Telegram Web
قد يبني الرجل بدل البيت بيوتًا
ولكن وحدها المرأة التي تجعل من البيت سكنًا.
بعد كل فقد.. تحتشد بذاكرتك فكرة أن الحياة لا تعدو كونها لحظة فرح مع الأحبة.. وأن كل هذا السعي الحثيث لإثبات الوجود.. العراك.. الكره.. دهس الآخرين صوب هدفك.. الشهرة.. الرغبة في الثراء.. كلها تبدو ضئيلة أمام تيبس نقطة دمٍ بجسدك.. وتدرك بعدها أنك قد لهوت عن لحظاتك الجيدةِ بمشاعر غير نقيةٍ كان يمكنك تجاوزها.. ثم تترك كل هذا وراءك بعد رجاءٍ ولو لعودةٍ قصيرةٍ للاعتذار من كل الناس.. حتى عن التفاتةٍ غير مقصودةٍ آذتهم.

لا شيء مهم والله.. لا شيء
‏من الأحاديث ما تعود منها بشوق لصمتك.. حاملاً ندماً خفياً.. متحسراً على كلماتك التي لطالما دسستها لمن يستحقها.. ثم بذرتها بطيش على غيره.
‏من الأحاديث ما تدخلها كإنسان ما.. وتخرج منها كآخر.. محتشداً بفكرة أن الفضول عثرة في طريق احتفاظك بقيمتك.. وأن بعضهم فخاخ تغريك بفاكهة الكلام
خدعك الحنين فعدت.. وها أنت وقد تُركت من جديد.. ترتب الحسرات في رف قلبك مثل قطعٍ ثمينة.
‏تمشي على مهلك
‏أخيراً..
‏لقد عرفت أن شيئاً لا
يستحق أن تصل إليه
‏بلهفتك.
‏مشكلتك.. أنك تقوم بإلغاء المسافات بينك وبين الآخرين تماماً.. لذلك أنت دائماً في ورطة.. ولا تعلم كم هو مهم أن تتمسك بمسافة ولو قصيرة جداً مع الناس.. إنها ستنقذك في اللحظة الحاسمة.. حين تكتشف أن اقترابك أخطر مما كنت تراه وأنت بعيد.
‏توافدت عليك كل الأشياء.. في اللحظة التي توقفت فيها لهفتك إليها.. الأمر مربك وغريب.. لكنه على كل حال مريح.. مريحٌ لأنك لم تعد تبالي.. ولأنه وضع انتظاراتك الطويلة عند حدها أخيراً.
اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليّت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
مثل ظل..
تعبُرك كل الأشياء
بسهولة..
حتى الأيام.
هوّن عليك.. الكلّ قابلٌ للترك.. بما فيهم أنت.
‏الصمت يا رب..
‏مدّنا به بغزارةٍ كي لا نموت
‏بجرعةٍ زائدةٍ من
‏الكلام.
يتطاولُ السِّلك
كثيراً..
ويتّسع له قلبُ الإبرة.
‏مشكلة البعض معك.. أنه لا مشكلة لديك معهم.. يغضبهم أنك مهتم بشأنك فقط.
‏لا أُصِر
‏على الأشياء
‏التي لا تأتي
‏من تِلقاء نفسها
‏إن جاءت
‏وإن لم تأتي
‏تساوت اللهفة
‏وما عادَ الأمر يُهم.
صباح الخير
‏المسافة صفر خطيرة.. ليس في الحروب فقط.. بل حتى في علاقاتك مع الآخرين.
‏﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ﴾
مع تقدم الزمن وانسياب العمر كالنهر الجاري، ندرك أن الحياة ليست سوى سلسلة من التحولات الدقيقة، حيث لا يبقى شيء كما كان. المشاعر تتبدل، والعلاقات تتغير، والعطاء يأخذ أشكالًا جديدة، ليس لضعف فينا، بل لأن الزمن يحمل معه قوانينه الخاصة، قوانين النقصان والامتلاء.

إن الإنسان الذي كان يفيض حضورًا قد يغدو صامتًا، ليس لأنه أقل حبًا، بل لأن التعبير نفسه يتغير، كما تتغير فصول العام. وما كان يومًا زهرًا متفتحًا قد يتحول إلى شجرة صامدة، جذورها عميقة، لكنها تبدو بلا أزهار.

على الإنسان أن يفهم أن العلاقات، كالنفس، تحتاج إلى مساحة للتنفس، وإلى وقت لاستيعاب التحولات التي يفرضها الزمن. التراجع في الوهج ليس انطفاءً، بل هو تحولٌ نحو عمقٍ أعمق.

الحب، الصداقة، العطاء—جميعها لا تقاس بسطحيتها ولا بمظاهرها، بل بقدرتها على الصمود وسط عواصف الحياة. إن حسن الظن، والقبول بالتغيير، والاحترام للحظات الصمت هي مفاتيح البقاء في هذا العالم الذي لا يثبت على حال. الزمن، إذن، ليس عدوًا يُسرق منا، بل معلمًا يعلمنا كيف نحب بحكمة، وكيف نصمت ببلاغة، وكيف نصبر بجمال.
‏وإنك مثل ماء..
‏تتشكل كل مرةٍ كيفما
‏شاء محيطك..
‏لكنك حين تفيض غضباً
‏تغمر كل ما حولك
‏وتمضي بعيداً.
ليتقدّس قلبك وهو يفكّ عنه أخيراً سلاسل ‏البقاء على خجل.. ‏ويمارس طقس التجاهلِ ‏بوجهٍ لا يندى.
‏أحبكِ
بملءِ قلبكِ أيضاً..
قلبي لم يعُد
كافياً.
2025/01/24 05:15:38
Back to Top
HTML Embed Code: