Telegram Web
فائدة:
‏قال الله تعالى: ﴿وَلَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًا إِذا قَومُكَ مِنهُ يَصِدّونَ﴾ [الزخرف: ٥٧]
‏(يَصِدّونَ) جاءت تفاسير السلف متفقة على أن معنى يصِدّون(بكسر الصاد): يَضجّون.
وللتنبيه: فقد جاء في أكثر النسخ المطبوعة لتفسير ابن كثير (يصِدّون) معناها: يضحكون.
‏وهو تصحيف، والصحيح: يضجّون، أي يصيحون ويرفعون أصواتهم.
ومعنى الآية: أن الله لما ضرب المثل في خلق عيسى بآدم عليهما السلام، حيث خلق آدم من غير أب وأم، فكذلك خلق عيسى من غير أب.
‏والكفار يقرّون بخلق آدم، لكنهم ينكرون خلق عيسى بلا أب.
‏فاحتُجّ عليهم بأنه كيف تُقرّون بأن الله يخلق بشرًا بدون أب وأم، ثم تنكرون إمكان أن يخلق بشرًا بلا أب!!
‏فلما أُقيمت عليهم الحجة ضجّوا وقالوا: ما يُريد محمدٌ منا إلا أن نعبده ونتّخذه إلهًا كما عبدت النصارى عيسى.
خاتمة: هذا أسلوب المُكابر، إذا أُقيمت عليه الحجة خرج عن الموضوع، وفتح باب التهمة والدخول في قضية أخرى، حتى يستمرّ في جداله وإشغاله لصاحب الحق، تأمّل الآية التي بعدها: ﴿وَقالوا أَآلِهَتُنا خَيرٌ أَم هُوَ ما ضَرَبوهُ لَكَ إِلّا جَدَلًا بَل هُم قَومٌ خَصِمونَ﴾ [الزخرف: ٥٨]
متى العيد؟:
‏رُوي أن لقمان الحكيم مرّ بداود-عليه السلام-وهو يصنع درعًا للحرب، فأراد أن يسأله ماذا يصنع، فصمت حتى فرغ داود، فقال: تصنع لباس حرب!
‏ثم قال: "الصمت حكمة وقليلٌ فاعله"
📌كلُّ أمر سيؤول للعلم به فالحكمة أن تنتظر وتمارس حكمة الصمت لتعلمه بنفسك.
‏"سَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما كُنتَ جاهِلاً
‏ وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تُزَوِّدِ"

‏ومادام أنك ستُكفى الجواب بنفسك فلا تستعجل بسؤال من يعلم، فضلًا عن سؤال من لا يعلم؛ فعِلمُ دخول الشهر عند الله وحده.
‏وأما الجدل والتحدّي فبليَّةٌ كُبرى، وقد قال رسول اللهﷺ: "ما ضَلَّ قومٌ بعدَ هُدًى كانوا عليهِ إلَّا أوتوا الجدَلَ" وقد هدانا رسول اللهﷺ لقطع الجدل في هذه القضيّة، فقال: "صوموا لرؤيتِه وأفطروا لرؤيتِه"
في ظلّ اصطناع منافسة محمومة في ترائي الهلال:
‏احذروا من قول: فلان انتصر، وفلان فاز، ونثق بفلان، فليس من صَدَقَ ظنُّه بفائز، وليس من لم يصدقْ ظنُّه بخاسر.
‏فالقمر مُسَخَّرٌ بأمر الله، ليس لأحد مِن أمره شيء.
‏﴿وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمرِهِ أَلا لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ﴾ [الأعراف: ٥٤]
لا تنسوا التكبير:
‏﴿وَلِتُكمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُم﴾ [البقرة: ١٨٥]
‏يُسنّ التكبير ليلة العيد إلى أن يخرج الإمام لصلاة العيد.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
‏لا إله إلا الله.
‏الله أكبر، الله أكبر.
‏ولله الحمد.
يطيب لي تهنئتكم بعيد الفطر المبارك.
‏أعاده الله علينا وعليكم ونحن بصحة وعافية في ديننا ودنيانا.
‏وكل عام وأنتم بخير.
راجع رسائل المعايدة التي وصلتك وتأكد من ردِّك على أصحابها؛فإنّ تجاهلها ليس من الدين ولا المروءة
﴿وَإِذا حُيّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيّوا بِأَحسَنَ مِنها أَو رُدّوها﴾ [النساء: ٨٦]
والشكر موصول للمشتركين والزائرين لقناة التلجرام.
‏أرحمُ الناسِ بالناس أعرَفُهم بطباع الناس.
المتشائم لا يعرف للفأل طريقًا، لو قيل له: أمامك مائة منزل بحالة جيّدة إلا بيتًا واحدًا حالته سيئة، أي بيت سيكون لك؟
‏فسيقول: البيت السيئ؛ فأنا أعرف حظّي.
‏كان رسول اللهﷺ يحب الفأل وتعجبه الكلمة الطيبة إذا سمعها فيتفاءل بها.
‏المتشائم يصنع من حروف التفاؤل شُؤمًا.
‏ذُكر أن الشاعر ابن الرومي كان كثير التشاؤم، فلا يتصرّف فيما يُصلحه لغلبة تشاؤمه، حتى إن بعض أصحابه من الأمراء افتقده، فأخبروه بحاله في التشاؤم، فبعث الأمير إليه خادمًا اسمه (إقبال) ليتفاءل باسمه، فلما أخذ أهبته للركوب قال للخادم: انصرف إلى مولاك فأنت ناقص، ومنكوس، اسمك لا بقا !!
‏فعكس اسم (إقبال) فجعلها (لا بقاء) فتشاءم بها.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
كلُّ مخاوفك تتلاشى عندما تستيقن أن الله هو حسبك ونعم الوكيل.
سألني أحدهم أنه يدعو الله في مشاريعه التجارية فيخسر، وأنه كثيرًا ما يستخير في شراء عقار فيستقرّ رأيه على تركه، ثم يرتفع سعره أضعافًا، وبعد هذا كثرت ديونه، فهل هذا معناه أن الله لم يرد له خيرًا ولم يقبل دعاءه؟

فكان الجواب: أن المؤمن الداعي والمستخير ينبغي له أن يستيقن أن الخير ليس ما نحدّده نحن، بل ما يختاره الله مما فيه صلاح للعبد.
‏فكثرة المال قد تكون سببًا لطغيانك وبعدك عن الله، وأنت لا تعلم أن نفسك تتغيّر عند كثرته، فيكون الخير الذي أراده الله لك ألا يكثر مالك.
‏والله يعلم ماضيك وحاضرك ومستقبلك وجهرك وسرّك، بل وما خفي عنك منك.
‏والخير قد يأتي في صورة نكرهها كما يكره الطفل من والديه ما فيه مصلحته، وقد قال الله تعالى: ﴿وَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَعَسى أَن تُحِبّوا شَيئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُم وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ﴾ [البقرة: ٢١٦]
لا تهتمّ بمتى تموت، ولا أين تموت، ولا كيف تموت؟
‏ ولكن اهتمّ بعلى أي شيء تموت؟
بحسن الظنّ، تأتي الأمور خيرًا مما تريد.
2025/04/16 06:24:32
Back to Top
HTML Embed Code: