Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
- Telegram Web
Telegram Web
الافتخار بالنسبة إلى شيءٍ ما أو الاعتداد بذلك اعتدادا متمايزا عن الأغيار - بصرف النظر عن كون هذا أصلا مذموما في الشرع- ينبغي أن يكون مُستمدا من قِيمته الواقعية المحكية عن هذه النسبة، وهذه القيمة إما أن تكون لأجل المعاش، أو لأجل التحقق بالعلوم والاتصاف بالفنون.
مثلا: اعتداد الضابط أو مهندس البترول أو الموظف في منصب كبير فخم بصنعته التي هو فيها هو افتخار واعتداد معقول ومقبول بحسابات الناس؛ لأن هذه الأعمال توفِّر له إما النفوذ الذي يَجعل له نوعا من السلطة والتحكم في الغير، ولا شك أن لذة الرئاسة من أعظم لذات الدنيا، وإما المال الذي يوفّر له الراحة ويعينه على تكاليف الحياة

وكذلك اعتداد فلان بأنه مثلا حصَّل العلوم والمعارف هو أيضا شيء مفهوم ومتعقل؛ لأن التحقق بالعلم من أعظم المفاخر أيضا وهو من النعم الجليلة على ذلك الإنسان.

فإذا وجدتَ شهادةً ما - بما هي شهادة - لا تُحقق لصاحبها شيئا من هذين الأمرين، أعني لا منصبا في الدنيا ولا تحقُّقا بالعلم؛ فإن محاولة الاستطالة بها على الغير والصياح بها ليلا ونهارا ما هو إلا نوع من العبث والفراغ، وهو في أحسن أحواله محاولة بائسة للانتساب إلى ماضٍ لم تُشارك في صُنعه ولا كان لك يدٌ في حصوله، هو شعور بالنقص يُحاوَل جَبره بمثل هذه الفزّاعات، فضلا عما فيها أيضا من المصادرة والمزايدة وتطبيق نظام الحِسبة في أمور نظريةٍ الأمر فيها واسع.
لأن الناس محتاجون لبعضهم بعضا، ولأن الضرورة تستدعي استعانةَ الإنسان بنوعه؛ إذ لا يستطيع أيُّ شخصٍ أن يَصل إلى الكمال منفردا، بناءً على هذا فالاحتياج للتآلف ضروريّ، والاشتياقُ لذلك التآلف هو المَحبّة.

وقد أشرنا من قبل إلى تفضيل المَحبة على العدالة، والعلة في هذا المعنى: أن العدالة تقتضي الاتحاد الصناعي، والمحبة تقتضي الاتحاد الطبيعي، ونسبة الصناعي إلى الطبيعي كالقِشر بالنسبة إلى اللُّب..

فالاحتياج إلى العدالة التي هي أكمل الفضائل الإنسانية إنما هو في حِفظ نظام النوع الإنساني إذا فُقدت المحبة، فإذا كانت المحبة حاصلةً بين الأفراد فلا حاجة أصلا إلى الإنصاف والانتصاف.

ومن جهة اللغة فالإنصاف نفسه مُشتقّ من " النَّصَف" أي يَقسِم المُنصِف المُتنازَع فيه إلى نِصفين، ويكون التنصيف في لواحق الكثرة، وأما المَحبة فهي من أسباب الاتحاد، فعُلِم من هذا فضيلةُ المحبة على العدالة.

وقد بالَغ جماعةٌ من القدماء في تعظيم شأن المحبة مبالغة عظيمة، وقالوا: إن قِوام الموجودات هو بسبب المحبة، ولا يمكن أن يكون أيّ موجود خاليا منها، كما لا يمكن أن يكون خاليا من الوجود، إلا أن للمحبة مراتب، وبسبب اختلاف مراتبها تكون الموجودات مختلفة بالكمال والنقصان.

- نصير الدين الطوسي ت 672 هـ -
فائدة نحوية:

----

أفاد الشيخ الإمام أبو حيان الأندلسي أن " قد " تكون أحيانا حرفَ توقُّع إذا دخلت على المضارع لفظا ومعنى، كقولك مثلا: قد يأتي زيد، إذا كنت تنتظر قدومه.

لكن إذا دخلت" قد" على الفعل الماضي نحو: قد قام زيد، أو على المضارع لفظا الماضي معنى، نحو: " قد يعلم ما أنتم عليه" فهي للتحقيق.

قال أبو حيان : هكذا أخذنا هذا عن مشايخنا: أنها مع الماضي للتحقيق، ومع المضارع للتوقع، ومن زعَم أنها مع المضارع للتكثير أو التقليل فهو غير مُصيب، أو أن ذلك ليس بمفهومٍ من لفظ" قد" وإنما مفهوم من سياق الكلام.

وكذلك مَن أطلق أنها للتوقع- أي مع الماضي والمضارع- فغير مصيب أيضا؛ لأن الماضي وقع ومضى فكيف يكون متوقَّعًا!

فما وقَع في بعض شروح الآجرومية في هذا الموضع ينبغي أن يُحرر، والله أعلم.
لطيفةٌ في اشتقاق "الإنسان":

----
ويقال للإنسان إنه إنسان بسبب المؤانسة المركوزة في طبعِه، ومَن قال: سُمِّيَ إنسانا لأنه يَنسى، ظَنَّ أنه مشتق من النسيان، وقد أخطأ في هذا الظن.

وذلك لأن الأُنس الطبيعي هو من خواصّ الإنسان، وكمالُ كل شيء هو في إظهار خاصّته.

وبناءً على هذا يكون كمالُ هذا النوع الإنساني هو في إظهار هذه الخاصة مع أبناء جنسه، وهذه الخاصة نفسها هي مَبدأ المَحبة التي تستدعي التمدُّن والتآلف.

- نصير الدين الطوسي ت 672 هـ -
قال الأصمعيّ : إذا سمعتَ أبا عمرو بن العلاء يَتكلَّمُ ظننتَه لا يعرف شيئا ؛ كان يتكلَّم كلاما سهلا.

سلام الله على أهل البساطة.
#صدر حديثا عن دار الشيخ الأكبر، دمشق الشام، وبتحقيق صديقنا العزيز الدكتور أحمد فتحي البشير، زاده الله توفيقا/
الحقيقة أن الشيعة المعاصرين لهم عناية تامة بتراثهم وإرثهم فأخرجوا الموسوعات وطبعوا كافة مصنفات القدامى والمحدثين، كذلك السلفية المعاصرون طبعوا مصنفات رجالهم الكبار والصغار واعتنوا بالمكتبات الإلكترونية التي راجت وانتشرت وخدمت طلبة العلم في الشرق والغرب، أما الأشعرية المعاصرون فقد تركوا تحقيق كتب أئمتهم الكبار ودخلوا معارك ضيعت أوقاتهم، وبددت جهودهم! وإلا فأين الأعمال الكاملة لحسن العطار وبخيت المطيعي، وعليش، والدمنهوري، والمهدي والعروسي، والأمير، والعدوي، وعشرات من المشايخ الكبار الذين تناثرت رسائلهم في دور المحفوظات في الشرق والغرب!
إذا أسس القوم كتائب علمية لتخرج كتب هؤلاء لكانت خدمة جليلة لمذهب الإمام الأشعري رضي الله عنه، وهي أحسن عند الله وعند الناس من معارك لا فائدة منها سوى إرضاء النفس، وإشباع الهوى، والله من وراء القصد.

- د محمد الصياد -
فائدة نفيسة من " مختصر التذكرة" لابن جني
والسبب في كون محبة الوالد لولده أقوى من محبة الولد لأبيه: هو أن الوالد هو الفاعل له والسبب في وجوده، وأنه يعرفه منذ أول وجوده، وكان يستبشر به وهو جنين، ثم تزداد محبته في قلبه مع التربية والنشأة ويتأكد سروره به وتأميلُه فيه، ويحدُث له اليقين بأنه باقٍ به صورةً وإن فَنِيَ بجسمه مادةً.

ومع أن هذه المعاني غير مُستخلَصة عند العوامّ ولا يستطيعون التعبير عنها، ولكنها تتراءى لضمائرهم كأنها من وراء ستار.

وتكون محبةُ الولد قاصرةً عن محبة الوالد له؛ لأن الولد معلول ومُسبَّب، ولا يعرف ذاته ولا ذاتَ فاعله إلا بعد زمن طويل.

ومَن لم يعرف والدَه في الحياة وينتفع به دهرًا لا يكتسب محبَّته، ويكون تعظيمه لوالده على مقدار عقله واستبصاره.

ولهذا السبب جاء الأمر بتوصية الأولاد بالإحسان إلى الوالدين، ولم يُوصَ الوالدان بالإحسان إليهم.

- نصير الدين الطوسي ت 672 هـ -
كلما أفرَط المرء في حُبّ نفسه توارتْ عن عين بصيرته عيوبُها، فلا يكاد يرى في نفسه عيبا ولا يُلاحِظ لها نقصا، وهو أُسّ الأدْواء النفسانية، وقد جاء في الحكمة " أصلُ كل عيبٍ الرضا عن النفس".
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
التحقُّق من الأخبار المنقولة يُشترط فيه الخلوص عن منازع الهوى والسلامة من الميول الشخصية؛ فإن غلبة الهوى واستحكام الميل يُصيِّران عقلَ المرء خُرافيا يَقبل كل ما يرِد عليه مما يَغلبه عليه هواه، ولا تَضيق به الأعذار فأبواب التأويل مُشرَعة والاحتمالات لا حدّ لها، في حين أن نفس الشخص قد يبالغ في التحقق في أبواب أخرى ويتشدد في قبول أشياء ليست من جنس ما تميل إليه نفسه.

وقد تفطَّن ابن خلدون- رحمه الله- إلى هذا المسلك النفسي، فذكر أن النفس إذا كانت على حال الاعتدال في قَبول الخبر أعطتْه حقَّه من التمحيص والنظر حتى تتبيَّن صِدقه من كَذبه، وإذا خامرَها تشيُّعٌ لرأي أو نِحلة قَبِلَت ما يُوافقها من الأخبار لأولِ وهلة.

ولذلك فإن تحرير الحقائق التاريخية هو من أصعب الأمور وأدقّها، ولا يكفي فيه الالتزام بالمنهج من دون المراقبة الشديدة الواعية للميول النفسية والنوازع الشخصية.

بل هذا غير مختص بالأمور النقلية؛ وإنما يشمل كل فكرة هي في إطار النقد أو التحليل، فإن الخلوص في تناولها عن كل ميل نفساني هو شيء في غاية الصعوبة، الوصول إلى الحقيقة كما هي في نفس الأمر لا أظن أنه في طاقة إنسان أصلا.
إشارة:

وينبغي أن تعلم أننا حينما نتعرّض لسياسة تدبير المنزل فلا نعني بالمنزل: المؤلَّف من الآجُرّ والطِين والحَجر والخشب، بل نعني به الأُلفة المخصوصة التي تقع بين الزوج والزوجة والولد والخادم والمخدوم، سواء كان مَسكنهم من الخشب والحجر، أو من القطن والصوف، أو من ظل الشجَر، أو من غِيران الجبال، فلا عبرة بالمَظاهر مع تحقُّق أسباب هذا الائتلاف.

- الخواجه نصير الدين الطوسي ت672 هـ، بتصرف -
معظم الناس لديهم معلومات في الطب، ولكنهم ليسوا أطباء، وهذه المعلومات لم تنشأ لديهم من الدراسة والتلقّي والمصاحبة للمراجع الطبية، بل نشأت من التجربة والتكرار والسماع المُتوارَث، وهذه المعلومات مهما كثرت لا يمكن أن يصل بها الشخص إلى أن يكون طبيبا حتى ينخرط في السلك الدراسي ويعرف علل الأمراض وأسباب الآلام وكيف تحدُث في البدن والعلاقات المركبة بينها ونحو ذلك مما هو متعلق بالطب لكن لا من حيث كونه معلومات متراكمة، بل من حيث كونه صناعة ولها رسوم خاصة.

والأمر لا يبعُد كثيرا عن ذلك في العلوم النظرية أيضا؛ فإن حقائق هذه العلوم ليست هي مجموعة المسائل بما هي أمور جزئية يمكن تحصيلها بأيسر أسلوب وببعض الكتب السهلة، وإنما الشأن هو في تربية الملَكة التي بها يقدِر الدارس على الوقوف على كليات هذه العلوم وفلسفاتها الاعتبارية القائمة بذهن الواضع، وهذه المَلكة تنشأ من كثرة المزاولة والشغف بالتفاصيل والشوق إلى معرفة الروابط التي بينها والوشائج الجامعة.

وهذا لا يكون إلا بطول الصبر والجَلد والتمرُّن، وعدم الضجر مما يظنه في بادئ الرأي أنه لا فائدة فيه وأنه لا يحتاج إليه ولا ينفعه؛ فالأمر يُشبه أيضا قِطعة الطعام التي يأكلها الطفل، فهي في نفسها حينما تنظر إليها ترى أنها لا تغني شيئا، في حين أنها تعمل في جسم الطفل نموا وتُهيّئ بدنه للاستواء والكمال، أو كالقفزة واللكمة التي يعملها اللاعب الرياضي، فهي وحدها وبمفردها وبحال كونها منفصلة عن قوانينها الجامعة مجرد لكمة أو مجرد قفزة لا معنى لها، ولكن بالنظر إليها في سياق التمرين والتدريب لها قيمتها في قوة البدن وتمام صِحته.

فكذلك هذه التفاصيل التي يُظن أنه لا قيمة لها في العلوم هي تشارك في تنمية الملَكة التحليلية للذهن، وعلى امتداد الوقت تتربّى هذه الملكة وتستوي لدى الدارس وتصير طبعا له وعادة ثابتة، ولا شك أن أعلى صفات الشخصية العلمية هو القدرة على التحليل وفرْض الافتراضات الكثيرة وتنخيلها وصقْلها وأخْذ ما يصح منها وترْك ما لا يصح، وهذه الملكة التحليلية لا تنشأ من كثرة المعلومات إلا إذا عُرفت الروابط بينها وكيف بُني بعضُها على بعض.

وهذا في الحقيقة هو ما تمتاز به كتب العلوم التراثية عن غيرها من كتب المعاصرين؛ هذا إلى أن الكتب العصرية تُبعد فعلا عن الكتب التراثية وتقف حائلة دونها، لأن ما تُظن صعوبته في هذه الكتب هو ناشئ من عدم الاعتياد عليها، وهذا لا يُزال إلا بالخوض فيها هي نفسها وليس العكس من محاولة فهمها من الاستغراق في غيرها.
والحاصل أن المقصود ليس هو نفس المسائل، بل الجوامع التي بينها، وقد يحوي التفاصيل مَن يستحضر الجُملا، كما يقول ابن مالك رحمه الله.
والفرقُ بين حقوق الآباء وحقوق الأمهات: أن حُقوق الآباء رُوحانية؛ ولذلك يتنبَّه لها الولدُ بعد التعقُّل، وحقوق الأمهات جسمانية؛ ولذلك يفهمها الأولاد أوَّلًا قبل تعقُّلهم ويَميلون إلى الأمهات أكثر من الآباء.

ولهذا كان أداء حقوق الآباء بالأمور الروحانية أكثر من الجسمانية، كبذْل الطاعة والذِكر بالخير، والثناء والتوقير، وأداءُ حقوق الأمهات بالأمور الجسمانية أكثر، كبذْل المال وإيثار أسباب المعيشة، والخِدمة وأنواع الإحسان.

- الخواجه نصير الدين الطوسي ت672 هـ-
2024/11/30 11:24:53
Back to Top
HTML Embed Code: