Telegram Web
📩 س/ أنا ديويندي (ماتريدي نقشبندي الطريقة تبليغي من باكستان) أريد أن أتعلم السياسة وأحبها وأحب كتبك، فبماذا تنصحني حتى أكون سياسيا جيدا، وهل يجب أن أكون ملما بالشريعة مثلك حتى أكون سياسيا؟ جزاكم الله خيرا

▫️ج/ حياك الله..
السياسة بمفهومها الشامل وهي علم الدولة وإدارة شئون المجتمع فرع عن الشريعة، ولها أحكامها التفصيلية في كتب الفقه التي تعبر عن الرؤية الكلية للإسلام ونظرته للحياة، وهي رؤية تقوم في أساسها الأول على توحيد الله ﴿وإلهكم إله واحد﴾ وعلى توحيد الملة والأمة ﴿وأن هذه أمتكم أمة واحدة﴾ ﴿ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين﴾ وكل سياسة شرعية لا تراعي هذه الكليات لا يمكن أن تحقق الغاية منها.
والسياسة بمفهومها المهني هي موهبة ومهارة يمكن تنميتها وصقلها وتدريب المشتغل بها ليكون سياسيا ناجحا.
وبلا شك لا يمكن للسياسي الإسلامي أن يكون ناجحا ما لم يأخذ بحظ وافر من الفقه الذي يعصمه من الوقوع في المحرم المحظور وبحظ من التدريب والتعليم الذي يعينه على النجاح في إدارة شئون المجتمع ومراعاة المصالح.
وليس المطلوب أن يصبح السياسي الإسلامي فقيها بل دارسا للفقه ومقاصد الشريعة ولو في الحدود الدنيا.

📎📚 https://www.tgoop.com/DrHakem_books

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://www.tgoop.com/askDrHakem
📩 س/ يا شيخ أنا كنت أشتغل في شركة وقرر أصحابها إقالتي مع مجموعة من العمال بدون دفع مستحقاتنا المالية، ولن نستطيع المطالبة بها قانونيا، والآن نشعر بالغضب الشديد ونريد تخريب سياراتهم وحرقها انتقاما منهم، فهل هذا حرام؟

▫️ج/ نعم حرام لأنه مفسدة محضة، لا مصلحة فيها لا لكم ولا للشركة، والواجب رفع الأمر للقضاء، أو المصالحة مع الشركة على استعادة الحق أو بعضه، فإن تعذر ذلك، وكان الحق ظاهرا لا شبهة في استحقاقكم له، كأن تقر الشركة بأن لكم رواتب سوف تدفعها لكم في حال القدرة، ونحو ذلك من الإقرارات بالحقوق، فلكم وضع أيديكم على الأعيان المملوكة للشركة كالسيارات ونحوها، واستيفاء الحق منها، دون اتلافها وحرقها.

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://www.tgoop.com/askDrHakem
📩 س/ إذا شتمتُ شعبا من الشعوب، هل آخذ إثما واحدا أم بعدد أفراد الشعب كله؟

▫️ج/ تأخذ إثم شتم شعب واحد فقط، لا إثم شتم كل فرد منه!
ودع عنك الشتم، فقد نهى الشارع عنه كما في الصحيح: (ليس المؤمن باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء).
ومثل ذلك لو قذف شعبا أو قبيلة، فليس عليه إلا عقوبة تعزيرية واحدة، وليس عليه حد لعدم لحوق العار بهم والتهمة من قذفه لهم؛ لثبوت بطلان قوله، وعدم إمكان صحته، فيؤدب القاذف لهم ولا يحد.
وكذا لا غيبة إلا لمعين معلوم، فلا غيبة لقبيلة أو أهل قرية أو شعب، وإنما هذا شتم وذم لا اغتياب، فالغيبة كما في الصحيح: (ذكرك أخاك بما يكره) يعني في غيبته، ولا يتصور ذلك في العدد الكثير غير المعين وغير المعلوم.

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://www.tgoop.com/askDrHakem
📩 س/ هل صحيح أن المظلوم يأخذ من حسنات الظالم يوم القيامة، وكذلك مَن شتمه وآذاه بغير حق؟

▫️ج/ نعم كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة (عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ، قال: أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار).
وفيه أيضا عن بريدة عن النبي ﷺ قال: (حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم، وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم، إلا وقف له يوم القيامة، فيأخذ من عمله ما شاء، فما ظنكم)، وفي لفظ: (قيل له يوم القيامة: هذا خانك في أهلك فخذ من حسناته ما شئت).

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://www.tgoop.com/askDrHakem
📩 س/ ما حكم من لا يكمل الصلاة على النبي ﷺ في التشهد الأخير، ويكتفي بقول: (اللهم صل على محمد) فقط، هل تجزئ أم تعتبر صلاته باطلة؟

▫️ج/ صلاته صحيحة، فالجلوس والتشهد فيه ركن، والمجزئ منه (التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله)، والأكمل منه ما كان معه الصلاة الإبراهيمية: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد).

ـ ـ ـ

📩 س/ فقط أردت التأكد يا شيخ، أنا غير السائل، هل الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأخير ركن؟ لأن هذا الذي عرفته أنها ركن وليست واجبة.

▫️ج/ الصحيح أن الركن هو الجلوس والتشهد الأخير بالتحيات (التحيات لله) إلى قوله: (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله)، وما بعدها وهي الصلوات الإبراهيمية كلها واجبة، وذهب الحنابلة إلى أن أول الصلوات الإبراهيمية وهو قوله: (اللهم صل على محمد) ركن أيضا، وما بعده مستحب، ومذهب مالك وأبي حنيفة أن الصلوات الإبراهيمية ﷺ في التشهد الأخير كلها مستحبة.

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://www.tgoop.com/askDrHakem
📩 س/ امرأة مسيحية متزوجة وحامل، تريد الدخول في الإسلام، لكنها تخاف من الهروب وتبعاته، ولا تحب أن تفارق زوجها مع أنه لا يميل للإسلام، فماذا تفعل؟

▫️ج/ تسلم سرا فيما بينها وبين الله، وتكتم إيمانها، إن خشيت على نفسها من الإعلان، حتى يجعل الله لها فرجا ومخرجا، كما قال تعالى: ‏﴿وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين﴾.
وقد أجمع الفقهاء على تحريم تزويج غير المسلم ابتداء، وبطلان العقد إن وقع، كما قال تعالى: ‏﴿ولا تنكحوا المشركين﴾، وعلى أن المرأة إن أسلمت وأعلنت إسلامها ولم تخش شيئا حرمت على زوجها غير المسلم، كما قال تعالى: ‏﴿فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن﴾.
واختلفوا هل تقع الفرقة بينهما بمجرد الإسلام، أم بالمفارقة له بالهجرة إلى دار الإسلام، أم بانتهاء العدة، أم بتفريق الحاكم والقاضي المسلم، وهل إذا أسلم زوجها ولم تتزوج تعود الزوجية بينهما بلا عقد جديد، فقال بعضهم بأنها زوجته ما لم تخرج من العدة، وقال بعضهم ما لم تتزوج غيره فله إذا أسلم أن يراجعها بلا عقد جديد حتى لو أسلم بعد سنوات، كما في قصة زينب ابنة رسول الله ﷺ وزوجها أبي العاص بن الربيع، الذي أسلم بعدها بسنوات، فعادت إليه بلا عقد جديد، كما رواه ابن عباس.
قال ابن حجر في الفتح ٩/ ٤٢٣: (ولم يذهب أحد إلى جواز تقرير المسلمة تحت المشرك إذا تأخر إسلامه عن إسلامها حتى انقضت عدتها، وممن نقل الإجماع في ذلك بن عبدالبر وأشار إلى أن بعض أهل الظاهر قال بجوازه، ورده بالإجماع المذكور، وتعقب بثبوت الخلاف فيه قديما، وهو منقول عن علي وعن إبراهيم النخعي أخرجه بن أبي شيبة عنهما بطرق قوية وبه أفتى حماد شيخ أبي حنيفة.. والمعتمد ترجيح إسناد حديث ابن عباس على حديث عمرو بن شعيب.. وادعى الطحاوي أن حديث ابن عباس منسوخ وأن النبي ﷺ رد ابنته على أبي العاص بعد رجوعه من بدر لما أسر فيها ثم افتدى وأطلق وأسند ذلك عن الزهري وفيه نظر، فإن ثبت عنه فهو مؤول، لأنها كانت مستقرة عنده بمكة، وهي التي أرسلت في افتدائه كما هو مشهور في المغازي، فيكون معنى قوله ردها أقرها، وكان ذلك قبل التحريم، والثابت أنه لما أطلق اشترط عليه أن يرسلها ففعل كما تقدم، وإنما ردها عليه حقيقة بعد إسلامه، ثم حكى الطحاوي عن بعض أصحابهم أنه جمع بين الحديثين بطريق أخرى وهي أن عبد الله بن عمرو كان قد اطلع على تحريم نكاح الكفار بعد أن كان جائزا فلذلك قال ردها عليه بنكاح جديد، ولم يطلع ابن عباس على ذلك فلذلك قال ردها بالنكاح الأول، وتعقب بأنه لا يظن بالصحابة أن يجزموا بحكم بناء شيء قد يكون الأمر بخلافه، وكيف يظن بابن عباس أن يشتبه عليه نزول آية الممتحنة والمنقول من طرق كثيرة عنه يقتضي إطلاعه على الحكم المذكور وهو تحريم استقرار المسلمة تحت الكافر؟! فلو قدر اشتباهه عليه في زمن النبي ﷺ لم يجز استمرار الاشتباه عليه بعده حتى يحدث به بعد دهر طويل، وهو يوم حدث به يكاد أن يكون أعلم أهل عصره وأحسن المسالك في هذين الحديثين ترجيح حديث ابن عباس كما رجحه الأئمة وحمله على تطاول العدة فيما بين نزول آية التحريم وإسلام أبي العاص، ولا مانع من ذلك من حيث العادة..
وفي السيرة النبوية للعماد ابن كثير قال وقال آخرون: بل الظاهر انقضاء عدتها وضعف رواية من قال جدد عقدها، وإنما يستفاد منه أن المرأة إذا أسلمت وتأخر إسلام زوجها أن نكاحها لا ينفسخ بمجرد ذلك بل تتخير بين أن تتزوج غيره أو تتربص إلى أن يسلم فيستمر عقده عليها، وحاصله أنها زوجته ما لم تتزوج، ودليل ذلك ما وقع في حديث الباب في عموم قوله: فإن هاجر زوجها قبل أن تنكح ردت إليه).
قلت: صح عن عمر: (أن نصرانيا أسلمت امرأته فخيرها عمر بن الخطاب إن شاءت فارقته، وإن شاءت أقامت عليه).

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://www.tgoop.com/askDrHakem
📩 س/ أسلم أخ أوروبي، وأهله غير مسلمين، وهو يسأل: هل يجوز أن يقبل منهم هِبات مالية على سبيل المساعدة؟ وإذا كان لا يجوز له أن يرث من أبيه أو من أمه، فهل يجوز له أن يأخذ منهم نصيبه من الميراث في حياتهم؟

▫️ج/ نعم جائز أن يقبل هباتهم بلا خلاف.
وجائز أن يبر أهله غير المسلمين ويحسن إليهم، ويتصدق عليهم، ويوصي لهم بعد وفاته، وقد أوصت أم المؤمنين صفية لابن أخ لها يهودي، كما عند البيهقي بإسناد حسن.
قال ابن المنذر ٤/ ٤٥٢ (ووصية المسلم للذمي جائزة في قول مالك، والثوري، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وأصحاب الرأي، وقد روينا ذلك عن جماعة منهم شريح، والشعبي، وعطاء، وابن سيرين.
وقال ابن الحنفية، وعطاء، وقتادة في قوله: {لا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا} الآية قالوا: في جواز وصية المسلم لليهودي، والنصراني.
فإذا دخل رجل من أهل الحرب، فأوصى بماله كله لرجل من المسلمين كان الثلث جائزا، ويكون الباقي في بيت المال على مذهب الشافعي.
وبه نقول.
وقال أصحاب الرأي: ذلك جائز من قبل أن حكمنا لا يجري على ورثته).
والراجح أن له يأخذ ميراثه منهم فيما يجري فيه الحكم ويقضي به قانونهم في بلدهم، فقد اختلف الفقهاء في توريث المسلم من غير المسلم في دار الإسلام، كما قال ابن حزم في المحلى ٨/ ٣٣٨: (فروينا عن معاذ بن جبل، ومعاوية، ويحيى بن يعمر، وإبراهيم، ومسروق: توريث المسلم من الكافر، ولا يرث الكافر المسلم : وهو قول إسحاق بن راهويه، وهو عن معاوية ثابت.
كما روينا من طريق حماد بن سلمة نا داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق أن معاوية كان يورث المسلم من الكافر، ولا يورث الكافر من المسلم.
قال مسروق: ما حدث في الإسلام قضاء أعجب إلي منه).
وإذا كان هذا القول سائغا من حيث النظر الفقهي في دار الإسلام وحكمه، فهو في غير دار الإسلام حيث الأحكام لغيره أشد جوازا، من حيث انتقال المال تلقائيا بلا إرادة للوارث والمورث، فجائز للمسلم أخذه بلا حرج ما دام حكمهم يجري بذلك ويقضي به له.

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://www.tgoop.com/askDrHakem
❂ اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد ❂


📩 س/ هل تجوز الصلاة على النبي بصيغة (صلى الله عليه وسلم) عوضا عن (اللهم صلّ على سيدنا محمد) لأصل إلى عدد أكبر من الصلاة على النبي ﷺ؟

▫️ج/ عبارة (صلى الله عليه وسلم) تقال عند ذكر اسم النبي ﷺ إذا ذكره أحد أو ذكره المصلي عليه نفسه كما إذا روى عنه حديثا فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم، لأنها من باب الإخبار عنه فتكون بصيغة الإخبار.
أما ابتداء ذلك من باب الذكر والعبادة والدعاء بالصلوات عليه، فإنما تكون بصيغة الإنشاء لا الإخبار، وذلك على النحو الوارد كما في التحيات في الصلوات: (اللهم صل على محمد..).
فيدعو له ويسأل الله له بقوله: (اللهم) ثم يختار الصيغة التي يريدها إما كاملة كما هي في التحيات في الصلاة الإبراهيمية، أو مختصرة (اللهم صل على محمد)، أو (اللهم صل وسلم على محمد)، أو (اللهم صل وسلم على نبينا محمد)، أو (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)، أو (اللهم صل وسلم على محمد وعلى آل محمد)، أو يزيد معها كلها (كما صليت على إبراهيم)..
واللفظة المختصرة وإن كان تكرارها أكثر، إلا إن اللفظة المطولة أجرها أكبر بلا شك.
فإذا كان الوقت ضيقا وكان للعبد ورد من الصلوات عليه ﷺ ويخشى ألا يتم ورده فالمختصرة أيسر في إتمام الورد وأسطها (اللهم صل وسلم على نبينا محمد) فإنها تجمع الصلاة والسلام عليه ووصف النبوة واسمه الشريف المبارك ﷺ.
وقد أورد ابن القيم في كتابه عن الصلاة على النبي ﷺ كل الصيغ الواردة مختصرة ومطولة ويمكن الرجوع إليه.

