قال ابن القيم:

‏"الحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب لله ولرسوله ظاهرا وباطنا، فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا، وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان".

‏الفوائد لابن القيم (ص 88)

يُخبِرنا غيابُ الشمسِ أنَّ لِكُلِ سطوعٍ أفول، ولكُل طلوعٍ نزول، فتراها تتوقّدُ فوقنا وتتأجّج، ثُم ماتلبثُ أن تبردَ وتزول،

‏وكذا همّ الصدور وحرّ الكَبد، يذهب كأنّه لم يُبكينا، وشبه أحياء كان يُبقينا، يذهب فإذا بِنا نضحكُ وقد أُنسينا .

‏(اللهم أنّا نعوذ بِك من الهمِّ والحزن).

"فإن الغَرس الصغير يكبر على التعهد حتى يؤتى الثمرة، ومن استعان بأسباب الحق أُعين، ولا يهلك الناس إلا من هيبة أو تهور".

جمهرة مقالات محمود شاكر (1/ 210).

مِنۡ أعلىٰ درجات جِهاد النَّفس ؛

جهاد الحزن، جهاد الخُذلان، جهاد التَّخلي والتَّرفُّع رغمَ التَّعلق، جهاد التَّمسُّك بنقاءك وطيبتك ومعدنك الأصيل رغمَ قُبح وتلوُّن ﺍلوُجوه، جهادك في معركتك مع العصاة والكـ.ـفَّار والحياة بأكملها.

جهادك ضدَّ اليأس، ضدَّ الاستسلام، جهادك في الاستمرار وطول النَّفس والسَّير لآخر الطَّريق مهما تعثَّرت..

وما زالت دائرةُ التَّمحيص تَضيق ، و الأيَّام في غَربلتها تكادُ لا تُبقي أحد ، هي الفِتنة و ما أدراك ما الفِتنة ودَّ المؤمنُ لو يهربُ منها حيثُ لا أحد سوىٰ نفسهُ فقط.

لا أمانَ لك في هذه الأحداث حتَّىٰ لنفسكَ ، لا تدع دُعاءً يمرُّ منك إلَّا طالبًا فيه من اللَّه الثَّبات ، ثمَّ إيَّاك إيَّاك أن تأمَن ..

لا تُهْمِلْ قلبَك! تحسَّس مواضِعه، لا تُثقِل عليه، فهو لا يحتملُ أن يبتعدَ عن رحابِ ربِّه، إياك أن يخرج عن حِمىٰ اللّٰه ، أغلق عليه كلَّ المنافِذ وحصِّنه بالذِّكر، هذه المُضغة هي أعزُّ ما تَملك، لو فقدتَها ما قامَ لك شأنٌ في الدُّنيا ولا في الآخِرة، وتكون صفر الأيدي يوم القيامة.