📰 المقالات الصـحفية 📰
Photo
بسم الله الرحمن الرحيم
كواليس أول اتفاق أمريكي مع صنعاء وأنصار الله
– تقدير موقف –
#عــبدالله_عـلي_صبري
في 12 أبريل 2025 نشر الناشط الحقوقي الدولي والبرلماني الكويتي سابقا عبدالحميد دشتي، في تغريدة له على منصة إكس، معلومات كشفت لأول مرة عن توجه أمريكي للتفاوض مع " أنصار الله "، بعد أقل من شهر على الجولة الثانية للعدوان الأمريكي الذي استؤنف في 15 مارس 2025.
أفاد دشتي أن الإدارة الأمريكية طلبت من السفير الأمريكي الجديد في الكويت، فتح قنوات اتصال مع " أنصار الله " بهدف التفاوض حول أمن البحر الأحمر والملاحة الدولية وحركة السفن الأمريكية. وكان الرئيس الأمريكي قد عين أمير غالب- وهو عربي من أصول يمنية- سفيرا للولايات المتحدة لدى الكويت في 8 مارس 2025، ما يفسر لماذا تم اختيار الأخير كقناة اتصال مع الوفد الوطني في مسقط.
صحيح أنه لم ترشح أية تصريحات رسمية تؤكد أو تنفي ما نشره دشتي في حينه، إلا إن اتفاق وقف إطلاق النار المعلن مؤخرا بين أمريكا وحكومة صنعاء بوساطة عمانية، يفتح الشهية للتساؤلات عن الأسباب والكواليس التي أدت إلى تفاهم كهذا كان يبدو مستحيلا قبل ساعات من إعلانه.
وفي الأسباب، يمكن العودة إلى خطاب الرئيس مهدي المشاط بتاريخ 20 إبريل 2025، الذي قال فيه أن حاملة الطائرات "ترومان" فقدت قيادتها وسيطرتها وأصبحت خارج الخدمة منذ الأيام الأولى للعدوان على اليمن، وهو ما نفته جهات رسمية أمريكية في حينه. وهنا نسأل، ما الذي يجعل الإدارة الأمريكية تبحث عن قناة تواصل مع صنعاء وما تزال في الشهر الأول من حملتها العسكرية، التي اتخذت مسمى " الفارس الخشن "، لولا أن حدثا جللا كهذا قد وقع بالفعل.
في الأثناء كان منسوب التصعيد الكلامي للرئيس ترامب وأركان إدارته، قد انخفض بعض الشيء، فبعد أن كان ترامب قد توعد بالقضاء على من يسميهم بالحوثيين، ونشر في 19 مارس 2025 على منصة تروث سوشيال أن الضربات الأمريكية ستصبح أسوأ تدريجيا وأنه سيتم القضاء على الحوثيين تماما، وأن مصيرهم الإبادة الكاملة، ظهر السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن، في تصريح لافت تداولته وسائل الإعلام في 11 ابريل 2025، أكد فيه التزام الولايات المتحدة الثابت بالعمل على إيجاد حل سياسي شامل يضمن استقرار اليمن، والعمل على استعادة أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وفي مقابل انخفاض التصعيد الكلامي مع اليمن، رفعت الإدارة الأمريكية من وتيرة التهديدات للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقبل يوم واحد من تصريح السفير الأمريكي، توعد وزير الدفاع بيت هيجيسث إيران بأنها ستدفع ثمن دعمها للحوثيين، حد قوله.
بيد أن تصاعد حدة الخطاب بشأن إيران لم تكن منسجمة مع الواقع الميداني، فقد فاجأ الرئيس الأمريكي ضيفه نتنياهو بالحديث عن مفاوضات نووية مع إيران بعد أن كثر الحديث عن استعداد أمريكي إسرائيلي لشن هجمات تستهدف إيران ومنشآتها العسكرية. وقال ترامب في السابع من ابريل 2025، أن الولايات المتحدة وإيران بصدد البدء في محادثات مباشرة بشأن برنامج طهران النووي.
كان الرئيس المشاط في خطابه آنف الذكر، قد بارك لإيران هذا النجاح الدبلوماسي، وقال: ندعم الدبلوماسية الإيرانية في السعي لحلحلة مشاكلها مع خصومها، كما دعمناها وشجعناها وباركنا نجاحها مع السعودية.
ومن يقرأ بين السطور يلحظ أن حديث المشاط كان يوحي بأن لليمن دور ما في الخطوة الأمريكية، إذ كان الرئيس يتحدث بكل ثقة عن الفشل العسكري الأمريكي في خطاب معنوي من الدرجة الأولى.
حديث الرئيس المشاط عن الفشل العسكري الأمريكي ليس اعتباطا، فقد كان مدعما بأدلة وشواهد ميدانية لا تخفى عن المراقبين والخبراء الدوليين، الذين نقلت عنهم الصحافة الغربية الكثير من التصريحات التي فضحت العجز الأمريكي في اليمن.
وإلى جانب الفشل العسكري مُنيت الإدارة الأمريكية بانتكاسة غير مسبوقة في المجال الاستخباراتي، وإذ تبين أن أمريكا تعاني من " عمى استخباراتي " تجاه اليمن بقدراته وقياداته العسكرية، وأخفقت في استهداف قيادات دون الصف الثالث، كانت فضيحة مستشار الأمن القومي المعين حديثا، قد دلت على " انكشاف استخباراتي" مبكر، ما أدى إلى إقالته ونائبه.
جاءت الإقالة بعد أسابيع من الجدل الذي أثاره تسريب خطط عسكرية أميركية بشأن الضربات في اليمن، وذلك عقب انضمام رئيس تحرير مجلة " ذي أتلانتك " عن طريق الخطأ إلى مجموعة دردشة على تطبيق سيغنال، كان يشارك فيها مايك والتز ومسؤولون أمنيون كبار، تداولوا من خلالها تفاصيل حساسة عن توقيت ونوعية الضربات العسكرية. ومما فاقم من خطورة الخلل الاستخباراتي، أن صنعاء أعلنت أنها أفشلت العدوان الأمريكي في يومه الأول نتيجة معلومات استخباراتية.
كواليس أول اتفاق أمريكي مع صنعاء وأنصار الله
– تقدير موقف –
#عــبدالله_عـلي_صبري
في 12 أبريل 2025 نشر الناشط الحقوقي الدولي والبرلماني الكويتي سابقا عبدالحميد دشتي، في تغريدة له على منصة إكس، معلومات كشفت لأول مرة عن توجه أمريكي للتفاوض مع " أنصار الله "، بعد أقل من شهر على الجولة الثانية للعدوان الأمريكي الذي استؤنف في 15 مارس 2025.
أفاد دشتي أن الإدارة الأمريكية طلبت من السفير الأمريكي الجديد في الكويت، فتح قنوات اتصال مع " أنصار الله " بهدف التفاوض حول أمن البحر الأحمر والملاحة الدولية وحركة السفن الأمريكية. وكان الرئيس الأمريكي قد عين أمير غالب- وهو عربي من أصول يمنية- سفيرا للولايات المتحدة لدى الكويت في 8 مارس 2025، ما يفسر لماذا تم اختيار الأخير كقناة اتصال مع الوفد الوطني في مسقط.
صحيح أنه لم ترشح أية تصريحات رسمية تؤكد أو تنفي ما نشره دشتي في حينه، إلا إن اتفاق وقف إطلاق النار المعلن مؤخرا بين أمريكا وحكومة صنعاء بوساطة عمانية، يفتح الشهية للتساؤلات عن الأسباب والكواليس التي أدت إلى تفاهم كهذا كان يبدو مستحيلا قبل ساعات من إعلانه.
وفي الأسباب، يمكن العودة إلى خطاب الرئيس مهدي المشاط بتاريخ 20 إبريل 2025، الذي قال فيه أن حاملة الطائرات "ترومان" فقدت قيادتها وسيطرتها وأصبحت خارج الخدمة منذ الأيام الأولى للعدوان على اليمن، وهو ما نفته جهات رسمية أمريكية في حينه. وهنا نسأل، ما الذي يجعل الإدارة الأمريكية تبحث عن قناة تواصل مع صنعاء وما تزال في الشهر الأول من حملتها العسكرية، التي اتخذت مسمى " الفارس الخشن "، لولا أن حدثا جللا كهذا قد وقع بالفعل.
في الأثناء كان منسوب التصعيد الكلامي للرئيس ترامب وأركان إدارته، قد انخفض بعض الشيء، فبعد أن كان ترامب قد توعد بالقضاء على من يسميهم بالحوثيين، ونشر في 19 مارس 2025 على منصة تروث سوشيال أن الضربات الأمريكية ستصبح أسوأ تدريجيا وأنه سيتم القضاء على الحوثيين تماما، وأن مصيرهم الإبادة الكاملة، ظهر السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن، في تصريح لافت تداولته وسائل الإعلام في 11 ابريل 2025، أكد فيه التزام الولايات المتحدة الثابت بالعمل على إيجاد حل سياسي شامل يضمن استقرار اليمن، والعمل على استعادة أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وفي مقابل انخفاض التصعيد الكلامي مع اليمن، رفعت الإدارة الأمريكية من وتيرة التهديدات للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقبل يوم واحد من تصريح السفير الأمريكي، توعد وزير الدفاع بيت هيجيسث إيران بأنها ستدفع ثمن دعمها للحوثيين، حد قوله.
بيد أن تصاعد حدة الخطاب بشأن إيران لم تكن منسجمة مع الواقع الميداني، فقد فاجأ الرئيس الأمريكي ضيفه نتنياهو بالحديث عن مفاوضات نووية مع إيران بعد أن كثر الحديث عن استعداد أمريكي إسرائيلي لشن هجمات تستهدف إيران ومنشآتها العسكرية. وقال ترامب في السابع من ابريل 2025، أن الولايات المتحدة وإيران بصدد البدء في محادثات مباشرة بشأن برنامج طهران النووي.
كان الرئيس المشاط في خطابه آنف الذكر، قد بارك لإيران هذا النجاح الدبلوماسي، وقال: ندعم الدبلوماسية الإيرانية في السعي لحلحلة مشاكلها مع خصومها، كما دعمناها وشجعناها وباركنا نجاحها مع السعودية.
ومن يقرأ بين السطور يلحظ أن حديث المشاط كان يوحي بأن لليمن دور ما في الخطوة الأمريكية، إذ كان الرئيس يتحدث بكل ثقة عن الفشل العسكري الأمريكي في خطاب معنوي من الدرجة الأولى.
حديث الرئيس المشاط عن الفشل العسكري الأمريكي ليس اعتباطا، فقد كان مدعما بأدلة وشواهد ميدانية لا تخفى عن المراقبين والخبراء الدوليين، الذين نقلت عنهم الصحافة الغربية الكثير من التصريحات التي فضحت العجز الأمريكي في اليمن.
وإلى جانب الفشل العسكري مُنيت الإدارة الأمريكية بانتكاسة غير مسبوقة في المجال الاستخباراتي، وإذ تبين أن أمريكا تعاني من " عمى استخباراتي " تجاه اليمن بقدراته وقياداته العسكرية، وأخفقت في استهداف قيادات دون الصف الثالث، كانت فضيحة مستشار الأمن القومي المعين حديثا، قد دلت على " انكشاف استخباراتي" مبكر، ما أدى إلى إقالته ونائبه.
جاءت الإقالة بعد أسابيع من الجدل الذي أثاره تسريب خطط عسكرية أميركية بشأن الضربات في اليمن، وذلك عقب انضمام رئيس تحرير مجلة " ذي أتلانتك " عن طريق الخطأ إلى مجموعة دردشة على تطبيق سيغنال، كان يشارك فيها مايك والتز ومسؤولون أمنيون كبار، تداولوا من خلالها تفاصيل حساسة عن توقيت ونوعية الضربات العسكرية. ومما فاقم من خطورة الخلل الاستخباراتي، أن صنعاء أعلنت أنها أفشلت العدوان الأمريكي في يومه الأول نتيجة معلومات استخباراتية.
📰 المقالات الصـحفية 📰
Photo
وفي مقابل المأزق الأمريكي، كانت القوات المسلحة اليمنية تواصل عملياتها العسكرية المتصاعدة كما ونوعا باتجاه حاملات الطائرات الأمريكية " ترومان " في البحر الأحمر، ثم باتجاه حاملات الطائرات " فينسون " التي باشرت عملياتها العدوانية على اليمن في 15 ابريل 2025. وقيل حينها أنها جاءت كرديف لمثيلتها ترومان، وتبين أنها جاءت كبديل بعد الإعلان الأمريكي عن موعد لعودة ترومان، ومغادرتها البحر الأحمر على خطي الحاملة " أيزنهاور". كما تمكنت القوات اليمنية من اسقاط سبع طائرات استطلاع أمريكية من نوع ام كيو ناين خلال أقل من شهرين.
كل ذلك بالموازاة مع تصاعد الهجمات اليمنية في عمق الكيان الصهيوني بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، وتأكيد اليمن الاستمرار في معركة إسناد فلسطين حتى وقف العدوان ورفع الحصار الصهيوني عن غزة.
في 28 ابريل 2025، كانت الأنباء الرسمية الواردة من البنتاغون، تحمل خبرا سيئا للولايات المتحدة، مفاده أن طائرة أمريكية من نوع إف 18 قد سقطت في البحر الأحمر من على متن " ترومان ". وفيما بعد ذكرت الصحافة الأمريكية أن حاملة الطائرات نفذت مناورة حادة وانعطافا شديدا أدى إلى سقوط الطائرة، ( بعد ساعات من إعلان الاتفاق ذكرت صحف أمريكية أن البحرية الأمريكية خسرت طائرة ثانية من نوع إف 18 في البحر الأحمر ) . وفي صنعاء كانت الأخبار السارة تؤكد أن القوات المسلحة اليمنية هي التي اجترحت هذا النجاح غير المسبوق، ما عمق من أزمة أمريكا في حربها على اليمن.
أعلن ترامب عن سياسة الضغوط القصوى في إدارة الشؤون الخارجية، وقال بأنه يستخدم القوة من أجل الوصول إلى السلام، غير أنه تجرع هزيمة مذلة في اليمن، جعلت من الأمن القومي الأمريكي منكشفا على نحو خطير أمام الدول التي شجعها الرئيس المشاط، بقوله: فلتمدد الصين ولا تبالي، ولتمدد روسيا ولا تبالي. وهو ما فرض على ترامب في الأخير القيام باستدارة سياسية سريعة وحادة، أدت إلى إعلان وقف إطلاق النار في أول اتفاق أمريكي من نوعه مع صنعاء وأنصار الله.
اضطر ترامب أن يعلن عن الاتفاق بنفسه، وإن بمضامين مخادعة، زعم أن " الحوثيين " قد استسلموا وأنهم قد طلبوا وقف إطلاق النار، وهذا ما نفاه رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام في تصريح متلفز لقناة المسيرة، كشف فيه أن الأمريكي هو الذي تقدم بالطلبات والرسائل عبر الأشقاء في سلطنة عمان خلال الأسابيع الماضية.
من جهتها كشفت الخارجية العمانية مساء الثلاثاء 7 مايو2025 عن تفاصيل الاتفاق في بيان رسمي. دحض البيان السردية الأمريكية، لكنه أكد على أن الطرفين اتفقا بأن لا يستهدف أي منهما الآخر، بما في ذلك السفن الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب. لم يتطرق البيان إلى إسرائيل أو فلسطين، ما جعل الكثير من قيادات أنصار الله تؤكد بأن معركة اسناد غزة مستمرة، وهذا ما أوضحه عبد السلام ايضاً.
بيد أن بيان الخارجية العمانية قد أثار بعض التساؤلات لناحية المضامين والمصطلحات الواردة فيه، إذ نص على أن التواصل كان بين طرفي الولايات المتحدة الأمريكية من جهة و" السلطات المعنية في صنعاء بالجمهورية اليمنية " من جهة أخرى. وهذا يعني أن البيان تجنب ذكر " أنصار الله " ربما لأن الأمريكي قد صنف الجماعة كمنظمة إرهابية، وربما لأن صنعاء أرادت أن يكون الاتفاق مع جهة رسمية، بغض النظر عن الخلاف بشأن شرعيتها لدى المجتمع الدولي. ( والملاحظ أن عدد من الدول العربية التي رحبت بالاتفاق قد استخدمت المصطلح الوارد في تصريح الخارجية العمانية ).
ويطرح السؤال نفسه، لماذا يتفاوض الأمريكان مع جهة يصنفونها بالإرهاب؟، أليس في ذلك تنازلا أمريكيا، ومكسبا لـ " أنصار الله "؟ البيان أشار كذلك إلى أن التفاوض قد يتواصل بهدف مناقشة أمور مستقبلية، فما الذي يمكن أن تتوافق عليه أمريكا مع " أنصار الله " مستقبلا؟
من وجهة نظري أن أي تفاوض مستقبلي، يتطلب في البدء رفع العقوبات الأمريكية تجاه اليمن، والتراجع عن تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية، ثم إن على الولايات المتحدة أن تدفع باتجاه الحل السياسي في اليمن، بعد أن عطلت " خارطة الطريق " من خلال الضغط على الطرف السعودي.
بقي القول إن الكيان الصهيوني، تفاجأ بالاتفاق المعلن. وقالت وسائل إعلام عبرية أن ترامب قد ترك إسرائيل وحيدة في مواجهة اليمن وأنصار الله، وهو نفس الشعور الذي عبر عنه المرتزقة اليمنيون، وربما بذات المضامين. وختاما ثمة من يتطلع إلى زيارة ترمب المرتقبة للرياض والمنطقة، وما تحمله من فرصة مواتية لإعلان تهدئة شاملة لا تستثني غزة، قد يكون في الإعلان عنها تخفيفا من وطأة حال السعودية ودول الخليج، التي يأتيها ترامب لجلب واستنزاف الأموال رغما عنها.
كل ذلك بالموازاة مع تصاعد الهجمات اليمنية في عمق الكيان الصهيوني بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، وتأكيد اليمن الاستمرار في معركة إسناد فلسطين حتى وقف العدوان ورفع الحصار الصهيوني عن غزة.
في 28 ابريل 2025، كانت الأنباء الرسمية الواردة من البنتاغون، تحمل خبرا سيئا للولايات المتحدة، مفاده أن طائرة أمريكية من نوع إف 18 قد سقطت في البحر الأحمر من على متن " ترومان ". وفيما بعد ذكرت الصحافة الأمريكية أن حاملة الطائرات نفذت مناورة حادة وانعطافا شديدا أدى إلى سقوط الطائرة، ( بعد ساعات من إعلان الاتفاق ذكرت صحف أمريكية أن البحرية الأمريكية خسرت طائرة ثانية من نوع إف 18 في البحر الأحمر ) . وفي صنعاء كانت الأخبار السارة تؤكد أن القوات المسلحة اليمنية هي التي اجترحت هذا النجاح غير المسبوق، ما عمق من أزمة أمريكا في حربها على اليمن.
أعلن ترامب عن سياسة الضغوط القصوى في إدارة الشؤون الخارجية، وقال بأنه يستخدم القوة من أجل الوصول إلى السلام، غير أنه تجرع هزيمة مذلة في اليمن، جعلت من الأمن القومي الأمريكي منكشفا على نحو خطير أمام الدول التي شجعها الرئيس المشاط، بقوله: فلتمدد الصين ولا تبالي، ولتمدد روسيا ولا تبالي. وهو ما فرض على ترامب في الأخير القيام باستدارة سياسية سريعة وحادة، أدت إلى إعلان وقف إطلاق النار في أول اتفاق أمريكي من نوعه مع صنعاء وأنصار الله.
اضطر ترامب أن يعلن عن الاتفاق بنفسه، وإن بمضامين مخادعة، زعم أن " الحوثيين " قد استسلموا وأنهم قد طلبوا وقف إطلاق النار، وهذا ما نفاه رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام في تصريح متلفز لقناة المسيرة، كشف فيه أن الأمريكي هو الذي تقدم بالطلبات والرسائل عبر الأشقاء في سلطنة عمان خلال الأسابيع الماضية.
من جهتها كشفت الخارجية العمانية مساء الثلاثاء 7 مايو2025 عن تفاصيل الاتفاق في بيان رسمي. دحض البيان السردية الأمريكية، لكنه أكد على أن الطرفين اتفقا بأن لا يستهدف أي منهما الآخر، بما في ذلك السفن الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب. لم يتطرق البيان إلى إسرائيل أو فلسطين، ما جعل الكثير من قيادات أنصار الله تؤكد بأن معركة اسناد غزة مستمرة، وهذا ما أوضحه عبد السلام ايضاً.
بيد أن بيان الخارجية العمانية قد أثار بعض التساؤلات لناحية المضامين والمصطلحات الواردة فيه، إذ نص على أن التواصل كان بين طرفي الولايات المتحدة الأمريكية من جهة و" السلطات المعنية في صنعاء بالجمهورية اليمنية " من جهة أخرى. وهذا يعني أن البيان تجنب ذكر " أنصار الله " ربما لأن الأمريكي قد صنف الجماعة كمنظمة إرهابية، وربما لأن صنعاء أرادت أن يكون الاتفاق مع جهة رسمية، بغض النظر عن الخلاف بشأن شرعيتها لدى المجتمع الدولي. ( والملاحظ أن عدد من الدول العربية التي رحبت بالاتفاق قد استخدمت المصطلح الوارد في تصريح الخارجية العمانية ).
ويطرح السؤال نفسه، لماذا يتفاوض الأمريكان مع جهة يصنفونها بالإرهاب؟، أليس في ذلك تنازلا أمريكيا، ومكسبا لـ " أنصار الله "؟ البيان أشار كذلك إلى أن التفاوض قد يتواصل بهدف مناقشة أمور مستقبلية، فما الذي يمكن أن تتوافق عليه أمريكا مع " أنصار الله " مستقبلا؟
من وجهة نظري أن أي تفاوض مستقبلي، يتطلب في البدء رفع العقوبات الأمريكية تجاه اليمن، والتراجع عن تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية، ثم إن على الولايات المتحدة أن تدفع باتجاه الحل السياسي في اليمن، بعد أن عطلت " خارطة الطريق " من خلال الضغط على الطرف السعودي.
بقي القول إن الكيان الصهيوني، تفاجأ بالاتفاق المعلن. وقالت وسائل إعلام عبرية أن ترامب قد ترك إسرائيل وحيدة في مواجهة اليمن وأنصار الله، وهو نفس الشعور الذي عبر عنه المرتزقة اليمنيون، وربما بذات المضامين. وختاما ثمة من يتطلع إلى زيارة ترمب المرتقبة للرياض والمنطقة، وما تحمله من فرصة مواتية لإعلان تهدئة شاملة لا تستثني غزة، قد يكون في الإعلان عنها تخفيفا من وطأة حال السعودية ودول الخليج، التي يأتيها ترامب لجلب واستنزاف الأموال رغما عنها.
📰 المقالات الصـحفية 📰
Photo
أما اليمن فقد فرض نفسه بقوة الذراع وثبات المبدأ رقما إقليميا لا يمكن تجاوزه بعد اليوم.
وفي الخلاصة نستطيع القول إن المفاوضات غير المباشرة بين اليمن وأمريكا، قد تحركت في منتصف إبريل 2025، عبر السفير الأمريكي في الكويت ابتداء، ثم من خلال الوسيط العماني، وإن إصابة حاملة الطائرات الأمريكية " ترومان " في الهجمات اليمنية كانت مربط الفرس ونقطة التحول الأساسية، كما أدى الإعلان عن سقوط طائرتين من نوع إف 18 في البحر الأحمر إلى تعميق أزمة الولايات المتحدة في عدوانها على اليمن دون إغفال الأسباب الأخرى، التي أجبرت الرئيس ترامب على التراجع المهين، ومنها الفشل العسكري في استهداف القدرات والقيادات العسكرية اليمنية، والإخفاق الاستخباراتي المزدوج للإدارة الأمريكية، وانكشاف الأمن القومي الأمريكي، وتراجع هيبة واشنطن أمام الدول الكبرى.
صنعاء
7-5-2025
وفي الخلاصة نستطيع القول إن المفاوضات غير المباشرة بين اليمن وأمريكا، قد تحركت في منتصف إبريل 2025، عبر السفير الأمريكي في الكويت ابتداء، ثم من خلال الوسيط العماني، وإن إصابة حاملة الطائرات الأمريكية " ترومان " في الهجمات اليمنية كانت مربط الفرس ونقطة التحول الأساسية، كما أدى الإعلان عن سقوط طائرتين من نوع إف 18 في البحر الأحمر إلى تعميق أزمة الولايات المتحدة في عدوانها على اليمن دون إغفال الأسباب الأخرى، التي أجبرت الرئيس ترامب على التراجع المهين، ومنها الفشل العسكري في استهداف القدرات والقيادات العسكرية اليمنية، والإخفاق الاستخباراتي المزدوج للإدارة الأمريكية، وانكشاف الأمن القومي الأمريكي، وتراجع هيبة واشنطن أمام الدول الكبرى.
صنعاء
7-5-2025
📰 المقالات الصـحفية 📰
Photo
بسم الله الرحمن الرحيم
كواليس أول اتفاق أمريكي مع صنعاء وأنصار الله
– تقدير موقف –
#عــبدالله_عـلي_صبري
في 12 أبريل 2025 نشر الناشط الحقوقي الدولي والبرلماني الكويتي سابقا عبدالحميد دشتي، في تغريدة له على منصة إكس، معلومات كشفت لأول مرة عن توجه أمريكي للتفاوض مع " أنصار الله "، بعد أقل من شهر على الجولة الثانية للعدوان الأمريكي الذي استؤنف في 15 مارس 2025.
أفاد دشتي أن الإدارة الأمريكية طلبت من السفير الأمريكي الجديد في الكويت، فتح قنوات اتصال مع " أنصار الله " بهدف التفاوض حول أمن البحر الأحمر والملاحة الدولية وحركة السفن الأمريكية. وكان الرئيس الأمريكي قد عين أمير غالب- وهو عربي من أصول يمنية- سفيرا للولايات المتحدة لدى الكويت في 8 مارس 2025، ما يفسر لماذا تم اختيار الأخير كقناة اتصال مع الوفد الوطني في مسقط.
صحيح أنه لم ترشح أية تصريحات رسمية تؤكد أو تنفي ما نشره دشتي في حينه، إلا إن اتفاق وقف إطلاق النار المعلن مؤخرا بين أمريكا وحكومة صنعاء بوساطة عمانية، يفتح الشهية للتساؤلات عن الأسباب والكواليس التي أدت إلى تفاهم كهذا كان يبدو مستحيلا قبل ساعات من إعلانه.
وفي الأسباب، يمكن العودة إلى خطاب الرئيس مهدي المشاط بتاريخ 20 إبريل 2025، الذي قال فيه أن حاملة الطائرات "ترومان" فقدت قيادتها وسيطرتها وأصبحت خارج الخدمة منذ الأيام الأولى للعدوان على اليمن، وهو ما نفته جهات رسمية أمريكية في حينه. وهنا نسأل، ما الذي يجعل الإدارة الأمريكية تبحث عن قناة تواصل مع صنعاء وما تزال في الشهر الأول من حملتها العسكرية، التي اتخذت مسمى " الفارس الخشن "، لولا أن حدثا جللا كهذا قد وقع بالفعل.
في الأثناء كان منسوب التصعيد الكلامي للرئيس ترامب وأركان إدارته، قد انخفض بعض الشيء، فبعد أن كان ترامب قد توعد بالقضاء على من يسميهم بالحوثيين، ونشر في 19 مارس 2025 على منصة تروث سوشيال أن الضربات الأمريكية ستصبح أسوأ تدريجيا وأنه سيتم القضاء على الحوثيين تماما، وأن مصيرهم الإبادة الكاملة، ظهر السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن، في تصريح لافت تداولته وسائل الإعلام في 11 ابريل 2025، أكد فيه التزام الولايات المتحدة الثابت بالعمل على إيجاد حل سياسي شامل يضمن استقرار اليمن، والعمل على استعادة أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وفي مقابل انخفاض التصعيد الكلامي مع اليمن، رفعت الإدارة الأمريكية من وتيرة التهديدات للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقبل يوم واحد من تصريح السفير الأمريكي، توعد وزير الدفاع بيت هيجيسث إيران بأنها ستدفع ثمن دعمها للحوثيين، حد قوله.
بيد أن تصاعد حدة الخطاب بشأن إيران لم تكن منسجمة مع الواقع الميداني، فقد فاجأ الرئيس الأمريكي ضيفه نتنياهو بالحديث عن مفاوضات نووية مع إيران بعد أن كثر الحديث عن استعداد أمريكي إسرائيلي لشن هجمات تستهدف إيران ومنشآتها العسكرية. وقال ترامب في السابع من ابريل 2025، أن الولايات المتحدة وإيران بصدد البدء في محادثات مباشرة بشأن برنامج طهران النووي.
كان الرئيس المشاط في خطابه آنف الذكر، قد بارك لإيران هذا النجاح الدبلوماسي، وقال: ندعم الدبلوماسية الإيرانية في السعي لحلحلة مشاكلها مع خصومها، كما دعمناها وشجعناها وباركنا نجاحها مع السعودية.
ومن يقرأ بين السطور يلحظ أن حديث المشاط كان يوحي بأن لليمن دور ما في الخطوة الأمريكية، إذ كان الرئيس يتحدث بكل ثقة عن الفشل العسكري الأمريكي في خطاب معنوي من الدرجة الأولى.
حديث الرئيس المشاط عن الفشل العسكري الأمريكي ليس اعتباطا، فقد كان مدعما بأدلة وشواهد ميدانية لا تخفى عن المراقبين والخبراء الدوليين، الذين نقلت عنهم الصحافة الغربية الكثير من التصريحات التي فضحت العجز الأمريكي في اليمن.
وإلى جانب الفشل العسكري مُنيت الإدارة الأمريكية بانتكاسة غير مسبوقة في المجال الاستخباراتي، وإذ تبين أن أمريكا تعاني من " عمى استخباراتي " تجاه اليمن بقدراته وقياداته العسكرية، وأخفقت في استهداف قيادات دون الصف الثالث، كانت فضيحة مستشار الأمن القومي المعين حديثا، قد دلت على " انكشاف استخباراتي" مبكر، ما أدى إلى إقالته ونائبه.
جاءت الإقالة بعد أسابيع من الجدل الذي أثاره تسريب خطط عسكرية أميركية بشأن الضربات في اليمن، وذلك عقب انضمام رئيس تحرير مجلة " ذي أتلانتك " عن طريق الخطأ إلى مجموعة دردشة على تطبيق سيغنال، كان يشارك فيها مايك والتز ومسؤولون أمنيون كبار، تداولوا من خلالها تفاصيل حساسة عن توقيت ونوعية الضربات العسكرية. ومما فاقم من خطورة الخلل الاستخباراتي، أن صنعاء أعلنت أنها أفشلت العدوان الأمريكي في يومه الأول نتيجة معلومات استخباراتية.
كواليس أول اتفاق أمريكي مع صنعاء وأنصار الله
– تقدير موقف –
#عــبدالله_عـلي_صبري
في 12 أبريل 2025 نشر الناشط الحقوقي الدولي والبرلماني الكويتي سابقا عبدالحميد دشتي، في تغريدة له على منصة إكس، معلومات كشفت لأول مرة عن توجه أمريكي للتفاوض مع " أنصار الله "، بعد أقل من شهر على الجولة الثانية للعدوان الأمريكي الذي استؤنف في 15 مارس 2025.
أفاد دشتي أن الإدارة الأمريكية طلبت من السفير الأمريكي الجديد في الكويت، فتح قنوات اتصال مع " أنصار الله " بهدف التفاوض حول أمن البحر الأحمر والملاحة الدولية وحركة السفن الأمريكية. وكان الرئيس الأمريكي قد عين أمير غالب- وهو عربي من أصول يمنية- سفيرا للولايات المتحدة لدى الكويت في 8 مارس 2025، ما يفسر لماذا تم اختيار الأخير كقناة اتصال مع الوفد الوطني في مسقط.
صحيح أنه لم ترشح أية تصريحات رسمية تؤكد أو تنفي ما نشره دشتي في حينه، إلا إن اتفاق وقف إطلاق النار المعلن مؤخرا بين أمريكا وحكومة صنعاء بوساطة عمانية، يفتح الشهية للتساؤلات عن الأسباب والكواليس التي أدت إلى تفاهم كهذا كان يبدو مستحيلا قبل ساعات من إعلانه.
وفي الأسباب، يمكن العودة إلى خطاب الرئيس مهدي المشاط بتاريخ 20 إبريل 2025، الذي قال فيه أن حاملة الطائرات "ترومان" فقدت قيادتها وسيطرتها وأصبحت خارج الخدمة منذ الأيام الأولى للعدوان على اليمن، وهو ما نفته جهات رسمية أمريكية في حينه. وهنا نسأل، ما الذي يجعل الإدارة الأمريكية تبحث عن قناة تواصل مع صنعاء وما تزال في الشهر الأول من حملتها العسكرية، التي اتخذت مسمى " الفارس الخشن "، لولا أن حدثا جللا كهذا قد وقع بالفعل.
في الأثناء كان منسوب التصعيد الكلامي للرئيس ترامب وأركان إدارته، قد انخفض بعض الشيء، فبعد أن كان ترامب قد توعد بالقضاء على من يسميهم بالحوثيين، ونشر في 19 مارس 2025 على منصة تروث سوشيال أن الضربات الأمريكية ستصبح أسوأ تدريجيا وأنه سيتم القضاء على الحوثيين تماما، وأن مصيرهم الإبادة الكاملة، ظهر السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن، في تصريح لافت تداولته وسائل الإعلام في 11 ابريل 2025، أكد فيه التزام الولايات المتحدة الثابت بالعمل على إيجاد حل سياسي شامل يضمن استقرار اليمن، والعمل على استعادة أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وفي مقابل انخفاض التصعيد الكلامي مع اليمن، رفعت الإدارة الأمريكية من وتيرة التهديدات للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقبل يوم واحد من تصريح السفير الأمريكي، توعد وزير الدفاع بيت هيجيسث إيران بأنها ستدفع ثمن دعمها للحوثيين، حد قوله.
بيد أن تصاعد حدة الخطاب بشأن إيران لم تكن منسجمة مع الواقع الميداني، فقد فاجأ الرئيس الأمريكي ضيفه نتنياهو بالحديث عن مفاوضات نووية مع إيران بعد أن كثر الحديث عن استعداد أمريكي إسرائيلي لشن هجمات تستهدف إيران ومنشآتها العسكرية. وقال ترامب في السابع من ابريل 2025، أن الولايات المتحدة وإيران بصدد البدء في محادثات مباشرة بشأن برنامج طهران النووي.
كان الرئيس المشاط في خطابه آنف الذكر، قد بارك لإيران هذا النجاح الدبلوماسي، وقال: ندعم الدبلوماسية الإيرانية في السعي لحلحلة مشاكلها مع خصومها، كما دعمناها وشجعناها وباركنا نجاحها مع السعودية.
ومن يقرأ بين السطور يلحظ أن حديث المشاط كان يوحي بأن لليمن دور ما في الخطوة الأمريكية، إذ كان الرئيس يتحدث بكل ثقة عن الفشل العسكري الأمريكي في خطاب معنوي من الدرجة الأولى.
حديث الرئيس المشاط عن الفشل العسكري الأمريكي ليس اعتباطا، فقد كان مدعما بأدلة وشواهد ميدانية لا تخفى عن المراقبين والخبراء الدوليين، الذين نقلت عنهم الصحافة الغربية الكثير من التصريحات التي فضحت العجز الأمريكي في اليمن.
وإلى جانب الفشل العسكري مُنيت الإدارة الأمريكية بانتكاسة غير مسبوقة في المجال الاستخباراتي، وإذ تبين أن أمريكا تعاني من " عمى استخباراتي " تجاه اليمن بقدراته وقياداته العسكرية، وأخفقت في استهداف قيادات دون الصف الثالث، كانت فضيحة مستشار الأمن القومي المعين حديثا، قد دلت على " انكشاف استخباراتي" مبكر، ما أدى إلى إقالته ونائبه.
جاءت الإقالة بعد أسابيع من الجدل الذي أثاره تسريب خطط عسكرية أميركية بشأن الضربات في اليمن، وذلك عقب انضمام رئيس تحرير مجلة " ذي أتلانتك " عن طريق الخطأ إلى مجموعة دردشة على تطبيق سيغنال، كان يشارك فيها مايك والتز ومسؤولون أمنيون كبار، تداولوا من خلالها تفاصيل حساسة عن توقيت ونوعية الضربات العسكرية. ومما فاقم من خطورة الخلل الاستخباراتي، أن صنعاء أعلنت أنها أفشلت العدوان الأمريكي في يومه الأول نتيجة معلومات استخباراتية.
📰 المقالات الصـحفية 📰
Photo
وفي مقابل المأزق الأمريكي، كانت القوات المسلحة اليمنية تواصل عملياتها العسكرية المتصاعدة كما ونوعا باتجاه حاملات الطائرات الأمريكية " ترومان " في البحر الأحمر، ثم باتجاه حاملات الطائرات " فينسون " التي باشرت عملياتها العدوانية على اليمن في 15 ابريل 2025. وقيل حينها أنها جاءت كرديف لمثيلتها ترومان، وتبين أنها جاءت كبديل بعد الإعلان الأمريكي عن موعد لعودة ترومان، ومغادرتها البحر الأحمر على خطي الحاملة " أيزنهاور". كما تمكنت القوات اليمنية من اسقاط سبع طائرات استطلاع أمريكية من نوع ام كيو ناين خلال أقل من شهرين.
كل ذلك بالموازاة مع تصاعد الهجمات اليمنية في عمق الكيان الصهيوني بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، وتأكيد اليمن الاستمرار في معركة إسناد فلسطين حتى وقف العدوان ورفع الحصار الصهيوني عن غزة.
في 28 ابريل 2025، كانت الأنباء الرسمية الواردة من البنتاغون، تحمل خبرا سيئا للولايات المتحدة، مفاده أن طائرة أمريكية من نوع إف 18 قد سقطت في البحر الأحمر من على متن " ترومان ". وفيما بعد ذكرت الصحافة الأمريكية أن حاملة الطائرات نفذت مناورة حادة وانعطافا شديدا أدى إلى سقوط الطائرة، ( بعد ساعات من إعلان الاتفاق ذكرت صحف أمريكية أن البحرية الأمريكية خسرت طائرة ثانية من نوع إف 18 في البحر الأحمر ) . وفي صنعاء كانت الأخبار السارة تؤكد أن القوات المسلحة اليمنية هي التي اجترحت هذا النجاح غير المسبوق، ما عمق من أزمة أمريكا في حربها على اليمن.
أعلن ترامب عن سياسة الضغوط القصوى في إدارة الشؤون الخارجية، وقال بأنه يستخدم القوة من أجل الوصول إلى السلام، غير أنه تجرع هزيمة مذلة في اليمن، جعلت من الأمن القومي الأمريكي منكشفا على نحو خطير أمام الدول التي شجعها الرئيس المشاط، بقوله: فلتمدد الصين ولا تبالي، ولتمدد روسيا ولا تبالي. وهو ما فرض على ترامب في الأخير القيام باستدارة سياسية سريعة وحادة، أدت إلى إعلان وقف إطلاق النار في أول اتفاق أمريكي من نوعه مع صنعاء وأنصار الله.
اضطر ترامب أن يعلن عن الاتفاق بنفسه، وإن بمضامين مخادعة، زعم أن " الحوثيين " قد استسلموا وأنهم قد طلبوا وقف إطلاق النار، وهذا ما نفاه رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام في تصريح متلفز لقناة المسيرة، كشف فيه أن الأمريكي هو الذي تقدم بالطلبات والرسائل عبر الأشقاء في سلطنة عمان خلال الأسابيع الماضية.
من جهتها كشفت الخارجية العمانية مساء الثلاثاء 7 مايو2025 عن تفاصيل الاتفاق في بيان رسمي. دحض البيان السردية الأمريكية، لكنه أكد على أن الطرفين اتفقا بأن لا يستهدف أي منهما الآخر، بما في ذلك السفن الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب. لم يتطرق البيان إلى إسرائيل أو فلسطين، ما جعل الكثير من قيادات أنصار الله تؤكد بأن معركة اسناد غزة مستمرة، وهذا ما أوضحه عبد السلام ايضاً.
بيد أن بيان الخارجية العمانية قد أثار بعض التساؤلات لناحية المضامين والمصطلحات الواردة فيه، إذ نص على أن التواصل كان بين طرفي الولايات المتحدة الأمريكية من جهة و" السلطات المعنية في صنعاء بالجمهورية اليمنية " من جهة أخرى. وهذا يعني أن البيان تجنب ذكر " أنصار الله " ربما لأن الأمريكي قد صنف الجماعة كمنظمة إرهابية، وربما لأن صنعاء أرادت أن يكون الاتفاق مع جهة رسمية، بغض النظر عن الخلاف بشأن شرعيتها لدى المجتمع الدولي. ( والملاحظ أن عدد من الدول العربية التي رحبت بالاتفاق قد استخدمت المصطلح الوارد في تصريح الخارجية العمانية ).
ويطرح السؤال نفسه، لماذا يتفاوض الأمريكان مع جهة يصنفونها بالإرهاب؟، أليس في ذلك تنازلا أمريكيا، ومكسبا لـ " أنصار الله "؟ البيان أشار كذلك إلى أن التفاوض قد يتواصل بهدف مناقشة أمور مستقبلية، فما الذي يمكن أن تتوافق عليه أمريكا مع " أنصار الله " مستقبلا؟
من وجهة نظري أن أي تفاوض مستقبلي، يتطلب في البدء رفع العقوبات الأمريكية تجاه اليمن، والتراجع عن تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية، ثم إن على الولايات المتحدة أن تدفع باتجاه الحل السياسي في اليمن، بعد أن عطلت " خارطة الطريق " من خلال الضغط على الطرف السعودي.
بقي القول إن الكيان الصهيوني، تفاجأ بالاتفاق المعلن. وقالت وسائل إعلام عبرية أن ترامب قد ترك إسرائيل وحيدة في مواجهة اليمن وأنصار الله، وهو نفس الشعور الذي عبر عنه المرتزقة اليمنيون، وربما بذات المضامين. وختاما ثمة من يتطلع إلى زيارة ترمب المرتقبة للرياض والمنطقة، وما تحمله من فرصة مواتية لإعلان تهدئة شاملة لا تستثني غزة، قد يكون في الإعلان عنها تخفيفا من وطأة حال السعودية ودول الخليج، التي يأتيها ترامب لجلب واستنزاف الأموال رغما عنها.
كل ذلك بالموازاة مع تصاعد الهجمات اليمنية في عمق الكيان الصهيوني بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، وتأكيد اليمن الاستمرار في معركة إسناد فلسطين حتى وقف العدوان ورفع الحصار الصهيوني عن غزة.
في 28 ابريل 2025، كانت الأنباء الرسمية الواردة من البنتاغون، تحمل خبرا سيئا للولايات المتحدة، مفاده أن طائرة أمريكية من نوع إف 18 قد سقطت في البحر الأحمر من على متن " ترومان ". وفيما بعد ذكرت الصحافة الأمريكية أن حاملة الطائرات نفذت مناورة حادة وانعطافا شديدا أدى إلى سقوط الطائرة، ( بعد ساعات من إعلان الاتفاق ذكرت صحف أمريكية أن البحرية الأمريكية خسرت طائرة ثانية من نوع إف 18 في البحر الأحمر ) . وفي صنعاء كانت الأخبار السارة تؤكد أن القوات المسلحة اليمنية هي التي اجترحت هذا النجاح غير المسبوق، ما عمق من أزمة أمريكا في حربها على اليمن.
أعلن ترامب عن سياسة الضغوط القصوى في إدارة الشؤون الخارجية، وقال بأنه يستخدم القوة من أجل الوصول إلى السلام، غير أنه تجرع هزيمة مذلة في اليمن، جعلت من الأمن القومي الأمريكي منكشفا على نحو خطير أمام الدول التي شجعها الرئيس المشاط، بقوله: فلتمدد الصين ولا تبالي، ولتمدد روسيا ولا تبالي. وهو ما فرض على ترامب في الأخير القيام باستدارة سياسية سريعة وحادة، أدت إلى إعلان وقف إطلاق النار في أول اتفاق أمريكي من نوعه مع صنعاء وأنصار الله.
اضطر ترامب أن يعلن عن الاتفاق بنفسه، وإن بمضامين مخادعة، زعم أن " الحوثيين " قد استسلموا وأنهم قد طلبوا وقف إطلاق النار، وهذا ما نفاه رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام في تصريح متلفز لقناة المسيرة، كشف فيه أن الأمريكي هو الذي تقدم بالطلبات والرسائل عبر الأشقاء في سلطنة عمان خلال الأسابيع الماضية.
من جهتها كشفت الخارجية العمانية مساء الثلاثاء 7 مايو2025 عن تفاصيل الاتفاق في بيان رسمي. دحض البيان السردية الأمريكية، لكنه أكد على أن الطرفين اتفقا بأن لا يستهدف أي منهما الآخر، بما في ذلك السفن الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب. لم يتطرق البيان إلى إسرائيل أو فلسطين، ما جعل الكثير من قيادات أنصار الله تؤكد بأن معركة اسناد غزة مستمرة، وهذا ما أوضحه عبد السلام ايضاً.
بيد أن بيان الخارجية العمانية قد أثار بعض التساؤلات لناحية المضامين والمصطلحات الواردة فيه، إذ نص على أن التواصل كان بين طرفي الولايات المتحدة الأمريكية من جهة و" السلطات المعنية في صنعاء بالجمهورية اليمنية " من جهة أخرى. وهذا يعني أن البيان تجنب ذكر " أنصار الله " ربما لأن الأمريكي قد صنف الجماعة كمنظمة إرهابية، وربما لأن صنعاء أرادت أن يكون الاتفاق مع جهة رسمية، بغض النظر عن الخلاف بشأن شرعيتها لدى المجتمع الدولي. ( والملاحظ أن عدد من الدول العربية التي رحبت بالاتفاق قد استخدمت المصطلح الوارد في تصريح الخارجية العمانية ).
ويطرح السؤال نفسه، لماذا يتفاوض الأمريكان مع جهة يصنفونها بالإرهاب؟، أليس في ذلك تنازلا أمريكيا، ومكسبا لـ " أنصار الله "؟ البيان أشار كذلك إلى أن التفاوض قد يتواصل بهدف مناقشة أمور مستقبلية، فما الذي يمكن أن تتوافق عليه أمريكا مع " أنصار الله " مستقبلا؟
من وجهة نظري أن أي تفاوض مستقبلي، يتطلب في البدء رفع العقوبات الأمريكية تجاه اليمن، والتراجع عن تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية، ثم إن على الولايات المتحدة أن تدفع باتجاه الحل السياسي في اليمن، بعد أن عطلت " خارطة الطريق " من خلال الضغط على الطرف السعودي.
بقي القول إن الكيان الصهيوني، تفاجأ بالاتفاق المعلن. وقالت وسائل إعلام عبرية أن ترامب قد ترك إسرائيل وحيدة في مواجهة اليمن وأنصار الله، وهو نفس الشعور الذي عبر عنه المرتزقة اليمنيون، وربما بذات المضامين. وختاما ثمة من يتطلع إلى زيارة ترمب المرتقبة للرياض والمنطقة، وما تحمله من فرصة مواتية لإعلان تهدئة شاملة لا تستثني غزة، قد يكون في الإعلان عنها تخفيفا من وطأة حال السعودية ودول الخليج، التي يأتيها ترامب لجلب واستنزاف الأموال رغما عنها.
📰 المقالات الصـحفية 📰
Photo
أما اليمن فقد فرض نفسه بقوة الذراع وثبات المبدأ رقما إقليميا لا يمكن تجاوزه بعد اليوم.
وفي الخلاصة نستطيع القول إن المفاوضات غير المباشرة بين اليمن وأمريكا، قد تحركت في منتصف إبريل 2025، عبر السفير الأمريكي في الكويت ابتداء، ثم من خلال الوسيط العماني، وإن إصابة حاملة الطائرات الأمريكية " ترومان " في الهجمات اليمنية كانت مربط الفرس ونقطة التحول الأساسية، كما أدى الإعلان عن سقوط طائرتين من نوع إف 18 في البحر الأحمر إلى تعميق أزمة الولايات المتحدة في عدوانها على اليمن دون إغفال الأسباب الأخرى، التي أجبرت الرئيس ترامب على التراجع المهين، ومنها الفشل العسكري في استهداف القدرات والقيادات العسكرية اليمنية، والإخفاق الاستخباراتي المزدوج للإدارة الأمريكية، وانكشاف الأمن القومي الأمريكي، وتراجع هيبة واشنطن أمام الدول الكبرى.
صنعاء
7-5-2025
وفي الخلاصة نستطيع القول إن المفاوضات غير المباشرة بين اليمن وأمريكا، قد تحركت في منتصف إبريل 2025، عبر السفير الأمريكي في الكويت ابتداء، ثم من خلال الوسيط العماني، وإن إصابة حاملة الطائرات الأمريكية " ترومان " في الهجمات اليمنية كانت مربط الفرس ونقطة التحول الأساسية، كما أدى الإعلان عن سقوط طائرتين من نوع إف 18 في البحر الأحمر إلى تعميق أزمة الولايات المتحدة في عدوانها على اليمن دون إغفال الأسباب الأخرى، التي أجبرت الرئيس ترامب على التراجع المهين، ومنها الفشل العسكري في استهداف القدرات والقيادات العسكرية اليمنية، والإخفاق الاستخباراتي المزدوج للإدارة الأمريكية، وانكشاف الأمن القومي الأمريكي، وتراجع هيبة واشنطن أمام الدول الكبرى.
صنعاء
7-5-2025
ترامب يتراجع
ويقول انه سيوقف عدوانه على اليمن فوراً في مقابل ايقاف استهداف السفن .... ان كان يقصد استهداف السفن الامريكية فهذا الامر لاغبار عليه ...اصلاً هو من ادخل نفسه في المعمعة التي ليس له فيها ناقة ولا جمل ....
لان الجيش اليمني اعلن منذ اول يوم انه سيستهدف فقط السفن الاسرائيلية الى ان يتم ايقاف العدوان والحصار عن غزة ...
المعركة اصلاً بيننا وبين الكيان الصهيوني ومجنون البيت الابيض هو من حشر جيشه في المنتصف ... فاذا عاد لرشده وترك مساندته لاسرائيل وقصف اليمن بلا شك سنتركه...
اما الكيان فمعركتنا معه ستستمر حتى يتوقف عن عدوانه على غزة... والحظر لن يكون بحرياً فقط بل سيصبح جوياً كذلك ...
ربحنا نصف المعركة اذا صدق الامريكي ... وسنربح النصف المتبقي عندما نفرض حصاراً جوياً على الكيان قريبا ان شاء الله .....
لاقلق ... فاسرائيل في مرمى نيراننا ...
#علي_الصنعاني
ويقول انه سيوقف عدوانه على اليمن فوراً في مقابل ايقاف استهداف السفن .... ان كان يقصد استهداف السفن الامريكية فهذا الامر لاغبار عليه ...اصلاً هو من ادخل نفسه في المعمعة التي ليس له فيها ناقة ولا جمل ....
لان الجيش اليمني اعلن منذ اول يوم انه سيستهدف فقط السفن الاسرائيلية الى ان يتم ايقاف العدوان والحصار عن غزة ...
المعركة اصلاً بيننا وبين الكيان الصهيوني ومجنون البيت الابيض هو من حشر جيشه في المنتصف ... فاذا عاد لرشده وترك مساندته لاسرائيل وقصف اليمن بلا شك سنتركه...
اما الكيان فمعركتنا معه ستستمر حتى يتوقف عن عدوانه على غزة... والحظر لن يكون بحرياً فقط بل سيصبح جوياً كذلك ...
ربحنا نصف المعركة اذا صدق الامريكي ... وسنربح النصف المتبقي عندما نفرض حصاراً جوياً على الكيان قريبا ان شاء الله .....
لاقلق ... فاسرائيل في مرمى نيراننا ...
#علي_الصنعاني
📰 المقالات الصـحفية 📰
Photo
الناشط الأمريكي #جاكسون_هينكل
يكتب :
❤️🇾🇪 خلال زيارتي لليمن، زرتُ صعدة، مهد ثورة أنصار الله.
انضمّ إليّ في صعدة الأستاذ ضيف الله الشامي، عضو المجلس السياسي لأنصار الله ووزير الإعلام السابق.
كان السيد الشامي من أوائل المناضلين في الثورة، حيث قاتل إلى جانب السيد حسين بدر الدين الحوثي والسيد عبد الملك الحوثي عام ٢٠٠٤ في صعدة، وهي معركةٌ أُصيب فيها بطلقٍ ناري.
خلال تواجدنا في جبال صعدة، روى لنا انتصاراتٍ ونضالاتٍ مؤثرة في هذه المعركة الثورية الأولى وما تلاها.
زرنا قاعدة عمليات الثورة، ومنزل وضريح السيد حسين بدر الدين الحوثي، ومواقع المعارك التاريخية، والكهف (في الصورة أدناه) الذي وفّر المأوى لعائلات الثورة.
زرنا أيضًا الموقع الذي ألقى فيه السيد حسين بدر الدين الحوثي أولى محاضراته أمام حوالي 60 ثائرًا. وروى السيد الشامي كيف أطلق السيد حسين، في هذه المحاضرات الأولى، وببضع عشرات من الرجال فقط، شعار الحوثيين الشهير الذي يُسمع يوميًا في شوارع اليمن.
وروى لنا السيد الشامي قصة بطولية عن كيف تمكّن عشرات الرجال (بدون خبرة عسكرية)، مسلحين ببنادق الكلاشنكوف وبعض قاذفات آر بي جي، من مقاومة جيش الحكومة المدجج بالسلاح، والذي كان قوامه آلاف الجنود، لمدة 81 يومًا في حرب صعدة الأولى عام 2004 - بداية الثورة. وأوضح كيف كانوا قبل المعركة يدخرون الرصاص لأشهر، رصاصة تلو الأخرى.
الكهف الذي نراه في الصورة أدناه هو الموقع الدقيق الذي ألقى فيه السيد حسين بدر الدين الحوثي العديد من أوامره العسكرية خلال المعركة. وهو أيضًا الموقع الذي فشلت فيه القوات الحكومية في اغتياله. في غارة مُستهدفة على الكهف، استشهد العديد من أفراد عائلة وأبناء الثورة.
نجا السيد حسين من الهجوم، لكنه أُصيب بجروح بالغة عندما انهارت أعلى نقطة في الكهف على ظهره. وبحمد الله، نجا.
على الرغم من أن السيد حسين لم يكن قادرًا على المشي، إلا أنه صمد هو ورجاله دون طعام أو ماء. في النهاية، وعدته الحكومة بالسلامة إذا استسلم. ومع عدم امتلاكه أي موارد أو أسلحة أو طعام، وافق السيد حسين على اقتراح الحكومة.
ولكن بعد لحظات من خروجه من التل، وصل ضابط استخبارات حكومي كبير إلى مكان الحادث، واغتال السيد حسين بدر الدين الحوثي - في تحدٍّ مباشر لأوامر الحكومة.
ألهم استشهاد السيد حسين وآخرين كثر في تلك المعركة الأولى أنصار الله لمواصلة نضالهم العادل. استمرت الحروب لسنوات طويلة. معارك داخلية ضد القوات الحكومية، وحروب أهلية ضد الجماعات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة والسعودية، وصراعات خارجية ضد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة.
في غضون عشرين عامًا فقط، انتقلت جماعة أنصار الله من ادخار الرصاص في سفوح جبال صعدة إلى إنتاج صواريخ فائقة السرعة قادرة على استهداف السفن الحربية الأمريكية ومطار بن غوريون الإسرائيلي.
زيارتي لصعدة، مهد ثورة أنصار الله، برفقة السيد الشامي وقادة يمنيين آخرين، لَستُ أنساها أبدًا. القصص التي رُويت لي خلّفت فيّ دروسًا ستُنير لي الطريق طوال حياتي. اليمنيون هم أشجع الرجال الذين قابلتهم في حياتي، ومن الواضح أنهم القادة الحقيقيون للعالم العربي.
#المقالات_الصحفية
https://www.tgoop.com/Arabicpress1
يكتب :
❤️🇾🇪 خلال زيارتي لليمن، زرتُ صعدة، مهد ثورة أنصار الله.
انضمّ إليّ في صعدة الأستاذ ضيف الله الشامي، عضو المجلس السياسي لأنصار الله ووزير الإعلام السابق.
كان السيد الشامي من أوائل المناضلين في الثورة، حيث قاتل إلى جانب السيد حسين بدر الدين الحوثي والسيد عبد الملك الحوثي عام ٢٠٠٤ في صعدة، وهي معركةٌ أُصيب فيها بطلقٍ ناري.
خلال تواجدنا في جبال صعدة، روى لنا انتصاراتٍ ونضالاتٍ مؤثرة في هذه المعركة الثورية الأولى وما تلاها.
زرنا قاعدة عمليات الثورة، ومنزل وضريح السيد حسين بدر الدين الحوثي، ومواقع المعارك التاريخية، والكهف (في الصورة أدناه) الذي وفّر المأوى لعائلات الثورة.
زرنا أيضًا الموقع الذي ألقى فيه السيد حسين بدر الدين الحوثي أولى محاضراته أمام حوالي 60 ثائرًا. وروى السيد الشامي كيف أطلق السيد حسين، في هذه المحاضرات الأولى، وببضع عشرات من الرجال فقط، شعار الحوثيين الشهير الذي يُسمع يوميًا في شوارع اليمن.
وروى لنا السيد الشامي قصة بطولية عن كيف تمكّن عشرات الرجال (بدون خبرة عسكرية)، مسلحين ببنادق الكلاشنكوف وبعض قاذفات آر بي جي، من مقاومة جيش الحكومة المدجج بالسلاح، والذي كان قوامه آلاف الجنود، لمدة 81 يومًا في حرب صعدة الأولى عام 2004 - بداية الثورة. وأوضح كيف كانوا قبل المعركة يدخرون الرصاص لأشهر، رصاصة تلو الأخرى.
الكهف الذي نراه في الصورة أدناه هو الموقع الدقيق الذي ألقى فيه السيد حسين بدر الدين الحوثي العديد من أوامره العسكرية خلال المعركة. وهو أيضًا الموقع الذي فشلت فيه القوات الحكومية في اغتياله. في غارة مُستهدفة على الكهف، استشهد العديد من أفراد عائلة وأبناء الثورة.
نجا السيد حسين من الهجوم، لكنه أُصيب بجروح بالغة عندما انهارت أعلى نقطة في الكهف على ظهره. وبحمد الله، نجا.
على الرغم من أن السيد حسين لم يكن قادرًا على المشي، إلا أنه صمد هو ورجاله دون طعام أو ماء. في النهاية، وعدته الحكومة بالسلامة إذا استسلم. ومع عدم امتلاكه أي موارد أو أسلحة أو طعام، وافق السيد حسين على اقتراح الحكومة.
ولكن بعد لحظات من خروجه من التل، وصل ضابط استخبارات حكومي كبير إلى مكان الحادث، واغتال السيد حسين بدر الدين الحوثي - في تحدٍّ مباشر لأوامر الحكومة.
ألهم استشهاد السيد حسين وآخرين كثر في تلك المعركة الأولى أنصار الله لمواصلة نضالهم العادل. استمرت الحروب لسنوات طويلة. معارك داخلية ضد القوات الحكومية، وحروب أهلية ضد الجماعات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة والسعودية، وصراعات خارجية ضد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة.
في غضون عشرين عامًا فقط، انتقلت جماعة أنصار الله من ادخار الرصاص في سفوح جبال صعدة إلى إنتاج صواريخ فائقة السرعة قادرة على استهداف السفن الحربية الأمريكية ومطار بن غوريون الإسرائيلي.
زيارتي لصعدة، مهد ثورة أنصار الله، برفقة السيد الشامي وقادة يمنيين آخرين، لَستُ أنساها أبدًا. القصص التي رُويت لي خلّفت فيّ دروسًا ستُنير لي الطريق طوال حياتي. اليمنيون هم أشجع الرجال الذين قابلتهم في حياتي، ومن الواضح أنهم القادة الحقيقيون للعالم العربي.
#المقالات_الصحفية
https://www.tgoop.com/Arabicpress1
صحيح أن العزة والكرامة أغلى من كل شيء وقبل كل شيء،،
غير أن الموضف الحكومي الذي لم يعد لديه قمح ولا غاز ليطعم أولاده لن يبقى لديه عزة ولا كرامة لأنه مضطر لإراقة ماء وجهه ليطعم أولاده وخصوصا في ظل الديون التي ارتفع سقفها فأصبحت غير قابلة للإضافة ومستحيلة التسديد..
وإحساسه بالمسؤولية الذي يمنعه من التخلي عن واجبه بحثاً عن مصدر رزق أو عمل حر بديل..
أنت الشاهد والمطلع يا الله..
اللهم فرجك القريب..
✍🏻 #محمد_علي_المسوري
#المقالات_الصحفية
https://www.tgoop.com/Arabicpress1
غير أن الموضف الحكومي الذي لم يعد لديه قمح ولا غاز ليطعم أولاده لن يبقى لديه عزة ولا كرامة لأنه مضطر لإراقة ماء وجهه ليطعم أولاده وخصوصا في ظل الديون التي ارتفع سقفها فأصبحت غير قابلة للإضافة ومستحيلة التسديد..
وإحساسه بالمسؤولية الذي يمنعه من التخلي عن واجبه بحثاً عن مصدر رزق أو عمل حر بديل..
أنت الشاهد والمطلع يا الله..
اللهم فرجك القريب..
✍🏻 #محمد_علي_المسوري
#المقالات_الصحفية
https://www.tgoop.com/Arabicpress1
Forwarded from عبدالله الحمران
العقلية العربية بين المصلحة الذاتية ووحدة الدين واللغة
بقلم/عبدالله الحمران.
واقع إقليمي يتسم بالتقلب والتحالفات المتغيرة، تبرز أسئلة جوهرية حول موقع العقلية العربية من قضايا الأمة الكبرى، لاسيما حين تتعارض المصالح السياسية والاقتصادية مع روابط راسخة كالدين، واللغة، والانتماء الحضاري.
إذ يبدو أن ميزان الأولويات قد اختل، فتقدّمت المصلحة على حساب المبادئ التي طالما شكّلت محور الخطاب العربي المشترك.
لطالما تغنت الأنظمة العربية، ومعها الشعوب، بشعارات الوحدة العربية والأخوة الإسلامية، لكن المواقف الواقعية تكشف في كثير من الأحيان عن نكوص واضح عن تلك المبادئ، لصالح حسابات آنية ترتكز إلى منطق "المصلحة أولاً". ويبدو هذا التراجع جليا حين تتعرّض دول شقيقة كفلسطين أو اليمن أو لبنان لعدوان ممنهج، بينما يلتزم البعض الحياد، أو يقف في منطقة رمادية، وربما يتخذ موقفًا مضادًا، مخافة الإضرار بعلاقة دولية أو استقرار داخلي هش.
المفارقة أن هذه العقلية لا تنكر صراحة الروابط الجامعة، لكنها تُحيلها إلى مرتبة ثانوية، بعد اعتبارات "التحالفات الاستراتيجية" و"السيادة الوطنية" و"عدم التدخل"، متناسية أن الروابط الحضارية والدينية بين الشعوب العربية والإسلامية ليست مجرد شعارات، بل أساس للتماسك في وجه التفكك والتبعية. فمصير الأمة مترابط كسلسلة واحدة، إذا انكسرت فيها حلقة، تضررت الحلقات الأخرى تباعًا.
لقد أنتج هذا المنطق ما يمكن تسميته بـ"الحياد السلبي"، بل وأحيانًا "الانحياز المضاد"، حيث يبرّر البعض العدوان على شعب أعزل، أو يلوم الضحية، بحجة الواقعية السياسية أو "الحكمة"، وكأن الصمت موقف محسوب، لا خذلان موصوف. وهكذا يتحوّل التبرير إلى تخلٍ عن المبادئ، وتآكل تدريجي للروابط التي يُفترض أنها تشكّل عماد وحدة الأمة.
وفي عالم تتضح فيه الاصطفافات، ويُختبر فيه الانتماء كل يوم، يظل السؤال مطروحًا: إلى متى تبقى بعض العقليات العربية أسيرة منطق الربح والخسارة؟ ومتى يسمو صوت الضمير الجمعي فوق صوت المصلحة الضيقة؟
إن الأمم لا تنهض بالمصالح وحدها، بل بالقيم والأخلاق والوفاء لروابط الدين واللغة والتاريخ. فالوقوف إلى جانب القضايا العادلة لمن يشتركون معنا في هذا الإرث الحضاري ليس ترفًا ولا خيارًا انتقائيًا، بل واجب يفرضه الدين والقانون والأخوة.
#العقلية_العربية
#الوحدة_العربية
#الهوية_العربية
#الدين_واللغة
#الانتماء_العربي
#المصلحة_أم_المبدأ
#قضايا_الأمة
#العروبة
#الضمير_العربي
#الفكر_السياسي
#الواقع_العربي
#القيم_والأخلاق
بقلم/عبدالله الحمران.
واقع إقليمي يتسم بالتقلب والتحالفات المتغيرة، تبرز أسئلة جوهرية حول موقع العقلية العربية من قضايا الأمة الكبرى، لاسيما حين تتعارض المصالح السياسية والاقتصادية مع روابط راسخة كالدين، واللغة، والانتماء الحضاري.
إذ يبدو أن ميزان الأولويات قد اختل، فتقدّمت المصلحة على حساب المبادئ التي طالما شكّلت محور الخطاب العربي المشترك.
لطالما تغنت الأنظمة العربية، ومعها الشعوب، بشعارات الوحدة العربية والأخوة الإسلامية، لكن المواقف الواقعية تكشف في كثير من الأحيان عن نكوص واضح عن تلك المبادئ، لصالح حسابات آنية ترتكز إلى منطق "المصلحة أولاً". ويبدو هذا التراجع جليا حين تتعرّض دول شقيقة كفلسطين أو اليمن أو لبنان لعدوان ممنهج، بينما يلتزم البعض الحياد، أو يقف في منطقة رمادية، وربما يتخذ موقفًا مضادًا، مخافة الإضرار بعلاقة دولية أو استقرار داخلي هش.
المفارقة أن هذه العقلية لا تنكر صراحة الروابط الجامعة، لكنها تُحيلها إلى مرتبة ثانوية، بعد اعتبارات "التحالفات الاستراتيجية" و"السيادة الوطنية" و"عدم التدخل"، متناسية أن الروابط الحضارية والدينية بين الشعوب العربية والإسلامية ليست مجرد شعارات، بل أساس للتماسك في وجه التفكك والتبعية. فمصير الأمة مترابط كسلسلة واحدة، إذا انكسرت فيها حلقة، تضررت الحلقات الأخرى تباعًا.
لقد أنتج هذا المنطق ما يمكن تسميته بـ"الحياد السلبي"، بل وأحيانًا "الانحياز المضاد"، حيث يبرّر البعض العدوان على شعب أعزل، أو يلوم الضحية، بحجة الواقعية السياسية أو "الحكمة"، وكأن الصمت موقف محسوب، لا خذلان موصوف. وهكذا يتحوّل التبرير إلى تخلٍ عن المبادئ، وتآكل تدريجي للروابط التي يُفترض أنها تشكّل عماد وحدة الأمة.
وفي عالم تتضح فيه الاصطفافات، ويُختبر فيه الانتماء كل يوم، يظل السؤال مطروحًا: إلى متى تبقى بعض العقليات العربية أسيرة منطق الربح والخسارة؟ ومتى يسمو صوت الضمير الجمعي فوق صوت المصلحة الضيقة؟
إن الأمم لا تنهض بالمصالح وحدها، بل بالقيم والأخلاق والوفاء لروابط الدين واللغة والتاريخ. فالوقوف إلى جانب القضايا العادلة لمن يشتركون معنا في هذا الإرث الحضاري ليس ترفًا ولا خيارًا انتقائيًا، بل واجب يفرضه الدين والقانون والأخوة.
#العقلية_العربية
#الوحدة_العربية
#الهوية_العربية
#الدين_واللغة
#الانتماء_العربي
#المصلحة_أم_المبدأ
#قضايا_الأمة
#العروبة
#الضمير_العربي
#الفكر_السياسي
#الواقع_العربي
#القيم_والأخلاق
من تموز إلى الطوفان
غيداء شمسان غوبر
في سجل التاريخ الذي لا يكذب، تتراءى لنا صفحات كأنها نماذج مصغرة لصراع أبدي بين الحق والباطل، بين إرادة التحرر وغطرسة الاحتلال حرب مضت في تموز عام ٢٠٠٦، قيل عنها حينها إنها ليست سوى اشتباك إقليمي، لكن عيون البصيرة رأت فيها نموذجا مصغرا لحرب أكبر، حرب بالوكالة بين قوتين عظميين، يراد لنتائجها أن تحدد موازين القوى وتعلن عن المنتصر بين طهران وواشنطن ورغم الفارق الهائل في الدعم والقدرات التي امتلكها الكيان الصهيوني في كل المجالات، إلا أن المشهد الأخير كان بحث العدو عن وقف إطلاق النار، إقرارًا ضمنيا بفشله في تحقيق أهدافه.
الشاهد في الأمر، أن معركة الطوفان اليوم، هي أنموذج مصغر آخر، لكنها أشد قسوة وأوسع نطاقا إنها حرب كونية على غزة الصامدة، يقودها تحالف الشر العالمي وعملاؤهم في المنطقة، بكل ما يملكون من قوة وسلاح وإعلام وتضليل، مقابل أحفاد الأنبياء في غزة وأحرار المحور الذين لا يملكون إلا إيمانهم ويقينهم بالله وحق قضيتهم الفارق هنا ليس هائلا فحسب، بل هو مذهل، يكاد يكون فارقا بين جيوش الأرض وقبضة الإيمان.
ومع ذلك، نجد في كل جولة من جولات هذه المعركة المفتوحة، أن العدو هو من تبدو عليه الهزيمة، وإن لم تعلن رسميا الكل يدرك ذلك، من المحللين الاستراتيجيين إلى عامة الناس. لكن المشهد الأخير الذي كسر القواعد وغير المعادلات، هو تخلي الأمريكي عن كيانه المدلل، بفعل اتفاق قصري مع اليمن الأبي، في سابقة هي الأولى منذ تأسيس هذا الكيان المصطنع. هذا التخلي لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة لفعل يمني صادق ومؤثر، ضرب شرايين حياة العدو الاقتصادية والعسكرية، وأثبت أن الجغرافيا لا تقيد الإرادة الصادقة المتوكلة على الله.
ولم يتوقف الأمر عند الموقف الأمريكي، بل تلاه مواقف لدول غربية لم تكن كذلك في السابق، بدأت تراجع حساباتها وتغير نبرتها، تحت ضغط صمود غزة وفعل المحور المساند كل هذا لم يكن ليحدث لولا فضل الله أولا، ثم بفضل صمود أهلنا الأسطوري في غزة، الذين لقنوا العالم دروسا في التضحية والثبات، وإسناد محور المقاومة الذي لم يتخل عن مسؤوليته التاريخية، وآخرها وأكثرها تأثيرا، الفعل اليمني الذي بات يشكل كابوسا للعدو وداعميه، ويعيد للأمة شيئا من كرامتها المفقودة.
إن ما نشهده اليوم هو تأكيد لسنن الله في الكون، وأن النصر ليس حكرا على من يملك القوة المادية وحدها، بل هو حليف من يملك اليقين ويترجمه فعلا على الأرض، ومن يصدق ما عاهد الله عليه. من تموز إلى الطوفان، تتوالى النماذج التي تثبت أن إرادة الشعوب الحرة، المدعومة بالحق، أقوى من تحالفات الشر وجبروت الطغاة فليصمد أهل غزة، وليثبت الأحرار في كل مكان، فإن الفجر آت لا محالة، وأن النصر لغزة قادم، بإذن الله تعالى.
#اتحاد_كاتبات_اليمن
#المقالات_الصحفية
غيداء شمسان غوبر
في سجل التاريخ الذي لا يكذب، تتراءى لنا صفحات كأنها نماذج مصغرة لصراع أبدي بين الحق والباطل، بين إرادة التحرر وغطرسة الاحتلال حرب مضت في تموز عام ٢٠٠٦، قيل عنها حينها إنها ليست سوى اشتباك إقليمي، لكن عيون البصيرة رأت فيها نموذجا مصغرا لحرب أكبر، حرب بالوكالة بين قوتين عظميين، يراد لنتائجها أن تحدد موازين القوى وتعلن عن المنتصر بين طهران وواشنطن ورغم الفارق الهائل في الدعم والقدرات التي امتلكها الكيان الصهيوني في كل المجالات، إلا أن المشهد الأخير كان بحث العدو عن وقف إطلاق النار، إقرارًا ضمنيا بفشله في تحقيق أهدافه.
الشاهد في الأمر، أن معركة الطوفان اليوم، هي أنموذج مصغر آخر، لكنها أشد قسوة وأوسع نطاقا إنها حرب كونية على غزة الصامدة، يقودها تحالف الشر العالمي وعملاؤهم في المنطقة، بكل ما يملكون من قوة وسلاح وإعلام وتضليل، مقابل أحفاد الأنبياء في غزة وأحرار المحور الذين لا يملكون إلا إيمانهم ويقينهم بالله وحق قضيتهم الفارق هنا ليس هائلا فحسب، بل هو مذهل، يكاد يكون فارقا بين جيوش الأرض وقبضة الإيمان.
ومع ذلك، نجد في كل جولة من جولات هذه المعركة المفتوحة، أن العدو هو من تبدو عليه الهزيمة، وإن لم تعلن رسميا الكل يدرك ذلك، من المحللين الاستراتيجيين إلى عامة الناس. لكن المشهد الأخير الذي كسر القواعد وغير المعادلات، هو تخلي الأمريكي عن كيانه المدلل، بفعل اتفاق قصري مع اليمن الأبي، في سابقة هي الأولى منذ تأسيس هذا الكيان المصطنع. هذا التخلي لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة لفعل يمني صادق ومؤثر، ضرب شرايين حياة العدو الاقتصادية والعسكرية، وأثبت أن الجغرافيا لا تقيد الإرادة الصادقة المتوكلة على الله.
ولم يتوقف الأمر عند الموقف الأمريكي، بل تلاه مواقف لدول غربية لم تكن كذلك في السابق، بدأت تراجع حساباتها وتغير نبرتها، تحت ضغط صمود غزة وفعل المحور المساند كل هذا لم يكن ليحدث لولا فضل الله أولا، ثم بفضل صمود أهلنا الأسطوري في غزة، الذين لقنوا العالم دروسا في التضحية والثبات، وإسناد محور المقاومة الذي لم يتخل عن مسؤوليته التاريخية، وآخرها وأكثرها تأثيرا، الفعل اليمني الذي بات يشكل كابوسا للعدو وداعميه، ويعيد للأمة شيئا من كرامتها المفقودة.
إن ما نشهده اليوم هو تأكيد لسنن الله في الكون، وأن النصر ليس حكرا على من يملك القوة المادية وحدها، بل هو حليف من يملك اليقين ويترجمه فعلا على الأرض، ومن يصدق ما عاهد الله عليه. من تموز إلى الطوفان، تتوالى النماذج التي تثبت أن إرادة الشعوب الحرة، المدعومة بالحق، أقوى من تحالفات الشر وجبروت الطغاة فليصمد أهل غزة، وليثبت الأحرار في كل مكان، فإن الفجر آت لا محالة، وأن النصر لغزة قادم، بإذن الله تعالى.
#اتحاد_كاتبات_اليمن
#المقالات_الصحفية
الطفولة المذبوحة
البتول جبران
في قلب مأساة تتجاوز حدود التصور، حيث تتهاوى الجبال أمام هول الفاجعة، وتصعق الأرواح بمرارة الفقد... هناك، في غزة النازفة، وفي خضم إبادة لم يشهد لها التاريخ مثيلا، تسجل صفحات الألم أسطورة من دماء وأشلاء أطفال تناثرت جثثهم، تفحمت أحلامهم، تبعثرت حقوقهم هكذا تعيش الطفولة في غزة، تحت سماء لا تمطر إلا نارا، وعلى أرض لا تنبت إلا وجعاً وحين يقف الضمير متأملا لما يرتكبه العدو الإسرائيلي من جرائم ووحشية، تتضخم الأوجاع، وتصبح بحق الطفولة المذبوحة ظلما وعدوانا، سؤالا يمزق الوجدان: ألا يحق لأطفال غزة أن يعيشوا بسلام؟!
في ظل عالم موقفه الجمود والكتمان، أمام ظلم وتشريد وعدوان، بحثت عن تلك الحقوق التي يدعونها للمرأة والطفل والإنسان، فلم أجد مما يدعونه شيئا وإنما وجدت الظلم بديلا عنه والحرمان لم أرى من ذلك سوى العناوين البراقة التي أخفت بداخلها حقيقة مأساوية في غزة، رأيت أطفالا يعيشون واقعا مأساويا: منهم من كانوا في خيام النازحين نائمين، فإذا بضوء وصوت مرتفع لم يكن ذلك ضوء الصباح بصوت زقزقة العصافير، وإنما دوي إنفجارات ونيران مشتعلة تحرق الخيام بمن فيها يأبى العدو إلا أن يرى تلك الوجوه البريئة في أنين ووجع وكثيرا ما يتكرر مشهد انتشال الضحايا من تحت الركام، فإذا بأم تبحث عن طفلها، فرأته بين الضحايا، كادت أن تفقد عقلها وهي تصرخ وتنادي طفلها بصوت مليء بالوجع والألم: "أبني والله أبني، رد علي يا روح مامه!" ولكن لا فائدة، فصواريخ الإجرام قد سلبته روحه أطفال ماتوا من شدة الجوع، وآخرون يرتجفون لشدة الخوف من هول ما رأوا.
هنا طفل يبكي يدعو الله قائلا: "يا رب تظل امي عايشة." وآخر يتحدث بحرقة حيث كان يرى أصدقاءه يلعبون لعبة هي الأحب إلى قلبه بينما هو يتمنى أن يقف على قدميه ليلعب معهم وأطفال مصابون بأمراض مزمنة بحاجة للسفر يصرخون ليلا ونهارا من شدة الوجع، ولكن لمن يسمع؟ فلا حياة لمن تنادي وهنا طفلة تبكي من شدة الوجع، فإذا بالمذيع يسألها: "يا عم أيش مالك؟" فأجابت وعيناها مليئة بالدموع قائلة: "رجلي بتوجعني ومش قادرة أمشي، رجلي مليانة دم من كثر المشي، وصرنا كل يوم دم، وما عرفش لوين نحنا رايحين؟" أطفال شردوا من منازلهم، وآخرون محرومون من أبسط حقوقهم، ومنهم من كان العدو سبباً في إعاقتهم وتحطيم أحلامهم. هكذا وجدت حقوق الطفولة في غزة.
بينما الآخرون ينعمون هم وأطفالهم بالسلام والأمان، يعيش أطفال غزة وسط الحصار والدمار والإجرام، وتُشن عليهم غارات هستيرية كل يوم في تزايد ما هذا الإجرام؟! ألا يحق لأطفال غزة أن يعيشوا بسلام؟! لم كل تلك القسوة بحقهم؟! أين هي منظمات حقوق الإنسان؟ أين هي حقوق الطفل التي يتغنى العالم بها؟! كفاكم إجراما بحقهم، أما ارتويتم من دمائهم؟! متى تصحو ضمائركم؟!
#اتحاد_كاتبات_اليمن
البتول جبران
في قلب مأساة تتجاوز حدود التصور، حيث تتهاوى الجبال أمام هول الفاجعة، وتصعق الأرواح بمرارة الفقد... هناك، في غزة النازفة، وفي خضم إبادة لم يشهد لها التاريخ مثيلا، تسجل صفحات الألم أسطورة من دماء وأشلاء أطفال تناثرت جثثهم، تفحمت أحلامهم، تبعثرت حقوقهم هكذا تعيش الطفولة في غزة، تحت سماء لا تمطر إلا نارا، وعلى أرض لا تنبت إلا وجعاً وحين يقف الضمير متأملا لما يرتكبه العدو الإسرائيلي من جرائم ووحشية، تتضخم الأوجاع، وتصبح بحق الطفولة المذبوحة ظلما وعدوانا، سؤالا يمزق الوجدان: ألا يحق لأطفال غزة أن يعيشوا بسلام؟!
في ظل عالم موقفه الجمود والكتمان، أمام ظلم وتشريد وعدوان، بحثت عن تلك الحقوق التي يدعونها للمرأة والطفل والإنسان، فلم أجد مما يدعونه شيئا وإنما وجدت الظلم بديلا عنه والحرمان لم أرى من ذلك سوى العناوين البراقة التي أخفت بداخلها حقيقة مأساوية في غزة، رأيت أطفالا يعيشون واقعا مأساويا: منهم من كانوا في خيام النازحين نائمين، فإذا بضوء وصوت مرتفع لم يكن ذلك ضوء الصباح بصوت زقزقة العصافير، وإنما دوي إنفجارات ونيران مشتعلة تحرق الخيام بمن فيها يأبى العدو إلا أن يرى تلك الوجوه البريئة في أنين ووجع وكثيرا ما يتكرر مشهد انتشال الضحايا من تحت الركام، فإذا بأم تبحث عن طفلها، فرأته بين الضحايا، كادت أن تفقد عقلها وهي تصرخ وتنادي طفلها بصوت مليء بالوجع والألم: "أبني والله أبني، رد علي يا روح مامه!" ولكن لا فائدة، فصواريخ الإجرام قد سلبته روحه أطفال ماتوا من شدة الجوع، وآخرون يرتجفون لشدة الخوف من هول ما رأوا.
هنا طفل يبكي يدعو الله قائلا: "يا رب تظل امي عايشة." وآخر يتحدث بحرقة حيث كان يرى أصدقاءه يلعبون لعبة هي الأحب إلى قلبه بينما هو يتمنى أن يقف على قدميه ليلعب معهم وأطفال مصابون بأمراض مزمنة بحاجة للسفر يصرخون ليلا ونهارا من شدة الوجع، ولكن لمن يسمع؟ فلا حياة لمن تنادي وهنا طفلة تبكي من شدة الوجع، فإذا بالمذيع يسألها: "يا عم أيش مالك؟" فأجابت وعيناها مليئة بالدموع قائلة: "رجلي بتوجعني ومش قادرة أمشي، رجلي مليانة دم من كثر المشي، وصرنا كل يوم دم، وما عرفش لوين نحنا رايحين؟" أطفال شردوا من منازلهم، وآخرون محرومون من أبسط حقوقهم، ومنهم من كان العدو سبباً في إعاقتهم وتحطيم أحلامهم. هكذا وجدت حقوق الطفولة في غزة.
بينما الآخرون ينعمون هم وأطفالهم بالسلام والأمان، يعيش أطفال غزة وسط الحصار والدمار والإجرام، وتُشن عليهم غارات هستيرية كل يوم في تزايد ما هذا الإجرام؟! ألا يحق لأطفال غزة أن يعيشوا بسلام؟! لم كل تلك القسوة بحقهم؟! أين هي منظمات حقوق الإنسان؟ أين هي حقوق الطفل التي يتغنى العالم بها؟! كفاكم إجراما بحقهم، أما ارتويتم من دمائهم؟! متى تصحو ضمائركم؟!
#اتحاد_كاتبات_اليمن
⚠️ماذا تضم قاعدة العديد الأمريكية الواقعة جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة؟ ولماذا تم استهدافها بالذات؟
استهداف قاعدة العديد الجوية الأمريكية الواقعة جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة، والتي تُعدّ أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، القاعدة التي تحتضن القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية (AFCENT)، إضافةً إلى مقر قيادة العمليات المشتركة، تضم أكثر من 10 آلاف جندي أمريكي، وتشكل العمود الفقري للعمليات الجوية الأمريكية في المنطقة الممتدة من الخليج حتى أفغانستان، يعدّ استهدافًا لـ العقل، والعمود الفقري، والنقطة التي تُدار منها العمليات الأمريكية الإرهابية في العراق وسوريا واليمن والخليج بالكامل. الهجوم عليها يحمل رسالة واحدة: لن تبقى مراكز القرار العسكري الأمريكي في مأمن بعد اليوم.
القاعدة تحتوي على مخازن ضخمة من الذخائر الذكية، وقاذفات استراتيجية من طراز B-52 وطائرات شبحية F-22، ومراكز قيادة وتحكم متطورة مدعومة بأقمار صناعية. وقد استخدمت على مدى السنوات الماضية لإدارة العمليات الجوية في العراق وسوريا وأفغانستان"سابقا" ، بما في ذلك الضربات بطائرات الدرون والهجمات الدقيقة التي تُنفَّذ ضد خصوم الولايات المتحدة الإرهابية.
الهجوم الصاروخي الاستراتيجي الذي ضرب القاعدة قبل قليل غير مسبوق، على الأرجح أنه استهدف مراكز القيادة والتحكم ومخازن الوقود والذخيرة وحظائر الطائرات " وأنظمة القيادة والسيطرة كافة"
استهداف قاعدة العديد الجوية الأمريكية الواقعة جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة، والتي تُعدّ أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، القاعدة التي تحتضن القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية (AFCENT)، إضافةً إلى مقر قيادة العمليات المشتركة، تضم أكثر من 10 آلاف جندي أمريكي، وتشكل العمود الفقري للعمليات الجوية الأمريكية في المنطقة الممتدة من الخليج حتى أفغانستان، يعدّ استهدافًا لـ العقل، والعمود الفقري، والنقطة التي تُدار منها العمليات الأمريكية الإرهابية في العراق وسوريا واليمن والخليج بالكامل. الهجوم عليها يحمل رسالة واحدة: لن تبقى مراكز القرار العسكري الأمريكي في مأمن بعد اليوم.
القاعدة تحتوي على مخازن ضخمة من الذخائر الذكية، وقاذفات استراتيجية من طراز B-52 وطائرات شبحية F-22، ومراكز قيادة وتحكم متطورة مدعومة بأقمار صناعية. وقد استخدمت على مدى السنوات الماضية لإدارة العمليات الجوية في العراق وسوريا وأفغانستان"سابقا" ، بما في ذلك الضربات بطائرات الدرون والهجمات الدقيقة التي تُنفَّذ ضد خصوم الولايات المتحدة الإرهابية.
الهجوم الصاروخي الاستراتيجي الذي ضرب القاعدة قبل قليل غير مسبوق، على الأرجح أنه استهدف مراكز القيادة والتحكم ومخازن الوقود والذخيرة وحظائر الطائرات " وأنظمة القيادة والسيطرة كافة"
⚠️قاعدة العديد لم تُضرب كهدف ثانوي… بل كقلب المنظومة العسكرية الأمريكية في الخليج، كمركز أعصاب القيادة، ومخزن الذخيرة، وقاعدة انطلاق لطائرات B‑52، والتزود بالوقود، والمسيرات، والأنظمة الاستخباراتية.
شلّ هذه القاعدة، أو تدمير قدرتها التشغيلية، يعني ضربة مباشرة للنخاع الشوكي للهيمنة الأمريكية في المنطقة. حتى لو لم يكن هناك خسائر بشرية كما يدعي العدو ، فالخسارة الحقيقية في تدمير القاعدة وكسر حواجز استهدافها، كل طائرة B‑52 تحترق، وكل مركز قيادة يُدمّر، هو ضربة فعلية للقدرة الأمريكية على الإدارة في القاعدة كما أن الأمان سُلب منها تمامًا.
أما عن طائرات B‑2 الشبحية التي استُخدمت في قصف المنشآت النووية الإيرانية، فهي لم تكن متمركزة في العديد، بل انطلقت من قواعد بعيدة في العمق الأمريكي، كما حصل خطأ بسيط في المنشور الأول وتم تصحيحه فوراً. لكن ذلك لا يُقلل من حجم الضربة، بل يؤكد أن الاستهداف كان مدروساً لأهم قاعدة لوجستية واستخباراتية وتحكم في غرب آسيا .
الهيبة الأمريكية تلقت أولى الصفعات المدوية .
#بشارة_الفتح
شلّ هذه القاعدة، أو تدمير قدرتها التشغيلية، يعني ضربة مباشرة للنخاع الشوكي للهيمنة الأمريكية في المنطقة. حتى لو لم يكن هناك خسائر بشرية كما يدعي العدو ، فالخسارة الحقيقية في تدمير القاعدة وكسر حواجز استهدافها، كل طائرة B‑52 تحترق، وكل مركز قيادة يُدمّر، هو ضربة فعلية للقدرة الأمريكية على الإدارة في القاعدة كما أن الأمان سُلب منها تمامًا.
أما عن طائرات B‑2 الشبحية التي استُخدمت في قصف المنشآت النووية الإيرانية، فهي لم تكن متمركزة في العديد، بل انطلقت من قواعد بعيدة في العمق الأمريكي، كما حصل خطأ بسيط في المنشور الأول وتم تصحيحه فوراً. لكن ذلك لا يُقلل من حجم الضربة، بل يؤكد أن الاستهداف كان مدروساً لأهم قاعدة لوجستية واستخباراتية وتحكم في غرب آسيا .
الهيبة الأمريكية تلقت أولى الصفعات المدوية .
#بشارة_الفتح
🌐 حاول بنو امية تقديم ثورة الامام الحسين انها صراع على السلطة
وهذا تضليل خطير بينما الحقيقة هو صراع بين الحق والباطل بين الاسلام المحمدي والكفر والنفاق
كما ان اتباع الباطل اليوم يحاولون تقديمها كثورة طائفية شيعية
مع ان الامام الحسين رمز للاسلام ولم يكن حينها موجودة مثل هذه المسميات
#هيهات_منا_الذلة
#ذكرى_عاشوراء
✍🏻 #زيد_الغرسي
وهذا تضليل خطير بينما الحقيقة هو صراع بين الحق والباطل بين الاسلام المحمدي والكفر والنفاق
كما ان اتباع الباطل اليوم يحاولون تقديمها كثورة طائفية شيعية
مع ان الامام الحسين رمز للاسلام ولم يكن حينها موجودة مثل هذه المسميات
#هيهات_منا_الذلة
#ذكرى_عاشوراء
✍🏻 #زيد_الغرسي
🌐 اليوم يدرك العالم أن أمريكا هُزمت وهربت من البحر الأحمر وأن منع الملاحة الاسرائيلية مستمر
الوقت الذي ليس فيه عمليات هو الوقت الذي لا تمر فيه السفن الاسرائيلية من البحر الأحمر
#لن_نترك_غزة
#لا_أمن_للكيان
✍🏻 #زكريا_الشرعبي
الوقت الذي ليس فيه عمليات هو الوقت الذي لا تمر فيه السفن الاسرائيلية من البحر الأحمر
#لن_نترك_غزة
#لا_أمن_للكيان
✍🏻 #زكريا_الشرعبي