tgoop.com/ebrahimtamimi/1485
Last Update:
[لماذا يحرصُ الشيطانُ على صدِّ الناسِ عن طلبِ العلمِ الشَّرعي؟]
إبليس له حِيلٌ كثيرة في صدِّ الناس عن طلب العلمِ الشرعي الذي لو اهتمّ به المرء لنال خيراً عظيما في دينه ودنياه.
وقد بيَّن العلامةُ ابن الجوزي رحمه الله السببَ في ذلك؛ فقال بعد أن ذَكَر بعض حيَل الشيطان في صدِّ الناس عن العلم كتفضيل التعبد على طلب العلم:
«وهذا من خفي حيل إبليس، ﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ﴾ [سبأ:٢٠]، وإنما فَعَلَ وزيَّنَهَ عندهم لسببين:
أحدُهما: أنَّه أرادهم يمشون في الظُّلمَة. [أي: يستمرون في ظلمات الجهل يتخبطون]
والثاني: أنَّ تصفُّحَ العلمِ كلَّ يومٍ يزيدُ في العالِم، ويكشفُ لهُ ما كان خَفِيَ عنه، ويُقوّي إيمانَهُ ومعرفتَه، ويُريهِ عيبَ كثيرٍ من مسالكِه، إذا تَصفَّحَ مِنهاجَ الرسولِ ﷺ والصحابة.
فأراد إبليسُ سَدَّ تلك الطُّرُقِ بأخفى حِيلة؛ فأظهرَ أنَّ المقصودَ العملُ لا العلمُ لنفسِه، وخَفِي على المخدوعِ أنَّ العلمَ عملٌ، وأيُّ عملٍ!
فاحذر من هذه الخديعة الخفيَّةِ، فإنَّ العلمَ هو الأصلُ الأعظمُ والنورُ الأكبر.
وربما كان تقليبُ الأوراقِ أفضلُ من الصَّومِ والصلاةِ والحجِّ والغزو.
وكم من مُعرضٍ عن العلمِ يخوضُ في عذابِ الهوى في تعبُّده، ويُضيِّعُ كثيرًا من الفرضِ بالنفل، ويشتغلُ بما يزعمُه الأفضلَ عن الواجبِ، ولو كانت عنده شُعلَةٌ من نُورِ العلمِ، لاهتدى!
فتأمَّل ما ذكرتُ لك، تَرشُد إن شاء الله تعالى».
[صيد الخاطر (ص:١٨٤)]
انتقاه أبو الحارث إبراهيم التميمي
BY أبو الحارث إبراهيم التميمي
Share with your friend now:
tgoop.com/ebrahimtamimi/1485