Telegram Web
• وفي الصَّحيحِ عن النبيِّ ﷺ أنَّهُ قال : "مَا أحَدٌ أصْبَرَ عَلَى أذًى سَمِعَهُ مِنَ اللهِ ؛ إنَّهُمْ لَيَجْعَلُونَ لَهُ وَلَدًا وَشَرِيكًا وَهُوَ يَرْزُقُهُمْ وَيُعَافِيهِمْ". ولهذا كانَ مُعاذُ بن جَبَلٍ يقولُ : لا تَرحَمُوا النَّصارَى ؛ فإنَّهُم سَبُّوا اللهَ مَسَبَّةً ما سَبَّهُ إيَّاها أحَدٌ من البَشَرِ.

- الجواب الصحيح لابن تيمية.
• وقد أخبَرَ النبيُّ ﷺ عن رَبِّهِ في الحَديثِ الصَّحيحِ أنَّهُ قال : "شَتَمَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ ، وَكَذَّبَنَي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ .. أمَّا شَتْمُهُ إيَّايَ فَقَوْلُهُ «اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا» ، وَأنَا الأحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أحَدٌ .. وَأمَّا تَكْذِيبُهُ إيَّايَ فَقَوْلُهُ «لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأنِي» ، وَلَيْسَ أوَّلُ الخَلْقِ بِأهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إعَادَتِهِ". فَلَو أتَى المُوَحِّدُونُ بِكُلِّ ذَنبٍ وفَعَلُوا كُلَّ قَبيحٍ وارتَكَبُوا كُلَّ مَعصِيَةٍ ما بَلَغَت مِثقالَ ذَرَّةٍ في جَنبِ هذا الكُفرِ العَظيمِ بِرَبِّ العالَمِينَ ومَسَبَّتِهِ هذا السَّبَّ وقَولِ العَظائِمِ فيهِ.

- هداية الحيارى لابن القيم.
الاحتفال بأعياد الكفار [ ١ ]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن أعياد الكفار :

لَا يَحِلُّ لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَتَشَبَّهُوا بِهِمْ فِي شَيْءٍ، مِمَّا يَخْتَصُّ بِأَعْيَادِهِمْ

لَا مِنْ طَعَامٍ، وَلَا لِبَاسٍ وَلَا اغْتِسَالٍ، وَلَا إيقَادِ نِيرَانٍ، وَلَا تَبْطِيلِ عَادَةٍ مِنْ مَعِيشَةٍ أَوْ عِبَادَةٍ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.

وَلَا يَحِلُّ فِعْلُ وَلِيمَةٍ، وَلَا الْإِهْدَاءُ، وَلَا الْبَيْعُ بِمَا يُسْتَعَانُ بِهِ عَلَى ذَلِكَ لِأَجْلِ ذَلِكَ.

وَلَا تَمْكِينُ الصِّبْيَانِ وَنَحْوهمْ مِنْ اللَّعِبِ الَّذِي فِي الْأَعْيَادِ

وَلَا إظْهَارُ زِينَةٍ.

وَبِالْجُمْلَةِ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَخُصُّوا أَعْيَادَهُمْ بِشَيْءٍ مِنْ شَعَائِرِهِمْ، بَلْ يَكُونُ يَوْمُ عِيدِهِمْ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ كَسَائِرِ الْأَيَّامِ لَا يَخُصُّهُ الْمُسْلِمُونَ بِشَيْءٍ مِنْ خَصَائِصِهِمْ.

[ الفتاوى الكبرى 2 / 488 ]
الاحتفال بأعياد الكفار [ ٢ ]

قال شيخ الإسلام عن المحتفلين بأعياد النصارى :

بَلْ قَدْ ذَهَبَ طَائِفَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ إلَى كُفْرِ مَنْ يَفْعَلُ هَذِهِ الْأُمُورَ ، لِمَا فِيهَا مِنْ تَعْظِيمِ شَعَائِرِ الْكُفْرِ

وَقَالَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ: مَنْ ذَبَحَ نَطِيحَةً يَوْمَ عِيدِهِمْ فَكَأَنَّمَا ذَبَحَ خِنْزِيرًا.

[ الفتاوى الكبرى 2 / 488 ]
الاحتفال بأعياد الكفار [ ٣ ]

قال شيخ الإسلام :

قَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ السَّلَفِ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} قَالُوا أَعْيَادُ الْكُفَّارِ

فَإِذَا كَانَ هَذَا فِي شُهُودِهَا مِنْ غَيْرِ فِعْلٍ، فَكَيْفَ بِالْأَفْعَالِ الَّتِي هِيَ مِنْ خَصَائِصِهَا.

وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمُسْنَدِ، وَالسُّنَنِ: أَنَّهُ قَالَ: [ مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ] وَفِي لَفْظٍ: [ لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا ] . وَهُوَ حَدِيثٌ جَيِّدٌ.

فَإِذَا كَانَ هَذَا فِي التَّشَبُّهِ بِهِمْ، وَإِنْ كَانَ مِنْ الْعَادَاتِ، فَكَيْفَ التَّشَبُّهُ بِهِمْ فِيمَا هُوَ أَبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ؟

وَقَدْ كَرِهَ جُمْهُورُ الْأَئِمَّةِ - إمَّا كَرَاهَةَ تَحْرِيمٍ، أَوْ كَرَاهَةَ تَنْزِيهٍ - أَكْلِ مَا ذَبَحُوهُ لِأَعْيَادِهِمْ وَقَرَابِينِهِمْ إدْخَالًا لَهُ فِيمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ، وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ

وَكَذَلِكَ نَهَوْا عَنْ مُعَاوَنَتِهِمْ عَلَى أَعْيَادِهِمْ بِإِهْدَاءٍ أَوْ مُبَايَعَةِ

وَقَالُوا: إنَّهُ لَا يَحِلُّ لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَبِيعُوا لِلنَّصَارَى شَيْئًا مِنْ مَصْلَحَةِ عِيدِهِمْ، لَا لَحْمًا، وَلَا دَمًا، وَلَا ثَوْبًا، وَلَا يُعَارُونَ دَابَّةً، وَلَا يَعَاوَنُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ دِينِهِمْ

لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ تَعْظِيمِ شِرْكِهِمْ، وَعَوْنِهِمْ عَلَى كُفْرِهِمْ

وَيَنْبَغِي لِلسَّلَاطِينِ أَنْ يَنْهَوْا الْمُسْلِمِينَ عَنْ ذَلِكَ. لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}

ثُمَّ إنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُعِينَهُمْ عَلَى شُرْبِ الْخُمُورِ بِعَصْرِهَا، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ.

فَكَيْفَ عَلَى مَا هُوَ مِنْ شَعَائِرِ الْكُفْرِ؟

وَإِذَا كَانَ لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُعِينَهُمْ هُوَ , فَكَيْفَ إذَا كَانَ هُوَ الْفَاعِلَ لِذَلِكَ ؟

[ الفتاوى الكبرى 2 / 489 ]
الاحتفال بأعياد الكفار [ ٤ ]

وقال شيخ الإسلام عن أعياد أهل الكتاب :

وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم

فمن يشركهم في العمل أو بعضه: أليس قد يعرض لعقوبة ذلك؟

[ الفتاوى الكبرى 2 / 485 ]
الاحتفال بأعياد الكفار [ ٥ ]

قال ابن القيم :

وكان للمشركين أعياد زمانية ومكانية. فلما جاء الله بالإسلام أبطلها
وعوض الحنفاء ( يعني الموحدين ) منها عيد الفطر، وعيد النحر، وأيام منى

كما عوّضهم عن أعياد المشركين المكانية بالكعبة البيت الحرام، وعرفة، ومنى، والمشاعر.

إغاثة اللهفان [ 1 / 345 ]
قال شيخ الإسلام :

فهذا قول جماهير أهل الإيمان بالرسل وسلف الأمة وأئمتها فإنهم ( متفقون ) على

أن الله عزوجل يُرى في الآخرة عيانا كما يرى الشمس والقمر
وأنه لا يلزم من تعذر رؤية الشيء في حال تعذر رؤيته في حال أخرى

.. إلى أن ذكر منكري الرؤية فقال :

وهذا قول الجهمية الذين ينكرون رؤية الله تعالى
وقد ( اتفق ) سلف الأمة وأئمتها على بطلان قولهم

وفساد قولهم يعلم بالعقل الصريح كما يعلم بالنقل الصحيح

وهؤلاء في نفس الأمر من أجهل الناس وأضلهم
وإن كانوا عند أنفسهم من أعقل الناس وأعرفهم !

كما قال تعالى :

( إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِىٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَٰنٍ أَتَىٰهُمْ ۙ إِن فِى صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَٰلِغِيهِ ۚ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ ۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ )

وقوله

( وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أَنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون )

وقوله

( فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون )
قال #ابن_القيم وهو يتكلم عن النصارى الأوائل :

فلو سألت أهل البيت الواحد عن دينهم ومعتقدهم في ربهم ونبيهم

لأجابك الرجل بجواب , وامرأته بجواب , وابنه بجواب , والخادم بجواب !

فما ظنك بمن في عصرنا هذا , وهم نخالة الماضين و وزبالة الغابرين , ونفاية المتحيرين

وقد طال عليهم الأمد , وبعد عهدهم بالمسيح ودينه !

[ إغاثة اللهفان 2 / 1049 ]


قلت : فكيف بنصارى زماننا الذين هم نخالة النخالة وزبالة الزبالة !!
[ خيرية الأمة في الأمر والنهي والجهاد ]

قال شيخ الإسلام :

فبين سبحانه أن هذه الأمة خير الأمم للناس: فهم أنفعهم لهم، وأعظمهم إحسانا إليهم؛

لأنهم كملوا أمر الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر من جهة الصفة والقدر، حيث أمروا بكل معروف ونهوا عن كل منكر لكل أحد،

وأقاموا ذلك بالجهاد في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم، وهذا كمال النفع للخلق.

وسائر الأمم لم يأمروا كل أحد بكل معروف ولا نهوا كل أحد عن كل منكر، ولا جاهدوا على ذلك.
بل منهم من لم يجاهد، والذين جاهدوا كبني إسرائيل فعامة جهادهم كان لدفع عدوهم عن أرضهم، كما يقاتل الصائل الظالم؛ لا لدعوة المجاهدين وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ...
قال ابن تيمية رحمه الله :

(ومن المعلوم أن التوحيد الذي بعث الله به رسولهﷺ وأنزل به كتابه والتنزيه الذي بعث الله به رسوله وأنزل به كتابه هو ما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع)

[بيان تلبيس الجهمية]
وقال ابن تيمية رحمه الله :


والإله هو بمعني المألوه المعبود الذي يستحق العبادة، ليس هو الإله بمعني القادر علي الخلق
فإذا فسر المفسر الإله بمعني القادر علي الاختراع، واعتقد أن هذا أخص وصف الإله، وجعل إثبات هذا التوحيد هو الغاية في التوحيد، كما يفعل ذلك من يفعله من المتكلمة الصفاتية، وهو الذي ينقلونه عن أبي الحسن وأتباعه، لم يعرفوا حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله، فإن مشركي العرب كانوا مقرين بأن الله وحده خالق كل شيء، وكانوا مع هذا مشركين)


[درء تعارض العقل]
قال شيخ الإسلام رحمه الله :

والتعطيل شر من الشرك وكل معطل فلا بد أن يكون مشركا

[الفتاوى]
قال شيخ الإسلام :

وآخرون يضمون هذا إلى نفي الصفات فيدخلون في التعطيل مع هذا، وهذا شر من حال كثير من المشركين

[التدمرية]
وقال شيخ الإسلام في رده على الرازي-

يتبين أن الذي قلته أقبح من هذا الشرك، ومن جعل الأنداد لله، كما أن جحود فرعون-الذي وافقتموه على أنه ليس فوق السموات رب العالمين إله موسى- لرب العالمين وأنه في السماء كان أعظم من شرك المشركين الذين كانوا يقرون بذلك ويعبدون معه آلهة أخرى

[بيان تلبيس الجهمية]
قال شيخ الإسلام :

فإن [ البلد ] قد تحمد أو تذم في بعض الأوقات لحال أهلها
ثم يتغير حال أهلها فيتغير الحكم فيهم
إذا المدح والذم والثواب والعقاب إنما يترتب على الإيمان والعمل الصالح أو على ضد ذلك من الكفر والفسوق والعصيان


[ الفتاوى الكبرى 2 / 446 ]
جعل الولاء والبراء على الدول بدعة منكرة في دين الله

قال شيخ الإسلام ابن تيمية

الأسماء التي تعلق بها الشريعة المدح والذم والحب والبغض، والموالاة والمعاداة والطاعة والمعصية والبر والفجور، والعدالة والفسق، والإيمان والكفر، هي الأسماء الموجودة في الكتاب والسنة، وإجماع الأمة

فأما ما سوى ذلك من الأسماء فإنما تذكر للتعريف -كأسماء الشعوب والقبائل- فلا يجوز تعليق الأحكام الشرعية [بها] ، بل ذلك كله من فعل أهل الأهواء والتفرق والاختلاف، الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا

كحال من يعلق الموالاة والمعاداة بأسماء القبائل أو البلدان ...

[ بيان تلبيس الجهمية ]
2025/03/16 21:59:53
Back to Top
HTML Embed Code: