tgoop.com/ba3di/2803
Last Update:
ولا يوم من أيامك يا الخرطوم.
دائماً أواجه تلك المعضلة، أصارع النعاس كُل صباح وأخوض مع نفسي معركة حامية الوطيس أذكرها بأهمية الجامعة والمحاضرات والحياة العملية وتحقيق الأهداف، تحدثني عن قدسية النوم ومدى روعة الوسادة الناعمة، تنتهي تلك المعركة بصوت أمي، وتبدأ رحلة الركض والإسراع لأنني بالفعل تأخرت عن موعد المحاضرة، أرتدي أول شيء أراه أمامي، أخرج مسرعاً إلى الشارع.
وهنا أنا بحاجة لأوضح بعض الأمور، من بيتنا بأمبده الحارة الخامسة إلى السوق العربي يوجد طريقان، أما أن أسير على أقدامي مسافة لا بأس بها إلى السوق الشعبي حيث موقف المواصلة للسوق العربي، أو أركب مواصلة أولاً إلى إستاد الهلال "مدني إستاد"، ومن ملعب الجوهرة الزرقاء أستقل حافلات العربي، كيف أحدد أي طريق سأختار، في الحقيقة هنالك عدة عوامل تؤثر على هذا القرار، مثلاً حالة الطقس، إذا كانت قد أمطرت بالأمس، عندها تصبح رحلة السير بالأقدام إلى إستاد السوق الشعبي أشبه بمارثونات الركض على الطين، العامل الثاني وهو في الحقيقة ليس مهماً لتلك الدرجة وهو عامل الوقت والذي يأرجح إستخدام طريق السوق الشعبي، فأنا أؤمن بنظرية" كل تأخيرة لخيرة"، كما أن تناول قطع الزلابية مع شاي الصباح يجعل الذهاب بإستاد الهلال أمر مغري جداً.
كُل الطرق تؤدي إلى السوق العربي..!
أسارع الوقت، أدخل من باب الكُلية، أحي الجميع بإبتسامة وأنا أركض نحو القاعة، طبعاً وأنا في الطريق أكون قد تأكدت إذا ما كان يمكنني الدخول أثناء المحاضرة أم لا، أختار مقعدي بعناية، صف أخير، أمامي أحد عمالقة الدفعة، حتى أمارس هوايتي المُفضلة، النوم أثناء المحاضرة الأولى، أستقيظ أما بصوت أغلاق المعاقد بعد نهاية المحاضرة، أو ركلة قاسية من أحد أصدقائي يخبرني بإقتراب الدكتور من معقدي.
تنتهي المحاضرة وحان وقت تناول وجبة الإفطار، طبعاً بعد إلقاء التحية على الأصدقاء وإلتقاط الأخبار الحديثه، مباريات الأمس، موعد الإمتحانات الذي أصبح أقرب إلينا من حبل الوريد كما العادة، ديدن تخصص الصيدلة اللعين، في كليتنا هنالك خيارات لا بأس بها لتناول وجبة الإفطار، أولاً وذلك يعتمد طبعاً على سعر الدولار وسعر برميل النفط وأسعار البورصة.
"أبو الرخا"
أنا وأعضاء دفعتي من الأولاد عندما نستلم شهادة التخرج سنقوم فوراً بإهداء هذا الإنجاز إلى عمنا أبو الرخا، بعد الله مباشرة يأتي أبو الرخا، كشك طعمية صغير أسفل شجرة كبيرة، جنوب كُلية الطب، رقائق البطاطس ماتت واقفة تقريباً، عصير برتقال لا يمت للبرتقال بصلة لا من بعيد أو قريب، ولكن ذلك الكشك غير الحُب يُقدم لك عرض لا يُرفض، تأكل حتى تشبع وتدفع "الساهلة"، أو يمكنك ألا تدفع اليوم وتدفع لاحقاً على أقساط مريحة، تبدأ من يوم إلى الأبد.
يُتبع...
قاسم عبيد.
BY بعضي
Share with your friend now:
tgoop.com/ba3di/2803