tgoop.com/annyaa09/14811
Last Update:
(يَنْصُرْكُمْ) كيف يتمّ ذلك؟
إنّ الطرق كثيرة، فهو سبحانه يلقي في قلوبكم نور الإيمان، و في نفوسكم و أرواحكم التقوی، و في إرادتكم القوّة و التصميم أكثر، و في أفكاركم الهدوء و الاطمئنان.
و من جانب آخر يرسل الملائكة لمدكم و نصرتكم، و يغيّر مسار الحوادث لصالحكم، و يجعل أفئدة الناس تهوي إليكم، و يجعل كلماتكم نافذة في القلوب، و يصيّر نشاطاتكم و جهودكم مثمرة. نعم، إنّ نصرة اللّه تحيط بالجسم و الروح، من الداخل و الخارج.
إلّا أنّه سبحانه يؤكّد علی مسألة تثبيت الأقدام من بين كلّ أشكال النصرة، و ذلك لأنّ الثبات أمام العدو أهم رمز للانتصار، و إنّما يكسب الحرب الذين يصمدون و يستقيمون أكثر، و لذلك نقرأ في قصة محاربة طالوت لجالوت، أنّ المؤمنين القليلين الذين كانوا معه عندما واجهوا جيش العدو الجرار، قالوا: (رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِينَ).
و نقرأ في الآية التي بعدها: (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّـهِ).
أجل، إنّ نتيجة ثبات القدم هي النصر المؤزّر علی العدو. و لمّا كانت حشود العدو العظيمة، و أنواع معداتهم و تجهيزاتهم قد تشغل فكر المجاهدين في سبيل اللّه أحياناً، فإنّ هذه الآية تضيف: (وَ الَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ)
«تعس» بمعنی الانزلاق و الهوي، و ما فسّره البعض بأنّه الهلاك و الانحطاط، فهو لازمه في الواقع لا معناه.
و علی كلّ حال، فإنّ المقارنة بين هذين الفريقين عميقة المعنی جدّا، فالقرآن يقول في شأن المؤمنين يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ و في شأن الكافرين أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ.
نعم، إنّ الكافرين إذا انزلقوا و زلّت أقدامهم، فليس هناك من يأخذ بأيديهم لينقذهم من الهلكة، بل إنّهم سينحدرون إلی الهاوية سريعاً و بسهولة، أمّا المؤمنون، فإنّ ملائكة الرحمة تهب لنجدتهم و نصرتهم، و يحفظونهم من المنزلقات و المنحدرات، كما نقرأ ذلك في موضع آخر، حيث تقول الآية (٣٠) من سورة فصلت: إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ.
إنّ أعمال المؤمنين مباركة، أمّا أعمال الكافرين فإنّها بائرة و لذلك فهي تزول و تفنی سريعاً.
BY آنيــا
Share with your friend now:
tgoop.com/annyaa09/14811