Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
- Telegram Web
Telegram Web
وفي أثناء مُزاولة كل مهنة فإن الممارسة تُحرِّك الحَرارة الغريزية، وتَستلزم حِفظ الصحة وطرْدَ الكسل والبلادة، وتستوجب حِدَّة الذكاء وبَعْث النشاط

وعندما يتكسَّب الولد بالصناعة فالأولى أن يتأهَّل وأن ينفصل بنفسه عن بيت أهله، وقد كان من عادة ملوك الفرس أن لا يُرَبُّوا أولادَهم بين الخَدم والحشم؛ بل كانوا يُرسلونهم- مع الثقات- إلى الأطراف البعيدة؛ لينشأوا على قساوة العيش والخشونة وترْك التَرَف وتكاليف الرجولية، وفي الإسلام كانت عادة رؤساء الدَّيْلَم على نفس هذا النهج.

ومَن يحصُل على تربيةٍ بخلافِ هذه المعاني يصعُب عليه قبولُ الآداب، خاصةً عندما يؤثّر فيه السِنّ وطولُ الاعتياد على ما ألِف من العيش، إلا مَن كان عارفا بقُبح هذه السيرة مُطَّلِعًا على كيفية التخلص من هذه العادات.

- نصير الدين الطوسي ت672 هـ -
" لا مقصودَ من جميع التكاليف إلا معرفةُ ذُلّ العبودية وعِزّة الربوبية ".

- الإمام الرازي-
استقرّ النّاس على أنّ الضّرب شيء مهين وغير مقبول، وأهمّ من ذلك أنّهم استقرّوا على أنّه غير مفيد في علاج النشوز أصلًا بل يزيده ولا تقبله الحرّة على نفْسها ولا أهلها، هكذا مطلقًا دون قيد أو شرط، مهما تكلّمتَ عن أنّه يكون غير مبرّح ولا مؤذ وأنّه يأتي في المرتبة الثّالثة بعد الوعظ والهجر ومهما قلتَ إنّه لا يكون إلا للمرأة النّاشز، ففكرة الضّرب نفْسها أصبحت غير مستساغة، يتّفق في ذلك عامّة النّاس على اختلاف مذاهبهم وعقائدهم ومراتب تديّنهم إلا ما شذّ وندر.

فأنت الآن أمام مشكلة حقيقيّة تريد أن تطبّق قول الله ربّ العالمين: (واضربوهنّ) وتغار على أوامر الشّريعة وحدود الله تعالى ونحو ذلك من النّوايا الطّيبة الحسنة، لكنّك تغفل عن الغرض الذي نزلت من أجله الآية أصلًا وهو علاج النّشوز، فأنت بذلك تقود النّاس إلى ضدّ ما يريده الله عزّ وجلّ وتدفعهم إلى ما يضرّهم ولا يفيديهم، فأخبرني كيف بهذا التصوّر تكون قد طبّقتَ الشّرع؟! هل الشّريعة مجرّد تطبيق للأوامر واجتناب للنّواهي دون إدراك لحقيقة ما يترتّب على هذه الأوامر والنّواهي؟! هذا هو السّؤال الذي يجب أن يسأله كلّ إنسان لنفسه قبل أن يتبنّى رأيًا من الآراء سواء في هذه المسألة أو غيرها دون تشنّجات واستدعاء ساذج لغربة الدّين وضياع المفاهيم.

الغريب أنّ عددًا من المفسّرين والفقهاء أدركوا هذه الحقيقة مبكّرًا جدّا، فيقول عطاء بن أبي رباح المفسّر والفقيه التّابعي المشهور: لا يضربْها وإن أمرَها ونهاها فلمْ تطعْه، ولكن يغضب عليها. فهذا لا بدّ عند ضعيفي الفهم أن يكون ملحدًا، الله يقول: (واضربوهنّ) وهو يقول صراحة: لا يضربْها! ويقول الفقيه المالكي ابن العربي معلّقًا على قوْل عطاء: هذا من فقه عطاء، فإنّه من فهمه بالشّريعة ووقوفه على مظانّ الاجتهاد علم أنّ الضّرب هاهنا أمرُ إباحة، ووقف على الكراهية من طريق أخرى في قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إنّي لأكره للرّجل يضربُ أمتَه عند غضبه، ولعلّه أن يضاجعها مِن يومه.. والذي عندي أنّ الرّجال والنّساء لا يستوون في ذلك؛ فإنّ العبد يُقرَع بالعصا والحرّ تكفيه الإشارة.

دع عنك ما ورد عن بعض الصّحابة وخصوصًا ما ورد عن الزّبير بن العوّام رضي الله عنه في ضرْبه لزوجته، فهذا ليس موطن اقتداء، فأسماء رضي الله عنها وأرضاها لم تكن ناشزًا أصلًا وحاشاها أن تكون كذلك، ولكن الزبير كان يتصرّف وفْق ما علق به مِن تقاليد وما نشأ عليه. والاستدلال بمثل هذه المواقف عمومًا من إفرازات تقديس الصّحابة رضي الله عنهم تقديسًا مطلقًا وإهمال الجانب الإنساني فيهم من أنّهم بشرٌ لهم أخطاء وعادات جاهليّة استطاعوا أن يتخلّصوا من كثير منها وبقي ما لم يقدروا على تخطّيه، وهذا مبدأ إنساني عام لا يستطيع عاقلٌ أن ينكره أو يتجاهله.

وانطلاقًا مِن هذه البقايا الجاهليّة ألحّ بعض الصّحابة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يأذن لهم في الضّرب بعد أن نهى عنه وقال: لا تضربنّ إماء الله، فقال عمَر رضي الله عنه: قد اجترأ النّساء على أزواجهنّ فأمُر بضربهنّ، فضرِبْن، فطاف بآل محمّد صلى الله عليه وسلم نساء كثير، فلمّا أصبح قال عليه الصّلاة والسّلام: لقد طاف الليلة بآل محمّد سبعون امرأة كلّ امرأة تشتكي زوجها فلا تجدون أولئك خياركم. فالأمر في غاية الوضوح كما ترى من هذا الأثر وهو أنّ قضيّة الضّرب تعتمد في تقريرها على كونها مجدية أو غير مجدية، فلم تكن واجبًا يجب الالتزام به، بل هي خاضعةٌ لما يترتّب عليها من منافع أو مضارّ.

ويحلّل الطّاهر بن عاشور رحمة الله عليه هذه الآية فيقول: وعندي أنّ تلك الآثار والأخبار محمل الإباحة فيها أنّها قد رُوعي فيها عُرف بعض الطّبقات من النّاس أو بعض القبائل؛ فإنّ النّاس متفاوتون في ذلك، وأهل البدو منهم لا يعدّون ضرب المرأة اعتداء ولا تعدّه النّساء أيضًا اعتداء.

وتنبّه الطّاهر إلى أمر مهمّ جدّا في هذه المسألة أيضًا وهو أنّ أصول قواعد الشّريعة لا تسمح بأن يقضي أحدٌ لنفْسه لولا الضّرورة، والضّرب خطيرٌ وتحديده عسير، فلو أنّه أطلِق للأزواج أن يتولّوه وهم حينئذ يشفون غضبهم لكان ذلك مظنّة التّجاوز؛ إذ قلّ من يعاقب على قدْر الذّنب؛ ولذلك انتهى إلى أن يقول: يجوز لولاة الأمور إذا علموا أنّ الأزواج لا يحسنون وضع العقوبات الشّرعية مواضعها ولا الوقوف عند حدودها أن يضربوا على أيديهم استعمال هذه العقوبة، ويعلنوا لهم أنّ مَن ضرب امرأتَه عوقِب؛ كيلا يتفاقم أمر الإضرار بين الأزواج، لا سيّما عند ضعف الوازع.

فهذا هو كلام أهل العلم بالشّريعة ليس من كلام العلمانيين ولا النّسويات ولا الملحدين، يمكنك أن تقلّده وأنت مطمئنّ بأنّ دينك لم يُخدش وأنّك لم تعطّل حكمًا من أحكام الله عزّ وجلّ، ويمكن أن تتبع هذا التّافه الإدريسي الذي يفسد ولا يصلح ويوغر صدور الرّجال على زوجاتهم ويدفع النّساء إلى كراهية الشّريعة والكفر بها، كلّ إنسان حسب الوازع الدّيني والأخلاقي في قلبه وما استطاع أن يهذّب ويربّي به نفْسه.
وأنا مؤمن تمامًا أنّ الفاسق والبلطجي قد يتوصّل من نصوص الشّريعة إلى ما يعضد به رأيه ويوافق هواه، فأرجو لك أن لا تكون أحد هؤلاء ولا تنساق خلفهم فليس من وراء ذلك خيرٌ لك. وإذا ارتبتَ في أمرٍ فرسولُ الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر، عليه تُعرض الأشياء، على خُلُقه وسيرته وهديه، فما وافقها فهو الحقّ، وما خالفها فهو الباطل، فانظر موقع هذه القضيّة من خلُق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وتطبيقاته في سيرته تتكشّف لك حقائق الأشياء.

- أحمد دويدار-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
إخواتي، يا ولاد كيميت، يا ولاد القمح يا ولاد بذرة الأرض
موسيقار الحنابلة
إمام أهل عصره في علم الموسيقى حنبلي 🙂
-----

ترجَم شيخ المؤرخين العلامة المقريزي في كتابه" درر العقود الفريدة" للشيخ العلامة شمس الدين أبي عبد الله البغدادي الحنبلي الصوفي، واسمه محمد بن عيسى بن كُرّ، وهو من ولَد مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية.

قال المقريزي: وُلد محمد هذا بالقاهرة سنة 681 هـ وحَفِظَ القرآن الكريم، وكتابَ" عمدة الأحكام " في الحديث، وكتابَ " العُمدة" لابن قدامة، في فقه مذهب الإمام أحمد، وكتابَ" مُلحة الإعراب " وسَمِع الحديث من الحافظ الدمياطي.

وأخَذ الموسيقى عن القاضي علاء الدين التراكيشي الحنبلي، وصَنَّف فيه كتاب" غاية المطلوب في الأنغام والمنصوب" يقال: إنه أحسنُ ما صُنِّف في هذا الفن، خطَّأ فيه الفارابي في مواضع.

وصار في علم الموسيقى فردًا يَلحق بالأوائل، ويأتي ببدائع الألحان، ونقَل مذاهب القدماء في هذا العلم، كإبراهيم بن المهدي، وإسحاق النديم.

وكان لا يَمُرّ به صوتٌ مما ذكره أبو الفرَج الأصفهاني إلا ويجيء به ويُجيده.

وكان يَنزِل في زاوية بالقُرب من المشهد الحُسيني بالقاهرة، وله عِزةُ نفسٍ وشممُ عفافٍ، ولم يتخذ صناعة الموسيقى استرزاقا، بل فكاهةً يروِّح بها عن نفسه.

قال القاضي شهاب الدين أحمد بن فضل الله: كان لي به صُحبة، ولقد رأيتُه غنَّى فأضحَكَ، وغنَّى فأبكَى، وغنَّى فأنامَ، فرأيتُ بعيني ما سمعتُه عن الفارابي.

وأخبَر الشيخ شمس الدين ابن الصائغ عن " ابن كُرّ" هذا أنه مَرَّ ببغلتِه على جماعةٍ يُغَنُّون، فحَرَّك بغلتَه وهو راكب حتى مشَت على الإيقاع.

توفي سنة 763 هـ انتهى.

قلتُ: هكذا الحنابلة وإلا فلا. 😁
هناك نوع من الاستسهال في التعامل مع الحالة السعودية بشكل عام، لكن من الغباء الحديث عن تحولات علماء الوهابية/السلفية ولسبب بسيط وهو أن هؤلاء الناس من علماء ودعاة ومثقفين -سواء إصلاحيين أو غير إصلاحيين- يملؤون السجون والمعتقلات ولأسباب مختلفة: منها انتقاد الاعتقالات التعسفية، ومنها نقدهم سياسات محمد بن سلمان، ومنها نقدهم تعامل السلطة مع زوجات المعتقلين، ومنها نقدهم سياسات المملكة الخارجية، ومنها استضافة بعضهم لقيادات من حمـ.ـاس ودعمهم المقـ.ـاومة، إلخ. سعود الفنيسان، عبد العزيز الطريفي، عبد العزيز الفوزان، ناصر العمر، محمد المنجد، سليمان العلوان، عبد الكريم الخضر، سعود الهاشمي، صالح آل طالب، إبراهيم السكران، سلمان العودة، سفر الحوالي، محسن العواجي وغيرهم المئات في المعتقلات ومنهم من جاوز عمره الثمانين. هذه الحقيقة لا يمكن القفز عليها في أي تحليل لمشروع محمد بن سلمان سواء داخليًا أو خارجيًا، بعد إذن صناع الميم يعني.

الكل هنا يعرف أنني لا أرى دعوة محمد بن عبد الوهاب، تاريخيًا، إلا دعوة تكـ.فيرية استحلت دماء المسلمين بالظن والشبهة، ومشربي وخلفيتي معروفة فلست هنا لأدافع عن فكرة وليس هدفي الإنصاف -وإن كان لا عيب في ذلك- لكن تجاوز الحقائق البسيطة لأسباب أيدولوجية أو لصناعة ميم لن يساعدنا على الفهم.

- وائل عواد -
الافتخار بالنسبة إلى شيءٍ ما أو الاعتداد بذلك اعتدادا متمايزا عن الأغيار - بصرف النظر عن كون هذا أصلا مذموما في الشرع- ينبغي أن يكون مُستمدا من قِيمته الواقعية المحكية عن هذه النسبة، وهذه القيمة إما أن تكون لأجل المعاش، أو لأجل التحقق بالعلوم والاتصاف بالفنون.
مثلا: اعتداد الضابط أو مهندس البترول أو الموظف في منصب كبير فخم بصنعته التي هو فيها هو افتخار واعتداد معقول ومقبول بحسابات الناس؛ لأن هذه الأعمال توفِّر له إما النفوذ الذي يَجعل له نوعا من السلطة والتحكم في الغير، ولا شك أن لذة الرئاسة من أعظم لذات الدنيا، وإما المال الذي يوفّر له الراحة ويعينه على تكاليف الحياة

وكذلك اعتداد فلان بأنه مثلا حصَّل العلوم والمعارف هو أيضا شيء مفهوم ومتعقل؛ لأن التحقق بالعلم من أعظم المفاخر أيضا وهو من النعم الجليلة على ذلك الإنسان.

فإذا وجدتَ شهادةً ما - بما هي شهادة - لا تُحقق لصاحبها شيئا من هذين الأمرين، أعني لا منصبا في الدنيا ولا تحقُّقا بالعلم؛ فإن محاولة الاستطالة بها على الغير والصياح بها ليلا ونهارا ما هو إلا نوع من العبث والفراغ، وهو في أحسن أحواله محاولة بائسة للانتساب إلى ماضٍ لم تُشارك في صُنعه ولا كان لك يدٌ في حصوله، هو شعور بالنقص يُحاوَل جَبره بمثل هذه الفزّاعات، فضلا عما فيها أيضا من المصادرة والمزايدة وتطبيق نظام الحِسبة في أمور نظريةٍ الأمر فيها واسع.
لأن الناس محتاجون لبعضهم بعضا، ولأن الضرورة تستدعي استعانةَ الإنسان بنوعه؛ إذ لا يستطيع أيُّ شخصٍ أن يَصل إلى الكمال منفردا، بناءً على هذا فالاحتياج للتآلف ضروريّ، والاشتياقُ لذلك التآلف هو المَحبّة.

وقد أشرنا من قبل إلى تفضيل المَحبة على العدالة، والعلة في هذا المعنى: أن العدالة تقتضي الاتحاد الصناعي، والمحبة تقتضي الاتحاد الطبيعي، ونسبة الصناعي إلى الطبيعي كالقِشر بالنسبة إلى اللُّب..

فالاحتياج إلى العدالة التي هي أكمل الفضائل الإنسانية إنما هو في حِفظ نظام النوع الإنساني إذا فُقدت المحبة، فإذا كانت المحبة حاصلةً بين الأفراد فلا حاجة أصلا إلى الإنصاف والانتصاف.

ومن جهة اللغة فالإنصاف نفسه مُشتقّ من " النَّصَف" أي يَقسِم المُنصِف المُتنازَع فيه إلى نِصفين، ويكون التنصيف في لواحق الكثرة، وأما المَحبة فهي من أسباب الاتحاد، فعُلِم من هذا فضيلةُ المحبة على العدالة.

وقد بالَغ جماعةٌ من القدماء في تعظيم شأن المحبة مبالغة عظيمة، وقالوا: إن قِوام الموجودات هو بسبب المحبة، ولا يمكن أن يكون أيّ موجود خاليا منها، كما لا يمكن أن يكون خاليا من الوجود، إلا أن للمحبة مراتب، وبسبب اختلاف مراتبها تكون الموجودات مختلفة بالكمال والنقصان.

- نصير الدين الطوسي ت 672 هـ -
فائدة نحوية:

----

أفاد الشيخ الإمام أبو حيان الأندلسي أن " قد " تكون أحيانا حرفَ توقُّع إذا دخلت على المضارع لفظا ومعنى، كقولك مثلا: قد يأتي زيد، إذا كنت تنتظر قدومه.

لكن إذا دخلت" قد" على الفعل الماضي نحو: قد قام زيد، أو على المضارع لفظا الماضي معنى، نحو: " قد يعلم ما أنتم عليه" فهي للتحقيق.

قال أبو حيان : هكذا أخذنا هذا عن مشايخنا: أنها مع الماضي للتحقيق، ومع المضارع للتوقع، ومن زعَم أنها مع المضارع للتكثير أو التقليل فهو غير مُصيب، أو أن ذلك ليس بمفهومٍ من لفظ" قد" وإنما مفهوم من سياق الكلام.

وكذلك مَن أطلق أنها للتوقع- أي مع الماضي والمضارع- فغير مصيب أيضا؛ لأن الماضي وقع ومضى فكيف يكون متوقَّعًا!

فما وقَع في بعض شروح الآجرومية في هذا الموضع ينبغي أن يُحرر، والله أعلم.
لطيفةٌ في اشتقاق "الإنسان":

----
ويقال للإنسان إنه إنسان بسبب المؤانسة المركوزة في طبعِه، ومَن قال: سُمِّيَ إنسانا لأنه يَنسى، ظَنَّ أنه مشتق من النسيان، وقد أخطأ في هذا الظن.

وذلك لأن الأُنس الطبيعي هو من خواصّ الإنسان، وكمالُ كل شيء هو في إظهار خاصّته.

وبناءً على هذا يكون كمالُ هذا النوع الإنساني هو في إظهار هذه الخاصة مع أبناء جنسه، وهذه الخاصة نفسها هي مَبدأ المَحبة التي تستدعي التمدُّن والتآلف.

- نصير الدين الطوسي ت 672 هـ -
قال الأصمعيّ : إذا سمعتَ أبا عمرو بن العلاء يَتكلَّمُ ظننتَه لا يعرف شيئا ؛ كان يتكلَّم كلاما سهلا.

سلام الله على أهل البساطة.
#صدر حديثا عن دار الشيخ الأكبر، دمشق الشام، وبتحقيق صديقنا العزيز الدكتور أحمد فتحي البشير، زاده الله توفيقا/
الحقيقة أن الشيعة المعاصرين لهم عناية تامة بتراثهم وإرثهم فأخرجوا الموسوعات وطبعوا كافة مصنفات القدامى والمحدثين، كذلك السلفية المعاصرون طبعوا مصنفات رجالهم الكبار والصغار واعتنوا بالمكتبات الإلكترونية التي راجت وانتشرت وخدمت طلبة العلم في الشرق والغرب، أما الأشعرية المعاصرون فقد تركوا تحقيق كتب أئمتهم الكبار ودخلوا معارك ضيعت أوقاتهم، وبددت جهودهم! وإلا فأين الأعمال الكاملة لحسن العطار وبخيت المطيعي، وعليش، والدمنهوري، والمهدي والعروسي، والأمير، والعدوي، وعشرات من المشايخ الكبار الذين تناثرت رسائلهم في دور المحفوظات في الشرق والغرب!
إذا أسس القوم كتائب علمية لتخرج كتب هؤلاء لكانت خدمة جليلة لمذهب الإمام الأشعري رضي الله عنه، وهي أحسن عند الله وعند الناس من معارك لا فائدة منها سوى إرضاء النفس، وإشباع الهوى، والله من وراء القصد.

- د محمد الصياد -
فائدة نفيسة من " مختصر التذكرة" لابن جني
والسبب في كون محبة الوالد لولده أقوى من محبة الولد لأبيه: هو أن الوالد هو الفاعل له والسبب في وجوده، وأنه يعرفه منذ أول وجوده، وكان يستبشر به وهو جنين، ثم تزداد محبته في قلبه مع التربية والنشأة ويتأكد سروره به وتأميلُه فيه، ويحدُث له اليقين بأنه باقٍ به صورةً وإن فَنِيَ بجسمه مادةً.

ومع أن هذه المعاني غير مُستخلَصة عند العوامّ ولا يستطيعون التعبير عنها، ولكنها تتراءى لضمائرهم كأنها من وراء ستار.

وتكون محبةُ الولد قاصرةً عن محبة الوالد له؛ لأن الولد معلول ومُسبَّب، ولا يعرف ذاته ولا ذاتَ فاعله إلا بعد زمن طويل.

ومَن لم يعرف والدَه في الحياة وينتفع به دهرًا لا يكتسب محبَّته، ويكون تعظيمه لوالده على مقدار عقله واستبصاره.

ولهذا السبب جاء الأمر بتوصية الأولاد بالإحسان إلى الوالدين، ولم يُوصَ الوالدان بالإحسان إليهم.

- نصير الدين الطوسي ت 672 هـ -
2024/11/27 06:25:21
Back to Top
HTML Embed Code: