ALHIKMA_SALAFIA Telegram 17702
(اللهم اهدنا فيمن هديت) يجهر بها ويقول المأمومون كلهم " آمين ".

ومن الممتنع أن يفعل ذلك ولا ينقله عنه صغير ولا كبير ولا رجل ولا امرأة ألبتة وهو مواظب عليه هذه المواظبة لا يخل به يومًا واحدًا، وتركه الاغتسال للمبيت بمزدلفة ولرمي الجمار ولطواف الزيارة ولصلاة الاستسقاء والكسوف، ومن ها هنا يعلم أن القول باستحباب ذلك خلاف السنة؛ فإن تركه ﷺ سنة كما أن فعله سنة، فإذا استحببنا فعل ما تركه كان نظير استحبابنا ترك ما فعله، ولا فرق.

فإن قيل: من أين لكم أنه لم يفعله، وعدم النقل لا يستلزم نقل العدم؟ فهذا سؤال بعيد جدًا عن معرفة هديه وسنته، وما كان عليه، ولو صح هذا السؤال وقبل لاستحب لنا مستحب الأذان للتراويح، وقال: من أين لكم أنه لم ينقل؟ واستحب لنا مستحب آخر الغسل لكل صلاة، وقال: من أين لكم أنه لم ينقل؟ واستحب لنا مستحب آخر النداء بعد الأذان للصلاة يرحمكم الله، ورفع بها صوته، وقال: من أين لكم أنه لم ينقل؟ واستحب لنا آخر لبس السواد والطرحة للخطيب، وخروجه بالشاويش يصيح بين يديه ورفع المؤذنين أصواتهم كلما ذكر اسم الله واسم رسوله جماعة وفرادى، وقال: من أين لكم أن هذا لم ينقل؟ واستحب لنا آخر صلاة ليلة النصف من شعبان أو ليلة أول جمعة من رجب، وقال: من أين لكم أن إحيائها لم ينقل؟ وانفتح باب البدعة، وقال كل من دعا إلى بدعة: من أين لكم أن هذا لم ينقل؟ ومن هذا ترى أخذ الزكاة من الخضراوات والمباطخ وهم يزرعونها بجواره بالمدينة كل سنة؛ فلا يطالبهم بزكاة، ولا هم يؤدونها إليه) انتهى. [إعلام الموقعين 2]

واهل السنة والجماعة يسيرون في هذا الأمر وهو الاقتداء بأفعال الرسول ﷺ وبتروكه على مقدمات وأصول منضبطة مستنبطة من كتاب الله ومن سنة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ومن هذه المقدمات ما جاء في "معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة" للجيزاني: 133 قال:
المقدمة الأولى: كمال هذه الشريعة واستغناؤها التام عن زيادات المبتدعين واستدراكات المستدركين، فقد أتم الله هذا الدين فلا ينقصه أبدًا، ورضيه فلا يسخطه أبدًا.
ومن الأدلة على هذه المقدمة قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا﴾ [المائدة: 3].
وقوله ﷺ «وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء، ليلها ونهارها سواء».

المقدمة الثانية: بيانه ﷺ لهذا الدين وقيامه بواجب التبليغ خير قيام، فلم يترك أمرًا من أمور هذا الدين صغيرًا كان أو كبيرًا إلا وبلغه لأمته.
ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ [المائدة: 67]، وقد امتثل ﷺ لهذا الأمر وقام به أتم القيام.
وقد شهدت له أمته بإبلاغ الرسالة وأداء الأمانة واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل، في خطبته يوم حجة الوداع.

المقدمة الثالثة: حفظ الله لهذا الدين وصيانته من الضياع، فهيأ الله له من الأٍسباب والعوامل التي يسرت نقله وبقاءه حتى يومنا هذا وإلى الأبد إن شاء الله، ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، والواقع المشاهد يصدق ذلك فإن الله قد حفظ كتابه وسنة نبيه ﷺ، ووفق علماء المسلمين إلى قواعد مصطلح الحديث، وأصول الفقه، وقواعد اللغة العربية.
[محمد حسين الجيزاني، معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة، صفحة: ١٣٣].

فكيف يحتج على إقامة المولد بأن النبي ﷺ تركه؟ وهل هذا إلا من الإستدلال المعوج الذي خالطه الهوى.

فإن المقتضى كان قائمًا وهو زيادة التعبد له وإظهار حب الرسول وهم كانوا حريصين كل الحرص على ذلك.
والمانع معدومًا فلا يوجد ما يمنعهم من إقامة المولد اللهم إلا علمهم بعدم مشروعيته.

أضف إلى ذلك إجماع السلف على ترك إقامة المولد وتركهم حجة لأنهم أعلم منا بمراد الشارع و أحرص منا على العمل به.

وأخيرا نقول إن النبي ﷺ أبطل كل الأعياد إلا عيدي الاضحى والفطر في كل سنة والجمعة في كل اسبوع.

فقد أخرج أبو داود والنسائي عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال للأنصار حين مقدمه المدينة ووجدهم يلعبون في يومين قد اتخذوهما عيدين فقال: «كان لكم يومانِ تلعبونَ فيهما، وقدْ أبدَلَكم اللهُ بهما خيرًا منهما: يومَ الفطرِ، ويومَ الأضحى».

فلم تبق أي شبهة لمن كان يطلب الحق في عمل المولد، وعليه أن يتوب إلى الله ويدع ما أحدثه المحدثون، فدين الله وحي والعبادات توقيفية ليست عقلية ولا تكون بالرأي وهذا الحق واضح أبلج رزقنا الله اتباعه والثبات عليه حتى نلقاه.

كتبه الشيخ:
أبو حسام محمود اليوسف الزوبعي
2 ربيع الأول 1444ه‍



tgoop.com/alhikma_salafia/17702
Create:
Last Update:

(اللهم اهدنا فيمن هديت) يجهر بها ويقول المأمومون كلهم " آمين ".

ومن الممتنع أن يفعل ذلك ولا ينقله عنه صغير ولا كبير ولا رجل ولا امرأة ألبتة وهو مواظب عليه هذه المواظبة لا يخل به يومًا واحدًا، وتركه الاغتسال للمبيت بمزدلفة ولرمي الجمار ولطواف الزيارة ولصلاة الاستسقاء والكسوف، ومن ها هنا يعلم أن القول باستحباب ذلك خلاف السنة؛ فإن تركه ﷺ سنة كما أن فعله سنة، فإذا استحببنا فعل ما تركه كان نظير استحبابنا ترك ما فعله، ولا فرق.

فإن قيل: من أين لكم أنه لم يفعله، وعدم النقل لا يستلزم نقل العدم؟ فهذا سؤال بعيد جدًا عن معرفة هديه وسنته، وما كان عليه، ولو صح هذا السؤال وقبل لاستحب لنا مستحب الأذان للتراويح، وقال: من أين لكم أنه لم ينقل؟ واستحب لنا مستحب آخر الغسل لكل صلاة، وقال: من أين لكم أنه لم ينقل؟ واستحب لنا مستحب آخر النداء بعد الأذان للصلاة يرحمكم الله، ورفع بها صوته، وقال: من أين لكم أنه لم ينقل؟ واستحب لنا آخر لبس السواد والطرحة للخطيب، وخروجه بالشاويش يصيح بين يديه ورفع المؤذنين أصواتهم كلما ذكر اسم الله واسم رسوله جماعة وفرادى، وقال: من أين لكم أن هذا لم ينقل؟ واستحب لنا آخر صلاة ليلة النصف من شعبان أو ليلة أول جمعة من رجب، وقال: من أين لكم أن إحيائها لم ينقل؟ وانفتح باب البدعة، وقال كل من دعا إلى بدعة: من أين لكم أن هذا لم ينقل؟ ومن هذا ترى أخذ الزكاة من الخضراوات والمباطخ وهم يزرعونها بجواره بالمدينة كل سنة؛ فلا يطالبهم بزكاة، ولا هم يؤدونها إليه) انتهى. [إعلام الموقعين 2]

واهل السنة والجماعة يسيرون في هذا الأمر وهو الاقتداء بأفعال الرسول ﷺ وبتروكه على مقدمات وأصول منضبطة مستنبطة من كتاب الله ومن سنة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ومن هذه المقدمات ما جاء في "معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة" للجيزاني: 133 قال:
المقدمة الأولى: كمال هذه الشريعة واستغناؤها التام عن زيادات المبتدعين واستدراكات المستدركين، فقد أتم الله هذا الدين فلا ينقصه أبدًا، ورضيه فلا يسخطه أبدًا.
ومن الأدلة على هذه المقدمة قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا﴾ [المائدة: 3].
وقوله ﷺ «وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء، ليلها ونهارها سواء».

المقدمة الثانية: بيانه ﷺ لهذا الدين وقيامه بواجب التبليغ خير قيام، فلم يترك أمرًا من أمور هذا الدين صغيرًا كان أو كبيرًا إلا وبلغه لأمته.
ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ [المائدة: 67]، وقد امتثل ﷺ لهذا الأمر وقام به أتم القيام.
وقد شهدت له أمته بإبلاغ الرسالة وأداء الأمانة واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل، في خطبته يوم حجة الوداع.

المقدمة الثالثة: حفظ الله لهذا الدين وصيانته من الضياع، فهيأ الله له من الأٍسباب والعوامل التي يسرت نقله وبقاءه حتى يومنا هذا وإلى الأبد إن شاء الله، ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، والواقع المشاهد يصدق ذلك فإن الله قد حفظ كتابه وسنة نبيه ﷺ، ووفق علماء المسلمين إلى قواعد مصطلح الحديث، وأصول الفقه، وقواعد اللغة العربية.
[محمد حسين الجيزاني، معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة، صفحة: ١٣٣].

فكيف يحتج على إقامة المولد بأن النبي ﷺ تركه؟ وهل هذا إلا من الإستدلال المعوج الذي خالطه الهوى.

فإن المقتضى كان قائمًا وهو زيادة التعبد له وإظهار حب الرسول وهم كانوا حريصين كل الحرص على ذلك.
والمانع معدومًا فلا يوجد ما يمنعهم من إقامة المولد اللهم إلا علمهم بعدم مشروعيته.

أضف إلى ذلك إجماع السلف على ترك إقامة المولد وتركهم حجة لأنهم أعلم منا بمراد الشارع و أحرص منا على العمل به.

وأخيرا نقول إن النبي ﷺ أبطل كل الأعياد إلا عيدي الاضحى والفطر في كل سنة والجمعة في كل اسبوع.

فقد أخرج أبو داود والنسائي عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال للأنصار حين مقدمه المدينة ووجدهم يلعبون في يومين قد اتخذوهما عيدين فقال: «كان لكم يومانِ تلعبونَ فيهما، وقدْ أبدَلَكم اللهُ بهما خيرًا منهما: يومَ الفطرِ، ويومَ الأضحى».

فلم تبق أي شبهة لمن كان يطلب الحق في عمل المولد، وعليه أن يتوب إلى الله ويدع ما أحدثه المحدثون، فدين الله وحي والعبادات توقيفية ليست عقلية ولا تكون بالرأي وهذا الحق واضح أبلج رزقنا الله اتباعه والثبات عليه حتى نلقاه.

كتبه الشيخ:
أبو حسام محمود اليوسف الزوبعي
2 ربيع الأول 1444ه‍

BY الحكمة السلفية


Share with your friend now:
tgoop.com/alhikma_salafia/17702

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Today, we will address Telegram channels and how to use them for maximum benefit. Step-by-step tutorial on desktop: ‘Ban’ on Telegram Concise Members can post their voice notes of themselves screaming. Interestingly, the group doesn’t allow to post anything else which might lead to an instant ban. As of now, there are more than 330 members in the group.
from us


Telegram الحكمة السلفية
FROM American