Telegram Web
*📚حـ♡ـكايــتنا الحـــلوه📚*
*تــ♤ـقدم*
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
*🖋الحــ♡ـلقه5️⃣2️⃣*
.

بعد مرور سته اشهر

*ماما ....ماما *
نطق بها ذلك الفتي الصغير ووجه تنبثق منه الفرحة وما أن اقترب منها حتي تعلق بعنقها والبسمة لم تفارق محياه وقبل أن ترد عليه جائهما صوت يقول بغضب حاقد :
يا زين قلتك مليون مرة دي مش امك .. أنته ازاي تقول كدة لواحدة زي دي .
عبس زين ووقف أمام المعنية بالأمر وقال بهدوء قاتل لا يخطئ رائيه أنه رجل كبير مع أن سنوات عمره لا تتجاوز الخامسة عشر :
أقولها اللي انا عايزة يا طنط سعاد طالما بابا موافق معتقدش حد تاني رأيه هيهمني .
قالها ثم سحب الواقفة خلفه من يديها وهو يقول :
يلا يا ماما جميلة هنتأخر علي ميعاد الغدا.
تبعته بأستسلام وأخذت تنظر الي يديه الصغيرة التي تحتضن كفها بحنية وحزم في الوقت ذاته , دخلت الي البيت أو الوصف الأدق له قصر مهيب وما أن دلفوا الي حجرة الطعام حتي صاحت فتاة صغيرة تقول بمرح :
يلا يا ماما بطني صوصوت من الجوع .
تبسم الجميع علي جملتها وقال الجد بجدية مصطنعة :
يلا يا ولاد اقعدوا هنفضل نتكلم كتير .
ثم نظر لجميلة وأكمل مازحا :
يلا يا بنتي دي كدة مش هتصوصو بس هتعمل حاجات تانية .
ضحك الجميع علي كلمات الجد ولكن قطع ضحكاتهم سعاد وهي تدخل كما الاعصار ثم جلست وهي تقول بغل :
ايه يا جدي يعني تستني اللي مش عارفين ليهم اصل ولا فصل ومستنتيش أنا برضه كدة .
تجمعت الدماء بوجه الجد وكاد ان يرد إلا أن صوتا حازما قال بقسوة :
سعاد لو ما اعتذرتيش و حالا , ترجعي علي القاهرة و رجعلك متقربش من هنا تاني أبدَا
علمت انها لو أعترضت سينفذ زهير كلماته ويمنعها من المجيئ فقالت علي مضدد :
معلش .
رمقها بنظرة غاضبة ثم احتل مكانه في المقعد المقابل لمقعد جده علي رأس الطاولة؛ اختلست سعاد النظر لجميلة بحقد ثم نقلت بصرها لزهير كان رجلا في السابعة والثلاثون من عمره كان ذا مظهره رجولي قوي وبنية متينة ينافس بها الرياضيين وعارضي الازياء , كانت تتمني أن تتزوج به بعدما مات زوجها ابن عمته , ولما لا وزهير هو فارس احلام جميع فتيات خط الساحل باكمله وليس بمدينتهم فقط لهذا لم تغادر بعدما مات زوجها وزاد الامل في قلبها بعد موت زوجته في ذلك الحريق اللعين قالتها وهي تنظر لجميلة بغل لان احلامها انتهت بعد ذلك الحريق والذي ظنت بانه سكون سبب خلاصها من العقبة التي كانت امامها .
وبدأ الجمع في الاكل مستمتعين بممازحة الصغيرة لجدها هي والفتي وكانت والدة زهير تضحك هي الاخري وهو يطالع والدته بحنان جارف وكذلك ابنه وجده فتلك العائلة لم تعرف معني السعادة والضحك سوي بعد مجيئ تلك الحورية التي سلبت لب وعقل عائلة الزهيري باكملها اختلس النظر اليها وعقله يتسال هل باكملها كلها؟ وهل هو من ضمنهم أيضا , خشي علي نفسه من الاجابة ولم يقف سوي علي صوت ابنه زين يقول :
يا بابا اللي واخد عقلك بكلمك من بدري .
نظر له زهير قائلا بجمود :
نعم !
قال الفتي ببسمة جذابة بدا فيها كوالده :
كنت بستأذن حضرتك أني أخد ما... اقصد جميلة لمزارع التين بعد شوية .
قالت سعاد منتهزة الفرصة لايقاع الفتي :
مش قلت ان بابا قالك تقولها ماما عادي بطلت تقولها ليه ولا كنت بتكذب عليا ؟
نظر لها زين بغضب ولم يتفوه ببنت كلمة ثم نظر لزالده الذي رمقه بعتاب زسمعه يقول :
زين الزهيري عمره ما يكذب يا سعاد .
ثم نظر لولده وقال :
قلها زي ما تحب يا زين انت راجل ليه قراراته .
ابتسم زين بفرحة ونهض وهو يعانق جميلة والتي تلقته بخجل وسمعته يقول :
واخيرا اخدنا ختم النسر , ماما ماما ماما وعلشان اللي متغاظين نقول كمان ماما .
كان الجد يتابع كل هذا بعيون كالصقر وبسمة الانتصار علي طرف فمه وقال بنفسه :
كنت عارف يا بن الزهيري انها هي اللي هتفك عقدك وعقد اللي خلفك كمان .
كان زين يمسك بيد الصغيرة وهو يشرح لهما ما يدور حولهما فقد كان يعلم أنها كانتا تنتظران تلك اللحظات منذ زمن كان يشرح لهم بسلاسة ويخبرهم ماذا يفعل الرجال وجميلة ترمقه ببسمة حانية ثم مالبثت وان قالت بحرج :
زين كنت عايزة اكلمك في موضوع مهم ؟
التفت لها واجاب علي الفور :
خير يا امي , نعم .
اشارت لابنتها وقالت لها وهي تعبث براسها :
مش كنت عازة تجمعي معاهم التين , يلا روحي .
فرحت الفتاة واخذت تتقاذف بسعادة وهرعت لاقرب شخص يحصد التين لنساعده عاد زين ببصره لجميلة منتظرا لحديثها التقطت نفسا عميقا ثم قالت :
اولا انته عارف انا بحبك قد ايه ؟
قال لها بأدب :
حضرتك مش محتاجة لمقدمات علشان تقوليلي حاجة اتكلمي براحتك .
تبسمت لذكائه وقالت :
حاضر , دلوقت حضرتك عندك 14 سنة او يمكن تكون كملتهم كمان .
هز راسه الإيجاب فأكملت :
يعني انته دلوقت بمبلغ الرجال يا زين يعني ما ينفعش يا حبيبي أنك ... يعني .
زفر بضيق فقد كان هذا ما يخشاه ان توقفه عن احتضانها فهو يعشق عناقه له يشعر فيه بامان لا يجد له وصفا لذا قال بحنق :
وما ينفعش ليه بقه ما محمد صحبي بيحضن
طنط ميادة وهي مش امه , مش المهم الشعور بان الحض ده من ام لابنها .
لم تستطع ان تمنع بسمة ظهرت علي شفتيها لرؤية تذمره المحبب لها هذا وقالت :
المشاعر المتبادلة طبعا من الاساسيات يا زين لكن محمد ميادة تكون امه من الرضاعة يعن فيه رابط بينهم وانته عارف ان النبي صل الله عليه وسلم قال يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب يعني اللي يرضع هيكون اخ وابن زي اللي من الدم بالظبط , فهمت .
هز رأسه نفيا وقال بتصميم :
طيب وزياد بيحضن طنط فادية وهي بقه لا هي امه من الرضاعة ولا حتي دم يعني هما كدة يعني حرام.
هز رأسها تعبا من ذلك المكابر وقالت :
لا يا زين مش حرام لانها زوجة والده واصبحت بمنزلة الوالدة .
التمعت عينيه ببريق ماكر وقال :
يعني علشان هي اتجوزت باباه يبقي تعتبر امه
أومأت بالإيجاب فظهرت علي شفتيه ابتسامة ماكرة وقال بنفسه :
تمام غالي يا جوجو والطلب غالي برضه , مش هسيبك الا وانتي حرم الزهيري بيه يا .... أمي المستقبلية .
التفت لها وقال وهو يبتعد بسرعة :
معلش يا ماما افتكرت مشوار مهم .. سلام
حيته وهو يغادر وكأن شياطين العالم تطارده ضحكت علي مظهره وهو يركض ثم عادت لفتاتها المشاكسة تتابعها ولم تشعر إلا ودمعة خائنة هربت من محبسها سرعان ما محتها علي الفور .
*جدو أنا عايز أتجوز*
انتفض الجد من مجلسه بسبب اقتحام حفيده المندفع ولم يكد يعقل ما قاله الفتي حتي بحث عن شيئ ما علي مكتبه ليقذفه به في وجهه وهو يقول :
تتجوز ايه يا **** مبقاش غير العيال كمان تفكر في كدة , كتك القرف جيل زفت ....
قاطعه الفتي ضاحكا وقال :
حيلك حيلك يا جدو انته فهمتني غلط , أنا اقصد اجوز بابا .
هدأ الجد وقد بدأ يفهم ما يرمي اليه حفيده فقال يشاكسه :
معاك حق وأنا برضه كنت عايز افاتحه في المسألة دي , سعاد برضه تعتبر مننا واحنا أولي بيها و
نهض زين بغضب وقال هادرا :
سعاد مين ؟ ده أنا اقتلها وازفها لأبلس قبل ما تفكر بس انها تتجوز بابا قال سعاد قال .
عبس الجد وقال متصنعا عدم الفهم :
الله أومال أنت تقصد مين ؟
جلس الفتي وقال ساخرا :
عيب يا جدو ده أنا حفيدك هتلعب عليا برضه تؤ تؤ ازعل كده واجوزه غراب البين .
ضحك الجد عاليا وقال بفخر :
طالع لابوك يابن زهير .
تصنع زين رفع ياقة قميص وهمي وققال مازحا :
شكرا شكرا ده أقل شيئ عندي يا زوزو بيه .
لم يشعر الا وحذاء جده في وجهه وهو يقول بحدة :
احترم نفسك يا ولد زوزو مين ؟
التقطت الحذاء وانحني أمام جده يبلسه إياه بادب وهو يقول :
بهزر معاك يا جدو ما تقفش كدة يا عسل .
ضحك الجد وقال :
مش هخلص معاك انا عارف المهم و عايز تجوز ابوك لمين ؟
التمعت عيانه ببريق سعيد وهو يقول بفخر :
هو فيه غيرها ........ماما جميلة .
بعتذر الفصل مش فيه الاقتباس الماضي هيكون في الفصل القادم بإذن الله
.......يتبع

*اعداد/ايمى*
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
*🖋اداره/فاطمه احمد*
*🖋تحت اشراف/آيات باسم*
*للاشتراك📚حـ♡ـكايــتنا الحـــلوه📚*
*📚وتس:00201026328523*
*📚فيس https://www.facebook.com/estsharyah.ayat.bassem2/*
*📚تليجرام: https://www.tgoop.com/ayatBassem1*
*🌷شاركي القصه 🍃غاليتي بين احبابك🌷*
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*هذه هي قصة فاتن لم اخطئ النشر .....قلت لكم سابقا لايوجد معي توقعات استعدوا للقاااااادم*

*☝🏻☝🏻☝🏻رد الكاتبة*
*📚حـ♡ـكايــتنا الحـــلوه📚*
*تــ♤ـقدم*
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
*🖋الحــ♡ـلقه6️⃣2️⃣*

استيقظت جميلة علي صوت صغيرتها وهي تقفز علي سرير والدتها وهي تصفق بيديها في جزل قائلة بفرح طفولي :
يلا يا ماما بسرعة علشان زين منتظرني تحت .
مسحت جميلة علي رأس طفلتها الغالية بحنية قائلة :
حاضر يا قلب ماما بس اوعديني ماتسبيش أيد زين أبدا .
قهقت الفتاة وقالت :
هههههه انتي بتهزري أنا لو فكرت اسيب ايده هيقتلني وهو اصلا عمره ما هيسبني .
ظهر وميض حزين في عيني جميلة تداركته سريعا كي لا تقلق صغيرتها وقالت لها بمرح وهي تنهض :
طيب يلا يا لمضة علشان تلبسي .
جهزتها جميلة بدقتئق وما أن إنتهت الفتاة حتي هرت سريعا لتنزل الي زين الذي كان ينتظرها علي احر من الجمر وحينما سمع صوتهات التفت اليها وقال معنفا :
اتأخرتي ليه ؟
قالت مبررة :
معلش ماما نامت متأخر امبارح فمرضيتش اصحيها بدري وسيبتها تنام شوية .
زفر زين وقال لها بخفوت :
كانت بتعيط برضه , مش كدة .
أومأت بالإيجاب هز رأسه بقلة حيلة ثم قال مغيرا الموضوع :
طيب يلا علشان تلحقي الموضوع من اوله .
تعلقت بيديه وقالت بفرحة :
انا فرحانة قوي يا زين انا اول مرة احضر حاجة زي كدة .
قال لها وهو يمسكها من ارنبتها :
ومش هتكون أخر مرة إن شاء الله .
مضي هو وهي واناء الطريق قالت لها وهي تركل احدي الحصوات بقدميها :
كان نفسي ماما تيجي معانا .
قال لها مواسيا :
انتي عارفة انها مش بتحب كدة و سيبيها علي راحتها .
قامت جميلة بتنظيف غرفتها بعدما قامت ابنتها فيه الاعصار وبعدما انتهت نزلت الي المطبخ فصادفتها سعاد التي قالت :
ناموسيتك كحلي ولا ايه , انا مش فاهمة انتي قاعدة هنا ليه مهمتك وانتهت لازقة فينا ليه , وخليني احذرك اللي في دماغك مش هيحصل وامشي باحترامك علشان متمشيش من هنا بفضيحة .
قالتها ثم مرت من جانبها واكملت بهمس في اذني جميلة :
اعقلي كلامي كويس علشان انتي اللي هتخسري , وخافي علي بنتك يا جميلة .
ارتعب جميلة حين ذكرت ابنتها فاخذت قرارها علي الفور واتجهت الي مكتب زهير فطرقته ليأتيها صوته من الداخل يأذن لها بالدخول دخلت وهي خجلي وقالت هامسة :
حضرتك فاضي كنت عايزة أتكلم مع حضرتك .
انفرجت شفتيه عن ابتسامة رائعة تخفق لها القلوب وقال :
مرتين حضرتك في جملة واحدة , لا كدة أنا اقلق .
تبسمت علي استحياء وقالت :
لا الامر بسيط ان شاء الله , فلو حضرتك فاضي يعني ...
قاطعها قائلا وهو ينهض من خلف مكتبه المهيب وقال لها وهو يشير لها بالجلوس علي احدي المقاعد وجلس هو مقابلها :
ده لو مش فاضي افضي نفسي بكل تأكيد .
جلست حيث اشار ثم اخذت نفسا عميقا ثم قالت بهدوء :
حضرتك عارف ان مهمتي اللي كنت علشانها هنا انتهت ..و... ويعني وجودي ها معدش ليه لزوم .
عبس غاضبا فلم يعجبه أن تفكر هي في المادرة ؟ يا إلهي تغادر كيف وقد اعتاد الجميع عليها وزين وجدي ووالدتي كلهم ماذا سيفعلون سيحزنون , همس لنفسه ساخرا :
يعني يا زهير انته عايزها علشانهم هما بس , هتعترف لنفسك امتي .
نهره افكارهخ سريعا وقال لها ببرود :
تمشي تروحي فين , هتقدري تسبيهم كلهم وتمشي .
قالت بتأثر :
-صدقني صعب عليا فراقهم لكن مش هينفع لازم امشي .
قال لها وقد احتدت نبرة صوته :
لما هو صعب عايزة تمشي ليه, اظن قلتلك قبل كدة انتي جزء من البيت ده انتي اصبحتي فررد من عيلة الزهيري .
قالت بخفوت :
ده غير صحيح انا هنا كان ليا دور مش اكتر عمري ما هكون فرد من العيلة دي , هقعد بصفتي ايه ؟ انا لا قريبتكم لا من قريب ولا من بعيد .
لم يعجبه نبرة صوتها الانهزامية تلك لذا نهض وقال بصوت مرتفع فلم يعد يمكن السيطرة علي غيظه منها :
هتقعدي وباهم صغة هنا في البيت ده هتكوني مر...
قاطعه دخول ابني عمه شريف يركض والغضب علي وجه ويصيح :
عمار قلتلك مش بحب الهزار ده يا جدع !
قال عمار بخبث وهو يحمل بعض من سلي الجزور لازالت تقطر منها الدماء :
مش انته اللي اتحدتني يبقي اشرب بقه .
فقال شريف وعيناه بدأت تجحظ :
بالله عليك بلاش , حرام عليك ده الطقم جديد .
لم يمهله وقذف ما بيده عليه فانحني شريف علي الفور ليرتطم ما كان بيد عمار في وجه وملابس جميلة التي كانت كمن صب عليها دلوا من المياه الباردة في ليلة شتاءا قارص فلم تصدق ما حدث ورفعت يديها المرتجفتين لتمسح ما بوجهها وما أن لمحت الدماء بيديها حتي بدأ جسدها بالارتجاف وأخذت تتمتم :
لا ..لا ..لا م..مش ...ح..حقيقي لا ح....حر...ام.
رمق زهير شريف وعمار بنظرة نارية ارتعدت لها اوصال الاثنين فتنحنح عمار وقال بحرج وهو يقترب من جميلة :
أنا أسف يا جميلة مكنتش اقصد معل...
شعرت باقتراب شيئ ما منها فهي لم تعد معهم في هذا العالم بل اصبحت في عالم ضبابي لا تفرق بينه وبين الواقع لذا حين شعرت باقترابه منها ابتعدت لتلتصق بالحائط وأخذت تصرخ وارتمت علي الارض واضعة يديها علي اذنيها لا تريد سماع أي شيئ وأخذت تقول بجنون صارخ :
لا ابعد عني حرام عليك ابعد عني انته شيطان سي
بني في حالي بقه .
شعر زهير بالذعر عليها فلأول مرة يراها علي مثل تلك الحالة قاقترب منها مهدأ :
جميلة اهدي ده عمار مش قصده يإذيكي .
صرخت وهي تدفعه بعيدا عنها :
ليه بتعملوا فيا كدة كلكم حرام بقه أنا تعبت كتير معدتش قادرة اخرج من حياتي انته وهما مش عايزاكم مش عايزة اشوف حد منكم .
كانت صراخاتها مرتفعة للغاية وقوية اجتمع علي اثرها كل من بالقصر كان زين قد جاء ليجلب اشياء قد طلبها الجزار وما أن خطي بقدميه ارض القصر حتي انخلع قلبه من بين جنباته حين سمع صرختها المرعبة فحدد مكانها علي الفور وانطلق اليها ودخل الي الغرفة بعنف ليجد والده يتحدث اليها وهي مفترشة الارض تصرخ ولا تعي اي شيئ حولها وهنا سمع والده يحملها بالقوة وهي تصرخ وتضربه بيديها لتبعده عنها بكانت تضربه بكل ما تملك من قوة ولكن هيهات أن تفعل شيئ لذا الجدار الحجري حملها بلاادني جهد وهو يسيطر علي يديها وقال لشريف بصرامة :
اتصل بدكتور ياسر وقوله خمس دقايق يكون هنا السادسة يترحم علي روحه .
صعد بها الي غرفتها وهي لازالت تبكي وتصيح وضعها علي فراشها وابتعد علي الفور فيبدو ان حالتها تلك تظاد سوء مع اقتراب اي احد منها لم يشعر زهير إلا وزين بجواره وهو يقول بأسف علي حالتها فقد كانت تبدو كمن فقد عقله :
علشان كدة مرضتش اقولها تيجي معانا واحنا بندبح علشان ميحصلهاش كدة .
نظر له والده بتساؤل :
فازدرد ريقه وقال بخفوت :
الحالة دي بتجيلها لما الدم بيجي عليها جتلها قبل كدة بس مكانمتش بحجم ده كانت اقل بكتير جتلها اول مرة لما ... شافت جرحي اللي حصل من الحريق .
قبل ان يتكلم زهير كان شريف يسحب الطبيب ياسر من ملابس كما يسحب الشرطي المجرمين وحين وقع بصر اسر علي زهير قال بحدة :
ينفع كدة يا زهير بن عمك يجي ياخدني من العيادة من غير حتي ما يقولي غفيه ايه ويسحبي زي ال...
قاطعه زهير بهدوء غاضب وقال من بين اسناه :
اكشف عليها وشوفها مالها بسرعة , ولو جرالها حاجة احسنلك تمشي لمكان معرفش اوصلك فيه .
قال عمار هازئا :
يبقي مافيش غير بطن الحوت يابني .
رمقه الجميع بنظرة قاتلة فرفع يديه وقال وهو يغادر :
بقول انزل اشوف خلصوا ولا خلصوا ....
خرج زهير وزين يلحقه وترك ياسر معها بعدما جاءت الخادمة فهو لن يتركهما وحدهما فخرج وهو يكاد يقتل ياسر وتمني لو بإمكان الجلوس معها ولكنه لا يحق له ذلك , كان زين يجلس هو ووالده في الخارج علي احر من الجمر فجاءت سعاد وقالت بغيرة من قلقهما :
مالكم كدة محسسني انها امكم و والله تلاقيها عاملة عاملة علشان كدة عملت التمثيلية دي علشان محدش ي....
نظرة نارية من زهير جعلتها تبتلع لسانها وغادرت علي الفور , مع مغادرتها فتح الباب وخرج ياسر فعالجه زهير قائلا بلهفة قبل ان يتدارك امره ويعود لبروده :
طمني عاملة ايه دلوقت ؟
قال لها ياسر :
اطمن هي كويسة دلوقت , واضح انها تعرضت لضغط عصبي ونفسي جامد , الحمد له مدخلتش في انهيار بس محتاجة راحة وانها تبعد عن اي حاجة تزعجها او تضايقها .
قالها ثم ناوله ورقة واكمل :
انا كتبتلها علي مهدئ تواظب عليه وهتكون بخير ان شاء الله .
قال زين بلهفة :
اقدر ادخلها دلوقت .
هز راسه نفيا ثم قال :
انا اديتها مهدئ ونامت لما تصحي هتكون افضل ان شاء الله .
نظر زهير لابنه ففهمه علي الفور وتقدم الطبيب ليوصله تابعهم ببصره حتي اختفوا وضع الورقة في جيب بنطاله ثم اقترب من الباب وطرقه مرة واحدة ففتحت له الخادمة فقال لها :
لو خلصتي انزلي وسيبيها ترتاح .
تمتمت بكلمات مبهمة ونزلت علي الفور وهي تسرع الخطي خوفا منه ومن هيبته القاتلة اخذ نفسا عميقا ثم اخرجه ودلف الي الحجرة , شاهدها تنام بهدوء اقترب منها بخطوات بطيئة كالفهد الذي يتربص من فريسته ووقف فوق راسها وقعت عينها علي شعرها الذي تناثر علي وسادتها بعشوائية اثرة للقلوب فقد كانت هذه هي ثاني مرة يراه بها لازال يتذكر لقائهم الاول حيث اسرته تلك الجنية التي انشقت من الارض وظهرته له لتقوم بلعنه وختمه بملكيتها له نزل ببصره الي عيناها المغلقة واه من منهما تلك الخضرواين التي ما ان تقابلا لينغرس سهمها في قلبه مخترقا دفاعاته التي طالما بناها حوله لكي لا يسقط لاي من بنات حواء ولكنها هي من تمردت علي كل هذا معلنة انتهاء عصره وبدايه عصرها هي انفرجت شفتاها تتمتم بشيئ ما انحني يسمع ماذا تقول ولكنه افاق علي صوت ضجيج من الاسفل فتركها علي مضض وقال هامسا :
هتفتحيلي قلبك يا جميلتي , اوعدك ماهتكوني غير ليا .
خرج ثم اغلق الباب خلفه ونزل اليهم ليجد زين يصيح في عمار قائلا :
يعني ايه مش قصدك , انا عايز اعرف هتكبر امتي حضرتك مش صغير علي كدة .
قال شريف بجدية :
يا زين عيب كدة عمار يبقي في مقام عمك ميصحش تتلكم معاه بالطريقة دي .
قال زين بغيظ :
عمي ؟ هو فيه واحد عدي الستة وعشرين سنة يعمل اللي عمله ده يا عمو شريف , ده انا والله العظيم اتكسف اعملها اللي عمره ضعف عمري , ده انا بحس ساعات ان انا الاكبر مش هو .
كتم شريف ضحكته ولكنه في ا
دمرتني هيام عرفة انك تدمر بنتي .
وخرجت متوجه الي ابنتها التي اسرعت اليها واخذتها بين احضانها تكاد تدخلها بي ضلوعها وقالت لها :
دنيتي احنا هنسيب اسكندرية ونمشي , شوية كدة وهنرجع .
قالت دنيا بتعجب :
هنروح فين يا ماما , وبابا ادهم جاي معانا ؟
ذكره اصبح كطعنه سكين في قلبها فهو لم يفقد الثقة بها فقط بل وطعنها في شرفها وتركها لسليم لقمة سائغة ولو يغمض له جفن فقالت لدنيتها :
لا يا حبيبتي محدش هيجي معانا ولا عايزة حد يعرف يا دنيا عن مكانا نهائي , توعديني .
قالت الفتاة بتشتت :
حاضر ياماما اوعدك .
لخذتها فاتن وتوجهت الي محطو القطارات فقد خافت من السيارات بسبب الاكمنة الموجود عليها فخشيت ان يقبض عليها لذا وجدت نفسها تصعد علي متن القطار المتجة الي مرسي مطروح لتهرب من واقعها الاليم علها تجد هناك الراحة ولكن هيهات فسفينتها لازالت تتقاذفها الامواج وبحرها لم يشفق عليها بعد .
.....يتبع

*اعداد/ايمى*
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
*🖋اداره/فاطمه احمد*
*🖋تحت اشراف/آيات باسم*
*للاشتراك📚حـ♡ـكايــتنا الحـــلوه📚*
*📚وتس:00201026328523*
*📚فيس https://www.facebook.com/estsharyah.ayat.bassem2/*
*📚تليجرام: https://www.tgoop.com/ayatBassem1*
*🌷شاركي القصه 🍃غاليتي بين احبابك🌷*
لنهاية لم يستطع فصدع بها قائلا :
صراحة يا عمار الواد معاه حق مش قادر ارد عليه .
قال عمار ساخرا :
علي فكرة مش ذنبي انك عيل معقد وابوك طلع عقده هو كمان عليك .
ضاعت الضحكة واختفت من علي وجه شريف وصاح بعمار قائلا بغضب :
عمار انته اتهبلت ايه اللي بتقوله ده .
كان زهير يتابع ما يحدث وانتظر حتي يري رد ابنه الذي سمعه يقول بلامبالاة :
كون اني راجل يعتمد عليه علي الرغم من صغر سني فده شيئ ما يضايقنيش بل علي العكس ده جميل اشيله لوالدي علي تربيته ليا واخراجي في اجمل صورة وأظن ان ده افضل ما اكون راجل داخل علي العشرين بدون اي انجاز في حياته غير انه ازاي يتنفنن في معصية ربنا بتغريره للبنات وانتهاك حرمات الله عمر السن ما كان دليل علي الرجولة والفهم ابدا يا .... عمو عمار.
هنا نزل زهير بخطوات واثقة ينظر لولده بفخر ثم قال :
زين متجبلهاش سيرة عن مامتها .
هز رأسه موافقا ثم رمق زهير عمار وقال :
تقدر تروح يا عمار تكمل انجازاتك , شريف هيكمل معانا .
خرج عمار والغل يأكل قلبه من زهير وابنه وتمني لو يمكنه تدميرهم جميعا .
مر اليوم علي الجميع حتي شارف الليل علي القدوم وبدأت الشمس في المغيب معلنة انتهاء وجع جديد ومبشرة بقدوم أمل يمحو ما كان , وعند جميلة التي فتحت عيونها ببطيئ شديد للغاية فطالعها تسلل خيوط القمر كسلاسل ماسية منيرة بحبات الؤلؤ البراق نهضت من فراشها واقتربت من الشرفة وجلست علي المقعد وما لبثت بدأت دموعها في الانهمار وخرجت منها أه مكتومة تبعتها شهقاتها وتذكرت ما حدث غي يومها فاسندت راسها للخلف ونظرت الي السماء وقالت :
يارب زيح عني ما انا فيه , اغفرلي ذنبي انا عارفة اه ذنب عظيم ل..لكن كان عصب عني مقدرتش استحمل اغفرلي يارب .
وعادت بذاكرتها الي ذلك اليوم الذي تهدم فيه كل شيئ :
بعدما صفعها أدهم وأخذ أخيه وخرج لم تتوقف دموعها وارتفعت شهقاتها فقال لها سليم ساخرا وهو يحاول الجلوس :
متعيطيش ولا يهمك انا لسه معاكي وهنيعش انا وانتي سوا .
التقطت فاتن انفاسها التي كانت تعلوا وتهبط كانها كان بسباق للعدو ثم التفتت اليه وقالت :
اللي كنت خايفة عليه مشي , دلوقتي دورك , رجعت من النار رجعت من جهنم مايخصنيش انته اصلا قانونا وشرعا مش جوزي يعني مافيش رابط بينا يا سليم ابعد عن حياتي انا وبنتي احسنلك .
قال بمكر وهو يحاول جاهدا ان عتدل ولكنه لم يقوي علي النهوض :
ابعد طب ازاي ده انا مصدقت ارجعلك تاني يا جميل وحشتيني قوي ولو عايزة تبعدي اتفضلي لكن وديني وما اعبد لهاخد منك بنتي وابقي وريني بقه هتشوفيها ازاي الباشا اللي كان بيحميكي خلاص بح ابوك راجل عيان اخوكي هموتهولك يا فاتن قدام عنيكي انسي انك تبعدي عني انتي او البت فاهمة مش هيبعدنا عن بعض غير الموت يا بنت عمي .
كان فاتن عقلها قد ذهب حين قال انه سيأخذ منها ابنتها كانت عيناها تدور في المكان كمن فقد عقله تماما وجدت امامها سكين المطبخ وترددت كلماته في عقلها غير الموت فاتجهت اليها اكالمنوم مغناطيسيا والتقطتها وهو غافل عنها وقالت وهي تمسكها بيديها :
فعلا الموت اللي هيريحني يا سليم أنا تعبت
ورفعت السكين لتطعنه بها علي غفلة في بطنة المترهل ذاك , شاهدته امامها مضجر في دمائه ينظر اليها غير مصدق لما حدث اما هي فنظرت الي يديها والسكين تتساقط منها دمائه فالقتها علي الارض وقالت له بقهرة :
شفت اخرتها ايه ؟ شفت وصلتني لفين انا قتلتك انا االي عمري ما شفت في حياتي حيوانات ببتدبح كنت بخاف ابص عليها قتلت بني ادم قتلت ابو بنتي بنتي اللي هتقضي عمرها من غير اب او ام اللي هيعايرها المجتمع بامها القاتلة وابوها المجرم منك لله .
كل هذا وهو جالس علي الارض ينظر لها بذهول لاول مرة فاتن تتحدث معه لمدة اطول من عشر ثواني يراها امامه منفجرة كقنبلة موقوتة جاء اليها فاقد حظ ليتعثر بها اكملت وهكأن عقلها تم فصله عن بقية العالم :
عارف ... لو كنت لقيت منك حنية حاجة تعوضني بيها عن الحرمان اللي عشته طول عمري , كنت هتلاقني تحت رجليك عبدة ليك انا مقصرتش في حقك في شيئ لكن لما اعمل ده كواجب عليا كزوجة غير لما اعمل ده كعشق مني كحبيبة عمري ما حسيت منك انك بتحبني لا كنت دايما اخدني كعدوة ليك مع اني كنت كل فرض كل ركعة كنت بدعيلك ان ربنا يهديك ويبعدك عن شلة الشياطين اللي بتسهر وتخرج معاها دي , صحابك اللي كنت بتثق فيهم ودخلهم بيتك علي مراتك وبنتك مراتك اللي كانوا بيبصوا عليها كانها سلعة رخصية معروضة علي
الرصيف وحضرتك في عالم تاني عمرك ما خفت عليا ولا حسيت معاك بمعني زوج اللي هو السكن لا علي طول خايفة علي طول قلقانة , أنا مش عارفة عملت ايه علشان حياتي تدمر كدة وبنتي , اه يا دنيتي سامحيني اني ضيعتك و....
لمع في راسها رؤية عمها وزوجته ياخذونها فنهضت علي الفور وقالت بعزم :
لا مستحيل ده يحصل دنيا مش هضيع مني .
اخذت تمحو اي اثر لها بالمكان وكل هذا تحت انظاره وقد بدأ في فقد الوعي بعدما انتهت نظرت له وقالت بإباء :
مش هسمحلك زي ما
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*📚حـ♡ـكايــتنا الحـــلوه📚*
*تــ♤ـقدم*
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
*🖋الحــ♡ـلقه7️⃣2️⃣*
.

توجهت فاتن الي محطة القطار كانت الساعة قد تجاوزت السادسة مساءا ولم يكن هناك الكثير من الاشخاص فقط شخص وهو بائع التذاكر اقتربت فاتن من النافذة الزجاجية وقالت بتردد :
لو سمحت هي القطرات ( القطارات) اللي بتعدي من هنا بتروح علي فين ؟
أخذ الشاب يعدد لها المحافظات حتي ذكر مرسي مطروح من بينها , ولم تدري فاتن سر تلك الخفقة التي ضربتها بصدرها عند ذكره لتلك الكلمة فوجدت نفسها تقول بلاوعي :
ايوة القطر بتاع مطروح عايزة احجز فيه من فضلك !
فتحت حقيبتها لتلتقطت منها المال فوقع بصرها علي البطاقة الائتمانية التي منحها اياها ادهم لتبتاع ما تريد من جهاز عرسهما نظرت لها باسي ثم ازاحتها جانبا وناولت الشاب النقود فناولها تذكرتين بتلقائية معتادة وقال لها بألية :
اتفضلي القطر هيتحرك الساعة سابعة ان شاء الله .
حمدت ربها في نفسها انها لن تنتظر طويلاً فاخذت ابنتها والتي قد بدأت عيناها يغالبها النعاس ، جلست علي مقاعد الانتظار وعيناها تدور حولها بقلق وخوف فالمكان لم يكن مأهولا بالسكان فقط طرق للسيارات وابنية لمصانع او شيئ كهذا بعدما مرت نصف ساعة كانت اشبه بالدهر عليها كانت كلما شعرت بحركة ما ينتابها الفزع وتحتضن ابنتها بخوف وتدوا الله في سرها ان يحفظها واخذت تردد الايات القرانية ليطمئن قلبها حتي سمعت تعالي بعض الاصوات ورأت اقتراب رجل كبير في السن ودلف الي غررفة يبدو انها استراحة لهم ووجدته يخرج بكوب من الشاي ويتجه الي الشاب بائع التذاكر .
كان الرجل يتحدث مع الشاب وهو يقف امام النافذة وبينما هو يمرر عينه في المكان وقع بصره علي فاتن المنكمشة علي ابنتها فعبس وقال بتعجب :
يا احمد هي الست اللي هناك دي قاعدة كدة ليه ؟
تسأل احمد بفضول :
ست مين يا عم عبده ؟
ثم قام من مكانه واخرج راسه من النافذة فوجدها فاتن فقال بإستغراب :
ايه ده , أنا قلتلها القطر هيتحرك الساعة سابعة مروحتش بيتها ليه .
قالها ثم التفت الي عم عبده واكمل :
الانسة دي حجزت تذكرتين لمطروح وفهمتها القطر هيمشي امتي فمشت انا قلت روحت معرفش انها قعدت .
قال عم عبدو:
يمكن مستنية حد يجلها .
هز الشاب كتفيه علامة الموافقة ثم مالبث الاثنان ان نسوا وجودها وبدؤا في مباشرة عملهم اخرجت فاتن هاتفها وجعلته صامتا أرادت إغلاقه لكنها كانت تنظر الي ساعته كل ثانية منتظرة السابعة بفروغ الصبر وحين تجاوزت الساعة السابعة والنصف لم تتمالك نفسها اكثر من هذا فقامت ووضعت هاتفها بجانبها لكي توقظ ابنتها وتوجهت للشاب ونست أن تلتقط الهاتف وقالت :
لو سمحت حضرتك قلت القطر هيمشي سابعة والساعة دلوقتي عدت سابعة بنص ساعة تنحنح الشاب بحرج فقال العجوز :
- لا يابنتي انتي فهمت غلط هو يقصد سابعة الصبح !
ذهلت فاتن عند سماعها لتلك الكلمات وقالت بخفوت :
الصبح ؟ طب انا هعمل ايه دلوقتي يا ربي ؟
اجابها العجوز :
- معلش بقه روحي وتعالي الصبح .
فقالت :
مش هينفع .
فعبس وقال مفكرا :
ماهو برضه يابنتي مش هتنفع قعدتك بالليل كدة هنا , اتصلي بحد من علتك ابوكي او اخوكي
ثم لاحظ خاتمها فأكمل :
او خطيبك يجي ياخدك يا يقعد معاكي رغم اني برضه محبز كدة .
تمردت دمعة علي الرغم منها حين ذكرهم وقالت في نفسها :
هو انا لو كان عندي دول كان زماني ضايعة كدة , مش لاقية مكان اروحه .
لاحظ العجوز دموعها فقال بقلق :
مالك يابنتي انا قلت حاجة غلط ؟
هز راسها نفيا وقالت :
لا ابدا اصل اللي قلتهم دول انتهوا من حياتي النهاردة علشان كدة مشيت .
ظن الرجل ان اهلها ماتوا في حادث ما وهي متوجهة اليهم فقال لها مواسيا :
معلش يابنتي ده قدر وكتوب علي بني ادم محدش هيفلت منه .
اومأت موافقة فقال لها :
طيب بما انك مافيش مكان تروحيه ايه رايك تنتظري في الاوضة اللي هناك دي ومتخافيش محدش فينا هيجي ناحيتها وهي زي ما انتي شايفاها كدة شبابيك من كل ناحية روحي اقعدي فها حتي اختك الصغيرة تريح شوية بدل ما هي نايمة علي نفسها كدة .
ضحكت دنيا وقالت :
انا بنتها مش اختها .
رفع العجوز حاجبيه وقال :
معقولة هههههه شكل باباكي كان مستعجل يخلص منك بدري بدري , شكلك كنتي شقية .
مرارة ظهرت في عينها رأها ولكن تغافل عنها وساقها الي حيث الغرفة وقال وهو يغادر :
اتفضلي هي حاجة بقه مش قد المقام لكن اهو تسد خانة وخلاص .
قالت بابسامة هادئة لذلك العجوز الطيب :
ربنا خليك يا...
قاطعها قائلا بود :
عم عبدو كله بيناديني كدة هسيبك بقه علشان ترتاحي سلام .
جلست فاتن هي وابنتها علي المقاعد الموجودة ونظرت فاتن للسماء المتلئلئة بالنجوم همست قائلة :
يارب ... يارب هفضل ضايعة كدة لحد امتي انا معدش عندي اي قوة اني استحمل خلاص , انا مدمرة مش عارفة اعمل ايه , طب يرضيك اللي انا فيه ده مش عارفة اقول مش مسامحه بابا بس في نفس الوقت مش قادرة انسي ان هو السبب في كل اللي بيجراالي ده لو كان اختار ليا زوج كويس عمري ماك
ان زماني مرمية في الشارع كدة خايفة طريدة , شايف انا واحدة وبنتها قاعدة في الشارع ... في الشارع من غير حد يحميني .
قالتها ثم اخذت تكتم شهقاتها لكي لا تشعر بها ابنتها , قطع افكارها صوت اقتراب عم عبدو وهو يقول :
يلا جبتلك بقه كام ساندويتش فول علي فلافل علي عم بتنجان من عمايل خالتك ام احمد مراتي هينسوكي اسمك لاتقوليلي بقه شاورما ولا غيره .
قالت وهو يمسح دموعها كي لا يلاحظها :
ماكنش له لزوم حضرتك تتعب نفسك .
فقال لها :
ايه حضرتك دي قلنا عم عبدو ثم انتي زي بنتي رغم انهم مش قمرات كدة بس يلا اتنازلي معلش واسمحيلي اكون والدك الليلة دي .
رفعت بصرها للسماء باسمة وهمهمت قائلة :
شكرا يارب .
قال لها عم عبدو مازحا :
بصي هتلاقيني قاعد في وشك هناك احنا شغلنا بليل متخافيش لو سمعتي دوشه (ضجيج) العيال الباقين لسه مجاوش انا قلت احذرك وربنا يستر لو عايزة تشربي شاي الكاتل اهو ومتخافيش والله احنا غلابة اه بس نضاف فمتقرفيش يعني .
رحل الرجل بعدما شكرته واخذت هي منه الشطائر وترددت تاكلها ام لا ولكن نظرة ابنتها للطعام جعلتها تستسلم رغما عنها فقالت وهي تعطها اياه :
ربي اسألك خيره واعوذ بك من شره .
كانت تنظر الي ابنتها بخوف وقلة حيلة تخشي ان يكون الطعام به شيئ فهي لا يمكنها جلب اي شيئ لها خوفا من ان تقابل اي شرطي .
مرت ساعاتان وجاء عامل اخر القي السلام عليهم وهو يتثائب قائلا :
انا هروح اريح في الاوضة لو احتجتوا حاجة نادوني .
والتفت ليغادر فجذبه عم عبدو من تلابيبه والقاه بلامبالاة علي الكرسي المجاور وقال بحزم :
متقربش ناحية الاوضه نهائي النهاردة يا رجب .
فقال رجب :
ليه يا عم عبدو مكسوفة .
ضحك الشابان وقال العجوز :
لا فيها حد .
فاجاب رجب مازحا :
- وانا سبت نبقي قرايب , سيبني الهي تنستر ياراجل هموت وعايز انام .
فقال الشاب بائع التذاكر :
مينفعش يا رجب فيها بنات ....
قاطعه رجب وصاح وهو يلعب بحاجبيه :
هي حصلت يا عم عبدو وانا اللي كنت بقول عليك راجل بتاع ربنا وبتصلي طلعت مية من تحت تبن يا شقي
ركله عم عبدو وقال بغيظ :
انته يالا مبتعرفش تتكلم كلمتين جد علي بعض .
ضحك الشاب ورجب ويبدو انهم معتادين علي ضربات عم عبدو وقال الشاب :
يارجب دي بنت ...
قاطعه عم عبدو وقال وهو يرمق الشاب ليصمت :
بنتي جاية هي وبنتها .
اختفت البسمة من وجه رجب وقال بحزن :
ضربها تاني برضه , قلتلك يا عم عبدو طلقها منه حرام .
كانت فاتن تستمع لحديثهم وعلمت ان لعم عبدو فتاتان واحدة مريضة والاخري متزوجة وزوجها لانه حسن الدخلل قليلا كان يتجبر عليهم ويؤذي زوجته دعت الله ان يفرج كرب هذا الرجل الطيب ويرزقه من كل الخيرات مرت الساعات الطوال علي فاتن تنتظر بزوغ الفجر عله يبدد ظلام قلبها سمعت فاتن اذان الفجر فقامت وتوضات وصلت واخذت تتضرع الي خالقها تدعوه وتستغفر وتطلب منه المؤازرة والا يتركها الي نفسها ابدا , لم تشعر الا بصوت عم عبدو يتنحنح لها ويقول :
يلا يا بنتي القطر هيتحرك.
كانت فاتن في عالم اخر فلم تشعر بوصول القطار ولا باي شيئ فنهضت من علي سجادة الصلاة وقالت ببهجة :
حاضر يا عم عبدو جاين اهو .
رافقها حتي صعدت هي وابنتها علي متن القطار وقال لها وهو يناولها ورقة ما :
خدي ده رقمي لو احتجتي يا بنتي لاي حاجة انا موجود واوعي تترددي انك تكلميني فاهمة .
اخذته منه وقال باسمة :
حاضر يا راجل يا طيب , صدقني ربنا لازم هيعوضك علي طيبتك واللي عملته معايا ده خير وخير كبير جدا كمان ان شاء الله .
ابتسم لها ولاول مرة تري الحزن الدفين في عينيه حزن رجل حاول بشتي الطرق حماية بناته مع انه ضعيف لا يملك سلطة او احد يعتمد عليه , لوح لها حتي غادر القطار وانطلق الي وجهته وفاتن قلبهخا يخفق بهجة لسبب تجهله .

لم يشعر أدهم الا وبيد توضع علي كتفيه فالتفت ليجد رفيق دربه يقول :
يعني اول مانزل مصر من اربع شهور اجي علي مستشفي حرام عليك ياراجل .
عانقه ادهم وقال بسعادة وقد تناسي ما به :
مروان يخرب عقلك اخيرا قررت ترجع .
اجابه قائلا :
هو يعني بمزاجي مش كنت في مهمة
ثم تلفت حوله وقال :
أومال فين احمد .
تبسم ادهم وقال :
احمد في الشركة بيخلص اوراق مهمة مش هينفع نسيبها احنا الاتنين انته عارف .
قال له مروان متأففاً :
وعلشان عارف قلتلك كذا مرة متديهوش الامان قوي كدة .
تنهد ادهم وقال متذمرا وقد عاد إليه حزنه:
مروان مش رايق انا لمجادلتك خالص دلوقت .
فقال مروان :
طب المهم احكيلي ايه الحصل واسر هنا ليه ؟
وقبل ان يجيبه أدهم وجد الطبيبة تقترب منهم حيتهم ثم قالت لأدهم :
حضرتك تبع الحالة اللي جت امبارح اللي متعرضة للاعتداء بالضرب مش كدة
اجابها بالايجاب فاكملت :
انا لسه جاية من عنده الحمد لله هو بخير وحالته استقرت .
قالتها ثم نظرت في ساعتها واكملت :
وان شاء الله هيفوق كمان شوية عن اذنكم هكمل المرور بتاعي ولو في حاجة هكون في المكتب بتاعي.
زفر ادهم بارتياح وارتمي علي المقعد باهمال , جلس مروان بجانبه وقال
:
ممكن تحكيلي بقه فيه ايه انا قلقت .
قص عليه ادهم كل شيئ فصاح به مروان غاضبا :
يعني سيبتها لوحدها مع الحيوان ده , انته مستحيل تكون ادهم اللي اعرفه , مش دي اللي كنت بتشعرلي فيها كل ما اكلمك , ازاي تصدق عليها كدة وبعدين يعني مفكرتش ايه اللي جمع الكل في مكان واحد كدة، لا الموضوع ده فيه حاجة .
شد ادهم شعره للخلف وقال :
حاجة ومستحيل ! بقولك فيه ادلة الصور والفيديو واعتراف الكلب جوزها .
احتد مروان وقال :
قصدك طليقها .
ارجع راسه الي الخلف واجاب بلامبلاة او هكذا تظاهر :
الله اعلم , المهم انها صفحة وانتهت من حياتي .
هزأ مروان قائلا :
متأكد من كلامك ده ؟ الظاهر غرتك عليها عمتك يا ادهم ومعدتش شايف كويس .
قاطعهم صوت احدي الممرضات تقول :
اخو حضرتك فاق وعايز يشوفك ضروري .
نهض ادهم علي الفور ودخل لاخاه الذي ما ان وقع بصره عليه حتي ترقرقت عيناه بالدموع وقال بوهن :
ص..صدقن.. ي ..أنا... معملتش كدة
قال له ادهم مواسيا :
خلاص يا اسر الموضوع انتهي متشغلش بالك وخلي بالك بس من صحتك دلوقت .
قال اسر :
لا..لازم تسمعني , أنا والله كل اللي عملته اني وقفت بيك الاسانسير وحطيت الورقة علي مكتبك اللي طلبت منك فيه تتنازل عن رائاسة الادارة لكن والله يا ادهم ما عملت اي حاجة تانية تأذيك هيام عرفة انا بحبك اكتر من نفسي .
نظر ادهم الي مروان الذي اشار له بتصدقيه فهو ادري منه بلغات الجسد فقال ادهم :
ماشي يا اسر انا مصدقك ارتاح انته بس .
اراح اسر راسه علي الوسادة بارتياح شديد ثم ما لبث ان اتسعت حدقتاه وقال بخوف :
ف..فاتن حصلها حاجة الحيوان ده اذاها .
قبل ان يجيبه ادهم ارتفع رنين هاتفه فاجاب ليأتيه صوت الرجل يقول :
يا ادهم بيه البوليس لقي سليم مضروب بالسكينة في شقته حد اتصل بيهم وبلغهم
وقف ادهم علي قدميه كمن لدغه عقرب فداهمه دوار سرعان ما ذهب فلم يغمض له جفن مما حدث بالامس فصرخ قائلا :
انته بتقول ايه ؟ طب عرفوا مين عمل كدة ؟
قال الرجل :
لسه التحقيقات شغالة بس حضرتك طبعا عارف احنا نزلنا وسيبناهم هما الاتنين لوحدهم .
مسح ادهم علي وجهه بتوتر وقال له:
تابعلي اللي بيحصل وبلغني اول باول .
اغلق هاتفه ووجده مروان واخيه نظران له بتساؤل فاجاب وقد شحب وجه :
البوليس لقي سليم في شقته مضروب بسكينة وفاتن ملهاش اثر .
نزل الخبر كالصاعقة علي الجميع ولم يجرؤ احد علي التفوه ببنت شفة .
أما فاتن فهاهو قطارها يقترب من محطتها الأخيرة لا تدري اهي بداية جديدة ام نهاية البداية ...
يتبع
#
*اعداد/ايمى*
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
*🖋اداره/فاطمه احمد*
*🖋تحت اشراف/آيات باسم*
*للاشتراك📚حـ♡ـكايــتنا الحـــلوه📚*
*📚وتس:00201026328523*
*📚فيس https://www.facebook.com/estsharyah.ayat.bassem2/*
*📚تليجرام: https://www.tgoop.com/ayatBassem1*
*🌷شاركي القصه 🍃غاليتي بين احبابك🌷*
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*📚حـ♡ـكايــتنا الحـــلوه📚*
*تــ♤ـقدم*
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
*🖋الحــ♡ـلقه8️⃣2️⃣*
.

نهضت فاتن في اليوم التالي وتشعر وكأنها تعرضت لضرب مبرح الالام تنشر في جسدها بأكمله قامت بأخذ حماما بارد علها تفيق مما بها وعندما انتهت منه صلت ضحاها ومن ثم توجهت الي خازنة الاملابس خاصتها توقفت عند حقيبة يد نسائية تحسستها وكأنها تخشي لمسها فتحتها واخذت تعبث بمحتوياتها ثم التقطت قصاصة صغيرة فتحتها وفجأة وجدت الباب يفتح علي مصراعيه افزعها فوجدت سعاد امامها فقامت فاتن علي الفور بوضع الورقة في الحقيبة ودفعتها باهمال في خزينة الملابس علي الفور وقالت بحدة :
انتي ازاي تدخلي كدة من غير ما تخبطي علي الباب ؟
ضاقت سعاد بعيناها وقلبتها بين سعاد والخزينة ثم قالت بغموض :
وانتي مالك اتخضيتي كدة ولا انتيي كنت بتعملي حاجة مش عايزة حد يشوفها .
تأففت فاتن وقالت بنزق :
ياربي مش هنخلص بقه من التحقيقات دي .
التفتت سعاد وقالت وهي تلقي نظرة اخيرة علي الخزينة :
تعالي علشان منتظرين جلالتك تحت .
قالت فاتن :
طيب اتفضلي انتي وانا هحصلك .
لم ترد سعاد بشيئ وما أن خرجت حتي عزمت في نفسها علي شيئ ما .
نزلت فاتن بعد قليل فوجدتهم جميعا بإنتظارها أول من لاحظ قدومها هو زهير فظهرت ابتسامة مضيئة علي وجه وسعد أكثر حين وجد وجهها وقد اصبح أفضلل حالا من الأمس وسمع ابنه يقول بفرحة :
ماما جميلة خضتينا عليكي امبارح .
قالت فاتن بخجل :
انا اسفة ضيعت عليكم فرحة الدبايح لقدوم رمضان .
قال الجد بسعادة :
ولا يهمك يا بنتي فداكي اي حاجة المهم تكوني بخير .
هزت رأسها امتنانا وتوجهت للمقعد المعتاد لها ولكن زهير اوقفها وقال لها بنبرة لا تحتمل النقاش :
لا مكانك هنا .
واشار ال المقعد الذي علي يمينه فاصبح زين علي يساره وهي علي يمينه فضاقت حدقتي الجد وابتسم بخبث علي حفيده وكره فقالت فاتن بتردد :
ل..لكن ده مكان .. والدة زين ..الله يرحمها .
نهض زين والسعادة تملئه وجذبها لتجلس عليه وقال وهو يجلسها بيديه الأثنين علي كتفها حتي جلست:
ودلوقتي بقه مكانك انتي يلا بقه أنا جوعت .
قالت والدة زهير وهي تدور بعينها :
أومال فين سعاد قالت هتروح تغسل ايديها من ربع ساعة ومجتش لحد دلوقت هي مستنية الصابون من المصنع ولا ايه .
ضحك زين ودنيا وقال زين :
حلوة يا تيتة هههههههه .
عقد فاتن حاجبيها وتسائلت لما ادعت سعاد انهم ارسلوها اليها فإستعاذت بالله منها ومن مكائدها , أما عند سعاد فما أن شاهدت فاتن تخرج من الغرفة حتي اسعرت ودخلت مغللقة الباب خلفها ثم توجهت الي الخزانة واخذت الحقيبة واخذت تعبث بها وهي تقول :
انا واثقة ان وراكي حاجة وأنا لازم اكشفها .
صعقت حين وجدت البطاقة الأتمانية وقالت بخبث :
الله الله جبتيها منين دي بقه يا ست الشيخة جربوعه زيك يبقي معاها بطاقة ائتمان يبقي ده مالوش غير معني واحد أكيد اخداها من حد من اللي تعرفهم وجاية تعمل عليا العفيفة .
اخذت البطاقة ثم عادت للبحث علها تجد شيئ أخر فوجدت قصاصة صغيرة مهترئة الي حد ما ففتحها بحذر لتجد فيها رقم هاتف بأسم عم عبدو فأخرجت هاتفها وادخلت الارقام به بلهفة وانتفضت بإنتصار حين أتاها صوت رجل فقالت علي الفور :
ازيك يا عم عبدو .
قال الرجل بعجب :
الحمد لله مين معايا ؟
فقالت له بكذب :
أنا جميلة .
ضحك الرجل وهو يقول :
طيب يا بنتي ربنا يزيدك كمان وكمان .
فقالت بتأفف :
لا اسمي جميلة .
فقال الرجل مفكرا :
جميلة مين , أنا معرفش حد بالاسم ده .
عبست قليلا ثم قال مغيرة الخطة :
ما هو حضرتك متعرفنيش أنا لاقيت التليفون ده شكله واقع من حد ولقيت رقم حضرتك فيه فاتصلت علشان ارجعه لحضرتك علشان انته تديه لصاحبه .
فقال عم عبدو متفهما :
طيب يابنتي انا موجود في المحطة علي طول .
فقالت متسائلة وهي فرحة انها وصلت لاول الخيط :
محطة ايه ؟
فقال بتلقائية :
محظة القطر بتاعة محرم بيه
فعلمت ان العنوان في الاسكندرية فقالت علي الفور :
انا في الشغل بتاعي دلوقت لما اخلص هاجي لحضرتك علي طول .
اغلقت الهاتف وهي تكاد تطير من السعادة لانهاستتمكن من كشف حقيقة فاتن .
نزلت سعاد وهي مبتسمة فقال زين هازئاً:
ربنا يستر بقلق قوي من ضحكتك دي يا طنط سعاد .
ضغط علي حروف طنط لمعرفته بأنها تزعجها ولكنها لم تعلق كالعادة ولو بكلمة واحدة وقال بلهفة :
يا جدي انا هنزل مصر ضروري .
قال الجد متعجبا :
وايه اللي جد فجأة كدة يابنتي علي تنزليله بالسرعة دي .
فقالت وهي لا تكاد تقف من الشوق للمغادرة :
معلش حاجة ضرورية قوي خاصة بماما .
هزرأسه مستسلما وقال :
طيب يا بنتي ابقي طمنينا لما توصلي , زوربنا يوفقك في اللي رايحاله .
قالت وهي ترمق فاتن بشماتة :
ادعيلي انته بس وان شاء الله هنول اللي في بالي يا جدو .
ثم استأذنت وغادرت سريعا مما جعل الجد يميل علي زهير قائلا :
ربنا يستر يا زهير باين ابنك معاه حق وكلها بتخطط لمصيبة لحد .
قبل ان يرد زهير نهضت معتذرة وقالت :
انا اكلت الحمد لله هستأذنكم هروح
اتمشي شوية علي الشاطئ لو احتجتوني هتلاقوني هناك .
ثم نظرت لدنيا وزين وقالت :
يعني لو عايزني بس فاهمين .
تعلقت عيني زهير كالصقر تجاه فاتن وهي ترحل بعدما أذن لها الجد وقال متوعدًا:
قسما بربي يا جدي لو فكرت تأذي جميلة لهتكون نهايتها علي ايدي انا .
قال الجد بخبث :
ومين قالك اني أقصدها ... والله القلب حاسس .
نظر له زهير فأكمل الجد بجدية :
متترددش يا بن فهمي بدل ما حد يجي ويخطفها منك او هو فعلا فيه حد يعني الفعل مضارع مش مستقبل .
حمم بركانية كادت تخرج من عيني زهير وقال بنبرة جليدية :
لسه ما تولدش (لم يولد) اللي ياخد حاجة بتنتمي ليا يا جدي .
رفع الجد حاجبه بسخرية وقال :
لسه يازهير مانتمتش ليك يا غالي .... لكن بسهولة تكون اتقدم وخد خطوة يا بني انته رايدها وابنك كمان يبقي ابه اللي مانعك فهمني !
زفر متأففاً وقال :
حجات كتير يا جدي .. عايزها تثق فيا تجي وتحكيلي بنفسها همومها مش هفاتحها الا لما احس منها بده , غير كدة مش هينفع .
قالها ثم نهض م غادرا بدون قول شيئ , تابعه الجد وقال غير عابئ :
بالك مطمن يابن فهمي لانها قدامك ومفيش حوالها غيرك , طيب تمام انته اللي جبته لنفسك .. صد بقه علي اللي جالي .
نهض وهو يخرج الهاتف من جيبه وحدث احدهم قائلا :
ابدأ في اللي قلتلك عليه شكله مش هيجي غير بكدة .
صمت قليلا يسمع الطرف الاخر ثم قال :
متقلقش انا معاك , اتوكل علي الله انته هي رايحه الشط ... سلام .
توجهت فاتن للشاطئ حيث ملجئها لراحتها النفسة فطوال الاشهر الماضية كان هو صديقها الصدوق تحدثه فيجيبها تستمع لهمساته جلست علي صخرتها المفضلة واخذت نفسا عميقا تنعش به رئتها ثم اخرجته ببطئ وعادت الي ذكري اول يوم لها في تلك المدينة الساحرة التي انستها هموها وشقائها ........
*واخيراااااااااا ووصلنا , القعدة كانت متعبة قوي *
نطقت دنيا بتلك الكلمات متأففة من فترة الجلوس الطويلة فعبث فاتن بشعر صغيرتها وقالت باسمة :
ده علي اساس انك مش كل خمس دقايق تقومي وتجري في رايحه جاية في القطر .
ضحكت دنيا وقالت بطفولة :
ماهو يا ماما اول مرة اشوف القطر ده ركوبه متعة قوي بس طولنا فيه كتير , صح ياماما احنا فين هنا .
اخذت فاتن يد ابنتها وقالت وهي ترحل مغادرة المحطة :
هقولك كل حاجة يا حبيبتي بس لما نلاقي مكان نرتاح فيه .
توجهت فاتن الي عدة فنادق ولكن كان الرد واحد انها مغلقة الان ولا احد يمكنه تاجير شيئ لها بسبب الظهور المفاجئ لذلك المرض المتشر حول العالم واغلقت المدارس من اسبوع بسببها وكان هذا اكثر ما ساعد فاتن علي الهروب ان ابنتها لن تحتاج لارتياد المدرسة في الوقت الحالي .
تعبت فاتن ومعها ابنتها وشردت بذهنها ولم تنتبه الي اين تذهب حتي ادتها قدماها لمكان مليئ بأشجار التين وتنبهت علي صوتها ابنتها المرهق :
ماما رجلي وجعتني خلينا نقعد شوي هنا .
تلفتت فان حولها لتجد نفسها وحيدة في مكان لا يشاركها فيها احد سوي ابنتها فلامت نفسها كثيرًا وعندما قررت العودة نظرت لابنتها في اشفاق ثم قالت معتذرة :
انا اسفة يا دنيا سرحت في التفكير وماخدتش بالي يا حبيبتي , تعالي نرتاح هنا وبعدين نرجع .
فقالت دنا علي الفور :
ماما ممكن اخد واحدة تين من الشجر ده .
فهزت فاتن رأسها نفيا وقالت :
لا طبعا يا حبيبتي حرام ده مش بتاعنا وصاحبه مش موجود علشان يدينا منه او نشتري احنا منه , خدي كلي الساندويتشات دي ومعاها العصير ده .
بدأت دنيا في تناول طعامها وبعدما انتهت قالت لها فاتن :
دنيا عايزة اقولك علي حاجة من النهاردة انا اسمي جميلة وعيلتنا كلها مش موجودة مافيش غيرنا بس .
فقالت دنيا :
طب مش كدة كذب يا ماما !
فقالت فاتن :
لا يا روحي جميلة ده معني اسمي وكمان هو فيه حد معايا دلوقتي غيرك , يبقي مافيش من عيلتنا غيرنا احنا .
وبدأت فاتن تلقنها المعلومات التي تقولها اذا ما سألها أحد ما عنهم , وبعد ما انتهت فاتن اراحت ظهرها علي تلك الصخرة واخذت تلاحق ابنتها بعيناها وهي تركض هنا وهناك بسعادة , وصاحت دنيا بها قائلة وهي تركض تجاه والدتها :
ماما بصي الصخرة دي شكلها جميل ازاي .
سمعت فاتن صوت حوافر حصان يقترب فاختلع قلبها من مكانه وهي تشاهد ابنتها تركض وهي غير مرئية للفارس القادم فقد كانت بين الاشجار لايراها احد فنهضت فاتن وهي تصرخ بابنتها فزعة :
دنيا لاااااا ابعدي .
ودفعتها بعيدا لتخرج هي الاخري من خلف صخرتها لتفاجئ الجواد وفارسه معا ليصهل الجواد رافعا قدميه للاعلي بثورة لكن قد سيطر عليه فارسه المغوار ليهدأ الحصان بعد دقائق ويستكين وما أن انتهي الفارس من السيطرة عليه وتدأته حتي سمع صوت باكيا يقول :
ماما ... مالك ردي عليا ... انتي ليه بتنزلي دم ماما انا خايفة بالله عليكي ردي .
لم تشعر بذلك الطود الشامخ الذي وقف خلفها , فانحني علي فاتن التي تعرقلت حين ارادت دفع ابنتها بعيدا لتصدم رأسها بحجر كبير , ابعد الحجاب عن رأسها فانسدل كالشلال بين اصابعه صدمه لوهلة ثم عاد لنفسه وعاين ذلك ا
لفارس رأسها ثم قال بصوت هادئ لتلك الطفلة الفزعة :
متخافيش الجرح صغير خالص هي بس ماما شكلها تعبانة فنامت شوية يا انسة ؟ اسمك ايه ؟
فقالت دنيا وهي تمسح دموعها بظاهر يدها :
اسمي دنيا .. هي ماما بجد نايمة , طيب ليه فيه دم ؟
فقال لها :
اسمك جميل , بصي علشان ماما اتخبطت في الحجرة الوحشة دي يلا بينا علشان نخلي الدكتور يشوفها تمام .
هزت رأسها موافقة وشاهدته يعيد وضع حجابها ثم يحملها والدتها وقال وهو يقترب من جواده :
انا هطلع الاول وهمد ايدي ليكي , حطي رجلك علي رجلي وانا هشدك وتقعدي ورايا فهمتي يا انسة دنيا .
صعد علي فرسه واجلس فاتن امامه وما أن استقر بالجلزوس وهي بين ذراعيه اختلجت نباضته وشعر وكأن تيارا كهربائيا قد سري في جسده باكمله فاضطرب قليلا ليشعر به فرسه ليتحرك بقلق هو الاخر فابتعدت دنيا بقلق فتبسم لها ومد يديه اليها وقال مطمئنا اياها :
متقلقيش هاتي ايدك .
فعلت دنيا مثلما قال وحين خطي الحصان باولي خطواته حتي تشبثت دنيا بذلك الفارس وقالت :
انا خايفة اوعي تجري ولا هخصامك والله .
قهقه من كلماتها ثم قال :
متخافيش مش هجري علشان ماما متصحاش .
بعد دقائق كانت دنيا قد نستا كل شيئ وصاحت به بفرحة :
هو الحصان ده مش بيعرف يجري ليه , خليه يجري .
فقال لها ضاحكا :
ما ترسيلك علي بر مش قلتي خايفة .
فقالت وهي تحاوطه من خصره ( هايصة دنيا دي وربنا ادهم والفارس وزين اللهم لا حسد ) :
اصل انته اكيد هتخلي بالك مني انا ماما فهخاف ليه بقه .
لامست كلماتها شغاف قلبه واشعرته بسعادة غامضة فاجابها بلاوعي :
اكيد ا دنيا انتي وماما في عيوني يا حبيبتي
اقترب الفارس من بوابه قصر كبير وما ان دلف اليه حتي اتسعت له حدقتا دنيا وقال بفاه فارغ :
ماشاء الله لاقوة الا بالله هو ده بيتك ده شبه قصر الامراء اللي بشوفه في الكرتون الله ده جميل .
ارتفع حاجباه دهشة وقال لها :
جميل قوي الدعاء اللي قولتيه ده يا دنيا .
فقالت باسمة :
ماما اللي عرفتهولي قالت ليا اي حاجة تعجبك قولي كدة .
نظر اللي النائمة بين يديه وقد كان يجاهد نفسها طوال الطريق علي الا ينظر اليها فطالعه وجهها الذي اسر لبه وتمعن في جماله وبياضه اعجبه للغاية اهدابها الثقيلة وتعجب من طولها وشك في انها طبيعية
وانفها الشامخ الذي يدل علي الإباء وحين توجهت نظراته الي ما بعد ذلك ابعدها علي الفور خجلا من نفسه ومن تفكيره عليه أن يركز في همه الحالي , كان قد اقترب من بوابة القصر فوجد مدبر المنزل ومساعديه (مش بحب خدم دي ) ينتظرونه وكانوا يتطلعون لفاتن وابنتها بدهشة وفضول فقال بغضب :
هتفضلوا تبصولي كتير ما حد فيكم يساعدني .
تحركوا علي الفور معتذرين وقال احدهم وهو يريد ان يأخذ فاتن منه :
حمدالله علي السلامة يازهير بيه زين بيه تعبان قوي علشان كدة كلمناك تجيلوه .
ابعد يديه عن فاتن فلم يرد لأحد لمسها , وقال لها أن يلتقط هو دنيا ونزل هو بفاتن وقال وهو يصعد بها درجات القصر :
خلي الست جليلة تسبقني علي الاوضة الغربية بسرعة وانته ابعتلي للدكتور اللي عند زين علي الاوضة بسرعة .
كان يرقي السلم وقلبه ممزق النياط وهو يستمع لصرخات ولده الحبيب وضع فاتن علي الفراش ووجدت جليلة تدخل ومعها الطبيب الذيي عالجه زهير قائلا بخشونة :
شوفعا مالها بسرعة وحصلني علي اوضة زين .
ابتلع الرجل ريقه بصعوبة وشرع في معالجة فاتن بدون تردد .
دلف زهير الي حجره ابنه الذي ما أن رأه حتي قال ببكاء :
بابا مش قادر استحمل بيوجعوني جامد النار كانت ارحم منهم .
نظر له زهير بعجز فقد تعرض ابنه منذ يومين لحادثة حريق في غرفته ولولا عناية الله وان ابنه كان في الغرفة المجاورة والتي طالتها القليل من النيران لكان غير موجود بينهم الأن فقد أذته النار في وجه بدرجة خفيفة وفي بطنه وفخذه كانت من الدرجة الثانية والتي تحتاج لرعاية حتي لا يزاد سوء كانت درجة حراراته لا تنخقض الا القليل القليل وتعجب من ألمعه هذا فقد جلب لها افضل الاطباء في البلاد وعين افضل طبيب في المدينة ليكون ممرضه الخاص نظر للفتاة الوقفة والتوتر بدايا عليها :
أنا عايز اعرف هو ليه بيتألم كدة ليه مش بتدوله مسكن .
زاغت ببصرها وقالت بتلعثم لم يفهم سببه :
أ.. أصله ضعيف و.. ولو اخد المسكن هيأثر عليه .
تنهد بقلة حيلة ثم اتجه الي فلذه كبده وقال ببسمة حزينة :
ايه يا بطل معلش استحمل انته قدها ... ومعلش كل اكلك كله علشان صحتك تبقي كويسة بلاش ترفضه زي كل مرة .
نظر زين لوالده وللفتاة التي خلفه وكاد ان يفتح فمه الا أن الطبيب دخل وقال علي الفور بإبتسامة سمجة :
يا زين بيه الاتنسه اللي حضرتك جبتها هي بس عندها جرح بسيط انا خيطه وادتها مهدئ وهتكون كويسة .
هز زهير رأسه متفهما ثم قال للطبيب محذرا:
اتصرف في موضوع ألمه ده , وصدقني ده الافضل ليه وليك قبل منه .
تابعه الطبيب ببصره هو والممرضة التي قالت بخوف :
بقولك ايه انا خايفة الواد لو جراله حاجة هنروح في داهية احنا مش قد عيلة الزهيري انا مش ف
اهمة بس بتعذبوا ليه كدة .
عبس وقال بتهديد :
بقولك ياماما اللي اامرك بيه تعمليه وانتي ساكتة انتي اخده حقك وزيادة يخلي ضميرك ينام نينه هو ياحلوة .
عفست وجهها وقامت لتباشر قلة الانسانية خاصتها بمباركة ذلك الطبيب منعدم الضمير .
مرت الساعات وفاتن لاتدري بما يدور حولها نائمة في سلام كانت ترجوه وهي يقظة فتلمسته في نومهافأطالت النوم مما أشعر دنيا بالممل فتسللت من جانب والدتها وخرجت واغلقت الباب خلفها اخذت تحدق في المكان ثم وجدت باب ملاصقا لغرفة والدتها و لم يكن مغلقا بل فيه فرجة بسيطة فشاهدت احدهم ينام علي سريره وملتف بشاشا علي وجهه فاقتربت منه وجالت ببصرها في الغرفة وحينما لم تجد احدا اقتربت من الفراش فدمعت عيناها لما به ذلك ثنم وضعت يديها الصغيرة علي جبهته وقالت بخفوت :
أذهب الباس رب الناس واشفه شفاء لا يغادر سقما .
واخذت تردد تلك الكلمات دونن أن تنتبه لزوجي العيون التي تطالعها بتعجب فزهير اراد ان يطمئ علي ولده وتعجب حين رأ الفتاة تتسلل إلي غرفته وحين اقترب سمعها تقول كلماته تلك التي اثلجت صدره فاطمئن عليه وغادر تاركا اياه معها , أما زين فطالع بدهشة تلك الدمية التي انشقت عنها الأرض واخرجتها فقال لها متسائلا :
ايه اللي كنتي بتقوليه ده ؟
فاجابت بتلقائية :
ده دعاء ماما حفظتهولي اقوله لما اكون تعبانة .
فتبسم رغم ألمه وقال باريحيه :
ومين بقه ماما دي ؟
فقالت بزهو :
ف... اقصد جميلة ماما جميلة .

وظل يتحدثان حتي غفي زين لأول مرة بدون منوم ولم تسلم دنيا هي ايضا من سلطان النوم فغفاها هي الأخري ونامت بجانبه .
استيقظت فاتن علي صوت صراخ لأحد ما فنهضت بوجل ووقفت علي قدميها فداهمها دوار قوي اظلمت له رؤيتها ولكنها قاومته بعدما عاد ذلك الأنين الي أذنيها فوضعت يديها علي راسها تتحسسه فلم تجد حجابها حاولت عدة مرات ان تفتح عينيها علها تجده امامها واخيرا وجدته وضعته علي رأسها علي عجل والدوار لم يغادرها فتحاملت علي نفسها وخرجت وهي تترنح يمنة ويسرة علي غير هدي تتبع فقط الصوت فتحت باباها ووجدت أن الصوت قادم من الغرفة المجاورة لها فدلفت وهي علي حالتها ولم تشعر باي ممن في الغرفة والذين كانوا وكأن علي رؤسهم الطير دهشة عن بارعة الجمال تلك صفر عمار لمرأها بينما دهش شريف والجد وتسائلوا عمن هي فلم يحلوا لغز دنيا بعد حتي دخلت هي الاخري لتزداد حيرتهم .
أما هي فاقتربت من فراش زين واطالت النظر لتعي ما يحدث وتقلبه بعقلها ثم فجأة فامسكت بيد الطبيب وقالت بوهن :
أ...أنته ...بتعمل ايه .... مستحيل تكون د..دكتور
تلعثم الطبيب وقال بحدة مصطنعة :
وانتي بقه ان شاء الله الدكتورة .
تعلقت دنيا بذراع فاتن وقالت باكية :
ماما دول وحشين بيوجعوه قوي خليهم يسيبوه , عمو زهير وحش سايبهم يعذبوه .
اخذت فاتن نفسا ثم قالت بخفوت :
اب..عد عنه ..أنته حيوان مش بني .. ادم ليه ...بتعذبه .
دفعها بقوة حين سبته وهو يقول :
انا حيوان .. ايش عرفك انتي ياجهلة في اللي بعمله .
كان زهير يراقب ما يحدث وعيناه تجول بين الوجوه ولاحظ ارتباك الطبيب وخوف الممرضة وحين دفعها الطبيب كان يداه قد التقطتها ومنعتها من السقوط علي الارض فتعلقت به وبدأ وعيها يتلاشي وقالت وهي تغمض عيناها :
ا..بعده...ده ...بيحا..ول.....يأ..ذيه....
قالتها واغلقت عيناها لظلام دامس , حملها بذراعيه القويين ونظر للطبب والممرضة وقال :
حسابكم معايا بعدين .
ثم التفت إلي شريف وقال :
شريف خدهم علي الأسطبل ودورلي علي ممرضة بسرعة .
عبس جده وقال بغضب :
انته بتقول ايه يا زهير هتثق بكلام وحده مش عارفينها هي مين ولا منين وتكذب الدكتور اللي بقاله معانا سنتين .
نظر زهير لفاتن قليلا واسترجع كلمات دنيا وهي معه علي الفرس وحي رأها بغرفة ابنه ثم قال بثقة :
ايوة ياجدي واثق فيها ...... وجدا كمان
.......يتبع

*اعداد/ايمى*
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
*🖋اداره/فاطمه احمد*
*🖋تحت اشراف/آيات باسم*
*للاشتراك📚حـ♡ـكايــتنا الحـــلوه📚*
*📚وتس:00201026328523*
*📚فيس https://www.facebook.com/estsharyah.ayat.bassem2/*
*📚تليجرام: https://www.tgoop.com/ayatBassem1*
*🌷شاركي القصه 🍃غاليتي بين احبابك🌷*
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*📚حـ♡ـكايــتنا الحـــلوه📚*
*تــ♤ـقدم*
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
*🖋الحــ♡ـلقه9⃣2️⃣*


استيقظت فاتن بعد قليل لتجد ابنتها بجانبها وما أن فتحت عيناها حتي عالجتها دنيا قائلة بلهفة :
ماما انتي كويسة ؟
تبسمت فاتن وقالت وهي تعتدل :
اطمني يا حبيبتي أنا بخير .
جائها صوت رجولي يقول :
قلقتينا عليكي .
رفعت بصرها تجاه الصوت القادم من الباب فطالعها زهير يقف بطلته الواثقة تلك عاقدا ذراعيه أمام صدره متكئا عليه فقالت بتوتر وهي تتحسس حجابها لتتأكد بأنه موجود :
أ..أنا اسفة علي الأزعاج وشكرا لحضرتك ع..علي مساعدتي .
اقترب ببطئ ليجلس علي الكرسي المجاور لفراشها وهو يقول :
أولا مافيش داعي للشكر ولا الاعتذار , ثانيا ممكن أعرف ليه قلتي انهم عايزين يأذوا إبني .
تذكرت تفاتن علي الفور ماحدث قبل فقدانها للوعي فنهضت علي الفور وقالت :
الولد .. أنا عايزة أشوفه حالا من فضلك .
رمقها بنظرة طويلة ثم نهض وهو يقول لها :
تعالي ورايا .
تبعته فاتن بصمت ففتح لها باب غرفة ابنه زين فدلفت هي اولا ثم تبعها هو وحين ادرات دنيا أن تدخل منعتها فاتن وقالت لها :
روحي انتي واستنيني في الاوضة يا حبيبتي .
استمعت فاتن لكلمات والدتها وعادت ادراجها بصمت تنهدت فاتن ثم اقتربت من فراش زين كان نائما ولكن وجه كانت تعلوه تعابير الألم حولت بصرها للادوية الموجودة واخذت تتفحصها بعناية وما أن أنتهت منها كلها حتي التفت اليه وقالت وهي تشير الي زجاجة :
الحروق بتتطهر بمحلول ملحي مش اكسجين ومش بنستخدم القطن لانه بيترك فتات منه ممكن يسبب بعفن ف الجرح وبالنسبة للشاش احنا بنستخدم السفراتول مش بنستخدم العادي ده لانه بيلزق في الجرح فبالتالي هيفضل يشيل في الطبقة اللي بتتكون لألتئام الجرح فهيكون دائما حي غير أنش مش شايفه اي مرهم للحروق ولاحتي شايفة أي انتي بيوتك الحيوان ده كان بيتعمد أهمال كل ده علشان الجرح يتفاقم اكتر كان بيعذبه بمعني الكلمة ....
ثم دمعت عيناها رغما عنها وقالت :

حسبي الله ونعم الوكيل ده وشه يوم كمان وكان هيدمر وعمره ماكان هيرجع تاني لحالته الا بعملية تجميل .
ثم التقطت من علي الطاولة ورقة وقلم وقالت دون ان تنظر اليه :
انا محتاجة الحجات دي ضروي .
ناولته الورقة ثم قالت وهي تنظر له بثبات :
انا اللي هعتني بيه من هنا ورايح , مش هسمح بحد يأذيه تاني .
كانت فاتن قد تناسب وضعها واين ولما هي هنا فمرأى الطفل بتلك الهيئة وصدي صرخاته التي لازالت تتردد في أذانها جعلتها تنسي وضعها تماما , أما هو فقد رفع حاجبيه دهشة منها وفي الوقت ذاته اعجابا بها فهي تتبدل من من الضعف للشراسة في طرفة عين وقبل أن يفتح فمه ليجيب اتاهما صوت يقول بحقد غاضب :
وانتي مين ان شاء الله علشان تقرري ده من نفسك يكونش انتي صاحبة البيت واحنا مش عارفين .
التفتا هما الاثنين للصوت فطالعتهما سعاد بوجه عابس وهنا تنبهت فاتن علي ما تفوهت به فبهت وجهها ونظرت لزهير بخجل وحين التقطت عيناهما فخفضت رأسها وقد تصاعدت دماء الخجل الي وجهها فتبسم هو لهيئتها تلك ثم قال دون أن يرفع بصره عنها :
هي فعلا صاحبة البيت ده يا سعاد .
فرفعت فاتن رأسها بسرعة ونظرت اليه دهشة فوجدته ينظر لها ببسمة مهلكة فغضت بصرها سريعا ودقات قلبها تنذرها بالخطر فأخرجتها سعاد من دوامة خجلها تلك وهي تقول بحدة :
نعم يا زهير انته واعي بتقول ايه , ازاي تقول علي البتاعة دي صاحبة البيت .
لم تعجبه كلماتها المهينة لفاتن فقال لها مخرسا اياها :
يظهر انك انتي يا سعاد اللي مش واعية بتقولي ايه , ولمين ؟
فتلعثمت واجابت بارتباك :
أ...أنا مقصدش ... يعني انا خايفة أنها ...
قاطعها بلهجة غير قابلة للنقاش :
مدام جميلة تعتبر منقذة ابني يعني هي حاليا اهم واحدة في البيت ده ومهما اعمل لها مش هرد جميلها يا سعاد , أه ولو سمعت كلمة في اي تجريح ليها صدقيني هتزعلي جامد ... وقوي كمان احترامها يا سعاد من احترامي انا شخصيا ... مفهوم ؟
صعقت سعاد من كلماته وتغلغل الحقد تحت جنباتها وشعرت بكره شديد لتلك الدخيلة فمن هي حتي يجمعها زهر معه في مكانته العالية فهو زهير الزهيري والذي يعرفه الجميع داخل البلاد وخارجها رمقتها بوجه غاضب ثم قالت وهي تستدير للخروج :
زي ما تحب يا زهير بس خلي فاكر انمي حذرتك .
لم يهتم لها ثم قال لفاتن :
هبعت اجيبلك طلباتك كلها , ياتري في حاجة تانية محتاجاها .
قالت بصوت منخفض :
ل..لأ شكرا .
اخذ نفسا ثم قال وهو يتجه للباب :
تمام ... محتاج اتكلم معاكي شوية ياريت تحصليني علي المكتب بعد عشر دقايق .
ارتعبت فاتن لكلماته تلك وبهت وجهها لاحظ هو شحوبها فقال بقلق :
مالك حصل حاجة ؟
هزت رأسها نفيا فتفهم الامر وغادر بخطوات ثابتة .
قطع ذكرياتها شعورها بأحد يراقبها فقالت دون ان تلتفت :
مش أنا قلت محدش يجي ورايا يا عفاريت انتم الأتنين .
فتعالت ضحكات زين ودنا وقال زين :
نفسي اعرف بتشوفنا ازا
ي من ضهرك ؟
قالت فاتن باسمة :
بطل تغرق نفسك بيرفيوم بتاع باباك بعرفك مباشرة .
فغمزها زين بخبث قائلا :
اها يعني بتميزي برفيوم بابا مش أنا .
الت فاتن وهي تضربه علي رأسه برفق :
لا يا ذكي علشان باباك عمره ما هيجي هنا دلوقت لانه في الوقت ده بيكون في مزرعة التين .
فقال ضاحكا بمكر :
وكمان عارفة خطواته يا جامد انته .
فقال بخجل غاضب :
زين بطل طريقتك دي هزعل منك بجد .
فاسرع يقول بلهفة :
لالا وحياتك مش هقدر تزعلي مني .
فتبسمت وقالت :
خلاص مش هزعل , استغفر وروح اتبرع بربع اللي معاك لاي دار تحفيظ او لأي أسرة محتاجة .
عبس متفكرا لماذا ثم ضرب جبهته وقال :
اوه نسيت خالص وحلفت بغير الله .... طيب بلا ش الربع خليها الخمس .
كانت تعلم انه قرر الادخار ليشتري شيئاً لم يطلعها عن ماهيته فقالت :
ماشي هنمشيها المرادي بس انما لو حصلت تاني هاخد فلوسك كلها .
فقال بفرحة :
ماشي تمام هروح انا بقه ... بقولك عرفتي ان الحاجة سعاد نزلت مصر .
فقال فاتن بتعجب :
ليه , وفجأة كدة ؟
فهز كتفيه بعلامة عدم معرفة السبب فقالت لها :
طيب خد دنيا معاك .... هتمشي شوية صغيرينن وهجي علشان نتابع مذاكرتنا .
شيعته ببصرها وهو يمسك دنيا بيده ثم نهضت واخذت تتمشي حتي وصلت الي حظيرة الخيول فسلمت علي السائس الذي كان يمشط احدي الخيول فاقتربت منه وقالت :
ممكن اجرب انا ؟
فقال الرجل العجوز :
بلاش نعتبك يابنتي !
فقال مسرعة :
مافيش تعب ولا حاجة من زمان نفسي اعملها .
فناولها الفرشة التي يستخدمها وبعد فترة قالت له فاتن بتردد :
هو يا عم محمد ممكن اجرب اني اقعد علي الحصان .
فقال الرجل وهو يهز راسها برفض :
لا طبعا غلط ده خطر عليكي يابنتي ومسئولية عليا سامحيني مقدرش .
فقالت ترجوه :
خطر في ايه احنا جوة الاسطبل والحصان في الاوضة بتاعته اهي معرفش بتسموها ايه .
فقال مصمما :
لا برضه بلاش خلينا في امان احسن .
وبعد عدة محاولات وافق الرجل علي مضض فرحت فاتن بشدة وصفقت بجزل كالاطفال فتبسم الرجل لطفولتها تلك وقال انا هخرج بره شوية صغيرين بعد ما تخلصي اندهي عليا .
بعدما خرج بحثت فاتن عن شيئ تصعد عليا لتتمكن من الصعود علي ظهر الفرس وبعد محاولت نجحت اخيرا فرفعت يديها للاعلي تصيح بفرح فاختل توازنها فامسكت بلجام الجواد وشدته بشدة فصهل الجواد وارتفع ببقائمتيه للاعلي فاختلج قلبها بشدة واحتضنت عنق الفرس وشدت اللجام اكثر فكانت اشارة البدء للفرس للأنطلاق ولسوء الحظ كان الباب مفتوحا لذا انطلق الجواد وفاتن تصرخ مستنجدة :
-عم محمد الحقني .
صعق الرجل ونهض بفزع والجواد يخرج من الحظيرة فقال الرجل :
يانهار مش فايت نطي يابنتي نطي بسرعة قبل ما تزيد سرعة .
ولكن فاتن لم تكن تسمع شيئ سوي ضربات قلبها المجنونة فهرع الرجل الي هاتفه واتصل ليجيب بعد مدة فصرخ عم محمد وقال :
الحقنا ا زهير بيه الست جميلة ركبت مهرة والفرسة طلعت تجري بيها ناحية الجبل وست فاتن مش عارفة توقفها .
لم ينتظر زهير باقي الكلمات فركض ليصعد علي متن فرسه لينطلق به يشق الرياح وعقله يصور له اسوء الاحتمالات مما جعل قلبه ينتفض برعب خوفا عليها وظل يتمتم ويدعو ربه ان يحفظها بعد دقائق مرت عليه كالدهر رأها وهي تتهدل علي الحصان وصرخاتها تصعقه مما حفزه علي الاسراع وكأن جواده قد التحم معه بعقل واحد فاخذ يعدو هو الاخر مسرعا وصاح بها حين اقترب منها :
جميلة . .. شدي اللجام ببطئ .
لم ترد عليه فقطط نظرت له والدموع تمليئ عيناها فشعر بقبضة تعتصر صدره فصرخ بها وتوتره قد وصل لاعلي مراحله :
يافاتن فوقي وحاولي تخليه يهدي بيكي لو وقعتي هتكون كارثة .
هز رأسها نفيا والخوف يسيطر عليها فعلم ان محاولته تلك ميؤس منها فاخذ نفسا عميقا ثم جعل فرسه توازي جوادها ثم مد يده اليها وقال بثبات :
طب هات ايدك متخافيش .
نظرت ليده الممدودة وعادت ببصرها اليه فقال لها :
ثقي فيا يا جميلة .
كلمة خرجت منه لتبعث الطمئنينة لقلبها فتحركت يدها ببطئ وخوف تجاهه مما جعله يبتسم رغم الموقف وشعر بالسعادة لأنها وثقت به , ما ان تمكن من يدها حتي جذبها اليه بقوة شديدة شهقت لها وصرخت بخوف قبل ان تستقر امامه علي الفرس خاصته وتسللت كلماته اليها قائلا بهدوء بعدما اوقف الفرس :
شششش خلاص عدي ... انتي بخير دلوقتي اهدي يا .....جميلة.
ظلت فاتن طوال طريق العودة صامتة لا تتكلم حتي وصلوا الي الحظيرة نزل من علي جواده و اقترب ليساعدها عن النزل عن فرسها لكنها كانت قد نزلت وحدها ثم اخذت بلجام الفرس وناولته للعم محمد وقالت معتذرة :
- أنا اسفة اني مسمعتش كلام حضرتك يا عم محمد .
علم زهير انها توضح لها ماهية ما حدث حتي يؤذي الرجل رمقها باعجاب لثباتها فلوو كان احدا اخر في مكانها كان خشي من ركوب الجياد ثانية الا انها رفضت ان تركب معه علي نفس الفر وتغلبت علي خوفها وصعدت اليه ثانية .
توجه زهير الي غرفته ثم استلقي علي فراشه ليستعيد احداث اليوم وعزر نفسه فقد كاد ان يكشف نفسه لها وتمتم قائلا :
احمد ربنا ان
2024/11/26 20:46:53
Back to Top
HTML Embed Code: