من إدلب

أثناء الوباء، جلس الأشخاص الحاصلون على شهادات جامعية في منازلهم على تطبيق زووم - وكان على أولئك الذين ليس لديهم شهادات جامعية الخروج لإخراج القمامة، والعمل على صندوق المحاسبة في السوبر ماركت، ودفن الموتى.

لقد أودت أزمة المواد الأفيونية بحياة حوالي 645 ألف شخص بين عامي 1999 و2021، وقد مات الكثير منهم ببساطة في الشوارع بسبب جرعة زائدة من مسكنات الألم شديدة الإدمان. وكان المتأثرون بشكل خاص هم المناطق الريفية في الولايات المتحدة، والبيض الفقراء، والسكان الأصليون - والأشخاص الذين لا يتمتعون بالتأمين الصحي، والذين لا يتلقون في كثير من الأحيان أي علاج وإنما مجرد حبوب لتسكين الآلام. مات الأشخاص الذين ليس لديهم شهادة جامعية أكثر بست مرات من أولئك الذين حصلوا على شهادة جامعية.

في الحروب الأمريكية في العقود الماضية، كان معظم القتلى والجرحى من النساء والرجال الذين لم يحصلوا على شهادات جامعية. في كثير من الأحيان، كان الجنود من أفقر الولايات الأمريكية وأعضاء الأقليات العرقية يتعرضون للإصابة والقتل بشكل غير متناسب..

وهكذا دواليك، وصولا إلى الأزمة المالية في عام 2008، التي أدت إلى فقدان الملايين من الناس الذين كانوا بالكاد يستطيعون العيش منازلهم، في حين لم تتم محاسبة أي مصرفي أو جهة تنظيمية كبرى على الإطلاق..

وهؤلاء الناس على وجه الخصوص هم الذين يعلقون آمالهم الآن على ترامب؛ لأن ثقتهم في التقدم الصغير، وفي المنطق السليم للتغلب على الصعوبات، وفي حكمة المؤسسات، لم تؤت ثمارها. وبدلا من ذلك، فإنهم يأملون الآن في إثارة الشغب السياسي. إنها ثورة وطنية ضد المؤسسات. أو بعبارة أخرى، أصبح الدفاع عن المؤسسات قضية طبقية. بتعبير أدق: مصدر قلق للطبقات العليا.

كتب بن رودس: "يربط العديد من الناخبين اليوم الديمقراطية في المقام الأول بالعولمة، والفساد، والرأسمالية المالية، والهجرة، والحروب التي لا تنتهي، والنخبة ــ التي أنا جزء منها ــ التي تتحدث عن الديمقراطية فقط كغاية في حد ذاتها، وليس كأداة لتحقيق أهداف سياسية". "أداة لمكافحة عدم المساواة."
وهذا هو السبب أيضًا وراء خطأ بايدن وهاريس عندما حاولا تصوير الانتخابات الرئاسية الأخيرة على أنها تصويت على الديمقراطية. ولم يتجاهل هذا القرار حقيقة حياة ملايين الأميركيين الذين لا يعرفون كيف سيدفعون إيجاراتهم أو تكاليف تعليم أطفالهم فحسب.

كما أدى ذلك إلى تغذية الشكوك في أن الديمقراطيين عندما يتحدثون عن الديمقراطية فإنهم يقصدون أنفسهم. والشكوك في أن المؤسسات كانت تهدف في المقام الأول إلى الدفاع عن امتيازات المؤسسة.

إن حقيقة أن مليارديرًا يقود الانتفاضة شبه البروليتارية هي تناقض، لكنه ليس تناقضًا حاداً. إذ بحسب هذا المنطق، لا يهم من يهاجم الوضع الراهن. الشيء الرئيسي هو أنه يتعرض للهجوم.

على الصعيد الدولي هنالك أمل أيضا في قدرة ترامب على فك العقد وحل النزاعات المتعثرة.
2/2

www.tgoop.com/husseinabuomar2

👍14

3.26K views11:54