Telegram Web
#مقاطع_منتشرة #قانون_الجذب #قانون_الوفرة

رقم | ق / ١ / ٨٥
تاريخ | ٢٢ / ٥ / ١٤٤٦ هـ


السؤال:
مقطع منتشر يقرر بأن من يكثر الشكوى أو يشكر الله على نعمه هو في حقيقة الأمر يبعث رسائل وستعود إليه من نفس النوع، مستشهدًا على ذلك بقول الله تعالى: {فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون}، وأن الرسائل الإيجابية تفتح بوابات الوفرة ويعود إليك ما أرسلت.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

•الإجابة:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

المتحدث في المقطع يقرّر قانون الجذب وقانون الوفرة، وهما من القوانين الروحانية القائمة على أصول فلسفية، مستشهدًا على ذلك تعسفًا بنصوص الشريعة الإسلامية.

وخلاصة مفهومهما: أن الكلمة والمشاعر التي تصدر من الإنسان تحوي قوة أو طاقة لها القدرة على تحقيق الأمر المراد، وإدراك هذا الأصل كافٍ في رد هذه الفلسفة؛ لما فيها من تقرير عظمة الإنسان واستقلاله مقابل عظمة الله جل جلاله وتفرده، ومعلوم أن مشيئة المخلوق تابعة لمشيئة الله سبحانه، وليست مُشاركة لها. قال تعالى: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله}.

وقد سبق بيان عوار قانون الجذب والوفرة في إجابات ومقالات متعددة، منها:

اضغط هنا
اضغط هنا
اضغط هنا
اضغط هنا
اضغط هنا

والتفسير الصحيح لقوله تعالى: {فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون} هو أن الله سبحانه يؤكد على حقيقة البعث بعد الموت، مشبهًا يقين ذلك بحقيقة إدراك الإنسان لنطقه.

وليس في الآية أي دلالة على أن أقدار المرء تتشكل وفق كلامه، وهو تفسير لم يقله أحد من العلماء المعتبرين، بل ذلك تحريف للنصوص الشرعية لتأييد قانون الجذب، القائم على فكرة قوة الكلمة وقدرتها على تحقيق الأمنيات، وهي فكرة مستوردة تفتقر إلى الأساس الشرعي والعلمي.

وقد تواترت النصوص الشرعية في بيان خطر القول على الله بغير علم، كما في قوله تعالى: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}.

ويجب التنبيه على أن رموز الروحانية الحديثة وأتباعهم غالبًا ما يمزجون الباطل بشيء من الحق لإخفاء زيف دعواهم؛ لأن النفوس السليمة ترفض الباطل الصريح.

فكون المتحدث يقرر بعض المبادئ الشرعية كالكف عن الشكوى والحث على شكر المنعم سبحانه لا يعني صحة الفكرة المراد تقريرها؛ لتناقض منطلقات القائلين بقانون الجذب مع مبادئ الشريعة الإسلامية.

• فالأول منطلقه قوة وطاقة الكلمة التي لها القدرة على تجسيد الأمر المراد، فالسبب والنتيجة تعود للإنسان.

• أما في الشريعة الإسلامية فالنصوص دالة على أن الشكر قيدٌ للنعم، وكفرانها سبب لزوالها كما في قول الله تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}، ولكن لا يعني ذلك أن الشكر استقلالًا جالب للنعم، بل قد يتخلف ذلك لأسباب متعددة أرادها الله بحكمته وعلمه، فهو سبحانه يعطي من يشاء ويمنع من يشاء، ويتصرف في ملكه كما يريد: {لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون}.

وننصح السائل بحسن استثمار الوقت في تلقي العلم من العلماء المعتبرين، سائلين الله له التوفيق والسداد.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. نورة بنت إبراهيم الزامل
باحثة دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
2024/11/25 05:13:09
Back to Top
HTML Embed Code: