مين يرجع حَبايبنا؟

مما لا شك فيه أن الظروف المحيطة بالإنسان تؤثر عليه سلباً أو إيجاباً ..
لكن مما لاشك فيه أيضاً
أنه كلما كان الذي في داخل الإنسان (الايمان) كبيراً.. كلما كان عميقاً
كانت القدرة على التكيف أعلى
ثم تأتي لحظة يكون الظرف المحيط أعلى حتى من العمق الإيماني للإنسان
وهنا تحصل الإشكالية..
ولهذا كان الدعاء القرآني رحيماً جداً بالإنسان حين قال المولى تعالى : ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به،واعف عنا،واغفر لنا،وارحمنا..

"إن أول مراحل النصر أن يتمايز الناس بين مؤمن خالص لا نفاق فيه، وبين منافق خالص لا إيمان له...
بعد أن تتمايز الصفوف، تبدأ المرحلة الثانية وهي التوطئة للقاء العدو...
فإن قال بعضكم: أين هو النصر الذي كنتم ترجونه؟ قلنا لكم: إن أوّله أن يفضح الله المنافقين الذين أقنعوا كثيرين بأنهم يحبون المؤمنين ويهتمون لشأن المسلمين، وإن أوّله أن يصفو المؤمنون الصادقون، فيعرفون بعضهم ليعلموا كيف يواجهون عدوهم."..

وَجهان لن ينساهُما الإنسان طِيلة حياته، الأول: وَجهٌ أشرَق عليه بالنور والضياء عندما أظلمَت الدُنيا عليه، وكان نِبراسًا ومُؤنِسًا لهُ في أشَدّ لياليه حُلكة، وقَف معهُ وساندهُ عندما انعدَمت الأيادي المُعاضِدَة من حوله، والثاني: وَجهٌ كان سببًا في مُعاناته.

لعلّ الحُزن الذي يسكن قلبك يختبئ خلفه فرحًا كبيرًا، فلقد عوّدتنا الحياة أن السعادات الكبرى تُطبَخ دومًا على نار الصبر، حتى تنضج أخيرًا، ونتذوّق كأسها شرابًا باردًا يُطفِئ حرارة الأفئدة، ثم تذكّر: "إن الذي قد أحزنك، قد علّمك: أن الحياة مراحِلٌ، ما أعجلك!"

نتوقّف عن العتاب عندما نبلغ حدّاً معيّنًا من الخيبة والخذلان، فيُسقِط الآخر مكانته في قلوبنا من تلقاء نفسه، فلا يعود في إطار اهتمامنا، فيكون الأمر سيّان في إقباله وإدباره، في سخطه ورِضاه، في حضوره وغيابه، فالعتاب شرفٌ لا يستحقه أي أحد.

(سيُهزَم الجمعُ ويُولُّون الدُّبُر):

سُرعة سقوط النظام المجرم في سوريا دليلٌ على أنّ التدخل الإلهي لا يحتاج وقتًا طويلًا..
ستسقط إسرائيل ذليلةً بإذن الله..

فاستبشروا يا أهل فلسطيين..

‏"دائمًا هناك اتساع بعد الضيق، نورٌ بعد الظلام، فرحٌ بعد الحزن، شفاءٌ بعد الوجع والألم، دائمًا هُناك مخرجٌ حتى لو لم يكُن باستطاعتك رؤيته حاليًا لكنه موجود، وسيتّضح لك فيما بعد.. فثمة رحمة، وحنان، ولُطفٌ خفيّ يُطوّقك، فالجبّار سيجبرك، ويُغيثك بكرمه وفضله.. فاطمئن واكمل سعيك لأن الله معك ومُحيطٌ بأمرك." 🤍

دول تتوعد دولاً
والحرب خيارٌ لدول، واضطرار لدولٍ أخرى.
وكأن العالم يتجه نحو هاوية الجنون.
لا ضير
فقد يفعل المجانين ما يتردد العقلاء في فعله!
وفي هذا العالم المثقل بالحسابات
حيث تختلط المنفعة بالأيدلوجيات المختبئة بالسياسيين الطامحين
لا يبدو الأسى كامناً في أن تكون مجنوناً
وإنما في ألا يكون لموقعك محلٌ من الإعراب !

لا أستسيغُ شخصية الإمّعة، التي لا تملك رأيًا أو قرارًا، وفي علاقاتها مع غيرها ستجدها تبنيها على ردّات فِعل الآخرين تجاه الشخص، وتنسى كل عطاء وصِدق ووفاء، فإن رضوا عنه رضَت معهم، وإن سخطوا عليه سخطت معهم، تلك التي تتلوّن وتتذبذب، ولا تجد لها وجهًا صادقًا وثابتًا وواضحًا!

استعذ بالله من أن تملك أسباب الخير فتجفَلْ، من أن تكون قادرًا على تفريج هَمّ فلا تفعل، من أن توهب مفاتيح الجود فتضنّ بها، من أن تكون سحابة تبخل بغيثها على الفياض، من أن تُعطَى ولا تُعطِي، وتُسقَى ولا تُسقِي؛ فلا أسوأ من شُحّ النفس، وانعدام الكرم، وانحسار المروءة.

لو يُدرِك الإنسان أنّهُ يرتقي بقَدر ما يدفع غيره للارتقاء، ويُرزَق بقَدر ما يكون سببًا لرِزق غيره، وتهطل عليه الخيرات عندما يكون مفتاحًا للخير، وتطرق السعادة أبواب قلبه عندما لا يشحّ بها على غيره؛ ذلك أن في الحياة قانون للوفاء: "مَن يُعطِي بصدق يعود إليه العطاء"

لا يسلم من رماح الخيبة إلا من تحصّن بتركهِ التوقّع، فمعظم أحزاننا وَليدة توقعاتنا التي خابت، ولو أنّا تركنا الأمورَ تسير، فسِرنا معها؛ لسَلِمنا من ذلك كله.

والجرح في أضلعي …

لا تُعَوِّل على الأشخاص ما لم تُجرّبهم في المواقف، ولا تثق بمَن يظهر لك كل يوم بوَجهٍ جديد، وتعامُل مُختلف، وكُن حذِرًا ممن يستاء من مسرّاتك، وتُغِيضه نجاحاتك، وتُبهجهُ أحزانك وعثراتك، واسأل الله أن يُقرِّب منك الطيّبين ويُباعِد بينك وبين الخبيثين كما باعَد بين المشرق والمغرب.

الخير الذي تبذله ودافعك فيه حُبّ الخير، والعطاء الذي تُقدّمه بإخلاص دون انتظار جزاء، والنوايا الطيّبة التي تحفّ خطواتك وأقوالك وأفعالك؛ تعود عليك بأعظم الهِبات التي تُساق إلى دروبك من حيث لا تحتسب، وتتجسّد لك بأحداث طيّبة، وأقدار جميلة، فالطيّبون تطيب لهم الحياة

هذه المدينة وصقيع خيامِها، أصدق آلة لكشف الكذب..
الحمد لله على كل أمر.. إن العبد يتعلَّم في ساعات البلاءِ ما لا يتعلَّمه في سنين العافية..

اعتاد الناس على الاستعداد لاحياء مناسباتهم السنوية بمزيد من التحضير والاستعداد والبهجة.. لكنَّ الناس هُنا في غزة تُفرض عليهم سَنةً جديدة من القتل والتدمير والتشريد، مُجبرين على موسمِ ماطرِ يقضونه تحت الخيام البالية، وشُحِ من المالِ والزاد والنَّصير، لا حول لهم ولا قُوة إلا بالجبار ذيِ القُوةِ المتين.

قبل الحرب؛ كانت كل أحلامنا وأمنياتنا على قائمة الانتظار، نحاول ونحاول عساها ان تكون قريبة.. نكتب لها تواريخا عساها أن تكون قريبة..
اليوم نحن نضعها على قوائم الإلغاء.. تدريجيا، مع طول أمد الحرب، نفقدها شيئا فشيئا.. نحن لا نحاول.. لا نستطيع أن نحاول.. لا خيارات للمحاولة.. لا خيارات سوى الصبر والتسليم، لا محاولات سوى للنجاة بالجسد ..!
نحن لا نودع أحبابنا فقط، لا نودع بيوتنا وأشياءنا العزيزة فقط.. نحن نودع أشياء سكنت خفايا أنفسنا.. رجوناها من الله وحده.. وحده فقط.. وحده سمع نحيب قلوبنا رغبة بها.. نحن نودعها على أمل الحصول عليها في الجنة.. هل جربت أن تكتب قائمة أمنياتك على ورقة وبدلا من أن تضع لها تاريخا، أن تكتب بقربها "في الجنة" !