وبعضهم يجادل عن فِرنسا فيقولون لنا: إنّكم لم تعيشوا في فِرنسا!
أجل، لم نعش في فِرنسا، ولكنّ فِرنسا عاشت عندنا فلم نطّلع منها في يومٍ من الأيّام على صفحةٍ بيضاء، فهلّا أخطأت فِرنسا مرّةً فأطلعتنا على حقيقة عناصرها الطيّبة؟

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص19.

إنّها هي هي، فِرنسا المتوحّشة في كلّ حال، فِرنسا التي تدكّ القاهرة بالقنابل وتعتدي على حرمة الأزهر وكرامة الدين في عهد نابليون، هي فِرنسا التي تدكّ عاصمة الأمويّين بالقنابل عام 1925م وعام 1945م.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص19.
____
تعليقي: ليت شعري لو عاش سيّد -رحمه الله- حتّى اليوم ورأى ما فعلته فِرنسا بثروات المسلمين في إفريقيا، وبالمسلمين على أرضها من عنصريّةٍ ومنعٍ لمظاهر الإسلام وتضييقٍ عليهم، وهي لا تكفّ في منبرٍ من المنابر عن ادّعاء الحريّة، فماذا كان سيكتب؟

طريقنا ألّا نثق بضمير أحد، فما لأحدٍ في العالم الغربيّ من ضمير، لقد برهنت هذه الحضارة الغربيّة على إفلاسٍ في الضمير لا عهد للعالم به في جميع الحضارات السابقة.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص33.

أيّتها الأمّة العربيّة، احذري حتّى رجال السياسة من أبناءك، لا لأنّهم قد يخونونك أو يخدعونك، ولكن لأنّهم قد يُخانون ويُخدعون، ولأنّ كراسي الحكم قد تكون في بعض الأحيان وثيرةً إلى حدٍّ تستنيم له الأعصاب الثائرة، وتخدر فيه الدماء الفائرة.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص34.

كم هم كثيرون أولئك الذين حجب الاحتلال الطويل لبلادهم ذلك النور عن عيونهم، فتركهم لا يتطلّعون إلّا إلى وهج الغرب المدمّر* الذي يغشى الأبصار والعيون.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص34.

___
أستبدل بالمستعمر المدمّر، والمستعمر مصطلحٌ في غير محلّه تلقّفناه من المدمّر نفسه، واعذروني للتبيان في كلّ محلٍّ عن مثل هذه الكلمات ليعرفها من لا يعرف.

ومصيبتنا الكبرى أنّ فينا من 'العقلاء' أكثر ممّا ينبغي، 'ونتعقّل' ونسلك الطرق السلميّة حتّى لا نخسر العالم المتمدّن، أي العالم الغربي!

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص57.

أيّها العقلاء!
إنّكم مغفّلون..
إنّ موقف الانتظار البليد في كلّ مرّةٍ هو الذي جعل قضيّة فلسطين تتقهقر دائمًا ولا تتقدّم، منذ أن سمع العرب نصائحكم الغالية، وحرصوا على عطف العالم المتمدّن، ووثقوا معكم بالضمير الغربي.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص59.

أيّها العقلاء!
إنّ الضمير الغربيّ كلّه متعفّن، فالمغفّلون وحدهم هم الذين يثقون بهذا الضمير، ويعلّقون على يقظته حقوقهم.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص59.

وكلّهم سواء، أولئك الغربيّون: ضميرٌ متعفّن، وحضارةٌ زائفة، وخدعةٌ ضخمةٌ اسمها 'الديمقراطيّة'، يؤمن بها المخدوعون.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص61.

إنّهم جميعًا يصدرون عن مصدرٍ واحد، هو تلك الحضارة الماديّة التي لا قلب لها ولا ضمير، تلك الحضارة التي لا تسمع إلا صوت الآلات، ولا تتحدّث إلّا بلسان التجارة، ولا تنظر إلّا بعين المرابي، وتقيس الإنسانيّة كلّها بهذه المقاييس.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص62.

وما قضيّة فلسطين إلّا قضيّة كلّ شعبٍ عربيّ، بل كلّ شعبٍ شرقيّ، إنّها الصراع بين الشرق الناهض والغرب المتوحّش، وبين شريعة الله للإنسان، وشريعة الغاب للوحوش.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص65.

فريقٌ يزعم أنّ العالم اليوم ينقسم إلى كتلتين اثنتين: رأسماليّة وشيوعيّة، ويزعم أن لا سبيل إلى اختيار طريقٍ ثالث، وليس أكذب من هذا الزعم ولا أبعد منه عن الحقيقة الواقعة التي ينطق بها الواقع المجرّد من وجود كتلةٍ ثالثةٍ لها كلّ مقوّماتها، ولها كلّ إمكانيّاتها.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص68.

إنّ العالم الإسلاميّ حقيقةٌ واقعة، وإن كانت هذه الحقيقة قد خفّ وزنها فترةً من الزمن.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص69.

إنّ حدود الوطن الإسلاميّ هي الحدود الحقيقيّة، وما عداها كلّه فخاخٌ وضعها 'الاستدمار' ليقع فيها الغافلون والمغرضون، ثمّ يتفرّق الوطن الإسلاميّ إلى دويلاتٍ صغيرةٍ ضئيلةٍ عاجزة.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص69/70.

تُرى يتمخّض الانحلال عن قيادةٍ عُظمى كما عوّدتنا روح الإسلام على مدى الزمان؟

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص78.

وليس المتغزّلون بإنجلترا وفرنسا وحدهم هم عبيد الشرق المنكوب، هنالك من يتغزّل بروسيا هذه الأيّام! وحقيقةً إنّ بعدنا عن فم الدبّ قد يجعلنا أقلّ حنقًا عليه، ولكن هنالك من ينسى مصريّته ليتذكّر روسيا (العزيزة)، وتلك لغة العبيد.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص85.

إنّ أوربّا قطيعٌ واحدٌ من الوحوش الموغلة في دماء البشريّة، المعتدية على كرامة الإنسانيّة، فليس بإنسانٍ من لا يغضب لكرامته وكرامة الإنسان التي يذلّها الاستدمار في كلّ مكان.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص85.

ونحن في الشرق لا ينبغي أن يقوم بيننا وبين الغرب سلام، إلّا حين تنكمش هذه الوحوش الآدميّة داخل حدودها أو داخل أقفاصها.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص85.

ولا يجوز أن يرتفع صوتٌ واحدٌ بالثناء على قومٍ حاربوا لأنفسهم (يقصد الغرب)، دفاعًا عن الزبد الذي يأخذونه من بين شفتي العالم، ليستمتعوا، ويجوع آخرون.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص85/86.

أمّا أولئك المتغزّلون بأوربّا فليتواروا حياءً، فليس الوقت وقت الغزل، بل الساعة ساعة الصراع، ألا ولتنطلق من كلّ فمٍ وقلبٍ صيحةً واحدةً مدوّية: المـ،ـوت للمحتلّ والمحتلّين.

- أيّها العرب استيقظوا واحذروا، سيّد قطب، ص86.