Telegram Web
#المختصر_في_التفسير

وأدوا الحج والعمرة تامَّين، مبتغين وجه الله تعالى، فإذا مُنِعْتُم من إتمامهما بمرض أو بعدوٍّ، فعليكم بذبح ما تيسر من الهدي - من الإبل أو البقر أو الغنم - لتتحلَّلوا من إحرامكم. ولا تحلقوا رؤوسكم أو تقصروها حتى يبلغ الهدي الموضع الذي يحلُّ فيه ذبحه، فإن كان ممنوعًا من الحرم فليذبح حيث مُنع، وإن كان غير ممنوع من الحرم فليذبح في الحرم يوم النحر وما بعده من أيام التشريق. فمن كان منكم مريضًا، أو به أذى من شعر رأسه، كقمل ونحوه، فَحَلَق رأسه بسبب ذلك، فلا حرج عليه، وعليه أن يفدي عن ذلك، إما بصيام ثلاثة أيام، أو بإطعام ستة مساكين من مساكين الحرم، أو بذبح شاة توزع على فقراء الحرم، فإذا كنتم غير خائفين فمن استمتع منكم بأداء العمرة في أشهر الحج، وتمتع بما حرُمَ عليه من محظورات الإحرام إلى أن يحرم بالحج من عامه، فليذبح ما تيسر له من شاة أو يشترك سبعة في ذبح بعير أو بقرة، فإذا لم يقدر على الهدي فعليه صيام ثلاثة أيام من أيام المناسك بدلًا منه، وعليه صيام سبعة أيام بعد رجوعه إلى أهله، ليكون مجموع الأيام عشرة كاملة، ذلك التمتع مع وجوب الهدي أو الصيام للعاجز عن الهدي هو لغير أهل الحرم ومن يقيم قريبًا من الحرم، لأنهم لا حاجة بهم إلى التمتع فهم لوجودهم بالحرم يكفيهم مطلق الطواف عن التمتع بالعمرة إلى الحج، واتقوا الله باتباع ما شرع، وتعظيم حدوده، واعلموا أن الله شديد العقاب لمن خالف أمره.

من فوائد الآيات:

• مقصود الجهاد وغايته جَعْل الحكم لله تعالى وإزالة ما يمنع الناس من سماع الحق والدخول فيه.
• ترك الجهاد والقعود عنه من أسباب هلاك الأمة، لأنه يؤدي إلى ضعفها وطمع العدو فيها.
• وجوب إتمام الحج والعمرة لمن شرع فيهما، وجواز التحلل منهما بذبح هدي لمن مُنِع عن الحرم.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
#الصرف:

(معلومات) ، جمع معلومة مؤنّث معلوم، اسم مفعول من علم يعلم باب فرح، وزنه مفعول.
(فسوق) ، مصدر سماعيّ لفعل فسق يفسق باب نصر وباب ضرب وباب كرم، وزنه فعول بضمّ الفاء.
(جدال) ، مصدر سماعي لفعل جادل الرباعيّ، وزنه فعال بكسر الفاء، أمّا القياسيّ فهو المجادلة.
(الزاد) ، مصدر بمعنى التزوّد، أو هو اسم مصدر لفعل تزوّد الخماسي، وزنه فعل بفتح فسكون وهو أيضا اسم لطعام السفر.
(التقوى) ، هو اسم مصدر من فعل اتّقى، وفيه إبدال فاء الكلمة تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال في الفعل اتّقى، أصله أو تقى، وبقي القلب في التقوى وأصله الوقيا ثمّ قلبت الياء واوا في الاسم للفرق بينه وبين الصفة وهي التقيّ.
(أولي) ، الواو زائدة تكتب ولا تلفظ، وهو ملحق بجمع المذكّر السالم.
#البلاغة:

1- قوله «فِي الْحَجِّ» أي في أيامه والإظهار في مقام الإضمار لإظهار كمال الاعتناء بشأنه والإشعار بعلة الحكم فإن زيارة البيت العظيم والتقرب بها إلى الله عز وجل من موجبات ترك الأمور المذكورة، وإيثار النفي للمبالغة في النهي والدلالة على أن ذلك حقيق بأن لا يكون فإن ما كان منكرا مستقبحا في نفسه ففي تضاعيف الحج أقبح كلبس الحرير في الصلاة والتطريب بقراءة القرآن لأنه خروج عن مقتضى الطبع والعادة إلى محض العبادة.

2- «فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى» أي اتخذوا «التقوى» زادكم لمعادكم فإنها خير زاد، فقد أخرج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر للمبالغة. وهو تشبيه بليغ للتقوى.

3- «وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ» أمرهم بأن يتبرءوا من كل شيء سواه وهو مقتضى العقل المعرى عن شوائب الهوى فلذلك خص بهذا الخطاب أولو الألباب مع أن الأمر بالتقوى ليس خاصا بأولي الألباب وحدهم، لأن كل إنسان مأمور بالتقوى وهذا ما يسمى الإطناب وهو ذكر الخاص بعد العام للتنبيه على فضل الخاص على العام.

4- لقد استعمل القرآن «الألباب» مجموعة، فلم يأت بها مفردة لأنها من الألفاظ التي يعذب جمعها.
#الفوائد:
1- في هذه الآية يوجهنا تعالى الى التمسك بآداب الحج فينهانا عن التحدث بما يكون بين المرأة وزوجها ساعة الخلوة مما لا يليق ذكره أمام الناس كما ينهانا عن الفسوق وهو كل ما يخرج المرء من حظيرة الدين. ومن لطيف خصائص العربية أن الفاء والسين في أول الفعل كثيرا ما تشير الى النبوّ والاستكراه، والفسل هو الأمر المسترذل.يقول الفرزدق:فلا تقبلوا منهم أباعر تشترى ... بوكس ولا سودا تصحّ فسولها.

2- كثيرا ما يعقّب تعالى في ختام الآيات بالتنويه عن أصحاب العقول والحض على تحرير العقل واستعماله بعيدا عن الضلالات والخرافات وعما كان عليه أعراب الجاهلية من ذلك قوله تعالى: وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ، لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ، لِأُولِي النُّهى، ومثله التنديد بمن لا يستعمل فكره وعقله:«وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها، وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ.ولعلّ في هذا الاتجاه حيوية الدين واستجابته لضرورات التطور لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
#المختصر_في_التفسير

وقت الحج أشهر معلومات، تبدأ بشهر شوال، وتنتهي بعشر ذي الحجة، فمن أوجب على نفسه الحج في هذه الأشهر وأحرم به، حَرُمَ عليه الجماع ومقدماته، ويتأكد في حقه حُرْمة الخروج عن طاعة الله بارتكاب المعاصي، لعظم الزمان والمكان، ويحرم عليه الجدال المؤدي إلى الغضب والخصومة، وما تفعلوا من خير يعلمه الله فيجازيكم به. واستعينوا على أداء الحج بأخذ ما تحتاجون إليه من طعام وشراب، واعلموا أن خير ما تستعينون به في كل شؤونكم هو تقوى الله تعالى، فخافوني بامتثال أوامري واجتناب نواهيّ يا ذوي العقول السليمة.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
#الصرف:
(تبتغوا) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف جرى فيه مجرى تشتروا في الآية (41) وزنه تفتعوا.

(أفضتم) ، فيه إعلال بالحذف أصله أفاضتم- والألف فيه منقلبة عن ياء- فلمّا جاءت الألف ساكنة قبل الضاد الساكنة لمناسبة البناء حذفت، وزنه أفلتم.
(عرفات) ، اسم جمع سمي به مكان بعينه كأذرعات، وإنّما صرف وفيه علّتان لأن تنوينه تنوين المقابلة لا تنوين التمكين، أي أن هذا التنوين هو نظير النون في (مسلمون) وليس دليل الصرف. وهذا الاسم من الأسماء المرتجلة إلا على القول بأن أصله جمع.

(المشعر) ، اسم جبل، سمي مشعرا زنة معبد من الشعار وهو العلامة لأنه من معالم الحج.
#الفوائد:

1️⃣ لفظ «عرفات» من الملحقات بجمع المؤنث السالم. فحقه أن يرفع بالضمة وينصب ويجر بالكسرة والملحقات بجمع المؤنث نوعان:أ- الأول كلمات لها صورة جمع المؤنث ولكن ليس لها مفرد، لفظها وإنما لها مفرد من معناها، مثل «أولات» بمعنى صاحبات ومفردها «ذات» بمعنى صاحبة. وبما أن كلمة «أولات» مضافة دائما فهي تعرب اعراب جمع المؤنث بدون تنوين، ومثلها لفظ «اللات» وهي اسم موصول لجمع الإناث وتعرب إعرابه وهناك من يبنيها على الكسر فهي عندهم اسم جمع لكلمة (التي) .

ب- النوع الثاني من ملحقات جمع المؤنث السالم، هو كل ما كان من جمع المؤنث أو ملحقاته ثم انتقل فأصبح علما على رجل أو امرأة أو مكان أو غير ذلك من أمثلته «سعادات وزينبات، وعنايات، ونعمات، وعرفات، وأذرعات» .

فهذه لفظها لفظ جمع المؤنث ولكنها تطلق على مفرد سواء كان مذكرا أم مؤنثا وفي إعراب هذا النوع الأخير من الأسماء ثلاثة أقوال، الأول:
يعربه إعراب جمع المؤنث السالم مع التنوين،
والثاني يعربه إعراب جمع المؤنث السالم ولكن بدون تنوين،
والثالث: يعربه إعراب الممنوع من الصرف يرفع بالضمة، وينصبه ويجره بالفتحة ولكن بدون تنوين.

إن الآراء الثلاثة جائزة وإنما الأفضلية للرأي الأخير. ونحض على استعماله دون غيره.

2️⃣ كثيرا ما يتساءل الناس عن الحج إذا نجمت عنه منفعة كمن يتجر في الحج ومن يؤجر نفسه أثناء الحج سواء للخدمة أو ليحج عن آخر لم يستطع أن يحج. إلى آخر ما هنالك من المنافع وللاجابة على هذا التساؤل نورد هذه الأحاديث:أ- روى البخاري عن ابن عباس: قال: كانت عكاظ والمجنة وذو المجاز اسواقا في الجاهلية فتأثم الناس أن يتجروا في الموسم فنزلت «ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم» في مواسم الحج.ب-وفي رواية عن أبي أمامه التيمي قال: قلت لابن عمر: إنا نكرى فهل لنا من حج؟ قال: أليس تطوفون بالبيت. وتأتون بالمعروف وترمون الحجار، وتحلقون رؤوسكم؟ قال: قلنا بلى: فقال ابن عمر: جاء رجل إلى النبي ﷺ فسأله عن الذي سألتني: فلم يجبه حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية: «ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم» .وقد نزلت إباحة البيع والشراء والكراء في الحج وسماها القرآن ابتغاء من فضل الله. ليشعر من يزاولها أنه يبتغي من فضل الله حين يتجر وحين يعمل بأجر وحين يطلب أسباب الرزق إنما هو يطلب من فضل الله.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#تفسير_القرآن_للسعدي

﴿لَیۡسَ عَلَیۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُوا۟ فَضۡلࣰا مِّن رَّبِّكُمۡۚ فَإِذَاۤ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَـٰتࣲ فَٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ وَٱذۡكُرُوهُ كَمَا هَدَىٰكُمۡ وَإِن كُنتُم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلضَّاۤلِّینَ﴾ [البقرة ١٩٨]

لما أمر تعالى بالتقوى، أخبر تعالى أن ابتغاء فضل الله بالتكسب في مواسم الحج وغيره، ليس فيه حرج إذا لم يشغل عما يجب إذا كان المقصود هو الحج، وكان الكسب حلالا منسوبا إلى فضل الله، لا منسوبا إلى حذق العبد، والوقوف مع السبب، ونسيان المسبب، فإن هذا هو الحرج بعينه. وفي قوله: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾ دلالة على أمور:

أحدها: الوقوف بعرفة، وأنه كان معروفا أنه ركن من أركان الحج، فالإفاضة من عرفات، لا تكون إلا بعد الوقوف.
الثاني: الأمر بذكر الله عند المشعر الحرام، وهو المزدلفة، وذلك أيضا معروف، يكون ليلة النحر بائتا بها، وبعد صلاة الفجر، يقف في المزدلفة داعيا، حتى يسفر جدا، ويدخل في ذكر الله عنده، إيقاع الفرائض والنوافل فيه.

الثالث: أن الوقوف بمزدلفة، متأخر عن الوقوف بعرفة، كما تدل عليه الفاء والترتيب.
الرابع، والخامس: أن عرفات ومزدلفة، كلاهما من مشاعر الحج المقصود فعلها، وإظهارها. السادس: أن مزدلفة في الحرم، كما قيده بالحرام. السابع: أن عرفة في الحل، كما هو مفهوم التقييد بـ " مزدلفة " ﴿وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾ أي: اذكروا الله تعالى كما منّ عليكم بالهداية بعد الضلال، وكما علمكم ما لم تكونوا تعلمون، فهذه من أكبر النعم، التي يجب شكرها ومقابلتها بذكر المنعم بالقلب واللسان.

(تفسير السعدي — السعدي (١٣٧٦ هـ))
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
#الصرف:

(أفاض) ، فيه إعلال بالقلب أصله أفيض، نقلت حركة الياء إلى الضاد ثم قلبت ألفا لأن ما قبلها مفتوحة وهي متحركة في الأصل.
#تفسير_القرآن_للسعدي

﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾ أي: ثم أفيضوا من مزدلفة من حيث أفاض الناس، من لدن إبراهيم عليه السلام إلى الآن، والمقصود من هذه الإفاضة كان معروفا عندهم، وهو رمي الجمار، وذبح الهدايا، والطواف، والسعي، والمبيت بـ " منى " ليالي التشريق وتكميل باقي المناسك. ولما كانت [هذه] الإفاضة، يقصد بها ما ذكر، والمذكورات آخر المناسك، أمر تعالى عند الفراغ منها باستغفاره والإكثار من ذكره، فالاستغفار للخلل الواقع من العبد، في أداء عبادته وتقصيره فيها، وذكر الله شكر الله على إنعامه عليه بالتوفيق لهذه العبادة العظيمة والمنة الجسيمة. وهكذا ينبغي للعبد، كلما فرغ من عبادة، أن يستغفر الله عن التقصير، ويشكره على التوفيق، لا كمن يرى أنه قد أكمل العبادة، ومن بها على ربه، وجعلت له محلا ومنزلة رفيعة، فهذا حقيق بالمقت، ورد الفعل، كما أن الأول، حقيق بالقبول والتوفيق لأعمال أخر.
2024/12/23 12:50:58
Back to Top
HTML Embed Code: