0/0
Rome's catacombs
Latin, by Virgil: horror ubique animos, simul ipsa silentia terrent.
English: on all sides round, horror spread wide; the very silence breathed a terror on my soul.
English: on all sides round, horror spread wide; the very silence breathed a terror on my soul.
مصطفى رضا الوردي
تحياتي لهذا الرجل السلاڤي العظيم
ممكن تتحمل الشخص مهما يكون غبي وآراءه سخيفة، بس لما تشوفه فرحان لأن طفل عمره سنتين إنضرب بلا سبب (ماكو أي سبب حتى تضرب طفل عمره سنتين) هنا انت واجبك الأخلاقي تنزع النعال (وأخلاقك) ودگ على راسه
مصطفى رضا الوردي
تحياتي لهذا الرجل السلاڤي العظيم
صاحب هالقناة كلما يفك حلگه:
وبما انه غالبًا رح يشوف هالرسائل: استر روحك ولا ترد، لأن اني متأكد ردك رح يكون بعد أغبى وأحقر
0/0
https://www.tgoop.com/Out_of_season/612
يَحلو لي أنْ أتخيّلَ أنّ الأفكارَ صفاتٌ وأعضاءٌ عقلية مثلما الذراعُ والجناحُ والقدرةُ على هضم اللاكتوز هي أعضاءٌ وصفاتٌ جسدية. وأنّ الفِكرَ، مثلُ الجسد، يخضعُ لانتخابٍ طبيعي حيثُ ينمو ويَكثرُ ما يعين الكائن على النجاة، ويضمر ويهلك ما لا يعين نجاتَه وتكاثره. يعني هذا ببساطةٍ أنّ الفكرةَ التي تُعين صاحبها على التكيف والتكاثر ستكبر وتنتشر عبر الجماعات والأجيال، وما تؤدي لهلاكه ستضعف وتختفي بهلاك الأفراد والأجيال.
دوكنز، على علّاته، لَم يُجانِب الصواب حين اخترعَ مصطلح الميم لوصف الأفكار والقيم والتقاليد، وشبّهه بالجين بتصرفاته وطريقةِ تناسله في المجتمع.
دوكنز، على علّاته، لَم يُجانِب الصواب حين اخترعَ مصطلح الميم لوصف الأفكار والقيم والتقاليد، وشبّهه بالجين بتصرفاته وطريقةِ تناسله في المجتمع.
أضِف إلى هذا أنّ أفضلَ وسيلةٍ لنشرِ فكرة هي بالتربية، فهي المرادِف الفكري للتكاثر البيولوجي؛ بالتكاثر يضمن المرءُ استمرارَ جيناته وصفاته الجسدية، لكنّه بالتربية يضمنُ استمرارَ أفكارِه وقيمِه وتقاليده وأُسلوبِ حياته، لأنها عندئذ لن تنتقل أُفقيًا فقط (بين أفراد الجيل الواحد) بل عموديًا كذلك (عبر الأجيال) فتستمر حتى بعد موتِ أصحابِها لأنّ أبناءَهم ومَن بعدَهم سيحملها وينشرها فيمن بعدَه، ولأن «التعلّم في الصِغَر كالنقش على الحجر» فما يتعلّمه المرءُ من والديه في سنواتِه الأُولى يطبع فيه أثرًا أكبرَ مما يتعلّمه فيما يَلي من حياتِه. إنْ شئتَ نشرَ فكرةٍ ما في عُمقِ تكوينِ الفرد، رَبِّ الطفل عليها. ولكَ في الأنظمةِ الشمولية مثالٌ واضح، فتراها لا تكلّ ولا تمل في محاولاتها للتأثير على الأطفال عبر المناهج التعليمية والبرامج «التثقيفية» والتجمّعات الشبابية.
في اللاتينية عبارةٌ هي «Contra mundum» تعني حرفيًا "مُعاداة العالَم" يوصَف بها من وقفَ ضدّ زمانِه وثار على روحِ عصره. عندما تسمعُها لأول مرة سيخطر في بالك كل الرجال الذين خرجوا عن المألوف بثورةٍ أو فكرةٍ في كتاب أو خطاب، وكلّ امرئٍ قاومَ زمانَه فأوقفه على الأبوابِ وطلبَ مِنه عِلّةً وتفسيرًا. لكن فكّر بها مرةً أُخرى؛ ربما كان أفضل لو خطرَت ببالك صورةُ أبٍ وابنه، فالتربيةُ خير وسيلةٍ للمقاومة، لأنّ الثوراتِ تموت وتُحرَّف وتُمسَخ وتُستَغَل. لكنّك بالتربية والتأديب لن تصنع فكرةً عرجاء تموت بموت حامليها بل ستصنع أُسلوب حياةٍ يستمر ويتكاثر جيلًا بعد جيل. إنْ ثُرتَ على زمنك، أليست تربيةُ ابنك على مبادئك تربيةً حسنة هي خيرُ ثورةٍ وتمرد؟ لن تحقّق ما أملت به اليوم، لكنك ستحققه غدًا أو بعد غد. أذكرُ أبياتًا ظلت في بالي في مدح الرسول محمد (ص):
أَنشَأْتَ أُمَّتَنَا مِن مُفرَدٍ وَحِدٍ
حَتَّى تَحَضَّرَ مِنهَا عَالَمٌ وَبَدَا
وإنَّ مَوؤُدَةً أَنْقَذتَهَا وَلَدَت
وُلدَانَ يَعيَى بَها المُحصِي وَإِنْ جَهِدَا
صارُوا كَثِيرًا كَمَا تَهْوَى فَبَاهِ بِهِمْ
وَاْسْتَصْلِحِ الجَمْعَ وَاْطْرَحْ مِنْهُ مَا فَسَدَا
في اللاتينية عبارةٌ هي «Contra mundum» تعني حرفيًا "مُعاداة العالَم" يوصَف بها من وقفَ ضدّ زمانِه وثار على روحِ عصره. عندما تسمعُها لأول مرة سيخطر في بالك كل الرجال الذين خرجوا عن المألوف بثورةٍ أو فكرةٍ في كتاب أو خطاب، وكلّ امرئٍ قاومَ زمانَه فأوقفه على الأبوابِ وطلبَ مِنه عِلّةً وتفسيرًا. لكن فكّر بها مرةً أُخرى؛ ربما كان أفضل لو خطرَت ببالك صورةُ أبٍ وابنه، فالتربيةُ خير وسيلةٍ للمقاومة، لأنّ الثوراتِ تموت وتُحرَّف وتُمسَخ وتُستَغَل. لكنّك بالتربية والتأديب لن تصنع فكرةً عرجاء تموت بموت حامليها بل ستصنع أُسلوب حياةٍ يستمر ويتكاثر جيلًا بعد جيل. إنْ ثُرتَ على زمنك، أليست تربيةُ ابنك على مبادئك تربيةً حسنة هي خيرُ ثورةٍ وتمرد؟ لن تحقّق ما أملت به اليوم، لكنك ستحققه غدًا أو بعد غد. أذكرُ أبياتًا ظلت في بالي في مدح الرسول محمد (ص):
أَنشَأْتَ أُمَّتَنَا مِن مُفرَدٍ وَحِدٍ
حَتَّى تَحَضَّرَ مِنهَا عَالَمٌ وَبَدَا
وإنَّ مَوؤُدَةً أَنْقَذتَهَا وَلَدَت
وُلدَانَ يَعيَى بَها المُحصِي وَإِنْ جَهِدَا
صارُوا كَثِيرًا كَمَا تَهْوَى فَبَاهِ بِهِمْ
وَاْسْتَصْلِحِ الجَمْعَ وَاْطْرَحْ مِنْهُ مَا فَسَدَا
بهذا السياق فإنّ أفكارًا مثلَ العدميةِ واللاإنجابية هي مبتورةُ النسل ومقطوعةُ الأثر، فهي صفاتٌ تكرهها الطبيعة لأنّها تركنُ الكائن الحي الذي يحملها إلى اللامبالاة والخمول وفي النهاية، إلى الإنقراض. هي أفكارٌ لا تعيشُ إلا لجيلٍ واحد، وتستمرّ بالتلقين، لا التربية. هي صفاتٌ تظهر بالتطور التقاربي convergent evolution، لا بالوراثة. أي أنها تظهر أكثر من مرة في أكثر من فرد لتشابه البيئة لا بسبب التوريث. والتلقين، وإنْ كان وسيلةً قويةً لنشر الأفكار، إلا أنّه لا يصل لفاعلية النشأة والتربية.
ما يَتبَع هو أنّ هذه الأفكارَ مَرَضية pathological لا تُسمِن ولا تُغني من جوع، بل هي تُضعِف وتجوِّع، وهي أفكارٌ انهزامية لأنّ مَن يؤمن بها يَجبن أمام الحياة وتحدياتها.
ما يَتبَع هو أنّ هذه الأفكارَ مَرَضية pathological لا تُسمِن ولا تُغني من جوع، بل هي تُضعِف وتجوِّع، وهي أفكارٌ انهزامية لأنّ مَن يؤمن بها يَجبن أمام الحياة وتحدياتها.