واللهِ ما رأيتُ أحدًا أخذ القرآن بِحق، فِي صِباه، عِلمًا وعَملًا، إلا وفتحَ اللهُ له من الهِداية والخَير والبركة، وآتاهُ زيادةً في العِلم والفَهم، وفصاحةً في اللسان، ولِينًا وسلامًا للقلب، ما لم يُفتَح ويُؤتَى لأحد..

وجُملةُ هذا كلّه، إيتاؤه الحكمة "وَمَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أوتِيَ خَيرًا كَثيرًا" !..

#تدبرات_قرآنية

﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا﴾.
[سُورَةُ مَرْيَمَ: ٦١].

من رحمة الله بعباده إخبارهم عن الجنة، ووعده عابديه بها، ليجِدُّوا في العمل لها، وإلا فعبادته حق واجب.

أهلُ الإيمان الراسخ هم مَن يؤمنون بالغيب الذي قامت عليه البراهين، وشتَّان بينهم وبين مَن لا يؤمن إلا بما تراه عيناه.
...

الأذكار والأوراد الشرعية التي نقولها صباحاً ومساءً، هي صلة بيننا وبين الله عز وجل، تجدد الإيمان، وتقوي الصلة به،والتوكل عليه، وتجعلنا في حفظه ورعايته، مع الأجر والمثوبة.
...

كم من قلب منكوس وصاحبه لا يشعر، وقلب مفتون بثناء الناس عليه، ومستدرج بنعم الله عليه؛ كلها عقوبات يظن الجاهل أنها كرامة.

[ #ابن_القيم | الداء والدواء].

"‏لم يثبت في فضل ‎ليلة النصف من ‎شعبان خبر صحيح مرفوع يعمل بمثله حتى في الفضائل بل وردت فيها آثار عن بعض التابعين مقطوعة و أحاديث أصحها موضوع أو ضعيف جداً فلا يشرع إحياء ليلة النصف من شعبان ولا صيام نهارها و لا تخصيصها بعبادة معينة".
...

‏لا يشرع الاحتفال بليلة النصف من شعبان، سواء كان بقيام تلك الليلة بالصلاة أو الذكر أو قراءة القرآن، أو كان بتوزيع الحلوى أو إطعام الطعام ونحو ذلك.

ولا يعرف في صحيح السنة المطهرة مشروعية تخصيص تلك الليلة بعبادة أو عادة. فليلة النصف من شعبان كغيرها من الليالي.

"في كلّ يومٍ تشرق فيه شمسه، وقد أحياكَ الله ، معافًا في بدنك ، عندك قوت يومك ، ولسان يوحد الله، وقلب مَهْموم اعترته الذنوب، وأحاطته، وحاولت تكبيله عن السير في طريق الله فإنه قادرٌ على دفعها بمعونةٍ من اللهِ وحده، والله يهذب بالبلاءِ، ويجلو القلوب لتكون ملكه، ليس فيهَا شريك سواه، مهما أضاع الوجه وتخبّط في عشوائيّة الناس فإنه يعلم أينَ محط الرِفعة وبجنابِ مَن، فاللهمَّ لكَ الحمد على يومٍ نعطى فيه فرصة، تَفتح باب توبتك، وتمد يدًا سّحاءَ الليل والنهار ، فتجد عبادًا على ساق الشوق قائمين."

‏بعد يوم فقط نودع نصف شعبان! الوقت ينفذ، لا وقت للعبارات الرنانة وأن نخبرك بضرورة التجهز لرمضان ولا وقت لمحايلة النفس لتترك الملهيات وتضع القرآن صوب عينيك!

من الآن اجلس مع القرآن فقط، واستعن به على صلاح نفسك وقلبك حتى تتمتع به في رمضان.

صاحبُ الصِّدقِ أنفعُ من التِّرياق النَّافع،
وقرينُ السُّوءِ أضرُّ من السُّمِّ النَّاقع..
...

"‏الماء مع لطافته وصفائه إن قرّّ في موضعٍ أسِن وتغيَّر، وكذلك نفس أحدنا إذا انقطع عنها مددها الإيماني، ولم تترقَّ في معراج كماله؛ خُشي عليها وَهَن معرفتها وضعف عبوديتها؛ فتعاهدوا أرواحكم بتزكيتها وتطهيرها".
...

"على الإنسان أن يُدرك.!

أنّ أوقات الانشغال نعمة، وأنّ التَّعّب المُثمر نعمة، وكلّ دقيقةٍ تقضيها في الاشتغال على نفسك وعقلك وقلبك، هي استثمارٌ مؤجّل لو لَم تَرَ النتائج الآن!

النَّفس تَميل لراحتها، ولاتعلَم أنّها ترتاح بالتَّعَب.

كلّ لحظة قراءةْ استصعَبتَها لكنّك أكمَلتَ الكتاب، كلّ مشروعٍ لم تتركه في المنتصف، كلّ فكرةٍ عزمت على إتمامها، كلّ لحظةٍ استثمرت ما فيها، كلّ برنامجٍ ودورةٍ ومحاضرةٍ ولقاءٍ أخذت منه حدّ الارتواء!

كلّ دفترٍ ملأته، و قلمٍ أنهَيتَه، وكتابٍ قرأته، وحقيبةٍ حملتها، وخطىً سِرتَها، وساعة خَلَوتَ بها، كل هذا يشهد لك، كلّه ذاتَ يومٍ يَرفَعُك."

وكانوا يعرفون أنّ الدّنيا بعذابها ونعيمها لا تساوي جناح بعوضة في جَنب الآخرة، وكانت هذه المعرفة القويّة تهوّن لهم متاعب الدّنيا ومشاقها ومرارتها؛ حتَىٰ لم يكونوا يكترثون لها ويُلقونَ إليها بالًا.
...

"لو أَنصفَ العَبدُ رَبَّه لعَلِمَ أن فَضلَه عليه فيما مَنعَه مِن الدنيا ولَذَّاتِها ونَعيمِها أَعظمُ مِن فَضلِه عليه فيما آتاه مِن ذلك؛ فما مَنعَه إلا ليُعطِيه، ولا ابتَلاهُ إلا ليُعافِيه، ولا امتَحنَه إلا ليُصافِيه، ولا أَخرجَه إلى هذه الدار إلا ليَتأهَّب منها للقُدومِ عليه وليَسلُك الطريقَ المُوصِلَة إليه".

[ #ابن_القيم || الفوائد ].

•••

- وإن ‏تعسير الزواج بكثرة المتطلبات وتخبيب الفتيات وتأخير الشباب للزواج وتحقير شأن ربة البيت خنجر مسموم في قلب المنظومة الأسرية.

به سيقل معدل الزواج ، ومعدل المواليد ، وتنتشر العلاقات غير الشرعية ، ويكثر العجزة ، ويقل الشباب = فيشيخ المجتمع ويتهالك.

ولابد‏ لأهل العلم والخبرة أن يستوعبوا حجم المشكلة نظريًا.

ولكن أكثر الناس لن يستوعبوا الأمر حتى يعاينوا الأضرار بعد عدة سنوات.

فإذا لم تتحرك المجتمعات وتعالج ظاهرة الطلاق والخلع والعزوف الناتجة عن النمط السيء للتربية والزواج فالمرحلة التالية ستكون صعبة ، والفتن ستكون أشد بكثير.

سيكون الثمن غاليًا إذا لم يُتدارك الأمر.

- ‏يمكن للذكر أن يتكاثر - ولو كان على حافة القبر - ، ولكن حلم الأمومة سيتلاشى عند كثير من الفتيات إذا قاربن الأربعين.

لذلك الأجدر بمن يبحث عن مصلحة بناته = أن لا يؤخر زواجهن، وأن لا يكثر من الشروط والمتطلبات.

فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".

قد يقول القائل : كيف تكون معايير الإختيار ؟

نقول - وبالله التوفيق - :

- ‏تحقق مِن صلاح أسرتها ، ومن سلامة دينها وسمعتها وأخلاقها.

ثم تحقق مِن المعايير التي تُناسب نمط حياتك مثل : مستواها الاجتماعي ، التعليمي ، لباسها خارج البيت ، أتعمل أم لا ، أقرارها أكثر أم خروجها...

فإن ناسبتك فأقدِم ، وإلا فابحث عن غيرها حتى لاتضطر إلى محاولة برمجتها وتدخل في وحل الصدامات..

للرجال : قال - صلى الله عليه وسلم -
"فاظفر بذات الدين تربت يداك".

وأما معايير إختيار الزوج الصالح ‏:

قال - صلى الله عليه وسلم - "إذا أتاكم مَن ترضون دينه وخلقه فزوجوه".


لا بأس بالبحث عن مواصفات معينة لإبنتك ولكن - وضع تحت "لكن" ألف خط -
احرص كل الحرص أيها الأب على أن يكون شريك حياة ابنتك صاحب دين ، يخاف الله فيها ويعينها على دنياها وآخرتها.
هذا توجيه نبوي فالزمه لتسعد ابنتك في دنياها وآخرتها..

⚠️
والعجب كل العجب يا إخوة..

مِمَّن يزوج ابنته مَن لا يصلي ولا يخاف ربه من أجل غناه وكثرة ماله في الوقت الذي يرفض الرجل الصالح لعدم غناه.. !

قال صلى الله عليه وسلم " إذا أتاكم مَن ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير "

- رواه الترمذي

‏بادروا بالأعمال، واغتنموا الأعمار؛ وقدموا لأنفسكم من الصالحات ما يكون سبب نجاتكم بين يدي الله؛ فالشمس لا تنتظر أحداً، والزمن يمضي سريعاً، والوقت هو الفرصة الذهبية التي وهبها الله للإنسان، ليعمرها بالخير والصلاح والفلاح.
...

تعوذوا بالله مِن نسيان النِّعم !

قد يقتلك الروتين الهادئ لحياتك ، ويضيق صدرك بتشابه أيامك ، ولو تأمّلت قليلًا لأدركت أن يومك الذي يشبه أمسك في صحتك وقُربِ أهلك وخلوّه مِن فواجع المصائب ، هو يومٌ مُبهج تحملُ ساعاته ألف نعمة وأنت لا تشعر.. !!

"استواء الباطن والظَّاهر، والسَّلامة من التَّلون والنِّفاق: صفةُ صحيح الدِّين، شجاع القلب، وبها يكون سعيدًا مطمئنًا، فتزيَّنوا بها تنعموا".

- صالح #العصيمي .