Telegram Web
جِــهَـاد pinned «« يَا ابْنَ جُنْدَبٍ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَعْرِفُنَا أَنْ يَعْرِضَ عَمَلَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ عَلَى نَفْسِهِ فَيَكُونَ مُحَاسِبَ نَفْسِهِ فَإِنْ رَأَى حَسَنَةً اسْتَزَادَ مِنْهَا وَ إِنْ رَأَى سَيِّئَةً اسْتَغْفَرَ مِنْهَا لِئَلَّا يَخْزَى…»
العامل الذي يدفع الإنسان للمحاسبة

يؤكد الإمام الصادق -عليه السلام- في هذه الرواية على هذه النقطة ، وهي أن على كل مسلم يعرفنا وينتمي إلينا ويريد أن يأخذ برنامج حياته منا أن يحاسب نفسه ويراقب أعماله . من بين الخصائص التي ميز الله تعالى بها روح الإنسان هي أنه يمكنه أن يراقب أعماله ويشرف عليها ، وهذه من القضايا التي حيرت الكثير من فلاسفة العالم . كل إنسان في العادة يمكنه أن ينظر إلى الآخرين وإلى أعمالهم وتصرفاتهم ، لكن أن يتمكن من النظر إلى نفسه فهذه من الخصائص المهمة للروح البشرية . إن الإنسان كائن يمكنه أن يحفر نفسه ويحثها ويؤدبها ويوبخها ، فإن هذه الخاصية هي من الألطاف الإلهية التي ترحم بها الله على الإنسان .

بناء عليه ، فقد جرى التأكيد على أن يراقب الإنسان أعماله في كل ليلة مرة واحدة على الأقل ليرى ما قام به من حسن وسوء . وطبق هذه الرواية ، يجب أن يكون الإنسان حسيباً على أعماله ، فإذا شاهد عملا صالحا فيها ، فيجب عليه أن يلتفت إلى أنه لطف حاصل من جانب الله وعليه أن يسأله التوفيق للقيام بهذا العمل أكثر .

فقد ورد في روايات أخرى أن يقوم هذا العبد أولا بشكر الله على هذا الأمر ، ومن ثم يسأله هذا التوفيق لكي ينهض مجددا ويقوم بأعمال أفضل وأكثر ، وإذا شاهد خطأ في أعماله فليتداركه ويتوب قبل أي شيء ، بالطبع ، قد يكون للتوبة بعض المستلزمات ، فمثلا إذا فاته عمل ما عليه أن يقضيه ، أو إذا كان قد أضاع حق أحد فعليه أن يؤديه إليه أو يعوض له عن ذلك الفعل القبيح بفعل حسن لكي يكفر عنه ولا يترسخ ذلك الفعل السيئ في روحه فيخزى يوم القيامة .

- يتبع
جِــهَـاد
العامل الذي يدفع الإنسان للمحاسبة يؤكد الإمام الصادق -عليه السلام- في هذه الرواية على هذه النقطة ، وهي أن على كل مسلم يعرفنا وينتمي إلينا ويريد أن يأخذ برنامج حياته منا أن يحاسب نفسه ويراقب أعماله . من بين الخصائص التي ميز الله تعالى بها روح الإنسان هي أنه…
:

وضمن إشارته إلى المحاسبة ، يذكر الإمام الصادق -عليه السّلام- في كلماته بهذه النكتة حيث يقول : « لئلا يخرى يوم القيامة » . ومثل هذا التنبية يوجب علينا أن نراقب أنفسنا مراقبة تامة ولا نقوم بما يمكن أن يؤدي إلى خزينا في القيامة لأنه لا يمكن جبران ما فات في ذلك اليوم ، فنبتلى بالحسرة الأبدية .

- يتبع
جِــهَـاد
: وضمن إشارته إلى المحاسبة ، يذكر الإمام الصادق -عليه السّلام- في كلماته بهذه النكتة حيث يقول : « لئلا يخرى يوم القيامة » . ومثل هذا التنبية يوجب علينا أن نراقب أنفسنا مراقبة تامة ولا نقوم بما يمكن أن يؤدي إلى خزينا في القيامة لأنه لا يمكن جبران ما فات في…
:

من أسماء القيامة « يوم الحسرة » ، وهذا يدل على حجم العذاب الروحي الناشئ من قضية الندم . ومن الأسماء الأخرى لذلك اليوم هو « يوم الحساب » ، فإذا لم يلتفت الإنسان إلى أنه سوف يحاسب على أعماله ويسأل عنها فإنه لن يشعر بالمسؤولية ، ولن يفكر بمراقبة أعماله وتنظيمها ولن يهتم بترك ما لا ينبغي وفعل ما ينبغي .

أما إذا علم أن القضية جادة فسوف يتنبه إلى جزئيات أعماله . وقد أشير في القرآن إلى هذه الحقيقة أيضا ، حيث ذكر أن عذاب القيامة ناجم عن نسيان يوم الحساب ، فذلك النسيان هو الذي يؤدي بالإنسان لاجتراح السيئات فيبتلى في النهاية بالعذاب الأبدي :

« إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ » . فمثل هذا العذاب يكون لأولئك الذين نسوا يوم الحساب وإن كانوا يعتقدون به ، لكن اعتقادهم كان باهتا ولم يكن ناشطا ومؤثرا في أعمالهم .

- يتبع
جِــهَـاد
: من أسماء القيامة « يوم الحسرة » ، وهذا يدل على حجم العذاب الروحي الناشئ من قضية الندم . ومن الأسماء الأخرى لذلك اليوم هو « يوم الحساب » ، فإذا لم يلتفت الإنسان إلى أنه سوف يحاسب على أعماله ويسأل عنها فإنه لن يشعر بالمسؤولية ، ولن يفكر بمراقبة أعماله وتنظيمها…
:

ينقل القرآن الكريم قصة أخوين كان أحدهما متفلّتاً ولا يراقب نفسه في أمواله وأعماله . ورغم كل ما بذله أخاه في توصيته لمراقبة أعماله وأفعاله ، كان يجيبه :

« وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةٗ وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيۡرٗا مِّنۡهَا مُنقَلَبٗا »

فهو لم يكن يتصور بأن الساعة ستتحقق ، وكان يعتبر أنه في حال حصل ذلك وكان هناك رب وقيامة فإنه سيرجع إلى ربه وسيجد في ذلك العالم منزلا أفضل من منزله في هذه الدنيا .

إن هدف القرآن من نقل هذه القصة هو أن يقول لنا إن مثل هذا الاعتقاد بالمعاد لا فائدة له ، لأن الركن الأساس للاعتقاد بالمعاد هو الاعتقاد بالحساب . فما هو مهم في هذا الاعتقاد ، أننا سنحيى مرة أخرى في ذلك العالم لنرى نتيجة أعمالنا .

أما مجرد الاعتقاد بالعودة إلى الحياة لا فائدة منه . إن من لوازم مثل هذا الاعتقاد التوجه والالتفات إلى عاقبة أفعالنا في ذلك العالم . ينقل عن النبي الأكرم صل الله عليه وآله في رواية أنه قال : « حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا » .

| آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي - قدس سره - .
القيام بجميع الواجبات

أن نكون ملتفتين ومراقبين لتأدية كل واجباتنا . يمكن أن يكون تصورنا في البداية أننا لا نترك تلك التكاليف مثل الصلاة والصيام وأمثالها ، فأي واجب يمكن أن نكون قد تركناه !
فهذا الأمر أيضا من مصائد الشيطان ،

لأن هناك الكثير من التكاليف التي نغفل عنها ، حتى أولئك الذين هم على اتصال دائم بالفقه والآيات القرآنية وأحاديث أهل البيت عليه السّلام ، قد يغفلون عن الكثير من الواجبات . فالإحسان إلى الوالدين وصلة الرحم وقضاء حاجة المؤمن الذي أظهر حاجته والكثير الكثير من الأمور تعد من الواجبات التي يمكن أن لا نكون قد فكرنا في القيام بها على مدى سنوات عديدة ، ولو أضفنا إلى هذا كله واجباتنا ومسؤولياتنا الاجتماعية والسياسية سنجد أن عددهم يصبح أكثر بكثير .

إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإرشاد الجاهل ومحاربة الظلم ومواجهة الانحرافات العقائدية والفكرية والدينية وغيرها هي من أهم الواجبات التي يعد التقصير فيها ذنبا كبيرا . سنتمكن من القيام بكل هذه الوظائف بشكل جيد حين نخطط لها مسبقا ونضع جدولا نحدد فيه كل هذه التكاليف .

| اية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رضوان الله تعالى عليه 🌿 .
ذكرى عن المرحوم الشيخ الأنصاري

إن الله عبادًا يحبهم حقا . وأمثال هؤلاء لا يمكن أن يعوضهم عن حب الله شيء ، بل تجدهم دائمي البحث عن أي فرصة يخلون فيها بربهم ويناجونه .

وينقل أحد الأعاظم عن المرحوم الشيخ الأنصاري ( رض ) أن الشيخ دخل إلى منزله في أحد الأيام الحارة وكان عطشه شديدا فطلب بعض الماء ( لعلكم رأيتم أو سمعتم أن في تلك الأيام لم يكن هناك في النجف ثلج أو برّاد ، بل كان هناك إبريق يعلقونه في بعض السراديب لكي يبرد قليلا ) .

فقال الشيخ في نفسه : فلأصلي الركعتين حتى يأتون لي بالماء . فتصوروا أن الوقت هو وقت الظهر وفي حر الصيف ، الذي قد تصل فيه الحرارة إلى خمسين درجة مئوية في النجف الأشرف ، والشيخ متعب جدا من التدريس وهو عطشان ، لكنه لا يجلس في هذه البرهة الزمنية بلا عمل .

وأثناء انشغاله بهذه الصلاة تحصل له حالة تحمله على قراءة إحدى السور الطوال فيمتد وقت الصلاة عدة ساعات . وحين ينتهي ويتناول الكوب ليشرب منه الماء ، يجد أن الماء قد أصبح حارا جدا فيضطر لشربه والرجوع إلى عمله .

أجل ، إن أمثال الشيخ الأنصاري يستغلون مثل هذه الفرصة للصلاة وكأنهم أدركوا محبوبهم . وأي أنس يعيشه هؤلاء ! يلتذون بمثل هذه الصلاة إلى الدرجة التي ينسون فيها عطشهم . إنها قصص واقعية تحكي عن مدى أنس هذا الرجل العظيم بربه . إننا لا نعرف من الشيخ الأنصاري سوى رسائله ومكاسبه وقل ما نعرف عن مقاماته المعنوية .

فعلينا أن نسأل الله أن يترحم علينا بمثل هذه المعرفة لكي نقدر أهمية عمرنا ونخطو بصورة أكثر جدية على طريق العبودية ونقترب نحو التشبه بأهل البيت عليه السّلام لعلنا بذلك ننال شفاعتهم .

| قصة ينقلها اية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رضوان الله تعالى عليه 🌿.
جِــهَـاد
« يَا ابْنَ جُنْدَبٍ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَعْرِفُنَا أَنْ يَعْرِضَ عَمَلَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ عَلَى نَفْسِهِ فَيَكُونَ مُحَاسِبَ نَفْسِهِ فَإِنْ رَأَى حَسَنَةً اسْتَزَادَ مِنْهَا وَ إِنْ رَأَى سَيِّئَةً اسْتَغْفَرَ مِنْهَا لِئَلَّا يَخْزَى…
:

وفي المحاسبة ، يجب الالتفات إلى تلك الأعمال الحسنة التي تصدر منا لكي نرى فيما إذا كانت مؤثرة في الواقع ووقعت موقع القبول أو أنها كانت فاسدة ولم تبلغ مرتبة المقبولية ؟

- لأن الأعمال الحسنة إنما تكون حسنة في الواقع وتؤثر في سعادة الإنسان إذا أداها الإنسان بنية سليمة . فإذا قام الإنسان بأعمال حسنة ولكن بدوافع سيئة كالرياء والسمعة ، أي لأجل أن يراه الناس ويسمعوه ويثنوا عليه ويمدحوه ، فبالإضافة إلى عدم تحصيل أي ثواب وعدم الوصول إلى السعادة ، فإنه قد يتسبب لنفسه بالسقوط .
إن بعض الأشخاص تكون حساباتهم واهتماماتهم دقيقة إلى درجة أنهم يعيشون القلق في الليل لئلا تعود البضاعة التي اشتروها عليهم بالربح في اليوم التالي ، ويخافون أن تكون البضاعة مضروبة .

ونحن في أعمالنا ينبغي أن نكون كذلك ، فنقلق بشأن الشبهات ، أي الأعمال التي لا يعلم الإنسان إذا ما كانت حلالاً أو حراما ، والتي يمكن أن تبدو بناء على مبدأ « أصل الإباحة » حلالا ،
ولكن لأنها من الشبهات ويوجد احتمال كونها حراما ، فعلى المؤمن أن يقلق لئلا يقوم بعمل هو في الواقع حراما .

فطالما أننا نستطيع أن نشتري بضاعة نتيقن بسلامتها فهل من المعقول أن ندفع مالنا لشراء بضاعة مشتبه بشأنها أو نحتمل أنها مضروبة ؟! فلنحذر من ذاك اليوم الذي نتحسّر فيه على ذلك الوقت الذي كنا نستطيع فيه أن نقوم بالأعمال الصالحة 100 ٪ ، لكننا حُمنا حول الشبهات وقمنا بعمل مشكوك بأمره .

فلو كان الإنسان محاسبا جيدا ومدركا لقيمة العمر ولرأسماله فسوف يعيش مثل هذا الهاجس ، فما بالك بالمكروهات ( تلك الأمور التي لا يعذب عليها ، ولكنها على أي حال مرجوحة بنظر الشرع ) .

| آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رضوان الله تعالى عليه 🌿.
🔹معنى تزكية النفس

كما أنَّ الإنسان يهتم بجسده وبصحته، فيغذيه بما يوجب نمّوه وسلامته، ويقيه من الآفات والأمراض، ويبادر إلى الطبيب عند شعوره بالمرض أو الألم أو حتى عوارضهما ليعالجه منه، فيستعين بالجسد السليم القويّ على قضاء حوائجه، فكذلك النفس البشريّة، ينبغي الاهتمام بها وتغذيتها بما يوجب رقيّها وسلامتها، وينبغي العمل على وقايتها من الامراض، وإذا أُصيبت بآفة أو مرض بادر إلى علاجها مستعيناً بتقوية الجانب الإنساني فيها.

فتنميتها بالفضائل والأخلاق الحسنة وتهذيبها من الرذائل الأخلاقية والذنوب حتى يقوى فيها جانبها الإنساني وبعدها المعنويّ، وهذا هو معنى تزكية النفس

وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عجبت لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار" .
اهتمام الإسلام بتزكية النفس

لقد أكّد الإسلام كثيراً على التزكية واهتمَّ اهتماماً خاصاً بالأخلاق،

ولذلك نجد أنَّ الآيات ذات المضمون الأخلاقيّ في القرآن الكريم أكثر من آيات الأحكام والتشريع، بل القصص القرآنيَّة ذات أهداف أخلاقيَّة، والأحاديث الواردة عن المعصومين، كثير منها يرتبط بالأخلاق.

جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بين يديه فقال: يا رسول الله ما الدين؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "حُسن الخلق"، ثمَّ أتاه من قبل يمينه فقال: يا رسول الله ما الدين؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "حُسن الخلق"، ثمَّ أتاه من قبل شماله فقال: ما الدين؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "حُسن الخلق"، ثمَّ أتاه من ورائه فقال: ما الدين؟ فالتفت إليه فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "أما تفقه؟! هو أن لا تغضب" .

كما أنَّ الثواب والعقاب اللذين يترتَّبان على الأمور الأخلاقيّة ليسا بأقلَّ من الثواب والعقاب اللذين يترتَّبان على بقيَّة الأمور.
للنفس مرتبتان: مرتبة دنيا، ومرتبة عليا.

فالنفس بمرتبتها الدنيا هي حيوانية الميول، لها صفات وآثار الحيوان، وتميل كما يميل أيُّ حيوان،

وبمرتبتها العليا هي إنسانية ملكوتيَّة طاهرة كاملة، إلّا أنّها تحتاج لكمالها إلى التربية والتهذيب، فالإنسان يحتاج في المرتبة الدنيا إلى الماء والطعام والمسكن والهواء والزواج وغير ذلك، فهو حيوان بالفعل، إلّا أنَّ النفس تقبل النموّ والتربية، وتميل إلى الكمال والصفات الكماليّة من علم ومعرفة وإحسان وإيثار وعدالة وعفو واستقامة وصدق وأمَّانة وشجاعة وكرم وحب للخير ودفاع عن المظلومين وغير ذلك، وبهذا يكون كمالها وبذلك تصل إلى مرتبتها العليا.
🔹 كرامة الإنسان بروحه


إنَّ الذي يجعل الإنسان إنساناً ويميّزه عن سائر الحيوانات، هو بعده الإنساني وروحه الملكوتيّة المجرَّدة، وهذا الجانب بالذات هو مورد التكريم الإلهي في قوله تعالى:

﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾ .

كما أنَّ هذا الجانب هو الذي يشكِّل موضوعاً للتزكية والتربية وليس الجانب الحيواني الماديّ. صحيح أنَّ الإنسان حيوان وله حاجات على هذا المستوى، لكنَّ تلبية حاجات البعد الحيواني ليست هدفاً بذاتها، بل هي من أجل خدمة البعد الإنسانيّ وتكميل حياته الإنسانيّة.

فلو جعل الإنسان بعده الحيواني هدفاً، ولم يكن همّه في الحياة إلا الأكل والشرب واللباس وإرضاء شهواته وغرائزه الحيوانية، لَفَقَد إنسانيته ولسقط في دَرْكِ الحيوانية وإن كان بصورة إنسان، وهذا ما عبَّر عنه القرآن في قوله تعالى:

﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ .
قال أمير المؤمنين عليه السلام: "معرفة النفس أنفع المعارف" غرر الحكم، ص 139.

المقصود من معرفة النفس

والمقصود من معرفة النفس معرفة هويتها الإنسانيّة، بمعنى أن يعرف الإنسان مقامه الواقعي في عالم الخلقة، فيعلم أنَّه ليس حيواناً، ولم يخلق لأجل أن يعيش حياة حيوانية، بل هو موجود ملكوتيّ خلق عاقلاً ومختاراً وحرّاً، وإنَّ عليه أن ينمِّي بُعدهُ الإنساني لا الحيواني، ويلاحقه بالتزكية، ويربِّي فيه القيم والفضائل الأخلاقيّة، حتى يصل إلى الكمال المنشود ويكون لائقاً بحمل الأمانة وخلافة الله على الأرض.
- كلام مهم جدًا.
| آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رضوان الله تعالى عليه 💛.
آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رضوان الله تعالى عليه ،💛 .
السلام عليكم

سيدنا أنا سيدة ، وأفكر أسجل بنادي رياضي (جِم) نِسوي طبعًا
لغرض ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي يساعدني في خسارة الوزن أو اللياقة البدنية بمساعدة الكادر هناك ..
لكن أترَدد في مسئلة الموسيقى المفتوحة هناك
فهم يفتحون موسيقى الرياضة وتكون سريعة ودافعة بشكلٍ ما للحماس والنشاط ..
سؤالي هو حول هذه الموسيقى هل هي حرام أم حلال؟، وهل يجوز لي الانخراط في كذا نادي ولكذا غاية ؟.

لو تجيبونا تُغيثونا ..
2025/02/22 13:35:03
Back to Top
HTML Embed Code: