY [ دروس السيد العلوي ]


Share with your friend now:
tgoop.com/alawy_doros/812

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

In 2018, Telegram’s audience reached 200 million people, with 500,000 new users joining the messenger every day. It was launched for iOS on 14 August 2013 and Android on 20 October 2013. A Hong Kong protester with a petrol bomb. File photo: Dylan Hollingsworth/HKFP. Today, we will address Telegram channels and how to use them for maximum benefit. Telegram desktop app: In the upper left corner, click the Menu icon (the one with three lines). Select “New Channel” from the drop-down menu. Write your hashtags in the language of your target audience.
from us


Telegram [ دروس السيد العلوي ]
FROM American