Telegram Web
وما خابَ بَيْنَ اللّٰهِ وَالنَّاسِ عامِلٌ
لَهُ في التُّقَى أو في المحَامِدِ سُوقُ

ولا ضاقَ فَضْلُ اللّٰهِ عَنْ مُتَعَفِّفٍ
وَلَكِنَّ أخْلَاقَ الرِّجَالِ تَضِيقُ

- بشار بن بُرْد
فَلَوْلاكِ ما زَيَّنْتُ نَفْسي بِزينَةٍ
وَلَوْلاكِ ما أَلَّفْتُ حَرْفاً إلىٰ حَرْفِ

- العباس بن الأحنف
شرح العبّاس بن الأحنف أدب العاشق مع المعشوق:

تَحَمَّلْ عَظيمَ الذَنْبِ مِمَّنْ تَحِبُّهُ
وَإنْ كُنْتَ مَظْلومًا فَقُلْ أنَا ظَالِمُ

فَإنَّكَ إلَّا تَغْفِرِ الذَنْبَ في الهَوى
يُفارِقكَ مَنْ تَهوى وَأنْفُكَ رَاغِمُ
لا تبعثوا لي في النسيمِ تحيّةً
إني أغارُ من النسيمِ عليكمُ

إني امرؤٌ قد بعتُ حظّي راضيًا
من هذه الدنيا بحظي منكمُ

فسلوتُ إلا عنكمُ .. وقنعتُ
إلا منكمُ .. وزهدتُ إلا فيكمُ

- المهذّب بن الزبير
بِروحي مَن تَذوبُ عليهِ روحي
وَذُق يا قَلبُ ما صَنَعَت يَداكا

لَعَمري كُنتَ عَن هَذا غَنِيّا
وَلَم تَعرِف ضَلالَكَ مِن هُداكا

ضَنيتُ مِنَ الهَوى وَشَقيتُ مِنهُ
وَأَنتَ تُجيبُ كُلَّ هَوىً دَعاكا

- بهاء الدين زهير
من الغزل الرائع في العصر الإسلامي غزليات الأحوص بأم جعفر الأوسيّة، يقول في إحداها:

أدورُ ولولا أن أرى أُمّ جعفرٍ
بأبياتكم، ما درتُ حيثُ أدورُ

أزورُ البيوتَ اللاصقاتِ ببيتها
وقلبي إلى البيتِ الذي لا أزورُ!
أعرابي من بني أسد:

تمنيتُ لو عادَ شرخُ الشباب
ومن ذا على الدهر يُعطي المنى؟

وكنت مكينًا لدى الغانيات
فلا شيء عندي لها ممكنا

فأمّا الحِسانُ فيأبينني
وأما القِباحُ.. فآبى أنا!
لقي عمر بن أبي ربيعة ليلى بنت الحارث وهي تسير على بغلةٍ لها، وقد كان نسب بها، فقال: جعلني الله فداك عرّجي ها هنا أسمعك بعض ما قلته فيك، قالت أو قد فعلت؟ قال نعم! فوقفت وقالت: هات، فأنشدها:

ألا يا ليلُ إنّ شفاءَ نفسي
نوالكِ إن بخلتِ فنوّلينا

وقد حضر الرحيلُ، وحانَ منّا
فراقكِ، فانظري ما تأمُرينا؟

فقالت: آمرك بتقوى الله وترك ما أنت عليه، ثمّ صاحت ببغلتها ومضت.
قال بشار بن برد: ما زال غلام بني حنيفة -يعني العباس بن الأحنف- يُدخل نفسه فينا ونخرجه حتى قال:

نزفَ البكاءُ دموعَ عينِكَ فاستَعِر
عينًا لغيرِكَ دمعُها مِدرارُ

مَن ذا يُعيرُكَ عينَهُ تبكي بها
أرأيتَ عينًا للبُكاءِ تُعارُ؟!
قالوا: المقادير تبطل التقدير، وتنقض التدبير.

أنشد أبو حاتم عن الأصمعي:

يا أيُّها المُضمِرُ همًّا لا تُهَم
إنَّكَ إن تُقدَر لكَ الحُمَّى تُحَم
ولو علوتَ شاهِقًا مِن العلَم
كيفَ تُوقِّيكَ وقد جفَّ القلم؟!
في كتاب الأغاني، عن بعض القشيرين عن أبيه قال: مررتُ بالمجنون وهو مشرف على واد في أيام الربيع وذاك قبل أن يختلط، وهو يتغنى بشعر لم أفهمه، فصحتُ به: يا قيس، أما تشغلك ليلى عن الغناء والطرب؟ فتنفس تنفسًا ظننتُ أن حيازيمه -أي ضلوعه- قد انقدّت، ثم قال:

وما أُشرف الأيفاعَ إلا صبابةً
ولا أنشد الأشعار إلا تداويا

وقد يجمع الله الشتيتين بعدما
يظنان كل الظن أن لا تلاقيا

لحى الله أقوامًا يقولون إننا
وجدنا طَوال الدهر للحب شافيا
‏خُلقَتْ مُكمَّلةً فليسَ يزيدُها
في الخَلقِ والأخلاقِ أن تتزيَّنَا

فإذا نظرتَ فمِلْءُ عينَك ما ترى
وإذا سمعتَ فما ألذَّ وأحسَنَا
ما كَلَفي بالشِّعرِ إلا لأنه
مَنارٌ لِسارٍ أو نكالٌ لأحمقِ

عَلِقتُ به طفلا وشِبتُ ولم يزل
شديدا بأهدابِ الكلامِ تعلُّقي

إذا قلتُ بيتا سار في الدهرِ ذكرُه
مَسيرَ الحَيَا ما بين غربٍ ومشرقِ

يهيمُ به ربُّ الحُسامِ حماسةً
وتلهو به ذاتُ الوشاحِ المنمَّقِ

‏بلغتُ بشِعري ما أردتُ فلم أدعْ
بَدائعَ في أكمامِها لم تُفتَّقِ

فهذا نميرُ الشِّعرِ فاقْصِدْ حِياضَه
لِترْوى، وهذا مُرتَقى الفضلِ فارْتَقِ

- البارودي
‏وإِذا أَتاكَ منَ الأُمُورِ مُقدَّرٌ
فهَربتَ منهُ فنَحوَهُ تَتَوجَّهُ

- ابن الرومي
‏"قد تبلغ المحبة بين شخصين حتى يتألَّم أحدهما بتألُّم الآخر ويسقم بسقمه وهو لا يشعر."

-روضة المحبّين.
يقول الجاحظ في البيان والتبيين: «ومن أراد معنى كريمًا فليلتمس له لفظًا كريمًا، فإنّ من حقّ المعنى الشّريف اللّفظ الشّريف، ومن حقّهما أن تصونهما ممّا يفسدهما ويهجنهما!»

وهذا ينطبق على بيت المتنبي:
‏«تعرف في عينهِ حقائقه
‏كأنّه بالذّكاء مكتحل»

أزعم أنّها واحدة من أجمل أبيات المديح، لا سيما مع اقتران العين والذكاء في سياق واحد متناغم.
قال الشريف الرضي رحمه الله يرثي أمّه:

فارَقتُ فيكِ تَماسُكي وتَجَمُّلي
ونسيتُ فيكِ تَعَزُّزي وإبائي

قد كُنتُ آمُلُ أن أكونَ لكِ الفِدا
مِمَّا ألمَّ، فَكُنتِ أنتِ فِدائي

وَتَفَرُّقُ البُعداءِ بَعْدَ مَوَدَّةٍ
صَعبٌ، فكيفَ تَفَرُّقُ القُرباءِ؟
2025/07/13 15:16:13
Back to Top
HTML Embed Code: