Telegram Web
دين الإسلام
...المسلمون لله وحده .... 1

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل لو عوجا، الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع، الحمد لله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، الحمد لله الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، الحمد لله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، الحمد لله أرحم الراحمين، الحمد لله ناصر المستضعفين، الحمد لله رب العالمين.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

أما بعد:

فهذه رسالة مختصرة نكتبها على عجالة، نبين فيها حقيقة دين الإسلام، ونبين فيها من هم المسلمون حقا، ونميزهم عن أولئك المجرمين الأفاكين الذين يدعون الإسلام، وينسبون أنفسهم إليه، والإسلام منهم بريء.

نبين في هذه الرسالة أن الإسلام ليس مجرد اسم ليس له معنى، ونبين أن الإسلام يعني الكثير، وليس كل من ادعى أنه مسلم فهو مسلم، بل لا بد أن يأتي بالإسلام كما أنزله الله ويرتضيه.

إن الدين عند الله الإسلام، ولا يقبل الله من أحد دينا غيره، فقال سبحانه {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [آل عمران : 19].

وقال سبحانه {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران : 85].

فالدين الذي يرتضيه سبحانه لعباده هو دين الإسلام، لا يرضى غيره من الأديان، ومن لم يكن على دين الإسلام فهو في الآخرة من الخاسرين، وهو في الآخرة من الخالدين في النار، لا يجدون عنها محصيا.

فكما أنه سبحانه لا يرضى غير دين الإسلام من عباده، كذلك سبحانه لا يرضى أن يكون دين المرء من الإسلام ناقصا، لا يقبل الله سبحانه من عباده أن يأتوا بشيء من الإسلام ويتركوا منه شيئا، لا يقبل الله من عباده أن يؤمنوا ببعض الدين ويتركوا بعضه الآخر، لا يقبل الله سبحانه من عباده أن يؤمنوا ببعض الكتاب ويكفروا ببعض، قال سبحانه {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة : 85].
فالله سبحانه أنزل دينه كاملا تاما لا يعتريه عيب ولا نقص، أنزل من لدن حكيم عليم، قال سبحانه {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة : 3].

فالله سبحانه قد أكمل الدين وأتمه، فليس فيه نقص ولا خلل، ولا يقبل الله من عباده إلا دينا كاملا، لا يقبل الله من عبد أن يأتي ببعض الإسلام ويترك بعضه الآخر، فكان أمر الله بينا واضحا، قال سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (208) فَإِن زَلَلْتُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)} [البقرة : 208-209].

فأمر الله لعباده في غاية الإحكام والوضوح، أن يأتوا بالإسلام كاملا، كما أكمله الله وأتمه، ومن أتى ببعض الإسلام وترك بعضه فلم يأت به كما أمر الله، ومن لم يأت به كما أمر الله، فلن يقبل الله منه، وفي الآخرة هو خاسر نفسه في جهنم، نسأل الله العفو والعافية.

فلذلك أردنا أن نذكر أنفسنا أولا، والناس عموما بما أنزل الله، فلعل قارئا يقرأ فينفعه الله، ونسأل الله أن يسدد قولنا، وأن يجعلنا ممن يأت بالإسلام كما أنزله الله، لا ننقص منه شيئا، ولا نزيد فيه شيئا، ونسأل الله أن يجعلنا من المفلحين الفائزين، الآمنين في الدنيا والآخرة. اللهم آمين.

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال يا محمد ، أخبرني عن الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الإسلام : أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " . قال : صدقت ، قال : فعجبنا له يسأله ويصدقه .
قال : فأخبرني عن الإيمان . قال : " أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره " . قال : صدقت . قال : فأخبرني عن الإحسان ، قال : " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك " . قال : فأخبرني عن الساعة ؟ . قال : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " . قال : فأخبرني عن أمارتها ؟ . قال : " أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " . [ ص: 94 ] ثم انطلق ، فلبثت مليا ، ثم قال لي : " يا عمر ، أتدري من السائل ؟ . قلت : الله ورسوله أعلم . قال : هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " . صحيح مسلم .

في هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة، بأن جبريل عليه السلام أتاهم ليعلمهم دينهم، أتاهم جبريل بأمر الله رب العالمين، ليسأل رسول الله أمام صحابته عن الدين، ليترسخ ذلك في الصحابة والمسلمين من بعدهم.

في هذا الحديث يبين لنا جبريل ورسول الله ما هو الدين الذي يرتضيه الله سبحانه وتعالى، فلا يقبل الله من أحد من عباده دينا ناقصا غير تام.

الخطب عظيم، قدم جبريل عليه السلام بأمر الله، على النبي صلى الله عليه وسلم أمام المسلمين، ليعلمهم الدين الذي يرتضيه الله رب العالمين.

فلا يقبل الله من أحد الإسلام بغير الإيمان، ولا يمكن لهذا أن يكون من الفائزين الناجين من عذاب رب العالمين، قال سبحانه {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} [النساء : 124].

وقال سبحانه {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل : 97].

وقال سبحانه {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا} [الإسراء : 19].

وقال سبحانه {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} [طه : 112].

وقال سبحانه {فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ} [الأنبياء : 94].

وقال سبحانه {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} [غافر : 40].

في آيات واضحات بينات، يبين سبحانه أنه يقبل من عباده الأعمال الصالحة من ذكر أو أنثى، بشرط أن يكونوا مؤمنين، لذلك نجد أنه سبحانه اشترط في آيات عديدة الإيمان فقال " وهو مؤمن " .

فلا إسلام بدون إيمان.

وقال سبحانه {بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة : 112].

وقال سبحانه {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء : 125].

وقال سبحانه {۞ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [لقمان : 22].

في آيات بينات محكمات، يبين سبحانه أنه لا بد لمن أراد أن يستمسك بالإسلام وبلا إله إلا الله أن يكون من المحسنين، وكذلك لا بد من الإحسان حتى يكون من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

فلا إسلام بدون إحسان.

لذلك جاء الحديث واضحا بسؤال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان، ثم يبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه جبريل جاء ليعلم المسلمين ويثبت عندهم دين الله الذي يرتضيه، ليبلغوا من بعدهم دين الله كاملا غير ناقص.

فلا إسلام بغير إيمان وبغير إحسان.

ليس ثمة وجود لمسلم غير مؤمن.

وليس ثمة وجود لمسلم غير محسن.

فالمسلم الحق هو مؤمن وهو محسن.

وإذا حدث ثمة خلل فيها.. في الإسلام أو الإيمان أو الإحسان... فليس لصاحبها من الإسلام نصيب، وليس هو من المقبولين الآمنين الفائزين.
دين الإسلام
...المسلمون لله وحده .... 2

الإسلام

الإسلام: هو العروة الوثقى، وهو دعوة جميع الرسل والأنبياء، وهو الكفر بالطاغوت، واجتناب الطاغوت.

قال سبحانه {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة : 256].

وقال سبحانه {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَن يُضِلُّ ۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ (37)} [النحل : 36-37].

يبين الله سبحانه لعباده دينه، يبين لهم الإسلام، يبين لعباده طريق الرشاد.

ولا يمكن لأحد أن يأتي بالإسلام، حتى يكفر بالطاغوت وحتى يجتنب الطاغوت.

والطاغوت: هو إله باطل يعبد من دون الله، هو إله باطل يصرف الناس له جزءا من العبادة.

فلا يقبل الله من أحد الدين حتى يكفر بهذا الطاغوت وبعبادته، ويكفر بعابديه، ولا يستقيم ذلك إلا بالبغض لهم والعداوة، قال سبحانه {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ُ} [الممتحنة : 4].

فلا يقبل الله الإسلام من أحد وهو يرى إلها باطلا يعبد من دون الله، ثم لا يكفر به.... هذا لا يمكن أن يكون مسلما.

ولا يقبل الله الإسلام من أحد وهو يرى إلها يعبد من دون الله، فيعينه وينصره ويحبه ويتودد إليه .... هذا لا يمكن أن يكون مسلما.

لا يكون العبد مسلما وهو خادم للطاغوت، بل هو عندئذ شر مكانا وأضل عن السبيل، قال سبحانه {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة : 60].

لا يكون العبد مسلما وهو مطيع للطاغوت معين له، وقد أمره الله بالكفر به ومحاربته، قال سبحانه {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء : 76].

لا يكون العبد مسلما وهو يتحاكم إلى غير ما أنزل الله، قال سبحانه {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61)} [النساء : 60-61].

ليس للطاغوت عند المسلمين طاعة، ليس له عند المسلمين إلا السيف والحرب والقتال، ليس له عند المسلمين إلا البغض والعداء.

المسلمون: لا يسمعون للطاغوت ولا يطيعونه.
المسلمون: ما أحله الله لهم أحلوه لأمر الله، لا لأن غير الله أحله وسمح به، وما حرمه الله حرموه لأن الله حرمه، لا لأن غيره حرمه ومنعه، وما أباحه الله أباحوه لأن الله أباحه، لا لأن الطاغوت أباحه وأذن به.

الحياة كلها لا تنبغي أن تكون إلا لله، هذه حياة المسلمين.

وإن من أطاع الطاغوت فقد والاه ودخل في دينه وخرج من دين الله، دخل في الظلمات وخرج من النور، قال سبحانه {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة : 257].

لا إسلام لأحد وهو يرى أن للطاغوت حق السمع والطاعة، ولا إسلام لأحد يرى للطاغوت حق الملك والحكم، ولا إسلام لأحد قد استسلم للطاغوت في أمر من أموره، ومن فعل ذلك فقد آمن بالطاغوت وكفر بالله، قال سبحانه {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} [النساء : 51].
فلا يقبل الله الإسلام من أحد حتى يستسلم لله وحده، وحتى يطيع الله وحده، وحتى يعبد الله وحده، وحتى ينقاد لله وحده، وحتى يتبع الله وحده...

لا يقبل الله من أحد الإسلام حتى يكفر بالطاغوت ويجتنب الطاغوت، فمن حقق ذلك فله البشرى، وإلا فله الخزي والندامة، قال سبحانه {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)} [الزمر : 17-18].



الإيمان

ولا يقبل الله من أحد الدين بغير إيمان، ولا بد أن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

لا بد لمن أراد النجاة أن يؤمن بكل ما أنزله الله، وبكل ما أخبر الله به.

لا بد لمن أراد النجاة أن يؤمن بكل ما جاء في كتاب الله ويعمل وفق أمر الله، وينتهي عما نهى الله عنه.

لا بد لمن أراد النجاة أن يؤمن بكل ما جاء به رسل الله.

ولا بد لمن أراد النجاة أن يؤمن بيوم القيامة، يوم الجزاء والحساب، فيعمل بما يرضي الله وبما أمر الله، حتى ينجو من عذاب الله في ذاك اليوم.

لا بد للمسلم أن يؤمن بأن الله سبحانه هو الإله الحق وحده لا شريك له، وأن ما عبد من دون الله فإله باطل.

لا بد للمسلم أن يؤمن بأن ما أصابه من خير أو شر فهو من عند الله وحده.

لا بد للمؤمن أن يؤمن بأن الله سبحانه له الخلق والأمر، ليس الخلق لأحد غيره، وليس الأمر لأحد غيره.

.........
..........
..........

الإحسان

الإحسان: هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

فلا بد لمن أراد النجاة أن يكون من المحسنين.

لا بد لمن أراد النجاة أن يعبد الله بصدق وإخلاص.

لا بد لمن أراد النجاة أن يعمل بما أمر الله مخلصا بذلك لله وحده.

لا بد لمن أراد النجاة أن ينتهي عما نهاه الله عنه لله وحده.

فالمسلم يعبد الله بصدق وإخلاص، يطيع الله فيما أمر على الوجه الذي أمر به مخلصا بذلك لله، لا يدفعه لطاعة الله إلا حبه لله.

والمسلم ينتهي عما نهاه الله عنه، محبة لله، وخوفا من الله، ولأن الله يراه ويعلم ما يفعل ويعمل، وإن كان الناس لا يعلمون.

فالمسلم هو مؤمن وهو محسن، ولا وجود لمسلم غير مؤمن، أو مسلم غير محسن.

فالمسلم المؤمن المحسن: يستجيب لله وحده، ويعمل بما أمر الله، وينتهي عما نهاه الله عنه.

لذلك فإن معصية الله خطيرة جدا على أصحابها إن لم يتوبوا إلى الله.

فمن عصى الله سبحانه وأصر على معصيته فقد هدم دينه وإيمانه وإحسانه.

لا وجود لمؤمن فاسق، هذا لا وجود له في دين الله، قال سبحانه {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (20)} [السجدة : 18-20].

في دين الله مؤمن محسن، وليس مؤمن فاسق.

فمن فسق ولم يتب فلا إيمان له البتة.

ولا يوجد مسلم عاص مصر على معصيته، هذا لا وجود له في دين الله، قال سبحانه {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ (14)} [النساء : 13-14].

وقال سبحانه {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} [الأحزاب : 36].

وقال سبحانه {إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ ۚ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن : 23].

فلا وجود لمسلم عاص مصر على معصيته.

ولا وجود لمؤمن فاسق.

بل لا يقبل الله إلا مسلما مؤمنا محسنا لله.

قد يعصي المسلم ربه لكنه سرعان ما يتوب لله ويندم على معصيته وينيب لربه.

هذه رسالة مختصرة، وقد بينا أكثر في قضية الكفر بالطاغوت واجتناب الطاغوت، وقد بينا أيضا بشرح موسع في قضية المعاصي وكفر المصر معصية الله.

والحمد لله رب العالمين.
👍2
نعود للنشر بالفقه بعد التوقف ونسأل الله أن يعيننا وأن يسدد قولنا وأن يلهمنا الصواب.
[ اﻟﻤﺰاﺭﻋﺔ ﻭاﻟﻤﻐﺎﺭﺳﺔ]

[ اﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ اﻟﺰﺭﻉ ﻭاﻟﻐﺮﺱ]
اﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ اﻟﺰﺭﻉ ﻭاﻟﻐﺮﺱ ﺣﺴﻦ ﻭﺃﺟﺮ، ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺸﻐﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ اﻟﺠﻬﺎﺩ - ﻭﺳﻮاء ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ اﻟﻌﺮﺏ، ﺃﻭ اﻷﺭﺽ اﻟﺘﻲ ﺃﺳﻠﻢ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺃﻭ ﺃﺭﺽ اﻟﺼﻠﺢ، ﺃﻭ ﺃﺭﺽ اﻟﻌﻨﻮﺓ اﻟﻤﻘﺴﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺃﻭ اﻟﻤﻮﻗﻮﻓﺔ ﺑﻄﻴﺐ اﻷﻧﻔﺲ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.
ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - «ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﻐﺮﺱ ﻏﺮﺳﺎ ﺃﻭ ﻳﺰﺭﻉ ﺯﺭﻋﺎ ﻓﻴﺄﻛﻞ ﻣﻨﻪ ﻃﺎﺋﺮ ﺃﻭ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﺑﻬﻴﻤﺔ ﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﻪ ﺻﺪﻗﺔ» . البخاري.
- ﻓﻌﻢ - ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ - ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺺ.
[ ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﻛﺮاء اﻷﺭﺽ]
ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻛﺮاء اﻷﺭﺽ ﺑﺸﻲء ﺃﺻﻼ ﻻ ﺑﺪﻧﺎﻧﻴﺮ، ﻭﻻ ﺑﺪﺭاﻫﻢ، ﻭﻻ ﺑﻌﺮﺽ، ﻭﻻ ﺑﻄﻌﺎﻡ ﻣﺴﻤﻰ، ﻭﻻ ﺑﺸﻲء ﺃﺻﻼ.
ﻭﻻ ﻳﺤﻞ ﻓﻲ ﺯﺭﻉ اﻷﺭﺽ ﺇﻻ ﺃﺣﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﺟﻪ:
ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺰﺭﻋﻬﺎ اﻟﻤﺮء ﺑﺂﻟﺘﻪ ﻭﺃﻋﻮاﻧﻪ ﻭﺑﺬﺭﻩ ﻭﺣﻴﻮاﻧﻪ.
ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﺢ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﺯﺭﻋﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎ، ﻓﺈﻥ اﺷﺘﺮﻛﺎ ﻓﻲ اﻵﻟﺔ ﻭاﻟﺤﻴﻮاﻥ، ﻭاﻟﺒﺬﺭ، ﻭاﻷﻋﻮاﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﻟﻷﺭﺽ ﻛﺮاء ﻓﺤﺴﻦ.
ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﺃﺭﺿﻪ ﻟﻤﻦ ﻳﺰﺭﻋﻬﺎ ﺑﺒﺬﺭﻩ ﻭﺣﻴﻮاﻧﻪ ﻭﺃﻋﻮاﻧﻪ ﻭﺁﻟﺘﻪ ﺑﺠﺰء ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻷﺭﺽ ﻣﻤﺎ ﻳﺨﺮﺝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺴﻤﻰ، ﺇﻣﺎ ﻧﺼﻒ، ﻭﺇﻣﺎ ﺛﻠﺚ، ﺃﻭ ﺭﺑﻊ، ﺃﻭ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻭ ﺃﻗﻞ، ﻭﻻ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ اﻷﺭﺽ ﺃﻟﺒﺘﺔ ﺷﻲء ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﻳﻜﻮﻥ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻠﺰاﺭﻉ ﻗﻞ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﺃﻭ ﻛﺜﺮ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺼﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻼ ﺷﻲء ﻟﻪ، ﻭﻻ ﺷﻲء ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻬﺬﻩ اﻟﻮﺟﻮﻩ ﺟﺎﺋﺰﺓ، ﻓﻤﻦ ﺃﺑﻰ ﻓﻠﻴﻤﺴﻚ ﺃﺭﺿﻪ.
ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺫﻟﻚ:
ﻋﻦ اﻷﻭﺯاﻋﻲ ﻋﻦ ﻋﻄﺎء ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺃﺭﺽ ﻓﻠﻴﺰﺭﻋﻬﺎ ﺃﻭ ﻟﻴﻤﻨﺤﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺃﺑﻰ ﻓﻠﻴﻤﺴﻚ ﺃﺭﺿﻪ» . البخاري.
وﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ اﻟﺴﺨﺘﻴﺎﻧﻲ ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ - «ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺮﻱ ﻣﺰاﺭﻋﻪ ﻗﺎﻝ: ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺭاﻓﻊ ﺑﻦ ﺧﺪﻳﺞ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻣﻌﻪ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺭاﻓﻊ: ﻧﻬﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻋﻦ ﻛﺮاء اﻷﺭﺽ» . صحيح البخاري.
وﻋﻦ ﺑﻜﻴﺮ ﺑﻦ اﻷﺧﻨﺲ ﻋﻦ ﻋﻄﺎء ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ: «ﻧﻬﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺃﻥ ﻳﺆﺧﺬ ﻟﻷﺭﺽ ﺃﺟﺮ ﺃﻭ ﺣﻆ» . صحيح مسلم.
وﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -: «ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺃﺭﺽ ﻓﻠﻴﺰﺭﻋﻬﺎ ﺃﻭ ﻟﻴﻤﻨﺤﻬﺎ ﺃﺧﺎﻩ، ﻓﺈﻥ ﺃﺑﻰ ﻓﻠﻴﻤﺴﻚ ﺃﺭﺿﻪ» . صحيح مسلم.
وعن أبي ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ «ﻧﻬﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻋﻦ اﻟﻤﺰاﺑﻨﺔ ﻭاﻟﻤﺤﺎﻗﻠﺔ ﻗﺎﻝ: ﻭاﻟﻤﺤﺎﻗﻠﺔ ﻛﺮاء اﻷﺭﺽ» . موطأ مالك.
وعن ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﻳﻘﻮﻝ «ﻧﻬﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻋﻦ ﻛﺮاء اﻷﺭﺽ» . أحمد.
ﻓﻬﺆﻻء ﺷﻴﺨﺎﻥ ﺑﺪﺭﻳﺎﻥ، ﻭﺭاﻓﻊ ﺑﻦ ﺧﺪﻳﺞ، ﻭﺟﺎﺑﺮ، ﻭﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ، ﻭﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻭاﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﺮﻭﻱ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ - ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ - اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﻛﺮاء اﻷﺭﺽ ﺟﻤﻠﺔ، ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺰﺭﻋﻬﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﻏﻴﺮﻩ ﺃﻭ ﻳﻤﺴﻚ ﺃﺭﺿﻪ ﻓﻘﻂ، ﻓﻬﻮ ﻧﻘﻞ ﺗﻮاﺗﺮ ﻣﻮﺟﺐ ﻟﻠﻌﻠﻢ اﻟﻤﺘﻴﻘﻦ.
عن ﻧﺎﻓﻊ ﻣﻮﻟﻰ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺎ ﻧﻜﺮﻱ ﺃﺭﺿﻨﺎ، ﺛﻢ ﺗﺮﻛﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﺣﻴﻦ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺭاﻓﻊ ﺑﻦ ﺧﺪﻳﺞ. صحيح مسلم.
ﻓﺼﺢ اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﻛﺮاء اﻷﺭﺽ ﺟﻤﻠﺔ.
ﺛﻢ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻗﺪ ﺻﺢ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ الحديث ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺃﻧﻪ ﺃﺧﺒﺮﻩ «ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻋﺎﻣﻞ ﺃﻫﻞ ﺧﻴﺒﺮ ﺑﺸﻄﺮ ﻣﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺯﺭﻉ ﺃﻭ ﺛﻤﺮ» . صحيح البخاري.
وﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ: «ﺃﻋﻄﻰ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺧﻴﺒﺮ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻠﻮﻫﺎ ﻭﻳﺰﺭﻋﻮﻫﺎ ﻭﻟﻬﻢ ﺷﻄﺮ ﻣﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ» . صحيح البخاري.
وﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ «ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺃﻧﻪ ﺩﻓﻊ ﺇﻟﻰ ﻳﻬﻮﺩ ﺧﻴﺒﺮ ﻧﺨﻞ ﺧﻴﺒﺮ ﻭﺃﺭﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻤﻠﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﻮاﻟﻬﻢ ﻭﻟﺮﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻧﺼﻒ ﺛﻤﺮﻫﺎ» . صحيح مسلم.
وﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ: «ﻟﻤﺎ ﻇﻬﺮ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺒﺮ ﺃﺭاﺩ ﺇﺧﺮاﺝ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ - ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ - ﺃﻥ ﻳﻘﺮﻫﻢ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻔﻮا ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭﻟﻬﻢ ﻧﺼﻒ اﻟﺜﻤﺮ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -: ﻧﻘﺮﻛﻢ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺷﺌﻨﺎ ﻓﻘﺮﻭا ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﺟﻼﻫﻢ ﻋﻤﺮ» . صحيح مسلم.
ﻓﻔﻲ ﻫﺬا ﺃﻥ ﺁﺧﺮ ﻓﻌﻞ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﺇﻋﻄﺎء اﻷﺭﺽ ﺑﻨﺼﻒ ﻣﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺰﺭﻉ ﻭﻣﻦ اﻟﺜﻤﺮ ﻭﻣﻦ اﻟﺸﺠﺮ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻣﻀﻰ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ، ﻭﻋﻤﺮ ﻭﺟﻤﻴﻊ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ - ﻣﻌﻬﻢ، ﻓﻮﺟﺐ اﺳﺘﺜﻨﺎء اﻷﺭﺽ ﺑﺒﻌﺾ ﻣﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﺎ ﺻﺢ اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﺮﻯ اﻷﺭﺽ ﺃﻭ ﻳﺆﺧﺬ ﻟﻬﺎ ﺃﺟﺮ ﺃﻭ ﺣﻆ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺘﺄﺧﺮ ﻧﺎﺳﺨﺎ ﻟﻠﻨﻬﻲ اﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﻋﻦ ﺇﻋﻄﺎء اﻷﺭﺽ ﺑﺒﻌﺾ ﻣﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ؛ ﻷﻥ اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﺻﺢ، ﻓﻠﻮﻻ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺻﺢ ﻟﻘﻠﻨﺎ: ﻟﻴﺲ ﻧﺴﺨﺎ، ﻟﻜﻨﻪ اﺳﺘﺜﻨﺎء ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ اﻟﻨﻬﻲ، ﻭﻟﻮﻻ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺻﺢ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻤﺎ ﻗﻄﻌﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺦ، ﻟﻜﻦ ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﺁﺧﺮ ﻋﻤﻠﻪ - ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ -.
ﻓﺼﺢ ﺃﻧﻪ ﻧﺴﺦ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺘﻴﻘﻦ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ، ﻭﺑﻘﻲ اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻹﺟﺎﺭﺓ ﺟﻤﻠﺔ ﺑﺤﺴﺒﻪ، ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﺷﻲء ﻳﻨﺴﺨﻪ ﻭﻻ ﻳﺨﺼﺼﻪ ﺃﻟﺒﺘﺔ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻜﺬﺏ اﻟﺒﺤﺖ، ﺃﻭ اﻟﻈﻦ اﻟﺴﺎﻗﻂ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺤﻞ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ.
ﻋﻦ ﺣﺠﺎﺝ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺟﻌﻔﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﻝ: «ﻋﺎﻣﻞ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺃﻫﻞ ﺧﻴﺒﺮ ﺑﺎﻟﺸﻄﺮ ﺛﻢ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ، ﻭﻋﻤﺮ، ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻭﻋﻠﻲ» . ابن أبي شيبة.
وﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﻋﺎﻣﻞ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺇﻥ ﺟﺎء ﻋﻤﺮ ﺑﺎﻟﺒﺬﺭ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻠﻪ اﻟﺸﻄﺮ ﻭﺇﻥ ﺟﺎءﻭا ﺑﺎﻟﺒﺬﺭ ﻓﻠﻬﻢ ﻛﺬا.
وﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ اﻟﺜﻮﺭﻱ ﻋﻦ اﻟﺤﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﺣﺼﻴﺮﺓ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺻﺨﺮ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺻﻠﻴﻊ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﺎﻝ ﻟﻌﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ: ﺃﺧﺬﺕ ﺃﺭﺿﺎ ﺑﺎﻟﻨﺼﻒ ﺃﻛﺮﻱ ﺃﻧﻬﺎﺭﻫﺎ ﻭﺃﺻﻠﺤﻬﺎ ﻭﺃﻋﻤﺮﻫﺎ؟ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ: ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻬﺎ.... ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺯاﻕ: ﻛﺮاء اﻷﻧﻬﺎﺭ ﻫﻮ ﺣﻔﺮﻫﺎ...
ﻭﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ حدثنا ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺯاﺋﺪﺓ، ﻭﺃﺑﻮ اﻷﺣﻮﺹ، ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﻛﻠﻴﺐ ﺑﻦ ﻭاﺋﻞ ﻗﻠﺖ ﻻﺑﻦ ﻋﻤﺮ: ﺭﺟﻞ ﻟﻪ ﺃﺭﺽ، ﻭﻣﺎء، ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺑﺬﺭ، ﻭﻻ ﺑﻘﺮ، ﻓﺄﻋﻄﺎﻧﻲ ﺃﺭﺿﻪ ﺑﺎﻟﻨﺼﻒ، ﻓﺰﺭﻋﺘﻬﺎ ﺑﺒﺬﺭﻱ ﻭﺑﻘﺮﻱ، ﺛﻢ ﻗﺎﺳﻤﺘﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺴﻦ.
وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺃﻧﻪ ﺳﺄﻟﻪ ﻛﻠﻴﺐ ﺑﻦ ﻭاﺋﻞ ﻋﻦ ﻛﺮاء اﻷﺭﺽ ﺑﺎﻟﺪﺭاﻫﻢ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺰﻩ ﻭﻻ ﺃﺟﺎﺯ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﺃﻧﻔﻖ، ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﺑﺎﻟﻨﺼﻒ ﻣﻤﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﻓﻴﻬﺎ، ﻻ ﻳﺠﻌﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﺑﺬﺭا ﻭﻻ ﻋﻤﻼ ﻭﻳﻜﻮﻥ اﻟﻌﻤﻞ ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻭاﻟﺒﺬﺭ، ﻓﺄﺟﺎﺯﻩ - ﻭﻫﺬا ﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﻗﻮﻟﻨﺎ - ﻭﻟﻠﻪ اﻟﺤﻤﺪ.
وﻓﻲ اﺷﺘﺮاﻁ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺧﻴﺒﺮ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻠﻮﻫﺎ ﺑﺄﻣﻮاﻟﻬﻢ: ﺑﻴﺎﻥ ﺃﻥ اﻟﺒﺬﺭ ﻭاﻟﻨﻔﻘﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣﻞ، ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ اﻷﺭﺽ؛ ﻷﻥ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺷﺮﻁ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻃﻞ، ﻓﺈﻥ ﺗﻄﻮﻉ ﺻﺎﺣﺐ اﻷﺭﺽ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﺮﺽ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺒﺬﺭ، ﺃﻭ ﺑﻌﻀﻪ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺒﺘﺎﻉ ﺑﻪ اﻟﺒﻘﺮ، ﺃﻭ اﻵﻟﺔ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺘﺴﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻁ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ ﻓﻬﻮ ﺟﺎﺋﺰ؛ ﻷﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺧﻴﺮ، ﻭاﻟﻘﺮﺽ ﺃﺟﺮ ﻭﺑﺮ - ﻭﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ.
إذا فقد ﺻﺢ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺃﻧﻪ ﻧﻬﻰ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﺆﺧﺬ ﻟﻷﺭﺽ ﺃﺟﺮ ﺃﻭ ﺣﻆ، ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺃﺭﺽ ﻓﻠﻴﺰﺭﻋﻬﺎ ﺃﻭ ﻟﻴﺰﺭﻋﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺃﺑﻰ ﻓﻠﻴﻤﺴﻚ ﺃﺭﺿﻪ» ﻭﻫﺬا ﻧﻬﻲ ﻋﻦ ﺇﻋﻄﺎﺋﻬﺎ ﺑﺠﺰء ﻣﻤﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ، ﻟﻜﻦ ﻓﻌﻠﻪ - ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ - ﻓﻲ ﺧﻴﺒﺮ ﻫﻮ اﻟﻨﺎﺳﺦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﻗﺒﻞ.
[ ﻣﺴﺄﻟﺔ: اﻟﺘﺒﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺰاﺭﻋﺔ]

واﻟﺘﺒﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺰاﺭﻋﺔ ﺑﻴﻦ ﺻﺎﺣﺐ اﻷﺭﺽ ﻭﺑﻴﻦ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻌﺎﻣﻼ ﻋﻠﻴﻪ، ﻷﻧﻪ ﻣﻤﺎ ﺃﺧﺮﺝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻨﻬﺎ.
[ ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﺗﻄﻮﻉ ﺻﺎﺣﺐ اﻷﺭﺽ ﺑﺄﻥ ﻳﺴﻠﻒ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﺬﺭا]

ﻓﺈﻥ ﺗﻄﻮﻉ ﺻﺎﺣﺐ اﻷﺭﺽ ﺑﺄﻥ ﻳﺴﻠﻒ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﺬﺭا ﺃﻭ ﺩﺭاﻫﻢ ﺃﻭ ﻳﻌﻴﻨﻪ ﺑﻐﻴﺮ ﺷﺮﻁ ﺟﺎﺯ؛ ﻷﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺧﻴﺮ ﻭﺗﻌﺎﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﺮ ﻭﺗﻘﻮﻯ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺷﺮﻁ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﻄﻞ اﻟﻌﻘﺪ ﻭﻓﺴﺦ؛ ﻷﻧﻪ ﺷﺮﻁ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻃﻞ، ﻭﻋﻘﺪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﻊ اﻟﺬﻳﻦ ﺩﻓﻊ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺧﻴﺒﺮ ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺭﺩﻧﺎ ﻗﺒﻞ، ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻠﻮﻫﺎ ﺑﺄﻣﻮاﻟﻬﻢ.
[ ﻣﺴﺄﻟﺔ: اﺗﻔﻘﺎ ﺗﻄﻮﻋﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻳﺰﺭﻉ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ]

ﻓﺈﻥ اﺗﻔﻘﺎ ﺗﻄﻮﻋﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻳﺰﺭﻉ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻓﺤﺴﻦ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮا ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺤﺴﻦ، ﻷﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻟﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﻧﻬﻰ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻩ، ﻓﻬﻮ ﻣﺒﺎﺡ، ﻭﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺰﺭﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲء ﻣﺎ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻩ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺇﻥ ﺷﺮﻁ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ، ﻓﻬﻮ ﺷﺮﻁ ﻓﺎﺳﺪ ﻭﻋﻘﺪ ﻓﺎﺳﺪ؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻃﻞ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺻﺎﺣﺐ اﻷﺭﺽ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺰﺭﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻀﺮ ﺑﺄﺭﺿﻪ ﺃﻭ ﺷﺠﺮﻩ - ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺠﺮ - ﻓﻬﺬا ﻭاﺟﺐ ﻭﻻ ﺑﺪ، ﻷﻥ ﺧﻼﻓﻪ ﻓﺴﺎﺩ ﻭﺇﻫﻼﻙ ﻟﻠﺤﺮﺙ.

ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺤﺐ اﻟﻤﻔﺴﺪﻳﻦ}

[ اﻟﻘﺼﺺ: 77]
.
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﻳﻬﻠﻚ اﻟﺤﺮﺙ ﻭاﻟﻨﺴﻞ ﻭاﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺤﺐ اﻟﻔﺴﺎﺩ}

[ اﻟﺒﻘﺮﺓ: 205]
.
ﻓﺈﻫﻼﻙ اﻟﺤﺮﺙ ﺑﻐﻴﺮ اﻟﺤﻖ ﻻ ﻳﺤﻞ - ﻭﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﺘﺄﻳﺪ، ﻓﻬﺬا ﺷﺮﻁ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻬﻮ ﺻﺤﻴﺢ ﻻﺯﻡ.
[ ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﻋﻘﺪ اﻟﻤﺰاﺭﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻞ ﻣﺴﻤﻰ]

وﻻ ﻳﺤﻞ ﻋﻘﺪ اﻟﻤﺰاﺭﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻞ ﻣﺴﻤﻰ، ﻟﻜﻦ ﻫﻜﺬا ﻣﻄﻠﻘﺎ، ﻷﻥ ﻫﻜﺬا ﻋﻘﺪﻩ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻣﻀﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ -.
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﺧﺮﺟﻬﻢ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺇﺫ ﺷﺎء ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺧﻼﻓﺘﻪ، ﻓﻜﺎﻥ اﺷﺘﺮاﻁ ﻣﺪﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺷﺮﻃﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻃﻞ - ﻭﺧﻼﻑ ﻟﻌﻤﻠﻪ - ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ -، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ - ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ -: «ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻼ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻓﻬﻮ ﺭﺩ» ؛ والله أعلم .
[ ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﺃﻗﺮ ﻭاﺭﺙ ﺻﺎﺣﺐ اﻷﺭﺽ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻭﺭﺿﻲ اﻟﻌﺎﻣﻞ]

ﻭﺃﻳﻬﻤﺎ ﺷﺎء ﺗﺮﻙ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ، ﻭﺃﻳﻬﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﺑﻄﻠﺖ اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ؛ ﻷﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ: {ﻭﻻ ﺗﻜﺴﺐ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﺇﻻ ﻋﻠﻴﻬﺎ}

[ اﻷﻧﻌﺎﻡ: 164].

ﻓﺈﻥ ﺃﻗﺮ ﻭاﺭﺙ ﺻﺎﺣﺐ اﻷﺭﺽ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻭﺭﺿﻲ اﻟﻌﺎﻣﻞ، ﻓﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺮاﺿﻴﺎ ﻋﻠﻴﻪ - ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﻥ ﺃﻗﺮ ﺻﺎﺣﺐ اﻷﺭﺽ ﻭﺭﺛﺔ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﺮﺿﺎﻫﻢ ﻓﺬﻟﻚ ﺟﺎﺋﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺮ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ - ﺑﻼ ﺧﻼﻑ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ - والله أعلم.
[ ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﺃﺭاﺩ ﺻﺎﺣﺐ اﻷﺭﺽ ﺇﺧﺮاﺝ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺯﺭﻉ]

وﺇﺫا ﺃﺭاﺩ ﺻﺎﺣﺐ اﻷﺭﺽ ﺇﺧﺮاﺝ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺯﺭﻉ ﺃﻭ ﺃﺭاﺩ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺨﺮﻭﺝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺯﺭﻉ ﺑﻤﻮﺕ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ ﻓﺬﻟﻚ ﺟﺎﺋﺰ، ﻭﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺰﺭﻉ ﻛﻠﻪ ﻭﻻ ﺑﺪ، ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺭﺛﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﺒﻠﻎ اﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ.

ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺗﻌﺎﻗﺪا اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻓﻬﻮ ﻻﺯﻡ ﻷﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﺑﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻬﻮ ﺻﺤﻴﺢ ﻻﺯﻡ، ﻭﻋﻘﺪ ﻳﻠﺰﻡ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﻪ.
ﻭﻣﺎ ﻋﺪاﻩ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﻟﻠﻤﺎﻝ، ﻭﺇﻓﺴﺎﺩ ﻟﻠﺤﺮﺙ، ﻭﻗﺪ ﺻﺢ اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ.
[ ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﺃﺭاﺩ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺗﺮﻙ اﻟﻌﻤﻞ ﻭﻗﺪ ﺣﺮﺙ ﻭﻗﻠﺐ ﻭﺯﺑﻞ ﻭﻟﻢ ﻳﺰﺭﻉ]

ﻓﺈﻥ ﺃﺭاﺩ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺗﺮﻙ اﻟﻌﻤﻞ ﻭﻗﺪ ﺣﺮﺙ، ﻭﻗﻠﺐ، ﻭﺯﺑﻞ، ﻭﻟﻢ ﻳﺰﺭﻉ ﻓﺬﻟﻚ ﺟﺎﺋﺰ، ﻭﻳﻜﻠﻒ ﺻﺎﺣﺐ اﻷﺭﺽ ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ ﺃﺟﺮ ﻣﺜﻠﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻤﻞ، ﻭﻗﻴﻤﺔ ﺯﺑﻠﻪ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻟﻪ ﺯﺑﻼ ﻣﺜﻠﻪ، ﺇﻥ ﺃﺭاﺩ ﺻﺎﺣﺐ اﻷﺭﺽ ﺇﺧﺮاﺟﻪ، ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﺘﻢ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ اﻟﻤﺰاﺭﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﻠﻐﻰ ﺑﺘﻤﺎﻣﻬﺎ. والله أعلم.
[ ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﻣﻦ ﺃﺻﺎﺏ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ اﻷﺭﺽ ﻭاﻟﻌﺎﻣﻞ ﻣﺎ ﺗﺠﺐ ﻓﻴﻪ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻓﻌﻠﻴﻪ اﻟﺰﻛﺎﺓ]

ﻭﻣﻦ ﺃﺻﺎﺏ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﺗﺠﺐ ﻓﻴﻪ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻓﻌﻠﻴﻪ اﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﻣﻦ ﻗﺼﺮ ﻧﺼﻴﺒﻪ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻓﻼ ﺯﻛﺎﺓ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻭﻻ ﻳﺤﻞ اﺷﺘﺮاﻁ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ، ﻟﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﻻ ﺗﻜﺴﺐ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﺇﻻ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺰﺭ ﻭاﺯﺭﺓ ﻭﺯﺭ ﺃﺧﺮﻯ} [ اﻷﻧﻌﺎﻡ: 164]
ﻭﻟﻜﻞ ﺃﺣﺪ ﺣﻜﻤﻪ.

ﻭاﺷﺘﺮاﻁ ﺇﺳﻘﺎﻁ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﺷﺮﻁ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻼ ﻳﺤﻞ ﺃﺻﻼ.
....
....
Channel name was changed to «الفقه بالأدلة " [المعاملة في الثمار] "»
2025/07/13 02:01:47
Back to Top
HTML Embed Code: