Telegram Web
التواضع ليس كلاما يُقال، ولا امتهانا لعزة النفس وكرامتها، وليس بذل الوجه لسفيه أو أحمق أو متلاعب.
إنما التواضع حقيقة في النفس، بها تكون رؤية النفس صغيرةً في الحق وله.
وتلك الحقيقة هي التي تحمل على تصرفات علمية وعملية، هي أعظم من غالب ما يظنه الناس تواضعا.
وإذا كان الشيء يعرف بضده، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الكبر هو بطر الحق وغمط الناس.
فالتواضع الحقيقي أن تعرف لأهل الفضل والعلم منزلتهم، وأن تقبل الحقَّ من كل من جاء به، شريفا أو وضيعا، فاضلا أو مفضولا، وأن ترجع إليه منقادا لا تبالي في ذلك ما قلتَ بالأمس.
وما سوى ذلك من التذلل والخضوع، وترك الانتصار للنفس المحقة مطلقًا، أو في الدين، أو دفع الباطل عن النفس والدين والاجتهاد = فدعاوى وزخارف، وإن حسنت النيات في بعضه أو جعلها بعض المتفقهين والعارفين من التواضع فهو في أحسن أحواله تألُّهٌ مرجوح ليس من السمت الأول.
ألا تعتبر كأنها لعبة لما المفتي يقول: يجوز تقليد من يبيح ذلك؟ عندي إشكال فيها مش فاهم كيف استسيغها يعني، قصدي يعني الإباحة مضمونة على كده.

ج)
لا، فإن الخلاف السائغ يجوز تقوليد كلا القولين فيه، وكل حكم فيه خلاف سائغ أحد الأقوال فيه الإباحة فيجوز تقليد الإباحة ما لم يكن المستفتي يعتقد بينه وبين الله جزما بطلان الإباحة وما لم يكن المستفتي يتبع كل إباحة في عامة الأحكام فهذا الترخص المذموم.
وحكاية المفتي جواز التقليد لقولٍ فائدته طمأنة المقلد لصحة الخلاف. ويجوز إرشاد السائل لقول قوي أو سائغ على سبيل الحكاية، وقد فعل ذلك غير واحد من الأئمة كأحمد ومالك وإسحاق وغيرهم ممن بعدهم. ومن يقرأ في فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية يرى أن عامتها حكاية الأقوال السائغة، وأغلبها - نعم أغلبها - دون اختيار، بل عامتها يلمح الشيخ فيها للسائل بأن سؤاله يجري على قول بعض الفقهاء بما يعني تصحيحه. كما في فتوى الأنفحة المشهورة له مثلا. وهذا فقه لا يفهمه كثير من المتصدرين فضلا عن غيرهم. وذلك أيضا فيه الفرق بين من يسأل على حكم وقع، وبين من يسأل عن حكم سيقع، فالأول الأحسن فيه استحبابا أن يصححه الفقيه إن وقع على قول سائغ يجوز تقليده، فيحكيه له ما لم يطلب الفتوى على مذهب معين، أما من يسأل عن مستقبل فله أن يحيل وله أن يفتيه بما يعتقده حقا. وذلك غير صورة حكاية أقوال مجردة وترك الاختيار فيها للمستفتي، فهذا لا يصح عند عامة العلماء. ومع ذلك فليست تلك الإحالة أو ذلك التصحيح بلازم ولا واجب على المفتي، ولا ينبغي أن يعاب عليه خصوصا إذا لم يكن غالب حاله.
كثُر في القرآن وصْفُ الضالين من الكفار وغيرهم بأنهم لا يبصرون ولا يسمعون ولا يعقلون، وأنهم وراء حجاب،وسدّ، وفي ظلمات، ومنه وصف الكافر والعاصي بالجهل، وأن المعصية لا تكون إلا بجهالة. والجهالة مركبة من جهالة العلم وجهالة الإرادة، ولكن مقصودي هنا الأول.
وأصل ذلك فساد الباطن بإفساده، هو كإفساد الظاهر بإفساده، كلاهما يذهب بمنفعته، ويؤدي إلى نقيض الغرض من فائدته.
فكما أن إفساد العين بكثرة الضرر المادي من تعريض لما لا تطيق من نور أو حر أو ضربها أو كثرة غسلها؛ يفسدها فيُذهب ببصرها، فكذا إفساد القلب بتعريضه للشهوات والشبهات من إلف وتقليد ورياء وعُجب وغرور وكبر وتعصب؛ يُفسده فيذهب ببصيرته.

وأصل الأعمال والأقوال الإرادية انفعال بما يحصل للنفس من صور حقائق الأشياء فيها، فإن فسدت هذه الصور؛ لزم أن يكون الباعث والمحرك على الأقوال والأفعال فاسدًا، فيفسدها بالضرورة. نعم صحة العلم وحدها ليست مستلزمة لصحة الباعث ثم صحة العمل، لأن العلم قد يعارضه دافعٌ آخر من دوافع النفس، ولكن المقصود أن هذا قد يتخلف في الإيجاب، ولكنه لا يتخلف في النفي.

يقول ابن القيم: "فإن العبد إذا أبصر بالله أبصر الأمر على ما هو عليه، فإذا سمع بالله سمعه على ما هو عليه، وليس هذا من علم الغيب، بل علام الغيوب قذف الحق في قلب قريب مستبشر بنوره غير مشغول بنقوش الأباطيل والخيالات والوساوس التي تمنعه من حصول صور الحقائق فيه".

ولذا ذكر بعض العرفاء أن أول الولاية أن يكشف الله لوليه الواقع ونفس الأمر، فيراه على ما هو عليه، وفي القرآن إشارة إلى هذا. بل هذا حاصل معنى العصمة عند كثير من المحققين من المتكلمين، فإن المعصية إذا تشخصت للنبي على ما هي عليه في نفس الأمر لم تنبعث إليها إرادته فيكف عنها، فلم تستلزم العصمة الجبر. وإن كان عليه إيرادات. قلت: وعندي أن كشف الواقع خير وأنفع من كشف الغيب، وبحث هذا يطول.

فتَعجبُ من أقوام أُوتُوا ذكاء ولم يُؤْتَوْا زكاءً، يبصرون كثيرًا من الأمور على غير ما هي عليه، بل بنقيض ما هي عليه، فتقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به غيري، وتخاف على نفسك، وتشفق على غيرك.

فالمقصود أن العالم أو طالب العلم بحاجة إلى التزكية كحاجته إلى العلم أو أشد، والتزكية بالهدي النبوي هي آمن دواء وأنفعه، فإن الفساد في الدواء قد يكون أعضل من الداء.
العقل كالعضلة، إذا أهملت استعماله، وغلب عليك التقليد والتحزب، أو أدمنت التفاهة، أو قراءة التعليقات والتحليلات السطحية، وأهملت السماع أو القراءة لمن ينور عقلك، ويدربك على التفكير السليم، والتدقيق والتعمق؛ أوشك أن يترهل عقلك، ويكلّ كما تكلّ العين، ويبرد كما يبرد الحديد.
الطائفة (الثالثة: بعض المتصوفة و كلامهم مخبط بين الحلول و الاتحاد و الضبط ما ذكرناه في قول النصارى)، و الكل باطل، سوى أنه تعالى خص أولياء بخوارق عادات كرامة لهم.
(ورأيت) من الصوفية الوجودية (من ينكره و يقول) لا حلول و لا اتحاد (إذ كل ذلك يشعر بالغيرية، ونحن لا نقول بها) بل نقول: ليس في دار الوجود غيره ديار، (و هذا العذر أشد) قبحًا و بطلانًا (من) ذلك (الجزم)، إذ يلزم تلك المخالطة التي لا يجترئ على القول بها عاقل و لا مميز أدنى تمييز.

=المواقف للإيجي مع شرح السيد الشريف، في آخر المقصد الخامس من المرصد الثاني من الموقف الخامس.

===
قلت: قد وقع لي بحث سابق في بعض عبارات الوجودية من الصوفية لما دفع بعض الأشخاص عنهم لوقوع التصريح في عبارتهم بنفي الحلول والاتحاد، وأنه كفر، مع تصريحهم بالاتحاد في مواضع أخرى، وقد أجبت على ذلك بشرح الفروق بين هذه المقولات الثلاث، الحلول والاتحاد والوحدة، ووجهت نفيَهم للأوليْن وفق مبانيهم الوحدوية الأكبرية، وبتصريح المذكور في البحث نفسه، وقد سألني بعض الفضلاء تصحيح هذا الفهم من عبارات المتكلمين الأشعرية أنفسهم، والحاصل أن هذا أمر معروف في المطولات الكلامية، وهذا النقل مثالًا على ذلك قد عممته للفائدة، وهو من المواقف الذي يعتبر خلاصة لاهوتية مدرسية منتشرة للاعتقاد الأشعري المتأخر، ومعها شرح السيد الشريف الجرجاني وهو شرحه المعتمد أيضًا، فالدلالة عليه في مثل هذا المستوى من البحث لا تحسُن، ولكنه الحاصل.

على أن الجرجاني نفسه قد ينسبه بعض الوجوديين لمذهبهم، لعبارات له في ذلك، وله رسالة منشورة في وحدة الوجود، اختلف الباحثون في تحقيق مذهبه فيها، إذ فيها مسايرة وبحث ومناقشة، فنُفي هذا عنه، وأثبت له، وقيل له قولان، متأخر ومتقدم، ومحل هذا خارج عن المقصود.
ليس هديًا حسنًا ولا صوابًا الكلام بالمشتبه، أو الذي يتبادر منه باطل، أو يشكل على أكثر الناس أو كثير منهم، ثم يذهب المتكلم يطلب المخارج والمحامل لهذا الكلام؛ لأن الأصل أن يكون الكلام صادقًا وواضحًا؛ لأن الغرض من الكلام هو الإفهام والفائدة، وإذا كان الكلام دينيًّا كان المقصود بالفائدة ما هو أعم من الفائدة اللغوية كما هو واضح.

وفي الجملة فهذه طريقة الغلاة والباطنية وأهل الأهواء وأصحاب المذاهب السرية من ذوي الوجهين.

وإذا كان ابن مسعود رضي الله عنه قد قال: "ما أنت بمحدّثٍ قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم؛ إلا كان لبعضهم فتنة"؛ وهذا في الكلام الحق، فكيف بالكلام الباطل، أو ذي الوجوه على أحسن تقدير.

نعم الإشكال أمر لابدّ من وقوعه في عامة الكلام لتفاوت أذهان الناس بلادة وذكاء، وكذا تفاوت أغراضهم، ويقع حتى في كلام الله وكلام النبي، كما قرره كثير من العلماء، لكن المطلوب أن يعتني المتكلم بهذا قدر طاقته، ويبذل فيه القصدَ الحسن، لكي لا يكون من الذين يضلون عن سبيل الله.

وفي كثير من الحالات يكون إلقاء هذا النوع من الكلام من حظ النفس بغرض الإغراب، أو الترفع عن الجمهور، أو حتى المشاكسة والمغايظة لهم، وقد يقبُح أكثر فيكون من أغراضه الترصد لهم وتقريبهم من المجاوزة والغلط في الإنكار فيتعرضون لعقاب الله بسبب ذلك، وكلها من أهواء النفس الفاسدة، والأصلُ حمل العامة وتقريبهم من السلامة.
مجموع جواباتي في مسألة عمل المولد، وفيها كثير من الإشارات والبحوث الفقهية والأصولية والمقاصدية:

https://thearchive.me/ask/BasionyAmr/-a4ad7581/?fbclid=IwAR21jJseodYvNgKYX0oUHOS51LHX_r8yHyTaFUO1PEq0fzA91pyuMlu9tf8
قال الجاحظ رحمه الله:
قالوا: ليس مما يستعمل الناسُ كلمةً أضرَّ بالعلم والعلماء، ولا أضر بالخاصة والعامة، من قولهم: "ما ترك الأول للآخر شيئاً".
ولو استعمل الناسُ معنى هذا الكلام فتركوا جميع التكلف*، ولم يتعاطوا إلا مقدارَ ما كان في أيديهم؛ لفقدوا علماً جماً ومرافق لا تحصى، ولكن أبى الله إلا أن يقسم نعمَه بين طبقات جميع عباده قسمةَ عدْلٍ، يعطي كلَّ قرنٍ وكلَّ أُمَّةٍ حِصَّتَها ونصيبَها، على تمام مراشد الدين، وكمال مصالح الدنيا.

* مراده بالتكلف الاشتغال، واستئناف البحث والنظر، وجمْع الهمة عليه بالتدقيق فيه والتفتيش.
إن اللهَ سبحانه إذا أراد أن يهلك أعداءه ويمحقهم؛ قيَّض لهم الأسبابَ التي يستوجبون بها هلاكَهم ومحقهم، ومن أعظمها بعد كفرهم:

بغيُهم وطغيانهم، ومبالغتهم في أذى أوليائه، ومحاربتهم وقتالهم، والتسلط عليهم،

فيتمحص بذلك أولياؤه من ذنوبهم وعيوبهم، ويزداد بذلك أعداؤه من أسباب محقهم وهلاكهم،

وقد ذكر سبحانه وتعالى ذلك في قوله: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس، وليعلم الله الذين آمنوا، ويتخذ منكم شهداء، والله لا يحب الظالمين، وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين}.

فجمع لهم في هذا الخطاب بين: تشجيعهم، وتقوية نفوسهم، وإحياء عزائمهم وهممهم، وبين حسن التسلية، وذِكْر الحكم الباهرة التي اقتضت إدالة الكفار عليهم:

- فقال: {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله}، فقد استويتم في القرح والألم، وتباينتم في الرجاء والثواب، كما قال: {إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون} ، فما بالكم تهنون وتضعفون عند القرح والألم، فقد أصابهم ذلك في سبيل الشيطان، وأنتم أصبتم في سبيلي وابتغاء مرضاتي.

- ثم أخبر أنه يُداول أيامَ هذه الحياة الدنيا بين الناس، وأنها عَرَضٌ حاضر، يقسمها دُوَلًا بين أوليائه وأعدائه، بخلاف الآخرة، فإن عزها ونصرها ورجاءها خالص للذين آمنوا.

- ثم ذكر حكمةً أخرى، وهي أن يتميَّز المؤمنون من المنافقين، فيعلمهم علم رؤية ومشاهدة، بعد أن كانوا معلومين في غيبه.

- ثم ذكر حكمةً أخرى، وهي اتخاذه سبحانه منهم شهداء، فإنه يحب الشهداء من عباده، وقد أعدَّ لهم أعلى المنازل وأفضلها، وقد اتخذهم لنفسه، فلا بد أن ينيلهم درجة الشهادة.

- ثم ذكر حكمةً أخرى فيما أصابهم، وهو تمحيص الذين آمنوا، وهو تنقيتهم وتخليصهم من الذنوب، ومن آفات النفوس،
وأيضًا فإنه خلصهم ومحَّصهم من المنافقين، فتميَّزوا منهم، فحصل لهم تمحيصان: تمحيص من نفوسهم، وتمحيص ممن كان يظهر أنه منهم وهو عدوهم.

- ثم ذكر حكمةً أخرى، وهي محق الكافرين بطغيانهم وبغيهم وعدوانهم.

الإمام ابن القيم رحمه الله
واعلم أنّ الصمت في موضعه ربّما كان أنفعَ من الإبلاغ بالمنطق في موضعه، وعند إصابة فرصته.

وذاك صمتُك عند من يعلم أنّك لم تصمت عنه عيّا ولا رهبة.

فليزدك في الصّمت رغبةً ما ترى من كثرة فضائح المتكلّمين في غير الفرص، وهذر من أطلق لسانه بغير حاجة.

الجاحظ رحمه الله.
لا ينتصر العدو في هذه الحرب وفق أي معيار استراتيجي إلا بتفريغ القطاع أو القضاء المبرم على المقاومة المسلحة، وكلا الهدفين مستحيل إن شاء الله لأسباب عملية كثيرة، ومن ثم فأقصى ما يتمناه زيادة الجرائم ليقوِّي موقفه في مفاوضات ما بعد وقف إطلاق النار حول الأسرى وطبيعة إدارة القطاع في المستقبل.
وليس الطرف الذي يقتل من خصمه أكثر هو المنتصر في الحرب دائمًا ولا غالبًا، والتاريخ العسكري ثابت حول هذه الحقيقة، بل هذا عنصر واحد فقط ضمن عناصر كثيرة في معيار الانتصار في الحرب الذي هو في النهاية تحقيق الهدف السياسي من الحرب، وبه يحكم على النصر أو الهزيمة.
هذا الكلام الذي تحتمله هذه الزاوية من النظر، وللكلام زوايا أخرى كثيرة لا يحتملها هذا المقام الآن، فنسأل الله أن يسدد رمي المجاهدين ويقوي شوكتهم، وأن يشفى الجرحى ويتقبل الشهداء، وأن يغيث المسلمين ويلطف بهم، ويخذل عدوهم.
الكلام كثير، والعلم قليل، فخذ ما تعرف لنفسك، ودع ما تنكر لنفسك، ولا تقطع على ما لا تتيقن منه، والتقليد ليس بيقين بل ولا بعلم، فالحساب عند الله يوم القيامة كما قال تعالى: (وكلهم آتيه يوم القيامة فردًا).
ما هى الوسطية فى الدين؟

ج/ الوسطية اتباع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بأهدى سبيل وأقوم دليل،

فليست الوسطية إلا إصابة الحق قدر الطاقة بالأهلية الصحيحة، بالنظر أو تقليد العلماء،

فليست رخصة دائما ولا عزيمة دائما، فمن شدد فيما رخصت فيه الشريعة فقد حاد عن الوسطية الحنيفية السمحة إلى الغلو والتنطع المنهي عنه وشابه اليهود،

ومن رخص فيما عزمت فيه الشريعة فقد حاد عن الحق المستقيم إلى الغفلة واتباع الهوى وكان أمره فرطا وشابه النصارى.
أنا ميكب أرتيست فلوسي حرام ولا لا ؟

ج/ حسب نوعية الزبائن، ولكن لا شك أن الغالب على ذلك العمل هو الشبهة، لأن الزبونة إن كانت تفعله لتتبرج به فهو حرام ولا يجوز إعانتها عليه.
جِماع هذا أنك أنت إذا كنت غيرَ عالم بمصلحتك، ولا قادرٍ عليها، ولا مريدٍ لها كما ينبغي؛ فغيرك من الناس أولى أن لا يكون عالمًا بمصلحتك، ولا قادرًا عليها، ولا مريدًا لها.
والله سبحانه هو الذي يعلم ولا تعلم، ويقدر ولا تقدر، ويعطيك من فضله العظيم؛ كما في حديث الاستخارة: "اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب".

شيخ الإسلام ابن تيمية
عن علي رضي الله عنه: خالطوا الناس بألسنتكم وأجسادكم، وزايلوهم بأعمالكم وقلوبكم، فإن للمرء ما اكتسب، وهو يوم القيامة مع من أحب.
زايلوهم: فارقوهم.

فمن كان في هذا الزمان على شيء من دين وسلوك، أو شيء من علم ونظر = فليمسك عليه كأشد ما يمسك على ما تقوم به حياته، ولا يُكثرْ من جهرٍ به ومصاولة عليه، وليجعله كسرِّه الذي يصونه ويحفظه، وليمضِ في طريقه الذي آنس منه ذلك الدينَ وذلك العلمَ؛ فإن ذلك الزمان - لمن تمعن فيه - قد قلّ دينه، وندر علماؤه، وكثرت فيه الدعاوى.
فلا يُقاوِلْ في ذلك كلَّ واحد، إلا واحدًا مفيدًا أو مستفيدًا.
أما دون ذلك = فخلِّ ودع، واظهرْ للناس بجُمَل الدين الكبرى، وخالِقْهم بخُلُقٍ حسَن.
الحمد لله رب العالمين
صدر كتابي الأخير:
قيد الخاطر
كتابات وتأملات
من إصدار المكتبة العصرية بالأزهر بالقاهرة، وتوزيعها
ضِيق العطن والشراسة والتعصب ناجمٌ بالأساس عن حالة نفسية وليس علمية، ولذلك فبإمكانها أن تسوِّغ لنفسها عدوانيتها مع المخالف لها، وترتكب تناقضات فاضحة مضحكة مبكية في مواقفها، فتُغضي عمن يوافق هواها، وتنقر وتفتش عما تعتبره مؤاخذات على أضدادها ومخالفيها، رغم أن لمواليها مثل ذلك أو أكثر.
والحمد لله أن عامة نفوس المؤمنين تستقبح مثل هذا الجور وتعتبره من قلة المروءة، وإلا فمن يتحير مع المتخبطين تنطمس بصيرته، ويرى القبيح حسنا والحسن قبيحا، ويرى الشيء نفسه حسنا وقبيحا تبعا لعصبيته وهواه، ولربما تجمَّد قلبه والتذ بالغربة وأوهام الصدع بالحق والجرأة فيه ونحوها من الحيل النفسية التي تصدّ صاحبها عن الإنصاف والرحمة وتزيده ظلما واعتسافا.
2024/10/09 06:27:13
Back to Top
HTML Embed Code: