《قناة دار الحديث بالمحمدية》 7740

Forwarded from أهل الحديث الطائفة المنصورة

[ مسائل من حديث 《 إنما الأعمال بالنيات 》 ]

قال والدنا وشيخنا فضيلة الإمام العلامة عبيد بن عبد الله الجابري - رحمه الله وأسكنه الفردوس - :

▪︎ في الحديث الأول 《 حديث الأعمال بالنيات 》 أربع مسائل:

• المسألة الأولى: قوله: ( إنما ) أداة حصر، وهي إثبات الحكم في المذكور ونفيه عمّا عداه .

• المسألة الثانية: قوله: ( وإنما لكل امرئ ما نوى ) هذا تأكيد لقوله: ( إنما الأعمال بالنيات ) .

• المسألة الثالثة: قوله: ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ) ؛ هذا شروع في تفسير ما أجمله أول الحديث بقوله: ( إنما الأعمال بالنيات ) ، فكأن سائلا سأل: ما بيان ذلك وما تفسيره ؟ فجاء الجواب.

° والهجرة في اللغة: من الهجر، بمعنى ترك الشيء وهجره؛ لأن المهاجر من بلد يتركه ويهجره إلى بلد آخر.

° وفي الشرع: الانتقال من بلد الشرك والكفر إلى بلد الإيمان، أو إلى بلد كفر أخرى يتمكن فيها المسلم من المحافظة على شعائر دينه، فمن الأول هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من مكة إلى المدينة، ومن الثاني هجرة من هاجر من الصحابة مكة إلى الحبشة وهي دار كفر، لكن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أولئك بالهجرة؛ لأن ملكها النجاشي الذي أسلم وحسُن إسلامه بعدُ لا يظلم أحد بجواره - رحمه الله - .

واعلم أن الهجرة من السنن المحكمة التي لم يطرأ عليها نسخ، فعن معاوية قال: سمعت رسول اللہ - صلى الله عليه وسلم - یقول: 《 لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها 》 .

• المسألة الرابعة: قوله: ( ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ؛ قال النووي - رحمه الله - : " معناه من قصد بهجرته وجه الله وقع أجره على الله، ومن قصد بها دنيا أو امرأة فهي حظه، ولا نصيب له في الآخر بسبب هذه الهجرة " .

▪︎ وأصل الهجرة: الترك، والمراد هنا: ترك الوطن، وذكر المرأة مع الدنيا يحتمل وجهين:

° أحدهما: أنه جاء أن سبب هذا الحديث: " أن رجلًا هاجر ليتزوج امرأة يقال لها: أم قيس، فقيل له: مهاجر أم قيس " .

/ لكن قال الحافظ - رحمه الله - : " رواه الطبراني من طريق أخرى عن الأعمش بلفظ: 《 كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها: أم قيس، فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر، فهاجر فتزوجها فكنا نسميه مهاجر أم قيس 》 ، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، لكن ليس فيه أن حديث الأعمال سيق بسبب ذلك، ولم أر في شيء من الطرق ما يقتضي التصريح بذلك " .

/وقال ـ النووي - :

° والثاني: " أنه للتنبيه على زيادة التحذير من ذلك، وهو من باب ذكر الخاص بعد العام تنبيها على مزيته؛ والله أعلم " .

▪︎ من فقه الحديث:

° في هذا الحديث من الفقه ما يأتي:

• أولا: الحض على الجهاد.
• ثانيا: وجوب إخلاص النية فيه.
• ثالثا: وجوب الجهاد تحت راية حاكم مسلم، يعد العدة، ويجند الجنود على قتال من يليه من الكفار، ما لم يكن بينه وبينهم عهود ومواثيق.

[ إمداد أولي الأبصار بالتعليق على كتاب بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار ( ص : ١٥ - ١٧ ) ]

قناة أهل الحديث الطائفة المنصورة

https://www.tgoop.com/altaifalmansoura

أهل الحديث الطائفة المنصورة

الدعوة السلفية بمدينة المحمدية بالمملكة المغربية حرسها الله

28 views10:11