ماذا حدث ليلة أمس في لبنان؟

في الوقت الذي كان فيه جرذ الضاحية المسردب يلقي كلمته، كان يمني النفس، ويعد العدة ليبشر أنصاره بإطلاق مئات الصواريخ على الكيان أثناء الكلمة.

ما حدث أن اتصالاتهم كانت مخترقة، وتحركاتهم مرصودة، فباغته الكيان بأكثر من سبعين غارة جوية دمرت معظم قواعد الإطلاق المعدة مسبقا، وأحالت ليل لبنان إلى نهار!

رسائل مشفرة واضحة بين الكيان وحزب إيران لا تخطئها عين مراقب:

الكيان: سنعيد سكان الشمال الى بيوتهم وحزب الضاحية سيدفع ثمنا باهضا مع مرور الوقت.

دجال الضاحية: لن يعودوا إلا بعد وقف الحرب على غزة.

بعد عام إلا قليلا وبعد أن انتهت المجزرة او شارفت على وضع أوزارها، يطلب منهم وقف العدوان؟!

الكيان اليوم غير معني إلا بأمر واحد؛ وهو إنهاء أي تهديد من لبنان، وهذا مطلب يراد به فتح الباب على مصراعيه أمام نتنياهو، ولن يتراجع حتى تحقيقه سلما أو حربا، لكنه يريد له أن يطول ليستمر استنزاف الحطب وصولا لإنهاكه وجعله مجرد حزب مخصي.

دجال الضاحية ملزم برد يتناسب مع حجم الضربة التي تلقاها، وقال أنها كانت تهدف لقتل 5000 عنصر من الحزب، وعدم الرد لا يعني فقط انكسارا واندحارا، بل وإهانة جديدة تفوق حجم إهانة تفجيرات أجهزة الإتصالات حتى وإن تلحف بلحاف وقف الحرب على غزة.

لهذا فهو بين خيارين أحلاهم مر، فإما تراجع، وإما رد بحجم الإهانة، لكن هكذا رد سيمنح الكيان فرصة قتل من لم تقتله تفجيرات البيجرات واللاسلكي، فالحرب المقبلة إن حدثت لن تكون نزهة كسابقاتها من المسرحيات!

لقد كان خطابا مليئا بالمراوغة والكذب والتهديدات الفرط صوتية الجوفاء!

‏ما بيننا وبين حزب ايران الرافضي أنهار من الدماء والأشلاء، وحرب وتهجير،وانتهاك حرمات ومحرمات، وليس مجرد خلافات سياسية، أو وجهات نظر.

ما بيننا وبين محور إيران الصفوي حرب دين وعقيدة، لم نسلم منها وقد سالمناهم وقبلنا بهم فغدروا بنا عند أول فرصة!

ما بيننا وبينهم حرب وجود أعلنوها علينا، واستباحوا بها ديارنا.

ما بيننا وبينهم ثارات ذي قار والولجة وذات السلاسل ونهاوند والقادسية والفراض.

ما بيننا وبينهم استباحة العراق والشام واليمن ولبنان.

ما بيننا وبينهم بعيد، بعد السماء عن الأرض!

‏لو لم يكن لثورة الشام من فضل علينا سوى إسقاط الأقنعة لكفاها بذلك فضلا، فأقله لن نموت مخدوعين!

لكنها كانت أكبر من ذلك، فقد عرفتنا بديننا ودفعتنا للبحث في سر التكالب علينا، وأظهرت الصورة بلا رتوش، والوجوه بلا أقنعة أو مساحيق تجميل.

كل شيء تغير بلا عودة، والعالم يموج كأنه مرجل يغلي، أو بركان أوشك على الثوران!

‏يبدو أن هناك عملية إغتيال لشخصية مهمة في الضاحية الجنوببة، استخدمت فيها طائرة F35 أطلقت أربعة صواريخ، والكيان يعترف بالعملية فورا.

15 قتلى في حصيلة أولية للغارة التي نفذها الكيان على الضاحية، ومعلومات تتحدث عن اغتيال القيادي البارز إبراهيم عقيل المتهم بتفجير السفارة الأمريكية والعضو في مجلس الجهاد أعلى هيئة عسكرية في حزب الضاحية.

معلومات أخرى متداولة أيضا ترجح تصفية نعيم قاسم الرجل الثاني في الحزب وربما يكون هناك أكثر من شخص.

معلومات تقول أن الغارة استهدفت إجتماعا أمنيا كان يعقد في المكان المستهدف في الضاحية الجنوبية لبيروت!

‏من كتب وتحدث وأظهر، أو صمت، الأمة كلها من أقصاها لأقصاها، مسرورة وشامتة بما يحدث للروافض الصفوين في لبنان وانقلاب السحر عليهم، وحدهم من أعمى الله بصرهم وبصائرهم يلطمون كالنائحة المستأجرة!

اللهم إنك حرمت الظلم على نفسك وجعلته محرما بين عبادك، اللهم فانتقم لنا ممن ظلمنا واجعل ثأرنا على من عادانا، وأرنا فيهم عجائب قدرتك التي لا ترد عن القوم الظالمين.

اللهم انتقم لأهل العراق والشام ولبنان واليمن، وأعد لنا الكرة على عدوك وعدونا، وانصرنا عليهم.

هل يعلم النائحون على حزب الضاحية، أن شريحة واسعة من المحسوبين على الحزب تلعن دجال الضاحية وإيران صبح مساء، وأنهم لو استطاعوا رفع أصواتهم والحديث لعرفتم حجم ما يعانون من القهر بسبب حزب إيران؟!

‏أضحك كثيرا كلما سمعت ناشتي وناشتات حزب الضاحية يلطمون، ويطلبون من الناس ألا يصورون.

الكيان يعيش مع قيادات الحزب حتى في غرف نومهم ولديه علم بكل خطوة يخطونها ويختار منهم ما يشاء وقت يشاء وكيف يشاء!

المهم أين الردود على كل تلك الصفعات، أم أن مراجلهم على السوريين العزل؟

‏الكيان يقول أنه بادر لمهاجمة اجتماع كان يحضر لعملية اجتياح لمنطقة الجليل الأعلى، والحزب ينعي 13 هالكا.

هذا الخبر يعيدنا للمربع الأول وأحداث 7 أكتوبر 2023، لو صدق محور إيران لشارك بعملية الطوفان، ولما نكث وغدر وترك غزة وحدها تعاني مذبحة رهيبة منذ حوالي العام.

أي خير يرتجى من هؤلاء؟

والله لو فعلوها آنذاك لتغير وجه المنطقة، ولرفعنا لهم القبعة رغم كل ما فعلوه بنا، لكنهم ميليشيات مرتزقة أنشئت لقتل المسلمين ونشر الفوضى والخراب في المنطقة تحقيقا لاهداف صفويي إيران، وأقسم على ذلك والله بيننا وبينكم!

‏عندما نقارن معارك غزة وشجاعة ورجولة واستبسال الفلسطينيين، مع مرتزقة إيران في العراق وسورية ولبنان، فسنكتشف فورا جبن وخوار هؤلاء مرتزقة إيران.

معظم قادة الصف الأول لحزب الضاحية، وكثير من قادة الحرس الصفوي جرى تصفيتهم بكل أريحية، لكن المفارقة أن قادة حماس الذين جرى تصفيتهم كانوا في ايران ولبنان!

ومع ذلك مايزال محور المقاولة والمماتعة يمارس التبجح فيهدد ويتوعد، ثم يخرج حكواتي الضاحية ليطلق الخطب الرنانة الفرط صوتية!

سبحان الله الذي وضع حجابا بيني وبينهم، فوالله لا أرى في وجهه ووجوههم إلا مسحة خنزير!

‏هل لاحظتم كيف أن نظام الأسد النصيري، مازال محافظا على وضعية الميت في كل الأحداث التي بدات قبل عام وحتى الآن، ولو كان فأرا لتحرك وفعل شيئا!

هذه عصابة فهمت الدرس وعلمت أنه حتى زمن الشعارات والعنتريات الكاذبة لم يعد مقبولا وقد ولى إلى غير رجعة، فأين سيجدون مثل هذه العصابة الوضيعة؟

حزب الضاحية منكوب يعاني الأمرين، وإيران صامتة صمت القبور، وعصابة الأسد كجرذ يختبئ في جحره، ومع ذلك وجدوا متسعا من الوقت لقصف المدنيين في تفتناز بريف إدلب فارتقى ممرض، وجرح 8 مدنيين بينهم أطفال.

اللهم اشدد وطأتك عليهم!

مرتزقة الشمال كلاب حراسة الحدود والدوريات، وهيئة الجولاني طمئنونا عن أحوالكم!

من صور العدل الالهي أننا قلما نجد قتيلا لحزب الضاحية لم يشارك بقتل مسلمي الشام، بينما بعضهم شارك في العراق وحتى اليمن، بينما لا معارك لهم مع الصهاينة إلا ما نسمعه من جعجعات وشعارات.

تنظر في نعواتهم فتجدهم وبكل وقاحة يتفاخرون بالمشاركة بقتل أهل الشام، ثم يلومون السوريين على فرحهم بهلاك القتلة المجرمين!

كل من في الصورة هلك بضربة الأمس، وهم قادة الصف الاول وأعضاء هيئة حرب فرقة الرضوان التي تعتبر عماد قوة حزب الضاحية الصفوي، وكان لهم دور بارز في قتالنا.

اللهم شماتة وفرحا يشفي الصدور، وعقبى لحكواتي الضاحية ودجالها.