tgoop.com/fata_alfetyan/655
Last Update:
.
يظن كثير من الناس أن هذه الأحداث الكبرى التي تجري من حولنا، توجب التوقف المطلق والتشكيك الدائم وترك الانحياز إلى فئة؛ لأنهم لا يجدون من ثلج اليقين وكمال التصور وحسن الفهم لمجريات الأحداث وتفاصيل الأمور ما يزيل الغبش ويكشف اللبس.
وليتهم يدركون أن هذا هو الأمر المعتاد المتكرر في كل حدث في زماننا. فما آل إليه الأمر في القرون الأخيرة من تطور التقنيات وتكاتف المشاريع ومكر الدول وتسارع الأحداث ودقة العلاقات وطغيان المفسدين، كل هذا يمنع التصور المطلق التام لهذه الأحداث عند أفراد الناس، ولو بلغوا ما بلغوا من العلم والفهم.
لكن هذا الأمر، أعني امتناع حصول التصور المطلق التام للأحداث الجارية، لا يعني تعطيل الإيمان وإغفال الديانة. فإن المؤمن عنده من الأصول الثابتة التي تقررت في الوحي وتكررت في التاريخ ما يورثه اليقين والإيمان الراسخ بكثير من المحكمات، مثل: الولاء والبراء، والقيام بواجب الجهاد، ونصرة الله للمؤمنين، ودحره للكافرين، ومكر أعداء الله، وخبث اليهود والرافضة وغدرهم، وتداعي الأمم على أهل الإسلام،…وغيرها.
فإذا رعى المؤمن هذه الأصول الشرعيَّة رعايةً تامةً وحرر مناطاتها وحفظ أحكامها، وكان كثيرَ الدعاء واللهج إلى الله، لم يكد يقلقه التباس الأحداث واضطراب الأمور، وصار يميز كثيراً منها بنور الله سبحانه.
والاشتغال بما ليس مطلوباً، مثل: الإغراق في محاولة تصور الأمور وتحليل الأحداث وربط التفاصيل، مع ترك ما هو مطلوب من أصول الإيمان وصلب الديانة= كل ذلك يورث اضطراب الرؤية وحيرة المواقف والتباس الطريق، فيحصل له خلاف مراده، ويكون حاله التوقف المطلق والتشكيك الدائم من كل حدث -حتى ما يكون جلياً واضحاً-.
ونسأل الله أن يصلح قلوبنا ويهبنا الإيمان واليقين، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
BY • قناة عُثـمَــان •
Share with your friend now:
tgoop.com/fata_alfetyan/655