#العبودية ( ١٨ )

📌من أسماء الكمال المطلق اسمي "الحي القيوم"

📌هما اسمان جمعا جميع صفات الكمال

1️⃣ فـ "الحي" :
( الكامل المطلق ) الذي له كامل الحياة لا تأخذه سنة ولا نوم ، وله دوام الوجود لم يزل ولا يزال وذلك يتضمن جميع الصفات الذاتية لله ﷻ كالعلم والعزة ، والقدرة والإرادة ، والعظمة والكبرياء➡️

وكذلك صفة الحياة تدل على أنه " الأول"
إذ لم يسبق وجوده عدم وأنه "الآخر" الذي ليس لحياته زوال فله وحده البقاء والدوام من أزل الأزل إلى أبد الأبد


2️⃣ "القيوم" :
"الدائم وهو الذي قام بنفسه وعظمت صفاته واستغنى عن خلقه وكذا قامت به جميع المخلوقات من السموات والأرض وما فيهن فلا بقاء لها ولا صلاح الا به فهي فقيرة إليه من كل وجه وهو غني عنها من كل وجه"
-المقصد الأسنى ص١٣٢-

والتأمل في الكون والحياة يوقظ في قلب العبد المؤمن الشعور بهاتين الصفتين : فمشاهد الموت والحياة ، وإخراج الحي من الميت والميت من الحي ، وإحياء الأرض الميتة بالزرع النضر بعد إيصال الماء الذي جعله الله مادة الحياة كلها مشاهد تدل على أن واهب الحياة له أكمل وأعظم حياة ➡️

كما أن انتظام الحياة بليلها ونهارها وانتظام الكون بأفلاكه ، وقيام السموات بغير عمد ، وكذا انتظام أجهزة جسم الإنسان وأعضاءه وخلاياه في وظائفها دليل على القيوم الذي قامت جميع الخلائق فدبر أمورها ورعى وجودها ➡️

🤍 قال ابن القيم -رحمه الله- :
"يشعر المؤمن بمشهد القيومية فيرى سائر التقلبات الكونية وتصاريف الوجود بيده ﷻوحده فيشهد مالك الضر والنفع والخلق والرزق والإحياء والإماتة فيتخذه وحده وكيلاً ويرضى به ربًا مدبرًا وكافيًا "
-المدارج (٣٨٠/٣)-

🫧ومن الصفات الدالة على الكمال المطلق والدالة على كمال الذات🫧

🫧 "المجيد"

🫧ومعناه الذي له المجد العظيم🫧

🫧( الشريف ذاته ، الجميل أفعاله ، الجزيل عطاؤه ونواله ) -المقصد الأسنى ص١٢٣-

🫧فكل وصف من أوصافه عظيم شأنه :

🫧فهو العليم الكامل في علمه
🫧الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء
🫧القدير الذي لا يعجزه شيء
🫧الحليم الكامل في حلمه
🫧الحكيم الكامل في حكمته

وكذا في كل أسمائه وصفاته..

🫧"وهو اسم يجمع معاني الكرم والملك والسؤدد والجلال وغيرها"
-السعدي ص٢٢٨-

فكل أوصافه عظيمة الشأن أكبر من كل شيء وأعظم وأجل وأعلى، وهو الذي يتزلف إليه العباد عبر الأزمان ويتقربون رغبةً في قربه ورضاه، ورجاء نواله وعطاياه.



🫧و كذلك اسمه "الحميد "

🫧والحمد كثرة الصفات والخيرات🫧

🫧"فهو الحميدُ لكثرةِ صفاته الحميدة، ولأنه المستحقُ لأن يحمد فهو محمودٌ بكل لسان، وعلى كل حال أهلُ الثناءِ والحمدِ"
-الزجاج ص٥٥-

🫧"بدأ فأوجد، ثمّ والى نعمه وتابع آلاءه ومننه حتى فاتت العد وإن استفرغ فيه الجهد"

🫧"له الحمدُ لذاتهِ وله الحمدُ لصفاتهِ وله الحمدُ لأفعالهِ وله الحمدُ على شرعهِ وتفاصيلِ حمده وما يُحمد عليه لا تحيط بها الأفكار ولا تَحصيها الأقلام "
-الحق الواضح المبين ص٢٣٢-

🫧و كثيرًا ما يجمع بين هذا الاسم واسم "المجيد" ومن الجمع بينهما كمالٌ آخر
-الكافية الشافية ص٣٧٨-

✨وقد كان رسول الله ☁️دائم الحمد لربه..
ومن ذلك قوله :

☁️ اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض ، وملء ما بينهما ، وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد ☁️

✨ومع استحقاقه للتمجيد والحمد إلا أنه غني عنهما، فهو " الغني " وغناه صفة ذاتية له دالة على كماله المطلق .


#العبودية ( ٢٠ )

#العبودية ( ٢٢ )


نشرنا سابقًا عن منزلة المحبة وأثرها في تحقيق العبودية

📌. ثم عرفنا الأسباب الباعثة اليها
وما يعين على تحقيق المحبة المندوبة وهو معرفة وعلم أسماء الله وصفاته -جلّ وعلا-

📌وقلنا أن معرفة اسماءه وصفاته تتضمن:
جميع دواعي محبته -سبحانه-

1⃣: داعي الكمال والجلال هنا

2⃣: داعي الجمال

3⃣: داعي الإحسان والإنعام


ونكمل باذن الله مع الاسماء الباعثة للمحبة بداعي الجمال ..

❔لماذا يقرن الله الحي والقيوم ؟

⬅️وذلك في ٣ مواضع في القرآن

آية الكرسي
اول آل عمران
سورة طه 

👥لأنّ عليهما مدار الأسماء الحسنى كلها
الذاتية والفعلية

🔔فـ كمال صفات الذات في الحي :

كالسمع والبصر واليد والعلم والعزة والارادة وغيرها من الصفات.

🔔و كمال صفات الأفعال في القيوم :

كالخلق والرزق والإنعام والإحياء والإماتة والتدبير، والنفع ونحوها.

🔖و لذا عـدّ جمعٌ من أهل العلم أنهما:

⬅️الاسم الأعظم

🔗لِما جاء عن النبي أنه سمع رجلاً يدعو فقال:

"اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنان، بديع السموات والأرض، يـا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم" 

فقال النبي🤲:

"لقد دعا الله باسمه العظيم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى"

#العبودية ( ٢٦ )