Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
- Telegram Web
Telegram Web
[مداواة المرضى بالصدقة وتأثيرها على دفع البلاء]

عن أبي أمامة قال: قال رسول الله ﷺ:

«داوُوا مرضاكم بالصدقة».

[رواه أبو الشيخ في «الثواب»، وحسّنه الألباني في «صحيح الجامع» (٥٦٦٩) (٣٣٥٨)، و«صحيح الترغيب» (٧٤٤)]

قال الإمام ابن القيّم رحمه الله:

«فإنّ للصَّدَقة تأثيرًا عجيبًا في دفع أنواع البلاء، ولو كانت مِن فاجر أو مِن ظالِمٍ بل من كافر، فإنّ الله تعالى يدفع بها عنه أنواعًا من البلاء؛ وهذا أمرٌ معلوم عنْدَ الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مُقرُّون به لأنهم جرَّبوه».

[الوابل الصيب (ص:٤٩)]

والصدقةُ والإحسانُ سببٌ مهم من أسباب دفعِ البلاء ودَفعِ العينِ وشرِّ الحاسد؛ ي
قول الإمامُ ابنُ القيّم رحمه الله:

«فإنّ لذلك [أي: للصدقةِ والإحسان] تأثيرًا عجيبًا في دَفْع البلاء، ودفع العين، وشرِّ الحاسد، ولو لم يكنْ في هذا إلا تجاربُ الأُمم قديمًا وحديثًا لكفى به.

فما يكادُ العينُ والحسدُ والأذى يتسلَّطُ على محسنٍ متصدِّقِ!

وإن أصابه شيءٌ من ذلك كان مُعَامَلًا فِيه باللُّطفِ والمعونة والتأييد، وكانت له فِيه العاقبةُ الحميدةُ.

فالمحسنُ المُتَصَدِّقُ في خَفارة
[أي: ذِمّة] إحسانه وصَدَقته، عليه من الله جُنَّةٌ واقيةٌ وحِصنٌ حصينٌ».

[بدائع الفوائد (٧٧١/٢)]

انتقاء أبي الحارث إبراهيم التميمي
‏[شُروطُ الصَّدِيق]


قال العلّامة ابن جُزي الغرناطيُّ:

"النّاس ثلاثة أصنافٍ:
-أصدقاءُ، وقليل ما هم.
-ومعارفُ، وهم أضرُّ الناس عليه.
-ومن لا يعرفك ولا تعرفهُ؛ فقد سلِمتَ منه،و سلِم منك.

فأما الصديق فشروطه سبعة:

الأولُ: أن يكون سُنيا في اعتقاده.

الثاني: أنْ يكونَ تَقِيّا فِي دِينهِ، فإنّهُ إنْ كانَ بِدعِيّاً أو فاسِقاً رُبّما جَرّ صاحبَه إلى مذهبِه أو ظن الناس فيهِ ذلك، فإن المرءَ على دِين خليلهِ.

الثالث: أنْ يكون عاقلاً، فصحبَةُ الأحمقِ بلآء.

الرابعُ: أن يكون حَسن الخُلُقِ، فإن كان سيءَ الخُلُقِ لم تُؤمنْ عداوته...

الخامس: أن يكونَ سليمَ الصدرِ في الحُضور والغيبةِ، لا حقوداً ولا حسوداً، ولا مُريداً للشّر، ولا ذَا وجهينِ.

السادس: أنْ يكون ثابتَ العهد، غَير مَلُولٍ ولا مُتلون.

السابعُ: أن يقومَ بحقوقكَ كما تقوم بحقوقه، فلا خير في صحبةِ من لا يرى لك من الحق مثل الذي ترى له"


(القوانينُ الفقهيّة)(ص٣٢٨-٣٢٩)



🔘https://www.tgoop.com/dr_elbukhary

🔄
[من الآيات الدالة على ثبوت العين]

قَال تَعَالَى: ﴿وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ، وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ، وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ، إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا للَّهِ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ [يوسف: ٦٧]:

قال الإمامُ ابنُ جرير الطبري رحمه اللهُ فِي تَفسيرِها:

«يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ يَعْقُوبُ لِبَنِيهِ لَمَّا أَرَادُوا الْخُرُوجَ مِنْ عِنْدِهِ إِلَى مِصْرَ لِيَمْتَارُوا الطَّعَامَ: يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِصْرَ مِنْ طَرِيقٍ وَاحِدٍ، وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ، وَذَكَرَ أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ لَهُمْ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا رِجَالًا لَهُمْ جَمَالٌ وَهَيْبَةٌ، فَخَافَ عَلَيْهِمُ الْعَيْنَ إِذَا دَخَلُوا جَمَاعَةً مِنْ طَرِيقٍ وَاحِدٍ وَهُمْ وَلَدُ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَفْتَرِقُوا فِي الدُّخُولِ إِلَيْهَا».

وذكر جُملةً من الآثار في هذا المعنى عَنِ ابنِ عبَّاس والضَّحَّاكِ وقَتَادَة وغيرهم، قال قَتَادَة: «كَانُوا قَدْ أُوتُوا صُورَةً وَجَمَالًا، فَخَشِيَ عَلَيْهِمْ أَنْفُسَ النَّاسِ»، وقال أيضا: «خَشِيَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ الْعَيْنَ عَلَى بَنِيهِ، كَانُوا ذَوِي صُورَةٍ وَجَمَالٍ».

وعَنْ مُجَاهِدٍ في قوله تعالى: ﴿إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا﴾ [يوسف: ٦٨] قَالَ: «خَشْيَةَ الْعَيْنِ عَلَيْهِمْ».

[انظر: جامع البيان (٢٣٧/١٣)]

ومن الآياتِ الدالةِ على العين كذلك قولُه تَعالى: ﴿وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ﴾ [القلم:٥١].

قال العلامة السعدي: «أي: يصيبوه بأعينهم، من حسدهم وغيظهم وحنقهم».

[تيسير الكريم الرحمن (ص:٨٨١)]

انتقاء أبي الحارث إبراهيم التميمي
[حِكمةٌ عظيمةٌ مِن حِكَمِ اللهِ في البلاءِ والشِّدَّةِ والمصائبِ والأمراضِ التي يُنزِلها بعبادِه المؤمنين]

إنَّ مِن أعظمِ الحكمِ من تقديرِه سبحانه لهذه المصائب على عبادِه المؤمنين ما يَحْصُلُ لَهُمْ بسببِها من التَّعلُّقِ باللهِ والإنابةِ إليهِ والتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وحَلاوَةِ الإيمانِ وذَوْقِ طَعْمِهِ.

فهو سبحانه وتعالى يُريدُ سَماعَ دُعائِهم وتضرُّعِهم وتَذلُّلهم؛ قَالَ تَعَالَى:

﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ﴾ [الأنعام:٤٢]

قال الحافظُ ابنُ كثير رحمه الله في تفسيرها: «﴿بِالْبَأْساءِ﴾ يَعْنِي الْفَقْرَ وَالضِّيقَ فِي الْعَيْشِ، وَ﴿الضَّرَّاءِ﴾ وَهِيَ الْأَمْرَاضُ وَالْأَسْقَامُ وَالْآلَامُ، ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ﴾ أَيْ يَدْعُونَ اللَّهَ وَيَتَضَرَّعُونَ إِلَيْهِ وَيَخْشَعُونَ».

وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الْأَعْرَافِ:١٦٨].

قال الحافظُ ابنُ كثير رحمه الله في تفسيرها: «﴿وَبَلَوْنَاهُمْ﴾ أَيِ: اخْتَبَرْنَاهُمْ ﴿بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ﴾ أَيْ: بِالرَّخَاءِ وَالشِّدَّةِ، وَالرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ، وَالْعَافِيَةِ وَالْبَلَاءِ».

ففي طيَّاتِ المصائبِ والشدائدِ مِنَحٌ وخيراتٌ للمؤمنين؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«مِن تَمامِ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلى عِبادِهِ المُؤْمِنِينَ أنْ يُنْزِلَ بِهِمْ مِن الشِّدَّةِ والضُّرِّ ما يُلْجِئُهُمْ إلى تَوْحِيدِهِ، فَيَدْعُونَهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ، ويَرْجُونَهُ لا يَرْجُونَ أحَدًا سِواهُ، فَتَتَعَلَّقُ قُلُوبُهُمْ بِهِ لا بِغَيْرِهِ!

فَيَحْصُلُ لَهُمْ مِن التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، والإنابَةِ إلَيْهِ، وحَلاوَةِ الإيمانِ وذَوْقِ طَعْمِهِ، والبَراءَةِ مِن الشِّرْكِ ما هُوَ أعْظَمُ نِعْمَةً عَلَيْهِمْ مِن زَوالِ المَرَضِ والخَوْفِ، أوْ الجَدْبِ أوْ الضُّرِّ.

وما يَحْصُلُ لِأهْلِ التَّوْحِيدِ المُخْلِصِينَ لِلَّهِ الدِّينَ أعْظَمُ مِن أنْ يُعَبِّرَ عَنْهُ مَقالٌ، ولِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِن ذَلِكَ نَصِيبٌ بِقَدْرِ إيمانِهِ
».

[نقله عنه ابنُ مفلح في «الآداب الشرعية» (٢/‏١٨٥)]

كتبه أبو الحارث إبراهيم التميمي
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَأَنَا أُحَرِّكُ شَفَتَيَّ، فَقَالَ: «يَا أَبَا أُمَامَةَ، مَا تَصْنَعُ؟» قَالَ: قُلْتُ: أَذْكُرُ رَبِّي، قَالَ: «أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى شَيْءٍ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ ذِكْرِكَ اللَّيْلِ مَعَ النَّهَارِ، وَذِكْرِكَ النَّهَارَ مَعَ اللَّيْلِ؟» قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ:

«قُلْ: (سُبْحَانَ اللَّهِ) عَدَدَ مَا خَلَقَ اللَّهُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ مَا خَلَقَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ،

وَ
(الْحَمْدُ لِلَّهِ) عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ كُلِّ شَيْءٍ،

وَ(اللَّهُ أَكْبَرُ) عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ مِلْءَ مَا خَلَقَ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ عَدَدَ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ مِلْءَ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ مِلْءَ كُلِّ شَيْءٍ،

وَ(لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِلْءَ مَا خَلَقَ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَدَدَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِلْءَ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَدَدَ كُلَّ شَيْءٍ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِلْءَ كُلِّ شَيْءٍ،

قُلْهُنَّ يَا أَبَا أُمَامَةَ وَعَلِّمْهُنَّ عَقِبَكَ؛ فَإِنَّهُنَّ أَفْضَلُ مِنْ ذِكْرِكَ اللَّيْلِ مَعَ النَّهَارِ، وَذِكْرِكَ النَّهَارَ مَعَ اللَّيْلِ
».

[«الدعوات الكبير» للبيهقي (١٥١)، وانظر: «السلسلة الصحيحة» للألباني (٢٥٧٨)]
[من أعظم مشاريع العمر]

أوصيكم أيها الإخوة جميعا بالاهتمام بحفظ القرآن وتدبره والعمل به؛ فإن الواحد منا لو مات على التوحيد والسنة، وفي قلبه القرآن متقنا، وقيل له يوم القيامة: (اقْرَأْ، وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا) فما الذي فاته؟!
أبو الحارث إبراهيم التميمي pinned «[أهميَّةُ التماسِ العُذر واحتمالِ النَّاسِ وسلامةِ الصَّدر، وحرمةُ إساءةِ الظَّنِّ بالمؤمنِ من غيرِ موجبٍ] كان رسُولُ اللهِ ﷺ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ: «مَرْحَبًا بِكِ مِنْ بَيْتٍ، مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ.…»
Audio
أرغب في طلب العلم ولكني أنسى كثيرا! | الشيخ صالح آل الشيخ، وفيه وصية مهمة تجعل الحافظة قوية.
توفي الشيخ العلامة علي بن محمد بن ناصر فقيهي المدرس بالمسجد النبوي؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون، رحم الله الشيخ وغفر له وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء.
[النَّاسُ كَثِيرٌ، وَالْمَرْضِيُّ مِنْهُمْ قَلِيلٌ!]

في الصحيحين عن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ، لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً»، هذا لفظ البخاري ولفظ مسلم: «تَجِدُونَ النَّاسَ كَإِبِلٍ مِائَةٍ، لَا يَجِدُ الرَّجُلُ فِيهَا رَاحِلَةً».

نقل الحافظ ابن حجر رحمه الله عن الْخَطَّابِيّ قولين في معنى الحديث، فذكر الأول ثم قال:

«وَالثَّانِي: أَنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ أَهْلُ نَقْصٍ، وَأَمَّا أَهْلُ الْفَضْلِ فَعَدَدُهُمْ قَلِيلٌ جِدًّا، فَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الرَّاحِلَةِ فِي الْإِبِل الحمولة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى : ﴿وَلَكِن أَكثر النَّاس لَا يعلمُون﴾...

قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: الَّذِي يُنَاسِبُ التَّمْثِيلَ: أَنَّ الرَّجُلَ الْجَوَادَ الَّذِي يَحْمِلُ أَثْقَالَ النَّاسِ، وَالْحَمَالَاتِ عَنْهُمْ، وَيَكْشِفُ كُرَبَهُمْ: عَزِيزُ الْوُجُودِ، كالراحلة فِي الْإِبِل الْكَثِيرَة.

وَقَالَ ابن بَطَّالٍ: مَعْنَى الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّاسَ كَثِيرٌ، وَالْمَرْضِيَّ مِنْهُمْ قَلِيلٌ، وَإِلَى هَذَا الْمَعْنَى أَوْمَأَ الْبُخَارِيُّ بِإِدْخَالِهِ فِي بَابِ رَفْعِ الْأَمَانَةِ، لِأَنَّ مَنْ كَانَتْ هَذِهِ صِفَتَهُ فَالِاخْتِيَارُ عَدَمُ مُعَاشَرَتِهِ».

[انتهى باختصار من «فتح الباري» (٣٣٥/١١)]

قال ابن الأثير رحمه الله:

«(النَّاسُ كإبِلٍ مائةٍ لَا تَجِدُ فِيهَا راحلَةً) يَعْنِي: أَنَّ المَرْضِيَّ الْمُنتَجَب مِنَ النَّاسِ، فِي عِزَّةِ وُجُودِهِ: كالنّجِيبِ مِنَ الإبِلِ الْقَوِيِّ عَلَى الْأَحْمَالِ وَالْأَسْفَارِ الَّذِي لَا يُوجَدُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْإِبِلِ».

[النهاية في غريب الحديث والأثر (١٥/١)]

انتقاه أبو الحارث إبراهيم التميمي
[الحزنُ يُضعِفُ القلبَ، ويُوهِن العزمَ، ولا شيء أحبُّ إلى الشيطان من حزن المؤمن!]

في الصحيحين عن النبيّ ﷺ أنَّه كان يقول في دعائه:

«اللّهم إنِّي أعوذُ بك من الهمِّ والحزَن، والعجزِ والكسَل، والجُبن والبُخل، وضلَع الدَّيْن وغلبة الرِّجال».

[البخاري (٢٨٩٣)، ومسلم (٢٧٠٦)]

قال الإمامُ ابن القيّم رحمه الله:

«والمقصود أنَّ النبيّ ﷺ جَعَل الحزنَ مما يُستعاذ منه، وذلك لأنَّ الحزن يُضعِفُ القلبَ، ويُوهِن العزمَ، ويغيّر الإرادة؛ ولا شيء أحبُّ إلى الشيطان من حزن المؤمن، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [المجادلة:١٠]، فالحزنُ مرضٌ من أمراضِ القلبِ يَمنعُه من نهوضِهِ وسيرِه وتشميرِه…».

[طريق الهجرتين (٦٠٧/٢)]

انتقاء أبي الحارث إبراهيم التميمي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#جديد #مرئيات_ميراث_الأنبياء

▫️ماهو الشرك الأصغر؟▫️

🎙 لفضيلة الشيخ:
أبو الحارث إبراهيم التميمي
-حفظه الله تعالى-
[من ترك لوجه اللهِ أمرًا أو فعله لوجهه= بَذَل اللهُ له أضعاف ما تركه من ذلك الأمر أضعافًا مضاعفة، وجازاه بأضعاف ما فعله لأجله أضعافًا مضاعفة!]

قال الإمامُ ابن القيّم رحمه الله:

«وإذا تأمَّلتَ حكمتَه سبحانه فيما ابتلى به عبادَه وصفوته بما ساقهم به إلى أجلِّ الغايات وأكمل النِّهايات التي لم يكونوا يعبُرون إليها إلا على جسرٍ من الابتلاء والامتحان، وكان ذلك الجسرُ لكماله كالجسر الذي لا سبيل إلى عُبورهم إلى الجنة إلا عليه، وكان ذلك الابتلاءُ والامتحانُ عَيْنَ المنح في حقِّهم والكرامة، فصورتُه صورةُ ابتلاءٍ وامتحان، وباطنُه فيه الرحمةُ والنِّعمةُ والمنَّة.

فكم لله من نعمةٍ جسيمةٍ ومنَّةٍ عظيمة تُجنى من قطوف الابتلاء والامتحان!».

ثم قال:

«تأمَّل حال أبينا… إبراهيم ﷺ؛ إمام الحنفاء، وشيخ الأنبياء، وعَمُود العالم، وخليل ربِّ العالمين من بني آدم، وتأمَّل ما آلت إليه محنتُه وصبرُه وبذلُه نفسَه لله.

وتأمَّل كيف آل به بذلُه لله نفسَه ونصرُه دينَه إلى أن اتخذه الله خليلًا لنفسه، وأمر رسوله وخليله محمَّدًا ﷺ أن يتَّبع ملَّته.

وأنبِّهك على خصلةٍ واحدةٍ مما أكرمه الله به في محنته بذبح ولده؛ فإنَّ الله عز وجل جازاه على تسليمه ولدَه لأمر الله بأن بارك في نسله وكثَّره، حتى ملأ السَّهل والجبل؛ فإنَّ الله تعالى لا يتكرَّمُ عليه أحد، وهو أكرمُ الأكرمين، فمن ترك لوجهه أمرًا أو فعله لوجهه بَذَل اللهُ له أضعاف ما تركه من ذلك الأمر أضعافًا مضاعفة، وجازاه بأضعاف ما فعله لأجله أضعافًا مضاعفة.

فلما أُمِرَ إبراهيمُ بذبح ولده فبادر لأمر الله، ووافَق عليه الولدُ أباه، رضًا منهما وتسليمًا، وعَلِم الله منهما الصِّدق والوفاء فَدَاه بذِبْحٍ عظيم وأعطاهما ما أعطاهما من فضله، وكان من بعض عطاياه أن بارك في ذريَّتهما حتى ملؤوا الأرض!

فإنَّ المقصود بالولد إنما هو التناسلُ وتكثيرُ الذُّريَّة، ولهذا قال إبراهيم: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [الصافات: ١٠٠]، وقال: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾ [إبراهيم: ٤٠].

فغايةُ ما كان يَحْذَرُ ويخشى مِنْ ذبح ولده انقطاع نسله، فلمَّا بذل ولده لله وبذل الولدُ نفسَه، ضاعفَ الله النَّسل، وبارك فيه، وكثَّره، حتى ملؤوا الدُّنيا، وجعل النبوَّة والكتابَ في ذريَّته خاصَّة، وأخرج منهم محمَّدًا ﷺ».

[مفتاح دار السعادة (٢/‏٨٤٧)]

انتقاه أبو الحارث إبراهيم التميمي
[اغْتَنِمُوا شَبَابَكُمْ وَقُوَّتَكُمْ في الطَّاعاتِ والخَيراتِ]

قَالَ أَبُو إِسْحَاق السَّبيعي رحمه اللهُ:

«يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، اغْتَنِمُوا -يَعْنِي: شَبَابَكُمْ وَقُوَّتَكُمْ-؛ قَلَّمَا مَرَّتْ بِي لَيْلَةٌ، إِلَّا وَأَنَا أَقْرَأُ فِيهَا أَلْفَ آيَةٍ، وَإِنِّي لَأَقْرَأُ الْبَقَرَةَ فِي الرَّكْعَةِ، وَإِنِّي لَأَصُومُ الْأَشْهُرَ الْحُرُمَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ، ثم تلا: ﴿وَأمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾».

[مسند ابن الجعد (٤٠٤)، وشعب الإيمان للبيهقي (٦٦١٣)]
[حكم قتل الكلاب السائبة]

سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة الإمام ابن باز رحمه الله عن حكم قتل الكلاب السائبة في الأحياء السكنية لما تسببه بنباحها من إزعاج، وما ينتج عنها أيضا من منظر غير مقبول نتيجة تجمعها وتجولها في الأحياء؟ علما أن الطريقة التي يتم بها قتلها هي طريقة جماعية، بواسطة وضع السموم اللازمة، ويصعب التفريق بين المؤذي أو خلافه.

فأجابت اللجنة بما يلي:

«أولا: لا يجوز قتل الكلب غير المؤذي ولا إلحاق الضرر به.

ثانيا: لا بأس بقتل الكلب المؤذي بالعقر أو الافتراس أو بحمله الداء، وذلك بطريق لا يتعدى ضرره إلى غير المؤذي.

ثالثا: ما جاء في السؤال من أن الكلاب مؤذية بنباحها، وأن منظرها غير مقبول، فهذه لا يجوز جعلها أسبابا تجيز إلحاق أي ضرر بهذا الحيوان.

رابعا: لا يجوز القتل الجماعي للكلاب قتلا يعم المؤذي وغيره؛ لأن النبي ﷺ نهى عن قتل الكلاب، وأذن في قتل الكلب العقور، وبالله التوفيق».

[فتاوى اللجنة الدائمة (٢٠٤/٢٦)، الفتوى رقم (١٨٠٢٩)]

انتقاه أبو الحارث إبراهيم التميمي
[لماذا يحرصُ الشيطانُ على صدِّ الناسِ عن طلبِ العلمِ الشَّرعي؟]

إبليس له حِيلٌ كثيرة في صدِّ الناس عن طلب العلمِ الشرعي الذي لو اهتمّ به المرء لنال خيراً عظيما في دينه ودنياه.

وقد بيَّن العلامةُ ابن الجوزي رحمه الله السببَ في ذلك؛ فقال بعد أن ذَكَر بعض حيَل الشيطان في صدِّ الناس عن العلم كتفضيل التعبد على طلب العلم:

«وهذا من خفي حيل إبليس، ﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ﴾ [سبأ:٢٠]، وإنما فَعَلَ وزيَّنَهَ عندهم لسببين:

أحدُهما: أنَّه أرادهم يمشون في الظُّلمَة. [أي: يستمرون في ظلمات الجهل يتخبطون]

والثاني: أنَّ تصفُّحَ العلمِ كلَّ يومٍ يزيدُ في العالِم، ويكشفُ لهُ ما كان خَفِيَ عنه، ويُقوّي إيمانَهُ ومعرفتَه، ويُريهِ عيبَ كثيرٍ من مسالكِه، إذا تَصفَّحَ مِنهاجَ الرسولِ ﷺ والصحابة.

فأراد إبليسُ سَدَّ تلك الطُّرُقِ بأخفى حِيلة؛ فأظهرَ أنَّ المقصودَ العملُ لا العلمُ لنفسِه، وخَفِي على المخدوعِ أنَّ العلمَ عملٌ، وأيُّ عملٍ!

فاحذر من هذه الخديعة الخفيَّةِ، فإنَّ العلمَ هو الأصلُ الأعظمُ والنورُ الأكبر.

وربما كان تقليبُ الأوراقِ أفضلُ من الصَّومِ والصلاةِ والحجِّ والغزو.

وكم من مُعرضٍ عن العلمِ يخوضُ في عذابِ الهوى في تعبُّده، ويُضيِّعُ كثيرًا من الفرضِ بالنفل، ويشتغلُ بما يزعمُه الأفضلَ عن الواجبِ، ولو كانت عنده شُعلَةٌ من نُورِ العلمِ، لاهتدى!

فتأمَّل ما ذكرتُ لك، تَرشُد إن شاء الله تعالى».

[صيد الخاطر (ص:١٨٤)]

انتقاه أبو الحارث إبراهيم التميمي
[مَنْ قَهَرَ هَوَاهُ عَزَّ وَسَادَ]

عَن فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:

«الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ لِلَّهِ» أَوْ قَالَ: «فِي اللهِ».

[أخرجه أحمد (٢٣٩٥١)، والترمذي (١٦٢١)، وصححه الألباني]

قَالَ الْإِمَامُ ابْنُ الْقَيِّمِ رحمه اللهُ: سَمِعْت شَيْخَنَا -يَعْنِي شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ رَحمه اللَّهُ- يَقُولُ:

«جِهَادُ النَّفْسِ وَالْهَوَى أَصْلُ جِهَادِ الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ، فَإِنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى جِهَادِهِمْ حَتَّى يُجَاهِدَ نَفْسَهُ وَهَوَاهُ أَوَّلًا، حَتَّى يَخْرُجَ إلَيْهِمْ».

[روضة المحبين ط. عطاءات العلم (١/‏٦٤٠)]

نقله العلامةُ السَّفارينيُّ رحمه اللهُ في «غذاء الألباب» (٤٥٨/٢) وقال:

«فَمَنْ قَهَرَ هَوَاهُ عَزَّ وَسَادَ، وَمَنْ قَهَرَهُ هَوَاهُ ذَلَّ وَهَانَ وَهَلَكَ وَبَادَ».

وقال الحافظُ ابنُ رجبٍ رحمه اُلله:

«فلذلك يحتاجُ العبدُ في هذهِ الدارِ إلى مُجاهدةٍ عظيمةٍ، يُجاهدُ نفسَهُ في الله عز وجل…

فمنْ كانتْ نفسُه شريفةً، وهمَّتُهُ عالية لم يرض لَهَا بالمعاصِي، فإنها خيانة، ولا يَرْضَى بالخيانة إلا مَن لا نفسَ لهُ!

قال بعضُ السلفِ: رأيتُ المعاصِي نذالة، فتركتُها مروَّةً فاستحالتْ ديانةً…

وقالَ بعضُهُم: ما أكرمَ العبادُ أنفسَهُم بمثلِ طاعةِ اللَّهِ، ولا أهانوها بمثلِ معاصِي اللَّه عز وجل، فمنِ ارتكبَ المحارمَ فقد أهانَ نفسَهُ
».

[شرح حديث «مثل الإسلام» (١/‏٢٠٣) باختصار يسير]

انتقاه أبو الحارث إبراهيم التميمي
[كلُّ من خانَ اللهَ في أمرٍ من الأمور، فإنَّه يُفسده عليه]

قال الإمامُ ابنُ القيّم رحمه اللهُ:

«مَن نَصَر هواه فَسَدَ عليه رأيُه وعقلُه؛ لأنَّه قد خانَ اللهَ في عقلِه، فأفسده عليه، وهذا شأنُه سبحانه في كلِّ من خانَه في أمرٍ من الأمور، فإنَّه يُفسده عليه.

قال المعتصمُ يومًا لبعض أصحابِه: يا فلان! إذا نُصر الهوى؛ ذهبَ الرَّأي.

وسمعتُ رجلًا يقولُ لشيخنا: إذا خانَ الرجلُ في نقدِ الدَّراهم؛ سَلبَهُ اللهُ معرفةَ النَّقدِ ــ أو قال: نسيه ــ فقال الشيخ: هكذا من خانَ اللهَ ورسولَه في مسائلِ العلم».

[روضة المحبين (ص:٦٤١)]
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي اللهُ عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:

«مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ حَسَنَةً».

[أخرجه الطبراني في الكبير (٥٠٩٢)، وجوَّد إسناده الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/‏٢١٠)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (٥٩٠٢)]

فتأمل هذه الأجور العظيمة؛ فإنَّ الحسنةَ بعشرِ أمثالها إلى أضعافٍ مُضاعفةٍ كثيرةٍ في أعدادِ المُؤمنين من لدُن أبينا آدمَ عليه السلام إلى آخرِ نَفسٍ مؤمنة، وهذا يدلّ على عظيم فضلِ اللَّه وسَعَة كرمِه وجُودِه وإحسانه.

فاللهمّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
2024/11/23 15:30:37
Back to Top
HTML Embed Code: