Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
- Telegram Web
Telegram Web
..وخرجَ يوماً إلى شعْبٍ من نجدٍ ينشدُ ضالّةً، فشارفَ ماءً يُقالُ له: نهرُ غسّان، وكانت بناتُ العرب تقصده وتغتسل فيه، فرأى هنداً وهي تمتشطُ وتُسبّلُ شعرَها على بدنها، فعند ذلك داخلَهُ من الحبّ ما اعجزه وعطّل حركاته، فأنشدَ فوراً:
لقد كنتُ ذا بأسٍ شديدٍ وهمّةٍ
إذا شئتُ لمْساً للثريّا لمستُها
أتتني سِهامٌ من لحاظٍ فأرشقتْ
بقلبي، ولو أسطيعُ ردّاً رددتّها
..وعيونك
كحلة بلا هدنة
وريجك طعم خيارة شاطي
ورشّة مِزنة
ويتشگگ طلْع الزهديّة
من إيشوفك ضكّ مشابگنه..

أبو عادل
محمد غني حكمت، شاكر حسن آل سعيد.
‏عدتُ لمشاهدة فيلمين أثيرين لديّ، عن الهولو.كوست: "لائحة شندلر" لسبيلبيرغ، و"الحياة جميلة" لبينيني. كلاهما كانا يؤثر بي بطريقة عجيبة، تعاطفاً، لكنني اليوم، ومع كل مشهد وجريمة، كنتُ أستذكر الفيلم الوحشيّ الحيّ: غرْة وما تعرضت له. الفيلم المتوحش الفعلي ما فعله أحفاد ضحايا هتـ.لر!
في بيت أخيه، غيمة الطاقة الإيجابيّة والمحتوى الإنساني، الصديق العزيز زيد طارق، صاحب (حديث حاد)..
الحلاّج في شارع الحمرا
أو:
علاء زلزلي بتحقيق ماسينيون
.
من نافلِ القول أنّ التأويل لا يهربُ منهُ حيٌّ ولا ميّت، وأنّ مقاربةً معيّنة، قد تبدو غريبةً، في هذا الليل العجيب، مثل كلّ ليل، لكنها لن تكون، إن ارتطمَ نصٌّ، بتأويل، بحفريّات.
لكن، مثل بورخيس، لنفترضْ سيناريوهاتٍ منطقيّة لصياغة مقاربة غير منطقيّة، ولنفترض، أنّ شاعراً وملحّناً، اسمُ الأول: إلياس ناصر، والآخر: فياز كروز، يدخلان لحانةٍ بيروتيّةٍ، يطلبان شيئاً من العرق، ثمّ، وبعد الكأس الأولى، يعثران على مخطوطٍ صوفيّ، سقطَ من المتنبّي، في طريقِهِ إلى التنوخيّ، وتعاقب كلّ ليل ونهار، وصيف وشتاء، وجيوش وأغان، دون أن يمسّ أحدٌ المخطوطَ – النَص، وكان النصّ عن متصوّفٍ، مصفرّ الوجه، يكتبُ أغنيةً بكلام العامّة، بمعاني الخواص من أقطابِهم وأبدالِهم، فيُخرِجان من هذا النصّ ما هو مكتوب بكلام الحوشيّ من البشر، أولئكَ الذين ذمّهم النُحاة واللغويّون، وهنا إذ نوردُهُ، هو وشرحُهُ، بتحقيقٍ لماسينيون، المستشرق الفرنسيّ [لا تنسوا مقاربة بورخيس أعلاه]، فاتتْ محقّقيه، وعبد الرحمن بدوي في [شخصيّات غير قلقة أو قلقة في الإسلام، لا يهمّ، الكلّ قلقون]:
فصلٌ في طرد الضَّجر
.
اعلمْ، سلَّمكَ الله، إنّ ما يختلفُ في جسمِ الإنسان من روحٍ وبدن، تجتذبُهُ الشَّهوة، ويطرحُهُ الحبُّ، وهو بين ملائكيّتِهِ وحيوانيّتِه في عناء، وقد قال كبيرُ كلّ شيء "إن قامَ ذَكَرُ المرء ذهبَ ثُلثا عقله"، وقالَ سيّدُهُ "إنَّ الله ركّبَ في الملائكةِ عقلاً بلا شهوة.. [الحديث]"، وهو ما بينهما ينجذبُ وينقلعُ.
وطرقَ سمعي، وأنا أجولُ في أزقّةِ تلكَ البلدة، غناء السّوقة، وخرجَ مغنّيهم، بشعرٍ عالٍ، وسالفٍ يُشبِهُ الخنجر، وهو يقولُ:
ما بعيني الشكل الحلو
شايف أكتر من حلو.
وهنا، ينفي العاشقُ جسديّةَ معشوقه، فهو قد رأى من الشكلِ والصورة والسمْتِ ما يُعجبُ كلّ ذي عينين، فتطابقُ وتكرارُ الصور مدعاةٌ لفقدانِها كُنهِها وتشابهها، وهذا كلّهُ إشارةٌ لفرادةِ ياقوتة القلب، واختلاف معشوقه، الذي لا يُشبِهُ الشكل الحلو، ثمّ يستمرّ المغنّي، فيقول:
ولا بّبالي بحبِّكْ إنتِ
بسرعة فِ هالقلب سكنتِ
فالدنيويُّ البشريُّ لا يخطّطُ لحبّه، فهو حائرٌ بما ظهر من جمالٍ زائلٍ للمخلوقات، وليس لِما لا تعقبُهُ واو عطف ولا كافُ تشبيه، لكنّهُ، وعلى ما يبدو من قلّةِ خبرتِهِ، وبشريّةِ حبّهِ السابق، أنّهُ ظنّ معشوقته وقد سكنتْ بقلِبِهِ بسرعة، دون أن يعلمَ، هذا المسكينُ أنَّ القلوبَ تزرعُ بذرتَها في عالم الذر، وما سيُنهي قلبَكَ وروحَكَ في هذه الدنيا، هي ما أنهاهُ في الحيوات السابقة.
ياما ياما اللون الأسمر
جنّني اللون الأشقر
ما بِسهر لوما عيونك
هنّ الخلّوني أسهر
فأيّ أسمر وأيّ أشقر بعد أن يسلّطَ الله شيطانا المعشوقةِ على قلبِ معشوقِها؟ بكحلِها، برمشِها الصاعدِ والنازل وهو يكنسُ ما تناثر هنا وهناك من أسود الأيّام على السنوات، فيا لهما من حاكميْن ظالميْن عجيبيْن يمنعانِ النومَ عن مثيليهما، عينيْ المعشوق.
يا سلام..
وهُنا، لا أفترضُ، رعاكَ الله، أنها زائدةٌ لحنيّة، بقدر ما هو ابتهالٌ لـ"السلام"، من أسمائهِ عزّ وجل، لأنهُ يستدعيهِ لمحاولة أن يُشبّهَهُ زُلفى، بحبّها:
يا سلام، حبّك بدّه أكون
مجنون بهالعيون..
وهذا ما يأمرُ به الحبّ، الذي يسحقُ المعشوق تحت دلال العاشق، لأنّهُ يمنحُ الكينونةَ لمعشوقِهِ، و"بدّه أكون"، وكان له ما بدا له ورغبَ، مجنوناً بهاتين العينين العجيبتين..
لكنه، ويمزجُ بين بشريّةِ وإلهية العشق، فيرجّح فيقول:
"يمكن ودّاك القدر
تردّي عن قلبي الضجر"
والضجرُ، غيمةٌ مسمومة، تحطُّ على قلب المرء، لتجعلَ منه دابّةً أرضيّةً، يوميّةً، وسمع شيوخنا جاريةً قربَ هذا المغنّي، وهي تنشدُ، بمصراعٍ ثانٍ:
ناطرة، وصار لي عُمُر
عم بأرسم صور
وأعطيها أسامي
لأمحو الضَّجر
وهذا غير ذلك، والله أعلم.
ثم يُكمل:
ويمكن على بالك خَطَر
تكوني لعيوني النظر.
فعُميتْ عيونٌ لم ترَ معشوقها، ورعا الله بالاً يعطفُ على مشعوقِهِ، كي يخطرَ اسمَهُ المنهك، ووجهه المُصفرّ، حتى يأذن الله بأمرٍ كان مفعولاً.
هامش:
مخطوطة بيروت:
https://www.youtube.com/watch?v=5ow0bhHPTSI
مخطوطة الأسكوريال
https://www.youtube.com/watch?v=OraQjudFafM
مخطوطة سانبترسبورغ
https://www.youtube.com/watch?v=wAzF_9WMdlY
.

من كتاب:
الوحشةُ والإيناس عن الضائعِ بين الحمرا وكاراكاس
تحقيق: لويس ماسينيون
منشورات: المركز الثقافي الفرنسي في دمشق ١٩٦٤. ص: ٤٥.
بيت عجيب لا أعرف لمن..

كشرَگة خوص گلبي اعليك يشراگ
ضلوعه ولا خويط الفجر يشراگ
برحيلك حتى ريج العين يشراگ
انطرح وبطيفك ينگطون اليه
ليسَ من جديدٍ سوى حزنكَ، مثل قميصٍ أنيقٍ لا يتهافتْ، ويعودُ جديداً مع كلّ دمعة. ثمّة كثيرٌ من الإنجازات، لا قيمة لها لأنكَ لستَ بقربي، حيث كنتُ أهرع لك مثل طفلٍ لأمه بعد أن كتبتْ له معلّمته "أحسنت يا وردة الصف"، والسلبيات والعداوات، لا تهزّ رباطَ حذائي، لأن الألم اقتلعَ قطعته الأكبر، حين خلعكَ من روحي مثلما يخلعُ ضرساً بلا تخدير.
عليكَ السلام يا عليّي، عليكَ السلام يا أبا روحي وابنها وشقيقها وسميّها وصديقها، عليكَ السلام ما دام ثمّة ليلٌ ونهار، يا قسيم نفس أخيك.
الليلة..
مع البوصلة، المِسطرة، الحسن النَّاظم، شيخي وأستاذي ومعلّمي. لا عدمتُ كلّ جملة تنظّم فوضاي، وتجعلني أفضل في كلّ مرّة. وأقرب تمثّلاً لكَ ولأشباهكَ النادرين في الثقافة العراقيّة.
ثلث عمري وأنا أتعلمُ منك، وسأبقى. يدُكَ بيضاء فوقَ هامة مُريدك.
‏في لحظة التلّ الزينبي ضدّ تلّ أبيب. لا وقوف على التل.
عن العدميّة الشيعية
.
قال الحسين (عليه السلام)، وهو يحتضنُ ولدَهُ، عليّاً الأكبر (عليه السلام): على الدُّنيا بعدَكَ العفا.
هذه المقولة، التي لا تمرّ إلاّ بالمقتل، تشير إلى مقولةٍ أساسية بالذهنيّة الشيعية، العَدميّة، التي لا تفكّرُ سوى بالموت، وبالآخرة، وبالرفض.
في حساب الرياضيات، نحن أهمّ خاسري الأرض، بحروبنا، بثوراتِنا، لأننا نؤجّلُ فوزنا إلى ما بعد، أجّلنا منقذنا لنهاية الزمان، أجّلنا مسرّاتنا، أجّلنا ضحكنا، وكلّما ضحكنا قلنا "اللهم ضحكة خير" أو "يا ربّ، لا تمقتْنا".
نحنُ أبناء قبور، أبناؤها وآباؤها، بياضُنا كفنٌ، وجودُنا عدميّ، حتى أننا لا نحتفي بالدول العلويّة التي صارت لفترةٍ ما، مثل الدولة الفاطمية، نحن الذين يبني الدوانيقيّ التافه عموداً على علويّ شاب، نحن الجماجم منزوعة اللحم بإرشيف الجثث بخزانته، نحن ملهاة المقتدر والمتوكل وصدّام وغيرهم، نحنُ أبناء العدم.
نحن الجوعى، المساكين، المسحوقون، نجيدُ البكاء، التعب، من أقصى مواويل داخل لآخر نشغة لسيّد فاقد، نحن مثلومون مثل ترب الحضرة الحسينية، ولهذا نولدُ، وفي ذهننا الموت، ونعيش وليس في أذهاننا المسرّة، لهذا لا نعوّل على الدنيا، إن كان الفردُ منّا متديّناً كانت الآخرة سلوانه، وإن كان غير متديّن، فهو لا يعوّل لا على يومه ولا على غده ولا حتّى لا يستذكرُ أمسه، نحن نعبرُ بكتب التأريخ بوصفنا "مقاتل الطالبيين"، أو فصولاً كاملةً من "موسوعة العذاب".
هذه العدميّة، السوداء، هي ما أنقذنا، تلك التي تهدمنا على قبر الشايب، ثم نقوم على أرجلنا، وننكسر على حسن، ثمّ نقوم، ثمّ ننكسر، ونقوم، وقبلهم على الصدرين، وأبناء الخوئيّ، والمبرقع، وكاشف الغطاء وغيرهم.
نحن لا نموت لأننا ميّتون، لأننا أوكح ممّا يتخيّل قاتلنا، الذي يخافُ من الرصاصة، لدينا إمامٌ، سارَ باتجاه محرابه، وهو يعلمُ أن أشقى الآخرين سيخضّبُ لحيته بدمه، ولم يلتفت لا للمسمار ولا للأوز، وضُربت هامته، فعاش، ولدينا إمام، عرفَ أن الخيل ستدوسه، ومضى، وقُطع رأسه، فعاش، وإمامٌ قال "على الجسر ببغداد"، سُمَّ، فمات، فعاش، وغيره، وغيره وغيره.
نحنُ أبناء الموت، والرفض، والـ"لا"، من أميرنا، إلى غائبنا، نحن عدميون، أبناء التراب والموت، نحن نموت كي نعيش، وإن عشنا بين الآخرين، سنسبّبُ صداعاً كبيراً، وأعداؤنا أغبياء بما يكفي، فكلما أوشكنا على نسيان الحسين (ع) وهبونا حسيناً أصغر قليلاً، لكن دمعَهُ كثير.
نحن مآتم، عدميّون، فواتح، قمصانٌ مشقوقةٌ حزناً، وجوه متربة، أعواد بخور وماء ورد، وبكاء على كلّ شيء، على كلّ شيء، فحين تحاربُ مَن يرى نفسه جثّاً، قلّ لي: كيف ستنتصر عليه؟ هل ستعدُهُ بحياة؟ هو جثّة! هل ستقتله؟ هو جثّة! نحن ميّتون، يا قساة القلب، نحن لا نفكّرُ بغدٍ لأن أمسنا مرٌّ، وحاضرنا مرٌّ، حتى إن كان حلواً للحظة، سنقول "سترك يا رب".
أوروبا التي لم تنجح أن تعالج عدميّة نيتشة وشوبنهاور كما يجب، لن تعالج جماعة بشريّة تتنقّل بين كتب التأريخ جماجمَ وأسارى وسبايا ومقتولين ومعذّبين، فكيف ستهزمُ مَن يرى ثوبَهُ كفناً، وضحكته ذنباً، أمسَهُ جثثاً، وغده فرحاً مؤجّلاً؟
أنتم تتعاملون مع موتى سائرين، فاستمتعوا بهذه المعركة، يا خوات القبّة.
غيث الكيولي.. يفكّر كإبط، ويعيش كخصية..
.
ما رأيتُ ذكراً، اجتمعتْ به كلّ مثالب الذكر البشريّ، مثل غيث الكيولي، الذين كسره بنو تميم الأكارم، ليكون مشجّر الرجولة أنقى.
هذا الشخص، من سوء حظّي أنني أراقبه، لأفهم هذه الكتلة العجيبة من الرخص المخلوط بالمُخاط، فهو، مثل أيّ حشرةٍ أو عَلَقة، تذلّل للصدريين، ولم يترك مداساً في الحنّانة لم يلعقْهُ حتى انحكَّ لونه، ويكفيه تملّقاً في حينها، تسمية ابنه "مقتدى"، تيمّنا بالسيد مقتدى الصدر، ورغم ادّعائه دراسة الحوزة العلميّة، تلك التي بداية متبنّياتها اللغة والإملاء، إلاّ أنه إلى الآن ذو إملاء سقيم، ولغةٍ سخيفة، هذا غير غياب المنطق، فلا أعلمُ أيّ منطقٍ درسه.
بعدها، وحين خرجَ من السجن، ذاك الذي يعرفُ ملابساته زملاؤه، كان الجوّ هادئاً، فكانت عمامته عاهرته، تلك التي ظلّ يدور بها، مُستجدياً تلك السفارة أو هذه، من أجل دعم مؤسسته، التي كانت تتحدث عن التقريب بين الأديان والمذاهب.
لكنه فيما بعد، وجد أن هذا السوق ليس سوقه، لأنه لا يعرفُ عن دينه شيئاً، فكيف بالأديان الأخرى؟ والمشتركات بينها؟ فتحوّل إلى لندن، أفنديّ، رغم أنه وصل بتسهيلات من مؤسسة إسلاميّة، وقدّم لتيجان رأسه الجدد الولاء الجديد: بمهاجمة الشيعة.
ورغم مهاجمته الشيعة من أقصاهم إلى أقصاهم، أولئك الذين في حينها، لعقَ أحذية نصفهم، تحت إطار "العلمانية" و"المدنيّة"، لكنّ "أبا ناجي" يمتلكُ صوراً لغيث وهو يحملُ قاذفة، لهذا لم يكن بإمكانه أن يحصلَ على جنسيّة، إلاّ بإعطاء مزيد من العملة التي يحتاجها السوق، فوصلَ لمحمّد (ص) والقرآن، رغم أن هذه العملة أيضاً غير مهمّة في هذا المورد.
حاولَ أن يركب احتجاج تشرين، فديستْ صوره بالأحذية في التحرير، لكنه أراد العودة إلى بغداد، فلعقَ بساطيل الجهة الراديكالية الشيعية الأبرز: كتـ.ائب حز.ب الله، وقدّم محاضرة عن الحـ.شد الشـ.عبي، وارتباطه بقضية الحسين (ع)، حذفها فيما بعد من قناته في يوتيوب.
لكن بغداد قاسية، والمعسكرات لا تحتملُ المؤجَّرين، فهي تستخدمهم كأوراق الكلينكس وترميهم، فعادَ إلى لندن، من أجل تقديم طريقة لحس جديدة: الدعوة للتطبـ.يع مع الكـ.يان، بعد أن لم يترك حذاءً، ولا كَيوة، ولا بسطالاً، ولا خفّاً كردياً، لم يبلله بلعابِهِ.
ربّما سننتظر أن يسمّي ابنه المقبل بـ"عاموس"، أو ربّما اقتنعَ غيث الكيولي، أنّه بالفعل "حاله حال العِبرية"، لكن ما يزعجني بالفعل، هو العار الذي كلَّلَ به أبناءه وبناته طوال حياته، لأنهم يعرفون، هؤلاء المساكين، أن الداعي للتطبيع اليوم، قد يُدفع له أكثر بـ ٥٠٠ دولار، ليدعو للمقـ.اومة، أو لـد!عش، أو لأيّ جهة تؤجر هذا الذي يهزُّ مؤخرته ولسانه لكلّ دافعٍ أكثر، إن كان شيعياً أو سنّياً أو يهودياً أو كرديّاً، كلينكس الفضاء الألكتروني العراقيّ.
لو احتفلتَ بألف حانوكا، لو قبّلت مؤخرة ألف حاخام، ستبقى صورتك وأنتَ حامل القاذفة، وإن لم ترمِ رصاصة كما يقول مجاهدو جيش المهدي حينها، هي التي تعرقلُ كلّ شيء.
أُشفِقُ على أبنائك وبناتك، على العار الذي لن يستطيعوا الهروب منه، وإن تبرأوا منكَ، مثل قبيلتك السابقة، وإنّني لم أتصور أن الله سلبكَ كلّ شيء لهذه الدرجة: اللغة، الإملاء، المنطق، الدين، الوطنيّة، الموقف، الإنسانيّة، ثم كلّلها كلها ليجعل مطربك المفضّل، هيثم يوسف.
أرايت ماذا فعل بك الله؟
لا تمسّوا أياً من أبناء علي (عليه السلام)، وأعني مَن يلمز الصدريين. أبوهم الروحيّ الشهيد الثاني (قُدّس سرّه) قال "كلا كلا اسر!ئيل" في زمن الصمت، وابنُهُ عرّاب قانون تجريم التطبيع، وهو لم يمر عليه عدّة أيام إلا ووقف بكلامه، وتبرعاته، وضغطه الشعبيّ، مع الأرض المحتلّة. المروءة واجب مع أخوتكم "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ".
تعدّدُ مهام، ووحدة هدف.
منذ ١١:٣٠ مساءً وحتى اللحظة، التغطية الخبريّة في إيشان.
الآن يتوقف دِسك الأخبار، كي يستأنف الزملاء النشر في ٨ صباحاً.
الإعلام شغف، إن لم تتعامل مع مؤسستكَ مثل حبيبة، كل نقطة شامة، كل فارزة غمّازة، فلن تصنع شيئاً مؤثراً.
سعيدٌ بزملائي وأخوتي، وبتغطيتنا الأبرز عراقياً، وبكل فخر.
لا شيء أكثر إفلاساً من استهداف الإعلام، خصوصاً إن كان محلّياً، هل تعلن تل أبيب خشيتها من استهداف منشآت خطرة وفعليّة من لوجستيّات وبنى تحتيّة؟ لكن بكل الأحوال، في قرن وربع من الحروب، لم تقم سلطة باستهداف الإعلام، في كل الأرض، بقدر اللقيطة.
‏صوت الكرامة له تردد بكل وسائل الإعلام، لا في إيران لوحدها. الرحمة والخلود للشهداء، والشفاء للجرحى.
2025/06/16 16:51:19
Back to Top
HTML Embed Code: