أي وطنٍ هذا الذي
حاكمهُ مُراهِن وأَهلهُ رهائِن
أي وطنٍ هذا الذي
سماؤهُ مراصِد وأرضهُ كمائِن
أي وطنٍ هذا الذي
هواؤهُ الآهات والضغائِن ..
- أحمد مطر
حاكمهُ مُراهِن وأَهلهُ رهائِن
أي وطنٍ هذا الذي
سماؤهُ مراصِد وأرضهُ كمائِن
أي وطنٍ هذا الذي
هواؤهُ الآهات والضغائِن ..
- أحمد مطر
"وأحلف بالله العظيم، لو أن الشيخ الحويني دُفن في مصر لكانت جنازته مشهودة، ولكانت أكبر وأعظم جنازة في تاريخ مصر، ولشهدها الناس بالملايين ولو حبوا من جميع ربوع القُطر المصري، بمحافظاته ومُدنه وقُراه ونُجوعه.
ولكان ذلك مصداقَ جملةِ الشيخِ الشهيرةِ التي يحكيها عن سلفه: "بيننا وبينهم الجنائز."
وإني لأُسجّل هنا فوق حزني على رحيل الشيخ، حزني على أني لم أُصلِّ عليه، ولا سِرتُ في جنازته؛ وإني لأعلم أن ملايين الشباب في مصر حالهم حالي، والذي فحواه: "إن فاتنا المثول بين يديه تعلّمًا واستفادةً من سمته، فلا تفوتنا الصلاة عليه، نودّعه، ونؤدّي له بالصلاة عليه ولو مثقال ذرة مما في أعناقنا له."
وإن كنت أتيقّن أن صلاتنا عليه تنفعنا أكثر مما تنفعه.
رحم الله الشيخ، وسامح من حرمنا ذلك الوداع المهيب، الذي يملأ قلوب كارهيه غيظًا، ويَشفِي صدورَ قومٍ مؤمنين!"
ولكان ذلك مصداقَ جملةِ الشيخِ الشهيرةِ التي يحكيها عن سلفه: "بيننا وبينهم الجنائز."
وإني لأُسجّل هنا فوق حزني على رحيل الشيخ، حزني على أني لم أُصلِّ عليه، ولا سِرتُ في جنازته؛ وإني لأعلم أن ملايين الشباب في مصر حالهم حالي، والذي فحواه: "إن فاتنا المثول بين يديه تعلّمًا واستفادةً من سمته، فلا تفوتنا الصلاة عليه، نودّعه، ونؤدّي له بالصلاة عليه ولو مثقال ذرة مما في أعناقنا له."
وإن كنت أتيقّن أن صلاتنا عليه تنفعنا أكثر مما تنفعه.
رحم الله الشيخ، وسامح من حرمنا ذلك الوداع المهيب، الذي يملأ قلوب كارهيه غيظًا، ويَشفِي صدورَ قومٍ مؤمنين!"
شرفٌ عظيمٌ أن يكُون لي أبٌ مثل هذا العلَم، ومسؤوليةٌ كبيرةٌ أيضًا تلك التي قبعَت على كتفِ طفلٍ صغيرٍ يرى الناسَ يرمقونَه بأبصارهِم في الذّهاب والإياب، فلا يدري لوهلة هل لهذه البنوة فضل عليه، أم هي قيدٌ عليه!
وما جعلني أُقدِّر هذين المعنيين فلا أُغلّبُ أحدهما على الآخر هو: التنشئة الهادفة في سنواتي الأولى، فاستحضاري للفضل هو الذي يدفعني إلى محبة المسير على تلك الخطى المباركة، مع استحضاري للقيد الذي يعصمني – بإذن الله - من الانحراف عن الطريق والتعلق بسفاسف الأمور، بعد عون الله وتوفيقه.
إنّهُ من نعم الله علي وعلى إخوتي أن نشأنا في بيتٍ هادئٍ مُتناغمٍ، أبٌ جليلٌ وأمٌ عظيمةٌ، كُلٌ لهُ قدرهُ، ويعرف للاخر حقّهُ.
فتحتُ عيني على هذه الدُّنيا فوجدتُ والدًا رفيقًا، لا يدّخر جهدًا في إسعاد من حولهُ، ووالدةً صالحةً وفيةً، لا تُحسُ ببُرودة الحياة من دفء حنانها.
دائمًا كان أبي يُشاركُنا وقتهُ عند دُخوله البيت، ويُعطينا قلبهُ واهتمامهُ.
وعادةً كان يقُصُّ علينا من قصص القُران والقصص النّبوي قبل النّوم بأُسلوبٍ شيقٍ يتناسبُ مع سنّنا الصّغيرة، ثُم يُعطي كُلّ واحدٍ منّا دفترًا عند استيقاظه من النّوم ليكتُب كُلٌّ منّا ما يذكُرهُ من القصّة، وكُلٌ يكتُبُ ما لفت انتباههُ ووعاهُ قلبُهُ، وهذه وسيلةٌ تربويةٌ ناجحةٌ لمعرفة قُدُرات الأبناء، وكيفية نظرهم للأُمُور.
خصّص لكُلّ واحدٍ منّا دفترًا، فكان لأخي حاتمٍ: «الدّيكُ الفصيح» ولي: «عُكّازُ الكسيح»، ولأخي سُفيان: «الوجهُ المليح»؛ كُلٌ منّا يكتُبُ فيه الفوائد الّتي يقعُ عليها، والمهام الّتي كان يطلبُها منّا حينئذٍ.
ومما لا أنساهُ لأبي؛ أنّهُ كان يُعلّمنا إذا سُئل الواحدُ منّا : ماذا تُريدُ أن تكُون عندما تكبُر؟! فالجوُابُ هُو : أن أكُون شيخًا أُعلّمُ النّاس القُران والسُنّة.
وكان يقُول: لئن فات أحدكُم شرف العلم فلا أقلّ من أن يكُون عبدًا صالحًا لله ؛ فاعرفوا أُصول دينكُم، وكُونُوا قُدوةً وشامةً بدينكم وأخلاقكُم.
كما حرص -حفظهُ اللهُ- على التحاقنا جميعًا بالأزهر الشّريف، فتخرجت أختي أم الفضل سلمى من كلية الدراسات الإسلامية قسم الشريعة، وتخرج أخي أبو يوسف حاتم من كلية الشريعة الإسلامية قسم الشريعة، وتخرجت أنا من كلية أصول الدين قسم الحديث.
وكان حريصًا على غرس محبة الدّين في قُلوبنا والبذل لهُ، وكان يكفي أن يقُول لنا: إنّ النّبي ﷺ يُحبُ كذا، وكذا...، فكُنّا نفعلهُ دُون أن يأمُرنا بذلك لأنّهُ علّمنا وربانا أن نمتثل لأمر رسُول الله ﷺ محبةً، وتديُنا.
ومن عظم أثره علينا: أنّهُ إذا أحب أحدًا ؛ أحببناهُ، وكأنّنا قد جبلنا على محبة من يُحبُ، بغير إرادةٍ منّا! فمثلًا من شدّة محبته لشيخه الألباني رحمه الله ؛ أصبحنا جميعًا نُحبُهُ منذُ صغرنا، وإن لم نكُن نعرف شيئًا عنهُ في ذلك الوقت أقُول لهُ وأنا في السابعة من عُمُري : يا أبي أُريدُ أن أزُور الشّيخ الألباني.
فيقُول لي: سوف نذهبُ إلى العُمرة برًا مُرورًا بالأُردُن فنُسُلّمُ على الشّيخ، ثُم نذهبُ إلى العُمُرة.
علّمنا أنّ الاختلاف مع أحدٍ لا يعني سلب فضائله، فحقُّ الأُخوّة في الدّين باقٍ، وفوق كُلّ خلافٍ.
وعلّمنا أنّ خير النّاس أعذرهُم للنّاس، وأن ندفع الإساءة بالإحسان، وأنّ هذا سبيل السُؤدُد والريادة.
وعلّمنا أيضًا: أن لا نُعلّق قُلوبُنا بما لا نملكُ، ولا نتطلّعُ إلى ما ليس عندنا، وأنّ القناعة هي كنزُ السعادة.
ومن عظيم أثرة علينا أيضًا -حفظهُ اللهُ- : أنّني كُنتُ وإخوتي ننتظر شرائط الكاسيت الّتي تصدُر لأبي؛ فنعكُف عليها حتّى نحفظُها، ولربما صعد أحدُنا على كرسيٍ فألقى جزءًا من الخطبة على إخوته، مُحاكاةً لهُ!.
لم أر أحدًا يُحبُ الله ورسُولهُ مثلهُ، فاللّهُم بحبه إياك بارك في عُمُره وعمله، ومتّعنا ببقاءه في خيرٍ وعافيةٍ، وأقر عينيه بما يُحبُ ويرضى.
وكذلك لا أنسى أن أذكُر الشّريكَ الرئيسَ في مشوار النّجاح وهي أُمي..
فأُمي -حفظها اللهُ- لم أرَ امرأةً وفيةً صبُورةً مثلها! فمنها تعلّمنا البذل، والتّضحية لمن نُحبُ، والنّظر إلى الأصلح وعدم التّعلُّق بحظُوظ النّفس،
وكان لها السبقُ في العمل مع أبي في مشاريعه العلمية بعد زواجهما مُباشرةً، فكم بيضت من مُسوّداتٍ، وكم عملت من فهارسٍ، وكم... وكم... فجزاها اللهُ عنهُ وعنّا وعن ما بذلتهُ خير الجزاء.
- هيثم الحويني.
وما جعلني أُقدِّر هذين المعنيين فلا أُغلّبُ أحدهما على الآخر هو: التنشئة الهادفة في سنواتي الأولى، فاستحضاري للفضل هو الذي يدفعني إلى محبة المسير على تلك الخطى المباركة، مع استحضاري للقيد الذي يعصمني – بإذن الله - من الانحراف عن الطريق والتعلق بسفاسف الأمور، بعد عون الله وتوفيقه.
إنّهُ من نعم الله علي وعلى إخوتي أن نشأنا في بيتٍ هادئٍ مُتناغمٍ، أبٌ جليلٌ وأمٌ عظيمةٌ، كُلٌ لهُ قدرهُ، ويعرف للاخر حقّهُ.
فتحتُ عيني على هذه الدُّنيا فوجدتُ والدًا رفيقًا، لا يدّخر جهدًا في إسعاد من حولهُ، ووالدةً صالحةً وفيةً، لا تُحسُ ببُرودة الحياة من دفء حنانها.
دائمًا كان أبي يُشاركُنا وقتهُ عند دُخوله البيت، ويُعطينا قلبهُ واهتمامهُ.
وعادةً كان يقُصُّ علينا من قصص القُران والقصص النّبوي قبل النّوم بأُسلوبٍ شيقٍ يتناسبُ مع سنّنا الصّغيرة، ثُم يُعطي كُلّ واحدٍ منّا دفترًا عند استيقاظه من النّوم ليكتُب كُلٌّ منّا ما يذكُرهُ من القصّة، وكُلٌ يكتُبُ ما لفت انتباههُ ووعاهُ قلبُهُ، وهذه وسيلةٌ تربويةٌ ناجحةٌ لمعرفة قُدُرات الأبناء، وكيفية نظرهم للأُمُور.
خصّص لكُلّ واحدٍ منّا دفترًا، فكان لأخي حاتمٍ: «الدّيكُ الفصيح» ولي: «عُكّازُ الكسيح»، ولأخي سُفيان: «الوجهُ المليح»؛ كُلٌ منّا يكتُبُ فيه الفوائد الّتي يقعُ عليها، والمهام الّتي كان يطلبُها منّا حينئذٍ.
ومما لا أنساهُ لأبي؛ أنّهُ كان يُعلّمنا إذا سُئل الواحدُ منّا : ماذا تُريدُ أن تكُون عندما تكبُر؟! فالجوُابُ هُو : أن أكُون شيخًا أُعلّمُ النّاس القُران والسُنّة.
وكان يقُول: لئن فات أحدكُم شرف العلم فلا أقلّ من أن يكُون عبدًا صالحًا لله ؛ فاعرفوا أُصول دينكُم، وكُونُوا قُدوةً وشامةً بدينكم وأخلاقكُم.
كما حرص -حفظهُ اللهُ- على التحاقنا جميعًا بالأزهر الشّريف، فتخرجت أختي أم الفضل سلمى من كلية الدراسات الإسلامية قسم الشريعة، وتخرج أخي أبو يوسف حاتم من كلية الشريعة الإسلامية قسم الشريعة، وتخرجت أنا من كلية أصول الدين قسم الحديث.
وكان حريصًا على غرس محبة الدّين في قُلوبنا والبذل لهُ، وكان يكفي أن يقُول لنا: إنّ النّبي ﷺ يُحبُ كذا، وكذا...، فكُنّا نفعلهُ دُون أن يأمُرنا بذلك لأنّهُ علّمنا وربانا أن نمتثل لأمر رسُول الله ﷺ محبةً، وتديُنا.
ومن عظم أثره علينا: أنّهُ إذا أحب أحدًا ؛ أحببناهُ، وكأنّنا قد جبلنا على محبة من يُحبُ، بغير إرادةٍ منّا! فمثلًا من شدّة محبته لشيخه الألباني رحمه الله ؛ أصبحنا جميعًا نُحبُهُ منذُ صغرنا، وإن لم نكُن نعرف شيئًا عنهُ في ذلك الوقت أقُول لهُ وأنا في السابعة من عُمُري : يا أبي أُريدُ أن أزُور الشّيخ الألباني.
فيقُول لي: سوف نذهبُ إلى العُمرة برًا مُرورًا بالأُردُن فنُسُلّمُ على الشّيخ، ثُم نذهبُ إلى العُمُرة.
علّمنا أنّ الاختلاف مع أحدٍ لا يعني سلب فضائله، فحقُّ الأُخوّة في الدّين باقٍ، وفوق كُلّ خلافٍ.
وعلّمنا أنّ خير النّاس أعذرهُم للنّاس، وأن ندفع الإساءة بالإحسان، وأنّ هذا سبيل السُؤدُد والريادة.
وعلّمنا أيضًا: أن لا نُعلّق قُلوبُنا بما لا نملكُ، ولا نتطلّعُ إلى ما ليس عندنا، وأنّ القناعة هي كنزُ السعادة.
ومن عظيم أثرة علينا أيضًا -حفظهُ اللهُ- : أنّني كُنتُ وإخوتي ننتظر شرائط الكاسيت الّتي تصدُر لأبي؛ فنعكُف عليها حتّى نحفظُها، ولربما صعد أحدُنا على كرسيٍ فألقى جزءًا من الخطبة على إخوته، مُحاكاةً لهُ!.
لم أر أحدًا يُحبُ الله ورسُولهُ مثلهُ، فاللّهُم بحبه إياك بارك في عُمُره وعمله، ومتّعنا ببقاءه في خيرٍ وعافيةٍ، وأقر عينيه بما يُحبُ ويرضى.
وكذلك لا أنسى أن أذكُر الشّريكَ الرئيسَ في مشوار النّجاح وهي أُمي..
فأُمي -حفظها اللهُ- لم أرَ امرأةً وفيةً صبُورةً مثلها! فمنها تعلّمنا البذل، والتّضحية لمن نُحبُ، والنّظر إلى الأصلح وعدم التّعلُّق بحظُوظ النّفس،
وكان لها السبقُ في العمل مع أبي في مشاريعه العلمية بعد زواجهما مُباشرةً، فكم بيضت من مُسوّداتٍ، وكم عملت من فهارسٍ، وكم... وكم... فجزاها اللهُ عنهُ وعنّا وعن ما بذلتهُ خير الجزاء.
- هيثم الحويني.
إِياكُنَّ أنْ تَفعلنَّ فينا مثلما فعل الرُّمَاة يوم أُحُد!
أن تتركنَّ الثغر خالياً فيأتي العدو مِن قِبَلِكُنَّ. :")
- وصية الشيخ أبو إسحاق الحويني للنساء.
أن تتركنَّ الثغر خالياً فيأتي العدو مِن قِبَلِكُنَّ. :")
- وصية الشيخ أبو إسحاق الحويني للنساء.
عن سعيد بن المسيب قال: «شهدتُ جنازةَ زيدِ بنِ ثابتٍ فلما دُفنَ في قبرهِ قالَ ابنُ عباسٍ: يا هؤلاء، مَن سَرَّهُ أن يعلمَ كيفَ ذهابُ العلمِ، فهكذا ذهابُ العلمِ، واللهِ لقد دُفن اليومَ علمٌ كثير».
"دخلت مكتبة الشيخ ورأيتها
يا لها من مكتبة !
الشيخ كان مستأجر شقة جعلها بالكامل مكتبة له ، كان بيني وبين زوجته موعد فقالت أنا في المكتبة تعالي هناك ، فدخلت فإذا بي أجد نفسي في شقة جدرانها كتب ، عن يميني كتب وعن يساري كتب ، وأمامي كتب وخلفي كتب 😅
جلست وأنا أقول في نفسي هل معقول إنه قرأ كل هذه الكتب ؟!
عرفت لاحقاً أن الشيخ كان يستيقظ كل يوم يصلي الفجر ثم يذهب يجلس في مكتبته ، أو قل إن شئت يعتكف ، كان يقضي الساعات الطوال بين الكتب ولا يغادر إلا لصلاة الجماعة في المسجد أو لتناول الطعام مع الأسرة .
هكذا كانت أخلاق العالم الحق مع طلب العلم ، الأمر جد ، لا هزل فيه ، فحُق له أن يصل إلى ما وصل إليه ، وما رفع الله أبا إسحاق بجاهٍ ولا مالٍ ولا سلطان ، وإنما رفعه بعلمه ، هكذا ميز الله العلماء وأعلى شأنهم حتى أورثهم الأنبياء."
يا لها من مكتبة !
الشيخ كان مستأجر شقة جعلها بالكامل مكتبة له ، كان بيني وبين زوجته موعد فقالت أنا في المكتبة تعالي هناك ، فدخلت فإذا بي أجد نفسي في شقة جدرانها كتب ، عن يميني كتب وعن يساري كتب ، وأمامي كتب وخلفي كتب 😅
جلست وأنا أقول في نفسي هل معقول إنه قرأ كل هذه الكتب ؟!
عرفت لاحقاً أن الشيخ كان يستيقظ كل يوم يصلي الفجر ثم يذهب يجلس في مكتبته ، أو قل إن شئت يعتكف ، كان يقضي الساعات الطوال بين الكتب ولا يغادر إلا لصلاة الجماعة في المسجد أو لتناول الطعام مع الأسرة .
هكذا كانت أخلاق العالم الحق مع طلب العلم ، الأمر جد ، لا هزل فيه ، فحُق له أن يصل إلى ما وصل إليه ، وما رفع الله أبا إسحاق بجاهٍ ولا مالٍ ولا سلطان ، وإنما رفعه بعلمه ، هكذا ميز الله العلماء وأعلى شأنهم حتى أورثهم الأنبياء."
"من هو الشيخ (شكري عبد الله) الذي أوصى شيخنا الحويني أن يدفن بجواره ؟
هو الشيخ الأمين حسن الخلق رفيق الشيخ الحويني (أبو عبد الله شكري بن عبد الله بن سليمان) مواليد سنة 1382 للهجرة - محافظة كفر الشيخ - مركز الحوين (نفس بلد الشيخ الحويني ).
عمل الشيخ في مهنة التجارة, وقد فتح الله عليه أبواب الرزق حتى أصبح يمتلك شركة توكيلات تجارية .
رافق الشيخ الحويني قرابة 30 سنة كان خلالها من المنفقين على الدعوة إلى الله تعالى .
ولدى الشيخ (شكري عبد الله ) أربع بنات وولد واحد .
توفي الشيخ في 11 من شهر شوال سنة 1432 للهجرة الموافق 4 سبتمبر 2011م .
فماذا قال عنه الشيخ الحويني بنفسه رحمهما الله؟ .. قال الشيخ :
في الحقيقة … الشيخ شكري رحمه الله صحبني نحو 30 عاما وكنت أعتبره مثل ولدي رغم أني أكبر منه بــ 7 سنوات فقط وكنت أعتبره كــ أعز أبنائي من شدة مخالطته لي ومخالطتي له.
كان يفهمني بالنظرة ويريحني كثيرا ويعلم ما الذي أريده, وقد فقدت بفقده ركنا ركينا, ولم يسد مكانه أحد وما أظن أن يسد مكانه أحد إلا أن يشاء الله .
حتى هذه اللحظة كأنه ماثل أمامي يمشي ويتحرك وقد دخل حياتي أناس كثير وخرجوا ولم يتركوا نفس أثر فقدانه في قلبي .
أتذكره وأتذكر مشيته وإقباله وطرقه الباب علي وأنا أحدثكم الآن أشعر أنه يمشي أمام بيتي حين كان يأتيني.
وكان أمين سري, ويعرف عني أكثر مما يعرفه أي مخلوق على وجه الأرض, لا زوجتي ولا أمي ولا إخوتي ولا أبنائي, وكم حمل عني هموما كثيرة, وأخرجني من مواقف محرجة, ووقع هو في اللوم نيابة عني, وكان يقيني بعرضه ويقيني بحياته لا يبالي في هذا إطلاقا .
ويكمل الشيخ الحويني :
في اليوم الذي مات فيه وقبل أن يموت بــ 4 ساعات كان مع أخي د. سمير وقال له كلمة ( أن أبا إسحاق هو أغلى شيء عنده في الحياة ) .
وكان قد أوصى إن مات أولا أن يصلي عليه الشيخ الحويني أو الشيخ محمد عبد المقصود, لكن الشيخ الحويني لم يستطع الصلاة عليه لأن قلبه لم يطاوعه, وصلى عليه الشيخ محمد عبد المقصود .
ووصف الشيخ يوم جنازة صاحبه فقال :
كان يوم الجنازة حارا حين دخلنا في المقبرة, ولما دخل جثمانه المقبرة كانت الشمس حاضرة قبل قليل, فلما دخل غابت الشمس وأتت غيمة فأظلت مكان القبر وهبت نسائم خفيفة وباردة, حتى أن رجلا أمامي أقسم بالله - وأنا شعرت بهذا - أن ريحا طيبة دخلت إلى المقبرة.
ويقول الشيخ :
منذ أن عقلت لنفسي أدعوا لأمي وأبي ومن مات من إخوتي ومن عاش من أولادي في الصلوات الخمس والسنن اليومية, دائما أدعوا لهؤلاء كل يوم بالإسم, فلما مات شكري جعلته معهم لا أنساه أبدا بفضل الله, وأسأل الله عز وجل أن يرحمه .
وحتى القبر الذي دُفن فيه صاحبي …. كنت قد أوصيت إخواني أن القبر الذي بجانبه لا يدفن فيه أحد أرجوا أن أدخر هذا القبر لنفسي, ولكن حدث حادث وأنا في المستشفى أن أخت بعض إخواننا ماتت فدفنوها بجوار قبر شكري, ووجدت في نفسي شيئا من ذلك, فقد كنت أتمنى أن أدفن بجواره.
ويقول الشيخ :
فلما (منحني الله) بــ بتر ساقي أخذوا هذه الساق ودفنوها في القبر الذي يلي هذه الأخت فقلت الحمد لله وبإذن الله يكون هذا قبري الذي فيه ساقي (يقصد الشيخ أن يدفن لاحقا حين يموت في نفس قبر ساقه التي سبقته إلى الحياة الآخرة ) .
وختم الشيخ كلامه بالدعاء لصاحبه رفيق درب عبادة الله ونشر العلم وسأل الله أن يكتب خاتمته خاتمة خير|, وسأل الله لصاحبه جنات النعيم .
رحم الله شيخنا الحويني وصاحبه الشيخ شكري عبد الله, ورحم الله كل علماء الأمة المخلصين ورفع درجاتهم في عليين رفقة الأنبياء والصالحين المصلحين, ولنا ولكم وأمة محمد أجمعين ."
هو الشيخ الأمين حسن الخلق رفيق الشيخ الحويني (أبو عبد الله شكري بن عبد الله بن سليمان) مواليد سنة 1382 للهجرة - محافظة كفر الشيخ - مركز الحوين (نفس بلد الشيخ الحويني ).
عمل الشيخ في مهنة التجارة, وقد فتح الله عليه أبواب الرزق حتى أصبح يمتلك شركة توكيلات تجارية .
رافق الشيخ الحويني قرابة 30 سنة كان خلالها من المنفقين على الدعوة إلى الله تعالى .
ولدى الشيخ (شكري عبد الله ) أربع بنات وولد واحد .
توفي الشيخ في 11 من شهر شوال سنة 1432 للهجرة الموافق 4 سبتمبر 2011م .
فماذا قال عنه الشيخ الحويني بنفسه رحمهما الله؟ .. قال الشيخ :
في الحقيقة … الشيخ شكري رحمه الله صحبني نحو 30 عاما وكنت أعتبره مثل ولدي رغم أني أكبر منه بــ 7 سنوات فقط وكنت أعتبره كــ أعز أبنائي من شدة مخالطته لي ومخالطتي له.
كان يفهمني بالنظرة ويريحني كثيرا ويعلم ما الذي أريده, وقد فقدت بفقده ركنا ركينا, ولم يسد مكانه أحد وما أظن أن يسد مكانه أحد إلا أن يشاء الله .
حتى هذه اللحظة كأنه ماثل أمامي يمشي ويتحرك وقد دخل حياتي أناس كثير وخرجوا ولم يتركوا نفس أثر فقدانه في قلبي .
أتذكره وأتذكر مشيته وإقباله وطرقه الباب علي وأنا أحدثكم الآن أشعر أنه يمشي أمام بيتي حين كان يأتيني.
وكان أمين سري, ويعرف عني أكثر مما يعرفه أي مخلوق على وجه الأرض, لا زوجتي ولا أمي ولا إخوتي ولا أبنائي, وكم حمل عني هموما كثيرة, وأخرجني من مواقف محرجة, ووقع هو في اللوم نيابة عني, وكان يقيني بعرضه ويقيني بحياته لا يبالي في هذا إطلاقا .
ويكمل الشيخ الحويني :
في اليوم الذي مات فيه وقبل أن يموت بــ 4 ساعات كان مع أخي د. سمير وقال له كلمة ( أن أبا إسحاق هو أغلى شيء عنده في الحياة ) .
وكان قد أوصى إن مات أولا أن يصلي عليه الشيخ الحويني أو الشيخ محمد عبد المقصود, لكن الشيخ الحويني لم يستطع الصلاة عليه لأن قلبه لم يطاوعه, وصلى عليه الشيخ محمد عبد المقصود .
ووصف الشيخ يوم جنازة صاحبه فقال :
كان يوم الجنازة حارا حين دخلنا في المقبرة, ولما دخل جثمانه المقبرة كانت الشمس حاضرة قبل قليل, فلما دخل غابت الشمس وأتت غيمة فأظلت مكان القبر وهبت نسائم خفيفة وباردة, حتى أن رجلا أمامي أقسم بالله - وأنا شعرت بهذا - أن ريحا طيبة دخلت إلى المقبرة.
ويقول الشيخ :
منذ أن عقلت لنفسي أدعوا لأمي وأبي ومن مات من إخوتي ومن عاش من أولادي في الصلوات الخمس والسنن اليومية, دائما أدعوا لهؤلاء كل يوم بالإسم, فلما مات شكري جعلته معهم لا أنساه أبدا بفضل الله, وأسأل الله عز وجل أن يرحمه .
وحتى القبر الذي دُفن فيه صاحبي …. كنت قد أوصيت إخواني أن القبر الذي بجانبه لا يدفن فيه أحد أرجوا أن أدخر هذا القبر لنفسي, ولكن حدث حادث وأنا في المستشفى أن أخت بعض إخواننا ماتت فدفنوها بجوار قبر شكري, ووجدت في نفسي شيئا من ذلك, فقد كنت أتمنى أن أدفن بجواره.
ويقول الشيخ :
فلما (منحني الله) بــ بتر ساقي أخذوا هذه الساق ودفنوها في القبر الذي يلي هذه الأخت فقلت الحمد لله وبإذن الله يكون هذا قبري الذي فيه ساقي (يقصد الشيخ أن يدفن لاحقا حين يموت في نفس قبر ساقه التي سبقته إلى الحياة الآخرة ) .
وختم الشيخ كلامه بالدعاء لصاحبه رفيق درب عبادة الله ونشر العلم وسأل الله أن يكتب خاتمته خاتمة خير|, وسأل الله لصاحبه جنات النعيم .
رحم الله شيخنا الحويني وصاحبه الشيخ شكري عبد الله, ورحم الله كل علماء الأمة المخلصين ورفع درجاتهم في عليين رفقة الأنبياء والصالحين المصلحين, ولنا ولكم وأمة محمد أجمعين ."
رأيت الليلة رؤيا خير بأمر الله تعالى رأيتني كأنني عند مستشفى الحسين الجامعي وكأن سوراً من زجاج قد أحاط بحديقة الأزهر فلا يقدر أحد أن يدخلها أو يخرج منها وكأن عيداً أو فرحاً بداخل الحديقة وكان هناك بعض الرجال بداخل الحديقة قريبين من الزجاج فرأيت أربعة رجال يستندون بظهورهم على الزجاج فاقتربت منهم فلما شعروا بقربي التفتوا إليَّ فكان من هؤلاء الأربعة الشيخ أبو إسحاق الحويني رحمه الله وكانت لحيته كأنها نبت صغير جداً أقرب بالعدم فلما رأيته بكيت فخاطبني من خلف الزجاج وقال: لا تبكي يا دكتور فأنا بخير والحمد لله.
فقلت: يا شيخنا! كيف الحال؟
فقال: الحمد لله الذي أذهب عنَّا الحزن إنَّ ربنا لغفور شكور.
ثم قال: هؤلاء الثلاثة هم من استقبلوني، فلما قال ذلك التفتوا ينظرون إليَّ.
فقال لي: أما تعرفهم؟
فقلت: لا
فقال: هذا مسلم بن الحجَّاج وهذا أبو العباس بن عقدة وهذا أبو الحسن الدارقطني...
فنظروا إليَّ وكأن الشيخ مال إليهم يساررهم بشئ ثم قال وقد وضع يده على الزجاج: سنذهب للتسوق والتبضع.
هكذا كانت الرؤيا الليلة فالحمد لله الحمد لله الحمد لله.
صاحب الرؤيا الدكتور: عمرو شوقي
فقلت: يا شيخنا! كيف الحال؟
فقال: الحمد لله الذي أذهب عنَّا الحزن إنَّ ربنا لغفور شكور.
ثم قال: هؤلاء الثلاثة هم من استقبلوني، فلما قال ذلك التفتوا ينظرون إليَّ.
فقال لي: أما تعرفهم؟
فقلت: لا
فقال: هذا مسلم بن الحجَّاج وهذا أبو العباس بن عقدة وهذا أبو الحسن الدارقطني...
فنظروا إليَّ وكأن الشيخ مال إليهم يساررهم بشئ ثم قال وقد وضع يده على الزجاج: سنذهب للتسوق والتبضع.
هكذا كانت الرؤيا الليلة فالحمد لله الحمد لله الحمد لله.
صاحب الرؤيا الدكتور: عمرو شوقي
"(( الشيخ الحويني والحجر الأسود ))!!
يقول الشيخ محمد السعيد تلميذ الشيخ الحويني :
بعدما وصلت مع الشيخ إلى وحدة الغسيل الكلوي في مكة المكرمة خرجت لإنهاء بعض الأعمال الهامة حتى ينتهي الشيخ حفظه الله من جلسة الغسيل وارجع إليه ، فبينما أنا ذاهب لأشتري هذه الأشياء إذا بالهاتف المحمول الخاص بي يعلن عن إستقبال إتصال من رقم غريب فقمت بالرد لأن غالب الإتصالات كانت تأتي على هاتفي المحمول تكون خاصة بالشيخ ، فرددت عليه
أنا: السلام عليكم ورحمـةُ الله
هـو: وعليكم السلام ورحمةُ الله وبركاتــه
أنا : إتفضل حضرتك
هـو: معك (.............) من رئاسة شئون الحرم المكي
أنا: تشرفت بحضرتك اتفضل...
هـو: علمت أنك مرافق للشيخ أبو إسحاق الحويني فهل من الممكن تبلغ الشيخ بأن أئمة الحرم هنا تريد أن تستقبل الشيخ في الحرم المكي وسنقوم بإخلاء الحجر الأسود من الناس حتى يأتي الشيخ ومن معه ويقبلون الحجر الأسود!!!
أنا شعرت بفرحة شديدة جداً فكم كنت أتمنى هذه اللحظة فكم ذهبت لأقبله ولا أستطيع وأرجع حتى لا أزاحم المسلمين وأكون سبباً في آذاهم
قلت له: طيب مش هاقدر أعطيك رد إلا لما أرجع للشيخ
فقل هو لي: إذاً أنتظرإتصالك وردك
أغلقت معه الهاتف واتصلت بالشيخ حفظه الله وأنا في قمة الفرح لأبلغه بالخبر فكانت المفاجأة
قال لي الشيخ بعدما قصصت عليه الخبر: الله يسامحك يامحمد!!!!
فسكت من الدهشة ولم أعقب!!
فقال لي: انت عايزني أدخل الحرم مع الحرس وأكون سبب في صرف الناس عن الحجر عشان خاطري وأدخل الحرم كما يدخل الملوك؟!
فقلت له ياشيخنا حضرتك لم تطلبها ولكن هم من طلبوا ذلك!!
فقال لي: قلبي لا يتحمل مثل هذا المنظر أن يتم إخلاء المكان حول الحجر لي مخصوص والناس تنظر لي من كل مكان وتسأل من يكون هذا؟
ثم قال : اشكر لي هذا الأخ على هذا وأعتذر له بطريقة شيك.
رحمه الله وغفر له"
يقول الشيخ محمد السعيد تلميذ الشيخ الحويني :
بعدما وصلت مع الشيخ إلى وحدة الغسيل الكلوي في مكة المكرمة خرجت لإنهاء بعض الأعمال الهامة حتى ينتهي الشيخ حفظه الله من جلسة الغسيل وارجع إليه ، فبينما أنا ذاهب لأشتري هذه الأشياء إذا بالهاتف المحمول الخاص بي يعلن عن إستقبال إتصال من رقم غريب فقمت بالرد لأن غالب الإتصالات كانت تأتي على هاتفي المحمول تكون خاصة بالشيخ ، فرددت عليه
أنا: السلام عليكم ورحمـةُ الله
هـو: وعليكم السلام ورحمةُ الله وبركاتــه
أنا : إتفضل حضرتك
هـو: معك (.............) من رئاسة شئون الحرم المكي
أنا: تشرفت بحضرتك اتفضل...
هـو: علمت أنك مرافق للشيخ أبو إسحاق الحويني فهل من الممكن تبلغ الشيخ بأن أئمة الحرم هنا تريد أن تستقبل الشيخ في الحرم المكي وسنقوم بإخلاء الحجر الأسود من الناس حتى يأتي الشيخ ومن معه ويقبلون الحجر الأسود!!!
أنا شعرت بفرحة شديدة جداً فكم كنت أتمنى هذه اللحظة فكم ذهبت لأقبله ولا أستطيع وأرجع حتى لا أزاحم المسلمين وأكون سبباً في آذاهم
قلت له: طيب مش هاقدر أعطيك رد إلا لما أرجع للشيخ
فقل هو لي: إذاً أنتظرإتصالك وردك
أغلقت معه الهاتف واتصلت بالشيخ حفظه الله وأنا في قمة الفرح لأبلغه بالخبر فكانت المفاجأة
قال لي الشيخ بعدما قصصت عليه الخبر: الله يسامحك يامحمد!!!!
فسكت من الدهشة ولم أعقب!!
فقال لي: انت عايزني أدخل الحرم مع الحرس وأكون سبب في صرف الناس عن الحجر عشان خاطري وأدخل الحرم كما يدخل الملوك؟!
فقلت له ياشيخنا حضرتك لم تطلبها ولكن هم من طلبوا ذلك!!
فقال لي: قلبي لا يتحمل مثل هذا المنظر أن يتم إخلاء المكان حول الحجر لي مخصوص والناس تنظر لي من كل مكان وتسأل من يكون هذا؟
ثم قال : اشكر لي هذا الأخ على هذا وأعتذر له بطريقة شيك.
رحمه الله وغفر له"
والمرءُ مَا دام ذا نفسٍ يُهذِّبها
منَ الدَّنايا سَيرقى عاليَ الرُّتبِ "))
منَ الدَّنايا سَيرقى عاليَ الرُّتبِ "))
اللي يحبني يدعيلي في العشر الأواخر ربنا يعلمني ويفهمني وييسر لي كل عسير.
ادعولي بيها كتير كتير كتير "))
ادعولي بيها كتير كتير كتير "))
أنا لم أكن طالب علم حديث، ولا كنت قريب من الشيخ زي طلابه المقربين، لكني كنت شاب عادي مقيم في محافظة كفر الشيخ ، ربنا منَّ عليَّ بالالتزام سنة 2006،
ووقتها كنت بسمع عن شيخ اسمه أبو إسحاق الحويني، وكان الإعلام عامل له صورة ذهنية معينة…
انه من "السُنيين" اللي بيلبسوا جلاليب بيضاء، واللحية الطويلة والسواك وزجاجة المسك الأحمر في جيبه ، والراجل اللي متجوز كتير، الخ من الصورة التي كان يُصدرها الإعلام آن ذاك !
وطبعًا، أنا كنت بعيد خالص .
ولما بدأت أتردد على المساجد وأحضر دروس علمية ، أصدقائي قالولي:
“في درس للشيخ الحويني في مسجد ابن تيمية، بيشرح كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي.”
أنا وقتها لا كنت أعرف مين ابن الجوزي، ولا حتى شفت الشيخ قبل كده!
روحت معاهم، ولقيت المسجد زحمة جدًا، طلعت فوق “السندرة” عشان أشوفه، وأول ما وقعت عيني عليه…
رجل كثيف اللحية، لابس طقية مميزة ، عليه هيبة، كأنك تنظر إلى حد من شخص من القرون الأولى اللي بتقرأ عنهم في كتب السير !
خلص الدرس، وفوجئت إن الطلبة بيتزاحموا عشان يبوسوا إيده!
مشهد غريب جدًا بالنسبة لي، ومكنتش فاهمه وقتها، بس هفهمه بعدين…
بدأت أحضر الدرس مرة بعد الأخرى، الدرس كان ممتع جدًا، الشيخ كان بيهزر ويضحك، ويوصل المعلومة بسهولة، ويسترسل في مواضيع جانبية بعيد عن الدرس، وأنا أسْرَح معاه وأكون مبسوط جدًا.
لحد ما جه وقت خطبة الجمعة…
صديقي قالي يلا نروح نصلي!
قولت له تمام ياريت
قالي، بس لو عايز تدخل المسجد جوه، لازم تيجي من الفجر، ولو هتصلي في الشارع، لازم تيجي قبلها بساعتين على الأقل!”
وأنا مش مستوعب لحد ما روحت وشوفت بنفسي
، لقيت الشوارع كلها مليانة ناس، عربيات من محافظات مختلفة جاية بس عشان تحضر خطبته!
طلع الشيخ المنبر… واللي كان من شوية بيضحك في الدرس، اتحول لأسد زائر واقف على المنبر!
نبره تعرفها من بعيد ، كلمات قوية، أسلوبه يظهر عليه التأثر بالشيخ كشك، مع مزيج من رواية الحديث بالأسانيد ، وأحاديث طويلة لدرجة انها ممكن تاخد الخطبة كلها بيشرح حديث بل يشرحه على كذا خطبة كل ده بنبرة مؤثرة، وأدلة قوية، وتسلسل يجذب أي حد يسمعه.
خرجت من الخطبة وقلت:
“أنا مش هفوت له خطبة بعد كده!”
ومن يومها، حضرت كل خطبه، حتى وصلنا للخطبة التي كانت بمثابة خطبة وداعه لمسجده وطلابه “أنت الجماعة ولو كنت وحدك”.
والتي حمل فيها الشباب المسئولية وكأنها خطبة مودع
انا مكنتش بعرف اوصل عند الشيخ عن قرب غير مرات معدودة، لكن كل مرة كنت أقرب منه، كنت بلا شعور ألاقي نفسي بَقَبل إيده ورأسه!
مش دروشة، ولا تقليد أعمى، بس محبة فطرية… راحة نفسية… إجلال من القلب!
مع الثورة، ظهر لأول مرة على التلفزيون، ناس فهمته، وناس استصعبت لغته، لكن وقعت محبته في قلوب من يراه بِسَمته وهديه ودله ،
“لم يتطرق الى الخناقات والخلافات السياسة على طول الخط… وكأنه يقول "أنا هنا عشان أعلّم الناس علوم الحديث والسنة!” فحسب
فضل ثابت، لا هاجم حد، ولا دخل في معارك مع حد ، وكان مثال للشيخ اللي يختلف معاك بأدب، عشان كده كل التيارات احترمته وقدرته.
هو عند الناس “محدث العصر”، بس أنا شايفه من أفضل من يشرح القرآن والرقائق التي تمس القلب بلطف وسلاسة !
لما كان بيتكلم عن أسباب النزول، كان بيصور لك المشهد كأنك عايشه قدامك!
يستخرج معاني من القرآن والحديث وكلام السلف بطريقة مبهرة.
ولما يتكلم عن وفاة النبي ﷺ، كان بيبكي بكاءً حقيقيًا، مش تمثيل، ولا تصنع، تحس إنه عايش الحدث بكل جوارحه.
ولما كان بيقرأ القرآن… كأنك تشاهد أسباب النزول وتتخيلها !
مش صاحب صوت بمقامات، ولا تجويد مبهر، لكن صوته فيه “شجن وانكسار”، كأنه بيجسد المشهد اللي نزلت فيه الآية.
النهاردة مش مجرد عالم مات، النهاردة فقدنا “آخر رموز المدرسة السلفية اللي كانت قريبة من كل الناس وكل التيارات مع اختلاف أفكارهم ، واللي حافظ على مسافة آمنة من الصراعات السياسية”.
كان “رمانة الميزان في هذا الزمان”، فهو “بدر التمام… وحسنة الأيام ، بقية السلف ومحدث هذا العصر وحارس الحدود ”.
الشيخ: حجازي محمد شريف وكُنيته أبو إسحاق الحويني…الذي خلد ذكره بجمل كثيرة وكأنها رسايل "اخلع نياشينك "و “أنت الجماعة ولو كنت وحدك”… وغيرها كثير و لكنك اليوم، تركتنا وحدنا!
فاللهم اغفر له، وارحمه، وثبته عند السؤال، واجعل قبره روضة من رياض الجنة واربط على قلوبنا وعلى قلوبنا 🤲🏻
رثاء : الشيخ الحويني
كتبه : باسم عليوة - مصر ٢٠ مارس ٢٠٢٥ م
ووقتها كنت بسمع عن شيخ اسمه أبو إسحاق الحويني، وكان الإعلام عامل له صورة ذهنية معينة…
انه من "السُنيين" اللي بيلبسوا جلاليب بيضاء، واللحية الطويلة والسواك وزجاجة المسك الأحمر في جيبه ، والراجل اللي متجوز كتير، الخ من الصورة التي كان يُصدرها الإعلام آن ذاك !
وطبعًا، أنا كنت بعيد خالص .
ولما بدأت أتردد على المساجد وأحضر دروس علمية ، أصدقائي قالولي:
“في درس للشيخ الحويني في مسجد ابن تيمية، بيشرح كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي.”
أنا وقتها لا كنت أعرف مين ابن الجوزي، ولا حتى شفت الشيخ قبل كده!
روحت معاهم، ولقيت المسجد زحمة جدًا، طلعت فوق “السندرة” عشان أشوفه، وأول ما وقعت عيني عليه…
رجل كثيف اللحية، لابس طقية مميزة ، عليه هيبة، كأنك تنظر إلى حد من شخص من القرون الأولى اللي بتقرأ عنهم في كتب السير !
خلص الدرس، وفوجئت إن الطلبة بيتزاحموا عشان يبوسوا إيده!
مشهد غريب جدًا بالنسبة لي، ومكنتش فاهمه وقتها، بس هفهمه بعدين…
بدأت أحضر الدرس مرة بعد الأخرى، الدرس كان ممتع جدًا، الشيخ كان بيهزر ويضحك، ويوصل المعلومة بسهولة، ويسترسل في مواضيع جانبية بعيد عن الدرس، وأنا أسْرَح معاه وأكون مبسوط جدًا.
لحد ما جه وقت خطبة الجمعة…
صديقي قالي يلا نروح نصلي!
قولت له تمام ياريت
قالي، بس لو عايز تدخل المسجد جوه، لازم تيجي من الفجر، ولو هتصلي في الشارع، لازم تيجي قبلها بساعتين على الأقل!”
وأنا مش مستوعب لحد ما روحت وشوفت بنفسي
، لقيت الشوارع كلها مليانة ناس، عربيات من محافظات مختلفة جاية بس عشان تحضر خطبته!
طلع الشيخ المنبر… واللي كان من شوية بيضحك في الدرس، اتحول لأسد زائر واقف على المنبر!
نبره تعرفها من بعيد ، كلمات قوية، أسلوبه يظهر عليه التأثر بالشيخ كشك، مع مزيج من رواية الحديث بالأسانيد ، وأحاديث طويلة لدرجة انها ممكن تاخد الخطبة كلها بيشرح حديث بل يشرحه على كذا خطبة كل ده بنبرة مؤثرة، وأدلة قوية، وتسلسل يجذب أي حد يسمعه.
خرجت من الخطبة وقلت:
“أنا مش هفوت له خطبة بعد كده!”
ومن يومها، حضرت كل خطبه، حتى وصلنا للخطبة التي كانت بمثابة خطبة وداعه لمسجده وطلابه “أنت الجماعة ولو كنت وحدك”.
والتي حمل فيها الشباب المسئولية وكأنها خطبة مودع
انا مكنتش بعرف اوصل عند الشيخ عن قرب غير مرات معدودة، لكن كل مرة كنت أقرب منه، كنت بلا شعور ألاقي نفسي بَقَبل إيده ورأسه!
مش دروشة، ولا تقليد أعمى، بس محبة فطرية… راحة نفسية… إجلال من القلب!
مع الثورة، ظهر لأول مرة على التلفزيون، ناس فهمته، وناس استصعبت لغته، لكن وقعت محبته في قلوب من يراه بِسَمته وهديه ودله ،
“لم يتطرق الى الخناقات والخلافات السياسة على طول الخط… وكأنه يقول "أنا هنا عشان أعلّم الناس علوم الحديث والسنة!” فحسب
فضل ثابت، لا هاجم حد، ولا دخل في معارك مع حد ، وكان مثال للشيخ اللي يختلف معاك بأدب، عشان كده كل التيارات احترمته وقدرته.
هو عند الناس “محدث العصر”، بس أنا شايفه من أفضل من يشرح القرآن والرقائق التي تمس القلب بلطف وسلاسة !
لما كان بيتكلم عن أسباب النزول، كان بيصور لك المشهد كأنك عايشه قدامك!
يستخرج معاني من القرآن والحديث وكلام السلف بطريقة مبهرة.
ولما يتكلم عن وفاة النبي ﷺ، كان بيبكي بكاءً حقيقيًا، مش تمثيل، ولا تصنع، تحس إنه عايش الحدث بكل جوارحه.
ولما كان بيقرأ القرآن… كأنك تشاهد أسباب النزول وتتخيلها !
مش صاحب صوت بمقامات، ولا تجويد مبهر، لكن صوته فيه “شجن وانكسار”، كأنه بيجسد المشهد اللي نزلت فيه الآية.
النهاردة مش مجرد عالم مات، النهاردة فقدنا “آخر رموز المدرسة السلفية اللي كانت قريبة من كل الناس وكل التيارات مع اختلاف أفكارهم ، واللي حافظ على مسافة آمنة من الصراعات السياسية”.
كان “رمانة الميزان في هذا الزمان”، فهو “بدر التمام… وحسنة الأيام ، بقية السلف ومحدث هذا العصر وحارس الحدود ”.
الشيخ: حجازي محمد شريف وكُنيته أبو إسحاق الحويني…الذي خلد ذكره بجمل كثيرة وكأنها رسايل "اخلع نياشينك "و “أنت الجماعة ولو كنت وحدك”… وغيرها كثير و لكنك اليوم، تركتنا وحدنا!
فاللهم اغفر له، وارحمه، وثبته عند السؤال، واجعل قبره روضة من رياض الجنة واربط على قلوبنا وعلى قلوبنا 🤲🏻
رثاء : الشيخ الحويني
كتبه : باسم عليوة - مصر ٢٠ مارس ٢٠٢٥ م