Telegram Web
في عتمة الليل، حيث يُصغي القلب لنبضاته، أجدني أواجه قراراً سقيماً، قراراً ينبع من أعماق جراحي. لن أسامح. ليست تلك كلمات تخرج من اللسان بسهولة، بل هي صرخة من روح مترنحة، مثقلة بأحمال الفقد والخيانة.

الألم الذي أعيشه قد غدا جزءاً مني، كظل يرافقني في كل خطوة. عشت تجارب أدمت قلبي وتركت فيه آثاراً عميقة، واليوم أقف هنا، عازماً على عدم المسامحة. فالمسامحة، في عيني، أصبحت علامة ضعف، إذ كيف لي أن أغفر لمن لم يستطع تقدير مشاعري، أو من خان الثقة التي منحت له بلا تردد؟

لكني أدرك بأن هذا الاختيار يحمل في طياته الكثير من العبء. فبينما أمارس الصمت في وجه من آذاني، أجدني أُثقل بتلك المشاعر السلبية. أختار أن أُبقي الجرح مفتوحاً، ولكنني أسأل نفسي: هل أجد السعادة في ذلك؟

لن أسامح، ولكنني في صراع مّستمر، بين رغبة في التحرر وبين الاحتفاظ بذاكرة الألم. أُدرك أني قد أحتاج للوقت، لأفهم كيف أسير بخطى ثابتة نحو شفاء روحي، ربما يوماً ما، سأتمكن من تسريح تلك الغيوم السوداء، وفتح نافذة جديدة للحياة، ربما دون مسامحة، ولكن بسكون داخلي يحررني من قيود الماضي.
في زوايا القلب، تتكدس الذكريات كحجارة ثقيلة، تكاد تحجب عني رؤية الحياة بوضوح. كل موقف، وكل كلمة غير محسوبة، حتى تلك النظرات الجارحة، كلها تتراكم وتضفي على القلب ثقلاً لا يمكن احتماله. أتعجب كيف أني أستمر في السير، ورغم كل خطوة، ينتابني شعور وكأنني أجر حبالاً مثقلة بالماء، تجذبني إلى الوراء.

أحياناً أسأل نفسي: ما الذي يحدث للروح التي كانت يوماً خفيفة، نشيطة، متفائلة؟ أرى ضوء الأمل يتلاشى خلف سحب الحقد والندم، تراني أستمر في حبس نفسي في تلك الدوامة، أسمح لتراكمات الماضي أن تحدد ملامح اليوم وغداً.

أريد أن أحرر نفسي من هذا الثقل، أريد أن أمحو تلك الخطوط التي قُدرت على وجهي بفعل العبرات والخسارات. أتمنى لو أستطيع أن أضع كل تلك الأحمال جانباً، وأن أعيش اللحظة بكل ما فيها من جمال، ولكن كيف السبيل إلى ذلك في ظل تلك الأعمدة التي تلمست قلبي وبنيت حوله سجوناً من الحزن؟

يعيش القلب في صراع دائم، يتوق إلى الحرية. أدرك أن الخطوة الأولى نحو الشفاء هي الاعتراف بتلك التراكمات، وقبولها كجزء من قصتي، لكنني أعلم أيضاً أنني بحاجة إلى التغيير. أريد أن أتعلم كيف أطفئ تلك النيران التي أشعلها الألم، وأزرع بدلاً منها شجرة جديدة، تثمر الفرح والتسامح.

قد يبدو الطريق طويلاً، وقد أجد صعوبة في تخطي كل تلك التراكمات، لكنني أؤمن بأني أستطيع أن أبدأ من جديد، خطوة بخطوة، كي أعود إلى ذاتي، خفيفة كما كنت، محملة بالأمل وليس بالأعباء.
غير الطريقة قبل أن تغير الاتجاه

safa'a
أين يذهبون بأرواحهم من لايوجد في مناطقهم روضات شهداء، بأي بقاعٍ طاهرة تتعلق!!
Safa'a
لعلّك تنتظر كلمةً تُهدّئ قلبك؟

أو رسالةً تُطمئن صدرك، أو آيةً تُشعل همّتك، أو فكرةً توضّح غايتك، لعلّك من كثرة المحاولات تَعِبت، ومن شدّة المكابَدات اهتَرأت! لا بأس، جئت أهمس لك؛ ﴿ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴾ كُلّ شعورٍ مؤلمٍ، وجرحٍ عميق، وخطوةٍ صادقة، ومحاولةٍ دائمة، لن تضيع! ما دُمتَ صادقًا، لَو لَم تَرَ النّتائج اليوم، تقطف ثمرة الصّبر غدًا.
قد يبكِي الإِنسان، ويتفطَّر قلبُه على أُمورٍ يحسبُها خَيرًا ، وهِي -والله- عينُ الشَّر له!
فلا تتسخَّط علَى أقدارٍ لو عَلِمتَ ما فيها من رَحَمَات، لتصَدَّع فُؤَادُكَ على ما ظَنَنْتَ في الله!

هو الرَّحمن الرَّحِيم.. الجَبَّار لكلِّ كَسر.. المُدبِّر لكل أمر.. القادِرُ على كلِّ شيء!
خيبة الأمل تتسلل إلى نفوسنا كندى الصباح، تترك أثرها في كل زاوية من زوايا الروح. نتساءل: كيف خذلنا من كانوا سراجًا في دروبنا؟ يشتد الألم، ويعصف الشك بميزان القيم، لكننا نتعلم أن الكمال ليس إلا وهمًا، وأن الإنسان بطبيعته متقلب.

ورغم الألم، تبقى تلك الخيبة منارة تعلّمنا أن نتوق إلى الداخل، أن نبحث عن القدوة الحقيقية في ذواتنا، لنصبح نحن من يُستند إليه في الأوقات العصيبة.
_ لا تعد لمن أذاك ..، سيؤذيك من جديد ..،
_ صدقني ..،
_ حتى لو أتاك معتذرا عن كل الخيبات التي زرعها في صدرك ، سيؤذيك ..، لأن من يرحل تاركا في قلبك وجعه ، لا يعود لك إلا ليرضي غروره بك ..،
_ هو لم يغب لمدة و عاد بعدها ليس لأنه عانى في بعدك ، لكن لأنه عاش جحود الآخرين ، فجاء ليرضي نقصه بطيبتك ..، لا تسمح بعودته ، أرجوك لا تفعل ..،
_ فلا أحد يتغير ..، سيبدأ معك البدايات الجميلة ، و سيعود بعدها نفسه لعادته ..، سيرضى من جديد بأذيتك ..، ستعيش الوجع وجعين ..، خذها من آخرها ..، تعرضت للوجع مرة؟ لا تسمح لنفس الشخص بأن يجعلك تعيش نفس الوجع مرة أخرى ..،
_ أكمل طريقك ..، أحب نفسك ..، أحب نفسك جدا ..، اعرف قيمتها ..، سيسهل عليك أن ترخي راحة قلبك من كل شخص يؤذيك في مشاعرك ..، لأن الوجع الأول قدر ، و الوجع الثاني قرار ..، أغبى قرار على الإطلاق.💔
غضبي يتجسّد في رحيلي، لأن وجودي هو أثمن ما أُقدمه.
---

في زخم الحياة، أجد نفسي أسير في دروب متعددة، أبحث عن أولئك الذين يسعون للاقتراب مني، الذين يشاركونني أحلامي وتطلعاتي. أشعر أحيانًا أنني في قارب صغير، يتلاطم به الموج، وأحتاج إلى رفقاء يعينونني على الإبحار. كل لحظة تمر، تذكّرني بمدى أهمية الجهود الصغيرة التي تُبذل في سبيل ترسيخ الروابط.

ومع ذلك، تسكن في قلبي ظلال الشك، وكأنني أضيع الفرص التي تمر أمامي. أرى تلك اللحظات تتلاشى وكأنها غيوم تمر، دون أن تترك أثرًا. في كل مرة ألتقي بأحدهم، يتأمل قلبي وينظر فيه بعمق، أتمناه أن يراعي مشاعري ويشعر بما يدور في داخلي.

أريد لمن حولي أن يشعروا بحاجتي لجهودهم، لتلك الإشارات التي تجعلني أؤمن بأنني لست وحدي في هذه الرحلة. ربما يكون الأمر بسيطًا، لكنني أحتاج إلى أن أرىهم يخطون خطوة نحو قربي، أن يرتفع صوتهم ليقولوا لي إنني أستحق كل هذا الجهد.

---
ممتنة لكل من لايزال هنا رغم شح كل شيء 🌸
‏أحتاج ألى صداقة غير مشروطة، أصدقاء يعرفون البكاء، يفهمون تقلبات عواطفي، ومزاجي حين يتحول إلى سوداوية قاتمة، ويخبرونني بأني كنت رائعا على الدوام، معظم الأصدقاء لا يقبلوك إلا سعيدا، حين لا تكون سعيدا، ليس من الجيد أن يروك.
في زحمة الأصوات من حولي، أجد نفسي أفتش عن سكون داخلي، عن لحظة واحدة من الفهم دون الحكم. تتوالى الهموم كالأمواج في بحر متلاطم، بينما يقف البعض على الشاطئ، يتقافزون حول مشاغلهم الصغيرة، كأنها هي كل ما يهم. أفكر في كيف أن كل حجر من الآلام التي أحملها يشبه جبلًا لا يراه سواي، في حين أن أحزانهم تظن أنها الهموم الوحيدة التي تستحق الألم.

أحيانًا، يجرفني ذلك الشعور بأنني وحدي في ظلمة كثيفة، حيث لا يدرك الآخرون عمق الجراح التي لا يتجرأ قلبي على البوح بها. أبتعد عن أولئك الذين لا يرون سوى السطح، الذين لا يستطيعون تقدير ما يختبئ خلف ابتساماتي. أحاول أن أغلق أبواب قلبي، كي لا يعكر صفو سكوني كلمات تافهة تُقارن آلامهم بمعاناتي.

أحتاج لنفسي في هذه اللحظات، لتلك المساحة التي يمكنني من خلالها أن أكون صادقة مع ذاتي، بعيدًا عن الأحكام التي تنظر للحزن بسطحية. أتعلم أنني قد أجد في الوحدة سكينة، بينما أحتاج أن أكون محاطة بأرواح تفهم عمق الجبال التي تزدحم في عالمي، أولئك الذين يستطيعون الإصغاء دون أن يستهينوا بألمي.
"تتشابك خيوط الهموم في نسيج أيامي. كل دمعة تحمل في طياتها قصة شجاعة، ومع كل تجربة اتجاوزها اشهد على قوة روحي المثقلة  وقدرتها على النهوض، كطائر الفينيق الذي يخرج من بين الرماد. أقاوم لاحتفظ بالإيمان بأن الله موجود في أدق تفاصيل همومي ، وأجعل من الألم دافعًا للابتسام."
Safa'a
‏"لا أستطيع أن أعود، ثمن هذا الطريق كان روحي."
2025/03/28 17:20:49
Back to Top
HTML Embed Code: