"إذا اطلعنا على المبادئ السائدة لمدارسنا، فمنها يتألف مذهب قائل: إن قيمة الرجال بشهاداتهم التي يحملونها، وعلى رأس هذه الشهادات تجيء شهادة التدريس فالدكتوراه فالليسانس فالبكالوريا، وبما أن الأستاذ حامل لجميعها يظن نفسه من جوهر رفيع". غوستاف لوبون (١٩٣١م)
"الرجل الذي يود أن ينجح في معترك الحياة؛ يجب عليه أن يجدد بنفسه تعليمه". غوستاف لوبون (١٩٣١م)
يعتبر ركن الدين بن الملاحمي الخوارزمي المعتزلي (٥٣٦هـ) أحد أهم علماء المعتزلة المتأخرين، وله كتب في غاية الأهمية: كالمعتمد، والفائق، وهما في أصول الدين= علم الكلام. وكتاب (تحفة المتكلمين في الرد على الفلاسفة)، وله كتاب في أصول الفقه اسمه (التجريد في أصول الفقه)، ناقص أوله. حققه حسن انصاري وزابينا.
والحديث هنا بالدرجة الأولى عن النسخة الخطيَّة الوحيدة لكتاب (تحفة المتكلمين) التي اعتمد عليها مادلنغ، فهذا الكتاب طبع على نسخةٍ وحيدةٍ تم العثور عليها مؤخرًا، وناسخها من خلفية ثقافية فارسية. وهي مؤرخة بتاريخ ١١٠٤هـ، وهذه النسخة الوحيدة المتأخرة موجودة الآن في مكتبة مزار الرضاوية بمدينة مشهد، بدولة إيران.
وبحسب بيانات النسخ، فهذه النسخة نُسِخَتْ من نسخة كتبت سنة ٦٩٣هـ، في شهر رجب، ويظهر أن ناسخها كان ينتمي المذهب الزيدي. وبحسب مقدمة تحقيق مادلنغ وانصاري: فإن النسخة الخطيَّة الوحيدة هذه تدهورت بشكل واضح، وفي مواضع عديدة لا يمكن قراءة النص!
وكذلك تعرضت هذه النسخة لضياع على الأقل لوحة واحدة من لوحاتها= اللوحة الواحدة تحتوي على صفحتين من المخطوطة، في الجهتين. لكن المشكلة الأهم في نظري ما يتعلق بناسخ هذه المخطوطة الوحيدة نفسه. إذا كان ينسخ ما يراه من المخطوطة من غير فهم جيد للنص!
ولذلك كان أحيانًا يترك فراغات في المخطوطة بين الكلمات التي يعجز عن قراءتها، والأخطر من ذلك أنه كان كثيرًا ما يخفي تلك الفراغات!! ومع حالة المخطوطة المتدهورة، فإن هامش اللوحة الأخيرة منها قد تم قطعه. ولذلك احتاجت المخطوطة إلى جهد عظيم لمحاولة ترميم كلامها ليفهم!
ولذلك احتاج (مادلنغ وانصاري) إلى طلب المساعدة من عدة أشخاص للتدخل وقراءة النص في المخطوطة وفي النص المحقق لتذليل لتسهيل قراءتها! فإذا وجد فيها مواضع مخلة و غير مفهومة أو ركيكة، فالأمر لا يعود إلى مؤلفها الملاحمي بل لناسخها ولطبيعة هذه النسخة "المتدهورة" الوحيدة.
والحديث هنا بالدرجة الأولى عن النسخة الخطيَّة الوحيدة لكتاب (تحفة المتكلمين) التي اعتمد عليها مادلنغ، فهذا الكتاب طبع على نسخةٍ وحيدةٍ تم العثور عليها مؤخرًا، وناسخها من خلفية ثقافية فارسية. وهي مؤرخة بتاريخ ١١٠٤هـ، وهذه النسخة الوحيدة المتأخرة موجودة الآن في مكتبة مزار الرضاوية بمدينة مشهد، بدولة إيران.
وبحسب بيانات النسخ، فهذه النسخة نُسِخَتْ من نسخة كتبت سنة ٦٩٣هـ، في شهر رجب، ويظهر أن ناسخها كان ينتمي المذهب الزيدي. وبحسب مقدمة تحقيق مادلنغ وانصاري: فإن النسخة الخطيَّة الوحيدة هذه تدهورت بشكل واضح، وفي مواضع عديدة لا يمكن قراءة النص!
وكذلك تعرضت هذه النسخة لضياع على الأقل لوحة واحدة من لوحاتها= اللوحة الواحدة تحتوي على صفحتين من المخطوطة، في الجهتين. لكن المشكلة الأهم في نظري ما يتعلق بناسخ هذه المخطوطة الوحيدة نفسه. إذا كان ينسخ ما يراه من المخطوطة من غير فهم جيد للنص!
ولذلك كان أحيانًا يترك فراغات في المخطوطة بين الكلمات التي يعجز عن قراءتها، والأخطر من ذلك أنه كان كثيرًا ما يخفي تلك الفراغات!! ومع حالة المخطوطة المتدهورة، فإن هامش اللوحة الأخيرة منها قد تم قطعه. ولذلك احتاجت المخطوطة إلى جهد عظيم لمحاولة ترميم كلامها ليفهم!
ولذلك احتاج (مادلنغ وانصاري) إلى طلب المساعدة من عدة أشخاص للتدخل وقراءة النص في المخطوطة وفي النص المحقق لتذليل لتسهيل قراءتها! فإذا وجد فيها مواضع مخلة و غير مفهومة أو ركيكة، فالأمر لا يعود إلى مؤلفها الملاحمي بل لناسخها ولطبيعة هذه النسخة "المتدهورة" الوحيدة.
"الفلسفة في هذا المعنى المعتاد التاريخي، قد نشأت في محاولة تركيب العلم والدين، أو ربما بصورة أدق، دمج عقيدة تتعلق بطبيعة الكون ومكانة الإنسان فيه". الفيلسوف البريطاني برتراند رسل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من العائدين الفائزين، وكل عام وأنتم ومن تحبون بخير، وجعلنا من المقبولين الذين نالوا رضوان الله ومغفرته، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأعاده الله علينا وعليكم بخير وإيمان، والجميع بصحة وعافية، وسلامة ونعمة، وخير وبركة، وأمن وأمان.
من العائدين الفائزين، وكل عام وأنتم ومن تحبون بخير، وجعلنا من المقبولين الذين نالوا رضوان الله ومغفرته، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأعاده الله علينا وعليكم بخير وإيمان، والجميع بصحة وعافية، وسلامة ونعمة، وخير وبركة، وأمن وأمان.
"إِظْهَار السُّرُورِ فِي الْأَعْيَادِ مِنْ شِعَارِ الدِّينِ". الحافظ ابن حجر العسقلاني
"لا شيء يكشف أكثر من اللغة". أميريكو كاسترو
قيل ذلك في سياق هيمنة اللغة العربية على المسيحيين الأوربيين في الأندلس وغيرها، حيث كانت "اللغة العربية تحل محل اللاتينية باعتبار العربية اللغة الراقية للثقافة"، وسبب هذا الاستحواذ تدهورًا للديانة والثقافة المسيحية، كما يقول هويتكروفت.
قيل ذلك في سياق هيمنة اللغة العربية على المسيحيين الأوربيين في الأندلس وغيرها، حيث كانت "اللغة العربية تحل محل اللاتينية باعتبار العربية اللغة الراقية للثقافة"، وسبب هذا الاستحواذ تدهورًا للديانة والثقافة المسيحية، كما يقول هويتكروفت.
حدود التسامح الديني المقبول عند الفيلسوف جون لوك
عاش جون لوك في عصر كان التعصب والصراعات المذهبيَّة والحروب الدينيَّة في أوجها وأودت بحياة الملايين في أوروبا، فكتب من منفاه في هولندا رسالته الشهيرة (رسالة في التسامح).
وجَّه جون لوك انتقاده ولومه إلى "المتعصبين الدينيين" في الديانة المسيحيَّة، "لزعمهم أنهم يتصرفون بدافع الحب والرعاية لأرواح البشر عندما يستولون على ممتلكاتهم، ويشوهونهم بالسياط، ويجوعونهم ويعذبونهم في سجون كريهة الرائحة، ويقتلونهم في النهاية".
وطالب جون لوك بصورة واضحة وحاسمة أن تتسامح السلطات المسيحيَّة مع المذاهب المسيحيَّة البروتستانت غير المنتمية للكنيسة الرسمية.
لكنه أكَّد على أنَّ هناك ثلاث فئات يجب أن تكون خارج إطار مفهوم التسامح الديني، وهي: الملحد، والمسلم، والكاثوليكي، ولكل فئة من هذه الفئات سببه الخاص الذي يخرجه من الدخول في دائرة التسامح الديني.
أولاً: الملحد الإنجليزي: حيث اعتبر جون لوك أن الإيمان بوجود الله ضروري لكي يكون الإنسان جديرًا بالثقة في المجتمع، وفي رأيه، إذا لم يؤمن الشخص بالله، فلن يكون لديه أساس أخلاقي ثابت، ولن يشعر بأنه ملزم بالعهود أو القوانين، ومن ثَمَّ فلا يمكن للمجتمع أن يعتمد عليه أو يثق به.
وفكرته الرئيسة هنا تقوم على: "من لا يؤمن بالله لا يمكن الوثوق به في المجتمع المدني".
ثانيًا: الإنجليزي المسلم أو الكاثوليكي: يرفض جون لوك التسامح مع الكاثوليك والمسلمين، لأنَّه يرى أنَّ ولاء الكاثوليك السياسي لجهة خارجية، وهي الفاتيكان ممثلة في البابا في روما، أما بالنسبة إلى المحمديين (المسلمين) فإن ولاءهم إلى الحاكم المسلم، ومن ثَمَّ يُنظر إليهم بعين الشك والريبة لأنهم يدينون بالولاء لسلطة أجنبية. وهذا في رأيه يجعل ولاء هؤلاء السياسي غير مضمون للدولة التي يعيشون فيها.
وجوهر فكرة جون لوك هنا أن الدين الذي يُتسامح معه هو الدين الخلاصي الذي هو قناعة داخلية عقلية للفرد، فهو شأن شخصي ما دام لا يهدد النظام. أما الإنجليزي الذين يعتنق الكاثوليكية أو الإسلام، فإنه في مأزق، لأن عقيدته لا تتوافق مع النظام السياسي الشرعي الذي يعيش في ظله (إنجلترا).
يقول: "من السخافة أن يدعي أي شخص أنه مسلم فقط بالعقيدة، لكنه في كل الأمور الأخرى يُعد مواطنًا مخلصًا لحاكم مسيحي، بينما يعترف في الوقت ذاته بأنه ملزم بطاعة عمياء لمفتي"، و"هذا المسلم، إذا عاش بين المسيحيين، فسيكون رفضه لحكومتهم أكثر وضوحًا إذا اعترف بأن الشخص نفسه الذي يرأس كنيسته، هو أيضًا الحاكم الأعلى للدولة".
فجون لوك هنا يشير إلى فكرة أن المسلم الذي يعيش في دولة مسيحية لن يقبل بسهولة بسلطة الحاكم المسيحي، وخاصة إذا كان هذا الحاكم ليس فقط قائدًا سياسيًا، بل أيضًا زعيمًا دينيًا. فحجته هي أن الدين والسياسة في الإسلام متداخلان، مما يعني -وفقًا لمنطقه- أن المسلم لن يكون قادرًا على الاعتراف الكامل بسلطة الحاكم المسيحي، لأنه يرى أن القيادة الدينية يجب أن تكون منفصلة عن هذه السلطة.
وقد اٌنتقد لوك في كلامه هذا، حيث إنه دعا إلى فصل الدين عن الدولة، لكنه هنا يستخدم الخلط بين الدين والسياسة كحجة ضد المسلمين، مما يجعله متناقضًا في موقفه. وقد برر له بعض المفكرين، بأنه عاش في عصر كان الإسلام قوة كبيرة، وكان هناك خوف أوروبي من تأثيرها داخل مجتمعاتهم.
وقد قرَّرَ كبار فلاسفة التنوير المواقف نفسها المتمثلة في إخراج طوائف دينيَّة معينة من دائرة التسامح الديني. ومن الأمثلة على هؤلاء الفلاسفة:
فولتير، وهو أحد رواد عصر التنوير، انتقد اليهود والمسلمين بطريقة تشبه انتقادات لوك، وقال عن اليهود إنهم إن "يرفضون الاندماج في المجتمعات الأوروبية"، واعتبرهم شعبًا منعزلًا سياسيًا ودينيًا. وانتقد الإسلام في بعض كتاباته، مشيرًا إلى أنه دين يدمج بين السياسة والدين.
وكذلك جان جاك روسو، الذي قَرَّرَ أن الدولة يجب أن تملك عقيدة دينية وطنية تضمن ولاء الجميع لها، ورفض أي دين له ولاء خارجي، سواء كان الكاثوليكية التي تتبع البابا في روما، أو المسلمين الذين يتبعون سلطة دينية خارجية (الحاكم المسلم).
أما مكيافيلي، فإنه لم يذكر الإسلام في هذا السياق خصوصًا، لكنه أكَّد على أن الدين يمكن أن يكون أداة سياسية، وليس مجرد إيمان شخصي، وكان يخشى الأديان التي تمنح ولاءً خارجيًا، لأنها قد تضعف سلطة الدولة. وكان يرى أن الكنيسة الكاثوليكية يمكن أن تكون تهديدًا سياسيًا للدول المستقلة.
عاش جون لوك في عصر كان التعصب والصراعات المذهبيَّة والحروب الدينيَّة في أوجها وأودت بحياة الملايين في أوروبا، فكتب من منفاه في هولندا رسالته الشهيرة (رسالة في التسامح).
وجَّه جون لوك انتقاده ولومه إلى "المتعصبين الدينيين" في الديانة المسيحيَّة، "لزعمهم أنهم يتصرفون بدافع الحب والرعاية لأرواح البشر عندما يستولون على ممتلكاتهم، ويشوهونهم بالسياط، ويجوعونهم ويعذبونهم في سجون كريهة الرائحة، ويقتلونهم في النهاية".
وطالب جون لوك بصورة واضحة وحاسمة أن تتسامح السلطات المسيحيَّة مع المذاهب المسيحيَّة البروتستانت غير المنتمية للكنيسة الرسمية.
لكنه أكَّد على أنَّ هناك ثلاث فئات يجب أن تكون خارج إطار مفهوم التسامح الديني، وهي: الملحد، والمسلم، والكاثوليكي، ولكل فئة من هذه الفئات سببه الخاص الذي يخرجه من الدخول في دائرة التسامح الديني.
أولاً: الملحد الإنجليزي: حيث اعتبر جون لوك أن الإيمان بوجود الله ضروري لكي يكون الإنسان جديرًا بالثقة في المجتمع، وفي رأيه، إذا لم يؤمن الشخص بالله، فلن يكون لديه أساس أخلاقي ثابت، ولن يشعر بأنه ملزم بالعهود أو القوانين، ومن ثَمَّ فلا يمكن للمجتمع أن يعتمد عليه أو يثق به.
وفكرته الرئيسة هنا تقوم على: "من لا يؤمن بالله لا يمكن الوثوق به في المجتمع المدني".
ثانيًا: الإنجليزي المسلم أو الكاثوليكي: يرفض جون لوك التسامح مع الكاثوليك والمسلمين، لأنَّه يرى أنَّ ولاء الكاثوليك السياسي لجهة خارجية، وهي الفاتيكان ممثلة في البابا في روما، أما بالنسبة إلى المحمديين (المسلمين) فإن ولاءهم إلى الحاكم المسلم، ومن ثَمَّ يُنظر إليهم بعين الشك والريبة لأنهم يدينون بالولاء لسلطة أجنبية. وهذا في رأيه يجعل ولاء هؤلاء السياسي غير مضمون للدولة التي يعيشون فيها.
وجوهر فكرة جون لوك هنا أن الدين الذي يُتسامح معه هو الدين الخلاصي الذي هو قناعة داخلية عقلية للفرد، فهو شأن شخصي ما دام لا يهدد النظام. أما الإنجليزي الذين يعتنق الكاثوليكية أو الإسلام، فإنه في مأزق، لأن عقيدته لا تتوافق مع النظام السياسي الشرعي الذي يعيش في ظله (إنجلترا).
يقول: "من السخافة أن يدعي أي شخص أنه مسلم فقط بالعقيدة، لكنه في كل الأمور الأخرى يُعد مواطنًا مخلصًا لحاكم مسيحي، بينما يعترف في الوقت ذاته بأنه ملزم بطاعة عمياء لمفتي"، و"هذا المسلم، إذا عاش بين المسيحيين، فسيكون رفضه لحكومتهم أكثر وضوحًا إذا اعترف بأن الشخص نفسه الذي يرأس كنيسته، هو أيضًا الحاكم الأعلى للدولة".
فجون لوك هنا يشير إلى فكرة أن المسلم الذي يعيش في دولة مسيحية لن يقبل بسهولة بسلطة الحاكم المسيحي، وخاصة إذا كان هذا الحاكم ليس فقط قائدًا سياسيًا، بل أيضًا زعيمًا دينيًا. فحجته هي أن الدين والسياسة في الإسلام متداخلان، مما يعني -وفقًا لمنطقه- أن المسلم لن يكون قادرًا على الاعتراف الكامل بسلطة الحاكم المسيحي، لأنه يرى أن القيادة الدينية يجب أن تكون منفصلة عن هذه السلطة.
وقد اٌنتقد لوك في كلامه هذا، حيث إنه دعا إلى فصل الدين عن الدولة، لكنه هنا يستخدم الخلط بين الدين والسياسة كحجة ضد المسلمين، مما يجعله متناقضًا في موقفه. وقد برر له بعض المفكرين، بأنه عاش في عصر كان الإسلام قوة كبيرة، وكان هناك خوف أوروبي من تأثيرها داخل مجتمعاتهم.
وقد قرَّرَ كبار فلاسفة التنوير المواقف نفسها المتمثلة في إخراج طوائف دينيَّة معينة من دائرة التسامح الديني. ومن الأمثلة على هؤلاء الفلاسفة:
فولتير، وهو أحد رواد عصر التنوير، انتقد اليهود والمسلمين بطريقة تشبه انتقادات لوك، وقال عن اليهود إنهم إن "يرفضون الاندماج في المجتمعات الأوروبية"، واعتبرهم شعبًا منعزلًا سياسيًا ودينيًا. وانتقد الإسلام في بعض كتاباته، مشيرًا إلى أنه دين يدمج بين السياسة والدين.
وكذلك جان جاك روسو، الذي قَرَّرَ أن الدولة يجب أن تملك عقيدة دينية وطنية تضمن ولاء الجميع لها، ورفض أي دين له ولاء خارجي، سواء كان الكاثوليكية التي تتبع البابا في روما، أو المسلمين الذين يتبعون سلطة دينية خارجية (الحاكم المسلم).
أما مكيافيلي، فإنه لم يذكر الإسلام في هذا السياق خصوصًا، لكنه أكَّد على أن الدين يمكن أن يكون أداة سياسية، وليس مجرد إيمان شخصي، وكان يخشى الأديان التي تمنح ولاءً خارجيًا، لأنها قد تضعف سلطة الدولة. وكان يرى أن الكنيسة الكاثوليكية يمكن أن تكون تهديدًا سياسيًا للدول المستقلة.
إخراج الفيلسوف جون لوك الملحدَ من قبوله داخل دائرة التسامح الديني قد شاركه فيه كبار الفلاسفة اليونانيين كأفلاطون وغيره، وكثير من فلاسفة الرومان، الذين اعتقدوا أن الإلحاد أو الردة عن الدين أمر لا يقبل التسامح معه ألبتة، لأن فيه تهديد للسلم المجتمعي وللنظام العام ولمصلحة الناس.
في ملاحظة جيدة، يشير المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي إلى أنَّ التسامح في الإسلام دينيٌّ في أصله، أما في الغرب المسيحي فالتسامح أصله لا ديني. بمعنى أنه كلما تمسك المسلم بدينه الحقيقي كلما كان أكثر رحمة، بينما الغربي المسيحي العكس، أي كلما جحد حميته الدينية كلما كان أكثر تسامحًا!
من الإصدارت الجديدة هذا العام 2025:
-كتاب: (الفلسفة الأفريقية: من مصر القديمة إلى القرن التاسع عشر).
-تأليف: بيتر آدمسون وشيكي جيفرز.
-يصدر هذا الجزء المهم ضمن سلسلة (تاريخ الفلسفة دون أي فجوات)، متحدثًا عن الفلسفة التي نبعت من أفريقيا، والتقاليد الشفوية الأفريقية، ثم ينتقل إلى الحديث عن التقاليد الفلسفية في مصر القديمة، ثم المرور بالحضارتين الحبشية القديمة والحديثة، ثم الحديث عن الفلسفة الإسلامية في غرب أفريقيا، وأخيرًا، الفلسفة وبدايات الاستعمار في أفريقيا.
-كتاب: (الفلسفة الأفريقية: من مصر القديمة إلى القرن التاسع عشر).
-تأليف: بيتر آدمسون وشيكي جيفرز.
-يصدر هذا الجزء المهم ضمن سلسلة (تاريخ الفلسفة دون أي فجوات)، متحدثًا عن الفلسفة التي نبعت من أفريقيا، والتقاليد الشفوية الأفريقية، ثم ينتقل إلى الحديث عن التقاليد الفلسفية في مصر القديمة، ثم المرور بالحضارتين الحبشية القديمة والحديثة، ثم الحديث عن الفلسفة الإسلامية في غرب أفريقيا، وأخيرًا، الفلسفة وبدايات الاستعمار في أفريقيا.
"اعلم أنَّ المذهب إذا كان باطلاً في نفسه؛ لم يمكن الناقد له أن ينقله على وجه يُتصور تصوراً حقيقيًّا؛ فإنَّ هذا لا يكون إلا للحق، فأمَّا القول الباطل فإذا بُيِّنَ فبيانه يُظهر فساده حتى يقال: كيف اشتبه على أحد!". ابن تيميَّة