‏"من تفرّد بالنظر لم يكمل له الصواب"

ويقال عن الرجل يشتدّ عجبه بنفسه فيُعرضُ عن أخذ المشورة، فيقع في الكثير من الخطأ.
والعرب تقول في الحث على الجماعة: الخطأ مع الجماعة خيرٌ من الصواب مع الفُرقة.

يقول الإمام أبو بكر الباقلاني مبيِّنًا فضل العربية بذاتها على سائر اللغات قبل نزول القرآن بها:

«ذلك اللسانَ –أي غير العربي- لا يَتَأتَّى فيه مِن وجوه الفصاحة ما يَقَع به التفاضُلُ الذي يَنتَهِي إلى حَدِّ الإعجاز، ولكنه يتقارب، وقد رأيتُ أصحابَنا يَذكرون هذا في سائر الألسنة، ويقولون: ليس يَقَعُ فيها من التفاوُت ما يَتَضَمَّن التقديمَ العجيب.

ويُمكن بيانُ ذلك بأَنَّا لا نَجِدُ في القَدْرِ الذى نَعرِفُه مِن الألسنة للشيء الواحد مِن الأسماء ما نَعرِف مِن اللغة، وكذلك لا نَعرِف فيها الكلمةَ الواحدةَ تَتَناول المعانِيَ الكثيرةَ على ما تَتَناوله العربيةُ، وكذلك التصرفُ في الاستعارات والإشارات، ووجوه الاستعمالات البديعة.
ويَشهَد لذلك من القرآن: أن الله تعالى وصفه بأنه: (بِلسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) وكَرَّر ذلك في مواضِعَ كثيرةٍ، وبَيَّن أنه (رَفَعَه عن أن يَجعَلَه أَعجَمِيًّا) فلو كان يُمكن في لسانِ العَجَم إيرادُ مِثلِ فصاحته لم يَكُن لِيَرفَعَه عن هذه المنزلة!

ويُبَيِّن ذلك أنّ كثيرًا مِن المسلمين قد عَرَفُوا تلك الألسنة –أي غير العربية- وهم مِن أهلِ البَراعة فيها وفي العربية؛ فقد وَقَفُوا على أنه ليس فيها مِن التفاضل والفَصاحة ما يَقع في العربية»

- (إعجاز القرآن ص 31 - 32)

#قالوا_في_العربية

#من_غريب_القرآن

قَال تَعالى: ﴿كَلَّا لَا وَزَرَ﴾ [القيامة ١١]

والوَزَر - بفتح الواو- يُطلق على الملجأ والحصن والجبل، فيكون المعنى: لا حِصن ولا ملجأ ولا جبل يعتصمون به من الله.

ومنه قول الشاعر:

تَعَزَّ فلا شَيءٌ علَى الأَرضِ بَاقياً …
ولا وَزَرٌ مما قَضَى اللهُ واقياً

أي لا ملجأ ولا حصن يُتقَي به من قضاء الله وقَدَره

▪️ قال الشوكاني :
والوَزَرُ في اللُّغَةِ: ما يَلْجَأُ إلَيْهِ الإنْسانُ مِن حِصْنٍ، أوْ جَبَلٍ أوْ غَيْرِهِما، ومِنهُ قَوْلُ طَرَفَةَ:

ولَقَدْ تَعْلَمُ بَكْرٌ أنَّنا ∗∗∗
فاضِلُوا الرَّأْيِ وفي الرَّوْعِ وزَرْ

وقالَ آخَرُ:
لَعَمْرِي ما لِلْفَتى مِن وزَرْ ∗∗∗
مِنَ المَوْتِ يُدْرِكُ والكِبَرْ

[فتح القدير للشوكاني — الشوكاني (١٢٥٠ هـ)].

.

اللغة العربية لسانُ القرآن الكريم ووعاءُ السُّنة وملاكُ العقل من هذه الأمة ومجتلى كنوز تراثها من أدبٍ وفكرٍ وعلم.

د. سعد مصلوح

جمال الخالة وجمال ابنة أختها)"

.


تمادت معي ابنة أختي ذات الخمس سنوات في الكلام، وقالت: "لا أريدك خالة لي"، وعندما هددتها بأنني سأخاصمها، لم تهتم، وأبدت عدم مبالاتها بي، فخاصمتها وأخبرتها ألا تكلمني، وأني سأحرمها من الامتيازات التي تتمتع بها، ولكنها لم توِلِّ حديثي أي اهتمام. وبعد يومين اتصلت بي طالبةً الصلح، فرفضتُ ذلك؛ وأظهرتُ صرامة مدعاةً، وشدةً متصنعةً، حتى أوضحَ لها مدى زعلي منها، وأخبرت أمها أن تقول لها ألا تتعب نفسها في الحديث معي؛ لأنني لن أتنازل، فما كان من الصغيرة إلا أن قاطعتني بقولها: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ، فَمَنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ". ثم أضافت: وقال: "خيرهما الذي يبدأ بالسلام".

فلم أجد ردًا، ولم أستطع المجادلة؛ بعد أن أفحمتني بجوابها. وما كان مني إلا أن أصفح على استحياء، وأُذعن للحق، وعادت المياه لمجراها.


#وصال_النجار

.

اللغة العربية لغة مباركة مقدّسة، فمن أحبها ودرسها بحب وخدمها بصدق... نال الكثير من بركاتها، وتعرّض لنفحات حبٍّ إلهية، وانفراجات وفتوحات على الصعيد العلمي وعلى صعيد الحياة،كيف لا وهي لغة الحبيب المحبوب سيدنا محمّد - صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم- وهي اللغة التي اختارها الله جلّ في علاه لغة لآخر كتاب سماويٍّ لآخر تشريعٍ إلهيٍّ للبشريّة قاطبةً، ماعدى كونها امتداداً للهوية العربية وتمكيناً للصبغة الإسلامية، فدراستها عبادة، وتدريسها طاعة وبركة، والتبحّر في علومها خير كثير عزٌّ وسؤددٌ ورِفعة.

•غزوان فائز سماك.

#قالوا_في_العربية

‏"وهو الذي تَصفُو القُلوبُ بحُبه
‏صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما" ﷺ

(جُرح اللّسان)


قال امرُؤُ القيس:
"وجُرحُ اللّسان كجُرح اليَدِ".

وقال بعضُ الحكماء: جُرْح اليد يُجبَر، وجُرحُ اللّسان لا يُبقي ولا يذر.

وقال الشّاعرُ في معناه:
"جراحاتُ السُّيوف لها التئام
ولا يلتام ما جرحَ اللِّسانُ"

وفي الحديث: «وهل يَكُبُّ النّاسَ في النّار على مَناخِرِهِم إلّا حصائدُ ألسنَتِهم».

#ثمار_القلوب_في_المضاف_والمنسوب للثّعالبيّ.

.

‏قال العلامة الألوسي عند تفسيره لقول الله:
﴿عَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَنِى بِهِمْ جَمِيعًا ۚ﴾

جرت سنته تعالى أن الشدة إذا تناهت يجعل وراءها فرجاً عظيماً كأنه عليه السلام لما رأى اشتداد البلاء قوي رجاؤه بالفرج، فقال ما قال.

.


«اللَّهُمَّ إِنِّي أطَعتُكَ في أحَبِّ الأشيَاءِ إِليكَ و هُوَ تَوحِيدُك ، و لَم أَعصِكَ في أَبغَضِ الأَشيَاءِ إِليكَ و هُوَ الشِّركُ ، فَاغفِر لِي ما بينهُمَا!».

- عُمر بن عبد العزيز - رحمهُ اللّٰه-.