Telegram Web
Audio
درس المعارف الإسلامية الدرس 56

العنوان : خروج نساء النبي (ص) عن آية التطهير .

الأستاذ : الشيخ غالب صالح المطري.

----------------------------
▪️للتواصل مع استاذ المادة على البوت التالي :
@Ghalib3131bot

▪️لمتابعة الدروس بشكل متسلسل على هذا الرابط :
www.tgoop.com/almaearif
تلخيص درس المعارف الإسلامية الدرس 56.

العنوان : خروج نساء النبي عن آية التطهير.

___________________

هنالك من قال بأن آية التطهير نازلة في نساء النبي صلى الله عليه وآله ولديهم ثلاثة أدلة على ذلك :

الدليل الأول: خبر صرَّحَ فيه ابن عبّاس برأيه: فقال: أنّ آية التطهير نزلت في زوجات النبيّ، وهذا الخبر ورد بطريقين؛ الأول: من خلال عكرمة البربري،والثاني: من خلال سعيد بن جبير.

الدليل الثاني: خبر ورد عن عكرمة البربري مولى ابن عبّاس: حيث كان ينادي في الأسواق بأنّ آية التطهير نزلت في خصوص زوجات النبيّ صلی الله عليه وآله وسلم، أو كان يطلب المباهلة على قوله أنّها نزلت في زوجات النبيّصلی الله عليه وآله وسلم.

الدليل الثالث: وحدة السياق، فالآيات التي سبقت آية التطهير وكذلك التي بعدها، هي خطابات لزوجات النبي، وآية التطهير واقعة بين آيات متعلّقة بزوجات النبي فلابدّ وأن تكون آية التطهير متعلّقة أيضًا بهنَّ.

الردّ على الدليل الأول (قول ابن عباس) :

أولاً: أنّ الرواة الذين نقلوا قول ورأي ابن عبّاس،فيهم الضعفاء والمتروكين.

الرواية الأولى:

فيها ’’ أبو يحيى الحماني ‘‘ وهو ’’ عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني ‘‘ قال فيه أحمد بن حنبل: كان ضعيفا.

وفيها: ’’ خصيف بن عبد الرحمن الأموي الجزري ‘‘ قال فيه أحمد بن حنبل: { ليس بقوي، وليس بحجّة }،.

الرواية الثانية:

يكفي أنّ فيها ’’ عكرمة البربري ‘‘: الخارجي، وهو مولى عبد الله ابن عبّاس، وقد أقرّ ابن بكير أنّه أول من نقل المذهب الخارجي إلى بلاد المغرب، وشهد أكثر من واحد أنّه كان خارجيًّا، منهم أحمد بن حنبل، ومصعب الزبيري
كما شهد عليه البعض بالكذب على ابن عبّاس، منهم عبد الله ابن عمر عندما خاطب نافع قائلاً: { اتّق الله ويحك يا نافع لا تكذب عليَّ كما كذب عكرمة على ابن عبّاس }، ومنهم سعيد بن المسيب عندما قال لغلامه: { يا برد لا تكذب عليَّ كما كذب عكرمة على ابن عبّاس }، بل إنّ علي بن عبد الله ابن عبّاس قد أوثق عكرمة على الباب تأديبًا له، وعندما سأله يزيد بن أبي زياد لماذا تفعل به ذلك، قال ابن عبد الله بن عبّاس: { إنّه كان يكذب على أبي }.

ثانيًا: أنّ خبر ابن عبّاس متعارض مع خبرٍ آخر مروي عنه من طريقين يقول فيه أنّ آية التطهير نزلت في أصحاب الكساء الخمسة، فلما الإقتصار على روايتي سعيد بن جبير و عكرمة البربري، اللتين فيهما ما فيهما من الضعف والوهن؟

ثالثًا: لو قلنا بتمامية سند رواية ابن عبّاس، وعدم معارضتها مع رواية أخرى لابن عبّاس نفسه، هل من العلم ومن الوثاقة التمسك بخبر الآحاد وترك الخبر المتواتر عن ( 22 ) صحابي وصحابية من ضمنهم زوجات النبي صلی الله عليه وآله وسلم نفسهن بأن الاية نازلة في أهل الكساء..؟

رابعًا: هل عندما يتعارض قول الصحابي مع قول النّبيّ نقدم رأي الصحابي على النبيّ؟ لا يمكن أن نذهب لابن عبّاس ونترك تشخيص النبي في تحديد من هم أهل البيت(ع) الذين نزلت فيهم آية التطهير.

الردّ على الدليل الثاني (رواية عكرمة) :

أولاً: لا قيمة شرعية ولا عقلية، لشهادة وقول عكرمة البربري لعدة أسباب :

الأول: وجود دافع سلبي قوي وهو بغض أهل البيت عليهم السلام.

والثاني: سفاهة صاحبها وقلّة عقله فقد قال أبو الأسود { كان عكرمة قليل العقل خفيفًا}وعن ابن علية قال: ذكره أيوب فقال: { كان قليل العقل}.

الثالث: أنّ المتداول في تلك الأعصار بين الرواة هو قول أنّ الآية نزلت في غير زوجات النبي، وإلاّ لما أقدم عكرمة على مثل هذ الأفعال التي يستهجنها كل عاقل.
ولقد رواه أكثر من ( 20 ) صحابيًا، وأكثر من ( 30 ) تابعي انها في أهل الكساء ، كما هو مدوّن في مصنّفات أهل السنّة.

ثانيا : ثبوت كذب عكرمة على ابن عباس.

ثالثاً : هذا القول لا قيمة له، في مقابل ما تواتر من الأخبار في خصوص أنّ آية التطهير نازلة في أصحاب الكساء.

الردّ على الدليل الثالث (وحدة السياق) :

أولاً: وحدة السياق لا يمكن التمسك بها هنا حينما لأنه هنالك دليل يبطل الإعتماد على وحدة السياق. فهنالك أحاديث متواترة على أن الآية نازلة في خصوص أصحاب الكساء.

ثانياً : اختلاف سياق الضمير من المؤنث للمذكر، قبل وبعد آية التطهير، وهذا يدل أنّ الآية ليست نازلة في نساء النبي.

ثالثاً : وجود أدلّة روائية، تكشف على أنّ آية التطهير نزلت قبل الآيات التي نزلت في زوجات النّبيّ صلی الله عليه وآله وسلم ، من قبيل ما أخرجه ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري حيث قال: ’’ لمّا دخل عليٌ رضي الله عنه بفاطمة رضي الله عنها، جاء النبيّ ـصلی الله عليه وآله وسلم ـ أربعين صباحاً إلى بابها يقول: «السلام عليكم أهلَ البيت ورحمة الله وبركاته، الصلاة رحمكم الله﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾، أنا حربٌ لمن حاربتُم، أنا سِلمٌ لمن سالمتم..)

www.tgoop.com/Alamamalhadey
Audio
درس المعارف الإسلامية الدرس 57

العنوان : دلالة آية التطهير "العصمة"


الأستاذ : الشيخ غالب صالح المطري.
----------------------------
▪️للتواصل مع استاذ المادة على البوت التالي :
@Ghalib3131bot

▪️لمتابعة الدروس بشكل متسلسل على هذا الرابط :
www.tgoop.com/almaearif
تلخيص درس المعارف الإسلامية الدرس 57.

العنوان : دلالة آية التطهير "العصمة".


___________________________

آية التطهير لها دلالات عديدة منها العصمة، ولكن كيف نعرف عصمة أهل البيت عليهم السلام من هذه الآية؟
الجواب :

حينما نتدبر في الآية نعرف أن هذه الآية تصرخ بعصمة أهل البيت عليهم السلام.

فكلمة ( إنّما ) تدلّ على الحصر
( يريد الله ) الارادة هنا إرادة تكوينيّة كقوله تعالى : ( إِذَا أَرَادَ شَيْئَاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ).

وليست إرادة تشريعيّة كقوله تعالى : ( يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيْدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ).

لماذا؟

« الارادة » في الاية لا يمكن أن تكون إلاّ الارادة التكوينيّة ، لان الارادة التشريعيّة لا تختص بأهل البيت بل تعم جميع المكلفين ، فالارادة التشريعيّة يعني ما يريد الله سبحانه وتعالى أن يفعله المكلَّف ، أو يريد أن لا يفعله المكلّف ، هذه الارادة التشريعيّة ، أي الاحكام ، الاحكام عامّة تعم جميع المكلّفين.
فليس هناك تشريعان ، تشريع يختصّ بأهل البيت في هذه الاية وتشريع يكون لسائر المسلمين المكلّفين ، فالارادة هنا تكون تكوينيّة لا محالة .

( الرجس ) إذا رجعنا إلى اللغة ، فيعمّ الرجس ما يستقذر منه ويستقبح منه ، ويكون المراد في هذه الاية الذنوب ، ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ) ، أي إنّما يريد الله بالارادة التكوينيّة أن يذهب عنكم الذنوب أهل البيت ، ويطهّركم من الذنوب تطهيراً ، فهذا يكون محصّل معنى الاية المباركة .

إنّ إرادة الله التكوينيّة لا تتخلّف ، وبعبارة أُخرى : المراد لا يتخلّف عن الارادة الالهيّة ، ( إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون ) .

فإذا كانت الارادة تكوينيّة ، والمراد إذهاب الرجس عن أهل البيت ، فهذا معناه طهارة أهل البيت عن مطلق الذنوب ، وهذا واقع العصمة ، فتكون الاية دالّة على العصمة .

www.tgoop.com/Alamamalhadey
Audio
درس المعارف الإسلامية الدرس 58

العنوان : أحاديث الفضيلة في معرفة الإمام..

الأستاذ : الشيخ غالب صالح المطري.
----------------------------
▪️للتواصل مع استاذ المادة على البوت التالي :
@Ghalib3131bot

▪️لمتابعة الدروس بشكل متسلسل على هذا الرابط :
www.tgoop.com/almaearif
تلخيص درس المعارف الإسلامية الدرس 58

العنوان : أحاديث الفضيلة في معرفة الإمام.



هنالك نوعان من النصوص التي تبين أفضلية الائمة المعصومين عليهم السلام

1- نصوص قرآنية
2- نصوص روائية

النوع الأول تحدثنا عنه في الدروس السابقة.

اما النصوص الروائية فإما تدل على ولايتهم أو تدل على فضائلهم، والأول صريح على الإمامة والثاني يدل دلالة ضمنية على ولايتهم، ذلك لأنه لو ثبت أن الأئمة المعصومين عليهم السلام أفضل الخلق بنص الآيات والروايات ، فهل من المعقول أن يجعل الله عهده وأمامته في المفضول ويترك الأفضل؟
ومن هنا نعرف بطلان هذه المقولة التي يذهب إليها البعض تقديم المفضول على الأفضل، لأن الله تبارك وتعالى يقول "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"

هل تستوي الطائرة الكاملة التي توصلك سالما والطائرة الناقصة التي لا تعلم أنها لن توصلك على أقل تقدير ؟

من تلك الأحاديث التي تذكر فضائل الأئمة المعصومين منها حديث المناشدة للإمام علي عليه السلام يوم

قال ابن أبي الحديد- وهو من علماء السنة-: «ونحن نذكر ما استفاض من الروايات عند مناشدته أصحاب الشورى وتعديده فضائله وخصائصه التي بان [2] بها مَنْ هم ومَنْ غيرهم، قد روى الناس ذلك فأكثروا، والذي صحّ عندي أنه لم يكن الأمر كل ما رُوي من تلك التعديدات الطويلة. ولكنه قال لهم بعد أن بايع عبد الرحمن والحاضرون عثمان وتلكأ هو أي علي (ع)- عن البيعة، قال بعد كلام:

«أُنْشِدُكُمُ اللهَ أَفِيكُمْ أَحَدٌ آخَى رَسُولُ الله (ص) بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ حَيْثُ آخَى بَيْنَ بَعْضِ المُسْلِمِينَ وَبَعْضٍ غَيْرِي؟.

فَقَالُوا: لَا.

فَقَالَ (ع):

أَفِيكُمْ أَحَدٌ قَالَ لَهُ رَسُولُ الله (ص): «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا مَوْلَاهُ» غَيْرِي؟.

فَقَالُوا لَا.

فَقَالَ (ع): أَفِيكُمْ أَحَدٌ قَالَ لَهُ رَسُولُ الله (ص):

«أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي» غَيْرِي؟.

قَالُوا: لَا.

قَالَ (ع):

أَفِيكُمْ مَنِ ائْتُمِنَ عَلَى سُورَةِ بَرَاءَةَ؟.

وَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله (ص): «لَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّي» غَيْرِي؟. قَالُوا: لَا.

قَالَ (ع):

أَلَا تَعْلَمُونَ أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ الله (ص) فَرُّوا عَنْهُ فِي الحَرْبِ فِي غَيْرِمَوْطِنٍ وَمَا فَرَرْتُ قَطُّ؟.

قَالُوا: بَلَى!.

قَالَ (ع):

أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوَّلُ النَّاسِ إِسْلَامًا؟.

قَالُوا: بَلَى!.

قَالَ (ع):

فَأَيُّنَا أَقْرَبُ إِلَى رَسُولِ الله (ص) نَسَبًا؟.

قَالُوا: أَنْتَ .... .الخ »

https://www.tgoop.com/Alamamalhadey
Audio
درس المعارف الإسلامية الدرس 59

العنوان : حديث الأئمة الأثنى عشر رقم (1)

الأستاذ : الشيخ غالب صالح المطري.
----------------------------
▪️للتواصل مع استاذ المادة على البوت التالي :
@Ghalib3131bot

▪️لمتابعة الدروس بشكل متسلسل على هذا الرابط :
www.tgoop.com/almaearif
تلخيص درس المعارف الإسلامية الدرس 59.

العنوان :حديث الأئمة الأثنى عشر رقم (1).


✔️ مقدمة :

الأعداد التي بين أيدينا كالأربعين والثلاثة والثلاثين ونحوها خصوصيات قد أُخذت في عالم التشريع والتكوين.

ومن تلك الأعداد الملفتة للنظر هو العدد اثني عشر (12) فقد تكرر هذا العدد في العديد من الآيات والروايات، الأمر الذي يدل على خصوصية له، وقد ورد ذكره مقروناً بعدة ظواهر كونية، مثل: ظاهرة شهور السنة الاثني عشر، وظاهرة ساعات الليل أوالنهار الاثني عشر، وظاهرة العيون الاثني عشر التي انفجرت لموسى وعدد نقباء بني إسرائيل، والأسباط، وعدد حواريّي عيسى وغيرها.

وقد رُوي عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه سأل النبيّ فقال:
يا رسول الله، وما عدّة الأئمة؟ فقال:
«يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه، عدّتهم عدة الشهور، وهي عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض، وعدّتهم عدة العيون التي انفجرت لموسى بن عمران حين ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً، وعدّتهم عدّة نقباء بني اسرائيل»

وسأل أعرابيٌّ النبيّ: يا رسول الله، كم عدد الأئمة بعدك؟ قال: «عدد الأسباط وحواريّي عيسى ونقباء بني اسرائيل".

والسبب وراء هذا التشبيه من أجل تكريس فكرة الاثني عشر في الأذهان، حتّى لا يعتريها الغفلة والنسيان في أذهان الناس.


✔️تاريخ فكرة الأئمة الأثنى عشر


1- ما قبل خلق الخلق

تحدَّثت روايات الفريقين عن أن هؤلاء الاثني عشر كانوا يمثِّلون حقيقةً من الحقائق الغيبية قبل هذا الخلق، قد ورد بذلك النصوص نشير إلى بعضها:

1ـ ما رواه القندوزي الحنفي، بسنده عن أمير المؤمنين عن النبيّ في حديث طويل في ليلة المعراج، قال فيه|:
«…فقلتُ: يا ربّ، ومَنْ أوصيائي؟ فنوديت: يا محمد، أوصيائك المكتوبون على سرادق عرشي، فنظرتُ فرأيتُ اثني عشر نوراً، وفي كلّ نورٍ سطراً أخضر عليه اسم وصيّ من أوصيائي، أوّلهم عليّ وآخرهم القائم المهديّ…»

2ـ روى الخزّاز القمّي، بسنده عن واثلة بن الأسقع، عن النبيّ قال: «لمّا عرج بي إلى السماء، وبلغت سدرة المنتهى، ناداني جلّ جلاله فقال لي:
يا محمد، قلتُ: لبيك سيدي، قال: إنّي ما أرسلت نبّياً فانقضت أيامه إلاّ أقام بالأمر من بعده وصيّه، فاجعل عليّ بن أبي طالب الإمام والوصيّ من بعدك، فإنّي خلقتكما من نورٍ واحد، وخلقت الأئمة الراشدين من أنواركما، أتحبّ أن تراهم يا محمد؟ قلتُ: نعم، يا ربّ، قال: ارفع رأسك، فرفعت رأسي، فإذا أنا بأنوار الأئمة بعدي اثني عشر نوراً، قلتُ: يا ربّ، أنوار مَنْ هي؟ قال: أنوار الأئمّة بعدك، أمناء معصومون».

فهذه الأحاديث ـ وهي كثيرةٌ ـ تدلّ على نشأة نورية لهؤلاء الاثني عشر في مرحلةٍ سابقة على خلق هذا العالم.


2- ما قبل الاسلام

ما ورد في الديانات السابقة على الإسلام نوضِّحه من خلال النقاط التالية:

أوّلاً: ما ورد في العهد القديم أو نصّ التوراة، حيث ورد في سياق بشارة الله تعالى لخليله إبراهيم بولده إسماعيل ما نصّه:
«قي ليشماعيل بيرختي اوتو قي هفريتي اوتو قي هربيتي بمئود شنيم عسار نسيئيم يوليد قي نتتيف لگوي گدول».

وتعريبه ما يلي: «وأمّا إسماعيل فقد سمعتُ لك فيه، ها أنا أباركه وأُثمره وأكثّره كثيراً جدّاً، واثني عشر رئيساً يلد، وأجعله أمّة كبيرة»

وقال ابن كثير: «وفي التوراة التي بأيدي أهل الكتاب ما معناه: إن الله تعالى بشّر ابراهيم بإسماعيل، وأنه ينمّيه ويكثّره ويجعل من ذرّيته اثني عشر عظيماً».

دلّ هذا النصّ بوضوحٍ على وجود فكرة الاثني عشر في الديانات السماوية.

ولم تنفرد الإمامية بنقل هذا النصّ فقط، بل ذكره أيضاً بعض علماء الجمهور، كابن كثير، كما نقلنا عنه آنفاً.

ونقل أبو الفتح الكراجكي(449هـ) عن نسخةٍ قديمة للتوراة، رآها عند بعض الرؤساء بمصر، فيها ما نصه: «وفي إسماعيل قد سمعتُ دعاك، وباركته وكثّرته جداً، ويلد كبيراً، واثني عشر عظيماً، وأعطيته شعباً جليلاً».

وهناك نقلٌ آخر عن نسخة للتوراة، نقله أبو عليّ الطبرسي(القرن 6هـ) والعلامة المجلسي(11هـ)، ورد فيه التصريح باسم النبيّ محمد| وذكر الأئمّة من ذرّيته.
قال الطبرسي «كانت بشارة موسى بالنبيّ| في السفر الأول من التوراة (وليشتمعيل شمتنح هنه يرختي أتو وهفرتي أتو وهربتي أتو بمادماد شنيم عاسار نسئيم بوالد؟ وأنا تيتولگري كادل وات برني هانيم)

وتفسيره بالعربية: إسماعيل قبلت صلواته وباركت فيه وأنميته وكثّرت عدده بولدٍ له اسمه محمد، يكون اثنين وتسعين في الحساب، وسأخرج اثني عشر إماماً من نسله، وأعطيه قوماً كثير العدد».

وقال المجلسي: «سمعتُ من جماعةٍ من ثقات أهل الكتاب أنه موجودٌ في توراتهم الآن:
ومن إسماعيل أسمعتك أني باركت إياه، وأوفرت إياه، وأكثرت إياه في غاية الغاية، اثنا عشر رؤساء يولدون، ووهبته قوماً عظيماً.


www.tgoop.com/Alamamalhadey
Audio
درس المعارف الإسلامية الدرس 60

العنوان : حديث الأئمة الأثنى عشر رقم (2)

تابع لمراحل تاريخ حديث الأئمة الأثنى عشر

الأستاذ : الشيخ غالب صالح المطري.
----------------------------
▪️للتواصل مع استاذ المادة على البوت التالي :
@Ghalib3131bot

▪️لمتابعة الدروس بشكل متسلسل على هذا الرابط :
www.tgoop.com/almaearif
Audio
درس المعارف الإسلامية الدرس 61

العنوان : حديث الأئمة الأثنى عشر رقم (3)

الصحابة وحديث الأئمة الأثنى عشر عليهم السلام

الأستاذ : الشيخ غالب صالح المطري.
----------------------------
▪️للتواصل مع استاذ المادة على البوت التالي :
@Ghalib3131bot

▪️لمتابعة الدروس بشكل متسلسل على هذا الرابط :
www.tgoop.com/almaearif
تلخيص درس المعارف الإسلامية الدرس 61.

العنوان : حديث الأئمة الأثنى عشر رقم 3



شقَّت نصوص الاثني عشر طريقها إلى المجاميع الروائية وصحاح المسلمين وكذلك كتب علمائهم، وقاموا بدراستها وتحليلها وبيان المقصود بها، ممّا يعني استمرار وتفاعل هذه الفكرة في تراث المسلمين، وعلى أعلى المستويات، في الصحاح والمسانيد وشروحها.

وقد اهتم الصحابة والمسلمين بفكرة الاثني عشر كما اهتمّ النبي والأئمة من بعده بفكرة الاثني عشر، فقد اهتمّ بها أصحابهم أيضاً، من خلال الأسئلة المتكرّرة حول عدد الأئمة والخلفاء.

فقد سأل عنها النبيّ امثالُ: سلمان، وابن عبّاس، وأبو ذرّ، بل حتّى الإمام الحسن على صغر سنّه في عهد جدّه المصطفى.

وإليك بعض النماذج في ذلك:

1ـ عن أبي جعفر الثاني أن أمير المؤمنين قال لابن عباس:
«…ولذلك الأمر ولاة بعد رسول الله|، فقال ابن عباس: مَنْ هم؟ قال: أنا وأحد عشر من صلبي، أئمة محدّثون».

2ـ وعن الإمام الحسن قال: «سألتُ جدّي رسول الله| عن الأئمّة بعده؟ فقال: الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل اثنا عشر، أعطاهم الله علمي وفهمي، وأنت منهم يا حسن…».

3ـ وعن الإمام الباقر قال: …جاء المؤمنون إلى جدّي رسول الله| قالوا: يا رسول الله، تعرّفنا مَنْ الأئمة بعدك؟ فقال: «…أحد عشر إماماً من صلب عليّ، يكونون مع عليّ اثني عشر إماماً، كلّهم هداة لأمّتك»

4ـ عن حذيفه بن أُسيد قال: سمعتُ رسول الله| يقول على منبره:…، فقام إليه سلمان، فقال: يا رسول الله، ألا تخبرني عن الأئمة بعدك؟ أما هم من عترتك؟ فقال: «نعم، الأئمة بعدي من عترتي، عدد نقباء بني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين، أعطاهم الله علمي وفهمي…»

5ـ وعن أبي ذرّ قال: …قلتُ: يا رسول الله، وكم الأئمة بعدك؟ قال: «عدد نقباء بني اسرائيل»

6ـ وعن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله: «أنزلوا أهل بيتي بمنزلة الرأس من الجسد، وبمنزلة العينين من الرأس…»، فسألنا عن الأئمة؟ قال: «الأئمة بعدي من عترتي ـ أو قال: من أهل بيتي ـ، عدد نقباء بني إسرائيل»

7ـ وعن عبّاس بن سعد الساعدي، عن أبيه قال: سألتُ فاطمة صلوات الله عليها عن الأئمّة؟ فقالت: «سمعتُ رسول الله| يقول: الأئمة من بعدي عدد نقباء بني إسرائيل»

8ـ وعن أمير المؤمنين قال: «قلتُ لرسول الله|: أخبرني بعدد الأئمة بعدك، فقال: يا عليّ، هم اثنا عشر، أوّلهم أنت وآخرهم القائم»

9ـ وعن ابن عبّاس قال:…، فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله، وما عدّة الأئمة؟ فقال: «يا جابر…، عدّتهم عدّة الشهور، وهي عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله…»

10ـ وعن أبي هريرة قال: كنتُ عند النبيّ|…، فقال له عليّ بن أبي طالب: «بأبي أنت وأمّي يا رسول الله، مَنْ هؤلاء الذين ذكرتهم؟ قال: يا عليّ، أسامي الأوصياء من بعدك والعترة الطاهرة والذرّية المباركة»

11 ـ وعن سعيد جبير، عن عمّار بن ياسر، عن النبيّ| قال: «…واعلم يا عمّار أن الله تبارك وتعالى عهد إليَّ أن يعطيني اثني عشر خليفة، منهم عليّ، وهو أوّلهم وسيّدهم» فقلتُ: ومَنْ الآخرون يا رسول الله؟ قال: «الثاني منهم الحسن بن عليّ…»

12ـ وعن علقمة بن قيس قال: خَطَبنا أمير المؤمنين…، فقام إليه رجلٌ يُقال له: عامر بن كثير، فقال: يا أمير المؤمنين، لقد أخبرتنا عن أئمّة الكفر وخلفاء الباطل، فأخبِرْنا عن أئمّة الحقّ وألسنة الصدق بعدك، قال: «نعم، إنه لعهدٌ عهده إليَّ رسول الله|، أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً، تسعة من صلب الحسين…»

13ـ وعن يحيى بن النعمان قال: كنتُ عند الحسين إذ دخل عليه رجلٌ…، فقال: أخبرني عن عدد الأئمّة بعد رسول الله|، فقال: «اثنا عشر، عدد نقباء بني إسرائيل»، قال: فسمِّهم لي…، فقال: «نعم…»

14-وعن يحيى بن زيد قال: سألتُ أبي عن الأئمة؟ فقال: «الأئمة اثنا عشر، أربعة من الماضين، وثمانية من الباقين، قلتُ: فسمِّهم يا أبه، فقال: أما الماضين فعليّ بن أبي طالب…»

www.tgoop.com/Alamamalhadey
Audio
درس المعارف الإسلامية الدرس 62

العنوان : حديث الأئمة الأثنى عشر رقم (4)
- مصادر الحديث عند الفريقين
-صيغ والفاظ الحديث
.

الأستاذ : الشيخ غالب صالح المطري.
----------------------------
▪️للتواصل مع استاذ المادة على البوت التالي :
@Ghalib3131bot

▪️لمتابعة الدروس بشكل متسلسل على هذا الرابط :
www.tgoop.com/almaearif
تلخيص درس المعارف الإسلامية الدرس 62.


العنوان : نصوص حديث الأثنى عشر والفاظه عند الفريقين.


اولاً : مصادر الأحاديث

أـ مصادر أهل السنّة:

روى كبار أئمة الحديث لدى أهل السنّة هذه الأحاديث وهذه المصادر على نحوين :

أوّلاً: المصادر الأساسية ( الصحاح)

1ـ صحيح البخاري من ثلاثة طرق (كتاب الأحكام).

2ـ صحيح مسلم من تسعة طرق (كتاب الإمارة).

3ـ سنن أبي داوود من ثلاثة طرق (كتاب المهدي).

4ـ سنن الترمذي من طريق واحد (كتاب الفتن ـ باب ما جاء في الخلفاء).

ثانياً: المصادر الثانوية:

1ـ مسند أحمد (وفيه 34 حديثاً).

2ـ مسند الطيالسي.

3ـ المعجم الكبير، والمعجم الأوسط، للطبراني.

4ـ تاريخ بغداد.

5ـ تاريخ ابن عساكر.

6ـ تيسير الوصول.

7ـ التاج الجامع للأصول.

8ـ الجامع الصغير.

9ـ منتخب كنز العمال.

10ـ مصابيح السنّة.


ب ـ مصادر الشيعة:

يمكن تصنيف مصادر الشيعة التي رَوَتْ هذه النصوص أيضاً إلى صنفين:

الصنف الأوّل: المصادر الخاصّة
وهي التي أفردها مؤلِّفوها لهذا الغرض بشكلٍ مستقلّ، وهي:

1ـ كتاب النصّ على الأئمة الاثني عشر بالإمامة، للشيخ الصدوق(381هـ)

2ـ كتاب (مقتضب الأثر في النصّ على الأئمة الاثني عشر)، للمحدِّث الشيخ أحمد بن عبيد الله بن عيّاش الجوهري(401هـ)

3ـ كتاب (كفاية الأثر في النصّ على الأئمة الاثني عشر)، للمحدِّث الشيخ أبي القاسم عليّ بن محمد بن عليّ الخزّاز القمّي (القرن 4هـ)

4ـ كتاب (الاستنصار)، للشيخ الجليل محمد بن عثمان الكراجكي(449هـ)

5ـ كتاب (الموازنة لمَنْ استبصر في إمامة الأئمة الاثني عشر)، لأبي بكر المؤدب(بعد 300هـ)

6ـ كتاب (الردّ على مَنْ أنكر الاثني عشر ومعجزاتهم)، لأبي الحسن محمد بن بحر الرهني

7ـ كتاب (صحاح الأثر في إمامة الاثني عشر)، لابن البطريق(600هـ)

8ـ كتاب (استقصاء النظر في إمامة الأئمة الاثني عشر)، لابن ميثم البحراني(679هـ)

9ـ كتاب (المقالات العالية في بيان الفرقة الناجية في إمامة الأئمة الاثني عشر)، للقمّي الشيرازي(1098هـ)

10ـ كتاب (الآل في إمامة أمير المؤمنين والأحد عشر من أولاده)، لابن خالويه(370هـ)

11ـ كتاب (مواهب سيد البشر في أحاديث الأئمة الاثني عشر)، لمحمد معين السندي من علماء الجمهور

12 ـ كتاب (منتخب الأثر / ج1)، للشيخ لطف الله الصافي (معاصر).

13ـ كتاب (الاثنا عشر في الشعر).

الصنف الثاني: المصادر العامّة
1ـ الغيبة (للنعماني).

2ـ كمال الدين (للصدوق).

3ـ الكافي (للكليني).

4ـ المناقب (لابن شهرآشوب).

5 ـ دلائل الإمامة (للطبري).

6ـ إثبات الرجعة.

7ـ الغيبة (للطوسي).

8 ـ الخصال (للصدوق).

9ـ إعلام الورى.

10ـ الردّ على الزيدية.

رواة النصوص عن النبيّ (صلى الله عليه وآله):

روى هذه النصوص جملةٌ من أئمة أهل البيت وبعض أمّهات المؤمنين وكبار الصحابة.


ثانيا : صيغ الحديث وألفاظه:

قد ورد هذا الحديث بصيغ عديدة وكثيرة جدّاً، عن النبيّ وفي مواقف مختلفة، ممّا يدلّ على شدّة اهتمامه بمضمونها، وإرادة ترسيخه في وجدان المسلمين.
ويمكن تصنيف هذه الأحاديث يمكن إلى صنفين:

الصنف الأوّل: الأحاديث التي تنصّ على العدد فقط
.

الصنف الثاني: ينصّ على أسماء الأئمة الاثني عشر.

ونحن نذكر كلا القسمين في روايات الفريقين:

أـ نصوص الاثني عشر في مصادر الجمهور.

الصيغة الأولى: اثنا عشر أميراً

الصيغة الثانية: اثنا عشر خليفة

الصيغة الثالثة :أثنى عشر عدة نقباء بني إسرائيل.

الصيغة الرابعة: اثنا عشر قيِّماً

الصيغة الخامسة: اثنا عشر عظيماً

الصيغة السابعة: أوصيائي اثنا عشر

الصيغة الثامنة: الأئمة من بعدي اثنا عشر

الصيغة التاسعة: النصّ على أسماء الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام)

الصيغة العاشرة: أسماء الاثني عشر في ليلة الإسراء

الصيغة الحادية عشر: اثنا عشر خليفة من بني هاشم
فقد روى القندوزي الحنفي، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: كنتُ مع أبي عند النبيّﷺ، فسمعتُه يقول: «بعدي اثنا عشر خليفة»، ثم أخفى صوته»، فقلتُ لأبي: ما الذي أخفى صوته؟ قال: قال: «كلّهم من بني هاشم»

وسيأتي الحديث في الدرس القادم عن نصوص حديث الاثنى عشر الواردة عند مدرسة أهل البيت.

http://www.tgoop.com/Alamamalhadey
Audio
درس المعارف الإسلامية الدرس 63

العنوان : سند ودلالات حديث الأئمة الأثنى عشر.

الأستاذ : الشيخ غالب صالح المطري.
----------------------------
▪️للتواصل مع استاذ المادة على البوت التالي :
@Ghalib3131bot

▪️لمتابعة الدروس بشكل متسلسل على هذا الرابط :
www.tgoop.com/almaearif
تلخيص درس المعارف الإسلامية الدرس رقم 63.

العنوان : سند ودلالات حديث الأئمة الأثنى عشر عليهم السلام.

-يقع الكلام في قسمين :

1- البحث السندي :

ليس هنالك ضرورة للبحث في أسانيد نصوص الاثنى عشر وذلك لسببين:

الأوّل: تواترها تواتراً معنوياً، إنْ لم يكن لفظيّاً أيضاً، بما يفيد القطع بالصدور.

الثاني: ورودها في الصحاح، كالبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة.

ومن هنا لم يناقِشْ أحدٌ من علماء الفريقين في أسانيدها، بعد ورودها في الصحاح بهذه الكثرة الكاثرة، التي بلغت حدّ التواتر وإنما وقع البحث في تأويلها وتفسيرها.

وهنالك كلمات بعض الأعلام عند السنة والشيعة في صحّة هذه الأخبار وتواترها، بما يغني عن تفصيل البحث في أسانيدها:

1ـ قال الفضل بن روزبهان من علماء الجمهور: «ما ذكر من الأحاديث الواردة في شأن اثني عشر خليفة فهو صحيحٌ ثابت في (الصحاح) من رواية جابر»

2ـ وقال الترمذي، بعد نقل حديث: «يكون من بعدي اثنا عشر أميراً…»، ما نصّه: «هذا حديثٌ حسن صحيح»

3ـ وقال إبراهيم بن نوبخت «القول في إمامة الأحد عشر بعده (أي بعد عليّ) نَقْلُ أصحابنا متواتراً النصّ عليهم بأسمائهم من الرسول| يدلّ على إمامتهم، وكذلك نقلُ النصّ من إمامٍ على إمام، وكتب الأنبياء سالفاً يدلّ عليهم، وخصوصاً خبر مسروق يعترفون به»

4ـ وقال العلاّمة القندوزي الحنفي: «إن الأحاديث على كون الخلفاء بعده| اثنا عشر قد اشتهرت من طرقٍ كثيرة»

5ـ وقال الشيخ المفيد، في معرض كلامه عن إمامة الأئمة الاثني عشر: «الدليل على ذلك أن النبيّ| نصّ عليهم نصّاً متواتراً بالخلافة، مثل: قولهﷺ للحسين: ابني هذا إمام، ابن إمام، أخو إمام، أبو أئمة تسعة، تاسعهم قائمهم، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً»....


2- البحث الدلالي:

1ـ حصر عدد الأئمة بالاثني عشر حصراً دقيقاً، بلا زيادة أو نقصان.

2ـ التحديد الدقيق لأسماء الاثني عشر، وأنّ أولهم عليّ وآخرهم المهديّ’، كما ورد في بعضها.

3ـ تحديد مواصفاتهم العلمية والنسبية بشكلٍ دقيق أيضاً، مثل: كونهم من قريش، أو من بني هاشم، أو من أهل البيت؛ وذلك خروجاً بالفكرة من الإطار الكلّي العامّ إلى بيان المصداق الخارجي الدقيق.

4ـ وصفهم بالأئمة، أو الخلفاء أو الأمراء أو المحدَّثين، أو النقباء.

5ـ إنّ عزّة الإسلام ومنعته منوطةٌ بخلافة الاثني عشر خليفة.

هذه هي المضامين الأساسية والعناصر الرئيسة التي تكرَّر ذكرها في عشرات النصوص الواردة من طريق الفريقين في هذا المجال.


3- المؤيّدات الخارجية لصدور أحاديث الاثني عشر:

1ـ قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ . فالآية تؤكِّد مضمون أحاديث الاثني عشر، الدالّ على استمرار الإمامة والخلافة حتّى قيام الساعة. ويؤيِّد هذا ما رواه السيوطي في تفسير هذه الآية، قال: «وأخرج ابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة والديلمي وابن عساكر وابن النجّار، قال: لمّا نزلت: ﴿إنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ وضع رسول اللهﷺ يده على صدره، فقال: «أنا المنذر»، وأومأ بيده إلى منكب عليٍّ رضي الله عنه، فقال: «أنت الهادي، يا عليّ بك يهتدي المهتدون من بعدي»». وهكذا الأئمة من ولده كانوا الهداة من بعده في مجتمعاتهم.

2ـ حديث الثقلين: الدالّ على استمرار الإمامة في أهل البيت حتّى يَرِدوا الحوض على النبيّ مع القرآن الكريم.

3ـ حديث الأمان: روى الحاكم النيسابوري، بإسناده عن ابن عبّاس، عن رسول الله| قال: «النجوم أمانٌ لأمتي من الغرق، وأهل بيتي أمانٌ لأمتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلةٌ من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس»، ثم قال: هذا صحيح الإسناد، ولم يخرِّجاه ولا عصمة من الاختلاف إلاّ مع وجود واحدٍ منهم في كلّ عصرٍ.

4ـ حديث السفينة: روى الحاكم النيسابوري، عن أبي ذرّ قال: سمعتُ النبيّ محمد| يقول: «ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من قومه، مَنْ ركبها نجا، ومَنْ تخلَّف عنها غرق».

5ـ حديث مَنْ أحبّ أن يحيا حياتي: قال رسول الله: «مَنْ أحب أن يحيا حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل الجنة التي وعدني ربي، قضبانها غرسه بيده ـ وهي جنّة الخلد ـ، فليتولَّ علياً وذرّيته من بعده، فإنهم لن يخرجوكم من باب هدى، ولن يدخلوكم في باب ضلالةٍ».

6ـ حديث خلفاء الله: قال أمير المؤمنين في حديثه المشهور مع كميل بن زياد النخعي: «اللهمّ بلى، لن تخلو الأرض من قائمٍ لله بحجّة؛ لئلا تبطل حجج الله وبيناته".

7ـ حديث: «مَنْ مات وليس عليه إمامٌ فميتته ميتةٌ جاهلية»

8ـ إنّ البخاري الذي نقل حديث الاثني عشر كان معاصراً للأئمّة الجواد والهادي والعسكري، وفي ذلك مغزىً كبير؛ لأنه يبرهن على أنّ هذا الحديث قد سُجِّل عن النبيّ| قبل أن يتحقَّق مضمونه،و هو تعبير عن حقيقة ربانية نطق بها مَنْ لا ينطق عن هوى، فقال: «إنّ الخلفاء بعدي اثنا عشر».

http://www.tgoop.com/Alamamalhadey
Audio
درس المعارف الإسلامية الدرس 64

العنوان : موقف مدارس المسلمين حول حديث الأئمة الأثنى عشر عليهم السلام.

الأستاذ : الشيخ غالب صالح المطري.
----------------------------
▪️للتواصل مع استاذ المادة على البوت : @Ghalib3131bot

▪️لمتابعة الدروس بشكل متسلسل انقر 👈 هنا
تلخيص درس المعارف الإسلامية الدرس 64.

العنوان : موقف مدراس المسلمين تجاه أحاديث الائمة الأثنى عشر عليهم السلام.

____________________

لقد أوردت مدارس المسلمين روايات الأئمة الأثنى عشر عليهم السلام ، ووافقت عليها من حيث الصدور والثبوت وصحة الإسناد، ثم صارت بصدد تفسيرها وتحليلها.

لكنّ الفَرْق بين موقف كبرى المدرستين تجاه هذه النصوص، فمدرسة الإمامة قد أقامت صرح اعتقادها بإمامة الأئمة الاثني عشر على هذه النصوص بقوةٍ، واعتبرتها أحد أهمّ أدلتها في القول بإمامة الأئمة الاثني عشر؛ بينما لا نجد مثل هذا الموقف في مدرسة الخلافة، ولا في ما هو بأيدينا من تراثهم العقائدي ، أو استدلالاتهم على خلافة الأوائل، بل لم يستدلّ به أحدٌ من خلفائهم ـ الذين فسّرت فيهم هذه النصوص ـ لإثبات خلافته، لا من الخلفاء الأربعة ـ عدا الإمام عليّ ـ، ولا غيرهم ممَّنْ تأخَّر عنهم.

والحقيقة هي أنّ مدرسة الخلافة لم تنطلق في التعامل مع فكرة الاثني عشر من منطلق كلامي، بل من منطلق روائي مَحْض، وذلك حينما وجدَتْ نفسها أمام نصوص لا يمكن إنكارها، فلم تجد بُدّاً من تأويلها، فلذا تأوّلتها من منطلق الشرح لهذه الأحاديث، لا من منطلق الاستدلال بها لإثبات نظريّتها في الإمامة؛ لأنها لا تقول بهذه النظرية أساساً. ومن هنا كانت هذه النصوص بمثابة تحدٍّ كبير لمدرسة الخلافة، وذلك من جهتين:

الأولى: إنّ هذه النصوص تدعم بشكلٍ قويّ وملحوظ نظرية الإمامية في القول بإمامة الأئمة الاثني عشر.

الثانية: إنّ الواقع الخارجي للخلافة والخلفاء الذين تصدّوا للحكم باسم الإسلام لا يساعد على تفسير الأحاديث بهم، وكونهم هم المقصودين بنصوص الاثني عشر. هذا مضافاً إلى عدم انطباق العدد عليهم؛ لزيادتهم عليه. وتطبيقه على بعضٍ دون بعض قولٌ بلا دليلٍ، فهو رجمٌ بالغيب، وترجيحٌ بلا مرجِّح.

ومن هنا نجد أنّ مدرسة الخلافة تواجه إحراجاً كبيراً تجاه فهم وتفسير وتأويل هذه النصوص، بما يشبه حالة الانسداد والحيرة والاضطراب عندهم، بل صرّح بعض أعلامهم بالعجز والانسداد في فهم هذه النصوص، كما سيأتي نقل كلماتهم لاحقاً.

وهذا هو السرّ في ظاهرة غياب ـ بل تغييب ـ هذه النصوص عن الخطاب الديني لمدرسة الخلافة سابقاً وحاضراً، وعدم تثقيف الأمة عليها، رغم وجودها في الموروث الروائي لهم؛ لأنّ الاطلاع على هذه النصوص والتطرّق لها يحرج كلّ مَنْ يتعرّض لها؛ لأن للتعرض لها استحقاقه، وهو المطالبة من قِبَل المستمع لهذه الأحاديث بتفسيرٍ مقنع ومنطقيّ لكلام النبيّ|؛ كي يخرج به عن دائرة الإهمال أو الإغلاق، الأمر الذي تعجز عنه مدرسة الخلافة بشكلٍ واضح، كما ستقف على محاولاتهم في تفسير هذه الأحاديث.

وأمّا مدرسة الإمامة فهي تمتلك منذ البدء الأساس النظري الذي ينسجم مع هذا الموروث الروائي لنصوص الاثني عشر، بل هذه النصوص هي من جملة التأسيسات النظرية المهمّة لنظرية الإمامة. ولذا نجد هذا الاهتمام الكبير لأئمّة أهل البيت بنشر هذه الفكرة بين أتباعهم وتثقيفهم عليها.
كما نجد أيضاً هذا التفاعل الدائم من قبل أتباعهم مع فكرة الاثني عشر، ومتابعتهم لها، بالسؤال عنها منذ عصر الرسالة الأوّل وحتّى عصر الإمامة وزمان الحضور.

فقد رُويت أحاديث الاثني عشر عن كلٍّ من: الإمام عليّ، الصدّيقة الطاهرة، الإمام الحسن، الإمام الحسين، الإمام السجاد، الإمام الباقر، الإمام الصادق، الإمام الكاظم، الإمام الرضا، الإمام العسكري.
وهذا يعني استمرار التركيز على هذه الفكرة طوال إمامة أهل البيت على مدى 250 عاماً، ولا سيَّما في عصر الإمام الصادق، حيث ظهرت بعض الفرق الشيعية غير الاثني عشرية، كالزيدية والفطحية والإسماعيلية، ثم بعد ذلك الواقفية وغيرها، ممّا كان يتطلَّب من الأئمة جهداً مضاعفاً لحفظ هذه الفكرة النبويّة من عمليات التشويه والبتر، حيث تقف بعض هذه المذاهب على بعض الأئمّة، كالإسماعيلية والواقفية..... الخ

ولكنّ هذا لا يعني أن لا يكون هناك من أصحاب الأئمة عليهم السلام مَنْ لا يعرف اسم بعضهم، أو كان يطلب ذكر أسمائهم، إما للتعلُّم أو للتأكُّد والضبط، ولكن هذا لا يعني الجهل بأصل العدد والفكرة. قال الشيخ الصدوق «إنا لم ندَّعِ أن جميع الشيعة عرف في ذلك العصر الأئمة الاثني عشر بأسمائهم، وإنما قلنا: إن رسول الله أخبر أن الأئمة بعده اثنا عشر، الذين هم خلفاؤه، وأن علماء الشيعة قد روَوْا هذا الحديث بأسمائهم، ولا ينكر أن يكون فيهم واحدٌ أو اثنان أو أكثر لم يسمعوا بالحديث»

www.tgoop.com/Alamamalhadey
دروس المعارف الإسلامية pinned «سلسلة دروس في حديث الأئمة الأثنى عشر عليهم السلام ضمن دروس المعارف الإسلامية. ما عليك إلا النقر على الدرس الذي تحب أن تسمعه لتصل إليه : 1- تأريخ فكرة الأئمة الأثنى عشر 2- مراحل فكرة الأئمة الأثنى عشر 3- تدوين حديث الأئمة الأثنى عشر 4- مصادر الحديث…»
Audio
درس المعارف الإسلامية الدرس 65

العنوان : اضطراب مدرسة الخلفاء في تفسير أحاديث الائمة الأثنى عشر عليهم السلام.


الأستاذ : الشيخ غالب صالح المطري.
----------------------------
▪️للتواصل مع استاذ المادة على البوت : @Ghalib3131bot

▪️لمتابعة الدروس بشكل متسلسل انقر 👈 هنا
2024/11/17 05:21:38
Back to Top
HTML Embed Code: