Telegram Web
‏قال تعالى: ﴿فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك﴾ [غافر: ٧]

قال الوزير ابن هبيرة رحمه الله:

"علمت الملائكة أن الله عز وجل يحب عباده المؤمنين، فتقربوا إليه بالشفاعة فيهم. وأحسن القرب أن يسأل المحب إكرام حبيبه، فإنك لو سألت شخصا أن يزيد في إكرام ولده لارتفعت عنده، حيث تحثه على إكرام محبوبه".

[ذيل طبقات الحنابلة، لابن رجب ٢/ ١٥٠].

قال يحيى بن معاذ الرازي (ت: ٢٥٨ ه) لأصحابه في هذه الآية: افهموها فما في العالم آية أرجى منها، إن ملكا واحدا لو سأل الله أن يغفر لجميع المؤمنين لغفر لهم ، كيف وجميع الملائكة وحملة العرش يستغفرون للمؤمنين" .

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (سورة غافر: الآية: ٧).
قال الإمام ابن القيم رحمه الله_:

ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّهُ لَا يَسْأَلُ رَسُولَهُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ الَّذِينَ لَا يُتَابِعُونَهُ وَلَا يُصَدِّقُونَهُ ، ثُمَّ أَعْلَمَهُ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى لَنْ يَرْضَوْا عَنْهُ حَتَّى يَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ، وَأَنَّهُ إِنْ فَعَلَ وَقَدْ أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ فَمَا لَهُ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ، ثُمَّ ذَكَّرَ أَهْلَ الْكِتَابِ بِنِعْمَتِهِ عَلَيْهِمْ ، وَخَوَّفَهُمْ مِنْ بَأْسِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ ذَكَرَ خَلِيلَهُ بَانِيَ بَيْتِهِ الْحَرَامِ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَمَدَحَهُ ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ جَعَلَهُ إِمَامًا لِلنَّاسِ يَأْتَمُّ بِهِ أَهْلُ الْأَرْضِ ، ثُمَّ ذَكَرَ بَيْتَهُ الْحَرَامَ وَبِنَاءَ خَلِيلِهِ لَهُ ، وَفِي ضِمْنِ هَذَا أَنَّ بَانِيَ الْبَيْتِ كَمَا هُوَ إِمَامٌ لِلنَّاسِ فَكَذَلِكَ الْبَيْتُ الَّذِي بَنَاهُ إِمَامٌ لَهُمْ ، ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّهُ لَا يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ هَذَا الْإِمَامِ إِلَّا أَسْفَهُ النَّاسِ ، ثُمَّ أَمَرَ عِبَادَهُ أَنْ يَأْتَمُّوا بِرَسُولِهِ الْخَاتَمِ ، وَيُؤْمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْهِ وَإِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِلَى سَائِرِ النَّبِيِّينَ ، ثُمَّ رَدَّ عَلَى مَنْ قَالَ : إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَأَهْلَ بَيْتِهِ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى ، وَجَعَلَ هَذَا كُلَّهُ تَوْطِئَةً وَمُقَدِّمَةً بَيْنَ يَدَيْ تَحْوِيلِ الْقِبْلَةِ ، وَمَعَ هَذَا كُلِّهِ فَقَدْ كَبُرَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ إِلَّا مَنْ هَدَى اللَّهُ مِنْهُمْ ، وَأَكَّدَ سُبْحَانَهُ هَذَا الْأَمْرَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ بَعْدَ ثَالِثَةٍ ، وَأَمَرَ بِهِ رَسُولَهُ حَيْثُمَا كَانَ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجَ ، وَأَخْبَرَ أَنَّ الَّذِي يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ هُوَ الَّذِي هَدَاهُمْ إِلَى هَذِهِ الْقِبْلَةِ ، وَأَنَّهَا هِيَ الْقِبْلَةُ الَّتِي تَلِيقُ بِهِمْ ، وَهُمْ أَهْلُهَا لِأَنَّهَا أَوْسَطُ الْقِبَلِ وَأَفْضَلُهَا ، وَهُمْ أَوْسَطُ الْأُمَمِ وَخِيَارُهُمْ ، فَاخْتَارَ أَفْضَلَ الْقِبَلِ لِأَفْضَلِ الْأُمَمِ ، كَمَا اخْتَارَ لَهُمْ أَفْضَلَ الرُّسُلِ وَأَفْضَلَ الْكُتُبِ ، وَأَخْرَجَهُمْ فِي خَيْرِ الْقُرُونِ ، وَخَصَّهُمْ بِأَفْضَلِ الشَّرَائِعِ ، وَمَنَحَهُمْ خَيْرَ الْأَخْلَاقِ ، وَأَسْكَنَهُمْ خَيْرَ الْأَرْضِ ، وَجَعَلَ مَنَازِلَهُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرَ الْمَنَازِلِ ، وَمَوْقِفَهُمْ فِي الْقِيَامَةِ خَيْرَ الْمَوَاقِفِ ، فَهُمْ عَلَى تَلٍّ عَالٍ وَالنَّاسُ تَحْتَهُمْ ، فَسُبْحَانَ مَنْ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ .

زاد المعاد ج ٣ ص ٦٠
﴿ ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ [ سورة الأنفال: 51]

ذلك العذاب حصل لكم، غير ظلم ولا جور من ربكم، وإنما هو بما قدمت أيديكم من المعاصي التي أثرت لكم ما أثرت.

تفسير السعدي
✍️رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضيَ الله عنه - أحد الأساقفة وهو في صومعة له يجتهد وَيُكثِر الصلاة والبَكاء مِن خشية الله فبكى عُمَر:

فسُئِل : لِمَ بَكَيْتّ ؟ فقال :

ذَكَرتُ قول الله - عَزَّ وَجَلّ:
{ وجوه يومئذ خاشعة عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً }
📚[المستدرك (٥٦٧/٢)]

🖊قال الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله عقب إيراده لهذا الأثر:

فهنا مقدمتان ونتيجة :
{ وجوه يومئذ خاشعة } تعلوها الخشية
وهي أيضاً { عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ } بمعنى:أنها دَأبت في عمل الخير واجتهدت فيه حتى بلغت بها المَشَقَّة ما بلغت

ولهذا قال الله - تعالى:{ ناصبة } وهو لفظ يدل على شدة التعب في أداء هذه العبادة فما النتيجة من هذا العمل ؟
إنّ النتيجة على عكس المتوقع فقد كان جزاؤهم:
{ تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً } فهي تدخل النار ولو كانت خَشَعَت وَبَكَت ، ولو كانت نصبت في الطاعة والعبادة لأنها أخَلّت بركن مِن أركان العبادة وهو المتابعة

إذن فمقصود الشارع الحكيم - تبارك وتعالى - في إرسال الرسل:
أن يَتَعَبّد الناس بطريقة الرسل ، وأن ينتهجوا نهجهم ، فَمَن لم يفعل ذلك فقد خاب وَخَسِر ، وَضَلَّ عن طريق الهدى والصواب

📚[السُنّة والبِدعة وأثرهما في الأمة(٣٦)]
📍قال الله تعالى:
﴿يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون﴾ [النحل: ٥٠]

‏قال أبو سليمان الداراني رحمه اللّٰه تعالى:
"أصل كل خير في الدنيا والآخرة:
الخوف من اللَّه عزَّ وجل،
وكل قلبٍ ليس فيه خوف اللَّه
فهو قلب خرب".
مجموع رسائل ابن رجب ٩٤/٤
|[من أسباب السعادة]|

🖊قالَ الإمامُ عبدُ العزير بن باز رحمه الله:

" كلما وقعت منك زلة فبادر بالتوبة والإصلاح، وكن متفقها في دينك، لا تشغل بحظك في الدنيا عن حظك من الآخرة، بل اجعل للدنيا وقتا، وللتعلم وللتفقه في الدين، والتبصر والمطالعة والمذاكرة والعناية بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ وحضور حلقات العلم ومصاحبة الأخيار غالب وقتك، فهذه الأمور هي أهم شأنك، وسبب سعادتك".

📚[مجموع فتاوى ومقالات (٢٨/٢ )].
2025/01/11 11:43:26
Back to Top
HTML Embed Code: