Telegram Web
قال بعض العرب لسلامة بن جندل : مجدنا بشعرك . قال : افعلوا حتى أقول .
‏عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : إن الله ليرفع ذرية المؤمن في درجته، وإن كانوا دونه في العمل، لتقر بهم عينه. ثم قرأ:﴿والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء﴾ .

‏ألتناهم يعني نقصناهم
مما قيل في رثاء الأندلس :
تلك المصيبة أنست كل فادحة
ومالها في طويل الدهر نسيانُ
قال بعض أهل العلم : لولا مصائب الدنيا وردنا الآخرة مفاليس.
وهذا قول حسن لكنه إنما يصح على القول بأن المصائب مثيبات دون قول من رأى أنها مجرد مكفرات ، وللسلف خلاف مشهور في هذه المسألة ، ولكل قول منهما حجج قوية .
كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مع ما عرف عنه من قوة شديد اللطف مع أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - والشواهد على ذلك متعددة ؛ منها أن الحسين بن علي - رضي الله عنهما - قال : صعدت المنبر إلى عمر، فقلت: انزل عن منبر أبي، واذهب إلى منبر أبيك. فقال: إن أبي لم يكن له منبر! فأقعدني معه، فلما نزل، قال: أي بني! من علمك هذا؟ قلت: ما علمنيه أحد. قال: أي بني! وهل أنبت على رؤوسنا الشعر إلا الله ثم أنتم ! ووضع يده على رأسه، وقال: أي بني! لو جعلت تأتينا وتغشانا .

قال الذهبي : إسناده صحيح.
‏كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس .

‏صحيح الجامع الصغير ، ح 4510
أحكم بيت قالته العرب قول حسان بن ثابت - رضي الله عنه - :
وإن امرأ أمسى وأصبح سالما
من الناس إلا ما جنى لسعيدُ
‏عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قرأت هذه الآية ﴿فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم ﴾ فقالت: اللهم من علينا وقنا عذاب السموم إنك أنت البر الرحيم. قيل للأعمش في الصلاة؟ قال: نعم
البدعة نوعان :
١- اعتقاد خلاف الحق الذي أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه .
٢- التعبد بما لم يأذن به من الأوضاع والرسوم المحدثة في الدين التي لا يقبل الله منها شيئا.
والبدعتان في الغالب متلازمتان، قل أن تنفك إحداهما عن الأخرى .

مدارج السالكين
ج ١ ص ٢٢٢
‏يقول الربيع : كتب إلي البويطي يوصيني بأهل حلقتي ؛ ويقول : اصبر نفسك عليهم ؛ فإني كنت أسمع الشافعي يقول :
‏أهين لهم نفسي لكي يكرمونها
‏ ولن يكرم النفس الذي لا يهينها
‏لما سمع كعب قول الحطيئة:
‏من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
‏ لا يذهب العرف بين الله والناس
‏قال: إنه في التوراة حرف بحرف، يقول الله تعالى: من يفعل الخير يجده عندي، لا يذهب الخير بيني وبين عبدي.
كانت بين أبي سلمة بن عبد الرحمن وبين أناس خصومة في أرض ، فدخل على عائشة رضي الله عنها فذكر لها ذلك فقالت : يا أبا سلمة ، اجتنب الأرض ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين ) ، وعن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا : ( من أخذ من الأرض شيئا بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين ) رواهما البخاري
لما أكمل ابن هشام شرح قطر الندى شرحا بديعا و محررا ختمه بهذه الأبيات :
إِن يَحسُدوني فَإِنّي غَيرُ لائِمِهِم
قَبلي مِنَ الناسِ أَهلُ الفَضلِ قَد حُسِدوا
فَدامَ لي وَلَهُم ما بي وَما بِهِمُ
وَماتَ أَكثَرُنا غَيظاً بِما يَجِدُ
أَنا الَّذي وَجَدوني في حُلوقِهِمُ
لا أَرتَقي صَعَداً مِنها وَأُزدَرَدُ
الدعوة إلى النظر أي التفكر والاعتبار لها في الشرع عدة متعلقات منها :
١- دعوة العباد إلى التفكر في الآيات الشرعية ، وتدبر معانيها .
٢- الدعوة إلى النظر في أحوال المخلوقات ووجه دلالتها على خالقها وتوحيده .
٣-دعوة الإنسان إلى النظر في نفسه والتفكر في دلالة خلقه العجيب على عظمة خالقه وكماله .
٤-دعوة الإنسان الى النظر فيما قدمه لغده من الإيمان والأعمال الصالحة .
٥- التفكر في أجل نعم الله على العبد ؛ وهي نعمة الله عليه بالإيمان والتوفيق والهداية، وحمد الله على ذلك وشكره .
لأهل الذنوب ثلاثة أنهار عظام يتطهرون بها في الدنيا،فإن لم تف بطهرهم طهروا في نهر الجحيم يوم القيامة ؛ نهر التوبة النصوح، ونهر الحسنات المستغرقة للأوزار المحيطة بها، ونهر المصائب العظيمة المكفرة، فإذا أراد الله بعبده خيرا أدخله أحد هذه الأنهار الثلاثة، فورد القيامة طيبا طاهرا، فلم يحتج إلى التطهير الرابع .

المصدر : مدارج السالكين
‏لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة .

‏رواه مسلم
‏قال بعض أهل العلم : لا يجتنب الآثام إلا صديق مقرب ، وأما أعمال البر فيعملها البر والفاجر .
لا ريب أن الله يسامح عبده المرة والمرتين والثلاث، وإنما يخاف العنت على من اتخذ الذنب عادته، وتكرر منه مرارا كثيرة، وفي ذلك آثار سلفية، والاعتبار بالواقع يدل على هذا، ويذكر عن علي رضي الله عنه أنه دفع إليه سارق، فأمر بقطع يده، فقال: يا أمير المؤمنين، والله ما سرقت غير هذه المرة، فقال: كذبت، فلما قطعت يده قال: اصدقني، كم لك بهذه المرة؟ فقال: كذا وكذا مرة؟ فقال:صدقت، إن الله لا يؤاخذ بأول ذنب، أو كما قال .


من مدارج السالكين
قدم عروة بن أذينة على هشام بن عبد الملك في رجال من أهل المدينة، فلما دخلوا عليه ذكروا حوائجهم فقضاها ثم التفت إلى عروة، فقال له: ألست القائل:
لقد علمت وخير القول أصدقه
بأن رزقي وإن لم آت يأتيني
أسعى له فيعنيني تطلبه
ولو قعدت أتاني لا يعنيني
قال: فما أراك إلا قد سعيت له!
قال: سأنظر في أمري يا أمير المؤمنين. وخرج عنه فجعل وجهته إلى المدينة، فبعث إليه بألف دينار، وكشف عنه فقيل له:قد توجه إلى المدينة! فبعث إليه بالألف دينار، فلما قدم عليه بها الرسول، قال له: أبلغ امير المؤمنين السلام،وقل له أنا كما قلت: قد سعيت وعنيت في طلبه، وقعدت عنه فأتاني لا يعنيني.
قال أبو الوفاء بن عقيل: شاهدت شيخنا أبا إسحاق لا يخرج شيئا إلى فقير إلا أحضر النية. ولا يتكلم في المسألة إلا قدم الاستعانة بالله وإخلاص القصد في نصرة الحق دون التحسن للخلق، ولا صنف مسألة إلا بعد أن صلى ركعات، فلا جرم شاع اسمه وانتشرت تصانيفه شرقا وغربا هذه بركات الإخلاص. انتهى

توفي أبو إسحاق الشيرازي في سنة ست وسبعين وأربعمائة. ورئي في المنام وعليه ثياب بيض وعلى رأسه تاج فقيل له: ما هذا البياض؟ فقال: شرف الطاعة. قيل: والتاج؟ قال عز العلم.
2025/07/14 04:01:10
Back to Top
HTML Embed Code: