Telegram Web
إذا كانت الغايات عظيمة والطموح كبير؛ تفرّق عنك مساعدوك، وقلَّ مُناصِرُوك

‏يقول المتنبي عن نفسه:

‏أهُمُّ بِشَيءٍ والليالي كَأَنَّها
‏تُطارِدُني عن كَونِهِ وَأُطارِدُ

‏وحيدٌ مِنَ الخُلّانِ في كُلِّ بَلدَةٍ
‏إذا عَظُمَ المَطلوبُ قَلَّ المُساعِدُ
نَجِدُ الإجابةَ حينَ نَنسى الأسئلةْ
‏لا تسألي المذهولَ عمَّا أذهلَهْ

‏من عاشَ يحتَمِلُ الحياةَ كَمحنةٍ
‏أبتِ الحياةُ عليهِ أن تَتَحمَّلهْ

‏بالأمسِ ضيّعتُ الطريقَ لمنزلي
‏وضحكتُ من رجلٍ يضيّع منزلَهْ

‏إن لم يكن لكَ في البلادِ حبيبةٌ
‏فاذهب بعيدًا فالبلادُ مؤجلةْ

- ‏أحمد بخيت
آهِ مِن غُربَةٍ وفَقدِ حَبِيبٍ
أورَثَا مُهجَتي عَذابًا مَكِيثَا

لا تَسَلْنِي عمّا أُقاسِي فإني
بين قومٍ لا يَفقَهُونَ حَدِيثا!

– البارودي
‏"وكأنما كنت أرى أنَّ جمال العالم كله في الشِّعر وأن الشِّعر هو ما تفجر في صدوع الأفئدة الكليمة فجرى من عيون الباكين مع مدامعهم وصعد من صدورهم مع زفراتهم."

- المنفلوطي
ذكر الأصفهاني في كتابه «أدب الغرباء» عن بعض بني نَوْبَخْت قال: لمّا اجتاز الرشيدُ في طريقه إلى خراسان أقام بحلوان أيامًا، ثم رحل فوجد بخط على حجر كان بالقُرْب منه:

حتى متى أنا في حِلٍّ وتَرْحالِ
وطولِ سَعيٍ وإدبارٍ وإقبالِ

ونازح الدارِ لا أنفكُّ مُغْتَرِبًا
عن الأحبَّةِ لا يدرونَ ما حالي

بمَغْرِبِ الأرضِ طَورًا ثمَّ مَشْرقِها
لا يخطرُ الموتُ مِن حِرْصي على بالي

ولو قَنِعْتُ أتاني الرزقُ في دَعَةٍ
إنَّ القُنوعَ الغِنى، لا كُثرةُ المالِ!
قال الأحنف بن قيس: «إياك والكسل والضجر، فإنك إن كسلت لم تُؤدِّ حقًا، وإن ضجرت لم تصبر على حق»

وقال الشاعر:
لا تَضْجَرَنَّ ولا تَدْخُلكَ مُعْجِزةٌ
فالنُّجحُ يَهلكُ بينَ العَجزِ والضَجَرِ
من أروع ما قالَ ابن الدمينة:

‏ألا ليتَ شِعري عنكِ هل تذكُرينَني
‏فذكرُكِ في الدُّنيا إليَّ حبيبُ

‏وهل لي نصيبٌ في فؤادكِ ثابِتٌ
‏كما لكِ عندي في الفؤادِ نصيبُ

‏رأيتُ نفوسًا تُبتَلى طالَ حبسُها
‏على غيرِ جُرمٍ ما لهُنَّ ذنوبُ

‏فلا خيرَ في الدُّنيا إذا أنتَ لم تزُرْ
‏حبيبًا ولم يَطرَبْ إليكَ حبيبُ!
مرَّ ابن الخياط بفتاة فائقة الجمال، وقد ذهبت إحدى عينيها بمرضٍ فقال:

‏لَهَا عَينٌ أصابت كلَّ عَينٍ
‏وعَينٌ قد أصَابتها العيونُ!
كان بعضُ الأعرابِ يهوى جاريةً وكانت تتجنّى عليه ولا تكلِّمه، فأدنفه الهوى إلى أن حضرت الوفاة، فقيل لها: إنّه أتلفه حبُّك فهلّا زرتيه وفيه رَمَق؟ فأتت إليه وقبضتْ بعضادة الباب وقالت: كيف حالك؟ فأنشد:

ولمّا دنا منّي السّياقُ تعطّفتْ
عليّ وعندي من تعطُّفِها شغلُ

أتت وحياضُ الموتِ بيني وبينها
وجادَت بوَصلٍ حينَ لا ينفعُ الوصلُ!

ثم نظر إليها نظرةَ تحسُّرٍ، وتنفّس الصّعداء ومات!
مما استحسن لدِعبل بن عليّ الخزاعيّ، واستُلْطِف معناه قوله:

سرَى طَيفُ سُعْدَى حِينَ حانَ هُبُوبُ
وقضَّيْتُ شَوقي حِينَ كادَ يَؤوبُ

ولمْ أرَ مَطرُوقًا يَحُلُّ بِطَارِقٍ
ولا طَارِقًا يَقري المُنَى ويُثيبُ!

يقول: «إنّ العادة أنْ يقري المطروقُ الطارقَ، والخيال طارِقٌ يُقري المطروق».
‏قال الطغرائي:

ما زلتُ أزهدُ في مودّةِ راغبٍ
حتّى ابتُلِيتُ برغبةٍ في زاهدِ.

«يقول: كنت أزهد فيمَن يرغب في صُحبتي حتى ابتلاني الله بمَن يرغب عني وأنا الراغب فيه».
(هم درجاتٌ عند الله).
«نحنُ نفزَعُ إلى الأدبِ لنملأ به فراغَ الأرواحِ والقلوبِ والأذواق!»

- د. زكي مبارك
لم أتمكّن من تذوّق أيّ شعر غير الشعر العربي، لقد قرأت بالانجليزيّة مئات الروايات والقصص، إلا أنني لم أقرأ من الدواوين الشعرية إلا مجموعة تُعدّ على أصابع اليدين، ولقد فكّرت طويلاً في ظاهرة عزوفي عن الشعر الأجنبي، ولم أصل إلى تفسير سوى إيماني بأنّ الموسيقى عنصر أساسي رئيسي من عناصر الشعر، وأعني هنا الموسيقى التي تعودت عليها الأذن العربيّة من خلال العروض والقواقي، الكلام الذي يتحرر من الموسيقى نهائيًا، لا يُمكن أن يكون شعرًا، وإن أمكن بالطبع أن يكون نثرًا بالغ الروعة.

غازي القصيبي - سيرتي الشعرية
رأي العقّاد في الغموض والطلاسم الشعرية
«صددنا كأنّا لا مودةَ بيننا
على أنّ طرف العين لا بدّ فاضحُ

وصافحتُ من لاقيتُ في البيتِ غيرها
وكلّ الهوى مني لمن لا أُصافحُ!»
أأحبابَنا بالرَّغمِ منِّي فِراقُكُمْ
ويا طولَ شَوقي نَحوَكُمْ وَوَلوعي

أطَعتُ الهوى بِالكُرهِ مني لا الرّضَا‏
ولو خَيَّروني كُنتُ غيرَ مُطيعِ

فإنْ كنتمُ بَعدي سَلَوتُم فإنَّني
سَلَوتُ ولكِن راحتي وهُجوعي

فيا قَمَري مُذ غِبتَ أوحشتَ ناظِري
لعلَّكَ ليلًا مُؤنِسِي بِطُلوعِ!

‏- بهاء الدين زهير
«إنْ طال شوقُ العالمينَ لبعضهم
‏فالشوقُ نحوكَ لا يُحاطُ مداهُ

‏صَلَّى عليكَ الله ما رُفِعَ النِّدَا
‏وتحرَّكتْ بالباقياتِ شِفاهُ»

‏ ﷺ
قال قس بن ساعدة لابنه: لا تشاورنَّ مشغولًا وإن كان حازمًا، ولا جائعًا وإن كان فهيمًا، ولا مذعورًا وإن كان ناصحًا، ولا مهمومًا وإن كان فَطِنًا، فالهمّ يَعقِل العقل (أي يربطه ويُقيّده)، ولا يتولّد منه رأي، ولا تَصدُق منه رَوية.

- محاضرات الأدباء
2025/07/11 22:44:22
Back to Top
HTML Embed Code: