tgoop.com/gaithmnhmr022/36
Last Update:
#العبودية ( ١٨ )
( الكامل المطلق ) الذي له كامل الحياة لا تأخذه سنة ولا نوم ، وله دوام الوجود لم يزل ولا يزال وذلك يتضمن جميع الصفات الذاتية لله ﷻ كالعلم والعزة ، والقدرة والإرادة ، والعظمة والكبرياء
وكذلك صفة الحياة تدل على أنه " الأول"
إذ لم يسبق وجوده عدم وأنه "الآخر" الذي ليس لحياته زوال فله وحده البقاء والدوام من أزل الأزل إلى أبد الأبد
"الدائم وهو الذي قام بنفسه وعظمت صفاته واستغنى عن خلقه وكذا قامت به جميع المخلوقات من السموات والأرض وما فيهن فلا بقاء لها ولا صلاح الا به فهي فقيرة إليه من كل وجه وهو غني عنها من كل وجه"
-المقصد الأسنى ص١٣٢-
والتأمل في الكون والحياة يوقظ في قلب العبد المؤمن الشعور بهاتين الصفتين : فمشاهد الموت والحياة ، وإخراج الحي من الميت والميت من الحي ، وإحياء الأرض الميتة بالزرع النضر بعد إيصال الماء الذي جعله الله مادة الحياة كلها مشاهد تدل على أن واهب الحياة له أكمل وأعظم حياة
كما أن انتظام الحياة بليلها ونهارها وانتظام الكون بأفلاكه ، وقيام السموات بغير عمد ، وكذا انتظام أجهزة جسم الإنسان وأعضاءه وخلاياه في وظائفها دليل على القيوم الذي قامت جميع الخلائق فدبر أمورها ورعى وجودها
"يشعر المؤمن بمشهد القيومية فيرى سائر التقلبات الكونية وتصاريف الوجود بيده ﷻوحده فيشهد مالك الضر والنفع والخلق والرزق والإحياء والإماتة فيتخذه وحده وكيلاً ويرضى به ربًا مدبرًا وكافيًا "
-المدارج (٣٨٠/٣)-