قال تعالى: ﴿وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب﴾ [غافر].
قرأها الشيخ في الصلاة فأخذت بشغاف قلبي، وصرت أرددها في السجود، وجاء بعدها خبر أهل غزة
اللهم إني أعيذهم بك من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب.
هؤلاء الفجرة (تفرعنوا) فعسى ربي أن يهلكهم كما أهلك سلفهم، ويغفر لموتى المسلمين ويتقبلهم في الشهداء.
الدعاء الدعاء، عسى الله أن يجعل في أيدينا ما هو أكثر من الدعاء، على أننا لا نستقل بسلاح المؤمن (الدعاء).
فسبحان من بيده ملكوت كل شيء.
قرأها الشيخ في الصلاة فأخذت بشغاف قلبي، وصرت أرددها في السجود، وجاء بعدها خبر أهل غزة
اللهم إني أعيذهم بك من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب.
هؤلاء الفجرة (تفرعنوا) فعسى ربي أن يهلكهم كما أهلك سلفهم، ويغفر لموتى المسلمين ويتقبلهم في الشهداء.
الدعاء الدعاء، عسى الله أن يجعل في أيدينا ما هو أكثر من الدعاء، على أننا لا نستقل بسلاح المؤمن (الدعاء).
فسبحان من بيده ملكوت كل شيء.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
حسن الدغيم يقول إن النصيرية والدروز مسلمون وعندهم فقه معتبر.
وهذا خلاف الإجماع، قال ابن تيمية كما في «مجموع الفتاوى»: "وهؤلاء الدرزية والنصيرية كفار باتفاق المسلمين، لا يحل أكل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم، بل ولا يُقَرون بالجزية فإنهم مرتدون عن دين الإسلام ليسوا مسلمين ولا يهود ولا نصارى".
بل خلاف إجماع السنة والشيعة.
وهذا الكلام فيه جناية على النصيرية والدروز قبل غيرهم.
صلح الحديبية الذي هو عنوان السياسة الشرعية كانت فائدته الكبرى ما قاله الزهري كما في سيرة ابن هشام: "فما فتح في الإسلام فتح قبله كان أعظم منه، إنما كان القتال حيث التقى الناس، فلما كانت الهدنة، ووضعت الحرب، وأمن الناس بعضهم بعضا، والتقوا فتفاوضوا في الحديث والمنازعة، فلم يكلم أحد بالإسلام يعقل شيئا إلا دخل فيه، ولقد دخل في تينك السنتين مثل من كان في الإسلام قبل ذلك أو أكثر".
فالسياسة الشرعية المنضبطة ما لم تجنِ على الدعوة، وأما هذا الخطاب فهو ضرب للغاية من الدعوة، فإنك تُطمئن الكافر بأنه مسلم، فلا يفكر أبداً بمخالفة دين نشأ عليه، وهذا من أعظم الفتنة.
وهذا خلاف الإجماع، قال ابن تيمية كما في «مجموع الفتاوى»: "وهؤلاء الدرزية والنصيرية كفار باتفاق المسلمين، لا يحل أكل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم، بل ولا يُقَرون بالجزية فإنهم مرتدون عن دين الإسلام ليسوا مسلمين ولا يهود ولا نصارى".
بل خلاف إجماع السنة والشيعة.
وهذا الكلام فيه جناية على النصيرية والدروز قبل غيرهم.
صلح الحديبية الذي هو عنوان السياسة الشرعية كانت فائدته الكبرى ما قاله الزهري كما في سيرة ابن هشام: "فما فتح في الإسلام فتح قبله كان أعظم منه، إنما كان القتال حيث التقى الناس، فلما كانت الهدنة، ووضعت الحرب، وأمن الناس بعضهم بعضا، والتقوا فتفاوضوا في الحديث والمنازعة، فلم يكلم أحد بالإسلام يعقل شيئا إلا دخل فيه، ولقد دخل في تينك السنتين مثل من كان في الإسلام قبل ذلك أو أكثر".
فالسياسة الشرعية المنضبطة ما لم تجنِ على الدعوة، وأما هذا الخطاب فهو ضرب للغاية من الدعوة، فإنك تُطمئن الكافر بأنه مسلم، فلا يفكر أبداً بمخالفة دين نشأ عليه، وهذا من أعظم الفتنة.
قال ابن حزم في «مراتب الإجماع»: "واتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله عز وجل، كعبد العزى وعبد هبل وعبد عمرو وعبد الكعبة وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب".
يعني عبد المطلب وقع فيه الخلاف، ولم يتعقب ابنُ تيمية ابنَ حزم في هذا الموضوع.
وما خالفه أحد في زمانه وبعده، وأول من ظهر فيهم هذا الاسم (عبد النبي) القرامطة والرافضة، فأقدم من وقفت عليه بهذا الاسم هو عبد النبي بن المهدي اليمني الخارجي الملقب بالمهدي، المتوفى: ٥٦٩ هـ، وهو قرمطي باطني.
وذهب بعض متأخري الشافعية إلى كراهية اسم عبد النبي وعبد الرسول دون التحريم، وقولهم هنا شاذ من جنس قولهم في اللحية، خلاف متأخرين على خلاف إجماع المتقدمين.
فلما أورد عليهم الناس أن يجوِّزوا التعبيد للمسيح فتقول (عبد المسيح) ويكون قصدك خادم المسيح، كما هم يعللون في (عبد النبي)، وهذا لا يجيزه أحد، بل هو مستقبح ولا يفعله إلا النصارى.
خرجوا بقاعدة بيَّنها من وافقهم من الحنفية، فقال محمد أنور شاه الكشميري في «العرف الشذي»: [4/264]: "واعلم أن أحسن الأسماء ما فيه إضافة العبد إلى اسم من أسماء الله تعالى، وأما الاسم بإضافة العبد إلى غير الله الذي يعبد عند غير أهل الإسلام فشرك، وإضافة العبد إلى غير الله الذي لا يعبد إلا أنه يلتبس أحياناً بالمعبود فمكروه مثل عبد النبي وعبد الرسول، ويذكر في كتب اللغة أن للعبد معنيين المخلوق والمملوك، فلا يكون في عبد النبي وعبد الرسول شرك".
أقول: وهذا تفريق فاسد، فكما أن عبد المسيح شرك فعبد النبي شرك، فتفريقه مبناه على أنك لو عبَّدت لما يُعبد من دون الله عادةً فذلك شرك، ولو عبَّدت لما لا يُعبد من دون الله فذلك ليس شركاً.
وهذا تفريق فاسد الاعتبار، فقد قال النبي ﷺ: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم» ويدخل في هذا قول النصارى: (عبد المسيح).
ولعن النبي ﷺ اليهود والنصارى الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يُحذِّر ما صنعوا، وما فرَّق بين نبي ونبي، وقال: «اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد».
ونهى الرجل الذي قال له: "ما شاء الله وشئت" وقال: «أجعلتني لله نداً».
وروى أحمد في مسنده [13596] عن أنس رضي الله عنه: "أن رجلا قال: يا محمد، يا خيرنا وابن خيرنا، ويا سيدنا وابن سيدنا، فقال: «قولوا بقولكم ولا يستجركم الشيطان -أو الشياطين، إحدى الكلمتين- أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله»".
وقال ابن خزيمة في «التوحيد»: "أفليس العلم محيطا يا ذوي الحجا؟ أنه غير جائز أن يأمر النبي ﷺ بالتعوذ بخلق الله من شر خلقه؟ هل سمعتم عالما يجيز أن يقول الداعي: أعوذ بالكعبة من شر خلق الله؟ أو يجيز أن يقول: أعوذ بالصفا والمروة، أو أعوذ بعرفات ومنى من شر ما خلق الله؟ هذا لا يقوله ولا يجيز القول به مسلم يعرف دين الله، محال أن يستعيذ مسلم بخلق الله من شر خلقه".
واليوم يوجد من يتعوذ ويستغيث بالرسول ﷺ، فالتعبيد على قاعدتهم كذلك ممنوع منه.
يعني عبد المطلب وقع فيه الخلاف، ولم يتعقب ابنُ تيمية ابنَ حزم في هذا الموضوع.
وما خالفه أحد في زمانه وبعده، وأول من ظهر فيهم هذا الاسم (عبد النبي) القرامطة والرافضة، فأقدم من وقفت عليه بهذا الاسم هو عبد النبي بن المهدي اليمني الخارجي الملقب بالمهدي، المتوفى: ٥٦٩ هـ، وهو قرمطي باطني.
وذهب بعض متأخري الشافعية إلى كراهية اسم عبد النبي وعبد الرسول دون التحريم، وقولهم هنا شاذ من جنس قولهم في اللحية، خلاف متأخرين على خلاف إجماع المتقدمين.
فلما أورد عليهم الناس أن يجوِّزوا التعبيد للمسيح فتقول (عبد المسيح) ويكون قصدك خادم المسيح، كما هم يعللون في (عبد النبي)، وهذا لا يجيزه أحد، بل هو مستقبح ولا يفعله إلا النصارى.
خرجوا بقاعدة بيَّنها من وافقهم من الحنفية، فقال محمد أنور شاه الكشميري في «العرف الشذي»: [4/264]: "واعلم أن أحسن الأسماء ما فيه إضافة العبد إلى اسم من أسماء الله تعالى، وأما الاسم بإضافة العبد إلى غير الله الذي يعبد عند غير أهل الإسلام فشرك، وإضافة العبد إلى غير الله الذي لا يعبد إلا أنه يلتبس أحياناً بالمعبود فمكروه مثل عبد النبي وعبد الرسول، ويذكر في كتب اللغة أن للعبد معنيين المخلوق والمملوك، فلا يكون في عبد النبي وعبد الرسول شرك".
أقول: وهذا تفريق فاسد، فكما أن عبد المسيح شرك فعبد النبي شرك، فتفريقه مبناه على أنك لو عبَّدت لما يُعبد من دون الله عادةً فذلك شرك، ولو عبَّدت لما لا يُعبد من دون الله فذلك ليس شركاً.
وهذا تفريق فاسد الاعتبار، فقد قال النبي ﷺ: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم» ويدخل في هذا قول النصارى: (عبد المسيح).
ولعن النبي ﷺ اليهود والنصارى الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يُحذِّر ما صنعوا، وما فرَّق بين نبي ونبي، وقال: «اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد».
ونهى الرجل الذي قال له: "ما شاء الله وشئت" وقال: «أجعلتني لله نداً».
وروى أحمد في مسنده [13596] عن أنس رضي الله عنه: "أن رجلا قال: يا محمد، يا خيرنا وابن خيرنا، ويا سيدنا وابن سيدنا، فقال: «قولوا بقولكم ولا يستجركم الشيطان -أو الشياطين، إحدى الكلمتين- أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله»".
وقال ابن خزيمة في «التوحيد»: "أفليس العلم محيطا يا ذوي الحجا؟ أنه غير جائز أن يأمر النبي ﷺ بالتعوذ بخلق الله من شر خلقه؟ هل سمعتم عالما يجيز أن يقول الداعي: أعوذ بالكعبة من شر خلق الله؟ أو يجيز أن يقول: أعوذ بالصفا والمروة، أو أعوذ بعرفات ومنى من شر ما خلق الله؟ هذا لا يقوله ولا يجيز القول به مسلم يعرف دين الله، محال أن يستعيذ مسلم بخلق الله من شر خلقه".
واليوم يوجد من يتعوذ ويستغيث بالرسول ﷺ، فالتعبيد على قاعدتهم كذلك ممنوع منه.
تعطل ميمنة الصف وعلاقته بليالي الشفع في العشر الأواخر (ثلث الليل الآخر ما انقضى بعد)
قال البخاري في صحيحه: "2017- حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا إسماعيل بن جعفر، حدثنا أبو سهيل، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله ﷺ قال: «تحروا ليلة القدر في الوتر، من العشر الأواخر من رمضان»".
هذا الحديث في تحري ليلة القدر في الوتر من ليالي العشر جعل كثيراً من الناس يغفلون عن فضيلة ليالي الشفع ويكسلون فيها كثيراً، مع أنها من رمضان ومن عموم العشر، وهذا ذكرني بخبر:
قال ابن ماجه في سننه: "1007- حدثنا محمد بن أبي الحسين أبو جعفر قال: حدثنا عمرو بن عثمان الكلابي قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن ليث بن أبي سليم، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قيل للنبي ﷺ: إن ميسرة المسجد تعطلت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمَّر ميسرة المسجد كُتب له كِفْلان من الأجر»".
وهذا الحديث ضعيف، غير أن معناه لا يبعد عن الصحة، فهو ليس في فضل ميسرة الصف، وإنما في فضل سد ميسرة الصف إذا كانت مهجورة، وبسبب هجرها ينقطع الصف، وفي الحديث: «من وصل صفا وصله الله».
وهجر ميسرة الصف بحجة فضل الميمنة يشبه إلى حد ما ترك الاجتهاد في ليالي الشفع بحجة فضل ليالي الوتر، فلا شك أن التحري المأمور به يقتضي مزيد اجتهاد، ولكن لا تهجر ليالي الشفع أو يكون العمل فيها قليلاً غاية.
وقال ابن المبارك في «الزهد»: "357- أخبرنا المسعودي، عن عون بن عبد الله قال: الذاكر الله في الغافلين كالمقاتل خلف الفارين".
وهذا المعنى مروي عن غير واحد من السلف، ويدل لمعناه حديث: «العبادة في الهرج (يعني في الفتن) كهجرة إلي».
وكثير من الناس يغفل في ليالي الشفع، بل وكثير منهم يغفل عن ثلث الليل الآخر، فإذا صلى مع الإمام وقنت الإمام ودعا وانصرفوا من الصلاة ترانا نتوقف عن الدعاء، مع أننا سنبقى مستيقظين إلى صلاة الفجر، وهذا كله وقت فاضل ووقت استجابة، فنغفل عنه، وربما سأل المرء المغفرة في هذه اللحظات، فيُغفر له فيسعد، فتكون أبرك أوقات عمره عليه.
قال البخاري في صحيحه: "2017- حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا إسماعيل بن جعفر، حدثنا أبو سهيل، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله ﷺ قال: «تحروا ليلة القدر في الوتر، من العشر الأواخر من رمضان»".
هذا الحديث في تحري ليلة القدر في الوتر من ليالي العشر جعل كثيراً من الناس يغفلون عن فضيلة ليالي الشفع ويكسلون فيها كثيراً، مع أنها من رمضان ومن عموم العشر، وهذا ذكرني بخبر:
قال ابن ماجه في سننه: "1007- حدثنا محمد بن أبي الحسين أبو جعفر قال: حدثنا عمرو بن عثمان الكلابي قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن ليث بن أبي سليم، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قيل للنبي ﷺ: إن ميسرة المسجد تعطلت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمَّر ميسرة المسجد كُتب له كِفْلان من الأجر»".
وهذا الحديث ضعيف، غير أن معناه لا يبعد عن الصحة، فهو ليس في فضل ميسرة الصف، وإنما في فضل سد ميسرة الصف إذا كانت مهجورة، وبسبب هجرها ينقطع الصف، وفي الحديث: «من وصل صفا وصله الله».
وهجر ميسرة الصف بحجة فضل الميمنة يشبه إلى حد ما ترك الاجتهاد في ليالي الشفع بحجة فضل ليالي الوتر، فلا شك أن التحري المأمور به يقتضي مزيد اجتهاد، ولكن لا تهجر ليالي الشفع أو يكون العمل فيها قليلاً غاية.
وقال ابن المبارك في «الزهد»: "357- أخبرنا المسعودي، عن عون بن عبد الله قال: الذاكر الله في الغافلين كالمقاتل خلف الفارين".
وهذا المعنى مروي عن غير واحد من السلف، ويدل لمعناه حديث: «العبادة في الهرج (يعني في الفتن) كهجرة إلي».
وكثير من الناس يغفل في ليالي الشفع، بل وكثير منهم يغفل عن ثلث الليل الآخر، فإذا صلى مع الإمام وقنت الإمام ودعا وانصرفوا من الصلاة ترانا نتوقف عن الدعاء، مع أننا سنبقى مستيقظين إلى صلاة الفجر، وهذا كله وقت فاضل ووقت استجابة، فنغفل عنه، وربما سأل المرء المغفرة في هذه اللحظات، فيُغفر له فيسعد، فتكون أبرك أوقات عمره عليه.
معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- ونقض مفهوم الدولة المستحيلة...
جاء في جامع معمر: "20717- عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، قال: حدثني المسور بن مخرمة، أنه وفد على معاوية، قال: فلما دخلت عليه -حسبت أنه قال: سلمت عليه- ثم قال: «ما فعل طعنك على الأئمة يا مسور؟» قال: قلت: ارفضنا من هذا، أو أحسن فيما قدمنا له، قال: «لتكلمن بذات نفسك» قال: فلم أدع شيئا أعيبه به إلا أخبرته به، قال: «لا أبرأ من الذنوب فهل لك ذنوب تخاف أن تهلك إن لم يغفرها الله لك؟» قال: قلت: نعم، قال: «فما يجعلك أحق بأن ترجو المغفرة مني، فوالله لما ألي من الإصلاح بين الناس، وإقامة الحدود، والجهاد في سبيل الله، والأمور العظام التي تحصيها أكثر مما تلي، وإني لعلى دين يقبل الله فيه الحسنات، ويعفو فيه عن السيئات، والله مع ذلك ما كنت لأخير بين الله وغيره، إلا اخترت الله على ما سواه» قال: ففكرت حين قال لي ما قال، فوجدته قد خصمني، فكان إذا ذكره بعد ذلك دعا له بخير".
وهذه رواية صحيحة، أحببت التعليق عليها مع انتشار حديث جماعة من العالمانيين عن الدولة الدينية المستحيلة.
هم يتصورون أن الدولة الدينية شيء مثالي لا يوجد فيه نقص ولا يحتمل النقص من المطبِّق، لذا يرون الدولة غير الدينية هي المثال الجيد الواقعي، وكثير ممن اغتر بأفكارهم تراه يرى الدولة المدنية مثالية، وهذا ما يجعلهم يتخيلون الغرب على غير واقعه، وربما نسجوا عنه الأساطير.
معاوية رضي الله عنه يبيِّن أنه بشر وعنده نقص في التطبيق، ولكن هذا النقص لا يجعلك تُغفل ما يفعله من تحقيق أهداف الدولة الكبرى قدر المستطاع، من إقامة الحدود والجهاد في سبيل الله وتحقيق التوحيد، وغيرها كثير.
الصلاة وهي الصلاة ورد في الخبر أن المرء قد ينفتل عنها وقد كُتب له نصفها أو ربعها أو سدسها.
فلا يصح أن يأتي شخص ويترك الصلاة بحجة أنه لا يمكن أن يصلي صلاة كاملة.
ووهم الكمال والمثالية هذا صد كثيراً من الناس عن طلب العلم والالتزام والتدين، وكثير منهم صار يرى الدين ثقلاً.
بينما الدين يعلمك كيف تتعامل مع نقصك وتستغفر ولا تقنط وتقوم بعد العثرة، وتتعامل مع زلل الآخرين بدرجات، فهناك الصغيرة وهناك الكبيرة وهناك البدعة وهناك الكفر.
وكذلك في أمر الدول، هناك خلل لا يجعلها دينية من الأساس، وهناك خلل يجعلها دولة مسلمة فيها ظلم، وهناك خلل يجعلها دولة مسلمة عادلة فيها من النقص ما فيها.
وكل إنسان يؤمن بنموذج سيحتمل بعض الخلل أو حتى الخلل العظيم، في مقابل ما يراه من مصالح أو لكي لا يأتي نموذج آخر.
وهذه هي لعبة العالمانيين، تراه عنده مشكلة في حكم الشرع لما فيه من تقييد للانحلال (هذا واقع كثير منهم)، وتراه يركز على الخلل في التاريخ الإسلامي، بينما تراه يتسامح مع النماذج التي يعظمها مهما صدر منها من خلل، بحجة أنها أفضل من غيرها وأنها تحمينا من الظلاميين.
والنماذج تختلف باعتبار الهدف منها، فالنموذج العالماني يركز على أمر الدنيا وحفظ المصالح الدنيوية الملموسة، فلا يوجد فيها شيء اسمه (مصلحة دينية)، وفي كثير منها لا يوجد حفظ للأعراض، إلا باعتباره عرفاً اجتماعياً.
وأما الشريعة: ففيها أمر اسمه (حفظ الدين) هو مقدم على مصالح أخرى، ومحاكمة (حكم الشريعة) باعتبار (العقل المدني) غلط ظاهر، هذا تقويم يشبه اتباع فقيه للسنة بحسب مذهب الشيعة!
هذه السفسطة هي أساس كثير من أطروحات المنافقين المعاصرين.
جاء في جامع معمر: "20717- عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، قال: حدثني المسور بن مخرمة، أنه وفد على معاوية، قال: فلما دخلت عليه -حسبت أنه قال: سلمت عليه- ثم قال: «ما فعل طعنك على الأئمة يا مسور؟» قال: قلت: ارفضنا من هذا، أو أحسن فيما قدمنا له، قال: «لتكلمن بذات نفسك» قال: فلم أدع شيئا أعيبه به إلا أخبرته به، قال: «لا أبرأ من الذنوب فهل لك ذنوب تخاف أن تهلك إن لم يغفرها الله لك؟» قال: قلت: نعم، قال: «فما يجعلك أحق بأن ترجو المغفرة مني، فوالله لما ألي من الإصلاح بين الناس، وإقامة الحدود، والجهاد في سبيل الله، والأمور العظام التي تحصيها أكثر مما تلي، وإني لعلى دين يقبل الله فيه الحسنات، ويعفو فيه عن السيئات، والله مع ذلك ما كنت لأخير بين الله وغيره، إلا اخترت الله على ما سواه» قال: ففكرت حين قال لي ما قال، فوجدته قد خصمني، فكان إذا ذكره بعد ذلك دعا له بخير".
وهذه رواية صحيحة، أحببت التعليق عليها مع انتشار حديث جماعة من العالمانيين عن الدولة الدينية المستحيلة.
هم يتصورون أن الدولة الدينية شيء مثالي لا يوجد فيه نقص ولا يحتمل النقص من المطبِّق، لذا يرون الدولة غير الدينية هي المثال الجيد الواقعي، وكثير ممن اغتر بأفكارهم تراه يرى الدولة المدنية مثالية، وهذا ما يجعلهم يتخيلون الغرب على غير واقعه، وربما نسجوا عنه الأساطير.
معاوية رضي الله عنه يبيِّن أنه بشر وعنده نقص في التطبيق، ولكن هذا النقص لا يجعلك تُغفل ما يفعله من تحقيق أهداف الدولة الكبرى قدر المستطاع، من إقامة الحدود والجهاد في سبيل الله وتحقيق التوحيد، وغيرها كثير.
الصلاة وهي الصلاة ورد في الخبر أن المرء قد ينفتل عنها وقد كُتب له نصفها أو ربعها أو سدسها.
فلا يصح أن يأتي شخص ويترك الصلاة بحجة أنه لا يمكن أن يصلي صلاة كاملة.
ووهم الكمال والمثالية هذا صد كثيراً من الناس عن طلب العلم والالتزام والتدين، وكثير منهم صار يرى الدين ثقلاً.
بينما الدين يعلمك كيف تتعامل مع نقصك وتستغفر ولا تقنط وتقوم بعد العثرة، وتتعامل مع زلل الآخرين بدرجات، فهناك الصغيرة وهناك الكبيرة وهناك البدعة وهناك الكفر.
وكذلك في أمر الدول، هناك خلل لا يجعلها دينية من الأساس، وهناك خلل يجعلها دولة مسلمة فيها ظلم، وهناك خلل يجعلها دولة مسلمة عادلة فيها من النقص ما فيها.
وكل إنسان يؤمن بنموذج سيحتمل بعض الخلل أو حتى الخلل العظيم، في مقابل ما يراه من مصالح أو لكي لا يأتي نموذج آخر.
وهذه هي لعبة العالمانيين، تراه عنده مشكلة في حكم الشرع لما فيه من تقييد للانحلال (هذا واقع كثير منهم)، وتراه يركز على الخلل في التاريخ الإسلامي، بينما تراه يتسامح مع النماذج التي يعظمها مهما صدر منها من خلل، بحجة أنها أفضل من غيرها وأنها تحمينا من الظلاميين.
والنماذج تختلف باعتبار الهدف منها، فالنموذج العالماني يركز على أمر الدنيا وحفظ المصالح الدنيوية الملموسة، فلا يوجد فيها شيء اسمه (مصلحة دينية)، وفي كثير منها لا يوجد حفظ للأعراض، إلا باعتباره عرفاً اجتماعياً.
وأما الشريعة: ففيها أمر اسمه (حفظ الدين) هو مقدم على مصالح أخرى، ومحاكمة (حكم الشريعة) باعتبار (العقل المدني) غلط ظاهر، هذا تقويم يشبه اتباع فقيه للسنة بحسب مذهب الشيعة!
هذه السفسطة هي أساس كثير من أطروحات المنافقين المعاصرين.
قضيت عمرك وأنت ترجو واحدة أفتقنط وهي مائة!
قال مسلم في صحيحه: "19- (2752) حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي، حدثنا عبد الملك، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخَّر الله تسعا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة»".
والخبر في صحيح البخاري.
المرء يقضي عمره وهو يرجو آثار هذه الرحمة؛ فيريد الرحمة من القريب ومن المحسن ومن الوالد ومن الولد ومن الجار ومن الإمام العادل ومن كل محل رحمة.
يرى الرحمة نازلة من السماء في المطر، وخارجة من الأرض في الزرع وفي تعبيد الأنعام، وفي كل ما سُخِّر لنا من الشمس والقمر والريح واختلاف الليل والنهار، وغيرها وغيرها.
هذه كلها آثار رحمة واحدة فقط!
وبقيت تسعاً وتسعين مع هذه الواحدة تكمل بها، يرحم الله بها عباده المؤمنين يوم القيامة، الذين كانوا يعبدونه ويوحدونه ويستغفرون من ذنوبهم.
حين تقرأ في النصوص: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» و«من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» و«من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» ونظائرها من النصوص.
فانظر لها بمنظار (المائة رحمة)، فذلك فضل عظيم قد تناله، فلا تفرِّط به ولا تغتر، فالله أعلم بمن يتقبَّل منه.
قال الحسين المروزي في زوائده على «الزهد»: "1364- حدثنا أبو معاوية الضرير، حدثنا إسماعيل بن عبد الملك، عن عون بن عبد الله قال: قال عبد الله بن مسعود: ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة لم تخطر على قلب بشر".
وطلب الرحمة يكون بعمل الطاعات التي قيل إنها سبب الرحمة، والحفاظ على الحسنات من أن يحبطها الشرك أو الحقوق أو البدع، وكذلك مجاهدة النفس في ترك الذنوب من أبواب طلب الرحمة.
قال تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون} [الأعراف].
قال مسلم في صحيحه: "19- (2752) حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي، حدثنا عبد الملك، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخَّر الله تسعا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة»".
والخبر في صحيح البخاري.
المرء يقضي عمره وهو يرجو آثار هذه الرحمة؛ فيريد الرحمة من القريب ومن المحسن ومن الوالد ومن الولد ومن الجار ومن الإمام العادل ومن كل محل رحمة.
يرى الرحمة نازلة من السماء في المطر، وخارجة من الأرض في الزرع وفي تعبيد الأنعام، وفي كل ما سُخِّر لنا من الشمس والقمر والريح واختلاف الليل والنهار، وغيرها وغيرها.
هذه كلها آثار رحمة واحدة فقط!
وبقيت تسعاً وتسعين مع هذه الواحدة تكمل بها، يرحم الله بها عباده المؤمنين يوم القيامة، الذين كانوا يعبدونه ويوحدونه ويستغفرون من ذنوبهم.
حين تقرأ في النصوص: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» و«من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» و«من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» ونظائرها من النصوص.
فانظر لها بمنظار (المائة رحمة)، فذلك فضل عظيم قد تناله، فلا تفرِّط به ولا تغتر، فالله أعلم بمن يتقبَّل منه.
قال الحسين المروزي في زوائده على «الزهد»: "1364- حدثنا أبو معاوية الضرير، حدثنا إسماعيل بن عبد الملك، عن عون بن عبد الله قال: قال عبد الله بن مسعود: ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة لم تخطر على قلب بشر".
وطلب الرحمة يكون بعمل الطاعات التي قيل إنها سبب الرحمة، والحفاظ على الحسنات من أن يحبطها الشرك أو الحقوق أو البدع، وكذلك مجاهدة النفس في ترك الذنوب من أبواب طلب الرحمة.
قال تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون} [الأعراف].
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة، فأمر بجهازه فأُخرج مِن تحتها، ثم أمر ببيتها فأُحرق بالنار، فأوحى الله إليه: فهلَّا نملةً واحدةً؟» متفق عليه.
معنى الحديث أن نملة واحدة آذتك، فكيف تؤذي غيرها ممن لم يؤذوك؟
وفي رواية لمسلم: «فأوحى الله إليه أفي أن قرصتك نملة أهلكت أمةً من الأمم تسبِّح؟».
فهذا في النمل فكيف بالبشر وهم مسلمون مثلك!
قد لا يكون هذا صادقاً، ولكن هذا النوع من التغريدات يكون حالة عامة واحتقاناً عند الناس، وينعكس على تصرفاتهم في الواقع، وهذا أمر شاهدته بنفسي في بلادنا.
فأمر التحريض بين الناس عظيم، وأذية من لا ذنب له عظيمة.
وتجد بعض السفهاء من كل شعب يقود حرباً على الشعوب الأخرى ويسيء لها، فيجلب السب لقومه من باب المجازاة.
وهذا أشبه ما يكون بحديث: «لعن الله من لعن والديه»، وجاء في تفسيره في حديث آخر أنك تسب والدي الشخص فيسب والديك.
وفي الحديث الذي رواه البخاري في «الأدب المفرد»: "إنَّ أعظمَ الناس جُرماً إنسانٌ شاعر يهجو القبيلةَ من أسرِها".
فكيف بمن خاض في فتنة وأذكى نارها يتشاتم فيها الشعوب؟ فشتم شعباً وجاء بالشتم لشعبه.
فأولى ما يكون هذه الأيام الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات، رجاء نيل ثواب عن كل واحد منهم، والسعي بالمحتاج والمسكين وابن السبيل، لا مثل هذا التحريض.
معنى الحديث أن نملة واحدة آذتك، فكيف تؤذي غيرها ممن لم يؤذوك؟
وفي رواية لمسلم: «فأوحى الله إليه أفي أن قرصتك نملة أهلكت أمةً من الأمم تسبِّح؟».
فهذا في النمل فكيف بالبشر وهم مسلمون مثلك!
قد لا يكون هذا صادقاً، ولكن هذا النوع من التغريدات يكون حالة عامة واحتقاناً عند الناس، وينعكس على تصرفاتهم في الواقع، وهذا أمر شاهدته بنفسي في بلادنا.
فأمر التحريض بين الناس عظيم، وأذية من لا ذنب له عظيمة.
وتجد بعض السفهاء من كل شعب يقود حرباً على الشعوب الأخرى ويسيء لها، فيجلب السب لقومه من باب المجازاة.
وهذا أشبه ما يكون بحديث: «لعن الله من لعن والديه»، وجاء في تفسيره في حديث آخر أنك تسب والدي الشخص فيسب والديك.
وفي الحديث الذي رواه البخاري في «الأدب المفرد»: "إنَّ أعظمَ الناس جُرماً إنسانٌ شاعر يهجو القبيلةَ من أسرِها".
فكيف بمن خاض في فتنة وأذكى نارها يتشاتم فيها الشعوب؟ فشتم شعباً وجاء بالشتم لشعبه.
فأولى ما يكون هذه الأيام الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات، رجاء نيل ثواب عن كل واحد منهم، والسعي بالمحتاج والمسكين وابن السبيل، لا مثل هذا التحريض.
قد يكون أنفع شيء لك هذه الليلة الحياء...
في هذه الليالي المباركة يتساءل كثير من الناس ما أحسن ما أفعل وكيف أنال الثواب العظيم وأستثمر في هذه الليالي التي قد تكون ليلة منها خير من ألف شهر.
وقد بدا لي هذه الليلة معنى كنت غافلاً عنه في شأن هذه الليلة.
كلنا نعرف حديث: «الحياء شعبة من الإيمان».
فهل خطر لك معنى الحياء في ليلة القدر؟
قال البخاري في صحيحه: "66- حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أن أبا مرة، مولى عقيل بن أبي طالب أخبره عن أبي واقد الليثي، أن رسول الله ﷺ بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله ﷺ وذهب واحد، قال: فوقفا على رسول الله ﷺ، فأما أحدهما: فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر: فجلس خلفهم، وأما الثالث: فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله ﷺ قال: «ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه»".
والحديث في موطأ مالك وصحيح مسلم.
فاجعل هذه الليلة وغيرها مما تبقى من ليالي الشهر مثل هذا المجلس النبوي الطيب.
هناك المقبل، وهو الذي يُقبل بمختلف أنواع الطاعات، فهذا يُقبل الله عليه، وله حظ من حديث: «ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول».
وهناك المعرض، وهو الذي ما بالى بهذه الأيام المباركة، وكان مسرفاً على نفسه أو مهملاً.
وهناك المستحيي، وهو الذي استحيا من الله فترك بعض معاصيه أو كلها حياءً من أن يفعل ذلك في الليالي المباركة.
أو من قدم قليلاً (وكل طاعاتنا في حق الله قليل، ولكنه يكثرها بكرمه) واستحيا منه وسأل الله القبول ورجا عفوه.
أو تذكَّر تقصيره طوال العام أو الشهر، فأصابه الحياء، فسأل الله عز وجل أن يتجاوز عنه ويغفر له.
فهذا عسى الله أن يستحيي منه، فيغفر له.
في هذه الليالي المباركة يتساءل كثير من الناس ما أحسن ما أفعل وكيف أنال الثواب العظيم وأستثمر في هذه الليالي التي قد تكون ليلة منها خير من ألف شهر.
وقد بدا لي هذه الليلة معنى كنت غافلاً عنه في شأن هذه الليلة.
كلنا نعرف حديث: «الحياء شعبة من الإيمان».
فهل خطر لك معنى الحياء في ليلة القدر؟
قال البخاري في صحيحه: "66- حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أن أبا مرة، مولى عقيل بن أبي طالب أخبره عن أبي واقد الليثي، أن رسول الله ﷺ بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله ﷺ وذهب واحد، قال: فوقفا على رسول الله ﷺ، فأما أحدهما: فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر: فجلس خلفهم، وأما الثالث: فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله ﷺ قال: «ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه»".
والحديث في موطأ مالك وصحيح مسلم.
فاجعل هذه الليلة وغيرها مما تبقى من ليالي الشهر مثل هذا المجلس النبوي الطيب.
هناك المقبل، وهو الذي يُقبل بمختلف أنواع الطاعات، فهذا يُقبل الله عليه، وله حظ من حديث: «ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول».
وهناك المعرض، وهو الذي ما بالى بهذه الأيام المباركة، وكان مسرفاً على نفسه أو مهملاً.
وهناك المستحيي، وهو الذي استحيا من الله فترك بعض معاصيه أو كلها حياءً من أن يفعل ذلك في الليالي المباركة.
أو من قدم قليلاً (وكل طاعاتنا في حق الله قليل، ولكنه يكثرها بكرمه) واستحيا منه وسأل الله القبول ورجا عفوه.
أو تذكَّر تقصيره طوال العام أو الشهر، فأصابه الحياء، فسأل الله عز وجل أن يتجاوز عنه ويغفر له.
فهذا عسى الله أن يستحيي منه، فيغفر له.