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://www.tgoop.com/askDrHakem
📩 س/ يا شيخ عندي مشكلة كبيرة، في بداية التزامي كان الفرح في كل جوارحي، حتى القلب يفرح يا شيخ بالإيمان، لكن الآن أحس بأن قلبي ميت خصوصا بعد دخول الجامعة وما فيها من فتن؟ أرجو أن تعطيني الحل يرحم والديك والله يغفر لنا ولك.

▫️ج/ فتح الله عليك وشرح صدرك ويسر أمرك..
هذا أمر طبيعي، ولا يشعر به إلا مؤمن تقي!
وفي الحديث: (لكل عابد شرة) يعني نهما ونشاطا (ولكل شرة فترة) يعني ضعفا وفتورا (فمن كانت فترته إلى سنة فقد هدي)!
فاجتهد إذا شعرت بالفتور ألا تخرج عن الحد الأدنى من المسنون، حتى تستعيد نشاطك وهمتك وتستأنف سيرك إلى الله!
وفي الصحيح: (إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة)!
فالسائر إلى الله كالمسافر، يستعين على سيره وسفره بأوقات النشاط والغدو والرواح والسرى، ويستبشر وييسر، ويسدد فإن لم يستطع السداد وإصابة الهدف، فيجتهد بالمقاربة للسداد.
وهنا سر لطيف قلما يتفطن له العابد! فإنه كلما بعد عهده بالمعاصي والذنوب قل خوفه من عواقبها، واطمأن لتوفيق الله له وتوبته عليه، وتخفف من عبئها، فربما خفف السير وقل نشاطه، كالهارب من العدو، كلما بعد عنه وانقطع أثره، اطمأن ومشى على مهل بلا عجل!
وربما زاد حبه لربه، ورجاؤه إياه، وثقته به، حتى غلب على خوفه منه، فكان بينه كما يكون بين المحب وحبيبه من الدالة والتكريم الذي قد يغتر به العبد!
وفي مصنف ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن أبي صالح قال: (لما قدم أهل اليمن في زمان أبي بكر، فسمعوا القرآن جعلوا يبكون، فقال أبو بكر: هكذا كنا، ثم قست القلوب)!
ولم تقس قلوب الصحابة وإنما اطمأنت وارتادت المنهل ووصلت الغاية، ورأت من وعد الله لها ما صار ملكوت الغيب معه عندها مشاهدا!

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://www.tgoop.com/askDrHakem
📩 س/ ما جواز قول أكثر من دعاء بعد الانتهاء من التشهد مثل:"ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" أو "بسم الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لو يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد اعف عني واغفرلي وارحمني" وأي دعاء آخر خاص بالعفو من الله والتعوذ من عذاب القبر والنار..؟

▫️ج/ يشرع دعاء المصلي بما أحب، وسؤال الله من خير الدنيا والآخرة بعد التشهد، وقبل أن يسلم، كما بوب عليه البخاري في صحيحه (باب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد وليس بواجب) وأخرج تحته حديث ابن مسعود عن النبي ﷺ قال وهو يعلمهم التحيات في الصلوات (قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين -فإنكم إذا قلتم أصاب كل عبد في السماء أو بين السماء والأرض- أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه، فيدعو).
وكلما كان الدعاء بالمأثور عن النبي ﷺ، وبدعاء القرآن كان أولى وأفضل.

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://www.tgoop.com/askDrHakem
📩 س/ في مناقشة عن حديث : "قل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن" قال لي شاب: الحديث هذا في سنده فلان، وهذا ليس كلام النبي، واحذر من الكذب على النبي ﷺ!
لكن ما أعرفه أن الشيخ الألباني صححه. سؤالي: بالنسبة لشخص عامي, الإختلاف في التصحيح والتضعيف, كخلاف التضاد السائغ أم هذا حال مختلف؟

▫️ج/ الحديث حسنه الترمذي وصححه الحاكم وخرجه الألباني في الصحيحة، فلا يقال لمثله بأنه كذب على النبي ﷺ، بل حتى الحديث الضعيف إذا لم يكن موضوعا باطلا لا يوصف بأنه كذب على النبي ﷺ، وإنما يقال حديث ضعيف ولا يقطع بعدم ثبوته عن النبي ﷺ فضلا عن القطع بأنه كذب عليه!
وكذا كل حديث يختلف أئمة الحديث في الحكم عليه صحة وضعفا، فلا تثريب على من قلدهم وأخذ بقولهم.

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://www.tgoop.com/askDrHakem
📩 س/ ما حكم الشرع في تمليك الدولة الزوجة نصف البيت الممنوح من الرعاية السكنية للأسرة مع أن الزوج هو من يقوم ببنائه أو دفع أقساطه ولا تدفع الزوجة عادة شيئا، وقد يصل بناء المساكن في الكويت مائة وخمسين ألف دينار كويتي، وهو ما يعادل نصف مليون دولار؟ فما الذي يحل للزوجة منه خاصة إذا توفي الزوج؟

▫️ج/ للزوجة على الزوج شرعا حق السكنى والنفقة ما دامت الزوجية بينهما قائمة حقيقة، أو حكما كالمعتدة، فإذا منحت الدولة الزوجين مسكنا جاهزا على سبيل التمليك لهما معا، أو أرضا وقرضا لبنائها سكنا لهما، وقام الزوج ببنائها أو دفع أقساطها من ماله، ولم تدفع الزوجة شيئا، فإنه لا يحل للزوجة منه عند وفاة الزوج إلا نصيبها من الميراث الشرعي وهو الثُمن إن كان له ولد، أو الرُبع إن لم يكن للزوج الميت ولد، مع تقدير قيمة الأرض الممنوحة للزوجين دون البناء، وتأخذ الزوجة نصف قيمتها، هذا إن كانت ممنوحة للزوجين على سبيل التمليك لهما مجانا بلا ثمن، وإن كانت الأرض الفضاء ممنوحة للزوجين بثمن محدد، ودفعه الزوج كأقساط أو دفعة واحدة، فإنه يتم خصم ما دفعه الزوج من قيمة الأرض أيضا فلا تشاركه فيه الزوجة، وتقدر بعد ذلك قيمة الأرض وحدها دون البناء ودون الثمن المدفوع فيها، والباقي من قيمتها يكون مناصفة بين الزوجين، فلو كانت الأرض الممنوحة للزوجين تساوي بالبناء مئة وخمسين ألفا، وبدون البناء خمسين ألفا، وقد دفع الزوج للدولة ثمن الأرض مثلا عشرة آلاف، وبنى السكن من ماله، فإنها تخصم له، والباقي وهو الأربعين ألفا من قيمة الأرض يقسم مناصفة بين الزوجين، وترث الزوجة من الزوج نصيبها أيضا سواء الربع أو الثمن.
أما إن كانت الدولة منحت الزوجين السكن جاهزا على سبيل التمليك لهما، ودفع الزوج ثمنه أقساطا، فإنه تقدر قيمة البيت كاملا ويخصم ما دفعه الزوج فيه فيكون من نصيبه، وما بقي من قيمة البيت يكون مناصفة بين الزوجين، وترث الزوجة كذلك نصيبها، وكذا الزوج يرث النصف أو الربع من حصتها إن توفيت قبله.

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://www.tgoop.com/askDrHakem
"طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا"


📩 س/ فعلتُ كبيرة وقلبي يقتلني من الألم، أخبرني ماذا أفعل؟

▫️ج/ عليك بالتوبة ولو عصيت في اليوم ألف مرة، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإياك وخديعة الشيطان فإن فرحه بعدم توبة العبد، أشد من فرحه بوقوعه بالذنب! وشعور المذنب بالألم دليل على حياة قلبه، ويقظة ضميره، فالضمير الميت لا يشعر بالذنب، ولا يبالي به أصلا، ولا يحتاج القلب والضمير الحي إلا إلى عزيمة وصبر على فعل الطاعات، واجتناب المحرمات، ولذلك أسباب تعين عليه، منها المحافظة على الصلوات في المساجد، وقراءة القرآن فهو حياة القلب ونوره، ومنها الرفقة الصالحة فالمرء على دين خليله، وإشغال الوقت بالعمل النافع في الدنيا والدين، فالفراغ من أسباب الانحراف، والقلوب الفارغة لا تكون إلا في أجساد عاطلة، ونفوس خاوية، ومنها الأذكار الدائمة فاللسان الذاكر هو موقظ القلب ال‍شاكر، وفي الحديث: (لا يزال لسانك رطبا بذكر الله)، وأحبه إلى الله الاستغفار، كما في الحديث: (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا).

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://www.tgoop.com/askDrHakem
📩 س/ شرطية جنس العمل لصحة الإيمان أم ركنيته في بنيته؟ "جنس العمل لازم لنبتة عقدة أصل الدين في القلب، فإذن يكون شرط صحة من هذا الاعتبار. وأما إذا اعتبرنا العمل ركنًا من بنية الدين عند التقسيم الثلاثي إلى عقائد، وأقوال، وأفعال، فعندئذ يصح استخدام اللفظ" ما رأيكم؟

▫️ج/ جاء في الحديث: (ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل)!
والخوض في هذه الدقائق لا تحقق إيمانا، ولا تثمر يقينا!
وتحرير القول أن الإيمان الذي رضيه الله لعباده، وأمرهم به، وجعله سببا لنجاتهم يوم القيامة، هو التصديق الجازم، والعمل الصالح، بأعمال القلوب، وأعمال الجوارح؛ كما في قوله: ﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾ ‏﴿آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله﴾، وقوله: ‏﴿إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون . أولئك هم المؤمنون حقا﴾، وفي قوله: ‏﴿قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون... والذين هم للزكاة فاعلون..﴾، وقوله: ‏﴿إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه﴾، وقوله: ‏﴿إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون﴾!
وهم الذين كتب لهم الله الأمن والهداية في الدنيا والآخرة بشرط أعمال يجتنبونها وأولها الشرك وهو الظلم العظيم: ‏﴿الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون﴾، والكفر؛ كما في قوله تعالى: ﴿آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا﴾.
وقد تواترت الأحاديث الصحيحة في بيان حقيقة هذا الإيمان وشعبه؛ كما في كتاب الإيمان من صحيح البخاري.
فهذا القدر من الإيمان لا يتحقق إلا بالعمل الصالح القلبي العلمي، والظاهر العملي، فالإيمان كما أجمع عليه سلف الأمة قول وعمل، وهو قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان.
كما قال تعالى: ‏﴿ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون﴾ فهو عمل القلب الباطن، وعمل اللسان والبدن.
فثبت بأن العمل ركن لتحقق ماهية الإيمان ووجوده؛ فلا إيمان بلا عمل، ولا يقال شرط صحة، إلا أن العمل ذاته -كركن- جنس تحته أفراد وآحاد، تتفاوت في ركنيتها، ووجوبها، وندبها؛ كما في حديث: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)؛ كما قاله الإمام الحميدي: (المتوفى ٢١٩ هج) في أصول السنة: (ولا نقول كما قالت الخوارج: من أصاب كبيرة فقد كفر، ولا نكفر بشيء من الذنوب، إنما الكفر في ترك الخمس، التي قال النبي ﷺ "بني الإسلام على خمس.." فأما ثلاث فلا يناظر تاركها: من لم يتشهد، ولم يصل، ولم يصم، لأنه لا يؤخر شيء من هذا عن وقته، ولا يجزئ من قضاه بعد تفريطه فيه عامدا عن وقته، فأما الزكاة فمتى أداها أجزأت عنه، وكان آثما في الحبس، وأما الحج فمن وجب عليه، ووجد السبيل إليه، وجب عليه، ولا يجب عليه في عامه ذلك.. متى أداه كان مؤديا، ولم يكن آثما في تأخيره إذا أداه، كما كان آثما في الزكاة، لأن الزكاة حق لمساكين حبسه عنهم، فكان آثما حتى يصل إليهم..)!
وهذا القول من هذا الإمام هو الموافق للكتاب والسنة، فجعل ترك إحدى الفرائض الخمس الواردة في الحديث، كتركها كلها، كفر يخرج من الملة؛ كمن جحد شيئا من أركان الإيمان، وعليه فهذه الآحاد من الأعمال أركان لا يوجد الإيمان إلا بالالتزام بها بشروطها.
وهذا الموافق لظاهر قوله: ﴿فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم﴾، وقال في الآية الأخرى: ﴿فإخوانكم في الدين﴾، فاشترط التوبة من الشرك والكفر بالشهادتين، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة؛ لأنها عبادات ظاهرة، بينما الصوم والحج، عبادات بين العبد وربه، مع أن تركهما عمدا كفر أيضا!

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://www.tgoop.com/askDrHakem
قال ﷺ: "أكثِروا عليَّ من الصلاة يومِ الجمعة وليلة الجمعة، فإن صلاتكم معروضة عليَّ".


📩 س/ شيخنا الكريم، حديث النبي ﷺ: (مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلاَّ رَدَّ اللهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ)
قوله: "رَدَّ اللهُ عَلَيَّ رُوحِي" دليل على أن الأنبياء أحياء في قبورهم كما نقل البيهقي.
فلو أتحفتمونا بتوضيح المسألة ويهمنا رأيكم؛ لأن الامر أشكل عليّ.

▫️ج/ حياك الله..
ههنا مقدمات ضرورية لفهم هذه القضية:

الأولى: أن الأنبياء بشر يموتون ويُقتلون في هذه الحياة الدنيا، كغيرهم من البشر، بنص القرآن‏ ‏﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم﴾، ولما دخل أبو بكر على النبي ﷺ قال: (أما الموتة التي كتبها الله عليك فقد متها ثم لا تموت بعدها أبدا)، وقال: (أيها الناس إن محمدا قد مات..).

الثانية: أن هناك حياة برزخية بعد الموت، ينعم فيها المؤمنون في قبورهم، ويعذب فيها الكافرون، إلى حين يبعثون يوم القيامة، كما قال تعالى عن الشهداء: ‏﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون﴾، فنفى عنهم الموت البرزخي في قبورهم، وأثبت لهم حياة طيبة أخرى، وإن كانوا قد ماتوا في الحياة الدنيا موتا دنيويا حقيقيا، إلا أنهم أحياء حياة أخرى برزخية حقيقية، وكذا قال عن الكفار: ‏﴿النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة﴾ فهم يعرضون على النار في حياتهم البرزخية غدوا وعشيا إلى قيام الساعة، وبهذا تواترت الأخبار، عن الحياة البرزخية بعد الموت الدنيوي، للمؤمنين والكفار.

الثالثة: وقد ثبت أيضا أن في الحياة البرزخية نوما ويقظة، كما في الحديث الصحيح يقول الملكان للمؤمن في قبره: (نم نومة العروس، الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه).
والنوم في الحياة البرزخية كالنوم في الحياة الدنيوية يصدق عليه أنه موت أصغر، تقبض فيه الروح أثناء النوم، فإذا استيقظ الإنسان عادت إليه، كما قال تعالى‏: ‏﴿الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها﴾، وكما في الحديث عند الترمذي: (فإذا استيقظ فليقل الحمد الله الذي عافاني في جسدي، ورد علي روحي، وأذن لي بذكره).
فالله يرد على الإنسان روحه بالاستيقاظ من النوم.

الرابعة: وقد ثبت أن للأنبياء في الحياة الدنيوية من الخصوصية ما ليس لغيرهم، وأن حياتهم البرزخية فيها أكمل من حياة غيرهم في قبورهم، والنبي محمد ﷺ أكملهم في ذلك، ومن ذلك رد روحه له عند السلام عليه، كما أنه في الحياة الدنيا تنام عيناه ولا ينام قلبه ﷺ، فلا يسلم عليه أحد إلا رد عليه، كذلك في الحياة البرزخية لا يسلم عليه أحد من أمته إلا رد عليه السلام، ورد روحه عليه يصدق على يقظته من نوم الحياة البرزخية، وهي حياة لا تقاس على الحياة الدنيوية.
وهذا الحديث يحمل على من سلم عليه ﷺ عند قبره، بخلاف من سلم عليه بعيدا عنه، كما عند النسائي: (إن لله ملائكة سياحين في الأرض، يبلغوني من أمتي السلام).

قال ابن حجر في فتح الباري ٦/ ٤٨٨: (وقد ثبت به النقل فدل ذلك على حياتهم، قلت وإذا ثبت أنهم أحياء من حيث النقل فإنه يقويه من حيث النظر كون الشهداء أحياء بنص القرآن، والأنبياء أفضل من الشهداء، ومن شواهد الحديث ما أخرجه أبو داود من حديث أبي هريرة رفعه وقال فيه "وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم" سنده صحيح، وأخرجه أبو الشيخ في كتاب الثواب بسند جيد بلفظ "من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا بلغته"، وعند أبي داود والنسائي وصححه ابن خزيمة وغيره عن أوس بن أوس رفعه في فضل يوم الجمعة "فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي قالوا يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت قال إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء"، ومما يشكل على ما تقدم ما أخرجه أبو داود من وجه آخر عن أبي هريرة رفعه "ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام"، ورواته ثقات ووجه الإشكال فيه أن ظاهره أن عود الروح إلى الجسد يقتضي انفصالها عنه وهو الموت، وقد أجاب العلماء عن ذلك بأجوبة ...وأجيب بأن أمور الآخرة لا تدرك بالعقل وأحوال البرزخ أشبه بأحوال الآخرة).

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://www.tgoop.com/askDrHakem
صلاة الفتح

📩 س/ ما هي صلاة الفتح، وما صفتها؟

▫️ج/ صلاة الفتح صلاها النبي ﷺ يوم فتح مكة -كما في صحيح البخاري- ثمان ركعات، وقت الضحى، يسلم في كل ركعتين، ويسر بالقراءة بفاتحة الكتاب وآيات، وهي في الأصل مشروعة للإمام، وقائد الجيش، ولا يشرع فيها الجهر، ولا الجماعة، ولم يثبت أن صلاها غير الإمام، أو قائد الجيش، كما فعل سعد بن أبي وقاص حين فتح العراق، وإن صلاها المقاتلون فرادى أيضا شكرا لله على الفتح فلا حرج.

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://www.tgoop.com/askDrHakem
📩 س/ أنا صيدلي في سوريا، هل يجوز تقديم الإسعاف الطبي لمقاتلي العدو الجرحى أثناء القبض عليهم؟

▫️ج/ نعم للطبيب والمسعف معالجة الجريح، وإسعاف المخطور، حتى وإن كان عدوا مشركا في أرض المعركة، فضلا عن مسلم، بل هو واجب، فإن إنقاذ كل نفس بشرية مطلوب شرعا، كما قال تعالى: ﴿ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا﴾، وكما قال تعالى: ﴿ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا. إنما نطعمكم لوجه الله﴾، قال القرطبي في تفسيره: (عن ابن عباس قال: الأسير من أهل الشرك يكون في أيديهم. وقاله قتادة. وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: الأسير هو المحبوس. وكذا قال سعيد بن جُبير وعطاء: هو المسلم يُحبس بحقّ. وعن سعيد بن جبير مثل قول قتادة وابن عباس. قال قتادة: لقد أمر الله بالأسرى أن يحسن إليهم، وأن أسراهم يومئذ لأَهلُ الشِّرك، وأخوك المسلم أحق أن تطعمه..
قلت: ويكون إطعام الأسير المشرك قربة إلى الله تعالى، غير أنه من صدقة التطوع..) انتهى كلام القرطبي.
وهذا متواتر عن النبي ﷺ فقد أسر كثيرا من المشركين في بدر وغيرها من المواطن، فكان يطعمهم ويحسن إليهم حتى يطلقهم، وكما فعل مع ثمامة بن أثال، وهذا من الرحمة وحسن الشيم، والإحسان إلى الخلق، فليس حكم المحارب في أرض المعركة، كحكمه خارجها، فإذا صار أسيرا اختلف حكمه ووجب الإحسان إليه.
وفي الصحيح حين أمر خالد بن الوليد -وكان أمير الجيش- بقتل أسرى بني جذيمة، رفض عبد الله بن عمر وقال: (والله لا أقتل أسيري ولا أحد من أصحابي)، فلما بلغ الخبر النبي ﷺ قال: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد، اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد).
ولحرمة الأسير ذهب بعض الأئمة إلى حرمة قتل الأسير مطلقا، حتى ادعى عليه إجماع الصحابة، لقوله تعالى: ﴿فإما منًّا بعد وإما فداء﴾ قال ابن رشد في بداية المجتهد ٢/ ١٤٤: (وقال قوم: لا يجوز قتل الأسير، وحكى الحسن بن محمد التميمي أنه إجماع الصحابة.
والسبب في اختلافهم تعارض الآية في هذا المعنى وتعارض الأفعال، ومعارضة ظاهر الكتاب لفعله - عليه الصلاة والسلام - وذلك أن ظاهر قوله تعالى: ﴿فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب﴾ أنه ليس للإمام بعد الأسر إلا المن أو الفداء).
والصحيح أنه لا تعارض بين الآية وفعل النبي ﷺ، ولم يثبت عنه ﷺ أنه قتل أسير حرب قط، وإنما قتل بعض الأسرى ممن استحق القتل بجرمه، وجريرة أخرى، لا بمجرد قتاله ومشاركته في المعركة، فانتفى عنه حكم الأسير الحربي.
وإذا كان هذا حكم الأسير المحارب المشرك، فمن باب أولى وأوجب لمن كان من المسلمين.
وكما في الصحيح: (في كل كبد رطبة أجر)، قال ابن بطال في شرحه للبخاري ١/ ٢٦٨: (قال المهلب: وفى هذا الحديث دليل أن في كل كبد رطبة أجر، كان مأمورا بقتله أو غير مأمور، فكذلك يجب أن يكون في الأسرى من الكفار، لأن التعطيش، والتجويع تعذيب، والله تعالى لا يريد أن يعذب خلقه بل تمثل فيهم فضله من الإحسان على عصيانهم).
فوجوب الإحسان للأسرى والسجناء يقتضي إطعامهم وعلاجهم ويحرم تعذيبهم والإساءة لهم.
وإذا كان هذا واجبا في حق المقاتل مع أسيره، أن يطعمه ويسقيه ويعالجه بعد أن صار في قبضته، وبعد فقده قدرته على القتال، فمن باب أولى الطبيب الذي تعارف الناس على أنه يبذل ذلك لكل أحد، كما قال تعالى: ﴿خذ العفو وأمر بالعرف﴾، فهذا من المعروف والبر الذي توصي به الشرائع، وتستحسنه العقول والفطر، كما اتفاق الأمم على عدم قتل السفير، فقد تعارفت الأمم على دخول الأطباء والمسعفين إلى المناطق المنكوبة بالحروب، ومعالجة وإسعاف كل محتاج من كل طرف، ويعدون ذلك من الرحمة وعمل الخير والبر، ويفرقون بين مهمة الجندي المقاتل، والطبيب المعالج، وكل عرف حقق مصلحة إنسانية، أو مقصدا شرعيا، فالالتزام به مشروع، ولهذا تقرر قاعدة (العادة محكمة والعرف معتبر).

📅 16 / 7/ 2017مـ

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://www.tgoop.com/askDrHakem
2025/01/09 10:45:38
Back to Top
HTML Embed Code: