Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
4421 - Telegram Web
Telegram Web
ثلاث حالات. عدسة الحبيب د.كاظم علي.
"تجارب المتقدّمين، مرايا المتأخّرين، كما يبصر فيها ما كان، يتبصّر بها فيما سيكون".

"الإمتاع والمؤانسة" - التوحيدي
بحضورٍ ثقافيّ نوعيّ، وقّعتُ كتابي الأخير "في طمس الطرس وحكّ صدأ النفس"، في غاليري حامد سعيد - البصرة.
قدّمني فيها الأستاذ طالب عبد العزيز، الشاعر الكبير، وأضاء أمسيتي خيرة المثقفين العراقيين، كعادة البصرة بكرمها العظيم وحفاوتها.
عدسة: علي العذاري.
ما كتبه الأستاذ متفضّلاً على تلميذه، الشاعر طالب عبد العزيز..
" في طَمْسِ الطِّرسِ وحكِّ صدأِ النَّفسْ"
كان الشاعر علي وجيه قد إتصل بي في وقت متأخر من مساء أمس، قبل بلوغه البصرة بساعتين أو ثلاث، مستعلماً مني ما إذا كانت بي رغبةٌ في تقديمه، هو الحبيبُ والخدنُ والصديقُ وبالتهذيب الذي نعرفه عنه، وإذعاناً لما بيننا من الودِّ والوفاء واقتفاء أثر الجمال شقَّ علي التقاعسُ والاعتذار، وهكذا تجلببتُ اليه بجلباب المحبة والتقدير، وآثرتُ أنْ أكتب الورقة القصيرة هذه، زاهداً بالتقديم الشفاهي، الذي كثيرا ما تلفظه الذاكرة، ويذهب في النسيان.
قد يأخذُ غيرُ واحد على عليٍّ بأنّه "يقسِّمُ جسمَه في جسومٍ كثيرة" بحسب عروة بن الورد، ذلك لأنه أتي الشعرَ وأصدر فيه سبعة كتب هي( سرطان، بأجزائه الثلاثة) و(منفائيل) و(أصابعي تتكلم جسمك يستمع) و(دفتر المغضوب عليهم والضالين) و(الصوائت والصوامت والخوافت) و(كتاب الكتابين) و(يسحل حياته على الطريق السريع)، ويشترك مع أصدقاء فيصدر له الكتاب والكتابين والثلاثة، ويعمل في الصحافة والإعلام والى اليوم، فتولى رئاسة تحرير وكالة بغداد اليوم الإخبارية بين العامين 2020 -2021 وعمل مديرَ تحرير تنفيذي في الوكالة ذاتها بين عامي 2017 – 2020 ومحررا ثقافيا في جريدة العالم، وقناة NRT ومحررا للقسم السياسي في جريدة المدى وقناة الاتجاه، ومسؤولا عن البرامج الثقافية في القناة ذاتها، ومقدما للبرامج في قناة آسيا، وقدم برنامج "ذاكرة معاصرة" على قناة السومرية، وصالون علي وجيه على قناة آسيا، ثم يعد كتباً في الشعر والسيرة ليس أولها كتاب (استيقظ يا يوسف) ولا آخرها كتاب (واتساب عراقي) الذي اشتركت معه حوراء النداوي، وأسهم في صناعة أكثر من كتاب خاص في التشكيل العراقي.
هل أخطأ عليٌّ في اختياره بأن يكون ذلك كله، وهل أتاح عمره الفيزياوي له انتاج الكتب والاعمال الصحفية والتلفزيزنية كلها هذه، فضلاً عن حضوره اللافت في وسائط التواصل الاجتماعي بوصفه واحداً من أشهر المدونيين في العراق؟ شخصياً أقول: قد يؤتى المرءُ حظّاً من ذلك وأكثر، وحين نقرأ في كتب سير الكتاب والشعراء والفنانين العالميين سنجد من هم على هيئته وأزيد، كما أنني أقول بأنَّ الشاعر الممتلك لناصية لغته، والمحصِّن نفسه بالقراءات المتعددة والمتنوعة، والمؤتى نصيباً في الحفظ، وقوة الذاكرة، وسرعة البديهة، سيكون قادراً على الإتيان بالكثير الجميل، والمختلف الأجمل، وأشهدُ معرفتي بأنَّه كان واحداً من هؤلاء الشعراء الكتبةِ الحافظين.
هل قلتُ شيئاً لا يعرفه أحدٌ عنه؟ لا، بكل تأكيد! وما أنا هنا بمعرِّف به، ولا مقدِّم له، ولم تكن زيارتُه للمدينة التي يحبُّ بمفاجئةٍ لنا، فهو المتغزلُ بها في أكثر من قول شعري، وعمل فني، كما وله في كل بيت من بيوت أصدقائه نصيبٌ من الود والمحبة، لكنَّ الأولين درجوا على هذا النهج في الاحتفاء، وتقديم المحتفى بهم، وها نحن على هداهم سائرون وبهم مقتدون، ولعمري لقد جاؤوا بالحسن الجميل، والبديع والاصيل، فكان شرعةً ومنهاجاً. اللهم إجعلنا من الذين يستمعون الشعر، فيقتفون أثره، ويتبعون أحسنه، ويذهبون بقلوبهم الى مواطن العذوبة والجمال فيه، ويهتدون بقناديل الكلم الطيب الى حدائق الصفاء والنور، إنك على قلوبنا وقلوبهم أمينٌ قمين.
بدا لي أنَّ علياً الشاعر وقع في سنيّه التالية أسير حبائل لوحات وكتب شاكر حسن آل سعيد، بطرسها المكتوب، ولونها المسطور، وبما عرف عن آل سعيد من تجلٍّ صوفيٍّ، وعنايةٍ انتهت به كواحدٍ من السحرة المهرة الكبار، الذين جعلوا فضاء الحرف في أعمالهم معادلاً موضوعياً للون. يقول سهيل سامي نادر بان شاكر حسن كان "يدفع الوصف اللغوي الى الاقتراب من مجريات سطح اللوحة حد التطابق" وفي مقام آخر يلمّح سهيل الى أنه "عالج حياته في فنه وصارع تعديات السلطة" هل أقول بـأنَّ علياً حاول الخروج من دائرة الشعر لكي يستريح الى دوائر التشكيل، وهو المعروف بيننا بوصفه مقتن لوحات كبير، قبل أن يكون مطلسماً ومزخرفاً ومطرِّساً ومنتجاً لأعمال فنية عرّف بها فنانون معروفون في بغداد والبصرة؟
هل كانت غواية اللون والحرف أعتى من غواية الشعر فيه؟ لا أعلم، لكنني، وعلى وفق ما شاهدت وقرأتُ أقول بأنَّ الشاعرَ الشاعرَ قادرٌ بعدته وأخيلته على أخذنا الى حيث يريد، آيتي في ذلك قول ابن زريق: ( كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ) . لدى الشاعر إحساسٌ فطريٌّ يستعمله أحياناً وبظنّه أنَّه يعمل على إعادة توازن الكون، ويعمل على استرداد ما فقده الانسان في رحلته الداخلية، مخلصاً الى ما انطوت عليه ذاتُه شعراً وألواناً وطروسا، ولا جناح إن قلتُ: ونساءً وهرطقات!
في الحقيقة، لم يترك عليٌّ الشعرَ، فهو مادته الأولى، لكنه وجد في اللوحة ضالته التي يبحث عنها، إذْ، ربما وقفت آلةُ الشعر عند أحدنا عاجزةً أمام حاجة الروح، فذهبت تبحث عن معادلها في الرواية واللون واللوحة والقطعة الموسيقية، وبعلمنا فأنَّ الروح الشاعرة عميقةٌ، وجائعة الى الجمال والمطلق، لذا، علينا ألا نبخس الروحَ حاجتها في الانعتاق، وتوقها الى الابعد والكوني. وهذا صديقنا الشاعر حين تمكنت منه ضالته، غير المحدودة بحرف، ولا المسوّرة بلون أخذته سورةُ الحلم الى مواءَمة الضدين، إنْ كانا ضدين، أو الى تغليبِ الإلفِ على إلفِه إنْ هانَ عليه أحدُهما، على أنني لا أظنه كذلك.
وبما أننا نحتفي بكتاب عليٍّ الشعري – الفني الجديد" في طَمْسِ الطِّرسِ وحكِّ صدأِ النَّفسْ" نقول إنَّ الطِّرْسَ في اللغة هي الصحيفة، والطِرسُ هو الكتابُ الذي مُحيَ ثم كُتبَ، والجمعُ طروس وأطراس، ولأننا لم نتصفح الكتاب بعد فسوف نترك صاحبَه ليحدثنا عنه، فهو خير من نحتفى به الليوم وهو في جلستنا هذه خيرُ المتحدثين.
ورقيّات البصرة. 21*14 سم، مواد مختلفة على ورق فابريانو، ٢٥٠ غم.
كاظم علي، قلبٌ بحجم بحيرة
.
أُمازحه دوماً، بأنّ آخر حدثين مهمّين في واسط كانا: اغتيال المتنبي، وولادته، لأنّ د.كاظم علي، التشكيليّ العراقيّ، يمتلكُ طاقةً بين الأصدقاء والفنانين، أزعمُ أنني لم أرَ مثيلها، ثمّة شاحناتُ محبّة ودفء تنطلقُ منه، ومن صوته، ومن أصابعه، وتواجده، بشكلٍ يصعبُ أن يصلَ مثلما يصلُ من الآخرين، والأصدقاء المشتركون، وطلبته، وزملاؤه يعرفون تماماً ما أقصد.
مثل شامةٍ مُفاجئة، شامة حُسْن، ينبتُ كاظم في خدّ القلب، فجأة، لا أتذكرُ تماماً متى أصبحنا صديقين، لكنني أعرفُ أنني وبعد لقاء واحد، أن كاظماً صار صديقي، وصديقاً مقرّباً.
ومثلما يتيحُ الله له القلوب، والأفئدة، اطمئناناً ومحبّة، سخّر لأصابعه أن يُمسِكَ بعِنان اللون والشكل، لينتجَ عملاً بالغ الحسّاسية، مُحترفاً، بموسيقى تُرى بالعين المجردة، والعقل بذات الوقت، إن كانت بورتريهات، أو خيولاً، أو مشاهد من الحياة العراقية، أو حتى تجريداً.
قلبُ كاظم بحجم بحيرة عملاقة، ما رأيتُهُ ذكرَ أحداً بسوء، وما ذكره أحدٌ بسوء أمامي، ورغم ثقله الفنّي، واسمه الذي يسيرُ أمامه، لكنه لا يحضرُ في المجالس إلاّ نسمةَ عطر، أو حميمياً مثل رغيف حار، أو مثل عطر الجدّات بعد أن تقول "يمّه، تعال أحبّك".
محبة كبرى لكَ كاظم العزيز، أيها الجمرة التي لم تطفئها ثلوج روسيا، والماء النقيّ الذي لم يعكّره الكار المبنيّ على الكراهية بالغالب، أعني التشكيل!
روبيك من نوعٍ آخر
.
حتى إن جئتَ بهم كلّهم
أولئكَ الذين يُرجعونَ المكعّبَ الملوّنَ إلى اتساقه
بثوانٍ معدودةٍ
مُغمَضي العيون
بكلّ تبجّحهم، حين يحلّون المعضلة
رغم تركها وراء ظهورهم
لكنهم لن يستطيعوا:
سيسيلُ خيطُ الزمانِ والمكانِ
ليُربِكَ لونيْنا
ولن تستطيعَ الأصابعُ - بذكائها الجارحِ -
أن تعيدَ نظامَ اللونيْن
رغم سهولة المشهد.
..
..
لن يتّسقَ مكعّبنا
وإن جئتَ بهم
بكلّ حلولهم
لن ينتظمَ مكعباً مسترخياً
لأنَّ صانعَهُ تركَ لونَكِ منقوصاً مربّعاً
يُكمِلُهُ الشاعرُ البعيد
وتركَ مربّعاتي مرتبكةً
منقوصةً مربّعاً هي الأخرى
إطارَ صورةٍ
كنتِ قد ابتسمتِ بها الابتسامةَ الأخيرة.
أيامٌ من لونٍ ومحبة تشبه كل أيامي في البصرة العظيمة، أثناء حضوري سمبوزيوم جامعة الكنوز الأهلية، الذي ضمّ خيرة التشكيليين العراقيين، شكراً لجناب د.كريم عبود ود.جنان محمّد على الدعوة الكريمة، شكراً لحامد سعيد إنساناً ومرسماً وفناناً، وشكراً لكل وجه كريم في هذه المدينة العجيبة، وإلى المُلتقى 🌷
حصتي الشوك من جنيت ورداك
رغم تمّيت كل فروض ورداك
چفّي اللي حِياك انسحب ورداك
وعلي، اسرافيل ما يحييك بيّه

إلخ..
2025/02/11 12:12:49
Back to Top
HTML Embed Code: